[يمامة الوادي]

نداء



من فاته رفقة(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ)
وحرم وسام(وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)
وغفل عن داء (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ )
وما طلب دواء(أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
فهو في أجواء الهوى يسرح, وغي ساحات الغي يمرح,
هند بهواها رمته في الهند, وليلى بحسنها أطارت عقله ليلا, وسحر أقلقته في السحر,
اسمع منا يا مبتلى:
.

إذا أغرق القلب في المباح أظلم فكيف بالحرام؟؟!!

وإذا غير الورد الماء منه من التوضؤ به فكيف بالنجاسة؟!!

أنى لمزكوم هوى أن يستنشق نسيم سحر!! وأنى لعاشق طين أن يحظى بحور عين!!!.

يا هذا...

تزعم أن الآخرة همك! (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ)
وتظن أن لك صبر على النار! (كَلَّا إِنَّهَا لَظَى)
وتعجب من كثرة بلاياك وانغلاق الأبواب أمام وجهك ,
وتسأل : ما السبب؟ (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ)

أما وقد علمت هذا فدع عنك التغني بأشعار الهوى, وانشغل بترتيل (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)
وكن ممن أجاب النداء وكسر القيد,
فحلق عاليا مع الهمم العالية والعزائم الماضية
تاركا خلفه الدنيوي مستأثرا لشهوة تذله,أو هوى يضله.

فان فعلت كنت الرابح في سوق الآخرة ولا يعود يجمعك بالبشر إلا صورة اللحم والدم,
أما روحك وفكرك ولذتك وألمك فأنت فيها خلق جديد ونموذج فريد."

خالد ابو شادي