[عطاء بن يسار]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزاء الثاني عن المدن التي قضيت فيه طفولتي وصمنا فيها شهر رمضان
مدينة الطائف عروس المصايف
آما تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعا جرى من دمعتي بدمي
ولدت في مدينة الطائف في غرب المملكه العربيه السعوديه
والطائف بالنسبه لي هي ضحكات الطفولة وهمسات الصبا وطيش الشباب والفرح واللعب
في متنزهات الهدا والسهرات الجميله في بساتين وادي ليه والشفاء
واتذكر جيد اول مشاهدتي الطفوليه في رمضان كانت في منزل يتبعه بستان في حي القمريه وهي منطقه فيها الكثير من البساتين واتذكر فتاة راعية غنم صغيره اسمها(غزوى) كانت تاتي الينا لتأخذ البواقي لتطعم اغنامها وكنت العب معها --- ثم انتقلنا من هذا المنزل بسبب ظهور ثعبان كبير(سلام قول من رب رحيم) مما اثر الفزع في نفوس اهلي ولبثوا ايام في البحث عنه !!!
المنزل الثاني بعد عام 1398هـ كان في حي الشرقيه وسط البلد وكان امهاتي يذهبون كل ليله لصلاة التراويح في مسجد الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهم او مسجد الهادي وهو الاقرب الى منزلنا وكان فيه
الشيخ محمد بن شرف الحلواني القاضي بالمحكمه الكبرى بالطائف حفظه الله
وكان التسوق من برحة القزاز(اهل الطائف يطلقون اسم برحه على الساحات) ولا انسى ابد فساتين العيد الجميلة والتي كانت والدتي تشتريها لنا ولا صحون البليله الشهيره وهي الحمص المطبوخ ولا الذره المشويه ويسمونها(حبش) ولا المراجيح والالعاب التي كانت تقام في البرح المجاوره في ايام العيد وفاكهة البرشومي (وهي التين الشوكي)
وثم لم نصيف في الطائف منذ عام1405هـ وحتى صيف عام 1422هـ صيفنا فيها شهرمع والدتي رحمة الله عليها ثم لم اعد إليها إلى ألان سوى اربع ساعات في نهار صيف 1427هـ خرجنا من منزل شقيقي في مدينة جده بعد صلاة الظهر ووصلنا منتزهات الهدا في ضواحي الطائف وقت صلاة العصر وتغدينا هناك وبعد صلاة المغرب رجعنا
ولم استطع ابدا دخول مدينة الطائف
لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل ولا أرقت لذكر البان والعلم
مكة المكرمة
أول ذكرياتي في رمضان في الحرم المكي ليله في عام 1396هـ او1397هـ (لا استطيع التذكر غير اني كنت فتاة صغيره تلبس الملابس القصيرة ولم ا تحجب بعد – -- واتذكر الجزاء من الحرم الذي مكثنا فيه تلك الليله ولازال موجود الى الان وهو تحت صخرة الصفاء في الجزاء من البناء العثماني لايزال كما هو .و كن نسكن في منزل احدى صديقات جدتي في حي الزاهر البعيد عن الحرم نوع ما فا كل ليلة نأتي قبل صلاة العشاء ونمكث حتى الانتهاء من صلاة القيام (التهجد الأخير)
واتذكر جيد ان الامام كان يطيل الركوع والسجود بشكل خيالي وكنت (واستغفر الله )ارفع راسي من السجود لاتنفس ثم اعود وانا اسمع نحيب امهاتي ودعائهم الطويل طوال السجود وما كنت اعرف ماذا اقول خلال هذي السجدات الطويله لكن اتذكر والدتي رحمة الله عليه تردد(يا مقلب القلوب والابصارثبت قلبي على طاعتك)
وكن ننزل الى مكه من الطائف في أيام معينه من رمضان اهمها ليلة 25 و 27 والجمع ---واتذكر اني صلينا خلف الشيخ عبدالله الخياط فلا ازل اتذكر صوته وفرحة أمهاتي به ويبدو والله اعلم انه كانت صلاة جمعه --
وكنا نقوم بزيارة من نعرفهم من المشايخ في مكه والسلام عليهم وبالذات فضيلة الشيخ (محمد بن سعيد )عليه رحمة الله وهو احد كبارالعلماء ومن مدينة الرياض ثم اعتكف رحمة الله عليه في مكه حتى توفى فيها
وكان فيه مسجد في اخر سوق المدعى يسمى مسجد الجن وكان يرعبني مجرد فكرة المرور من تلك الناحيه الان ماادري يمكن اصبح جزاء من التوسعه الاخيره في العام الماضي
وقد شهدت عام 1401اول صلاة للشيخ علي الحذيفي في الحرم المكي ولم نكن نعرف من هو واعتقدنا لعدة ايام انه فضيلة الشيخ محمد شرف الحلواني حيث كن نعرف الشيخ الحلواني حفظه الله من مساجد الطائف وفي الحج كان يقوم بالتلاوه في يوم عرفه قبل الخطبه وسبحان الله كان فيه تشابهه في الصوت والتلاوه بينهما ولكن بعد ذالك سأل شقيقي الاكبر اصحاب محلات التسجيلات الموجدين في حي الشبيكه سابقا فا خبروه عن الشيخ الحذيفي وكانت امهاتي وانا قد عشقن صوت الشيخ وتلاوته الخاشعه (جدتي طلبت مني بعد ذالك ان اسجل من الاذعه تلاوته لسورة الكهف وقالت لي :انه هادي لايزعج صوته أذني ويتلو( بلسان عربي مبين )واتذكرها رحمة الله عليها وهي جالسه على فراشها وقد بلغت التسعين وتردد خلفه تسجيل سورة الكهف-- جزاء الله شيخنا علي الحذيفي عنا خيرالجزاء)
من عام 1405 – حتى عام 1412 بدانا بالسكن في مكه طوال الاجازه ورمضان والعيد وكانت هذي اجمل ايام عمري غير ان امهاتي ومن بداية عام 1408 هـ بدات في استودعهن العزيز الحكيم واحدة تلو الاخر.
من عام 1412حتى عام 1422انحرمنا من الذهاب الى مكه المكرمة بتاتا لعدة ظروف مرت بنا والله المستعان- ثم 1422 هـ ذهبت مع والدتي واحدى خالتي الى مدينة الطائف ومكثنا بها ذالك الصيف ومر بنا شيخ كبير من المعارف فعرضنا عليه ان ينزل بنا مكه لنعتمر فوافق –وكنا مجموعه من النساء وفتى صغير في 14 من العمر تقريبا وكانت والدتي ومنذ ركبنا الطائره متجهين الى الطائف تقول له وهي تضحك مازحة (انت الان قيم المحصنات فانتبه لنا واحرص علينا) ولا يزال حفظه الله كلما يرن جرس الباب واقول مين يرد علي(أنا قيم المحصنات)أسال الله أن يلبسه لباس الصحة والتقوى والصلاح.
وعند وصولنا مشارف مكه كانت والدتي تبكي بحرقه وتدعو (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ)ولم نستطع ان نبقى في الحرم فقد اعتمرنا وخرجنا مسرعين ومنبهرين من التغيير الكبير الذي طراء على مكه --ثم اني دعيت ربي وانا ساجده بين باب الحطيم وباب بيته المعظم بان لايحرمني من هذا البلد ابد وان يتكفل بي ووالدتي وما ولدت ويردنا اليه رد جميل والحمد الله على عظيم امتاننه فقد تفضل علي سبحانه وشرفني بالحضوراليها سنويا والاعتكاف والمكوث فيها ومنذ ذالك الحين .
انتقلت والدتي الى رحمة الله في شهر حمادالاولى عام 1425 هـ بعد ان قضيت معه العشر الاخير من رمضان عام1424 هـ بجوارالحرم المكي الشريف
انتقلت اخر واحده من امهاتي الى رحمة الله في منتصف سنة 1426هـ ولكبرسنها ومرضها فم تعد تعي شيئا ولم نخبرها عن وفاة والدتي وان كانت تنادي عليها بعض الايام وتسأل عنها (وينها ماترد علي) استودعتهم الله الذي لاتضيع ودعائه( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ )
الظهران
من عام 1393 -1394هـ انتقل بنا والدي الى مدينة الظهران في المنطقه الشرقيه من السعوديه وعلى ساحل الخليج العربي حيث كان يعمل في القاعده العسكريه بالظهران وكان سبقنا للوصول البها واستاجر منزل في مدينة الظهران وهي مدينه حديثه انشائتها شركة النفط (ارمكو) وجميع السكان فيها هم من مناطق المملكه المختلفه ومن المدن المجاوره لها مثل الاحساء والقطيف والمنازل فيها على شكل البيوت في الريف الامريكي وحتى مدرستي الابتدائية الأولى بالظهران كانت كذالك -ويسمون المبنى بهذا الشكل (براكس).وأتذكر ان العلاقات بين الجيران في رمضان حميمه جد وقويه والى الآن تربطنا علاقات قويه ببعضهم ومكثنا في الظهران لمدة سنتين حتى أعادنا والدي الى الرياض في شهر ربيع الاول عام1395هـ عندما اعلن استشهاد الملك فيصل عليه رحمة الله وأتذكر الخوف من الاضطراب والحيرة على وجه والدي وهو يركبنا الطائرة وفي أول مره في حياتي (وكانت طائره عسكريه) ثم أتذكر بكاء والدتي وأمهاتي وحزنهم عليه فلقد كان رحمة الله عليه أسطوره فذه ورجل نادر في كل شي وكان اميرهم في الحجاز قبل ان يكون الملك وبالنسبة لنا ونحن أطفال لم نعتقد انه شخص عادي مثلنا ابدا !!و كان مثالنا في كل شي فنقول (خلك ملابسك نظيفه ومرتبه زي الملك او امشي كويس بأدب زي الملك –وإذا أردنا وصف رجل جميل قلنا يشبهه الملك فيصل) رحمه الله وغفر ذنبه.
مدينة خميس مشيط
عام 1400هـ اخذنا والدي حفظه الله في رحله بالسياره هي الاولى والاخيره من نوعها فوصلنا الى مدينة خميس مشيط قبل دخول رمضان ومكثنا به حتى يوم 25رمضان ولااتذكر أي شي عن الصيام في هذي المدينه الجميله سوى الغابات الجميله المجاوره لها والأمطار الغزيرة اليومية .وكان والداي يذهبان يوميا الى الصلاة في احد المساجد المجاوره
المدينه المنوره
زرت المدينه المنوره على ساكنها افضل الصلاة والتسليم ثلاث مرات في حياتي الاولى كانت في 2 ايام العيد عام1400 في الرحله الاسطوريه لنا مع والدي حيث وصلنا الى المدينه المنوره بعد مرورنا بالطائف ومكثنا يومين عند امهاتي رحمة الله عليهم الذين كانو وصلو اليها من بداية الصيف ثم ذهبنا الى مكه ثم جده ثم المدينه المنوره وكانت المدينه كعادتها مثال للهدواء والسكينه وحرص والدي على ان نصلي فيها الفروض الخمسه وان نتجول في اسواقها القريبه من الحرم
ثم ذهبنا الى المدينه المنوره في العشر الاخير من عام 1406 هـ ومكثنا به ايام من العشر
وفي عام 1425هـ حرصت بعد انتقال والدتي الى رحمة الله على اخذ شقيقاتي الصغار بعيد عن جو المنزل فذهبت مع جميع افراد عائلتي الى مكه واعتكفنا فيها 15 يوما ثم قضينا العشر الاخيرمن رمضان في المدينه المنوره بجوار الحرام النبوي الشريف ولم اذهب الى أي مكان في المدينه وحتى عندما ذهبنا شقيقاتي الى مسجد قباء للصلاة فيه لم اذهب معهم بقيت ملازمة للصلاة في المسجد النبوي ومكثنا حتى ثاني العيد وليلة العيد وصلاة العيد في المسجد النبوي شي لايمكن ان يوصف وانطباعي هو( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ )
حبيبتي الرياض
الله يعلم ما باالقلب من الم ومن غرام باحشاء ومن سقم
على فراق فريق حل بالحرم فقلت لما همى دمعي بمنسجم
على العقيق عقيقا غير منحسم
(الله يذهب ماباالقلب من علل)
ماذا أتكلم وأقول عن حبيبتي الرياض مدينه بسيطة هادئة .
كل الاحتفالات برمضان والعيد تمر بشكل سريع حتى زيارات الاهل والجيران اصبحت سريعة ومستعجلة نصف ساعه بالكثير –اختفت سهرات رمضان والعيد في المنازل –وانتقلت السهرات الى الاسترحات والمتنزهات وامر غريب ايضا المراكز التجارية والأسواق والمطاعم.اصبحنا نفطر خفايف في المنزل ثم بعد التراويح نتشر اما في المراكز التجاريه او المطاعم وأيام الاجتماعات العائلية في الاستراحات. أو يوميا أحيانا بالنسبة للرجال –
وبالتالي بدات تختفي عاده جميله عاصرتها وهي وليمة (عشاء الولدين) التي كانت تعمل في رمضان ويجتمع فيه جميع الاقارب والمعارف على ذبيحة فنجتمع ونتعشى ونترحم على الاجداد ونقول :الله يجعل ثوابه لوالديكم .
صلاة التروايح والقيام
في الماضي كانت جدتي تتفق مع احد المشايخ من كفيفي البصر ليصلي بنا في البيت وحسب مدة بقائنا في الرياض فكان يصلي بنا 4تسليمات ثم نقدم له الشاي والقهوه ويرتاح قليلا ثم يصلي بناء الشفع والوتر. و كان يوجد عاده جميله وهي ان بعض البيوت كانت تبعث الشاي والقهوه وايضا المباخر لتعطير المسجد وقت صلاة التراويح. .
يتبع في الجزاء الثالث
الحمد لله حمداً يبلغ رضاه
وصلى الله على أشرف من اجتباه وعلى من صاحبه ووالاه وسلم تسليماً لا يدرك منتهاه‏.‏