[ايمان عالم]

كان يا ما كان في قديم الزمان حارة تسمي بحارة الفقراء و هذه الحارة لا يعيش فيها سوي الفقراء لا يكفيهم ما يكسبونه في يوم عملهم من دراهم معدودة إلا لسد رمق جوعهم لا يشغلاهم ما يشغل الآخرين من لباس و ترفيه.

ولكن رغم فقرهم إلا أنهم كانوا كرماء بشكل كبير وطيبون و سعداء رغم فقرهم وكان في هذه الحارة شحاذ يدعي ب (أبو سالم ) يمشي علي عكازين ويلبس معطفا مرقعا و حذاءا باليا ورغم فقر أهل الحارة إلا أنهم كانوا يعطونه ما يقدرون عليه من طعام أو نقود و لباس لأسرته و كان كل يوم علي هذا الحال يجول الحارة ليحصل علي رزق يومه ولم يعد يوما إلي داره بدون طعام لأسرته وكانت كل أيامه هكذا إلي أن جاء يوم وقبل خروجه من داره كعادته كل صباح طلبت منه زوجته الحديث معه قليلا فوافق و جلس ليستمع لما تريد قوله له.
الشحاذ(نعم شو بدك)
الزوجة(بدي قول ان حالنا مو عاحبني بنوب )
الشحاذ(ومين قالك انو عاجبني بس ما باليد حيلة )
الزوجة(وليش ماتروح لحارة تانية)
الشحاذ (بس حارة الفقراء ماقصروا معنا بنوب)
الزوجة( معك حق بس بدنا نشوف رزء تاني مصارف العيال بتكبر)
الشحاذ( كلامك معقول بس وين راح روح)
الزوجة (روح لحارة الأغنياء الي وري الجبل الكبير )
الشحاذ( حاضر بكرة الصبح بكير راح اتكل علي الله وروح)
الزوجة وهي تبتسم (إنشاء الله )
وغدا في الصباح الباكر استيقظ الشحاذ وهو عازم علي أن يذهب إلي حارة الأغنياء لعله يحصل منهم علي ما يكفيه هو و أسرته لمدة طويلة
ودعته زوجته بدعاء له بان يفتح الله له أبواب الخير ويرزقه رزقا حلالا فخرج الشحاذ من بيته الصغير وبعد طريق طويل وصل الشحاذ إلي حارة الأغنياء و هو مسرور و متفائل
فبدا بقول كلماته التي تعود علي قولها في حارة الفقراء(ياأهل الخير اعطوني مما اعطاك الله .)و(لله يا محسنين لله لا تردوا هاد العبد المسكين يا أهل الخير) ولكن لم يرد عليه احد فاستغرب من ذلك مع إن صوته يسمع الحارة بكاملها.فبدأ بطرق أبواب سكان باب الحارة واحدا تلو الأخر ولكن كان رد كل سكان ردا واحدا ( ما عنا شي الي عنا بيكفنا روح روح شوفلك حارة تانية يالله روح).
فرجع إلي حارته و الدموع تتغرغر في عينيه من شدة مسمع من سكان حارة الأغنياء و عندما وصل إلي الحارة بدأ بقول كلمات لم يسبق له قولها(الله لا أغناكم ياحارة الفقراء الله يزود فقركم الهي يا حق )
فاستغرب سكان حارة الفقراء من دعاءه هذا عليهم فتجمعوا كلهم لديه و قالوا له (ليش عمتدعي علينا بزيادة الفقر والله هاشي مومعقول)
قال لهم والدموع في عينيه(والله مادعيت عليكم الا بشي راح تشكروني علية والله المال بيأس القلب وبيمتلك نفوس ويخليها تظلم والله والله ولي شوفتو اليوم اكدلي ها شي والله )
فسألوه عما رآه اليوم فأجاب (شفت ناس المال خلها تظلم وتقسي والله ). فحكي لهم ما حصل بتفصيل فابتسموا قائلين له (معك حق والله انك تدعي علينا والله ).

بقلمي :ايمان عالم

[غيوم ممطره]

فعلا المال أحيانا يكون لأصحابه نقمة لانعمة,,
فلاصدقة ولازكاة,,
ولا مراعاة حق الله فيه,,

احسنتي السرد وتصويره لنا بصورة تعج بالدروس المستفادة,,
تقديري لك ولقلمك الراقي"ايمان عالم".

[ايمان عالم]

مشكورة علي مرورك يا صاحبة اللسان الراقي
غيوم ممطرة