[سوار الذهب]

لم تكن حنان اول من يموت ولكنها ماتت فجأة وبسرعة رغم صغر سنها ....

كانت طالبة مجتهدة ...خلوقة رائعة في طريقة تعاملها واسلوبها .....دخلت علي ذات يوم فقلت لها مابالك ياحنان لماذا هذا الغياب المتكرر ...لماذا وجهك منتفخ هل تشعرين بشئ...نظرت الي وهي ضاحكة فقالت لا لاأشعر بشئ .......
الحقيقة انني ودعتها دون اقتناع فلقد كان وجهها منتفخ بصورة تلفت الإنتباه....
حنان بلغت من عمرها السادسة عشر...... والكل ينظر لها على انها صغيرة...
ولم نعلم ان الآجال بيد الله بل جميعنا يجعل بينه وبين الموت امدا طويلا...
تغيبت حنان بعدها لأيام علمت فيها انها نومت في المستشفى بسبب فقر الدم الشديد ...
وبعدها قررت ان اقوم بزيارتها ولكن كنت متهاونة فلم ازرها لإعتقادي انها لابد نازلة وستتحسن بعدهاوتعود.....
انتظرناها تعود يوما بعد يوم ولكننا فوجئنا بأن حنان دخلت في غيبوبة استدعت حالتها ان تنقل الى مستشفى كبير متخصص فنقلت وتوفيت هناك.......
ليالي عدة ظننت فيها انها ستعود ولكنها ( ماتت).....
وكلما دخلت الفصل تذكرتها مازالت كلماتها وإجاباتها تتردد في مخيلتي ....لااعرف لماذا استبعدت الموت عنها ...آلم ان تفقد شخص عشت معه مدة طويلة تراه فيها دائما وتتعامل معه كجزء من حياتك اليومية ليس هناك اوثق من هذه العلاقة التي جمعتني بها كنت مدرسة لها لمدة ثلاث سنوات على التوالي فقدتها بسرعة لم تتعدى اسبوعان تدهورت فيها حالتها لأبعد الحدود بينما كانت تنعم بصحة وعافية ....
هناك اسأل نفسي بحرقة لماذا لم ازرها ؟؟!! لأنني لم اربي نفسي على ان الموت ليس له حدود زمانية ...لأنني املت نفسي كثيرا فعشت في هذه الحياة دون ان افكر بالموت للحظات لااعرف الا انني دائمة افكر فيها ولعل موتها جاء عظة وعبرة (( فاعتبروا يااولي الابصار))
فلاحول ولاقوة الا بالله................اللهم ارحمها واسكنها فسيح جناتك

[أمل حزين]

الله المستعان
الموت هو الحقيقة الوحيده التى لايعيشها الا صاحبها
وهي الحقيقة الوحيده التى نغيب عنها رغم وجودها بيننا وهي مصيرنا جميعا
انا وكل من اعرف ومن لاأعرف سنموت
لماذا لانصدق حقيقة الموت!
سبحان الله
وكلماتك حقيقة لن نشعر بها ونعطيها حقها الا عند رؤية الموت
سلمت يداك على ماخطته وأسال الله لى ولك ولكل من نحب ونعرف ولكل المسلمين الخاتمه الحسنه
على مايحب الله ويرضى

[نوراي]

أقرأ كلماتك وأتذكر ( هدى ) طالبة متميزة كانت في الصف الثاني الثانوي منذ ثلاث سنوات تغيبت لمدة اسبوع .بين الحين والآخر كنت أشأل شقيقتها عنها لعلمي بحقيقة مرضها وكما ذكرتي لم يخطر على بالي اني لن أراها ثانية فلذلك تهاونت في زيارتها حتى سمعت خبر وفاتها في طابور الصباح ..
هكذا هو الإنسان لا تصل درجة اليقين لديه بالموت حتى تبلغ روحه الحلقوم وتخرج ..

تعلقت بأمال طوال اي أمال ..واقبلت على الدنيا ملحا اي اقبال
فيا هذا تجهز لفراق الأهل والمال ..فلا بد من الموت على حال من الحال ..