[حنان1982]

قال تعالى في سورة البقرة: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيبدعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} – انتبه تقدم الوعد بالإجابة ليبشرك- وفي الحديث: "للصائم عند فطره دعوة لا ترد" – وعد قاطع بالإجابة فادع بما تريد - وقال صلى الله علية وسلم :"إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرأُ خائبتين" – إن الكريم يعطي دون أن يسئل فكيف إذا سئل- وقال: "الدعاء هو العبادة" فهو دليل على توحيد الله تعالى وإثبات ربوبيته وأسمائه وصفاته فأنت تسأله وحده لأنه القريب المجيب الرحمن الرحيم المعطي الوهاب الكريم الأكرم الواحد الصمد الجبار العظيم مالك الملك الذي هو على كل شيء قدير... انظر: ابن عقيل/الآداب الشرعية (2/280).
تخيل!.. "لا يرد القدر إلا الدعاء"
والدعاء أقوى الأسباب في رد القدر، كما في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها. وفي لفظ: بالذنب يصيبه". عزز دعاءك بالاستغفار!!
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة" - فالدعاء والقضاء يلتقيان ما بين السماء والأرض فيعتلجانأي يتصارعان والأقوى فيهم يقع- أخرجه الطبراني في الدعاء (33)، وصححه الحاكم (1/492)،
قال السندي في شرحه على سنن ابن ماجه : قال الغزالي: فإن قيل: فما نفع الدعاء وقدقدّر الله ما يكون وما هو كائن؟ فاعلم أن من جملة القضاء أن الدعاء سبب لرد البلاء قبل نزوله وبعد نزوله، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئا يُعطى أحب إليه من أن يسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء) - أخرجه الترمذي ، فكما أن البذر سبب لخروج النبات من الأرض، وكما أن الترس يدفع السهم، كذلك الدعاء يرد البلاء. فيكون هذا الشيء الذي امتنع أو ارتفع من البلاء بعد نزوله بسبب الدعاء يكون قدقُدِّر من الأصل أنه سيرتفع بهذا الدعاء، أو أنه سيمتنع بهذا الدعاء. فالدعاء مكتوبمن الأول، والبلاء مكتوب من الأول.فهذامعناه أن الله قد كتب في اللوح المحفوظ أن هذا البلاء سينزل ويرفعه الدعاءوكذلك البلاء المتوقَّع نزوله يمتنع بالدعاء، وقال ابن قيم الجوزية: إذا رجعنا إلى سنة الأسباب والمسبَّبات نجد أن الدعاء سبب من الأسباب
الروحية التي جعلها الله سبحانه وتعالى ليدفع بها العبد عن نفسه ، فالدعاء من الممكن أن يرد القدر فهذا يدخل في مسألة الدفع، أن تدفع قدراً بقدر، فالدعاء تدفع به الأقدار كما تدفع قدر الجوع بقدر الغذاء، وعلى هذا فإن الدعاء غير مناقض للرضا كما أن الأخذ بالأسباب غير مناقض للتوكل.فالذي قدر الخير قدره لسبب، والذي قدر الشرقدره لدفعه سببا، فلا تناقض في هذه الأمور عند من انفتحت بصيرته.
قال السري السقطي: "كن مثل الصبي، إذا اشتهى على أبويه شهوة فلم يمكناه، فقعد يبكي عليها، فكن أنتمثله، فإذا سألت ربك فلم يعطك، فاقعد فابك عليه". واعلم أن الله هو الذي حركك للدعاء، وقذفهفي قلبك، وأجراه على لسانك. قال ابن عطاءالسكندرى: وغير أنه يريد أن يستجيب لك لما أنظق لسانك فإذا نطق اللسان بالدعاء فاعلم أن "الله المجيب" يريد أن يعطيك مهما عز مرادك وعظم مطلوبك فالمجيب هو الذي يقابل مسألة الداعين بالإجابة وهو الذي يقذف فيهم الدعاء ليستجيب لهم. لهذا يقول عمر بن الخطاب: (أنا لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء فمتى ألهمت الدعاء عرفت أن الإجابة معه). لذا جِدوا بالدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له "الفتاح" - أخرجه ابن أبي شيبة (7/24)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/52).
لكي يستجيب لك المجيب:
1- الدعاء على يقين فإن الدعاء إذا خرج من قلب صادق موقن فانهيدفع البلاء بإذن الله، وإذا خرج من قلب غافل فانه لا يرفع ولا يدفعشيئا. قال صلى الله عليه وسلم:" ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة". ويقول: "لا يقل أحدكم وهو يدعو يا رب لو شئت فعلت كذا ولكن فليعزمفي المسألة". اعلم أن الله تعالى قد وعد بإجابة الدعاء فقال: {ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]. والله أعز واكرم من ألا يفي بما وعد. وخصوصا إذا كنت مضطرا فاعلم أن الله تعالى وعد بالفرج والإجابة مهما كان حجم مشكلتك إذ قال: {أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء} [النمل: 62].
2- التذلل والالحاح في الدعاء. لا تيأس والح في الدعاء قال صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب الملحين في الدعاء". قد يمل منك الناس اذا طلبتهم ولكن الله لا يمل. فكلما ألحيت اعترفت منه بحاجتك اليه ولن يخذلك.
3-لا تستعجل الاجابة. فتأخر الإجابة اختبار لك إما أن تنجح فيه فتنال ما تريد وإما أن تستسلم فتخسر. قال النبى صلى الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يستعجل. قالوا كيف يستعجل؟ قال: يقول دعوت ودعوت فلم يستجب لى، فيترك الدعاء فلا يستجاب له" متفقعليه.
4- احسن الظن بالله – تيقن أن الله هو الأعظم وهو الأقدر والأكرم والأرحم – مهما تقطعت بك الأسباب فاعلم أن "الفتاح" يفتح لك الأبواب وأولها الدعاء ، واعلم أن ما تظنه واقع ، من دون أن تأمن مكر الله. قال تعالى في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي ، إن خيرا فله وإن شرا فله" – انتبه "عند" فإن تيقنت بإجابة مسألتك جاءتك الإجابة وإن لا فلا. تأمل قول يعقوب عليه السلام عندما أخبره الجميع باستحالة عودة ابنه يوسف: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون} [يوسف:86] – كان متيقنا من الإجابة فأعاد الله إليه ابنه.
5- التعلق بقدرة الله ورحمته التي وسعت كل شيء – قال إبراهيم عليه السلام عندما بشرته الملائكة بالذرية الصالحة على الرغم من كبر سنه: "قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين ، قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" [الحجر: 54-55] فلا مستحيل على الله. والله يريد من العبد أن يكونَمعلَّقا بين الرجاءِ والخوف اللذَين هما قطبا العبودية فيتذلل إليه بدعائه وهكذا فـ "الدعاء هو العبادة" كما كما قال صلى الله عليه وسلم.
6- الدعاء شرطه الحلال يرفعه العمل الصالح والاستغفار والتوبة عن المعاصي ، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خـٰشِعِينَ} [الأنبياء:90]، وعليه فإن: المسارعة في الخيرات، ودعاؤه رغبة ورهبة، والخشوع له وأكل الحلال هي من أسباب استجابة الدعاء. فادع الله وانت على طهاره مستقبلاالقبله رافعا يديك وابدأ الدعاء بالحمد والثناء لله والصلاة على رسوله وكرر الدعاء ثلاثا وادعوه بأسمائه الحسنى وتذلل لله تعالى. وإن كانت عندك دعوة غالية فقم الليل واكثر من الصدقات.
7- تحرى أوقات الإجابة مثل: شهر رمضان بالذات عند الافطار – ليلة القدر – يوم الجمعة – ما بين الأذان والاقامة – دبر الصلوات المفروضة – يوم عرفة- عند الطواف – عند ختم القران – في السجود - الثلث الاخير من الليل قال صلى الله عليه وسلم: "يتنزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ينادي من يدعوني فأستجب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له".
فكر لدقيقة.... ما حجم ذنبك امام عفو الله ورحمته؟ ما حجم حاجتك امام قدرة الله وكرمه؟ ما حجم المانع أمام الله الفتاح المعطي الوهاب؟! إذا عظم ذنبك وخاب أملك فلا تقنط من رحمة الله وأعلن توبتك واذهب إليه بأكرم حيلة عنده وهي الدعاء فقد قال صلى الله عليه وسلم:"ليس شيء أكرم على الله من الدعاء". لن يردك فهو الأكرم! ولا تنسى قولهصلى الله عليه وسلم "لا تعجزوا في الدعاء فانه لا يهلك مع الدعاء احد".
فالدعاء كلَّه خير، فعن أبي سعيد رفعه: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمَّا أن يُعجِّل له دعوته، وإمَّا أن يدَّخرها له في الآخرة، وإمَّا أن يصرف عنه من السوء مثلها" - أخرجه أحمد والبخاري. لن تخسر شيا إن قلت يا رب فلا تيأس!

منقووول والله اعلم

[محب اليتيم]

الله يجزاك الجنة
الله يرحم المسلمين أجمعين
اللهم اهد شباب المسلمين
اللهم حقق أماني كل من له امنيه
شكرا على الموضوع وبارك الله فيك

[وسن11]

جزاك الله خير وجعلنا وياك ممن تستجاب لهم الدعوات

[♪♪ تَراتِيلُ حَرفْ ♪♪]

جزاك الله خير أختي حنا ن و انشاء الله تكون هذ ه الكلمات في موازين حسناتك

[الحسناء الفاتنه]

رائع كروعتك غاليتي

[بنت من جدة]

بارك الله فيك

[نجدوايه]

الله يجزاك بالخير

[بسمه الفجر الجديد]

(أنا لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء فمتى ألهمت الدعاء عرفت أن الإجابة معه).
فعلا غالييتي دعونا نمتل امر الصحابي رضي الله عنه عمر بن الخطاب عندما قال ذلك ...
بارك الله فيك ونفع الله بك ..

[تلميذ عبد المحسن الاحمد]

جزيتى خيراا اختى حنان

واسااال الله ان يرزقك الفردوس على ماكتبتى !!!

[حبوبه2011]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .