لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار
علي محمد نجم رد عليه الأب بسخرية: كان عليكَ ألاَّ تأتي في طَلَبِ ابنتي الوحيدة فاختة، حتى تملك مسكنًا وسيارةً، أنا لا أريد لابنتي أن تعيشَ الفقر الذي عشتُه، والحمد لله أنها ما زالت صغيرة وفاتنة، ومثلها يتهافتُ عليها الأغنياء. قال محمد بكل هدوء وطمأنينة: كنت أظن أنك تريد تزويج ابنتك؛ لكني اكتشفت أنك تريد بيعها، لكن لو تكرمت أريد معرفة رأي البنت. كان ردُّها أشنعَ مِن ردِّ أبيها؛ حيث قالت: أظنك تعلم أن ثمن الكعكة يزيد كلما كانت ألذَّ طعمًا، وأكبر حجمًا، وأجمل منظرًا، هذا زمن الماديات، فابحث لك عن شريكة تعيش معك في المثاليات. سَكَتَ محمد برهة، وهو مشدوه مما يسمع، إلى أن ربتت أمه على كتفه، وقالت له: هيا بنا ننصَرِف، وتذكر يا بني المثل العامي الذي يقول: "إذا طَرَدَك البخيلُ، فاعلم أنك ستبيت عند الكريم"، واعلَمْ أن مع العسر يسرًا. قال محمد لأبي البنت: "أكل طعامَكم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وصَلَّتْ عليكم الملائكة"، وتيقَّنْ - سيدي الكريم - أننا لن نتفاهم، ورُبَّ ضرةٍ نافعة، فهذا اللقاء فيه خيرٌ كثير، والحمد لله الذي كشف لنا اليوم ما كان سيهدم عش الزوجية غدًا. رد الأب وابنته بسخرية: إلى اللقاء يا عريس الغفلة، ونرجو أن تفيق قريبًا من سباتك. قال محمد: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا، وفَضَّلَنا على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً، ثم خرج مع أمه دون أن يلتفتَ لما كان يردده الأب وبنته. قالت الأم: لا تحزن يا ولدي، سيعوضك الله خيرًا منها. رد محمد بكل ثقة: كيف أحزن يا أمي، والله - جل وعلا - يقول: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32]، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذَكَر: ((ثلاثة حق على الله عونهم))، ومنهم: الناكح الذي يريد العفاف. وفي تلك الأيام طُرد محمد من العمل؛ لأنه رفض الامتثال لربِّ المصنع، الذي كان نصرانيًّا لا يعطيهم الوقت الكافي لحضور صلاة الجمعة، ويأتي أبو فاختة أمام الملأ، ويقول له: الحمدُ لله؛ أني لم أوافقْ على زواجك بابنتي، وإلا كنتَ ستحجز لها مكانًا أمام المسجد، تسأل الناس أعطوها أو منعوها، فأجابه محمد بقوله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22]. كانت أم محمد امرأةً تقيَّة رَبَّته على الأخلاق الحميدة، بعد وفاة أبيه، الذي تركه في بطنها، وكانت تسهر على حفظه لكتاب الله، وطلب العلم، ووفقها الله لذلك، ولما كبر ولدها سجلت في جمعية لتحفظ هي أيضًا كتاب الله، وكانت طيبة جدًّا، ومحبوبة لدى الجميع، وتشبَّع محمدٌ بسلوكها، واستفاد منها كثيرًا. وقد كانت الطالبات في الجمعية يشاورنْها في أمورهن، ويبحن لها بأسرارهن، فأخبرتها إحداهن بأنها أرملة ترك لها زوجُها مالاً كثيرًا، وهي صغيرة السن؛ لكنها ترجو الله أن يكرمها بالزوج الصالح، قالت أم محمد: لله في خلقه شؤون، أنت عندك المال يا فاطمة لكنك تفتقدين للزوج، وابني ليس عنده مال ومحتاج إلى زوجة، سبحان من قَسَّمَ الأرزاق! فاستفسرت فاطمة بفضول عن معنى قولها، وحكت لها الأم قصة ولدها، وكيف أنه رفض عند تقدمه للخطبة بسبب قلة ذات اليد، وابتلاه الله أيضًا بالطرد من العمل، وحدثتها عن دينه وخلقه، تَحَسَّرَت فاطمة كثيرًا لحاله، وأعجبت بما سمعت عنه، ولم تتمالك نفسها حتى قالت لأمه: أدعُو الله أن يرزقني مثل ابنك، ولو أنه رضي بي زوجة لوكلته على مالي، ووهبت له نفسي، لكني ما أخاله يقبل ما دمت ثَيِّبًا. صاحت الأم في بهجة، وأثنَتْ على الأرملة وعلى فكرتها الطيبة، ووعدتها بأنها ستعرض الأمر عليه، وتسعى سعيًا حثيثًا لإقناعه. أعجب الولدُ بفاطمة لما حكت له أمه عما دار بينهما من حوار، وعلق على ما سمع بما بَوَّبَه البخاري من عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، وساق الحديث لأمه، ثم قال لها: كيف لا أقبل بهذه المرأة، ولي في رسول الله أسوة حسنة، لمَّا تَزَوَّجَ خديجة - رضي الله عنها - وهي امرأة ثيب، وتكبره سنًّا، وأكثر منه مالاً؟! أبلغيها برغبتي في نكاحها، وأعلميها أني سآتي في طلبها بمجرد حصولي على عمل، وتوفري على مؤنة النكاح. كادت تطيش فاطمة من الفرح، وناشدت الأمَّ اللهَ بأن تخبر ابنها أنها مستعدة للمضاربة بمالها معه، بأن تعطيه له يتاجر فيه على أن تخدمه وأمه في البيت، وتكون له الزوجة الصالحة. رَحَّبَ بالفكرة، وصدقت في وعدها، فكانت نعم الرفيق له ولأمه، ورَبَتْ أموالُهما ببركة الله، وشاء الله أن تمرض الأم، وأَلَحَّت الزوجةُ على أن يكون تمريضها من مالها الخاص، فأنفقت على حماتها مبلغًا ضخمًا، لكن ذلك لم يَحُل دونها ودون قدر الله حين وافتها المنيَّة، صبر الولد وزوجه واحتسبا ذلك لله، وعاشا على تذكر المرأة الصالحة بالدعاء لها وحكاية أحوالها. خرجا مرة في حاجة لهما، فوقعت عين فاطمة على امرأة تنزل خفية من سيارة، فاستأذنت زوجها في الذهاب إليها لتعظها، ولم يعترضْ على ذلك، وما أن تَعَهَّدَتْها برفق وموعظة حسنة حتى أجْهَشَتِ المرأةُ بالبكاء، وأخبرتها بأنها مضطرة لهذا الطريق الذي اختارتْه، وأن لها قصة في ذلك لا يسع الوقت لذكرها، لكن الزوجةَ من إصرارها على الخير طلبَتْ من زوجها أن تستضيفَ هذه المرأة وتعظها في بيتها وتؤلِّف قلبها، فرحَّبَ الزوجُ بالفكرة، وأعطتِ العنوان والهاتف للمرأة المنحرِفة، وأكدت عليها في الدعوة لزيارة بيتها. رنَّ جرس الباب، وفرحت فاطمة لما علمتْ أن الطارق هو المرأة التي دعتْها لبيتها، واستقبلتها بحفاوة كبيرة، فارتاح قلبُها لتسرد قصتها، حيث ذكرت بأنها كانت شابَّة حسناء يأتيها الخطاب الصالحون وترفضهم؛ رغبة في ذي المال وإن كان طالحًا، وذكرت أن أبرزهم شاب اسمه محمد جاء رفقة أمه، فقاطعتها فاطمة قائلة: أليس اسمك فاختة؟ قالت: بلى، وكيف عرفتِ ذلك؟ فأخبرتْها بأنَّ محمدًا الذي تتكلم عنه هو زوجها، لأنه سبق وحكى لها قصته مع فاختة وأبيها. ندمت فاختة كثيرًا لما اكتشفتْ أنَّ محمدًا أصبح غنيًّا، ورَزَقَهُ اللهُ الزوجةَ الصالحة، وتذكرت التشفي والكلام اللاذع الذي رشقتْه به لما جاء لخطبتها، واستمرتْ في السرد حيث أخبرتْها أن أباها زَوَّجَها غصبًا من رجلٍ فاحش الثراء، وسرعان ما اكتشفتْ أنه لا يفيق من السُّكر، وأنه تاجر مخدرات، أهملها بمُجرد أن استمتع بها، وعاشتْ معه في الجحيم حتى قُبض عليه، وأصبح مُفلسًا، وطلقها وهو في السجن. رجعت إلى بيت أبيها الذي رفض الإنفاق عليها بحجة أنه فقير، ولم يلبث كثيرًا حتى اختلَسَ مبلغًا من الشركة التي يعمل بها كحارس، واكتشف أمره فألقي في السجن، وتوفِّي بسكتة قلبية من شدة الحنق، تاركًا لها رسالة عند أعزِّ أصدقائه، واستمرَّتْ قائلة بأنها ترغب في قراءتها بعدما أرسل صديق والدها في طلبها ليسلمها إياها، لكنها تستحيي من لقائه؛ لأنه يعلم أنها قدِ انْحَرَفَتْ. وجدتْ نفسها وحيدة وليس هناك مَن ينفق عليها، آوتها إحدى صديقاتها، وكانت تقطن لوحدها، ثم بعد ذلك طلبت منها أن تشاركَها في النفقة وتقوم بنفس عملها، وقالت لها: مرحبًا بك في عالَم الدعارة، أنت أجمل مني، وثمنك في السوق أغلى من ثمني، فكيف أنفق عليك؟! استسلمت فاطمة لضعف إيمانها، والرفقة السيئة التي تحيط بها، ثم انغمستْ في براثن الفاحشة، وأصبحت مبتلاة بالخمر والمخدرات، فتدهورتْ صحَّتُها، وراح جمالُها. بكت فاطمةُ ثم صَبَّرَت فاختة، ووعظتْها بالله وبعدم القنوط من رحمته، ووعدتها بالإنفاق عليها على أن تترك الدعارة، ولازمتها حتى تابت إلى الله، وأصبحت من المواظبات في الجمعية وحفظت كتاب الله. تذكرت فاطمة المرارة التي كانت تحتملها لما كانت أرملة، وتحتسب الأجر عند الله، وأشفقت لحال أختها التائبة، ففكرت في مفاتحة زوجها ليجعلها ضرة لها؛ خصوصًا أنه كان يرغب فيها سابقًا، ولما أقنعته وافق على ذلك. وبعدما أمضى مع زوجه الثانية أيامًا، لمس فيها المرأة الصالحة وصدق التوبة، فاستأذنته في أن يصحبها لزيارة صديق أبيها، والاطلاع على الرسالة التي تركها عنده، فلما فتحتها في البيت، وجدت فيها مطلع حديث لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار)) [1]. ـــــــــــــــــــ [1] كتبتْ هذه القصة القصيرة في ربيع الأول 1430، وسبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إلا إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك. |
جزاك الله خير
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|