[ɧαறS]

نظر إليها نظرة وداع بعد أن رمته , وذرف آخر دمعة رحمة بها وكتب إليها رسالة لم تكن وصيته ولكنها كانت كلمات لم يمهله الزمن أن يخفيها ...
كم ذدُّت عنكِ سهام النظر وكم كنت درعاً متينا يدرأ عنكِ الخطر..
فصرت إذا أصابتني سهام**تكسرت النّصال على النّصال
أيرمي النهار الليل إلى غير رجعة..ألن تسأم النفوس النهار السرمدي .
كم حفظت ماء وجهك أن يراق وكم دافعت الحياء أن يقع , فمن لك بمثلي يحفظ ماء وجهك ويبقي على حياءكِ.
كنت ذخيرتك وسلاحك وكنت درعك المتين وكان لسان حالك يقول :
أيدركني ضيم وأنت ذخيرتي**وأظلم في الزمان وأنت نصيري
فلما أقبلت الحرب خلعت الدرع لا شجاعة ً بل سفاهة ً !
هاأنا أرى المارّة على عتبات الطريق يقطّعون وجهك بنظراتهم الحادة , وهاهو إبليس يعطيهم من كنانته سهاما ً تصيبهم قبل أن تصيبك فهاهو قائلهم :
أنا الذي اجتلب المنية طرفه**فمن المطالب؟والقتيل القاتل
لقد كان بي بعد الله منع جلب المنايا لك ولهم , فأبيتي إلا أن تجلبيها !
يا للهول !..أريد حياتها وتريد قتلي ولكني لست آخر المقتولين .
كم بلّلني دمع أحزانك وكم أحرقني خجل خدودك وكم اتسعت لضحكاتك البريئة,وكم واريت ثورة غضبك ولكنكِ تكفّرين العشير .. اذهبي ولتعيشي كما تريدين ولتعاشري من تعاشرين ولكن ..
ستذكريني إذا عاشرتي غيري**وتبكي عشرتي زمناً طويلاً
لله مالقيت ..ثقّبوني ليعموكِ فتحملت على مضض وأشاحوني عن جبينكِ فظللت متشبثاً احمي ما بقي وإذا بيديك تنزعني وتلقي بي على طريقة الزباء بيدي لا بيد عمرو .
آآه يارفيقة العمر أتغدرين بي وأنا الوفي , أتغدرين بسلاحكِ ودرعكِ , لقد حققتي حلماً فنت فيه أعمار أعدائي وأعدائكِ,لم ترمني فحسب بل رميتيني بما هو أدهى,فقد نسبتي جهلكِ إلي(رمتني بدائها وانسلّت),خدعكِ من خدعكِ وأوهمكِ بأني رمز الجهل والتخلف, ولكن ..لا والله لقد كنت درع الطاهرات العفيفات وكنت درع العالمات ورفيق الصحابيات,فما شتمنني ولا عبنني بل تشرفن بي فتشرفت بهن.
تخليتي عني وأنت الأحوج فياليت شعري كيف لوأنني المحتاج...
من للملاحة يحميها ومن للجوهر يقيه عيون الحاسدين ..
إذهبي وسيأتي يوم فيه تشيخين وعندها ستذكريني ملياً- ليس وفاءً ولكن حاجة-وستهرولين إلي هرولة ولكني وقتها لن أكون لكِ سوى ستار تخفين وراءه شيخوختكِ وتجاعيدكِ...ألم أقل لكِ..
ستذكريني إذا عاشرتي غيري...