[غيوم ممطره]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.

.

.

الحياة الزوجية..و"تطهير الجراح"

.

.

.

.

تقف الزوجة في بعض الأحيان ذاهلة لا تكاد تصدق أن علاقتها الزوجية قد وصلت إلى هذا المنزلق الخطير الذي يبدو أنه شديد الصعوبة والغور والخروج منها يحتاج إلى مهمة من المهام المستحيلة، ولا تستطيع أن تدرك أن الوصول إلى هذه المرحلة كان سببه عدم "تطهير جروح" أصيب بها جسد العلاقة الزوجية ولم يكترث الزوجان إلى التعامل مع تداعيات هذه الجروح وتطهيرها.

,,,,

قد تتعرض يد إنسان لعضة أو جرح أثناء السير في الغابة ولكن صاحب اليد ربما لا يعبأ ويخبر نفسه أن ما تعرض له ليس بعضة وإنما هو جرح بسيط سرعان ما يندمل، وبالتالي فهو يهمل التعامل مع هذا الجرح ويتركه ويواصل سيره داخل الغابة، وبعد فترة من الوقت ومع ازدياد الآلام وحدوث أعراض أخرى خطيرة ولدى الذهاب إلى المستشفى يكتشف هذا الشخص أن الجرح الذي ظن أنه بسيط كان عضّة من ثعبان كوبرا أو من عنكبوت سام خطير يسري سمّه ببطء داخل الدماء حتى يقضي على الضحية.

,,,,,

ويزداد شعور الصدمة والحسرة عندما يدرك الإنسان أنه كان يكفيه فقط أن يتعامل سريعاً مع أثر هذه العضة وألا يهمل تنظيف وتطهير الجرح الناجم عنه، وكان ذلك سيضمن ألا تؤثر فيه كل هذا التأثير الضخم الذي يكاد أن يهدد بقاءه ووجوده.

,,,,,

هذا المثال يكشف للزوجة مدى أهمية وضرورة ألا تتجاهل التعامل مع أماكن الجروح المعنوية التي قد تصاب هي بها أو يصاب بها زوجها أثناء مسيرة الحياة الزوجية، وسواء كانت هذه الجروح ناجمة عن تصرفاتهما مع بعضهما البعض أو سببتها ظروف خارجية لا خيار لهم فيها، المهم أنه جروح وخطيرة وعدم الاهتمام بتطير مكانها والتعامل مع تداعياتها بشكل سريع وحذر وآمن يعني بالضرورة أنها ستصيب مكانها بالتلوث وتبدأ اعراضها بالظهور على بقية جسد الحياة الزوجة وقد تهدد استمرار الزواج من الأساس.

:::::::::

الجراح المعنوية التي تطال قلب الزوج أو قلب الزوجة والتي قد تكون بسبب أنانية أي طرف منهما أو بسبب عدم قدرته على احتواء مشاعر وانفعالات الطرف الآخر أو ربما بسبب تدخل أطراف خارجية لا تضمر خيراً لهما، هذه الجراح تبدو للوهلة الأولى وكأنها ستزول من تلقاء نفسها مع الأيام وأن الزمان وتقلب الحياة وتفاصيلها كفيلان بإنهائها، ولكن الحقيقة المؤلمة أن تجاهل فنّ "تطهير الجروح المعنوية" يكون في أوقات كثيرة سبباً من أسباب الشقاء وفقدان الدفء والسعادة والمودة في العلاقة الزوجية.

,,,,,,,

حتى يمكن تطهير هذا الجرح يحتاج الزوجان إلى استحضار معنى شديد الأهمية ألا وهو أنهما أصبحا كالجسد الواحد وأن السم الذي يسري في عروق أحدهما بسبب كلمة جارحة موجعة لابد وأن يسري في دماء شريك حياته وبالتالي يجب عليهما معاً أن يتحملا سوياً آلام التطهير ومعاناة التخلص من آثار هذا السم.. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن المؤمنين بوجه عام أنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر، فما بالنا بالزوجين الذين يربطهما ميثاق غليظ ويسكنان إلى بعضهما البعض.

::::::::::

المداواة

تطهير الجراح يبدأ بالتفهم، أن نتفهم وإن لم نوافق، أن نتفهم ما يعانيه الآخر..ثم نبوح ونوضح في جو من الاستماع الراقي، أن يتم التأكيد على المعاني الرئيسية من حب واحترام وتقدير ورغبة حقيقية في استكمال مسيرة الزواج في مودة ورحمة.

,,,,,

تطهير الجراح يكون بكلمات كالبلسم تقع على الجرح فتداويه، وقد يستغرق الأمر فترة ليطيب الجرح وتسكن الآلام، فترة يكون فيها مزيد من الاهتمام، والتأكيد على المعاني التي يحتاجها الطرف الآخر، دون قلق من أن تستمر وتيرة الحياة على هذا النمط المبالغ، فما أن تُشفى الجروح، ويستعيد الشخص المجروح نفسه وعافيته حتى تعود الحياة لطبيعتها الهادئة المتفهمة.

ولا يمكن أن نطهر جرح دون راحة له، دون تأمين وحماية، فمن البديهي ألا يتكرر سبب الجرح وإلا سيتعمق ويزداد خطورة ويصعب علاجه.

.

.

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

من تصفحي.

[زهرة في الصحراء]

كالعادة إبداع رائع


وطرح يستحق المتابعة


شكراً لك غيوم

[البركة سليمان]

شكرا لك غيوم وبارك الله فيك.