لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
الرشوة
عن قتادة رضي الله عنه قال في قوله تعالى : (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ (35) ) النمل : قالت إني باعثة إليهم بهدية، فمصانعتهم بها عن ملكي إن كانوا أهل دنيا- تريد أن ترشي سليمان عليه السلام ليبقي لها ملكها وحاشاه عليه السلام - فبعثت إليهم بلبنة من ذهب في حرير وديباج، فبلغ ذلك سليمان - عليه السلام - ، فأمر بلبنة من ذهب فصنعت، ثم قذفت تحت أرجل الدواب على طريقهم تبول عليها وتروث، فلما جاء رسلها واللبنة تحت أرجل الدواب، صغر في أعينهم الذي جاؤا به. الدر المنثور 6/357. لأنهم قد علموا بأن الذي جاءوا به لسليمان عليه السلام لايفيدهم بشيء لأنه قد جعله تحت أرجل الدواب كدليل على حقارة الدنيا عنده عليه السلام وأنه لايريد الدنيا بل الآخرة (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) ) الأعلى . َقَالَ اِبْن عَبَّاس - رضي الله عنهما - وَغَيْر وَاحِد قَالَتْ لِقَوْمِهَا إِنْ قَبِلَ الْهَدِيَّة فَهُوَ مَلِك فَقَاتِلُوهُ وَإِنْ لَمْ يَقْبَلهَا فَهُوَ نَبِيّ فَاتَّبِعُوهُ . تفسير ابن كثير 3/478 . وقَالَ قَتَادَة رَحِمَهُ اللَّه : مَا كَانَ أَعْقَلهَا فِي إِسْلَامهَا وَشِرْكهَا عَلِمَتْ أَنَّ الْهَدِيَّة تَقَع مَوْقِعًا مِنْ النَّاس . تفسير ابن كثير 3/478 . لأن الهدية محببة إلى نفوس الناس ولكنها في مواطن تعتبر رشوة ، والفرق بين الهدية والرشوة كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى : القصد فإن الراشي قصده بالرشوة التوصل إلى إبطال حق أو تحقيق باطل فهذا الراشي الملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وأما المهدي فقصده استجلاب المودة والمعرفة والإحسان . الروح ص 240 . عن أبي حميد الساعدي قال : استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأسد يقال له ابن اللتبية قال عمرو وابن أبي عمر على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا لي أهدي لي قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال ما بال عامل أبعثه فيقول هذا لكم وهذا أهدي لي أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ثم قال اللهم هل بلغت مرتين). البخاري ومسلم واللفظ له. - تعريف الرشوة : إذا الرشوة هي : - كل مايدفعه المرء ليتوصل به إلى مالايحل له . ( الرشوة للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد ص 10 ). - أو: مايعطى لابطال حق أو إحقاق باطل . التعريفات للجرجاني ص 111 . - حكم الرشوة : الرشوة محرمة في الحكم والقضاء وهي أشد المواطن حرمة وهي غاية المحظور من الرشوة وهي محرمة إذا رشا ليعطى ماليس له ومحرمة إذا رشا لفضل أو يقدم على غيره ، أما إذا رشا لدفع ضر نزل به في دين أو عرض أو مال فليس بحرام على الراشي وإنما تقتصر الحرمة على الآخذ . ( الرشوة للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد ص 10 بتصرف ). فقد روي أن ابن مسعود - رضي الله عنه - أخذ بأرض الحبشة في شيء فأعطى دينارين حتى خلي سبيله . النهاية لابن الأثير 2/226، ثم قال : إنما الإثم على القابض دون الدافع . الجامع لأحكام القرآن 6/183 . وروي عن جماعة من أئمة التابعين قالوا : لابأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله إذا خاف الظلم . النهاية لابن الأثير 2/226 . - خطر الرشوة : للرشوة خطر عظيم على الفرد والمجتمع ومن أهم مخاطر أكل الرشوة على الراشي والمرتشي والرائش الذي يسعى بينهما أو يعينهما على الفساد والافساد أكل السحت والحرام والتغذي بذلك وانفاقه على أسرهم وعوائلهم وقد نهى الله عن ذلك وحذر منه فقال تعالى : ( لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (188) ) البقرة ( الرشوة للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد ص 40-41 ) ، عن علي رضي الله عنه قال : السحت الرشوة وحلوان الكاهن والاستعجال في القضية . الجامع لأحكام القرآن 6/183 . وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : الرشوة في الحكم كفر وهي بين الناس سحت . الترغيب والترهيب 3/181 . وقال صلى الله عليه وسلم : " كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به " شعب الإيمان للبيهقي حديث رقم: 5759 . كذلك من خطر الرشوة على الراشي والمرتشي والرائش الذي يسعى بينهما الدخول في اللعن وهو الطرد من رحمة الله والعياذ بالله قال صلى الله عليه وسلم : " لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما " رواه الحاكم والمتن حسن بشواهده . ومن خطر الرشوة على الراشي والمرتشي الوعيد بدخول النار والعياذ بالله قال صلى الله عليه وسلم : " الراشي والمرتشي في النار " رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . ومن خطرها نزع البركة فإن " تعاطي الحرام وظلم الناس من أقوى الأسباب التي تمحق البركة في الصحة والوقت والرزق والعيال والعمر وإذا نزعت البركة من الشيء لم تعد له فائدة ولانفع ويصبح الإنسان يسعى ويجد ويكد كالذي يحرث في البحر " ( الرشوة للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد ص 41 ). ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله طيب لايقبل إلا طيبا " رواه مسلم. ومن مخاطرها عدم إجابة الدعاء قال صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ". رواه مسلم . ومن مخاطرها ذهاب الحياء قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " الحياء من الإيمان " وصح عنه كذلك صلى الله عليه وسلم : " إذا لم تستح فاصنع ماشئت " فالحياء والإيمان قرينان لايفترقان ، والمداومة على أكل الرشوة تذهب بالحياء وتجعل المرء لايستحي من الله ولا من الناس فيخسر بذلك رضا الله وينال سخط الناس والعياذ بالله ( الرشوة للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد ص 42-43 بتصرف ). ومن مخاطر الرشوة على المجتمع انتشار الظلم والفساد في المجتمع بالتعدي على مصالح الناس وهضم حقوقهم وتوليد الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع فيحقد الضعيف الفقير على الغني وعلى أولئك المرتشين وتحل العداوة والبغضاء محل الألفة والمحبة ويصبح الناس متعاونين على الإثم والعدوان بدلا من تعاونهم على البر والتقوى والإحسان . كذلك من مخاطرها على المجتمع فساد أخلاق الناس لأنهم سيصبحون عبيدا للدينار والدرهم فالراشي والمرتشي والرائش لايعرفون معروفا ولاينكرون منكرا إلا ماأشربوا من هواهم والعياذ بالله . - الإسلام دعا للسعي في حاجة الناس بغير مقابل : إن الإسلام دعا للسعي في حاجة الناس بغير مقابل قال صلى الله عليه وسلم : " من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا " رواه أبوداود . وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : السحت أن تطلب لأخيك الحاجة فتقضى فيهدي إليك هدية فتقبلها منه . الكبائر للذهبي 143 . وعن مسروق رضي الله عنه أنه كلم ابن زياد في مظلمة فردها فأهدى إليه صاحب المظلمة وصيفا فردها ولم يقبلها وقال : سمعت ابن مسعود يقول : من رد عن مسلم مظلمة فأعطاه على ذلك قليلا أو كثيرا فهو سحت . فقال الرجل : ياأباعبدالرحمن ماكنا نظن أن السحت إلا الرشوة في الحكم فقال : ذلك كفر نعوذ بالله منه . الكبائر للذهبي 143 . - لانتشار الرشوة في هذا العصر أسباب منها : • ضعف الإيمان وانعدم الوازع الديني : فضعف الإيمان وقلة التقوى من الأسباب الرئيسية في انتشار الرشوة وجميع أنواع المحرمات الأخرى قال تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (201)) الأعراف ( الرشوة للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد ص 35 بتصرف ). • الجهل بخطورة تعاطي الرشوة وإن الجهل بمثل هذه المسائل وهي أكل أموال الناس بالباطل من المعلوم في الدين بالضرورة حرمتها لايعذر فيه إلا حديثة العهد بالإسلام وأولئك الذين لم يتربوا في بيئة إسلامية فالذي يعي قول الله عزوجل (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (188)) البقرة ، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما " رواه الحاكم والمتن حسن بشواهده 7150 . هل يعقل أن تحدثه نفسه بأخذ الرشوة أو تقديمها لغيره أو أن يتوسط في ذلك ؟ ويدخل في هذا المجال التأويل الباطل لدى بعض الناس في تسويغ دفع الرشوة أو قبولها ( الرشوة للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد ص 36 بتصرف ). • من أسباب انتشارها أيضا الاستعجال بإنهاء المعاملات وقضاء الحاجات والعجلة في الأمور الدنيوية غير مرغوب فيها ولاتحمد عقباها في كثير من الأحيان على العكس من ذلك في الأمور الشرعية كأداء الصلاة في أول وقتها وقضاء أيام رمضان بعد العيد مباشرة وستر الجنازة وتزويج البكر ونحو ذلك ، عن سهل بن سعد مرفوعا : العجلة من الشيطان . رواه الترمذي وحسنه ... فالاستعجال لانجاز المعاملة التي تحتاج إلى يوم أو يومين في نصف ساعة أو أقل هو الذي يدفع الناس إلى ارتكاب ماحرمه الله ورسوله بدفع الرشوة فهو يختصر الجهد والوقت بما أوتي من سعة الجيب وخراب الضمير وبمار كب فيه من حب الذات وعدم إنكارها ( الرشوة للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد ص 37 بتصرف ). • ومن الأسباب عدم إنزال العقوبات الرادعة على الراشي والمرتشي والرائش الذي يسعى بينهما ومن أمن العقوبة أساء الأدب فالسكوت على أمثال هؤلاء والتستر على مثل هذه الأمور من باب التعاون على الإثم والعدوان وقد قال الله تعالى : (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)) المائدة ( الرشوة للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد ص 39-40 بتصرف ). ومامن كاتب إلا ستبقى *** كتابته وإن فنيت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراه وهنا يجب أن ننبه على أنه لايجوز التحدث في أعراض الناس لقول الله عزوجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)) الحجرات ، كذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضـه ) رواه مسلم 2564 . ويقول صلى الله عليه وسلم : " من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة " رواه الترمذي وحسنه . فاحذر من التحدث في أعراض الناس وعليك بالنصيحة فإن " الدين النصيحة " كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ... أخوكم في الله مسير ماطر الظفيري |
أن النبي – صلى الله عليه وسلم – استعمل رجلا من أصحابه على أحد البلدان فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقام رسول الله على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أهدي لي أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أو لا؟ والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاه تيعر ثم رفع يده حتى رأينا بياض أبطيه ثم قال: اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت". عرفت الفرق الفرق هو انك تجلس في بيتك أو بيت :) كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم تعرف هل هي هدية أم رشوة . |
بورك فيكم
لعل امثل حتى يتضح المقصد مدير مدرسه قدم له هديه من احد المعلمين هل نعد هذه هديه ام لا |
|
سئل سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله- ما هي آثار الرشوة على عقيدة المسلم؟
فأجاب: الرشوة وغيرها من المعاصي تضعف الإيمان وتغضب الرب عز وجل، وتسبب تسليط الشيطان على العبد في إيقاعه في معاصٍ أخرى، فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الرشوة ومن سائر المعاصي مع رد الرشوة إلى أصحابها إن تيسر ذلك، فإن لم يتيسر له ذلك تصدق بما يقابلها عن صاحبها على الفقراء مع التوبة الصادقة، عسى الله أن يتوب عليه. (كتاب الدعوة، ص157). كما سئل سماحته: ما آثار الرشوة على إفساد مصالح المسلمين وسلوكهم وتعاملهم؟ فأجاب: من آثار الرشوة على مصالح المسلمين ظلم الضعفاء وهضم حقوقهم أو إضاعتها أو تأخر حصولها بغير حق، بل من أجل الرشوة، ومن آثارها أيضاً فساد أخلاق من يأخذها من قاضٍ وموظف وغيرهما وانتصاره لهواه، وهضم حق من لم يدفع الرشوة أو إضاعته بالكلية مع ضعف إيمان آخذها وتعرضه لغضب الله وشدة العقوبة في الدنيا والآخرة، فإن الله سبحانه يمهل ولا يغفل، وقد يعاجل الظالم بالعقوبة في الدنيا قبل الآخرة، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من ذنب أجدر عند الله من أن يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم. ولا شك أن الرشوة وسائر أنواع الظلم من البغي الذي حرمه الله، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} (سورة هود: 102) (كتاب الدعوة، 156). وسئل سماحته: كيف يكون حال المجتمع حين تنتشر فيه الرشوة؟ فأجاب: لا شك أن المعاصي إذا ظهرت تسبب فرقة المجتمع وانقطاع أواصر المودة بين أفراده، وتسبب الشحناء والعداوة وعدم التعاون على الخير، ومن أقبح آثار الرشوة وغيرها من المعاصي في المجتمعات ظهور الرذائل وانتشارها، واختفاء الفضائل، وظلم بعض أفراد المجتمع فيما بينهم للبعض الآخر بسبب التعدي على الحقوق بالرشوة والسرقة والخيانة والغش في المعاملات وشهادة الزور ونحو ذلك من أنواع الظلم والعدوان، وكل هذه الأنواع من أقبح الجرائم. ومن أسباب غضب الرب، ومن أسباب الشحناء والعداوة بين المسلمين، ومن أسباب العقوبات العامة كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقباه). رواه أحمد بإسناد صحيح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كتاب الدعوة، ص155). الرشوة والهدية وفي هذه المرحلة نلج لمرحلة جديدة قادنا لها الطرح ألا وهي: ما الفرق بين الرشوة والهدية؟ وفي هذا الجانب اتجهنا لفضيلة الشيخ حماد الحماد كاتب العدل وخطيب الجامع الكبير بجامعة الملك سعود، فيقول: يمكننا معرفة الفرق بين الرشوة والهدية من خلال تعريفهما، فالرشوة هي مال يعطى لإبطال حق، أو لإحقاق باطل ويتوصل بها إلى أكل مال الغير والإضرار به. في حين أن الهدية ما يهديه المسلم لأخيه لاستجلاب مودته وزيادة رابطة الأخوة الإيمانية فيما بينهم ولا يقصد بها إلا وجه الله وتعميق الودة بينه وبين أخيه، وبهذا التعريف لكل من الرشوة والهدية يتبين الفرق بينهما، وبالمثال يتضح المقال؛ فمثال الرشوة المحرمة بالإجماع والتي هي كبيرة من كبائر الذنوب ما يدفع لمسؤول أو مدير للحصول على وظيفة مثلا أو للفوز بترشيح مناقصة أحد المشروعات، ومثال الهدية ما يحصل بين الإخوة من إهداء بعضهم بعضاً كتباً نافعة أو أشرطة أو غير ذلك أو يدفع من المال للمساعدة في الزواج أو شراء منزل أو تأثيثه لا يقصد به إلا وجه الله عز وجل وزيادة رابطة المودة والأخوة، وفرق كبير بين الهدية المشروعة المأجور صاحبها وبين الهدية التي لم يقصد بها صاحبها وجه الله ولا محبة في أخيه المسلم، بل قصد أموراً يريد التواصل إليها من تلك الهدية، وهذه الهدية من الرشوة المحرمة. يقول ابن القيم في إعلام المقيمين: وأما استحلال السحت باسم الهدية وهو أظهر من أن يذكر كرشوة الحاكم والوالي وتميزهما فإن المرتشي ملعون هو والراشي لما في ذلك من المفسدة، ومعلوم قطعاً أنهما لا يخرجان عن الحقيقة، وحقيقة الرشوة بمجرد اسم الهدية وقد علمنا وعلم الله وملائكته ومن له اطلاع على الحيل أنه رشوة وهذه الهدية المحرمة سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم غلولاً فقال: (هدايا العمال غلول)، رواه الإمام أحمد البيهقي وصححه الألباني. وجاء في حديث ابن أبي اللتبية حينما قال: هذا لكم وهذا أهدي إلي، وقول الرسول له: هلا جلس في بيت أمه فينتظر هل يهدى إليه، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (فوالذي نفس محمد بيده، لا يغل أحدكم منها شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه) رواه البخاري. أسباب انتشارها وأجمل فضيلة الشيخ عبدالله الزهراني مدير إدارة القضايا بفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة المدينة المنورة أسباب انتشار الرشوة في المجتمع فيما يلي: 1- ضعف الوازع الديني لدى الأشخاص المتعاملين بهذا السلوك المشين وهذا السبب ناشئ عن ضعف الصلة بالله وقلة التعبد له بالأعمال الصالحة إضافة إلى قلة العلم الشرعي الذي يعصم المرء عن ولوج المحرمات. 2- انتشار بعض المفاهيم المغلوطة والتي تبرر مثل هذه الممارسات المحرمة. 3- الرضوخ لضغط فتنة المال؛ حيث يدفع الراشي في العادة مبالغ مجزية تجعل البعض يستجيب لهذه الضغوط ولو علم هذا المرء حقارة الدنيا وحذر من فتنتها لما كان لأحد عليه سبيلا. 4- بعض الإجراءات أو التعرفات آثار سلبية تجعل المتعامل معها سواء في بعض القطاعات الحكومية أو الأهلية، يلجأ إلى طرف آخر أو وسيلة أخرى للحصول على الخدمة المطلوبة، ومع ضعف الإيمان وقلة العلم وانعدام البصيرة بالمصلحة العامة يلجأ هذا إلى الرشوة كحل لمشكلته هذه. 5- هناك شريحة من الناس - وهم قلة- لا تهتم إلا بما يحقق لها مصلحتها الشخصية بعض النظر عن الحكم الشرعي أو عن الضرر للجميع أو غير ذلك. 6- قد يكون انخفاض المستوى المعيشي وتردي الأحوال الاقتصادية للبعض دافعاً لقبول الرشوة والتعامل بها، ولو كان يعلم هذا أن المال الحرام وبال على صاحبه في الدنيا والآخرة لما فعل. (*) فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض. نقلاً عن صحيفة الجزيرة |
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|