[عبدالرحمن الحربي]

الحذر من النصائح المغرضة:

قد يستغرب البعض من العنوان كيف تكون نصيحة ومغرضة في نفس الوقت وسميتها نصيحة لأن مقدمه يريد الخير فيما يظن ولكن النتائج ستكون وخيمة .
كل من أراد أن يدخل عش الزوجية من الجنسين فلا بَّد أن يسمع من النصائح الشيء الكثير وهذه النصائح هي نتاج تجارب كل ناصح قد تنطبق على المقبل على الزواج ( المنصوح ) وقد لا تنطبق مثلاً:
إذا تزوج رجل امرأة ذات طباع شرسة متكبرة لا تطيع زوجها وهو صابر عليها لاعتقاده أن كل النساء كذلك ، أو لأجل أبنائه أو لأي سبب أخر، أو حصل العكس كان الرجل هو صاحب الطباع السيئة فما تتوقع أن تكون نصيحة مثل هؤلاء للمقبل على الزواج لا شك أنه التحذير من الطرف الآخر وشحنه ضده، فهذه النصيحة هي خلاصة تجربة الناصح فقد لا تنطبق على المنصوح، بل قد تسبب له المتاعب والمشكلات والخلافات.
بل إن بعض الآباء ينصح ابنه أن يكون رجلاً شديداً قوياً في تعامله وأن يفرض شخصيته من البداية حتى يسيطر على بيته وأهله فهو بذلك يشحنه وهو يقصد بذلك سعادته وقد يكون كلام الأب صحيحاً ولكن الابن قليل التجربة قد يخطئ الفهم ويتصرف تصرفاً خاطئاً ، وكذلك الأم قد تنصح ابنتها بألا تقول لكل أمر من زوجها (نعم) حتى لا تصبح خادمة عنده بل عليها أن تقول (لا) وأن يكون لها استقلالية ورأي خاص حتى تكون شخصيتها ، أو غيرها من النصائح التي تهدم ولا تبني.
فعندما يتقابل الزوجان وقد شُحن كل منهما على الآخر فما أن تمضي فترة الفرح بالزواج حتى يتذكر كل منهما نصائح الناصحين فمن أول احتكاك أو شجار ينفجران ويحصل مالا تحمد عقباه ، فعلى الزوجين أن يتصرفا من البداية على سجيتهما ويفهما بعضهما ويعمل كل
منهما لإرضاء الآخر وإسعاده.
أما نصائح الأمهات والآباء والأصدقاء التي توصي بتقوى الله والتمسك بالدين والرفق بالطرف الآخر فهذه نصائح جيدة مطلوبة وليست نصائح مغرضة .


والله أعلم وأحكم