لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تنويه المصدر [ تفاحة القلب / من سلسلة أنتِ الأمل وفيكِ الرجاء / تأليف الأستاذة نصرة المحرزي ] .. سيتضمن هذا الموضوع بإذن الله دروس تربوية رائعة من سورة يوسف . سطرتها كاتبة لطالما نَصَحت لبنات المسلمين ، وحرصت على توجيههم ، ولا غروَ في ذلك ؛ فهي مربية مبدعة ، ومؤلفة واعدة .. راجين الله عزَّ وجلّ أن يكون لها شأن في نفع دينها وأُمَّتها . ونصيحة لكل أب .. أم .. أو أي مربٍ له بنت يريد أن يهديها هدية تنتفع بها أن يكون هذا الكتاب الرائع بكل ما تعنيه الكلمة .. ( تفاحة القلب ) لقد أطلقته العرب على الفتاة للدلالة على عظيم مكانتها في النفوس وعلو شأنها في الحب والوداد .. دخل عمرو بن العاص على معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ فوجده يداعب ابنته عائشة فقال عمرو : من هذه ؟ فقال معاوية : هذه تفاحة القلب ! قال عمرو : انبذها عنك فوالله إنهن ليلدن الأعداء ويقربن البعداء ، ويورثن الضغناء فقال معاوية : لا تقل هذا يا عمرو فوالله ما مرَّض المرضى ولا ندب الموتى ولا أعان على الأحزان مثلهن .. ورب ابن أخت قد نفع خاله . فهرس الكتاب : تفاحة القلب من يفسر حلمي ؟ مبارك .. لقد اجتباك ربك أمي تحب أخي أكثر ! التوبة الفاسدة ! هيا نرتع ونلعب كوني محسنة الانتصار على النفس ما أجمله من وفاء السجين الداعية ثقافة الاستهلاك كوني محصنة ما أروع خطتك فن التضرع المؤمن السعيد مقتطفات من الكتاب ✿ : من الصندوق : مواقف عاشها أناس .. وخلاصة فكر البشر .. فوائد منتقاة وحكم مستوحاة .. جميعها لكِ من هنا وهناك لتختصر لكِ المسافات وتطلعكِ على تجارب وحكايات .. حرصت أن أسد كل فراغ في الصندوق بتفاحة مناسبة في حجمها ولونها . مبارك .. لقد اجتباك ربك : { وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) } وإن كان الاجتباء هنا الاصطفاء للنبوة إلا أن لها معنى جميلاً عميقاً في نفس كل مؤمن .. هل الله اجتباك ؟! قال صلى الله علية وسلم : العبوا يا بني أرفدة حتى تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة .. نقلته لكم يمامة الوادي[/align]
التعديل الأخير تم بواسطة يمامة الوادي ; 2012-11-23 الساعة 9:19 PM.
|
|
" تفاحة القلب " ،، لقد أطلقته العرب على الفتاة للدلالة على عظيم مكانتها في النفوس وعلو شأنها في الحب والوداد .. دخل عمرو بن العاص على معاوية بن أبي سفيان ـ رضيالله عنهما ـ فوجده يداعب ابنته عائشة فقال عمرو : من هذه ؟ فقال معاوية : هذه تفاحة القلب ! قال عمرو : انبذها عنك فوالله إنهن ليلدن الأعداء ، ويقربن البعداء ، ويورثن الضغناء فقال معاوية : لا تقل هذا يا عمرو ، فوالله ما مرَّض المرضى ، ولا ندبالموتى ، ولا أعان على الأحزان مثلهن .. ورب ابن أخت قد نفع خاله . لماذاالتفاحة؟! - لأنها الفاكهة التي يحبها الصغار والكبار .. وأنتِكذلك يُحبكِ الجميع ؛ لأن من التفاح ما هو أصفر اللون ومنه الأحمر والأخضر ،ألوان ذات بهجة .. وأنتِ كذلك : زاهيةٌ نضرة كألوان التفاح . لماذاالقلب؟! لأن محلكِ القلب ؛ فأنتِ قرة عين والديكِ وأمتك .. الجميع يحبك ، وأنتِ الابنة المحبوبة وأنتِ الزوجة المصون وأنتِ الأم الحنون ، ومن كانت كذلك .. فكيف لا يكون في القلب مستقرها !! لماذا سورة يوسف ؟!! لأنها الأقرب إلى معالم حياتِك الصغيرة .. بيت وأخوةوأب . لأنها السورة التي صورت أحداثها انفعالات البشر من مشاعر غيرة وحقدوإحسان .. حب وعتاب .. فراق ولقاء .. وهكذا الدنيا .. هي السورة التي وضعت أسس التربية في علاقة الأب بأبنائه والأخ مع إخوانه وما أحوجكِ لمثل هذا المنهج الرباني .. فيها قصة الصراع بين الحق والباطل الذي ترينه في ساحات الحياة وفي دنيا الناس ثم غلبة أمر الله .. فيها فتنة النساء كي تجتنبيها ، فلا تكوني ثغراً في جدار أمتنا .. فيها انتصار النفس الأبيّة في مواطن الزلل وأنتِ من نسل الإباء !! لأنها السورة التي تحكي قصة من قصص البشر ، والقصة تربي النفوس وتُزكي القِيَم وما هي بقصة نسجها خيال البشر بل هي قصة وَصَفها الله تعالى بأنهاأحسن القصص .. لأنها سورة من 114 سورة رسمت لنا منهج الحياة .. فلنتربى في ظلالها الوارف .. من الصندوق : - مواقف عاشها أناس .. وخلاصة فكر البشر .. فوائد منتقاة وحكم مستوحاة .. جميعها لكِ من هنا وهناك لتختصر لكِ المسافات وتطلعكِ على تجارب وحكايات .. حرصت أن أسد كل فراغ في الصندوق بتفاحة مناسبة في حجمها ولونها . من يُفسر لي حلمي ؟! { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) } رأى يوسف عليه السلام في منامه أحد عشر كوكباً ورأى الشمس والقمر له ساجدين، فتعجب من هذه الرؤيا فرأى أن يقصها على أقرب إنسان إلى قلبه .. والده الحنون يعقوب عليه السلام . ثم تكرر أمر الرؤيا حين دخول يوسف عليه السلام السجن فجاءه سجينان يطلبان منه تعبير رؤياهما .. ثم رؤيا ثالثة رآها عزيز مصر .. فأولها يوسف عليه السلام . والرؤى الثلاث كلها تحققت لشخصيات القصة .. عزيزتي .. كثيراً ما رأيتِ في منامكِ أحداثاً وأشخاص ، رأيتِ أحلاماً جميلةوأخرى كوابيس مخيفة ، وكثيراً ما كنتِ تسألين هذهِ وتلك لعلكِ تجدين من يفسر لكِ ما رأيتِ في المنام . فاعلمي أولاً أن ما يراه النائم في منامه أحد ثلاث وهي : 1 / الرؤيا الصالحة : وهي من الله كَأَن يرى النائم ما يسرُه ويبشره بالخير . 2 / الحلم : وهذا من الشيطان وهو ما يراه النائم من كوابيس مُفزعة تخيفه وهذا من تلاعب الشيطان بابن آدم كي يحزن المؤمن . 3 / أضغاث أحلام : وهو ما يراه النائم مما يتعلق بأحداثه اليومية وهو تعبيرعن الرغبات المكبوتة أو أفكار تراود الشخص كأن تفكرين في امتحان مادةمعينة ثم ترين في منامك الامتحان وما يتعلق به . آداب الرؤيآ لقد وضع الإسلام جملة من الآداب العظيمة الراقية التي تتعلق بما يراه النائم ، وحري بكِ يا تفاحة القلب أن تتعرفي عليها . هيا بنا ننطلق إلى سنة الحبيب – صلى الله عليه وسلم – لنقف على حديثه الذي علمنا فيه آداب الرؤيا .. قال صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا رأَى أحَدُكُم رُؤيا يُحبُها فإنما هي من الله فليحمِد الله عليها وليُحدّث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكرَهُ فإنماهي من الشيطان فليستعذ من شرِّها ولا يذكُرها لأحدٍ فإنها لا تَضُرُه) . [ البخاري ] 1 / إذا رأيتِ الرؤيا الصالحة فاحمدي الله عليها ولاتخبري بها إلا من تحبين وتعلمين أنهم يحبون لكِ الخير ولا يضمرون لكِ فيقلوبهم السوء . لماذا أمرنا الإسلام إذا رأينا الرؤيا الصالحة أن نحمد الله تعالى عليها ؟ لأن المسلم شاكر غير جاحد فمن كمال الأدب مع ربنا عزَّوجل وعلا أن نحمده تعالى على رؤيا طيبة أرانا إياها ، ألا ترين أننا في زمن أصبح فيهِ الواقع بل والمنام أيضاً يأس وإحباط فماذا تتوقعين بعد ليلةنمتِ فيها هانئة مُطمئنة ترين فيها من الله ما يسرك إلا أن يعقبه صباحٌ مشرق وضاء . 2 / وإذا رأيتِ ما تكرهين من أحلام مُفزعة وصورمروّعة فاستعيذي بالله من الشيطان واتفلي عن يسارِك ثلاثاً ثم غيري الجنب الذي كنتِ تنامين عليه ونامي على جنبكِ الآخر ثم لا تخبري أحداً بما رأيتِ . ذوق رفيع :تأملي قوله عليه الصلاة والسلام عن الأحلام : " ولا يذكرها لأحد" كم فيها من توجيه ينمّ عن ذوق وخلق رفيع ، لذلك فإن تداول القصص السلبيةداءٌ معدٍ وعادة مذمومة ، ومجرمٌ ذلك الذي ينشر في الأمة الحزن واليأس ويُغذيها بعبارات الإحباط والتثبيط ويُسيء لدين عنوانه : " تفاءلوا بالخير تجِدوه" فإن الناس لديها من الهموم والمتاعب ما يكفيها ، فإما أن تكوني لمسةحانية فتخففي عنهم بكلمة حانية أو دعوة صادقة أو قصة هادفة أو أن تتحلي بالصمت باسمة : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" . 3 / أكثر ما يراه النائم في منامه أضغاث أحلام ،أحداث يومية يمر بها أو رغبات ملحة أو تفكير دائم في أمر ما فيراه في منامه وهذه لا يطلب تفسيرها ولا يلتفت إليها . 4 / لا تطلبي تفسير رُؤياكٍ إلا من عالم يفسر الأحلام والرؤى ولا تفسري لأحد رؤياه فإنها علم وفتوى لقول يوسف عليه السلام لصاحبيه في السجن { قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} ثم إن غالب تفسير الأحلام يعتمد على حال الرائي من حيث الاستقامة أو عدمها وعلى الظروف المحيطة به . 5 / قد يتأخر تحقق الرؤيا فلا يلزم تحققها سريعاًفبين رؤيا يوسف عليه السلام ثم تحقق رؤياه سنون عدة ، مر فيها عليه السلام بألوان البلاء من مؤامرة الأخوة لقتله ثم فتنة امرأة عزيز مصر ثم السجن ثم توليه الملك .. وكذلك رؤيا عزيز مصر بين تأويل يوسف عليه السلام لها وبين تحققها خمس عشرة سنة .. فلا تتعجلي وتريثي . 6 / الكذب مذموم وأذم منه أن يكذب المسلم في أمرالرؤيا فيدعي رؤيا لم يرها لأنه كذب على الله حيث يدعي بأنه رأى ما لم يريه الله لقول المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : ( منْ تحلّمَ بحُلمٍ لم يَرَهُ كُلِّفَ أن يَعقِدَ بين شعيرتَيْنِ وَلَن يَفعل .. ) . [ البخاري ] 7 / " عدم الحرص الشديد على تفسير الرؤى ، والاكتفاء باعتبارها خيراً " ، إذ أن هناك من اشتهر بتفسير الرؤى ولكن مكانته جاءت من شهرته لا من عقله .. !! - انتبهي :لاتلجئي للكذب في إدعاء رؤيا بقصد هداية صديقة أو زجر عاصية أو ترهيب مُذنبةفإن القلوب لا تخشع والعقول لا تفتح إلا بالحقيقة .. إنه مسلك رأيته لدى العديد من الفتيات الغيورات على الدين المحبات لهداية أخواتهن ، فإن أرادت لهن نصحاً فإن القرآن قد اشتمل على أرقى أساليب الحوار والإقناع والترغيب والترهيب .. 8 / الرؤيا لا يبنى عليها حكم شرعي فلا يجوز بها أن نحلل حراماً ولا أن نحرم حلالاً ، فمن كانت في صراع مع نفسها والشيطان فيقرار الحجاب فرأت في منامها داعٍ يدعوها لنزع الحجاب فلا يعني ذلك أنهارؤيا صالحة عليها تحقيقها .. فالأحكام الشرعية لا تؤخذ إلا من مصدريالتشريع : الكتاب والسنة . والآن ..وبعد أن تعرفت على آداب الرؤيا- يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة يمامة الوادي ; 2012-11-23 الساعة 9:54 PM.
|
|
والآن .. وبعد أن تعرفت على آداب الرؤيا
ارجعي بذاكرتك للوراء .. تذكري رؤيا جميلة رأيتها لا تزال في ذاكرتك ماثلة .. واحمدي الله عليها .. :: استرجعي لتحمدي فتسعدي :: من الصندوق : جاء رجل لابن سيرين فقال له : رأيتُ أني أؤذن فقال له : إنك ستحج ، وجاء رجل آخر رأى أيضاً أنه يؤذن فقال له : ستُقطع يدك ، فحج الأول وسرق الثاني وقُطعت يده ، فسُئل عن ذلك ؟! فقال ابن سيرين : رأيت في وجه الأول علامات الصالحين فتذكرت قوله تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا } ، ولما نظرت في وجه الثاني رأيت علامات الفاسقين فتذكرت قوله تعالى : { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } . - مبارك .. لقد اجتباك ربك { وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) } وإن كان الاجتباء هنا الاصطفاء للنبوة إلا أن لها معنى جميلاً عميقاً في نفس كل مؤمن .. هل الله اجتباك ؟! نعم لقد اجتباكِ الله واختارك حين جعلكِ إنسانة ذات عقل وقلب وإحساس " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ .. " . لقد اجتباكِ الله حين أعزك وكرّمك وأسجد لكِ ملائكته دون بقية خلقه " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا .. " . لقد اختاركِ الله واجتباك حين أكرمك بالحواس " وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ .. " كم من أعمى لا يبصر وكم من بشر لا يسمع وآخر لا يمشي . لقد اجتباكِ ربك حين أتم عليك العافية ! وغيرك يئن مرضاً ويبكي وجعا .. لقد اجتباكِ ربك وأعزك عزة لا ذل بعدها فجعلك له موحدة عابدة لا تركعين ولا تسجدين لسواه وغيرك يعبد فأراً ويسجد لبقرة . لقد اجتباك من عار الشرك فجعلك مؤمنة بأن لا إله إلا الله ، وألوف البشر يموتون يومياً وهم كفار ومصيرهم المحتوم نار جهنم .. لقد اجتباك ربك وأنتِ تنعُمين في ظل أسرة وكنف والدين رحيمين وغيرك ألوف من الفتيات لا أب ينفق ولا أم تحنو ولا أسرة تعول وترعى .. لقد اجتباك ربك حين جعلك ملكة يخدمها الرجل أباً وأخاً وزوجاً وغيرك تكنس الشوارع وتحمل الأثقال وتنظف دورات المياه لأجل أن تعيش وتأكل .. لقد اختارك الله واجتباك بنعمٍ لا تُعد ولا تحصى " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ .. " . ها أنتِ في أمنٍ حُرمت منه فتاة فلسطين والعراق .. ها أنتِ بين طعام وشراب لم تذقه فتاة النيجر والصومال .. ها أنتِ ترتدين حجاب عزة ووقار حاربت لأجل ارتدائه مسلمة فرنسا وتركيا .. لقد اجتباك ربك فجعل لك معلمة مربية وأباً ناصحاً وأماً مرشدة ومجتمعاً محافظاً وغيرك من فتيات الأرض من حُجبت عنها حقيقة الإيمان وشُوهت في ناظريها صورة الإسلام فعاشت أسيرة الأوهام وماتت وسط الظلام .. لقد اجتباك ربك فجعلك في السراء شاكرة وفي الضراء صابرة وغيرك على الله ساخطة ولقضائه كارهة .. لقد اجتباك حين علّمك الحرف والخط وغيرك أميّ لا يقرأ رقماً ولا يخط حرفاً ويقول في ذل وحسرة : ( حقاً إن العلم نور ) .. :: إن الفرق بينك وبين غيرك .. أشبه بالفرق بين لون تلك التفاحة ولون ما حولها من التفاح .. !! :: أمي تحب أخي أكثر !! { إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) } لا أظن عاطفة على وجه الأرض أعظم وأصدق من عاطفة الأبوين تجاه أبنائهم ، ولا أظن أحداً يجود بحياته للآخرين عن طيب نفس كما يجود بها الآباء لأبنائهم ، يحبان الصغير والكبير ، المطيع والعاصي ، الناجح والمخفق ، سعادتهما تبعاً لسعادة أبنائهم يرونهم فيرون فيها نجاحهم وامتداد حياتهم من بعدهم ، إن كان هناك من يجوع لأجل أن يشبع آخر أو يظمأ ليرتوي أو يمرض ليتعافى ، فلن يكون ذلك المضحي المؤثر إلا أباً أو أماً ، فهنيئاً لمن تربى في كنف أحدهما أو كلاهما . - أنتِ حيث تجعلين نفسك : كثيراً ما نسمع شكوى الفتيات – خاصة – أن والديها يحبان أخت لها أكثر منها أو يحبان أخيها الذكر أكثر من الإناث ، لا بأس بهذه الملاحظة .. ما رأيك أن أكون نائبة عنك في طرح وجهة نظرك وما تشعرين به وأكون أنا أمك ، أحاورك بعاطفة الأم وحس الأنثى وحكمة المجربين ومنطق العقل كي تتضح لك الصورة وتكشف الحقائق وأعلمك الصواب قبل أن تعلمك الأيام .. إذا دعينا نتحاور أنا وتفاحة القلب وأنتِ شاهدة على حوارنا الحي : الأم : ناوليني يا ابنتي الهاتف كي أتصل بأخيك عبدالله فقد تأخر !! تفاحة : عبدالله عبدالله .. أنتِ يا أمي تهتمين به أكثر منا ، هل هذا كله لأنه ولد !! الأم : نعم حبيبتي أن أهتم به لأنه ولد كما أهتم بكِ لأنك فتاة ، أهتم به ليس لأني أحبه أكثر بل لأن مسؤوليتي تجاه متابعته أكبر ، فأنتِ يا قرة عيني غالب وقتك في المنزل تمدينه بالحياة والحيوية ، أما أخوك عبدالله فإنه كثير التواجد خارج المنزل فأبقى أتساءل بقلق : من يصاحب ؟! ماذا يأكل ؟! أين يتواجد ؟! وتتوالى الأسئلة في خاطري حتى يعود ، أما أنتِ فأمام عيني أستشعر كل حينٍ كم أنتِ غالية وبذرة طيبة آمن عليها ما دامت في كنفي ، أستشعر الرحمة التي تغمرني وأنتِ تسعين لخدمتي . تفاحة : وأحمد .. أنتِ تخافين عليه أكثر من خوفك علينا ، إذا خرجتِ تتصلين بالبيت مراراً للسؤال عنه !! الأم : وكذلك كنت أفعل معكِ حين كنتِ في عمر أحمد ، إنه طفل صغير لم يتجاوز العامين من عمره ، لا يملك عقلاً كعقلكِ كي يميز بين النافع والضار ، هو عرضة للخطر في كل آن ، ينتظر من يطعمه ويسقيه ويلبسه ويهدهده حتى ينام ، يمشي خطوة ويسقط عشرا ، ثم إني أجدكِ يا ابنتي أكثر مني وعياً بهذه المسألة . تفاحة : كيف ذلك يا أمي ؟!! الأم : أنا أرى حرصكِ على أحمد ، تدللينه ، تداعبينه ، تحرصين على طعامه وشرابه ولباسه وتربيته أكثر مني مما يدل على أنكِ واعية بحاجته ، لمزيدٍ من عناية واهتمام أكثر مما يحتاجه من هم أكبر منه سناً . يا ابنتي حين سُئلت فاطمة بنت الخرشب : أي بنيكـ أحب إليك ؟ قالت : الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والمسافر حتى يعود ، إن هذه الحالات الثلاث يا ابنتي ( الصغر والمرض والسفر ) حالات ضعف تتفطر لها قلوب الآباء . تفاحة : وماذا عن عيسى .. فهذا جميعنا يلاحظ كما هو أثير لديكـ !! الأم : لا أنكر هذا فأنا بشر وقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها لا لأني أحب عيسى أكثر من حبي لكم فجميعكم أبنائي ، لكن عيسى هو من اختار لنفسه هذه المكانة وهو من جعل نفسه في هذه المنزِلة . تفاحة : هو من اختار !! كيف ؟ الأم : عيسى ملك قلبي ببرهِ لي وتميزه في الحرص على رضاي ، سلوكيات لم أطلبها منه بل جادت بها نفسه دون سواه من بقية أبنائي . تفاحة : كيف ذلك يا أمي ؟ الأم : عيسى يصحو من نومه فيبحث عني فأول ما يفعله معي أن يهوي إليّ فيقبّل رأسي ، وإذا عاد من مدرسته سلّم عليّ وقبّل رأسي ثانية قبل أن يتناول غداءه ، في كل مناسبة تصلني منه هدية جميلة في معناها مغلقة بأصدق العبارات ، إذا مرضت طببني عيسى وسهر على راحتي وقدّم لي الدواء بيديه الصغيرتين ، إذا حادثته أصغى إليّ بود وإن أمرته أطاعني بالحب وإن ناديته لبّاني ، إن وُضعت مائدة الطعام لم تمتد يده قبلي وإن أمسك بكأس الماء ما رفعه لفيه قبل أن يرويني ، عيسى الأول من يصحو لصلاة الفجر وأكثر من يقرأ الورد . يا ابنتي إن يعقوب عليه السلام ما فرّق بين أبنائه بهبة أو عطاء لكن يوسف عليه السلام ملك قلبه ببره وإحسانه بتقواه وإيمانه ، بصلاحه وفلاحه لكنّ عقول إخوته قصرت عن اكتشاف السر وإدراك الأمر فظنوا أن أباهم يحبه دونهم . تفاحة : أنا آسفة يا أمي لم أكن أفكر كما تفكرين ولا أشعر بما تحسين ، لكنك علمتِني درساً لن أنساه . الأم : و ما ذلك الدرس ؟!! تفاحة : أن أبحث عن السر في نفسي فليس الحق ما أرى . الأم : ما أجمل أن نتصارح ونتحاور فنحن أسرة واحدة ، بوركتِ يا صغيرتي . تفاحة تغادر مجلسها وهي تخاطب نفسها : سأنافس عيسى في أمي وأبي ..
|
|
من الصندوق :
منذ زمن بعيد ... كان هناك شجرة تفاح في غاية الضخامة وكان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة يومياً وكان يتسلق أغصان هذه الشجرة ويأكل من ثمارها .. وبعدها يغفو قليلاً لينام في ظلها .. في يوم من الأيام .. رجع هذا الصبي وكان حزيناً .. ! فقالت الشجرة : تعال والعب معي .. فأجابها الولد : لم أعد صغيراً لألعب حولك .. أنا أريد بعض اللُّعب وأحتاج بعض النقود لشرائها .. فأجابته الشجرة : أنا لا يوجد معي أية نقود !! ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي تُريدها .. الولد كان سعيداً للغاية .. فتسلق الشجرة وجمع جميع ثمار التفاح التي عليها ونزل من عليها سعيداً .. لم يعد الولد بعدها .. كانت الشجرة في غاية الحزن بعدها لعدم عودته .. وفي يوم رجع هذا الولد للشجرة ولكنه لم يعد ولداً بل أصبح رجلاً !! .. وكانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له : تعال والعب معي .. ولكنه أجابها وقال لها : أنا لم أعد طفلاً لألعب حولك مرة أخرى فقد أصبحت رجلاً مسئولاً عن عائلة .. وأحتاج لبيت ليكون لهم مأوى .. هل يمكنك مساعدتي بهذا ؟! آسفة !! فأنا ليس عندي لك بيت ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أفرعي لتبني بها لك بيتاً .. فأخذ الرجل كل الأفرع وغادر الشجرة وهو سعيداً .. وكانت الشجرة سعيدة لسعادته ورؤيته هكذا .. ولكنه لم يعد إليها .. وأصبحت الشجرة حزينة مرة أخرى .. وفي يومٍ حارٍ جداً .. عاد الرجل مرة أخرى وكانت الشجرة في منتهى السعادة .. فقالت له الشجرة : تعال والعب معي ، فقال لها الرجل : أنا في غاية التعب وقد بدأت في الكبر .. وأريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح .. هل يمكنك إعطائي مركباً ؟ فأجابته يمكنك أخذ جذعي لبناء مركبك .. وبعدها يمكنك أن تبحر به أينما تشاء .. وتكون سعيداً .. فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبه !! فسافر مبحراً ولم يعد لمدة طويلة جداً ..... أخيراً عاد الرجل بعد غياب طويل وسنوات طويلة جداً .. ولكن الشجرة أجابت وقالت له : آسفة يا بُنيّ الحبيب ولكن لم يعد عندي أي شيء لأعطيه لك .. وقالت له : لا يوجد تفاح .. قال لها : لا عليك لم يعد عندي أسنان لأقضمها بها .. لم يعد عندي جذع لتتسلقه ولم يعد عندي فروع لتجلس عليها .. فأجابها الرجل لقد أصبحتُ عجوزاً اليوم ولا أستطيع عمل أي شيء !! فأخبرته : أنا فعلاً لا يوجد لدي ما أعطيه لك .. كل ما لدي الآن هو جذور ميتة .. أجابته وهي تبكي .. فأجابها وقال لها : كل ما أحتاجه الآن هو مكان لأستريح فيه .. فأنا مُتعب بعد كل هذه السنون .. فأجابته وقالت له : جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة .. تعال .. تعال واجلس معي هنا تحت واسترح معي .. فنزل الرجل إليها وكانت الشجرة سعيدة به والدموع تملأ ابتسامتها .. *** هل تعلمين من هي هذه الشجرة ؟؟!! إنها أبواك !!! التوبة الفاسدة .. { اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) } :: لا تكوني كفلانة :: إنها صنف من أصناف البشر تعيش على أمل الخلود في حياة الفناء فكل مشروع في حياتها للتصالح مع الله هو مشروع لم يحن أوانه بعد .. الحجاب بعد الزواج والصلاة عند الكبر والنوافل .. في الحياة متسع لأدائها وحفظ القرآن تأتي به الأيام ، والبذل لأجل الإسلام يحتاج إلى التخصص ، والالتزام مشروعٌ ضخم يحتاج إلى التفرغ !! أنتِ أيتها الغالية لاشك أنك لستِ كتلكـ التي تبارزَ ربها بالمعصية قد غرها طول الأمل تعكف على الذنب وتخطط لاقترافه وتنتظر هداية يلدها القدر . معادلة 5 * 5 تلك المعادلة النبوية تضمن لكِ استقامة في الحياة ونجاة بعد الممات تجعل منكِ شخصية مبادرة .. منظمة .. سبّاقة .. متميّزة ، تجعلك الفائزة حين يخسر الكثيرون .. طبقيها وعيشي نتائجها ستجدين نفسك أنك المستعدة التي لا تفاجئها الأحداث ولا تباغتها الملمات . تلك المعادلة التي وضعها النبي – صلى الله عليه وسلم - : [ أخرجه البخاري (4122)(1729/4) واللفظ له ، ومسلم (2378)(1846/4) ؛ من حديث أبي هريرة ت مرفوعاً ] :: اجعليها صادقة :: يقول الله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) } . جاهدي في الله ببرنامج عملي وخطة تنفذينها خطوة خطوة كي تصلين لمرضاة الله .. التوبة الصادقة السامية لها شروطها وأحكامها وإلا كانت ضرباً من العبث . إن كنتِ صادقة عازمة على التوبة فتقدمي خطوة خطوة حتى تظفري بمغفرته . :: أفرحي الله :: قد تفرحين إنساناً .. أمك أبيك أخوتك .. فتغمرك السعادة لفرحهم فهل فكرتِ يوماً أن تفرحي خالفك ؟!! ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه ؛ من أحدكم على راحلته ، بأرض فلاة ، فانفلتت منه ، وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها ، فأتى شجرة ، فاضطجع في ظلها ، قد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك ، إذا هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ، ثم قال - من شدة الفرح - : اللهم أنت عبدي ، وأنا ربك ! أخطأ من شدة الفرح " . :: لا عجب فإنه تعالى :: " يحب التوابين ويحب المتطهرين "
|
|
حركي الكون ..
إنها بطولة من نوع آخر وقدرة خارقة ، لا يمتلكها السحرة أو الأبطال .. هل تستطيعين تحريك الشمس ؟؟! القمر ؟؟! النجوم ؟؟! الجبال ؟؟! السهول ، الأودية ، الصخور ... بل هل تستطيعين تحريك الكون ؟!!! إنها قوة لا يمتلكها إلا من أناب وأقبل على ربه تائباً نادماً مخلصاً لله . هذه الكرامة ليست لنبي مرسل أو عابدٍ زاهد بل هي لعبدٍ عصى .. ثم عصى .. ثم عصى .. ثم ندم وأقبل وانكسر . ::::::: مثْلُكِ لا تجهل قصة الذي قتل 100 نفس ، فقد قص النبيّ - صلى الله عليه وسلم – قصة رجلٍ أسرف على نفسه ثم تاب وأناب فقبل الله توبته .. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمّل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم من يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق فأتاه ملك الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيراً قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة . وفي رواية : فأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي وقال قيسوا بينهما فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له . :: لقد تحركت الأرض لأجل قاتل المائة :: لا عجب فإنه .. تـائـب ______________________________________________ أخرجه الترمذي (2394)(600/4) وقال : "حديث حسن" . وأبو داود (4832)(259/4) ؛ من حديث أبي سعيد الخدري ت مرفوعاً . السماء تُمطر لأجل تائب .. إن كانت الأرض قد تحركت وطُويت ، فإن السماء والسحب كذلك تتحرك لأجل تائب .. أورد ابن قدامة في كتابه ( التوابون ) هذه القصة الرائعة لعبد تاب من بني إسرائيل حيث لحق ببني إسرائيل قحطٌ في عهد موسى عليه السلام فاجتمعوا إلى موسى وقالوا يا نبي الله ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث فقام معهم وخرجوا إلى الصحراء ليستسقوا وهم سبعون ألفاً أو يزيدون ، فقال موسى : إلهنا اسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك وارحمنا بالأطفال الرضّع والبهائم الرتّع والشيوخ الركّع فما ازدادت السماء إلا تقشعاً وما ازدادت الشمس إلا حرارة ، فقال : يا رب استسقيناك ولم تسقنا ؟؟ قال الله يا موسى : إن فيكم عبداً يبارزني بالمعصية منذ أربعين عاماً فأْمره أن يخرج من بين أظهركم . قام ينادي فيهم قائلاً : يا أيها العبد العاصي الذي بارز الله بالمعصية أربعين عاماً اخرج من بين أظهرنا ، فيوحي الله إلى موسى أنه تلفت هذا العبد يميناً وشمالاً لعله يخرج غيره فعلم أنه المقصود بذلك فقال في نفسه إن خرجتُ افتضحت على رؤوس بني إسرائيل وإن بقيت هلكت وهلكوا جميعاً بالقحط والجدب فما كان منه إلا أن أدخل رأسه في ثيابه وقال : يا رب عصيتك أربعين وأمهلتني واليوم أقبلتُ إليك طائعاً تائباً نادما ، فاقبلني واسترني بين الخلق هؤلاء يا أكرم الأكرمين ، فلم يستتم الكلام حتى علت السماء سحابة فأمطرت كأفواه القرب ، فقال موسى كليم الله لربه سبحانه وتعالى يا رب سقيتنا ولم يخرج من بين أظهرنا أحد !! فقال الله يا موسى أسقيتكم بالذي منعتكم به ، بنفس العبد الذي منعتكم به أسقيتكم به ، قال موسى يا رب أرني هذا العبد الطائع التائب والنادم ، قال يا موسى : لم أكن لأفضحه وهو يعصيني أفأفضحه وهو يطيعني .. ؟! - ملاحظة: هذه القصة من الإسرائيليات ، وقد ذكرها الإمام موفق الدين بن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى المتوفى سنة 620 هـ في كتابه (التوابين) ص 80-82 برقم 32 فقال : (توبة العبد العاصي : ورُوي أنه لحق بني إسرائيل قحط على عهد موسى عليه السلام ..) فساق القصة بلا سند - اِمحي الأثر .. تخيلي لو أنكِ تمتلكين فستاناً جميلاً بألوان جذابة براقة قد انساب على جسدك الطاهر انسياباً وقد اقتنيتيه بغالي الثمن وعلى قدر روعته فهو يحتاج إلى عناية فائقة وحرص شديد على نظافته . كنتِ مرة تُمسكين بالقلم فإذا بقطرة من الحبر تنسكب على فستانك الجميل ! وبعد وقتٍ يسير من ذلك وأنتِ ترفعين كوب الشاي لترشفين منه فإذا به ينسكب على فستانك ! ثم جُرح إصبعك فإذا بأول قطرة دم تسقط لتحدث بقعة على فستانك .. ثم بقعة ثانية .. ثم ثالثة ! كيف يا ترى سيكون منظر الفستان إن اجتمعت فيه كل تلك البقع ؟؟؟ هل انتهى الأمر ؟ .. هل فقدتِ الفستان ولا سبيل لإزالة ما عليه من أوساخ ؟؟ بل السبيل متاح فإن عالم الصناعة قد أبدع وأجاد في إنتاج منظفات متعددة تتحدى أصعب البقع ما عليك إلا اختيار المناسب منها والمبادرة سريعاً لإعادة الفستان لنظافته وجماله أو أن تحمليه لأشهر مغسلة أوتوماتيكية في البلد وتؤكدي للعامل ضرورة الاعتناء به وإعادته لسابق عهده أو .. أو ... حلولٌ كثيرة لا تعدميها .. فإن كان هذا الجهد كله لأجل إزالة بقعة أو محو أثرٍ من فستان ؟!!! ألا تستحق معاصينا كل ذلك الاعتناء الذي نالته بقع الفستان ؟!! أليست المعاصي أشد ضرراً على الفرد والمجتمع والأمة من بقعة زرقاء أو سوداء أو حمراء ؟؟!! يقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " [ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ] * في هذه الدقائق الغالية تأملي ما سلف .. تذكري معصية في حق الله اقترفتيها أو حقاً ضيعتيه أو وزراً حملتيه ، ثم قومي فوراً بطرح البديل الماحي من حسنة ستقدمينها أو خير ستبذليه .. انتبهي .. !! اكتبي المعصية بقلم رصاص ثم امحيها كي لا ينطبق عليك قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجانة أن يعمل الرجل عملاً بالليل ثم يصبح وقد ستره الله فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه " [ متفق عليه ] إذاً بادري لمحو كل معصية وإلا غَدَت حياتك مثل ذلك الفستان المتسخ .. " إِنّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السّيِّئَاتِ " حتماً أنتِ الآن سعيدة بعد أن محوتِ أثر الذنوب من حياتك كسعادتك بعودة فستانك .. .. تأملي .. قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام " فبقدر حرق المعصية وحرارتها في قلبك .. بقدر ما يكون بذْلُكِ للطاعة وانشغالكِ بسُبلها ! -يقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " [ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ] أي : أتبع الفاعل أنت ، والسيئة هي المتبوعة ، والحسنة هي التابعة ، يعني : اجعل الحسنة وراء السيئة - بعد السيئة - ، إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة ؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات ، كما قال - جل وعلا - : { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } . وفي الصحيح ، صحيح البخاري - رحمه الله - وغيره أن رجلا من الصحابة نال من امرأة قُبلة فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبره بالخبر مستعظما لما فعل ، فيسأله عن كفارة ذلك ، فنزل قول الله - جل وعلا - : { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } فقال له - عليه الصلاة والسلام - : هل صليت معنا في هذا المسجد ؟ قال : نعم . قال : فهي كفارة ما أتيت . وهذا يدل على أن المؤمن يجب عليه أن يستغفر من السيئات، وأن يسعى في زوالها، وذلك بأن يأتي بالحسنات، فالإتيان بالحسنات يمحو الله -جل وعلا- به أنواع السيئات نسجل في الجدول سيئة ، ونقابلها بالحسنة فالحسنات هنا بديل ماحي للسيئات لا تجمعي النقاط السوداء .. ! النقاط السوداء نظامٌ مروري عملت به بعض الدول تقضي لائحته باحتساب نقاط سوداء لجملة من المخالفات المرورية على هيئة نقاط سوداء تقدّر بـ (24 نقطة) تصل عقوبتها لحبس رخصة القيادة مع حجز المركبة . لكن .. ما دخل هذا القرار المروري بموضوع التوبة ؟؟!! إن المعصية في حياتك تلو المعصية ما هي إلا جمع لنقاط سوداء لا تُنقط على ورقة قد تُمزق أو ثوب قد يُغسل وإنما تبصم على ملك الجوارح ومركز الأعضاء .. قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتب في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب سُقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه " .. وهو الران الذي ذكر الله " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " [ رواه الترمذي ] إذاً تلك النقطة السوداء توضع على قلبي وقلبك ، ذلك العضو الصغير الذي قال عنه حبيبنا ونبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " [ متفق عليه ] تخيلي قلبكِ بعد معصية تتلوها معصية تتلوها معصية .. كيف سيكون ؟؟!! قلبك الغالي ليس بلوحة فنية قد تستبدليها بأخرى أو قطعة أثاث فترمينها فإن الذنوب إذا تراكمت على القلب اسودّ لها الوجه ووهن الجسد وقلت العبادة ومُحقت البركة وفسد العقل وضاع الوقت وحصلت الوحشة بين العبد وبين ربه جل وعز .. لذلك .. اعتني بقلبك ولا تجمعي عليه النقاط السوداء .. !! { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } -
التعديل الأخير تم بواسطة يمامة الوادي ; 2012-11-23 الساعة 10:11 PM.
|
|
من تأخرتْ .. فلتتب
نحن أمة " وسارعوا .. " أمةٌ تدرك أن أنفاسها محسوبة وأيامها معدودة وأن الحياة قصيرة جدّ قصيرة .. يقول ابن القيّم رحمه الله : " والمبادرة إلى التوبة من الذنب فرضٌ على الفور لا يجوز تأخيرها فمتى أخرها عصى بالتأخير فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى وهي توبة من تأخير التوبة " . فيا تفاحة القلب بادري بالتوبة إن كنتِ لحاجبيكِ نامصة أو للوالدين عاقّة أو للناس مغتابة فإن كنتِ تبتِ منها بعد حين فتوبي إليه مرة أخرى فقد تأخرتِ عليه .. - غيّري عتبة الصحبة !! لا تترددي في الإبتعاد عنها تلك التي رأتكِ على المعصية فلم تنهكِ عنها .. تلك التي ما ذكركِ منطقها يوماً بالله ، تلك التي ما دعتكِ يوماً لطاعة الله وما منعتكِ يوماً من خطيئة .. دعيها غير مأسوفٍ عليها فدنياكِ وآخرتكِ أهم بكثير من مجاملات خدّاعة ومشاعر زوّالة .. من تحبك بصدق ترجو لكِ سعادة الدارين .. دعيها وابحثي عن صحبة الأخيار واسلكي نهج النبي المختار : " لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي " [ الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم : 1721 - خلاصة حكم المحدث : حسن ] تأملي قليلاً فيمن حولكِ من زميلات وأخوات ستجدين حتماً من تتمنين صحبتها لأنكِ على ثقة أنها صاحبة صدق وطهر .. دوني بعضاً من تلك الأسماء في الأسطر التالية ولسانكِ يلهج بـ يا رب ارزقني صحبة الأخيار .. 1/ ........................... 2/ ........................... 3/ ........................... - من الصندوق : قصة توبة زاذان الكندي روِي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، أنه مرّ ذات يوم في موضع من نواحي الكوفة ، فإذا فتيان فشاق قد اجتمعوا يشربون ، وفيهم مغن ، يقال له : زاذان ، يضرب ويغني ، وكان له صوت حسن . فلما سمع ذلك عبد الله ، قال : ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله . وجعل الرداء على رأسه ومضى . فسمع زاذان قوله ، فقال : من كان هذا ؟ قالوا : عبد الله بن مسعود صاحب الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، قال : وأي شيء قال ؟ قالوا : إنه قال : ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى . فقام وضرب بالعودة على الأرض فكسره ، ثم أسرع فأدركه ، وجعل المنديل في عنق نفسه ، وجعل يبكي بين يدي عبد الله بن مسعود ، فاعتنقه عبد الله بن مسعود ، وجعل يبكي كل واحد منهما . ثم قال عبد الله : كيف لا أحبّ من قد أحبه الله – عزّ وجلّ – فتاب إلى الله – عزّ وجلّ – من ذنوبه ، ولازم عبد الله بن مسعود حتى تعلّم القرآن ، وأخذ حظاً من العلم حتى صار إماماً في العلم ، وروى عن عبد الله بن مسعود وسلمان وغيرهما . من الصندوق : قصة سارق الخراف يُروى أن أخوين شقيقين يعيشان في قرية وكان اعتمادهما في مصدر رزقهما على السرقة وقطع الطريق وكان كل واحد منهم يخبر الثاني مكان صيدهما اليوم ، كأن يعلم أن القافلة ستأتي اليوم فيذهبان ويقفان ويترصدان لها ، وفي يوم من الأيام كانا يقفان ينتظران قافلة ليسلباها وكانت هذه القافلة تخص حاكم القرية التي يعيشان بها وقد تم القبض عليهما عندما همّا بسرقتها وقرر الحاكم أن يوضع على جبين كل منهما علامة ليعرف بها أنه سارق الخراف وتم وضع ختم على جبين كل منهما برمز لحرفين هما : س خ وتعني سارق الخراف ليُعرفا بها ويحذر أهل القرية منهما ، ومرت الأيام والشهور ولم يحتمل الأخ الأكبر العيش بالقرية فقرر الهجرة إلى مكان آخر ، وفعلاً هاجر إلى مكان آخر ، أمّا الأخ الأصغر فاتخذ قراراً بتغيير نظرة الناس من حوله تجاهه ، فأصبح يساعد هذا ويحمل أمتعته هذا دون أي أجر ، واستمر على هذا طوال سنوات حياته ، حتى كبر سنّه . وفي يوم من الأيام حضر شخص غريب عن هذه القرية وجلس يستريح بأحد مقاهي هذه القرية ولاحظ هذا الرجل الذي يساعد هذا ويلاعب الأطفال والأطفال مجتمعون حوله لا يملون والكبار يمرون ويسلّمون عليه ويبتسمون له واستغرب هذا الرجل الغريب من هذا المنظر وسأل صاحب المقهى عنه وما حكايته فقال صاحب المقهى أنا لا أعرف هذا الرجل إلا أنني أراه يومياً منذ قدومي لهذه القرية يساعد هذا ويمرح ويمازح الصغار ولا أعلم سرّه ، وسأله الرجل عن سرّ العلامة التي في جبينه ماذا تعني ؟! فقال صاحب المقهى : حقيقة لا أعلم ما سرّ هذه العلامة إلا أني أظنها تعني : " ساعٍ للخير " حيث أره يومياً يسارع للخيرات .
|
|
هيا نرتع ونلعب ..
{ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) } ما أجمل اللعب .. يروّح عن النفس وينمي المواهب والقدرات ويجدد الطاقة والنشاط .. لذا ما كان من نبي الله يعقوب عليه السلام أن يُمانع إرسال ابنه يوسف عليه السلام مع إخوته لعلمه أن نفوس الأطفال تتوق إلى اللعب ، وإدراكه أن في اللعب فوائد عميقة لهم .. اللعب للجميع شرع لنا ديننا الحنيف الترويح عن النفس تسلية ومتعة ، فإن للقلوب إقبالاً وإدباراً ولم يجعل اللعب حكراً للصغار دون الكبار ولا الرجال دون النساء بل هو حقٌ للجميع ، فهاهم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يتقاذفون بالبطّيخ فإذا جدّ جِدهم كانوا هم الرجال [1] . [1]فقد روى البخاري رحمه الله في كتاب الأدب المفرد عن بكر بن عبد الله قال : " كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يتبادحون بالبطيخ ، فإذا كانت الحقائِق كانوا هم الرجال " . قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صحيح ماذا ألعب ؟؟ دائرة المباح واسعة وإنما حرّم الله من اللعب أنواعاً لما تغرسه في نفس المسلم من أخلاق سيئة وعاداتٍ سقيمة ، وإليكِ بعضاً من تلك الألعاب المنهي عنها : 1/ " الدينمو " أو لعبة الحظ : وكل ما ماثلها باعتبارها صورة من صور القمار الذي حرمه الله ولما تزرعه في النفس من جشع وطمع واحتيال . 2/ مناطحة الثيران ونقر الديكة : وكل لعبٍ يقوم على تعذيب الحيوانات أو التحريش بينها . ضوابط اللعب 1/ ألا يلهي عن أداء الفرائض أو تأخيرها كالصلاة أو أن تؤدي إلى تضييع الحقوق لاسيما الوالدين . 2/ ألا يتم في أثناء اللعب كشف العورات أو ارتداء ملابس مخالفة للشرع بحجة أداء تمرينات رياضية أو مزاولة لعبة معينة . 3/ أن توجه الألعاب بحيث تلبي حاجات الإنسان للترفيه ، وتؤدي هدفاً علمياً أو ذهنياً كمسابقات حفظ القرآن الكريم أو الحديث الشريف والبحوث وتصميم المواقع الإلكترونية الهادفة والتأليف وألعاب التذكر والرسوم .. إلخ - من الصندوق : هذه بتلك .. كان - عليه الصلاة والسلام - رغم أعباء الدعوة ومهام التبليغ إلا أنه كان يمارس اللهو المباح فها هو - عليه الصلاة والسلام - يسابق زوجته الحبيبة عائشة رضي الله عنها مرتين فتسبقه في الأولى ويسبقها في الثانية ، فيقول لها : هذه بتلك ، والحديث عن عائشة قالت : خرجتُ مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ، فقال للناس : تقدموا ، فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول : هذه بتلك ,, مع أحفاده .. ويخرجُ – صلى الله عليه وسلم – لسانه للحسن والحسين صغاراً مداعباً إياهما رضي الله عنهما ، ويطاطئ ظهره لهما ليركبا ، ويدخل عليه أحد أصحابه فيقول : نعم المركب ركبتما ، فيقول : " ونعم الفارسان هما " . { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) } { نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) } { قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) } هكذا كان يوسف عليه السلام مُحسناً والمحسن يعرفه كل من حوله لا يجهلون صنيعه ولا ينسون جميله . ما هو الإحسان ؟؟ خُلق الكرام ومفتاح النجاح وسلاح النصر ومنهج الحكماء وسجية الرحماء ، الكون كله بما حواه ما قام إلا بإحسان الخالق .. " الذي أحسن كل شيء خلقه " . الإحسان أيتها المسلمة هو الإتقان .. إتقان في العمل إتقان في العبادة إتقان في العطاء إتقان في التعامل خُلق تعلمناه حين تأملنا خلق الله فرأينا إتقاناً في خلق السماء إتقاناً في خلق الأرض إتقاناً في خلق الإنسان .. إتقاناً في كل شيء .. " صُنع الله الذي أتقن كل شيء " . - الإحسان في الله جاء جبريل عليه السلام للرسول – صلى الله عليه وسلم – وهو في مجلسه بين أصحابه يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والرسول – صلى الله عليه وسلم – يجيب ليعلم الصحابة تلك المراتب الثلاث العظيمة من الدين ، فقال له : " وما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " . إذا قدِمتْ ضيفة لبَيتِك حرصت على نظافته بأفضل مما كان عليه ، قدّمت لها أطيب ما لديك من الطعام ، واستعملت أغلى الأطباق والملاعق والأكواب .. وحرصت على رضاها وراحتها واستحييت أن تأتي بما يشين الأفعال والأقوال لأن عندك ضيفة .. ترينها وتراك .. فهل أنتِ كذلك في علاقتك مع الله ؟؟؟ هل سكناتك وحركاتك نومك وأكلك شرابك ولباسك .. لله تعالى ؟! الإحسان مع الله .. أن تستشعري بأن الله عليك رقيب . الإحسان مع الله .. أن تحملي في قلبك الخوف منه والرجاء . الإحسان مع الله .. أن تبقي أنتِ الفتاة المسلمة بمبادئك وأفكارك وطُهرك سواء كنت في بلاد الإسلام أم بلد الكفر . الإحسان مع الله .. ألا تغشي إذا غش الناس ولا تلبسي إلا ما يرضي رب الناس وأن تجتنبي المخالفات الشرعية ولو وقع فيها ألوف البشر . الإحسان مع الله .. أن تعيشي مع الله ولله لا لسواه . الإحسان في العبادة أتقني في عبادتك بأداء شروطها وأحكامها وسننها وآدابها .. أحسني في العبادة وأتي منها الأفضل والأكمل والأحسن .. - الإحسان إلى الناس المحسن يُلقي السلام على من عرف ومن لم يعرف " أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام بالليل والناس نيام ؛ تدخلوا الجنة بسلام " يرد التحية بأحسن منها { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا } . لا يفعل كالمسيء يمر على الأقوام فلا يسلم إلا على من يعرف ، يدخل على الناس فيسأل حاجته دون أن يلقي السلام ، يسلم عليه المسلمون – لاسيما مواقع المحادثة بالانترنت – فيرد عليهم بجهل وبخل وشح بقول ( وعليكم ) وإنما شُرع رد السلام بقول وعليكم إذا كان ملقي السلام علينا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى . المحسن يرعى حرمة جيرانه فلا يؤذيهم بأقوال أو أفعال ، يسأل عنهم ويزورهم .. لا يتجسس عليهم ولا يتتبع عوراتهم لأنه مؤمن محسن " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره " . والمسيء يرفع صوت تلفازه ليصل إلى بيت جاره ، فهو لا يفرح مع جاره إن فرح ولا يواسيه إن حزن لا يهديه طعاماً ولا يمنع عنه أذى ، يكشف ستره ويطعن عرضه وما ذاك بالمؤمن " والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه " . المحسن يعفو عمن أساء إليه يرى نفسه دائماً بأنه أكبر من جميع الصغار ، أكبر من مواقف يصنعها الشيطان ، أكبر من قلوب صغيرة لا تحتوي مواقف الحياة ، أكبر من أن يحمل في قلبه على مسلم ، قلبه نظيف صافٍ يبتغي الأجر من الكريم الوهّاب { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } المسيء ينتصر لنفسه ويدعو على من أغضبه ، يقطع الصِّلات وينهي الصداقات ، وينسى قوله تعالى : { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ } المحسن يصل أرحامه ويحسن للمسيء منهم ويعطي من حرمه ، يقدم المحتاج منهم في الصدقات " ومن أراد أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه " . المحسن كريم ينفق بسخاء لا ترف ولا تبذير فيكرم القريب والبعيد ، يكرم ضيفه ويحسن لإخوانه وجيرانه وخدمه ، يصنع لهم الطعام ويهديهم هدايا الكرام فـ " اليد العليا خير من اليد السفلى .. " . الإحسان في القول المحسن لا يقول إلا حسناً ، حديثه ذكر ومنطقه عبادة ولسانه يلهج بذكر الله .. رجل قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيءٍ أتشبث به قال : " لا يزال لسانك رطباً بذكر الله " المحسن يزن عباراته وتُعد كلماته وينتقي ألفاظه ، وهو يعلم أنه " وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم " . عباراته لينة سهلة ، لا تجرح ولا تؤلم { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } يسمع أحاديث الناس فلا يخوض مع الخائضين ولا يرضى لنفسه إلا بالأحسن والأكمل ، الدعوة منهجه والحكمة حديثه ، نال التميز فكان ممن قال الله فيهم : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } . يهتم بغير المسلمين يُهديهم الكتاب والشريط شفقة عليهم ، يحاورهم ، يناقشهم ، يهديهم الدليل ويقمع ظنونهم بحجة الحق ويرجو أن يكون سبباً في إنقاذهم من النار .. .. .. فما أرقاها من دعوة وحوار { ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } . المسيء لا سلطان له على لسانه يطلقه في كل مواطن ، فاغرٌ فاه في كل حين مستأثر بالمجالس والمواقف ، يلقي النكات الثقال كالسهم الطائش ، يخوض في كل شأن ويفتي في كل أمر ، يتكلم أكثر مما يسمع ، يهرب منه كل من يعاني صداع ويُقبل عليه أصحاب الفراغ . الإحسان في الأسرة الزوجة طائعة ودود تحسن عشرة زوجها وتصون غيبته .. " اعلمي أيتها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله " . الزوج المحسن يتحمل المسؤولية يصبر على زوجته ويغار على عرضه لا يقبل إلا أن يكون الكريم " ما أكرم المرأة إلا الكريم " .. بها رحيم رفيق حكيم ( رفقاً بالقوارير ) . المحسن يحب بناته يأنس بتربيتهن ، يتعبّد الله بالإنفاق عليهن ، يأسرن قلبه ويرزقن برّه محتسباً كل عطاء ساقه إليهن ( من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وسقاهن وكساهن كُنّ له حجاباً من النار ) . المحسن يرأف بخدمه يمنحهم حقوقهم رحمة وكرامة ، يطعمهم ويكسوهم لا يستغل ضعفهم ولا يشتهي ذلهم ( إخوانكم خولكم ) . المطلق المحسن الذي إن استحالت الحياة بينه وبين زوجه وتنافرت القلوب ما ظلم ولا بغى ولا هدّد ولا شتم بل راعى وداد لحظة فسرح مدعوا له لا مدعوا عليه ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) .
|
|
الإحسان إلى الحيوان
ما أجمل الخِراف .. رقيقةٌ القطط أليس كذلك ؟؟ لم ينس الإسلام تلك الحيوانات والبهائم فإن من خلَقها هو من دب فيها عنصر الحياة فأمر بالإحسان إليها ورتب الثواب والعقاب على المحسن عليها أو المسيء إليها فهاهي مسلمةٌ مسيئة تدخل النار في هرة .. " عُذبت امرأة في هرة ، سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض " . [صحيح] ورجلٌ من بني إسرائيل يدخل الجنة بسبب كلب فعن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : " بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه الحر فوجد بئر فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ، قالوا يا رسول الله إن لنا في البهائم أجراً فقال في كل كبد رطبة أجر " .. [ الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم : 291- خلاصة حكم المحدث : صحيح ] بل إن الإسلام في أمره بالإحسان قد عمم هذا الخُلق وأمر به في شتى المجالات حتى مع الحيوان حين رأى رجلاً يجر شاه لذبحها ويسن السكين أمامها وهي ترى فقال – عليه الصلاة والسلام - : " إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته " . [صحيح] من الصندوق : ابن باز وسارق الغاز أعزائي الكرام إليكم هذه القصة الحقيقية عن عالم الأمة ، شيخنا ابن باز غفر الله له . يقول الراوي لها : حدثني صاحبي أبو عبد الله من مكة عندما زارني بالرياض - وكنّا نتحدث عن الشيخ ومواقفه الرائعة تجاه أمته - بهذه القصة قائلاً : عندما كنت معتكفاً في بيت الله الحرام بالعشر الأواخر من رمضان ، وبعد صلاة الفجر نحضر كل يوم درس للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، وسأل أحد الطلاب الشيخ عن مسألة فيها شبهة ، وعن رأي الشيخ ابن باز فيها ، فأجاب الشيخ السائل وأثنى على الشيخ ابن باز - رحمهما الله جميعا - . وبينما كنت أستمع للدرس فإذا رجل بجانبي في أواخر الثلاثينات تقريباً عيناه تذرفان الدمع بشكل غزير ، وارتفع صوت نشيجه حتى أحس به الطلاب . وعندما فرغ الشيخ ابن عثيمين من درسه وانفضَّ المجلس ونظرت للشاب الذي كان بجواري يبكي فإذا هو في حالٍ حزينةٍ ومعه المصحف ، فاقتربت منه أكثر ودفعني فضولي فسألته بعد أن سلمت عليه : كيف حالك أخي . ما يبكيك ؟ فأجاب بلغة مكسرةٍ نوعًا ما : جزاك الله خيرًا ، وعاودت سؤاله مرة أخرى : ما يبكيك أخي ؟ فقال بنبرة حزينة : لا لاشيء إنما تذكرت الشيخ ابن باز فبكيت . واتضح لي من حديثه أنه من دولة باكستان أو أفغانستان وكان يرتدي الزيّ السعودي . وأردف قائلاً : كانت لي مع الشيخ قصة وهي أنني كنت قبل عشر سنوات أعمل حارسًا في أحد مصانع البُلك ( الطوب ) بمدينة الطائف ، وجاءتني رسالة من باكستان بأن والدتي في حالة خطرة ويلزم إجراء عمليةٍ لزرع كليةٍ لها ، وتكلفة العملية 7000 آلاف ريال سعودي ، ولم يكن عندي سوى 1000 ريال ولم أجد من يعطيني مالاً فطلبت من المصنع سُلفة ورفضوا ، فقالوا لي أن والدتي الآن في حال خطرة وإذا لم تُجر العملية خلال أسبوع ربما تموت ، وحالتها في تدهور ، وكنت أبكي طوال اليوم فهذه أمي التي ربتني وسهرت عليّ . وأمام هذا الظرف القاسي قررت القفز بأحد المنازل المجاورة للمصنع الساعة الثانية ليلاً ، وبعد قفزي لسور المنزل بلحظات لم أشعر إلا برجال الشرطة يمسكون بي ويرمون بي في سيارتهم ، وأظلمت الدنيا بعدها في عيني . وفجأة وقبل صلاة الفجر إذا برجال الشرطة يرجعونني لنفس المنزل الذي كنت أنوي سرقة أسطوانات الغاز منه ، وأدخلوني للمجلس ، ثم انصرف رجال الشرطة فإذا بأحد الشباب يقدم لي طعاماً وقال : كُل بسم الله . ولم أصدق ما أنا فيه . وعندما أذّن الفجر قالو لي : توضأ للصلاة وكنت وقتها بالمجلس خائفًا أترقب ، فإذا برجل كبير السن يقوده أحد الشباب يدخل عليّ بالمجلس وكان يرتدي بشتاً وأمسك بيدي وسلم علي قائلاً : هل أكلت ؟ قلت له : نعم ، وأمسك بيدي اليُمنى وأخذني معه للمسجد وصلينا الفجر ، وبعدها رأيت الرجل المُسن الذي أمسك بيدي يجلس على كرسي بمقدمة المسجد ، والتفّ حوله المصلين وكثير من الطلاب فأخذ الشيخ يتكلم ويحدث عليهم ووضعت يدي على رأسي من الخجل والخوف !!! يا الله ماذا فعلت ؟ سرقت منزل الشيخ ابن باز ، وكنت أعرفه باسمه فقد كان مشهورًا عندنا بباكستان ، وعند فراغ الشيخ من الدرس أخذوني للمنزل مرة أخرى ، وأمسك الشيخ بيدي وتناولنا الإفطار بحضور كثير من الشباب ، وأجلسني الشيخ بجواره ، وأثناء الأكل قال لي الشيخ : ما اسمك ؟ قلت له : مرتضى . قال لي : لم سرقت ؟ فأخبرته بالقصة ، فقال حسناً سنعطيك 9000 آلاف ريال ، قلت له : المطلوب 7000 آلاف ، قال : الباقي مصروف لك ولكن لا تعاود السرقة مرة أخرى يا ولدي ، فأخذت المال وشكرته ودعوت له . وسافرت لباكستان وأَجْرت والدتي العملية وتعافت بحمد الله . وعدت بعد خمسة أشهر للسعودية وتوجهت للرياض أبحث عن الشيخ وذهبت إليه بمنزله فعرَّفته بنفسي وعرفني وسألني عن والدتي ، وأعطيته مبلغ 1500 ريال قال : ما هذا ؟ قلت الباقي . فقال : هو لك . وقلت للشيخ : يا شيخ لي طلب عندك . فقال ما هو يا ولدي ؟ قلت أريد أن أعمل عندك خادمًا أو أي شيء ، أرجوك يا شيخ لا ترد طلبي حفظك الله . فقال حسناً وبالفعل أصبحت أعمل بمنزل الشيخ حتى وفاته رحمه الله ... وقد أخبرني أحد الشباب المقربين من الشيخ عن قصتي قائلاً : أتعرف أنك عندما قفزت للمنزل كان الشيخ يصلي الليل ، وسمع صوتاً في الحوش وضغط على الجرس الذي يستخدمة الشيخ لإيقاظ أهل بيته للصلوات المفروضة فقط ، فاستيقظوا جميعًا واستغربوا ذلك ، وأخبرهم أنه سمع صوتاً ، فأبلغوا أحد الحُراس واتصل على الشرطة وحضروا على الفور وأمسكوا بك ، وعندما علم الشيخ بذلك قال : ما الخبر ؟ قالو له : لص حاول السرقة وذهبوا به للشرطة . فقال الشيخ وهو غاضب : ( لا لا هاتوه الآن من الشرطة ، أكيد ما سرق إلا هو محتاج ) ثم حدث ما صار في القصة . قلت لصاحبي وقد بدت الشمس بالشروق : هوّن عليك ، الأمة كلها بكت على فراقه . قم الآن بنا نصلي ركعتيين وندعو للشيخ - رحمه الله – أقول : رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، وأنزل عليه شآبيب رحمته ، هو والله بقية السلف
|
|
الانتصار على النفس { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) } للانتصار لذة .. فهل طعمت لذة الانتصار ؟! فوزٌ في مسابقة أو تخطٍ لصعاب أو ثباتٍ في مواقف ؟؟ شعورٌ جميل ذلك الذي يجده المنتصر .. أليس كذلك ؟؟ أعظم انتصار .. الانتصارات كثيرة .. فنجاحك في مادة معيّنة بمعدلٍ عالٍ انتصار وإتقانك لموهبة ما انتصار وطاعات ونوافل تحملين نفسك على أدائها انتصار وصبرك عن المعصية انتصار .. لكن اعلمي غاليتي أن الانتصارات مراتب وبعضها دون بعض وإلا ما كان الأجر على قدر المشقة .. { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ } أعظم انتصار بعد بذلٍ وجلد في حياة المسلم هو انتصاره على نفسه . الانتصار الحقيقي أن تكوني أنت القائد على نفسٍ أمارة بالسوء وشيطان أقسم بعزة الله ليغوينك . الانتصار الأعظم حين تحرقك دواعي الشهوة فتلجمينها بلجام الشرع فتنقاد لأمر الله . الانتصار الحقيقي بأن تكوني ملكة تعيش مبادئ العظماء وقيم السماء . إن شهوة الجوع وشهوة الجسد وكثير من شهوات الحياة ليست عيباً ولا حراماً ، فمن ركبها فينا وأوجدها هو خالقنا ، لكنه تعالى أرشدنا لإشباعها بطرق شرعية ترضيه عنا وتسعدنا سعادة لا شقاء بعدها أبداً . ها هو يوسف عليه السلام يعيش موقفاً لا ينتصر فيه إلا ذوو الإيمان ومن يحمل في قلبه الرحمن !!! فهو شاب وسيم وهي السيدة الجميلة ، هو الغريب وهي الراغبة ، هو الخادم المطيع وهي الآمرة الناهية ، الأبواب موصدة والسيد غائب والشهوة مستعرة ، ثم يعلنها بقوة ويقين دون ضعف أو شك معاذ الله ! فهو فوق المآثم ، موطنه القمم ومبتغاه جنات ونهر فنجح أعظم نجاح وأقوى انتصار ، فخلد الله ذكره بطلاً لأروع القصص في أعظم كتاب خالد . كم من .. كامرأة العزيز في حياتك ؟!! كم من نافذة لموقع ساقط أو صورة فاضحة أو دعوة عاهرة قابلتكِ أثناء تصفحك للانترنت فأغلقتيها وأنت ترددينَ " معاذ الله " .. كم من مشغل نسائي ( صالون) ذهبت إليه فدعتك صاحبته لأن تنمصي حاجبيك كي تبدين أكثر جمالاً فقلتِ في عزة واستعلاء " معاذ الله " .. كم من فكرة شيطانية قد ساورتك كي تغشّين في امتحان أو أداء واجب فعُدتِ لذاتك ترددين بصدق " معاذ الله " .. كم من رقمٍ وقع على مسمعك من ذئب عابث وأنتِ في السوق أو الشارع فخاطبتِ ضمير العفّة في نفسك " معاذ الله " .. ليس الانتصار أن تعيشي حياة بلا فتن بل الانتصار يا عظيمة أن تقفي إزاءها كما وقف يوسف عليه السلام . إن الفتن في حياتك كثيرةٌ متنوعة كتنوع الطعام الذي تأكلينه فإن الغرب الكافر والشرق الآثم قد صبوا علينا الفتن صباً وتفننوا في سبل الغواية والإغراء باللون والصوت والصورة وجندوا لها شياطين الجن والإنس وما بقيت شريحة من شرائح أمتنا واستهدفت أطفالاً وشباباً وشيوخاً ، ذكراناً وإناثاً ، فهل أنتِ أمام هذه الفتن كما كان يوسف عليه السلام أمام امرأة العزيز ؟؟ إذاً يا تفاحتي الغالية ربّي نفسك على استشعار مراقبة الله بهذه القواعد وتذكري : " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " [1] 1/ ابتعدي بل وفرّي ولا تقربي من كل ما من شأنه أن يوقعك في الفتنة فإن الله تعالى حين حرّم الزنا حذر من الاقتراب منه فضلاً عن الوقوع فيه .. ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ) [2] 2/ لا يخدعنك الشيطان ويزين لكِ الثقة بالنفس وأنك لن تتأثري فإنما هو استدراج ويوسف عليه السلام لم يقف متفرجاً بل قال كلمته وفرّ من إلى ناحية الباب قبل أن يلوثه من بالمكان .. 3/ ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) [3] إن الله يراني [4] " احفظ الله يحفظك" [5] أو غيرها من الشواهد أو العبارات التي لها وقع على نفسك ، علقيها على مرآتك .. أمام شاشة الكمبيوتر .. على طاولتك المدرسية ، في كل مكان تخلين فيه بنفسك فمثلك تستحي من الرحمن . 4/ لا تتهاوني بالنظر وتطلقي العنان للبصر فإن الله أمر النساء بما أمر به الرجال ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ .. ) [6] ! فكم من نظرة لرجل أعجبتك أو مشهد تلفزيوني أثارك أسودّ لها قلبك وعميت بها بصيرتك . 5/ تذكري العاقبة قبل أي عمل تؤدينه ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) [7] فمنها ما هي مشرقة ومنها المحرقة وأنتِ من يختار .. !! وأخيراً .. تذكري أن الثبات أمام الفتن لو لم يكن انتصاراً عظيماً لما جعل الله جائزته عظيمة ألا وهي الاستظلال تحت ظل عرشه .. " سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .. رجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله " . [8] ================ الحاشية : [1] أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " [الراوي : - المحدث : ابن العربي - المصدر : أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم : 4/172 - خلاصة حكم المحدث : صحيح ] . [2] ( سورة الإسراء : من الآية 32 ) . [3] ( سورة النساء : من الآية 1 ) . [4] ليست آية ولا حديث فينبغي حذف الأقواس عنها لئلا يظن أنها حديث . [5] أخرجه الترمذي (2516)(667/4) وقال : " حسن صحيح " . وهو طرف من حديث ابن عباس ت مرفوعاً . [6] ( سورة النور : من الآية 31 ) [7] ( سورة الرحمن : آية 46 ) [8] أخرجه البخاري (1357)(517/2) ، ومسلم (1031)(715/2) من حديث أبي هريرة ت مرفوعاً . - من الصندوق : فزتُ وربِ الكعبة .. قدم عامر بن مالك بن جعفر على رسول الله – صلى الله عليه سلم – فأهدى له فلم يقبل منه وعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد وقال لو بعثت نفراً من أصحابك إلى قومي لرجوتُ أن يجيبوا دعوتك ويتبعوا أمرك فقال إني أخاف عليهم أهل نجد فقال : أنا لهم جار إن يعرض لهم أحد فبعث معه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سبعين رجلاً من الأنصار شببة يسمون القراء وأمّر عليهم المنذر بن عمرو الساعدي فلما نزلوا ببئر معونة وهو ماء من مياه بني سليم ، نزلوا عليها وعسكروا بها وسرحوا ظهورهم ، وقدموا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى عامر بن الطفيل ، فوثب على حرام فقتله ، وذلك في صفر سنة 4 من الهجرة . وقد روى البخاري بسنده عن ثمامة بن عبدالله بن أنس بن مالك – رضي الله عنه – يقول : لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ثم قال : فزت ورب الكعبة [ الحديث الأول : أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (51/2 ، 52) . الحديث الثاني : أخرجه البخاري (3865)(1502/4) ] - ما أجمله من وفاء { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) } هذه الآية ضربت أروع مثال للوفاء فالوفي يوسف عليه السلام لم ينسها لعزيز مصر حين اشتراه فقال لامرأته : ( أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا .. ) تذكرها يوسف عليه السلام في أشد مواقف الفتن والابتلاء فما منعه شدة الموقف وكربه من أن يرد الجميل ويحقق النفع الذي ارتجاه العزيز من الصبي الطريد . ما ضر يوسف عليه السلام أن تخون الزوجة عشرة الزوج الذي أمن ووثق وهي أول المطالبين بصون العشرة ووفاء الزوج وتقديس العهد ويفي هو العبد الخادم الفقير الغريب لأنه من أصحاب المبادئ لا من باعة القيم ( لا يضركم من ضل إذا اهتديتم .. ) ما أندر خُلُق الوفاء رغم كثرة من أسدى إلينا معروفاً وأحسن !! - نبض من وفاء لأبي المكافح الذي كبرتُ وترعرعتُ من سعيه وكدحه حتى أعياه جهد السنون وشلت قدماه ألم المسير . نبض من وفاء لمعلمتي التي أصغت إليّ إذا تحدثت وقرأت ما كتبت ، وأمدتني بثقة واحتواء . نبض من وفاء لزوجي الحبيب الذي أكرمني بعطائه وأظلني بحنوه في أيام الوهن والضعف وعانقت روحي روحه في طواف حول البيت ، ولأجل راحتي خدمني حتى أصيبت قدماه وسال دمه فو الله ما نسيتها لك ! نبض من وفاء لطالبتي الغالية التي علمتني دروس الوفاء ففي كل مناسبة ماثلة وفي كل خير سابقة ومع كل ذكرى حافظة ، تدعو لي في السجدات وتطلب مني الدعوات . نبض من وفاء لكل من قدّم لي العون ، ودلني على طريق الخير أو دعاني لمعروف ، وحذّرني من سوء ، وزرع في نفسي خيرا .
|
|
[SIZE="5"][align=right]
رحلة مع سيد الأوفياء
ما عُرف خُلق الوفاء في حياة البشر كما عُرف في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وعلى رأسهم حبيبك وشفيعك محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي أدبه ربه فكان القرآن خُلُقه ، لقد وصَلنا من مواقف وفاته عليه الصلاة والسلام ما تنحى أمامه الهامات وتضمحل الشعارات وتعجب العقولوتأسر القلوب ، دعينا نرتع في بستان وارف الظلال مع قصص من وفاء . صديقات خديجة رضي الله عنها تقول السيدة عائشة رضي الله عنها : ما غرتُ على أحد من نساء النبي – صلى الله عليه وسلم – ما غرت على خديجة ، وما رأيتها ، ولكنالنبي – صلى الله عليه وسلم – كان يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ، ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة ، فربما قلت له : كأنه لم يكن فيالدنيا امرأة إلا خديجة ، فيقول : " إنها كانت ، وكانت ، وكان لي منها ولد مع المطعم بن عدي ما كان المطعم بن عدي صحابياً بلمشركاً مات على شركه لكنه كان صاحب مواقف كريمة مع النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد كان أحد الذين سعوا في نقض الصحيفة الظالمة التي علقتها قريش على الكعبة وفيها مقاطعة بني هاشم وبني عبد المطلب . وكان له موقف عظيم آخر ، فحين رجع النبي – صلى الله عليه وسلم – من الطائف حزيناً مهموماً بسبب إعراض أهلها عن دعوته ، وماألحقوه به من أذى ، لم يشأ أن يدخل مكة كما غادرها ، وإنما فضّل أن يدخل النبي – صلى الله عليه وسلم – مكة في جواره ، فجمع قبيلته ولبسوا دروعهم وأخذوا سلاحهم وأعلن المطعم أن محمداً في جواره ، ودخل النبي – صلى الله عليه وسلم – الحرم وطاف بالكعبة ، وصلى ركعتين ، ثم هاجر وكوّن دولة في المدينة ، وهزم المشركين في بدر ووقع في الأسر عدد لا بأس به من المشركين ؛فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – حافظاً للجميل : " لو كان المطعم بن عدي حيّاً ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له "[صحيح ] * . ====== * 1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أسارى بدر : ( لو كان المطعم بن عدي حيا ، ثم كلمني في هؤلاء النتنى ، لتركتهم له ) . الراوي : جبير بن مطعم - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 4024 - خلاصة حكم المحدث : [صحيح] 2 - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أسارى بدر : لو كان المطعم بن عدي حيا ، ثم كلمني في هؤلاء النتنى ، لتركتهم له . الراوي : جبير بن مطعم - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 3139 - خلاصة حكم المحدث : [صحيح] 3 - لو كان المطعم بن عدي حيا ، ثم كلمنى في هؤلاء النتنى لاطلقتهم له - يعنى أسارى بدر - الراوي : جبير بن مطعم - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 5283 - خلاصة حكم المحدث : صحيح الوفاء .. لمن ؟!! لله الذي خلقك فسواك وحباك بالنعم وأنزل عليك رحمته وهداك للدين المُنجي ، استجاب دعواتك وكشف كرباتك وسخّر الكون لرغباتك ،يغفر الزلاّت ويقبل الطاعات ويجازي بالحسنة أضعافاً مضاعفة ، يقدّر الأسباب ويعذر الجاهل ويُمهل الغافل .. " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم " ففي لمن أوجدك من العدم وجعلكِ من البشر لا تراباً لا حجر !! للناس : جميعهم صغيرهم وكبيرهم ، البر والفاجر ، كل من أحسن إليكِ ومد لكِيداً من المعروف أو عطاء يُخجل النفوس ، قال عليه الصلاة والسلام : " من أسدى إليكم معروفاً فكافؤه وإلا فادعوا له "* كوني وفيّة لجميع الناس : أمك وأبيك ، أختك وأخيك ، كل قريبة جارة أو زميلة .. " إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم " ===== * أخرجه أبو داود (1672)(128/2) واللفظ له ، والنسائي (2567)(82/5) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (254) ، عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله ج : من استعاذ بالله فأعيذوه ، ومن سأل بالله فأعطوه ، ومن دعاكم فأجيبوه ، ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه ؛ فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم كافأتموه . -
التعديل الأخير تم بواسطة يمامة الوادي ; 2012-11-23 الساعة 10:52 PM.
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفاحة | العفة | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 1 | 2011-12-25 11:29 PM |
اكل تفاحة حمراء | العفة | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 5 | 2011-09-24 11:24 AM |
تفاحة القلب | ♥ ♫▓إشرآقــۀالصباح♥♫▓ | المنتدى العام | 1 | 2011-08-08 2:41 AM |
كم تفاحة بتحط في السلة ؟ | rahaal111 | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 8 | 2010-06-11 7:42 PM |