لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
السلام يا أمَّة خير الأنام
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمد عبده. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ، ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) . ألَا وإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. أما بعد : - لقد أمر الله بإفشاء السلام بين المسلمين لِما لَه من الفضل والثواب الجزيل ولأنه سنة الملائكة والمرسلين .. ولقد لاحظت في بلدي كيف أضاع الناس هذه السنة وأهملوها بل وصل الأمر بهم إلى تناسيها وتركها وإضاعة حقوقها . فمن هذا المنطلق وحفاظا على هذه السنة المباركة فقد كتبت هذا البحث وسميته ( السلام يا أمة خير الأنام ) لتبيان مشروعية السلام وفضله وقد استعنت على هذا البحث بكتاب ( شرح رياض الصالحين ) للشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - وقد رتبت هذا البحث على النحو التالي :- تعريف السلام - مشروعية السلام - فضل السلام - كيفية السلام إلقاءً ورداً و الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس - آداب السلام - على من يكون السلام - السلام على الكافر والفاسق - باب المصافحة - الخلاصة. فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع به قارئه ويستفيد منه ويعلمه لغيره وأسأل الله العلي العظيم أن يكتب لي أجره ويدخر لي ثوابه ليوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .. • تعريف السلام :- السلام هو الدعاء بالسلامة من كل آفةٍ فإذا قلت للشخص السلام عليك فهذا يعني أنك تدعو له بأن الله يسلمه من كل آفةٍ يسلمه من الجنون ، يسلمه من المرض , ويسلمه من شر الناس ، ويسلمه من المعاصي ويسلمه من النار. • مشروعية السلام :- إن السلام مشروع بين المسلمين مأمورٌ بإفشائه وهو ثابت في الكتاب والسنة قال الله تعالى :- ( يأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ). والسلام من سنن الرسل والملائكة قال الله تعالى :- ( إذا دخلوا عليه قالوا سلاماً قال سلام ) ومن الأدلة النبوية عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض وتشميت العاطس وإبرار القسم ونصرة المظلوم وإفشاء السلام وإجابة الداعي وإتباع الجنائز ) متفق عليه . • فضل السلام :- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم . وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ) رواه الترمذي وصححه الألباني . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أن رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال السلام عليكم فقال عشر حسنات فمر رجل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فقال عشرون حسنة فمر رجل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال ثلاثون حسنة ... ) رواه ابن حبان وصححه الألباني ، فقد قال النبي عليه السلام للأول "عشر" وللثاني "عشرون" وللثالث "ثلاثون" لأن كل واحد منهم زاد على الآخر وبالتالي فقد زاد الأجر. وعن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر رضي الله عنه ( فيغدو معه إلى السوق قال فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله بن عمر على سقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا يسلم عليه قال الطفيل فجئت عبد الله بن عمر يوما فاستتبعني إلى السوق فقلت ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق فاجلس بنا ها هنا نتحدث فقال لي عبد الله يا أبا بطن وكان الطفيل ذا بطن إنما نغدو من أجل السلام على من لقينا ) رواه مالك والبيهقي وصححه الألباني . والحكمة في ذلك لأن الإنسان إذا سلم وأفشى السلام وأظهره كان هذا سبباً لدخول الجنة كما في حديث أبي هريرة " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى ... " وذلك لأن الإنسان إذا سلم على أخيه المسلم فقال : السلام عليكم أو السلام عليك فقط فإنه يكتب له بذلك عشر حسنات وإذا سلم على عشرة أشخاص كتب له مائة حسنة والله يضاعف لمن يشاء وهو خير من البيع والشراء , فكان ابن عمر يفعل ذلك من أجل المسَـلَّـم عليهم في داخل السوق لكثرة عددهم وهذا دليل على حرص السلف الصالح على كسب الحسنات وأنهم لا يفرطون فيها بخلاف وقتنا الحاضر - والله المستعان - . • كيفية السلام إلقاءً ورداً والأخطاء التي يقع فيها بعض الناس :- قال الله تعالى : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) أمر الله سبحانه وتعالى إذا حُيينا بتحية أن نحيِّي بأحسن منها أو نرد مثلها فمثلاً إذا قال لك إنسان " السلام عليكم " فقل وعليك السلام ولا تنقص وإذا قلت " وعليك السلام ورحمة الله " فهذا أحسن من الأول وأفضل ولكنه ليس بواجب فالواجب أن ترد بمثل ما سلم عليك وإذا قلت " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته " فهذا أفضل وأتم . ويستحب أن يقول المبتدئ بالسلام مثلاً " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " فيأتي بضمير الجمع وإذا كان المُـسلَّـم عليه واحداً وإذا قال السلام عليك بدون جمع جاز ذلك كما في حديث المسيء صلاته ويقول المجيب " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته " فيأتي بحرف العطف في قوله " وعليكم " كما يجوز أن يرد بقوله " وعليك" بدون صيغة الجمع . فتبين لنا يا عباد الله أن صيغ السلام في حالة الإلقاء ثلاثة وهي :- " السلام عليكم أوعليك " والصيغة الثانية " السلام عليكم أو وعليك ورحمة الله " والصيغة الثالثة " السلام عليكم أوعليك ورحمة الله وبركاته " . وأما صيغ الرد فالمشهور منها ثلاثة وهي :- " وعليك أو وعليكم السلام " والصيغة الثانية "وعليك أو وعليكم السلام ورحمة الله " والصيغة الثالثة " وعليك أو وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" . وهناك صيغتان وردت في السنة الأولى وهي : " وعليك أو وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته " فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه ( كنا إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم علينا قلنا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته) السلسلة الصحيحة ، والصيغة الثانية هي : عن أبي الزناد قال : ( كان خارجة بن زيد بن ثابت يكتب على كتاب زيد إذا سلم قال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ومغفرته وطيب صلوات ) صححه الألباني في الأدب المفرد . فهذه هي الصيغ التي وردت في كيفية إلقاء السلام ورده كما جاءت في السنة المطهرة ولا يجوز يا عباد الله الزيادة عن هذه الصيغ أو إنقصاها أو الإتيان بألفاظ أخرى بدون دليل شرعي ظناً منه أنه يأتي بخير ولكنه في الحقيقة يخالف السنة ويقع في البدع وذلك لأن السلام أمر شرعي والزيادة أو النقصان يتطلب دليل وهذه ما فعله الصحابة في مواجهة البدع ومحاربتها .. فعن عن نافع رضي الله عنه : ( أن رجلا عطس إلى جنب بن عمر فقال الحمد لله والسلام على رسول الله قال بن عمر وأنا أقول الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقول الحمد لله على كل حال .. ) رواه الترمذي وحسنه الألباني . ولكن من المؤسف في زماننا هذا قد ضيعنا هذه السنة وزدنا عليها من الألفاظ التي ليس لها أصل وجئنا بألفاظ أخرى جديدة ، فعندما تلتقي بشخص وتلقي عليه السلام بالطريقة الشرعية التي جاءت في السنة المطهرة فقد يجيبك بقوله "سلام ورحمة الله...." بدلاً من قوله " وعليكم السلام ورحمة الله " أو يرد عليك بقوله " أهلا ومرحبا " أو "عليكم السلام والإكرام " أو " وعليكم السلام والبركة " أو " مساء الخير " أو " صباح الخير " وغير ذلك من الألفاظ التي أصبحت منتشرة كانتشار النار في الحطب والتي تخالف الشرع الحنيف - ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم - وهذا مما لا يجوز شرعا ، وكذلك عندما تلتقي بشخص فإنه يبادرك بقوله "سلام عليكم " أو "صباح الخير " أو مساء الخير" أو " أهلا وسهلا " أو "مرحبا" وغير ذلك من الألفاظ . وبعضهم إذا ألقيت عليه السلام لا يجيبك أبداً كأنه أصم لا يسمع ولا يعلم أنه قد ضيع من الأجر ما لا يحصى ولا يعد ، وبعضهم يشير بيده من دون أن يتلفظ بكلمة واحدة ولا يدري أنه يتشبه باليهود والنصارى - عليهم لعنة الله - فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالأكف ) رواه الترمذي وحسنه الألباني ، وقد وصل الأمر إلى أن يحيِّي الناس بعضهم عند اللقاء أو عند الوداع بألفاظ أجنبية يظنون بأنهم يتبعون الحضارة ومواكبة العصر وهم للأسف يتشبهون باليهود والنصارى ويستبدل الخير الكثير من الأجر بما هو أدنى منه قال الله تعالى : ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) . ملاحظة :- إذا ألقى عليك شخص التحية أو ألقيت على شخص التحية بالطريقة الشرعية التي ذكرناها آنفاً فلا بأس أن تقول بعدها أهلا وسهلا أو مرحباً وغير ذلك من الألفاظ المتداولة وفي لفظي " صباح الخير " " ومساء الخير " فقد قال بعض أهل العلم أن أهل اليونان القدامى كانواْ يحيون آلهتهم بالمساء والصباح بهذه الألفاظ ، ولا بأس نحن كمسلمين أن نقول " صبحك الله بخير " أو "مساك الله بخير " - هذا والله أعلم - واعلم رحمك الله إذا سلمت على شخص وردَّ عليك رداًّ لا يجزئ كما لو قلت السلام عليك وقال : أهلا ومرحبا أعد السلام قل : السلام عليك وإذا قال : أهلا ومرحبا أعد السلام " ثلاث مرات " فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا ) رواه البخاري , وإذا سلم عليك شخص وحيَّاك بقوله أهلا ومرحبا أو أي تحية من غير التحية الشرعية فلا تجبه حتى يلقي عليك السلام بالطريقة الشرعية .. فعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه السلام : ( السلام قبل السؤال فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه ) رواه ابن النجار وحسنه الألباني وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( السلام قبل الكلام ) رواه الترمذي وحسنه الألباني , فإذا كان لا يعلم فلا بأس أن تنبهه لذلك .... - والله الموفق - ومن الأخطاء التي قد يقع فيها بعض الناس أن يحيوا بعضهم عند اللقاء بقولهم " عليكم السلام " أو " عليك السلام " فعن أبي جُري الهجيمي رضي الله عنه قال : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت عليك السلام يا رسول الله قال لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى ) رواه أبو داوود وصححه الألباني . فهذه تحية الموتى في الجاهلية فهم إذا خاطبوا الأموات ولو كانوا غائبين لكنهم يستحضرونهم كأنهم بين أيديهم ,يسلمون عليهم بهذا , فلهذا نهى النبي عليه السلام عن ذلك لأنه تحية الموتى ومشابهة لأهل الجاهلية فبدلاً من أن تقول عليك السلام قل : السلام عليكم - والله أعلم - . |
|
آداب السلام :-
1- عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان ) رواه مسلم .. هذا الحديث يدل على أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا دخل بيتا في الليل يسلم سلاما خفيفا يسمعه اليقظان ولا يوقظ النائم وهكذا ينبغي للإنسان فعله إذا دخل بيتا أو حجرة أو ما شابه ذلك . 2- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير وزاد بن المثنى في حديثه ويسلم الصغير على الكبير ) رواه الترمذي وصححه الألباني . ذكر النبي عليه السلام أن الراكب يسلم على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير والصغير على الكبير , وذلك لأن الراكب يكون متعلياً على الماشي فيسلم على الماشي ، والماشي متعلياً على القاعد والصغير على الكبير لأن الكبير له حق على الصغير .. ولكن لو قدر أن القليلين في غفلةٍ ولم يسلِّمواْ على الكثير فليسلم الكثيرون , ولو قدر أن الصغير كان في غفلة فليسلم الكبير ولا تترك السنة ، وهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ليس معناه أنه لو سلم الكبير على الصغير كان حراماً ، ولكن المعنى : الأولى أن الصغير يسلم على الكبير فإذا لم يسلم فليسلم الكبير.. لأنك إذا بادرت السلام كان أفضل وأولى بالله من يبدؤهم بالسلام كما في حديث الذي رواه أبا أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام ) رواه أبو داود والترمذي وحسنه وفي لفظٍ ( قيل يا رسول الله الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام قال أولاهما بالله تعالى ) رواه الترمذي وصححه الألباني . قوله ( أولى الناس بالله ) : أي أحقهم بالقرب منه بالطاعة. والحديث يدل على أن خير الناس من يبدأ الناس بالسلام ، وقد كان النبي عليه السلام وهو أشرف الخلق يبدأ من لقيه بالسلام فاحرص أن تكون أنت الذي يسلم قبل صاحبك ولو كان أصغر منك ، لأن خير الناس من يبدؤهم بالسلام ، وأولى الناس بالله من يبدؤهم بالسلام. 3- عن أبي هريرة في حيث ( المسيء صلاته ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى كما صلى ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فعل ذلك ثلاث مرات ) متفق عليه . يدل هذا الحديث أنه كلما غاب الإنسان عن قصيرة ثم رجع إلى أخيه فليسلم عليه، فمثلا إذا كنت جالس في المسجد ثم انصرفت لتجديد الوضوء أو ما شابه ذلك ثم رجعت فسلم فهذا خير فكل سلام بأجره - كما أسلفنا الذكر-. 4- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه ) رواه أبو داوود وصححه الألباني، هذا الحديث يدل على استحباب إعادة السلام ، إذا حالت بينك وبين أخيك شجرة أو حجر أو جدار بحيث منعت الرؤية وتغيب عنك فإذا لقيته فسلم عليه. 5- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة ) رواه أبو داوود وصححه الألباني، في هذا الحديث أن الرجل إذا دخل على المجلس فإنه يسلم ، فإذا أراد أن ينصرف وقام وفارق المجلس فإنه يسلم ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بذلك وقال ( فليست الأولي بأحق من الآخرة ) يعني كما أنك إذا دخلت تسلم كذلك إذا فارقت المجلس فسلم ، ولهذا إذا دخل الإنسان مكة لعمرة أو حج بدأ بالطواف وإذا فارق مكة وخرج ختم بالطواف، لأن الطواف تحية مكة لمن دخل بحج أو عمرة وكذلك وداع مكة لمن أتى بحج أو عمرة ثم سافر، وهذا من كمال الشريعة الإسلامية أنها جعلت المبتدئ والمنتهي على حد سواء في مثل هذه الأمور . 6- عن عائشة رضي الله عنها قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : ( إن جبريل يقرأ عليك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله ) رواه أبو داوود وصححه الألباني ، من السنة إذا نقل السلام من شخص إلى شخص أن يقول " عليه السلام " وأن قال عليك وعليه السلام أو عليه وعليك السلام فحسن ، لأن هذا الذي نقل السلام محسن فتكافئه بالدعاء له . |
|
• على من يكون السلام :- (1) عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير ؟ قال ( تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) متفق عليه ، قوله {على من عرفت ومن لم تعرف } أي لا يكن سلامك سلام معرفة ، بل يكون سلامك سلام مثوبة وألفة ، لأن المسلم يثاب على سلامه ويحصل بسلامه التأليف , أما من لا يسلم إلا سلام معرفة فسوف يفوته خير كثير لأنه ربما مر به العشرات لا يعرف منهم إلا القليل , وأما من يسلم سلام مثوبة وألفة فهو يسلم على من يعرف ومن لم يعرف . (2) عن أنس رضي الله عنه قال : ( كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر على صبيان فسلم عليهم ) رواه الترمذي وصححه الألباني .. وقد جرت عادة الكثير من الناس ألا يسلم على الصبيان استخفافا بهم ولكن هذا خلاف هدي النبي عليه السلام حيث كان يسلم على الصغير والكبير، وللسلام على الصغير فوائد كثيرة منها :- أ- إتباع السنة. ب- تواضع حتى لا يذم الإنسان بنفسه ويشمخ بأنفه ويعلو برأسه ، يتواضع ويسلم على الصبيان. جـ- تعويد الصبيان لمحاسن الأخلاق لأن الصبيان إذا رأوا الرجل يمر بهم ويسلم عليهم تعودوا على ذلك واعتادوا على هذه السنة المباركة وكذلك يجلب المودة للصبي ، لأن الصبي يحب الذي يسلم عليه ويفرح لذلك وربما لا ينساها أبداً . (3) عن سهل بن سعد - رضي الله عنه- قال : ( كنا نفرح يوم الجمعة ، قلت : ولم ؟ قال : كانت لنا عجوز ، ترسل إلى بضاعة - قال ابن مسلمة : نخل بالمدينة - فتأخذ من أصول السلق ، فتطرحه في قدر، وتكركر حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة انصرفنا ، ونسلم عليها فتقدمه إلينا ، فنفرح من أجله ، وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة ) رواه البخاري . (4) عن أسماء ابنة يزيد - رضي الله عنها - قالت : ( مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا ) رواه الترمذي وصححه الألباني . وعنها - رضي الله عنها - قالت : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوما وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم وأشار عبد الحميد بيده ) رواه الترمذي وصححه الألباني . السلام والمصافحة على المحارم من النساء والزوجات سنة ، والمحارم يعني التي لا يحل لك أن تتزوج بها ، تسلم عليها ولا حرج في ذلك تسلم على زوجتك وأمك وأختك وعمتك وخالتك وبنت أخيك وبنت أختك ولا حرج في هذا، أما الأجانب فلا تسلم عليهن ولا تصافحهن .. فعن معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال : قال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) رواه الطبراني والبيهقي وقال الألباني حسن صحيح ، اللهم إلا العجائز الكبيرات إذا كنت آمنا على نفسك من الفتنة ، وأما إذا خفت الفتنة فلا تسلم ، كما في حديث سهل بن سعد بسلامهم على المرأة العجوز عندما يخرجون من صلاة الجمعة ويأكلون من السلق المخلوط بدقيق الشعير ، وإذا لقي الإنسان المرأة في السوق فلا يسلم عليها وهذا هو الصواب ، ولكن لو أتيت بيتك ووجدت فيه نساء من معارفك فسلمت فلا بأس ولا حرج بشرط أمن الفتنة ، وكذلك المرأة تسلم على الرجل بسرط أمن الفتنة . • السلام على الكافر والفاسق :- (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ) رواه مسلم ، إذا مررت على الكفار فلا يجوز شرعاً السلام عليهم وغيرهم أخبث منهم مثل السيخ والمشركين والشيوعيين ومن شابهم فلا تُقرأ عليهم السلام بنص الحديث الذي ذكرناه آنفا لأن السلام يعتبر نوع من المودة لهم والقربى منهم ونحن مطالبون ببغضهم والحقد عليهم . (2) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم فإنما يقول السام عليكم فقولوا وعليكم ) رواه أبو داوود وصححه الألباني ، ولكن إذا حيَّاك بقوله السلام عليك أو عليكم بعبارة واضحة بتوضيح حرف اللام فقلت وعليك السلام فلا بأس بها لأنك رردت بالمثل .. وأما قول النبي عليه الصلاة والسلام إذا سلم عليكم اليهود فقولوا وعليكم يعني لا تقولوا وعليكم السلام ، فإنه بيَّن سبب ذلك في نفس الحديث فقال : ( إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم فإنما يقول السام عليكم ) يعني : يدعون عليكم بالموت ، فقال : رسول الله عليه السلام ( فقولوا وعليكم ) أي وعليك أنت أيضا ًالسام ، فيفهم من الحديث أنهم لو قالوا : السلام عليك أو عليكم فإننا نقول وعليكم السلام ولا بأس . - والله أعلم - والمصيبة أن المسلمين في هذا الزمان عندما يلقون السلام على بعضهم لا ينطقونها جيدا فبدلاً من قولهم السلام عليك أو عليكم، يقولون السام عليكم لا ينطقون حرف اللام جيداً ويضيعون حقه – والله المستعان –. والسلام على الفاسق المعلن لفسقه إذا كان في ترك السلام عليه مصلحة وهو أنك إذا لم تسلم عليه تاب من فسقه ورجع إلى الله، أما إذا لم يكن هناك مصلحة وأن الأمر بالنسبة له سيان سلمت أو لم تسلم وكان عدم سلامك عليه يجعل في قلبه عداوة عليك ويستمر في باطله ولا يقبل منك النصيحة فسلم عليه. • باب المصافحة :- عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : قال : النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني، وعن أبي قتادة قال : قلت : لأنس بن مالك رضي الله عنه ( أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم ) رواه البخاري ، يسن للرجل إذا لقي أخاه أن يصافحه لأن هذا من آداب الصحابة رضي الله عنهم . ويصافح باليد اليمنى ، وإذا حصل ذلك فإنه يغفر لهما قبل أن يتفرقا ، وهذا يدل على فضيلة المصافحة إذا لاقاه ، وليس كما يقول بعض الناس - سامحهم الله - ( كثرة السلام تقلل المعرفة ). وأما مجرد الملاقاة في السوق فما كان هذا من هدي الصحابة - يعني إذا مررت بالناس في السوق - يكفي أن يسلم عليهم وإذا كنت تقف إلى شخص وتتحدث إليه بشيءٍ فصافحه ، فإذا لاقاه فإنه لا يلتزمه ( أي يعانقه ) ولا ينحني إليه ولكنه يصافحه وهو كافٍ فعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رجل يا رسول الله : ( الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال لا قال أفيلتزمه ويقبله؟ قال لا قال أفيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال نعم ) رواه الترمذي وصححه الألباني. • الخلاصة :- نستخلص مما ذكرنا آنفاً الآتي :- (1) إن السلام مشروع بين المسلمين مأمورٌ بإفشائه وهو ثابت في الكتاب والسنة ، والسلام من سنن الرسل والملائكة . (2) الحكمة من السلام أن الإنسان إذا سلم وأفشى السلام وأظهره كان هذا سبباً لدخول الجنة ، والسلام له من الفضل والأجر الخير الكثير . (3) إلقاء السلام له ثلاثة أنواع :- " السلام عليكم أوعليك " والصيغة الثانية " السلام عليكم أو وعليك ورحمة الله " والصيغة الثالثة " السلام عليكم أوعليك ورحمة الله وبركاته .. وأما صيغ الرد فالمشهور منها ثلاثة وهي :- " وعليك أو وعليكم السلام " والصيغة الثانية " وعليك أو وعليكم السلام ورحمة الله " والصيغة الثالثة " وعليك أو وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته " وهناك صيغتان وردت في السنة الأولى وهي : " وعليك أو وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته" و " وعليك أو وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته وطيب صلواته ". (4) عدم التلفظ بألفاظٍ لم يأتي بها الشارع الحنيف والاكتفاء بما ورد في السنة المطهرة من ألفاظ الإلقاء والرد . (5) من آداب السلام :- أن يسلم سلاما خفيفا يسمعه اليقظان ولا يوقظ النائم ، وكذلك أن يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير والصغير على الكبير، وأن خير الناس من يبدأ الناس بالسلام ، وتكرار السلام إذا حال بينك وبين أخيك شيء أو اختفى عنك لفترة قصيرة كانت أم طويلة ، إلقاء السلام عند دخولك مجلسٍ وعند خروجك منه ، ونقل السلام من شخص إلى آخر. (6) السلام على الصبيان لما فيها من الفوائد الكثيرة . (7) السلام على النساء المحارم جائز، وأما الغير محارم فلا يجوز السلام عليهن ولا مصافحتهن، اللهم إلا العجائز الكبيرات إذا لم تخشى الفتنة. (8) السلام على الكفار لا يجوز شرعاً لأن السلام يعتبر نوع من المودة لهم ونحن مطالبون ببغضهم والحقد عليهم وكذلك الفاسق لا تلق عليه السلام إذا كانت في مصلحة لذلك. (9) المصافحة من آداب الصحابة وسبب لغفران الذنوب وتكون المصافحة باليد ، ولا يجوز الانحناء ولا المعانقة ولا التقبيل بل يكتفي المصافحة باليد . هذا والله أعلم وأكرم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً الخاتمة : أسأل الله عز وجل أن يوفق قارئها لما يحبه ويرضاه ويستفيد منه ويعلمه لغيره وأسأل الله العلي العظيم وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يكتب لي أجره ويدخر لي ثوابه ليوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . فمن وجد مني زلة قلم أو نبوة فهم فليضرب لي من النصح بسهم ، فإن صدري منشرح ، وقلبي منفتح ، والله يتولى الصالحين وهو بكل جميل كفيل وهو حسبي ونعم الوكيل ، وعليه قصد السبيل .. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أستغفرك وأتوب إليك .. وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. جمعها العبد الفقير إلى الله / أبو حفص |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مكة في المنام | طيف الامل | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 1 | 2008-01-23 6:35 PM |
المنام | broken heart | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 1 | 2007-02-10 1:08 AM |
النبي عليه السلام وجبريل عليه السلام ..وسورة القيامه.. | بشرى | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 1 | 2005-08-29 10:25 PM |
فكتب في السماء وعليكم السلام | سعادة قلب | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 6 | 2004-12-08 10:03 PM |
رايت في المنام النبي عيسى عليه السلام | ابنة الجليل | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 3 | 2004-09-14 11:51 PM |