[نوراي]

لا تتفاضل العبادة عند الله بكثرة صورها وعددها انما تتفاضل بما في القلب من صدق التوجه بها اليه سبحانه خالصة من شوائب الشرك والرياء ..دافعة بالعزائم الى القمم ..هادية النفوس الى أقوم سبيل ..فما جدوى عبادة لا روح فيها لا تتعدى حركات تقوم بها الجوارح لم يحيا معها القلب لانشغاله عن حلاوة الأنس بمعية الخالق بصور وخواطر دنيوية زائلة او ربما كان لتعلق القلب بأحد الذنوب الأثر في ابعاد الفكر والضمير عن مراقبة الله الدائمة ..فلذلك كان قبول الأعمال ودرجاتها في علم الخالق ..العالم وحده بما في القلب من اخلاص في العمل تقربا لوجهه الكريم وحبا في بديع ذاته ..لقد وجدت من يجسد لي معنى الإخلاص.. عروة بن الزبير فهو خير مثل يحتذى به في صدق التوجه الى الله بكل حركة في الضمير وكل حركة في الجوارح وكل حركة في الحياة توجها خالصا لا تشوبه شائبة من شأنها ان تعكر صفو القلب لبارئها متجردا من كل فكر غير التعبد لله . يروى ان الُأكلة - الغرغرينه – قد اكلت نصف ساق عروة بن الزبير فأجمع أطباء ذلك العصر على وجوب قطع الساق حتى لا تسري الأكلة الى بقية جسده فأشاروا اليه بشراب يغيب عقله حتى لا يحس بالألم ويتمكنوا من قطعها فرفض وقال :( ما ظننت ان أحدا يؤمن بالله يشرب شيئا يغيب عقله حتى لا يعرف ربه عز وجل فإن كان لا بد من قطعها فاقطعوها وانــا فــي الــصـلاة ) ..
قطعوا ساقه من فوق الاكلة احتياطا ان لايبقى منها شئ فما تــألــــم وماتـــحـــرك .. ولما انتهى من الصلاة اتى الناس اليه ليعزوه برجله ويخبروه بوفاة أحب أبنائه اليه ..
فقال :( اللهم لك الحمد كانوا سبعة فأخذت واحدا وأبقيت ستة وكان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة فلئن كنت قد أخذت فلقد أعطيت ولئن كنت قد ابتليت فقد عافيت . ) ..
الإخلاص : اسمى منازل العبادة التي لا بد ان تدرب النفس على الوصول الى أعلى مراتبها فهو الأساس الذي يثمر الثقة بالله والتوكل عليه والاستعانة به ..ومتى خلص القلب لله بكامل الحس والمشاعر أنشأ آثاره في واقع الحياة نظاما وسلوكا يهب صاحبه الطمأنينة والرضى والتقى والعفاف ويملئ قلبه نورا يحرق بأشعته ما يعترضه من شبهات وشهوات .. وبما ان لكل شئ خلاصة نصل الى انه بمقدار ما في القلب من اخلاص يتفاوت الإيمان ونوره في قلوب العباد فمن العباد من نور الإيمان في قلبه ساطع كالشمس ومنهم من نوره مضئ كالنجم وآخر كالمشعل وآخر كالسراج في قوته وضعفه وعلى حسب هذه المقادير تقسم الأنوار يوم القيامة فإن كان هذا النور سلاح العبد في الدنيا لمواجهة الذنوب والأزمات فهو أيضا سبيله يوم القيامة لمجاوزة الصراط المستقيم ..
السؤال : أي درجات النور يستوطن قلبك ..فإذا لم تعجبك الدرجة سارع بشحن الطاقة ببعض من دروس التقوية قبل ان ينطفئ النور.. وان اعجبتك الدرجة..فاطلب من الله الثبات ..

قال تعالى(( وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ))
ربنا ..اياك نعبد واياك نستعين

[أمل حزين]

قمه دوما في مواضيعك
بوركتى غاليتى نوراى....
وبوركت حروفك المبدعه...
ونسأل الله الاخلاص واليقين والرضا

[شموخ الأمل]

>>أمـــّـا.. ما في القلب فلا يعلمه الا الـــلـــــه<< ..

أجمل ما يكون أن ما في القلب لا يعلمه الا الله .. وأجمل ما يكون أن تشعر ان الله معك حيثما تكون .. فمن وجد الله ماذا فقد ومن فقد الله ماذا وجد .. فاللهم ارزقنا الايمان الصادق ..

سلمت يمناك على ما خطت ... وفقك الله

[ام عبد العليم]

سبحانك ربي يا عالم ما في الصدور
في بعض الاوقات عندما يخطر في بالي موضوع او اي شيء ابتسم لأني اعلم ان الله الان يعلم ما يدور في خاطري أتدرون لماذا ابتسم لان العلي القدير وهو من خلقني ولن يعرف مافي قلبي سواه فأشعر براحة كبيرة وذلك بفضل الله فعندما كنت أصغر سنآ تمنيت وجود شخص يفهمني ولاكني لم اجد إلى الان فا الحمد لله أن وهب لي اليقين
الحمد لله
جزاك الله خيرا اخيتي على ما تخطه يدك
والحمد لله رب العالمين

[الغــــاليــــة]

سلـَّـم الله أناملكِ أختي نوراي..

موضوع رائع يستحق وقفة تأمل..

جزاكِ الله خير الجزاء وأجزل لكِ الثواب

[نوراي]

أمـــــل.. اسم تكتحل عيناي بتواجده .. أسال الله ان يسعده ويفرج همه وهم من اهمّه همه..

الدمع الرقيق..أسكبه الله في خشيته وطاعته..اضافة احب استشعارها دوما (ان الله معك حيثما تكون)

أم عبدالعليم : من خلق أعلم بمن خلق وأعرف ..دعوة لاستحضار هيبة الخالق وعظمته لتحقيق العبودية الخالصة لوجهه الكريم .

فراشة المنتدى الغالية التي لا يفوتها مطلب لنتفيأ في ظلال الراحة ..
التأمل: مفتاح الوصول الى الحقائق التي تبين أسرارا الوجود وتزيدنا ايمانا ويقينا بقدرة الخالق ودافعا الى اتقان العمل ( ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه )..

[هوازن]

اللهم اجعلنا من المخلصين

قال الإمام ابن القيم في كتابه طب القلوب:

علمتم أن القلوب سليم ومريض وميت ولقد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذه القلوب الثلاثة في قوله:

" وَمَا أَرسلنا من قبلكَ من رسولٍ ولا نبي إلا إذا تمنّى ألقى الشيطانُ في أمنيّته فينسخُ الله ما يلقي الشيطان ثمَّ يُحكم اللهُ آياتهِ واللهُ عليمٌ حكيمٌ* ليجعلَ ما يُلقي الشيطانُ فتنةً للذين في قلوبهم مرضٌ والقاسيةِ قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاقٍ بعيد* وليعلمَ الذين أوتوا العلمَ أنَّه الحقُ من ربك فيؤمنوا به فتُخبِتَ له قلوبهم وإنَّ الله لهاد الذين آمنوا إلى صراطٍ مستقيمٍ سورة " سورة الحج 52-54

فالله تعالى جعل القلوب في هذه الآية ثلاثة أنواع: قلبين مفتونين وقلب ناجٍ


فالمفتونان القلب الذي فيه مرض والقلب القاسي


والناجي - نسأل الله تعالى أن أكون وإياكم منه- هو القلب المؤمن المخبت إلى ربه وهو المطمئن إليه

الخاضع له المستسلم المنقاد

جزاك الله خيرا على مشاركتك المفيدة

[نوراي]

هوازن.. قلّبت طرَفي في اضافتك فوقع في قلبي ..

(ألا في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله الا وهي القلب )..
القـــــــلـــــــب..
مركز الإحساس و التصديق وتحريك السعي ..
** ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب **

**افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها **
**********
أبعد الناس من الله ذي القلب القاسي ويمكن ان يلين قلبه بذكر الله وافضل الذكر لا اله الا اله ..
اما احياؤه فيمكن بالإدمان على ترديد يا حي ياقيوم كما بين ذلك بن القيم ..
بوركتي اخيتي