لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
منافسات ومكافآت
يوسف إسماعيل سليمان في خضم أعباء الحياة، وإغراءاتها التي لا تتوقف، وحركتها التي لا تهدأ، قد يشغل المرء بلقمة العيش، وبأسرته، وعلاقاته الاجتماعية عن إمعان النظر في قلبه وإيمانه، ولكن حين يعتقد المسلم الصادق أن الدنيا ميدان تنافس وسباق، ويستقر هذا الاعتقاد في قلبه وعقله، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133]، فإن هذا يمنحه تحفيزًا دائمًا لمتابعة الارتقاء بإيمانه، بل والعطاء والتضحية لدينه دون كلل أو ملل؛ لأن عين بصيرته معلقة بالفوز الحقيقي الخالد. وهذا الإدراك لطبيعة السباق ونتائجه، هو ما يمنح المسلم رؤية جديدة للحياة، تجعله دائم العطاء والبذل، وتهبه صبرًا لا ينفد على مواجهة الصعاب والابتلاءات، ونشاطًا لا يفتر عن العمل والجهاد في ميادين الطاعات والأعمال الصالحة، قنّاصًا للقربات في طاعة مولاه، مستهينًا بجواذب الأرض، ملبيًا لأشواقه إلى دار النعيم والخلد، ولله در القائل: بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها تنال إلا على جسر من التعب لقد وصل الأمر ببعض السلف الذين كانوا يجهدون في طلب مرضاة الله، حين سُئلوا عن الراحة، فقالوا بإيجاز وحكمة يفهمها اللبيب: من أراد الراحة ترك الراحة. إن النفس البشرية لا يستفزها لاستنفار طاقاتها، واستفراغ المجهود من وسعها إلا أشواق طاغية، أو أطماع عارمة، أو مخاوف مقلقة، أو تحديات محفزة، وكل هذا تجد آيات القرآن والسنة المطهرة مشحونة به؛ لاجتذاب المسلم إلى مدارج الرفعة والكمال، ومنازل الجنان، قال تعالى بعد أن ذكر منازل الأبرار ونعيمهم: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]. أيُّهما أولى ؟ إن من تعلقت همته بشيء بذل دونه كل نفيس ورخيص، واستهان في سبيله بالمشاق والآلام، فكيف بمن تعلقت همُّته بالجنة دارًا وقرارًا- إن كان صادقًا في طلبها- فهذا رجل يشكوه أصحابه إلى أحد الصالحين بأنه حريص على دنياه، متفانٍ في طلبها، فقال له العابد الصالح: منذ كم وأنت تتعب نفسك في طلب الدنيا؟ فقال الرجل: منذ خمسة عشر عامًا. فقال الصالح: فهل أصبت منها ما تريد ؟ فقال الرجل: لا. فقال الصالح: يا من يطلب الدنيا خمسة عشر عامًا ولم يدرك مطلوبه، كيف تؤمِّل أن تصيب من الآخرة وأنت لم تطلبها؟ إن المرء يبذل بقدر ما ينتظر من ربح، بل وقد يغامر بنفسه، ويلقي بها في المخاطر والمهالك إذا غلب على ظنه أنه يُحصّل المزيد من الربح والكسب، فلا يلومه لائم، وهذا في طلب الدنيا. فكيف بمن جلت مطالبه وعَلَتْ عن الدنيا بما فيها، فحلقت بآمالها إلى جنة عرضها السماوات والأرض، أيكون بذْلُه حينئذ بأقل من بذل من مطالبهم رخصية، وآمالهم هيِّنة، كلا وألف كلا، يقول الشاعر: تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر ويقول آخر: وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام معينات مهمة: والمسلم المحب لدينه كلما جدّ في بذله وعطائه، زادت مسئولياته وأعباؤه، لأن الإنسان كلما عظم نفعه، وكثر خيره، احتاجه الناس أكثر، ولجئوا إليه، فتتقلص أوقات راحته. والأصل أن أغلب الناس لديهم من الأعباء في عصرنا الآن ما يكفيهم، ما بين العمل الخاص الذي يتكسب منه، إلى واجباته المنزلية، إلى علاقاته العائلية والاجتماعية، وكل هذه الأمور تحتاج إلى أوقات كثيرة، وتشكل ضغوطًا كثيرة، والوقت قليل، والإمكانيات محدودة، ولذا وجب أن يستعين بمعينات تشكل رافعة له كلما أخلد إلى الهدوء والراحة واللامبالاة، ومن هذه المعينات: أولها: إخلاص النية في الأعمال كلها، لأن إحساسه بأن ما يضحي به من راحته يصب في حساب الآخرة، وما يفوتُه هنا يُعوضه هناك، سيشكل أحد أهم العوامل المعينة على الاستمرار والمواصلة، بل والارتقاء، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} [ التوبة: 120]. ثانيها: سياسة النفس وترويضها على احتمال المكاره، وتحمُّل المشاق، فلا يكثر من الشكوى والتبرم والتضجر، لأن ما تسمعه الأذن من اللسان قد يستقر في القلب والعقل حتى يوشك أن يكون نارًا لها ضرام، وإنما عليه أن يربي نفسه على المعالى كي تكره السفاسف، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ وأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا"؛ (رواه الطبراني في الكبير). فعوِّدها العظائم تبغض الصغائر، وعلِّمها السمو تأنف من الإسفاف، وأذقها طعم اللذات الروحية ترغب عن اللذات الحسية الصغيرة. وثالثها: حسن إدارة مواردك وإمكانياتك المحدودة، وتجديد الإيمان في القلب، فالإدارة الممتازة تعوض ضعف الإمكانيات المتاحة، وتقليص ساعات النوم والراحة إلى الحد الأدنى يساعد على إفساح الوقت للمزيد من النجاح والإنجاز، دون التخلي أو التخلف عن الواجبات أو التكاليف الزائدة في بعض الآونة، قال تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148]. اغتنم الفرص المتاحة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"؛ (رواه الحاكم). ومن أراد الغنيمة جد واجتهد، وتعب ونصب في وقت الإمكان، قبل أن تتبدل الأحوال وتتغير.. وإلا فكيف نفهم هذه الحكمة؟! وذلك حين تعجب أحد الغافلين من حال أحد السبّاقين المُجدِّين الباذلين، فقال له: إلى كم تتعب نفسك؟ فرد الباذِلُ في حسمٍ وثقة، وإرشاد لطيف يسوس به النفس الأمّارة: راحتها أريد!!. إن أولئك المتعجبين من إقبال الدعاة على الخيرات، وإتعاب أنفسهم في القربات والصالحات، يحتاجون أن ينتبهوا إلى الموازين الحقيقية، والمفاهيم الصحيحة، ويتركوا معاني البطالة التي وضعوها وألفوها، فطلبوا الراحة في غير طريقها فأخطئوها، حيث ظنوها في كثرة الاستجمام والراحة والنوم الطويل، وكأنهم ما دروا عن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ"؛ (رواه الترمذي، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي). وهذا عمر بن عبد العزيز- خامس الراشدين رضي الله عنه- كان إذا فتر في الوقت بين الفجر والضحى يدور باكيًا في داره، ويقول في تألُّم: وكيف تنام العين وهي قريرة ولم تدر في أي المحلين تنزل زادي من يقيني: إن المسلم الذي أيقن أن الدنيا دار عبور وابتلاءات، وأن الآخرة هي دار القرار والنعيم، لا يسعه إلا أن يشعر بأن كل دقيقة تمر عليه لابد وأن يستثمرها في طاعة، والطاعات في الإسلام لها مجالات كثيرة جدًا، تصلح لكل الأحوال والظروف والأماكن والأزمنة، فلا حجة لمتبطل ولا غافل أن يركن إلى البطالة والعطالة، بل إنه ليجد من قوارص العلم بالعاقبة ما يطير النوم من عينيه، فلا يهدأ له بال ولا خاطر، ولا يكاد يستقر جنبه حتى يتقلب إن علم أن بمقدوره اكتساب ثواب، أو نيل قربى، ولا يحول بينه وبينها إلا نفض غبار الكسل والفتور عن نفسه، ولعل هذا ما حدا بالصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إلى القول: "لا راحة لمؤمن دون لقاء الله"[1]. وهذا التابعي الجليل طاوس يروى عنه أنه كان يفرش فراشه، ثم يضطجع يتقلى كما تتقلى الحبة في المقلاة، ثم يثب فيطويه ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول: طير ذكر جهنم نوم العابدين[2]. نور الأجر يضيء لنا: ولقد فهم أولو الألباب كيف يسوسون نفوسهم على مراد الله، والظفر برضوانه، فقال قائلهم: تلَمَّحْ فجر الأجر يَهُن ظلام التكليف[3]. وما هو بظلام، ولكنها الرغبة في بعث النفوس الكليلة الضعيفة على الهمة والنشاط في الطاعات والقربات وإن وجدت لها في بعض الأحيان ثقلاً وضيقًا؛ لأنها جاءت على حين رغبة في الراحة والركون، بإنفاذ بصيرتها إلى ما أعد لها من حسن الثواب، فهو تشبيه على جهة التهوين والتخفيف ورياضة النفس، وتذكيرها بعظم المكافأة، وجزالة الأجر عند كل تعب حتى لا تحرن وتكف عن بذلها، أو تميل مع داعي الراحة لما يصيبها من العناء والنصب، فـ"كلما مُنع شيئًا من لذات دنياه، جعله زيادة في لذات آخرته، وكلما ناله همٌّ أو حزن أو غم، جعله في أفراح آخرته"[4]. ومع ذلك فربما مالت النفس إلى بعض الفتور، والراحة من بعض الضغوط، و"الوقفات سنة من سنن الحياة، وقدر مقدور على البشر، إلا أنها عند المؤمن لن تكون استرخاء وغفلة وتماديًا أبدًا، بل هي تعتريه برهة، ثم تجليها محفزات كامنة من رصيد إيماني مذخور، أو مروءة حر مركوزة"[5]. فدرب نفسك على رياضتها، وخلعها من الراحة إيثارًا للثواب، ومن الأمثلة على التدرج في تدريب النفس ورياضتها، أن تلزم نفسك بالقيام للصلاة عند أول وقتها، وبخاصة صلاة الفجر؛ لأثرها العظيم في رياضة النفس وقوتها وانشراحها، والمحافظة على جميع السنن ولو بالتدريج، حتى تألفها وتعتادها فلا تترك منها شيئًا، ومنها: القيام ببعض ركعات في جوف الليل ولو ركعتين فقط، أو على الأقل قيام ليلة كل أسبوع، وتقليص ساعات النوم ساعة على الأقل عما اعتاده الناس، وتخصيص نصف ساعة يوميًا لأداء واجب اجتماعي، ومجاهدة النفس على مساعدة الآخرين ومعاونتهم. ــــــــــــــــــــــــ [1] - الزهد، للإمام أحمد بن حنبل، موسوعة المكتبة الشاملة، الإصدار 1، 1/156. [2] - مختصر قيام الليل، لمحمد بن نصر المروزي، موسوعة المكتبة الشاملة، الإصدار 2، ص 1/44. [3] - المدهش، لابن الجوزي، موسوعة المكتبة الشاملة، الإصدار 1، ص 1/295. [4] - الفوائد، لابن القيم، موسوعة المكتبة الشاملة، الإصدار 1، 1/189 . [5] - الرقائق، لمحمد أحمد الراشد، ص2، بتصرف يسير. |
|
شكرا .. على الموضوع
دمتى في حفظ الرحمن ..
|
|
|
|
دائما متألقه
|
|
|
|
|