[يمامة الوادي]

اختلاس الرجال
ستبلا سيكستو مارتين


الزَّواج في مفهوم كل شاب وفتاة هو مُنتهى تَحقق الأحلام واكتمال الفرح والسُّرور، وهو عهد الوفاء المقدس حتَّى الموت وما بعد الموت؛ حيث يتطلعان إلى اكتمال فرحتهما باجتماعهما في الحياة الأخرى.

إنَّها أنشودة رائعة من العاطفة الجيَّاشة التي تَمور بها الصُّدور، وفي داخل هذه القصة الجميلة يبدو أولئك الأطفال الذين يُؤثِّرون في هذا الائتلاف الجميل تأثيرًا عميقًا - بل يُغيِّرونه - وفي كثير من الأحيان يتغيَّر ذلك الهدوء والحب الذي ألِفه الزَّوجان من دون شعور منهما بذلك.

وتأتي ليالي السَّهر مع بكاء الأطفال ليلاً، ثم مشاكلهم في المدارس، ثم رغبتهم في الاستحواذ على كُلِّ اهتمام الأبوين، وهذا هو لُبُّ المشكلة، فقدوم الطفل الأول لا يعني في كل الأوقات قُدُوم السعادة ومولود السعادة، بل على العكس، ربَّما يشعر الزوج بأنه خارج هذه العلاقة الجديدة والوثيقة، التي نشأت بين الأم وطفلها، ويشعر بعضُ الأزواج أنَّ الطفل قد أخذ في مزاحمته في العلاقة بأمه، وهنا على الزَّوجين أن يجعلا من الطفل جزءًا من حياتهما، وألاَّ يُعطياه الفُرصة لتغيير العلاقة بينهما، وعلى الأم - على وجه الخصوص - أنْ تَجعل علاقتها وواجبها تجاه طفلها شيئًا (روتينيًّا) من خلال العناية بطعامه ونظافته، وأنْ تَحذر أن تصبح علاقتها بزوجها علاقة (روتينيَّة).

إنَّ الضغط الذي تشعرين به - أيَّتها الزوجة الأم - بسبب احتياجات طفلك يَجب ألاَّ تنشريه من حولك، وألاَّ تضعي نفسك في اختيارٍ بين زوجك وطفلك، بل اختاريهما معًا، وإذا كان سلوك طفلك عدائيًّا، فإنَّ ذلك سيساعد على تفكيك العلاقة بينكما، وعليكما في هذه الحالة أن تتعاونا على حلِّ هذه المشكلة، وألاَّ يُحمِّل كلٌّ منكما مسؤولية المشكلة للآخر.

واجعلا لكما وقتًا خاصًّا تستمتعان فيه، ولْيَكُن لكما نشاط ثقافي أو اجتماعي أو رياضي مشترك؛ لتمكين العلاقة التي بدأتُماها معًا.

أيَّتها المرأة:
حاولي ألاَّ تفقدي جاذبيَّتك بإهمال مظهرك، وتذكري أنَّّ الأناقة ليست خاصة بالمرأة قبل أن تتزوج فقط؛ لتوقع في شركها الزَّوج، ولتخدع أقاربه، حتى إذا ظفرت بمطلوبها، انتهى كل جهدها في التأنُّق، فقد حصلت على غنيمتها.

هذا هو اختلاس الرِّجال، وكثير من النِّساء في العالم يفعلنَه، وهو الغِشُّ، ومَن غشَّنا فليس منَّا.

حاولي دائمًا أن تقتني مجلاتٍ ثقافية وكتبًا علمية؛ لتساعدك على أن تكون لك صلة بعالمك، ولا تجعلي كلَّ ثقافتك وعالمك هي ثقافة الرضاعة والحضانة، كونك أُمًّا هو أجمل عطاء وهدية من الله، لكن لا ننسى أن كون إحدانا زوجةً هو بناء يتطلب منَّا أن نساهم في استكماله كلَّ يوم في حياتنا.