[زهر الياسمين]

"لا مجال للألم"

"لا اقصد قول أنني لا أحزن عندما افشل في فعل شيء ما, إن كل إنسان له لحظات لم يدرك فيها ما يتمنى وهذا يصيبه بالألم, وإنني لأحزن وأتألم ولكن امضي في حياتي. جسديا ونفسيا وعقليا وماديا على كافة المسارات أمضي في حياتي وأتجاوز الفشل. إنني لا أحمل أي قدر من الأسف على ما فاتني فما الفائدة, إن المرارة تحرق الأوعية الدموية, والكراهية ما هي إلا مرارة , وهي تؤذيك كثيرا أو تعوقك, عليك إلا تلقي بالا وامضي قدما" ديفيد براون

يدرك الناجحون بنظرتهم البعيدة أن الأخطاء ليست كارثة تهدد الحياة , وإنما مجرد زلة على الطريق الطويل, فلا يضيعون الوقت والجهد في التفجع على أخطائهم أو تستحوذ عليهم أشياء لا طائل من ورائها, ولا يعيشون في هذه الأخطاء أو يوبخون أنفسهم عليها , ويتعلمون ما ينفعهم , ليمضوا في مشاريعهم وأهدافهم.
إن هؤلاء الأشخاص لا يمتلكهم الألم, سواء أكان الألم محبطا أو لم ينالوا ما يتمنون أو فقدوا ما يشعرون تجاهه بالألفة.
وهذا لا يعني أن كل شيء يسير على ما يرام, فلقد سمعنا حكايات تقشعر لهولها الأبدان من خسارة ثروات وشركات, والناجحين من أصحابها لا يداومون الأسى على ما فات , وهذا ما يمثل الاختلاف الكبير بين الناجحين وغير الناجحين.

فغير الناجحين هم الذين يعيدون الأسى ومرارة الخسارة على أذهانهم يومياً , ويفكروا في ما كان بوسعهم أن يفعلوا, ويتحسروا على الفرص التي ضيعوها, أو مكالمة كان يفترض أن يجروها, وهذا اللوم سيقودهم إلى الكبح لأي مبادرة ايجابية قد تعيدهم إلى الطريق من جديد.

أما الناجحون على الصعيد الآخر, فلا يتمادون في اللوم على أنفسهم , ولا يخدعون أنفسهم أو يتقاعسوا عن تحمل المسئولية, بل على العكس يدركون أخطائهم جيدا والمسارات الخاطئة التي استخدموها , إنها مجرد زلات على الطريق, ومن ثم يمضون فيه.
ولا يعني هذا أنهم لا يستشعرون الألم , بل على العكس فهم يتجرعونه, ويعتبر بالنسبة لهم مصدر يتعلمون منه,لا مصدر جزع طيلة عمرهم. ولا يجعلونه يعوقهم عن اقتناص نفس الفرصة مرة أخرى.

"أفضل أن أجد شخصاً ناجحا يتغلب على الصعوبات التي تواجهه ويتعلم منها, ذلك أشبه بالحديد الذي يزداد صلابة كلما أزداد طرقه" مورت ميرسون

وبشكل عام ..
أفسح المجال لتواجه الألم ولا تتجنبه, فان التعرض للألم خطوة مهمة, واستشعره باعتباره خطوة انتقالية لابد منها, لنتفهم ما يمر به الآخرون, وكيف يستفيدون مما يؤلمهم, وإلا فلن يكون عندك المثابرة لتحقيق أي شيء.
إن من أهم مفاتيح النجاح ألا تدع الخسارة أو الفشل يعوقانك عن اتخاذ الخطوة القادمة, فالناجحون يتعلمون من أخطائهم, ويستفيدون من كل ما يتاح لهم لاتخاذ أفضل القرارات في المرة التالية, ويولون ظهورهم للحظات التي زلت فيها أقدامهم عن الطريق.
"إنني أبدا الاجتماع بذكر الأخطاء التي ارتكبتها في الأسبوعين أو الثلاثة الفائتة, لأبين للحضور أنني عرضة للأخطاء" بني ماركوس


منقول