[مناي الجنه]

|| حيّاةٌ طويلةٌ ( ولآ عملٌ طيّبٌ يذكرُ ) !

:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساؤكم / صباحكم معطر بذكر الله أحبّتي ..
ذات يومٍ كنتُ معَ صدِيقةٍ اعزّهَا كثيرا , كنّا نتحدّث فِي أمورٍ شتى , وفي أثناءِ الحدِيث ذكرت إحْدانا
قصّة الثلاثةِ الذينَ أوواْ الى الغار فانطبقَ عليهمْ ..
القصّة يعرفهَا أغلبنا لكنْ للتذْكِيرِ سأعيدها هُنا :
اقتباس:

قال الإمام البخاري : حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم . فقال رجل منهم : اللَّهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالاً ( أي : لا أقدم في الشرب قبلهما أحداً ) ، فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما ، فجلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي ( أي يصيحون من الجوع ) ، فاستيقظا فشربا غبوقهما .
اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه . فقال الآخر : اللَّهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليَّ ،
وفي رواية : كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فأردتها على نفسها فامتنعت ، حتى ألمت بها سنة من السنين فجائتني فاعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت ، حتى أذا قدرت عليها وفي رواية فلما قعدت بين رجليها قالت :
اتق الله ولا تفضن الخاتم إلا بحقه ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ وتركت الذهب الذي أعطيتها . اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج . وقال الثالث : اللَّهم إني استأجرت أُجراء وأعطيتهم أجرهم ، غير رجل واحد ، ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين فقال :
يا عبدَ الله أدِّ إليّ أجري ، فقلت : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال : يا عبدَ الله لا تستهـزئ بي ! فقلت : لا أستهزئ بك ، فأخذه كله فاستقاه فلم يترك منه شيئاً . اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون » .
صحيح البخاري (10/415) ، صحيح مسلم (4/1982)

قلت لهَا : اتظنّين أننا لو وضعْنَا في موقف كهذا سنجد لنا عملاً
ندعواْ به ربّنا بأنه أرجى عملٍ عملنَاه ؟ وياترى : أي عملٍ سنخْتارهُ ..
قالت : أتصَدقين لآ أذكرُ عملاً كهذا لأختاره !
نظرتُ إليهَا فلمْ اجدْ نفسي بحالٍ احسنَ منْ حالِهَا ..
سبحانَ اللهِ , 20 عاماً مضى منْ عمرِي , لمْ أكتفِي بزادٍ ينجِيني في الدنيَا فمَالذي سينجِينِي في آخرتِي ..
انتهَى حدِيثنَا ورجعتْ كلٌ منّا تشْتكِي منْ وجعٍ وأسفً على حالِها , معاهدةً ربّهَا أن تسعَى جاهدةً لنيلِ رضاهُ ..
أحبتّي ..
يامنْ لاتعلمُونَ كمْ أحبّكم , واتمنّى لكمْ الخيرَ مثلَ مااتمناه لنفْسي ..
قد تظنّونَ بأنكمْ أفضلَ منّي حالاً , لكنْ أذكّركمْ بأن تنظرواْ إلا لأصحاب الهممِ , لتكونواْ أفضلَ منهمْ ..
فدنيَانَا تمرّ مرّ السحابِ , ولنْ ينفعنا شيء غير عملِنا الصالحِ ..
همسةٌ جانِبيّةٌ :
( مايسْتفادُ من قصّة أهل الغارِ ) :
1- منْ عرف اللهَ فِي الرخاءِ عرفهُ في الشدّةِ ..
2- أن برّ الوالدينِ سببٌ في تيسيير الأمورِ وتفريجُ الكروبِ ..
3- أن عفّة النفسِ سببٌ في الاستظلال بظلّ الرب يومِ القيامةِ ..
4- عقوبةُ منْ لايعطِي صاحبَ حقّ حقّه ويأكلُ اموال الناسِ بالباطلِ ..
5- جواز التوسّل الى اللهِ بالأعمالِ الصالحةِ ..
لـ نقاء روح
تمر من هنـا
مما رآق لــي
..!
:

[العبير2]

[همة تعلو القمة]

بارك الله فيك ...

[عوده زرقاء]

[Ŝђǿǿq Ťąbσύĸ]