لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
أُمُّ زَرْع.. والزوجةُ الوفية في تراثنا الإسلامي
نعيمة عبد الفتاح ناصف ------------------------------------------------------------------ وفاءُ كلٍّ من الزوجين للآخر من الأخلاق الإسلامية العظيمة التي تجسد ما في الحياة الزوجية من مودة ورحمة وسكن، وقد وجدنا في تراثنا العربي والإسلامي نماذجَ رائعة لهذا الوفاء، وخاصة من قبل المرأة. فعندما مات الأحنف بن قيس بالكوفة عام 67هـ، وهو سيد تميم، وكان معروفا بالعقل والدهاء والعلم والحلم وحسن البيان، وكانت حياته مملوءة بجلائل الأعمال، وقفت زوجته وابنة عمه على قبره، ورَثَتْه قائلة: "لله دَرُّك مِن مُجَنّ في جنن، ومُدرج في كفن، فنسأل الذي فجعنا بموتك وابتلانا بفقدك أن يجعل سبيل الخير سبيلَك، ودليل الرشد دليلَك، وأن يوسع لك في قبرك، ويغفر لك يوم حشرك، فوالله لقد كنتَ في المحافل شريفا، وعلى الأرامل عطوفا، ولقد كنت في الحي مُسَوَّدًا، وإلى الخليفة مُوفدًا. ولقد كانوا لقولك مستمعين ولرأيك متبعين. ثم أقبلت على الناس فقالت: ألا إن أولياء الله في بلاده شهود عباده، وإني لقائلة حقا، ومثنية صدقا، وهو أهل لحسن الثناء، وطيب البقاء؛ أما والذي كنت من أجله في عِدّة، ومن الحياة إلى مُدّة، ومن المقدار إلى غاية، ومن الآثار إلى نهاية، الذي رفع عملك، لما قضى أجلك، لقد عشت حميدًا مودودًا، ومت سعيدًا مفقودًا، ثم انصرفت وهي تقول: لله درك يا أبا بحرِ ماذا تغيَّبَ منك في القبرِ لله درك أيَّ حشوِ ثرى أصبحتَ من عُرْفٍ ومن نكرِ إن كان دهرٌ فيك جدَّ لنا حدثانه ووهت قوى الصبرِ فلَكَمْ يدٍ أسديتها ويد كانت ترد جرائر الدهرِ فقال الناس: ما سمعنا كلامَ امرأة قط أصدق ولا أبلغ منه. • حديث أم زرع: ولقد اشتهر في السنة النبوية حديث "أم زرع"، وهو حديث طويل روته السيدة عائشة –رضي الله عنها- ويقدم صورة بلاغية لما كان عليه النساء في الجاهلية، من الوفاء للزوج، أو عدم الوفاء له، وأحوال الرجال معهن من حيث الكرم واللطف ورعاية الحقوق والمعاملة الطيبة تارة، ومن حيث القسوة والعنف وغلظ الطباع وسوء العشرة تارة أخرى. ومن يقرأ هذا الحديث، لا بد أن يستعين بمعاجم اللغة العربية لكي يفهم معانيه، وما يتضمنه من ألفاظ وأوصاف بلاغية، تدل على المستوى اللغوي الرفيع الذي وصل إليه عرب الجاهلية رجالا ونساء على حد سواء، وسبب هذا الحديث -كما ذكر علماء السنة، ومنهم الإمام النسائي، الذي اشترك في روايته مع الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحيهما-: قالت عائشة: "فخرتُ بمال أبي في الجاهلية، وكان ألف ألف أوقية، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم–: "اسكتي يا عائشة، فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع"، وقيل: سبب الحديث أن عائشة وفاطمة جرى بينهما كلام، فدخل رسول الله –صلى الله عليه وسلم– فقال: "ما أنت بمنتهية يا حميراء عن ابنتي. إن مثلي ومثلك كأبي زرع مع أم زرع" فقالت: يا رسول الله حدثنا عنهما، فقال: كانت قرية فيها إحدى عشرة امرأة، وكان الرجال خلوفا، فقلن: تعالين نتذاكر أزواجنا بما فيهم ولا نكذب… وقيل: إن هذه القرية كانت باليمن، وقيل: إنهن كن بمكة، وقيل: إنهن كن في الجاهلية. تقول السيدة عائشة –رضي الله عنها–: "جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لاَ يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئاً. قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٌّ، عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ، لاَ سَهْلٍ فَيُرْتَقَى، وَلاَ سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ. قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لاَ أَبُثُّ خَبَرَهُ، إِنِّى أَخَافُ أَنْ لاَ أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ. قَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِي الْعَشَنَّقُ؛ إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ، وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ. قَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ؛ لاَ حَرٌّ، وَلاَ قُرٌّ، وَلاَ مَخَافَةَ، وَلاَ سَآمَةَ. قَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلاَ يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ. قَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وَإِنِ اضْطَجَعَ الْتَفَّ، وَلاَ يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ. قَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي غَيَايَاءُ -أَوْ عَيَايَاءُ- طَبَاقَاءُ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ؛ شَجَّكِ، أَوْ فَلَّكِ، أَوْ جَمَعَ كُلاًّ لَكِ. قَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ. قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفِيعُ الْعِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ، عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ. قَالَتِ الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ، مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ قَلِيلاَتُ الْمَسَارِحِ، وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ. قَالَتِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ، فَمَا أَبُو زَرْعٍ؟ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، وَمَلأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَجَدَنِي فِى أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِى أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدائِسٍ وَمُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلاَ أُقَبَّحُ، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ، أُمُّ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ؟ عُكُومُهَا رَدَاحٌ، وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ، ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ؟ مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ، وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ، بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ؟ طَوْعُ أَبِيهَا، وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا، وَغَيْظُ جَارَتِهَا، جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ؟ لاَ تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثاً، وَلاَ تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثاً، وَلاَ تَمْلأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشاً. قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ، يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ، فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلاً سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيٍّا، وَأَخَذَ خَطِّيًّا، وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَماً ثَرِيًّا، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجاً، وَقَالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ، وَمِيرِي أَهْلَكِ. قَالَتْ: فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَىْءٍ أَعْطَانِيهِ مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ. قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ)). |
|
• مجالس النساء:
وهذا الحديث البلاغي يعبر عن مجلس من مجالس النميمة، التي كان النساء يعقدنها في الجاهلية، وخاصة نساء الطبقة المترفة، اللاتي يعشن فراغا لا يستطعن ملأه إلا بهذه المجالس، فامرأة العزيز فعلت ما فعلت مع نبي الله يوسف، من محاولات الغواية والكيد له بالسجن بضع سنين، لما كانت تعيشه من فراغ، والنسوة اللاتي أشَعْن خبرها كن يعشن فراغا أيضا، ولذلك راودن يوسف عن نفسه، عندما أعدت لهن مجلسا، وأخرجت يوسف عليهن ليرين ما هو عليه من الجمال، قال الله –تعالى- عن هذا الموقف: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 30-31]. وهكذا كانت تتعدد مجالس النساء في الجاهلية وعصور ما قبل الإسلام، ومنها هذا المجلس الذي شاركت فيه إحدى عشرة امرأة، وروته السيدة عائشة، وهي تتحدث مع النبي -صلى الله عليه وسلم- والحديث يبين الأساليب المختلفة للرجال في سياسة النساء ومعاشرتهن، ولا شك أن الإسلام يدعو الرجل إلى مباسطة زوجته ومسامرتها ولين الجانب لها، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك مع زوجاته، وكان يسابق السيدة عائشة وتسابقه، فتغلبه مرة ويغلبها أخري، ويقول لها: هذه بتلك، وهو -صلى الله عليه وسلم- القائل: "كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا تأديبه فرسه ورميه عن قوسه وملاعبته أهله"، وقيل لرجل من الأعراب كان يجمع الضرائر: كيف تقدر على جمعهن؟ قال: كان لنا شباب يصبّرهن علينا، ثم كان لنا مال يصبّرهن لنا، ثم بقي لنا خلق حسن، فنحن نتعاشر به ونتعايش. وإذا وقفنا عند كل امرأة ممن تحدثن في حديث "أم زرع" لنرى كيف تصف زوجها، نجد الأولى غير راضية عن زوجها لسوء خلقه وغلظة طباعه، فهي تشبهه بلحم الجمل الغث الذي تعافه النفس، وتشبه سوء خلقه بالجبل الوعر، وليته كان مع غثاثته متاحا سهل المرتقى، بل هو على رأس جبل صعب المطلع، ولذلك فهي تفقد الأمل في زوجها لعيوبه الظاهرة والباطنة وسوء عشرته لها، فهو شديد البخل سيء الخلق ميئوس منه. أما المرأة الثانية، فلا يختلف زوجها عن زوج المرأة الأولي، فتقول: زوجي لا أبث خبره، إني أخاف أن لا أذره، أي أنها -لسوء معشره وكثرة مثالبه- تخاف أن تطيل في حديثها عنه وعن صفاته القبيحة ولا تترك من خبره شيئا، وهي تكتفي بالإشارة إلى معايبه، فتقول: إن أذكره أذكر عجره وبجره، والعجر هو تعقد العروق والعصب في الجسد، والبجر كالعجر إلا أنه مختص بالبطن، وهي بذلك أرادت ذكر عيوبه الظاهرة والباطنة، وأن زوجها كثير المعايب معقد النفس عن المكارم. وأما المرأة الثالثة، فزوجها في نظرها "عشنق"، وهو المفرط الطول، فله منظر بلا مخبر، وهو سيء الخلق، ولا تستطيع أن تذكر عنه أكثر من ذلك فتقول "إن أنطق أطلق وان أسكت أعلق"، فهي إن ذكرت عيوبه وبلغه ذلك طلقها، وإن سكتت عنها فهي عنده معلقة لا ذات زوج ولا مطلقة، وهي مع ذلك متعلقة به وتحبه مع سوء خلقه. ولكن الأمر يختلف مع المرأة الرابعة التي أخذت تمتدح خصال زوجها الحميدة وجميل عشرته لها، فهي تصفه كليل تهامة، وتهامة بلاد حارة في معظم السنة، وليس فيها رياح بارد، فيطيب الليل لأهلها بالنسبة لما كانوا فيه من أذى حرارتها، فقد وصفت زوجها بجميل العشرة واعتدال الحال، وسلامة الباطن، فلا أذى عنده ولا مكروه، وهي تلذ العيش معه كلذة أهل تهامة بليلهم المعتدل. وأما المرأة الخامسة، فقد امتدحت هي أيضا خصال زوجها الحميدة وعبرت عن سعادتها معه، فقالت: "زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد"، فقد شبهته بالفهد عند دخوله البيت، من حيث الحياء وقلة الشره وكثرة النوم والوثوب، وإذا خرج من البيت كان أسدا بين الناس، تهابه العامة، ويتغلب على عدوه، وهو شديد الكرم، كثير التسامح، لا يتفقد ما ذهب من ماله ولا يسأل عنه. • ذم الأزواج: وبعد أن انقلب الحال من الذم إلى المدح، عاد المجلس إلى ذم الأزواج مرة أخري مع المرأة السادسة والسابعة، فكل منهما تعاني سيء الخصال من زوجها معها، فالسادسة تعاني زوجا لا يهتم بها ولا يراعي شعورها كامرأة، فتقول: "زوجي إذا أكل لف" أي أكثر من الطعام لما لديه من نهم وشره للأكل، "وإن شرب اشتف" أي لا يبقي على شيء مما يشرب، "وإن اضطجع التف" أي يعرض عن أهله عند النوم ويلتف بكسائه وحده، "ولا يولج الكف ليعلم البث" أي أنه لا يمس زوجته ولا يلاطفها ولا يسامرها، ويشبع حاجتها إلى الرجل، ولذلك فهي حزينة لذلك، وتشكو بثها وحزنها من رجل لا يفهم طبيعة المرأة. وأما المرأة السابعة فإنها تعيش مع زوج غليظ الطباع، تجتمع فيه كل عيوب الرجال، فهو أحمق، ثقيل الصدر، عاجز عن النساء، وكل داء تفرق في الناس فهو فيه "كل داء له داء"، ومع ذلك فهو ضروب للنساء، وإذا ضرب إما أن يشج الرأس أو يكسر العظم، أو يجمع بين الشج والكسر، "شجك أو فلك أو جمع كلا لك". • طبائع محببة للنساء: وننتقل مع المرأة الثامنة والتاسعة والعاشرة والحادية عشرة لنرى صورا من طبائع الرجال وأخلاقهم المحببة إلى النساء، فكل منهما تقدم أوصافا لزوج كريم المعشر، حسن الخلق، يحترم في المرأة أنوثتها، ويلبي رغباتها، فالمرأة الثامنة تقول: "زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب" دلالة على رفقه مع المرأة وطيب معاملته لها، فهو كريم الأخلاق، طيب الرائحة. وتقول التاسعة: "زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد"، فهي تصف بيته بالعلو، وهو من بيوت الأشراف التي يضربونها في المواضع المرتفعة، وهو رجل شجاع كريم، يكثر رماده من كثرة النار التي يوقدها لإكرام الضيوف، وبيته وسط الناس ليسهل لقاؤه، فهو لا يحتجب عن أحد. وتقول العاشرة تصف زوجها مالكا: "زوجي مالك، وما مالك؟ مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك" إن زوجها رجل كريم، يحسن استقبال ضيوفه ويكرم وفادتهم، له إبل كثيرة لا تخرج إلى المرعى إلا قليلا استعدادا لنحرهن للضيوف، وإذا سمعن صوت العود والمزمار الذي يستقبل به ضيوفه أيقن أنها هوالك، وأنها ستذبح للضيوف. • وفاء بعد فراق: ونصل إلى المرأة الحادية عشرة، وهي أم زرع التي سمي الحديث باسمها، لنرى وفاء المرأة لزوجها الأول في أعلى صوره، فقد أطالت في وصف زوجها وأمه وولده وابنته وجاريته، على الرغم من أنه قد طلقها وتزوج غيرها، إلا أنها -وقد تزوجت غيره من الرجال- لم تنس حسن معشره وإكرامه لها ودماثة خلقه، وأخذت تعددها للنساء. تقول: "زوجي أبو زرع، فما أبو زرع؟ أناس من حلي أذني، وملأ من شحم عضدي، وبجحني فبجحت إلي نفسي"، فقد أثقل أذنيها بأقراط الذهب والحلي واللؤلؤ، وكثرت نعمه عليها حتى سمن جسمها، وعظَّمها فعظمت إليها نفسها، ثم تقول -مبينة التحول الذي حدث لها من أبي زرع الذي نقلها من الضيق إلى السعة ومن الفقر إلى الغنى-: "وجدني في أهل غنيمة بشق، فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق، فعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقمح"، فقد وجدها في أهل غنم يعيشون حياة شاقة، فنقلها إلى أهل خيل وإبل وطعام شهي، وفي بيته كانت تقول فلا يرد لها قولا، وكانت تنام فلا يوقظها أحد، إذ عنده ما يكفيها مؤنة بيتها وأهلها، وكانت تشرب على مهل حتى ترتوي. ثم تصف أم أبي زرع بأنها كثيرة الآلات والأثاث والمتاع، واسعة المال، كبيرة البيت، وتصف ابن زوجها من امرأة أخرى بأنه خفيف الوطأة عليها، فإذا دخل بيتها وقت القيلولة مثلا لا يضطجع إلا قدرا يسيرا، وأنه لا يحتاج طعاما من عندها، ولو طعم لاكتفى باليسير الذي يسد الرمق من المأكول والمشروب، فهو ظريف لطيف. وتصف بنت أبي زرع فتقول: "بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها، وطوع أمها، وملء كسائها، وغيظ جارتها" فهي بارة بأبويها، مطيعة لهما، كاملة الجسد والشخصية، وأنها تغيظ جارتها لما ترى عليها من أثر النعمة والخير. وحتى جارية أبي زرع توفرت فيها صفات حميدة، فهي لا تفشي سر بيته، وتحافظ على ماله، ولا تخونه في شيء. ثم تتحدث أم زرع عن الانقلاب الذي حدث في حياتها مع أبي زرع عندما رأى امرأة ولودا لها طفلان كالفهدين يلعبان تحت خصرها، فطلق أم زرع وتزوجها رغبة في الولد، إذ كانت أم زرع عقيما، فتزوجت أم زرع رجلا غيره من الأثرياء الشرفاء، فأكرمها وأعطاها من كل الخيرات أصنافا وأزواجا، ووسع عليها وعلى أهلها، ولكنها لم تنس زوجها الأول وما زالت تذكر فضله وكرمه وفاء له، فتقول: "فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع". وينتهي الحديث بقول النبي –صلى الله عليه وسلم– لعائشة -وقد أعجبها صنيعُ أبي زرع مع أم زرع-: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع" وفي رواية ".. إلا أنه طلقها، وإني لا أطلقك" وزاد النسائي قول عائشة: "يا رسول الله بل أنت خير من أبي زرع". |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أسم جديد ظهر في العالم الإسلامي | يمامة الوادي | المنتدى العام | 11 | 2016-05-07 11:07 AM |
تطبيقات خاطئة للطلاق الإسلامي | يمامة الوادي | منتدى الحوار والنقاش وتصحيح الأمور العارية من الصحه | 6 | 2007-10-18 2:40 PM |
قسم جديد بالمنتدى الإسلامي | الزاهرة | المنتدى الإسلامي | 9 | 2006-03-09 1:24 PM |