[يمامة الوادي]

جرعات على طريق النجاح ..
= = = = = = =
خذها حكمة ينفعك الله بها في مسار حياتك ، حيثما كنت ،
والذي نرجو أن يطول في عمل الصالحات :
إذا كنت غير مستعد لاحتمال المثبطات ،
وليست لديك قناعة بضرورة الصبر الطويل ، حتى تجني الثمرة المرجوة ،
فلا ننصحك أن تبدأ أصلاً ..!!
وارقد حيث أنت ، أو ابق مراوحاً كما كنت !!
.
إن هذه الحياة مبنية على منطق الربح والخسارة ، والتقدم والتقهقر ،
والمد والجزر ، والصبر والمصابرة للوصول إلى المراد ،
وكثيرا ما يتعب الإنسان تعبه الشديد ،
ثم لا يكاد يصل إلى نصف ما كان يرجو ويأمل .
بل ومن الناس من لا يصل ، رغم أنه عمل بكل الأسباب المتاحة ..!!
.
إن الذين قرروا أن يكونوا مهرة في السباحة مثلاً ،
كانوا قد وطنوا أنفسهم منذ الابتداء :
أنهم قد يشربون البحر خلال محاولات تعلمهم السباحة ..!!
وأنهم قد يتعرضون للخطر ،
وأنهم قد يطول بهم زمن ، قبل أن يصبحوا مهرة في فن السباحة ،
ولذا استعدوا بما يلزم ، من الناحية النفسية والمادية أيضا ..
وعلى هذا قس بقية دوائر الحياة ..
.
فالحماسة مطلوبة ، والرغبة في الوصول شرط ،
وتوطين النفس على التحمل والصبر الطويل ، لازم من لوازم النجاح .

ولكن الحماسة المطلقة خوّانة ، وكثيراً ما يفتر صاحبها ويخور ،
بعد أن يقطع شوطاً أو شوطين ، أو أشواطاً ..
وتوقع مفاجآت الطريق ، يعين على تحملها ، والصبر عليها ،
ومحاولة تجاوزها حين تقع ..
ثم يلزمك أن تحذر أن تحاول ما هو فوق طاقتك أصلاً ،
وقبل هذا أن تحذر طلب الوصول إلى ما لا يمكن الوصول إليه !!
.
نعم ، يلزمك أن تحلم ، وأن تحدد هدفاً ، وأن تخطط ،
وتتوقع ، وتحسب بالقلم والمسطرة ،
وأن توطن نفسك على مواجهة الإخفاقات والمفاجآت ،
فهناك أخطار قد تكون غير متوقعة أصلاً ، فيلزمك أن تتوقع ،
وأن تفكر في كيفية تخطيها إن هي عرضت ،
فلا تستسلم لها ، ولا تستهين بها ..
.
وشيء آخر هو :
أنه يلزمك أن تنظم وقتك ، وتنتفع بساعات ليلك ونهارك ،
ولا تزال تنتقل من دائرة إلى أخرى تقربك من هدفك ،
غير أن هذا ليس معناه ، أن تنخلع من الحياة من حولك ،
ولكن المطلوب أن لا تجرفك هذه الأجواء من حولك بعيدا عن هدفك ،
ولا يقطعك انشغالك للوصول إلى ما تريد ، عن الحياة من حولك ..
فتحتاج أن توازن ..
.
وشيء آخر هو :
أن هذا البرنامج الذي خططت له ، ورسمت خطواتك على ضوئه ،
وألزمت نفسك به ، إياك أن يستعبدك ..!
نعم البرنامج المخطط له ، ينبغي أن يُحترم ،
غير انه لا يجوز بحال أن يُعبد من دون الله !
أو يصبح وكأنه قرآن منزل من الله لا يجوز المساس به ، ولا تغييره !
ومعنى ذلك :
أنه يلزمك أن تعيد النظر في هذا البرنامج ، بين الوقت والوقت ،
قد تضيف خطوات هامة جداً ،
أو وسائل جديدة تعينك على اختصار الطريق ،
أو تضع إضافات يسيرة ، أو تعدل هنا وهنا ، لسبب أو لآخر .. وهكذا ..
.
ثم يلزمك أن تكون خطواتك في الطريق واثقة ،
قوية مليئة بروح معنوية عالية ،
مع الحذر والترقب والتوقع كما أسلفنا ..
ومن الضروري بمكان أن تصل إلى :
مرحلة " الولع " بهذا العمل الذي أنت فيه ،
وبهذا الجهد الذي تبذله ،
وبهذا الطريق الذي تسير فيه ،
وبهذا الهدف الذي علقت قلبك به ،
هذا "الولع " سيهوّن عليك الكثير ، وسيمنحك بعون الله ،
دفعات وشحنات على الطريق ، أنت في أمس الحاجة إليها ..
.
ثم لا ننس أخيراً : روح الروح :
التي ترفعك وتبقيك مشدوداً ، وتمنحك قوة على قوة ،
وتهون عليك الشدائد ، وتحملك حملاً في هذه الرحلة ..
ونعني بها :
شدة الضراعة لله ، والإلحاح في الدعاء والمناجاة ،
وكثرة ذكرك لله سبحانه ، وقوة صلتك به جل جلاله ..
فإن خزائن كل شيء بيده وحده.
ولو أنك طرقت كل باب دون بابه ، فلن تصل إلا إلى الخيبة ..
فالزم بابه ، وأنت تمضي في طريق العمل بالأسباب ، وقد أوشكت أن تصل ..
.
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى ** فأول ما يجني عليه اجتهادهُ
....................................وبالله التوفيق




كتبها بو عبدالرحمن