[يمامة الوادي]

من أعماق السُكون ..


الحمد لله على كل حال تمر بالواحد منّا ظروووف .. وتخرج هذه الكلمات عفوية لعلها تُنفِّس مافي الصدر من اللآلآلآلآلآم .. فبعضها تمسحهُ الايام ..

وبعضه ذكراه تستمر طويلا .. وبعضه يرافقك للممات .. واظن هذه من التصنيف الاخير .

من أعماق السُكون ..

من سكون القلب المكنون ..

مع محطات الحياة أقول ..

لكل محطة قدر ..

منه الجميل ومنه غير ذلك

ولادة .. نشأة .. حب .. قرب .. فراق .. موت

والالآلآلآلآم والالالالالالالالالام .. والكلُ مع اليقين يهون ..

عندما يُنهككَ التعب .. فليس لك الا ان تستسلم للقَدرْ .. فَقدرُكَ التعبْ .. وقَدرُكَ الذي اتعَبكْ .. وقدركَ ان تستسلم له.

فكله مُقدرٌ لكَ وعَليكْ " ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير "

استسلمتُ لقَدري .. بدموع ٍ من الأنين .. أحجبتها عن الجميع .. لا يسمعها ولا يراها غير صاحب الحنين ...

استسلمتُ ورحلت .. والذكرى تعصف بي .. والحزن يعصر القلب ...

أوااااه يا قلب كم تعتصر ومازلت تخفق ..

اما حان لك ان تقف ؟؟ .. ام هناك مزيدا من الاعتصار والضنين ..؟؟

عذرا يا قلبُ .. لا أريد أن أزيدك فيكفيك ما حل بك دوامة السنين .

رحلت بصمت .. فهذه عادتي .. وحسبي .. " وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم " .

أطياف الذكري تكالبت علىّ .. وتأتيني من حيث اعلم .. ومن حيث لا اعلم .. وإذا بي أعلم إني لا أعلم ..

وشريط الحياة أُختزل في دقائق معدودة .. مر كالبرق ويا ليته لم يمر ..

فأنا لست أنا .. والمكان ليس هنا .. والزمان غير الإنسان ..

ااااااااااااه أيها الإنسان .. ياقرين النسيان .. ياحيرة الدنيا .. ويا عُجبة الأكوان ..

ماذا أقول أو اُبدي أو اُعيد ..!!

لم اعرف نفسي شمعة أو قلعة .. وحبست في المحاجر دمعه .. وتوسد الحزن على قلبي .. وكان الخيار على مُريّن ..

" مُــرٌ " ظاهره التوتْ .. وخلف ورقتهِ فى باطنها .. " نَادية ٌ " تُنادي لقد اطلقتُ الحيّة فهي تسعى .. فلن تحيا .. فلن تحيا ..!!!!

" ومُــرٌ " يكتمُ الأنفاس .. ويَخلعُ اللباسْ .. ويَنتظرني مائةُ حاسدٍ وشامتٌ من الناس..

ظننت نفسي من غير البشر .. او قل .. من جهلي كالقمر .. يضيء بدفئه سكون الليل .. ويجلو الغشاوة والكدر ..

فلمَّا طَلعتْ الشمس وأصبح الظل ظله .. أفقت من شدة الحرّ .. أفقت من حُلمي أني كالقمر .. ووجدت نفسى كالبشر ..

فصرخت من شدة الحرّ اني بشرْ ..إني بشرْ .. قالوا إذا لستَ من النفر ..؟؟؟ !!!

فسقط كل شيء .. وأُسقطَ في يديّ ..وصرتُ وحيدا لأنني عدتُ الى حال بني البشر !!!

وأخذتُ في لملمةُ نفسي .. فقلبي فى مكان ... وعيني فى مكان ... وكبدي فى مكان .. اووواااااااه يا كبدي هذا قدري فأين المفر .

كفكفت العبرات .. وكنت حي أمشي بين الناس .. ولكنني في داخلي معدودٌ من الأموات..

وتشتد الحرارة ... وتتكسر الأحلام

أووواااااااااااه يا بشرْ ...

معذرة لن أعود كالقمر فانا مثلكم بشر .. بشر .. بشر

فحارت خطواتي .. بين الصبرُ وبين البشر ..

فقال الصبر كفى .. إنك من البشر ..

إمضى واحتسب الأجر ..

ولملمتُ نفسي وصوبتُ النظر .. الي أين ؟؟

ومشيت ومشيت ومشيت .. وهبطت ُ وأعتليت .. وعانيت وبكيت .. وبكيت .. وأتعبني السفر ..

فَحططتُ رحالي تحت أغصان الشجر .. وخاطبتها .. أيتها الأغصان هل من ظلٍ لديكِ .. إنني من بني البشر .. وقد أتعبني السفر ..

وإذا بغصن غض يدنو مني ويُظلني بسعة أوراقه .. ويبث جميل عبير نسماته فارضاني وارتضيّت ..

اتكأت بظهري على جذعه فسندني .. وأسندت راسي عليه .. فأغمضت عيني .. فما وعيت ..

فإذا بِسُحُبْ الصُور والذكريات تتراكم .. وتَعصّر وجدي على كَبِدي فأصرخ ..

أوااااه يا كبدي .. لا يغنى حذر من قدرْ ..

أووواااه يا كبدي .. قد أضناني السهرْ ..

أووواه يا كبدي .. تمضى الأيام وقد تجد لي عُذرْ ..

أواااه يا كبدي .. فأختياري لدفع عنك وعن الجميع الضررْ ..

أوااه يا كبدي .. إيّاك وآفات الخبر ..

إياك أن تُـــشـــتـتـكَ الفِكرْ ..

او يغشاكَ الكدرْ ..

إياك ...و إياك ... أووواااه ياكبدي .. فإنني لم أنسى " خَمسٌ .. وعشرْ "..

كُنتَ ثمرتها يا أبا عُمر *..

لاتحزن .. ولاتكفهرْ

قد بلغني من ربي .. في أيٍ من السوّرْ

لابدّ من السفرْ .. لابدّ من السفرْ .. وإن لك يُسريّن من الله يغلبان العُسرْ ويحلو بعدها السمر ..

فإذا بثمرة تسقط .. وكأني بها تقول ما الخبر ؟؟

غدا سينزل المطر .. وتخضرُ الروابي .. وتزدهرْ ..انظر الى الثمرْ .. الى الزهرْ .. إلي أفنان الشجر ..

فاجبر كسرك بتلك الاغصان .. فالابتلاء حبٌ .. والحبُ ابتلاء .

ولك فى الدنيا أثر .. فلا تخشى السفر .. فقلبك بحر.. يسع كل البشر ....

---------------------------


* ابا عمر - ابني عبدالرحمن اكنيه أبو عمر .


كتبه أبو عبد الرحمن الطيب