[back2allah]

لقــــاء حـــار بالشيـــــــخ ابن عــثيمــــــــــــــــيـن

قال الشيخ عائض القرني في كتابه " مصارع العشاق"

عالم مشهور ، وعلم ومنارة أهل عنيزه
وهذا الرجل يميزه أمور:
زهد في الدنيا ، وأنه من أذكى الناس ، تتلمذ على كتب شيخ الإسلام ابن تيميه ، وبقي عليها فترة من الفترات ، حتى أخرج كنوزا من العلوم .
ويميزه : دقته ، وذكاؤه العجيب ، واستدلال بالنصوص ، وإخراجه الدرر والكنوز.
ويميزه : أنه مربي ، وليس واعظا فحسب ، عنده ما يقارب ثلاثمائه شاب.
وعنده صبر مع الطلاب ، فدرسُ في الصباح ، وبعد العصر ، وفي المغرب في غالب الأيام ،فتجد الشباب يترددون عليه .
دعوناه إلى أبها ، ودعاه أهل تبوك، وبعض المناطق ، لكنه يرفض أن يرتحل من أجل طلابه ، فهو مربي وفقيه ثم هو صابر محتسب وشروحه من أعجب ما يكون
ويميز الشيخ: اعتصامه كذلك بالدليل ، فهو علامة في الإستنباط ، وأخذ الحكم من الدليل ، وهو علامة أصول الفقه والنحو.
والشيخ خفيف الظل ، يعني دعوب ، ولطيف المزاج ، ولذلك يقرب منه الطلاب ، والرسول صلى الله عليه وسلم :" يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا " أخرجه البخاري
والرسول عليه الصلاة والسلام كان سهل الخلق وكان يمزح.
قال المؤلف /
قرأت في" سلسة الصحيحه " للألباني حديثا صح عند أحمد وغيره قالت عائشه رضي الله عنها : ذهبت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فقال للصحابه : "تقدموا " فتقدموا
فقال لعائشه : " سابقيني "
المصلحون أصابع جمعت يدا
هي أنت بل أنت اليد البيضاء
فسابقته عائشه ، رضي الله عنه ، فسبقته لأنها خفيفه وكانت شابه .
قالت: وبعد سنوات أتى الصحابه في غزوه ،
فقال لهم : "تقدموا " فتقدموا .
قال : "سابقيني" فكثر علي الشحم وثقل بدني ، فسبقني ، فتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : "هذه بتلك "
سبحان الله ! بعض الناس قد يقول : هذا فضول فهل وجد عليه الصلاة والسلام من الفراغ أن يسابق أهله .
نعم يجد من الفراغ ، لأنه مربي ، بل تجده أيضا مع الأطفال يدافعهم .
تجد بعض الناس إذا قيل لهم : لماذا لا تمازح أطفالك ؟
قال: أن مشغول اشتغلنا عنهم بهذه الدنيا أو يقول أنا أكبر من هؤلاء الأطفال.
يا أيها الذي أنهى عمره والذي فتن نفسه ، معلم الخير أكثر شغلاً منك ، ومعلم الخير وقته مزحوم بقاضايا الأمه ، وأحداث الأمه ومع ذلك أخذ أمامه وصلى بها العصر ، فكان إذا سجد وضعها وإذا قام رفعها . اخرجه البخاري
سبحان الله ! شريعة سهله ، لكن عيبنا نحن : أننا لا ننظر إلى السيره والأحاديث ، وما جاء فيهما من عبر ، فلا يكفي أن تحفظ دون تدبر .
والشيخ محمد يميزه العقل السديد ، فهو رجل يعطيك دررا ، إذا تكلم لأنه رجل مجرب ، فهو في الرابعة والستين ، أو ما يقاربها .
ويخبرك كيف فن الدعوه ، لأن بعض الشباب الآن يريد الدعوه بالعنف ولذلك لا تصلح لهم الدعوه ولا ينتجون شيئا ( فبما رحمة من الله لنت لهم واو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )
ولذلك بعض الشباب يكون متحمسا جدا ، فيقول للعالم : لماذا لا تفعل كذا وكذا ؟ ولا تقول كذا وكذا ؟ كأنه أعلم من العالم .
لا ، العالم يعرف المصالح والعالم ذكي ، فواجبنا أن نترك الفظاظه في الدعوه والقسوه ، لكي تجتمع علينا القلوب .
وينبغي علينا : أن نعرف كيف نصل بالكلمه إلى أهلها ، وكيف نكون حكماء مع الناس لعل الله أن يهدي بأيدينا لأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه
وقد تعمدت ذكر شيء عن هذا الشيخ ليكون قدوة للشباب لأن الصحوه عندنا واسعه ، لكنها هائجه مائجه ، تحتاج إلى خطام وزمام . فالشباب عندهم حماس ، ويريدون علماء مثل إشارات المرور توقفهم إذا تجاوز اندفاعهم الحدود .
يقول العالم للشباب : ( اطلب العلم ) ، ( لا تتكلم هنا ) ، ( اترك هذه القضيه) ، ( لا تتحدث اليوم) ،( لا تتحدث في هذه القضيه على المنبر ) ، ( اكتبها كتابة ) ، ( هذه المسأله لا تذكرها في المجلس).

نقلته من الأسيفه