لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
كيف تبني نفسك ؟ 1/2
د . عبد الرحمن بن عايد العايد الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أولاً : أهمية الموضوع : تتضح أهمية هذا الموضوع في النقاط التالية: 1- التقصير الملحوظ في هذا الموضوع من قبل المسلمين، فاهتمامهم ببناء أنفسهم ضعيف. 2- كثرة الفتن والشهوات في هذا العصر، مما يحتاج إلى مواجهتها ببناء النفس. 3- أن ما تعود عليه الإنسان في صغره يستمر معه في كبره. 4- إنَّ المسلم داعيةً يعمل على بناءِ الآخرين مما يحوجه إلى بناء نفسه أولاً. 5- الآثار الإيجابية المترتبة على بناء النفس، ولعل أهمها الفوز برضوان الله والجنة. 6-الآثار السلبية المترتبة على ترك بناء النفس، ولعل أبرزها أنك ستحاسب عن ذلك يوم القيامة. ثانياً:معنى بناء النفس : أقصد ببناء النفس: تربية النفس على القيام بأعمال تقرب إلى الله مع ترك أعمالٍ يخافُ من تأثيرها على السير إلى الله . ثالثاً:مكونات بناء النفس: ينبغي للمسلم الصالح أن يبني نفسه على جملةٍ من الأمور أهمها ما يلي: 1- طلب العلم الشرعي : أنتم أيُّها الإخوة تعرفون أنَّ العلم أفضل ما طُلب وأشرف ما رُغب، فينبغي لمن زهد في العلم كما يقول الماوردي أن يكون فيه راغباً، ولمن رغب فيه أن يكون له طالباً، ولمن طلبهُ أن يكونَ منه مستكثراً، ولمن استكثر منه أن يكون به عاملاً. والآيات في الدلالة على فضل العلم وطلبه كثيرة، منها : قول الله تعالى: (( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)) . فمنع سبحانَهُ المساواة بين العالم والجاهل، كما خص به العالم من فضيلة العلم. وقال تعالى: ((وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)) . فنفى أن يكون غير العالم يعقل عنه أمراً أو يفهم منه زجراً. وقال تعالى: ((شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ)) . فاستشهد الله العلماء دُون غيرهم من البشر، وقرن شهادتهم بشهادته سبحانه، وشهادة الملائكة، ولا يستشهد الله إلا العدول . وأمر الله نبيه- صلى الله علبه وسلم- أن يسألهُ مزيداً من العلم فقال: ((وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)) . وأخبر الله عن رفعهِ لدرجات أهل العلم و الأيمان، ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) . والأحاديث جاءت بمدح العلم وأهله من ذلك: (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )) متفق عليه. . وحديث (( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق،ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)) الصحيحين . وحديث (( من سلك طريق يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وأن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء ، وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وأن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً و إنما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر )) مسلم . فينبغي لك أيُّها الأخ أن تبني نفسك على طلب العلم، ولابد أن تعلم أن هُناك مسائل من العلم لا يسعك الجهل بها، فتعلّمها فرض عين على كل مسلم، كمعرفتك كيف تتطهر وكيف تصلي ونحو ذلك. فإذا علمت هذه الأشياء فاطلب المزيد، وذلك بالبدء في حفظ القرآن الكريم، أو ما تيسر منه وبحضور الدروس العلمية، وعندما تحضر لابد أن تحضّر قبل الحضور بأن تقرأ ما سيشرحه الشيخ، فإذا بدأ بالشرح انتبهت له جيداً، وعلقت معه التعليقات التي يذكرها، وتكتب ما يرد في ذهنك من أسئلة، فإن أتيحت لك الفرصة طرحتها ، و إلاَّ تحاول البحث عن إجابتها في وقت آخر للشيخ، ثم بعد ذلك تراجع ما شرح وتقرأهُ مرةً أخرى، وتحضر للدرس القادم، بمعنى أنَّك تكون حاضر الذهن دائماً مطبقاً لمنهج التعلم، وبإمكانك معرفة منهج التعلم بالرجوع إلى الكتب المؤلفة في طلب العلم، ولا تنس الاستماع إلى الأشرطة العلمية، والاستزادة من قراءة الكتب القراءة الصحيحة لا مجرد المطالعة، وأن استطعت زيارة العلماء للاستفادة من توجيهاتهم وسؤالهم عما يُشكل عليك، كذلك لا تنسى محاولة التلخيص لما تعلمت، وإعداد البحوث في مسألةٍ ما أ شكلت عليك، أو تريد تجليتها، ومن ثم تحرص على إلقائها على من هم دونك، فإنَّ هذا يثبت معلوماتك على أن يكون بحثك هذا عرضته على من هو أعلمُ منك، حتى يصحح لك ما فيه من أخطاء، أو تثير هذه المسائل في مقابلاتك الشخصية، لتستفيد تثبيت معلوماتك وتستفيد جعل مجلسكم مجلس علم. و أما مجرد الحضور لحلقة الشيخ دُون إحضار كتاب أو مع إحضار الكتاب، ولكن دون تعليق، فمثل هذا لن يستفيد الفائدة العلمية الحقه، ولن يحصل إلا على بركة حلقة العلم وربما بعض الشوارد التي تعلق في ذهنه. |
|
2- العبادة :
هي الغرض من خلق الجن والإنس: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) وهي الغرض من إنزال الكتب وإرسال الرسل: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ)) . وأمر بها حتى الموت، (({وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)) . وهي الصلة الروحية بين العبد وربه، وهي الو سيله لغفران الذنوب وتكفير السيئات، وباختصار هي السبب للحصول على رضا الله والجنة، ولذا عليك أن تبني نفسك على العبادة وتجعلها خالصة لوجه الله، تابعاً فيها الرسول- صلى الله عليه وسلم- مواظباً عليها بقدر ما تستطيع، مسارعاً إليها، مقدماً الفرائض، تؤديها إيماناً واحتساباً، محاولاً إكمالها بخشوعها وأركانها وواجباتها بل ومستحباتها. وأول هذه الفرائض الصلاة، تبني نفسك على التبكير إليها، فإنَّك إذا عودت نفسك ذلك اعتادت عليه ولم يشق عليك، تؤديها بخشوعها وإكمال لسننها، وابن نفسك على ألاَّ تستعجل فيها، كذلك تحرص على السنن الراتبه، تبني نفسك على عدم تركها، ثم بقية النوافل وأهمها صلاة الليل، حاول أن تبني نفسك على قيام الليل ولو جزءً يسيراً في البداية، المهم أن تحرص آلا يفوتك الليل دون قيام جزءٍ منه ولو عشر دقائق، ولو ركعتين، كذلك صوم النافلة، لو عودت نفسك على صيام الاثنين أو الخميس أو كليهما، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو أيام البيض، لاعتادت ذلك، نعم قد تواجه مشقة في البداية ولكن ما إن تستمر على هذا العمل حتى يصبح أمراً ميسوراً بالنسبة لك، بل إنك لا تستطيع تركه ، كذلك قراءة القران تبني نفسك على آلا يمضي اليوم دُون أن تقرأ، وليكن أقل ما تقرأ جزءاً، فان أردت الزيادة فهو أفضل إلى عشرة أجزاء، المهم أن تربي نفسك آلا يمضي يوم دون قراءه، فإذا وضعت جنبك للنوم وتذكرت أنَّك لم تقرأ هذا اليوم فأنهض مسرعاً فزعاً كمن لدغته عقرب. وأقرا ما فاتك، إذا استمر وضعك كذا فإنَّك لن تترك القراءة، كذلك الأذكار لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله، عود نفسك على كثرة الذكر، وانَّ لسانك لا يفتر من ذكر الله، والتسبيح وتهليل وتحمد وتكبير، واستغفار وهكذا في بقية العبادات . 3- الدعوة إلى الله عز وجل : أمر الشارع الحكيم بالدعوة ومدح من اتصف بها وحذر من تركها، فقال الله تعالى ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)). وقال الرسول- صلى الله عليه وسلم- لعلي بن آبى طالب (( لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم )) . وقال- صلى الله عليه وسلم-: (( من كتم علماً ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار )) رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال صحيحٌ لا غبار عليه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب . فلابد تبني نفسك على الدعوة إلى الله بدراسة منهج النبي الدعوي، والانطلاق على ضوئه ولا بد أن تتنبه إلى أن تحصر ذهنكَ في جانبٍ واحد من جوانب الدعوة . إنما خذ من الجوانب ما يناسبك، كما لا تحصر ذهنك في طائفةٍ معينة، بل ادع كل من رأيت وفي أيِّ مكانٍ وزمان، وأجعل الدعوة هاجساً لك دائماً في بالك، بعض الناس إذا كان مع مجموعة حصر ذهنه في الدعوة بهذه المجموعة، أو ما ينبثق عنها ويترك الأخرى، يا أخي الدعوة ليست محصورةً، ادع كل الناس وفي كل مكان وكل زمان، سواءً بإلقاءِ كلمةٍ في المسجد أو في المجالس، أو الاستراحات أو على الشاطئ، بمعنى آخر في أماكن تجمع الناس، أو توزيع الأشرطة الإسلامية والكتيبات النافعة، أو بالكتابة في أيِّ مجال للكتابة أو كتابة رسالة خاصةً لمن تريد دعوته، أو بالمشاركة مع الدعاة، وشد أزرهم أو بالقيام بالأعمال المساعدة، كتصوير إعلانات المحاضرات وتوزيعها على المساجد والأماكن العامة، المهم أن تعودَ نفسك على الدعوة حتى لا تستطيع أن تفقدها. |
|
4- ومن الدعوة إلى الله مما تبني النفس عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: والمعروف :
هو اسمٌ جامع لكل ما يحبهُ الله تعالى من طاعته والإحسان إلى عباده. والمنكر: هو اسم جامع لكل ما عُرف بالشرع والعقل قُبحه من معصيةِ الله تعالى وظلم عباده، فليس المقياسُ في معرفة المعروف والمنكر عرف الناس وتقاليدهم، وما شاع بينهم، بل المقياسُ هو شرع الله الحكيم، لأنَّ الناسَ قد يتعارفونَ على شيءٍ ويألفونه ويشيع بينهم وهو في الحقيقة منكر، كإعفاءِ اللحيةِ أصبح عند بعض المجتمعات منكراً، وأمَّا لبس الثوب والبنطلون الذي ينزل تحت الكعبين فهو أمرٌ معروف عندهم، منكر في نظر الشارع، وأنتم تعرفون فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. يقول الله تعالى: ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (سورة آل عمران : 104). ويقول : ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)) ( سورة آل عمران : 110) . ويقول : ((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ )) ويقول: ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) . ويقول عمر بن عبد العزيز كان يقال إنَّ الله تبارك وتعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عمل المنكر جهاراً استحق العقوبة كلهم، وأنتم تعرفون الحديث (( ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم المعاصي يقدرون على أن يغيروا فلا يغيروا إلا أصابهم العذاب من قبل أن يموتوا)) . وتعرفون قول أبي بكر: (" يا أيها الناس إنكم تعرفون هذه الآية ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)) . وإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم الله بعقاب منه )). ولا يغيب عن أذهانكم حديث حذيفه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)) , لابد يا أخي أن تبني نفسك على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تصبر على ما أصابك في سبيل الله ولا تلقي باللائمة على غيرك، مارس أنت دورك ولا يكن همك انتقاذ الآخرين في تقصيرهم في أداء أدوارهم ، مُر بالمعروف وانه عن المنكر بالكلمة الهادفة، والنصيحةِ الحسنة، بإهداءِ كُتيب أو شريط أو نشرة صغيرة، أو عن طريق الرسالة الودية، أو عن طريق الهاتف، أو عن طريق الصحيفة السيارة أو غيرها من الوسائل، وتنبه إلى أنَّهُ لا يشترط أن تكون معصوماً لتقوم بهذه المهمة، حتى وأنت مخطئٌ مقصر قم بهذا العمل ولا تجمع تقصيرين تقصير المعصية وتقصير ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نعم جاهد نفسك على ترك المعصية، ولكن لا يمنعك ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. |
|
5- ترك المعصية:
يقولون أنَّ المعاصي بريد الكفر، والمقصود بالمعصية كلُّ عملٍ خالف فيه المكلف ربه، سواءً كان ذلك بتركِ ما هو واجبُ الفعل، أو بفعل ما هو واجب الترك مع علمه بذلك دون جهلٍ أو نسيان، وللمعاصي أصول ثلاثة. تعلق القلب بغير الله، وغايته الشرك بالله، وطاعة القوة الغضبية، وغايته القتل، وطاعة القوة الشهوانية، وغايته الزنا، ولذلك جمع الله بينهما في قول الله تعالى: ((وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا)) . المعاصي كلها سبب للضلال والعقوبة والعذاب قال الله تعالى: ((وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)) ، . وقال عز وجل: ((وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)). قال بلال بن سعد- رحمه الله-: (( لا تنظر إلى صغر الخطيئة أو المعصية ولكن أنظر إلى من عصيت)) . وقال علي بن أبى طالب لأبنه الحسن- رضي الله عنهما-: (يا بنى أحذر من أن يراك الله عند معصية، ويفقدك عند طاعة فتكون من الخاسرين ) وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (( إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وذا بعود ، حتى حملوا ما انضجوا به خبزهم ، وان محقرات الذنوب حتى يؤخذ بها صاحبها تهلكه)) وقال- صلى الله عليه وسلم-: (( إنَّ المؤمن إذا أذنب نكتت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه )) (( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) . إيَّاك من التساهل بمعصية الله، فإنَّ ذلك موجبٌ لسخط الله، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (( إياكم والمعصية فإن بالمعصية تحل سخط الله عز وجل)) . فأنت يا أخي تبني نفسك قدر ما تستطيع على ترك المعاصي، لاسيما الكبائر، وأحذر أن تأسرك معصية ولو كانت صغيره، فلا صغيرة مع الإصرار، وتأكد أنَّك إذا بنيت نفسك على معصيةٍ معينة ولو كانت صغيرة فإنَّها ستستمر معك حتى في كبرك، ورُبما جرت عليك ما هو أعظم، إذا تركت المعصية قد تتركها في البداية بمشقةٍ وصعوبةٍ ومجاهدة، ولكن يعينكَ الله فيما بعد فيسهل عليك تركها، وربما لم تعد نفكر بها أصلاً . لحسن الخلق مكانةً رفيعةً في الإسلام، فقد أثنى الله على نبيه لحسن الخلق فقال: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) . وصح عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنَّهُ قال: (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) بل كان- صلى الله عليه وسلم- يدعو ربه أن يهديه لأحسنِ الأخلاق: ((اللهم أهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت)) وتعوذ من منكرات الأخلاق فقال: (( اللهم إنِّي أعوذُ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأدواء.)) وحث الناس على حسن الخلق فقال: ((وخالق الناس بخلق حسن )) وحسن الخلق يدخل الجنة، (( سئل الرسول- صلى الله عليه وسلم- عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق )) . فأبن نفسك على كريم الأخلاق، فلا تتكلم ألا بصدق، سألت عائشة الرسول- صلى الله عليه وسلم- بم يعرف المؤمن قال: ((بوقاره ولينِ كلامه وصدق حديثه )) وفي الحديث : ((عليكم بالصدق فإنَّ الصدق يهدي إلى البر)) فإن كذبت في حديثكُ مرةً ومرة، وبنيت نفسكَ على هذا عسُر عليك مفارقتهُ حتى تكتب عند الله كذاباً، كذلك تتعامل بالأمانة وتراعيها، قال تعالى: ((وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)) ويقول الرسول -عليه السلام- ((لا إيمان لمن لا أمانة له.)) فتربي نفسك على أن تقوم بالأمانة الملقاة على عاتقك خير قيام، فإنَّ كان عندك علمٌ بلغته ولم تكتمه، وإن كان عندك حقٌ لأحدٍ أديته، وتقومُ بعملك ووظيفتك على أكمل وجه، وتحافظ على زوجتك وأولادك فهم أمانة، أيضاً بنيت نفسك على الحياء وأكرم به من خصلةٍ تمنع من فعل القبيح، والحياء من الأيمان، ولاياتي إلاَّ بخير، وكان- صلى الله عليه وسلم- (" أشد حياءً من العذراء في خدرها ") ومن الأخلاق الحسنة التي ينبغي أن تبني نفسك عليها، الحلم والتواضع، والصبر والكرم، وغيرها من الأخلاق " . 7- ترك التوسع في المباحات : من المأكل والمشرب، والملبس والمنكح، والمنام ونحو ذلك، فإنَّ الانشغال بها انشغالٌ عمَّا هو أهم من الطاعات ونوافل الخير. بل الاشتغال بها والتوسع فيها، وربما أدَّى إلى أن تجره إلى مالا يحمد، وقد كان السلف لا يتوسعون في المباحات، وقد ذم الله من أذهب طيباته في حياته الدنيا، وقال- صلى الله عليه وسلم- (" أخوف ما أخاف عليكم من أن تفتح عليكم الدنيا .") ولكن هل يعني هذا أننا نترك المباحات ؟ أقول لا أيُّها الأخوة، فالله عز وجل أمرَ بالتمتع بالطيبات فقال: (( كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً)) وقال: ((كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)) . وأنكر على من حرم الطيبات فقال: ((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ)) . وقد كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- هو أعبد الناس وأزهدهم، يحب العسل ويأكل اللحم، وتعجبه الزراع، ويحب الطيب والنساء، وهي من متع الحياة المباحة، بل نهى عن ترك المباح بالكلية، فنهى من أراد التبتل، ونهى من يريد حرمان نفسه من اللحم، ومن يريد حرمان نفسه من الزواج، ويريد حرمان نفسه من النوم، وأقر سلمان عندما أنكر على أبي الدرداء انشغاله عن أهله، وإن لأهلك عليك حق، إذاً ما الضابط في هذا أقول : إنَّ المباح إما أن يكون وسيلة إلى مأمور به، أو وسيلة إلى منهيٌّ عنه، أو لا يكون وسيلةً إلى أيِّ منهما. فإنَّ كان وسيلةً إلى مأمورٍ به فهو مطلوبٌ فعله كما في الحديث: ((نعم المال الصالح للرجل الصالح)) وكما في الحديث، ((ذهب أهل ألد ثور بالأجور )) وإن كان وسيلةً إلى منهيٌّ عنهُ أخذ حكمهُ كما جاءَ عن بعض السلف (( كُنا ندع مالا بأس به حذراً مما به بأس)) فإن كانَ ليس وسيلةً لأيٍّ منهما فأنه يُتركُ من باب أنَّهُ أضاعه للوقت بما لا فائدة منه، خصوصاً إذا داوم عليه . ويمكنني أن ألخص ما سبق فيما يلي: 1- إذا كان المباح وسيلة إلي مأمور به فإنه لا ينهى عنه 2- إذا كان المباح وسيلة إلي منهي عنه فإنه ينهى عنه كالشبع مثلاً 3- لا تداوم على مباح ليس وسيلة إلي مأمور به مداومة تشغلك عما هو أهم . مثل الرحلات 4- لا يكن تركك المباح إلا لأحد الأسباب التالية :_ - أن يكون هذا المباح مانعاً من عبادات وحائلاً دون خيرات تتركه لتتوصل إلى هذه الأشياء. - إذا رأيت هذا المباح سيسبب لك تغيراً في نفسك كدخول الغرور إليك، وإعجابك بنفسك، وتكبرك على الآخرين . - إذا رأيت أنَّ في هذا المباح شبهةً فتورع عن الشبهات . - إذا كان في تناولك لهذا المباح إسراف، والإسراف يختلفُ من شخصٍ إلى آخر، فقد يكون الشيءُ عند شخص إسراف ولا يكون عند غيره كذلك . - إذا لم يكن لديك رغبةً شخصيةً لهذا الشيء فإنَّهُ لا بأس أن تتركهُ لأنَّ المباح ليس مطلوباً فعلهُ ولكن لا تحرمه لا على نفسك ولا على غيرك . |
|
كيف تبني نفسك 2/2
العوامل المساعدة في بناء النفس : الصبر والجاهدة : لاشك أن بناء النفس على الأمور التي ذكرت ليس أمراً غاية في السهولة، بل هو أمر فيه مشقه وفيه مخالفة للنفس فيما تهواه، ولذا كان لا بد من الصب والمجاهدة، صبر على طاعة الله وعلى الاستمرار عليها، وصبر عن معصية الله، تجاهد نفسك باستمرار حتى تنقاد لك ويسلس قيادها . والله عز وجل كريم إذا رأى منك المجاهدة وفقك إلى ما يحب ويرضى ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)) . يقول الشاعر : والنفس كالطفل إن تهمله شب عليه حب الرضاعة وأن تفطمه ينفطم المحاسبة: تحاسب نفسك على ما تعمله محاسبة الشريك الشحيح لشريكه، ومحاسبة النفس طريقة لإصلاحها، وتأديبها وتطهيرها، فيحاسب نفسه قبل أن يعمل العمل هل هذا العمل، مشروع أو لا، فإذا بداء به حاسبها هل اخلص فيه أو لا، فإذا انتهى حاسبها هل أوقعه على الوجه المطلوب أو لا، فإذا كان يحاسب نفسه مثل هذه المحاسبة سهل عليه بناؤها على ما يريد . المراقبة : يراقب الله في تحركاته وسكناته، في أقواله و أفعاله الاثنين، ليتحضر دائماً أن له مطلع عليه، عالم بخفاياه، رقيب على أعماله، إذا استحضر ذلك لم يصعب عليه أن يترك ما أمر بتركه، وأن يفعل ما أمر بفعله، ((وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)) . ((وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) (سورة يونس: 61) . معرفة طبيعة النفس : تعلم أنها ميالة إلى الدعة والخلود والراحة، ترغب في البطالة، وتنجرف مع الهوى ، تستهويها الشهوات العاجلة، إذا عرفت أن هذا طبيعة نفسك تهيأت لمجاهدتها وعدم تحكمها بك . معرفة وظيفتك في الحياة وأنك لم تخلق هملاً: وأنك مطالب ببناء نفسك، وأن وظيفتك الحقيقية ليس جمع المال، ولا النكاح ولا الأكل والشرب، وإنما هذه عوامل مساعدة، ووسائل تستفيد منها لتقوم بوظيفتك، إذا عرفت هذا لم ترضى أن تشتغل بالوسيلة عن الغاية . البيئة الصالحة : مما يعينك على بناء نفسك أن تكون بيئتك التي تعيش فيها بيئة صالحة، سواء كانت البيت أو زملاؤك الذين تصادقهم، لأن هؤلاء إذا رأوا منك تقصير ينهوك، وأخذوا بيدك، وإن رأوا منك إقبالاً شدوا من أزرك، وقووا عزيمتك، ولم يجعلوا في وجهك العوائق . معرفة الأجر في ذلك: إذا عرفت ماذا يترتب على بنائك لنفسك من الخير، حرصت على بنائها لتنال هذا الأجر، فإذا عرفت فضل العلم حرصت على طلبه، وإذا عرفت ما للدعوة من فضل أخذت منها بنصيب وهكذا . قراءة سير السلف الصالح : وعلى رأسهم رسول الله- عليه السلام- والصحابة من بعده والتابعين ومن تبعهم بإحسان، فقراءة سير هؤلاء تبعث في النفس الانكسار والذم لها، وأشعارها بالتقصير، وبالتالي تبعث فيه ألهمه ليعمل مثل عملهم التأهب للقاء الله وتذكر الموت: وما بعده والحشر والميزان والصراط والجنة وما فيها والنار وما فيها، وإن الموت يأتي فجأة، إذا استشعر ذلك حرص على بناء نفسه خوف من غضب الله وعقابه، ورغبة في رضى الله وثوابه. الممارسة العملية : يظل ما ذكرنا نظرياً وما تسمعه وتقرأه كذلك حتى تطبقه على أرض الواقع، لا فائدة من معرفة فضل العلم وأنت لم تعمل على طلبه، لا فائدة من معرفة فضل قيام الليل أو صيام النافلة وأنت لا تطيق ذلك، لا فائدة من معرفة فضل الدعوة وأنت لا تقوم بها، فإذا مارست هذه الأشياء عملياً ساعدك على بناء نفسك عليها، فالممارسة تفيد من ناحية أنك أشعرت نفسك أن هذا الشيء مقدور عليه وليس مستحيلاً، ومن ناحية أنك قد تجد فيه لذة فتطلب الاستزادة منها، ومن ناحية أنك قد تكسر حاجز عدم الجرأة على فعله كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأنك قد تتردد فيه في البداية فإذا ما أنكرت في مرة واثنتين و ثلاث زال عنك التردد، وأصبحت تملك الجرأة التي تنمو مع التكرار. تطهير القلب من الأدران المشغلة: كالحسد والرياء والعجب ونحوها، لأنه إذا القلب مشغولاً بهذه الأشياء كيف سيقوم بعمل الأشياء التي ذكرناها، من مكونات بناء النفس . إشعار النفس بالتقصير: إذا كنت دائماً تشعر نفسك بعدم الرضاء عنها، وأنها مقصرة، قادك هذا إلى الإجهاد ولتعويض، هذا التقصير مما يتيح لك بناء النفس – علو الهمة : إنك لن تستفيد مما سبق من العوامل بل ولن تقوم بها إلا إذا كانت همتك عالية ، أما صاحب الهمة الدانية فلن يكلف نفسه القيام بهذه الأشياء التي لا تناسب همته . تدبر القران الكريم : ففي تدبره تجد اكثر العوامل السابقة أيها الأخوة لو تدبرنا القرآن حق تدبره لكفانا عن آي كلام آخر، تدبر القران يكفيك هذا العامل عن العوامل الأخرى، لأنك ستجدها لو تدبرته حق التدبر، ولذلك أخرت هذا العامل لأنه شامل لما قبله . الدعاء : تدعوا الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى، وأن يعينك على بناء نفسك ومجاهدتها، تدعو بحصول المكونات لك، وتدعو تيسير العوامل المساعدة للحصول على هذه المكونات، فهذا عامل هام جداً، وإنما جعلته بعد تدبر القرآن مع أن التدبر يقودك إلى الدعاء، لأنك قد تدعو بأن يرزقك الله تدبر القرآن. |
|
خامساً : معوقات بناء النفس :
التربية الخاطئة منذ الصغر: فيكون قد تربى على الدلال والترفه وعدم الجد والاجتهاد، فمثل هذا يشق عليه أن يبنى نفسه، وقد يكون تربى على عوائد ومألوفات اعتادها وألفها، فلا يستطيع مفارقتها. الوسط السيئ: أن يكون في بيئة سيئة سواءً كان البيت أم الأصدقاء، لأنه إذا كانت البيئة كذلك لم يجد منها العون على بناء نفسه، بل يجد منهم التثبيط وتزيين الواقع الذي يعيشه، فلا يشعر بحاجة إلى بناء نفسه. الانفراد: كما أن الوسط السيئ يعوق بناء النفس، فكذلك الانفراد وترك الجماعة الصالحة قد يكون من المعوقات، لذا لا تنفرد ولا تصاحب غير الصالحين . الإخلاد إلى الشهوات المباحة: كالزوجة والمال والأولاد، بعض الناس يمضي وقته تلبية حاجات زوجته إذا سمع بتخفيضات ذهب إليها، إذا سمع بافتتاح شيء ما ذهب إليه، وهكذا طول وقته وهو مع زوجته، أنا لا أقول تترك زوجتك فلها حق عليك ولكن الاعتدال مطلوب . التسويف: إذا صار ديدان الإنسان سوف فمتى ينجز ما يريد، إذا كان الإنسان كلما هم بعمل عاقته سوف، فلن يقوم بالعمل أبداً، ولذا عليك بالاستعانة بالله، واترك سوف جانباً وإذا عزمت فتوكل على الله . الوقوع في المعاصي: المعصية تجر الأخرى وربما حرمت من الطاعة، فإذا اعتاد الإنسان الوقوع في المعاصي لم يستطع أن يتجه إلى طلب العلم المحتاج إلى الإجهاد، ولم يستطع أن يصوم النافلة أو يقوم الليل، إن من آثار المعاصي حرمان الطاعة، وبناء النفس طاعة تحرم منها المعاصي . قلة ذكر الموت والدار الآخرة: إذا غفل الإنسان عن مصيره ولم يدرك أنه يموت بلا سابق ميعاد، لم ينتبه لنفسه ويبنيها على ما ينبغي، وأما إذا تذكر الموت وما بعده أنتبه من غفلته، واستفاق وحرص جهده آلا يأتيه الموت إلا وهو مستعد له. التهاون مع النفس: النفس ميالة بطبعها إلى الدعة والبطالة، فإذا تهاونت معها لم ترشد إلى طلب العلم الشاق عليها، ولا إلي العبادة المحتاجة إلى جهد، ولا إلي الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن أردت تبني نفسك فاعرف طبيعة نفسك، فإن هذه المعرفة ستدلك إلى مجاهدتها وعدم التهاون معها . الخجل المزيف المذموم المقعد عن القيام بالحق: كثير من الناس يحجمون عن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بسبب خجلهم من مواجهة الناس، وهذا الأمر يزول بالممارسة، فما إن ينكسر هذا الحاجز حتى يزول هذا الأمر تدريجاً بصورة تلقائية . الاستعجال: الإنسان بطبعه عجول يستبطئ الثمرة، يريد قطفها بسرعة وربما أدى به هذا إلى ترك العمل ظاناً انه لا ثمرة منه، كأن يبدأ بطلب العلم ويريد أن يكون عالماً أو طلب علم متميز في مدة قصيرة، وهذا غير معقول، فلما يجد أنه لم يصبح كما يريد يترك طلب العلم، وكذلك في الدعوة، يدعو إنسان فلا يستجيب له في البداية، فييئس منه ويتركه، فالاستعجال يعوق بناء النفس. أشغال النفس بما لا فائدة منه : بعض الناس يهتم بأخبار الآخرين وكأنه وكالة أنباء، فلان تزوج، فلان سافر، فلان اشترى كذا، وهكذا فمثل هذا الإنسان كيف يبني نفسه الاثنين، أنه لم يجد الوقت الذي يحتاجه لبناء نفسه، فوقته ذهب بمثل هذه الأمور . الجهل بآثار ترك بناء النفس : إذا لم يدرك ما ينتج عن تركه لبناء نفسه لم يسع لبنائها، لأنه لم يعرف الهدف من بنائها وإذا لم يعرف الهدف لم يسع إليه . دنو الهمة والرضاء عن واقعة الذي هو فيه: قد يكون يغرف الآثار المترتبة على ترك بناء النفس، لكنه ليس لديه الهمة العالية التي تجعله يبني نفسه، وإنما هو راض عما هو فيه، وإذا كان راضياً لم يكن لديه الحافز للانتقال عن هذه الحالة المرضية . سادساً : آثار عدم بناء النفس : الاستهانة بالذنوب ولاسيما الصغائر: إذا لم يبن الإنسان نفسه تساهل بالذنوب فلا يأبه لما أقترف منها، وفي البداية يتساهل بالصغائر وتجره بدورها إلى الكبائر. قسوة القلب وربما موته: لأنه يستهين بالذنوب، وإذا عمل العبد ذنباً نكت في قلبه نكتة سوداء، فإذا تراكمت هذه النكتة في قلبه قسا، وإذا قسا وزاد في طغيانه ربما أدى ذلك إلى موته والعياذ بالله . إتباع الهوى: وذلك لأنه يصبح رقيق الأيمان، ضعيف التقوى، يلعب به هواه، وربما أطاع هواه في بعض الأمور التي يحبها ويكتبها صيغة شرعية، أو يؤلها كيف شاء ولاشك إن اتباع الهوى مصيبة عظيمة، لم تكن تحدث لو بنى نفسه حق البناء. الالتزام الأجوف:- إن من لا يبني نفسه يكون التزاماً ظاهرياً لا يسنده الباطن، ومثل هذا سرعان ما يسقط ، إذا لم يبني نفسه على التقرب إلى الله بفعل ما يحب واجتناب ما يبغض فكيف تكون ملتزماً صالحاً . الانهيار وقت المحن والشدائد : وذلك لأن المحن والشدائد تحتاج إلى أيمان صلب راسخ في القلب لا يتزعزع لا تضره فتنة ولا تغيره شدة . وهذا إنما يتوفر في من بني نفسه البناء الحقيقي . أما من أهملها فلا يملك ذلك ولذلك يسقط من أول فتنة، ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ)) ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ)) . المساءلة بين يدي الله غداً :- من لم يبن نفسه على ما يحبه الله فإنه يكون قد قصر في طاعة الله، أو يكون قد اقترف شيئاً مما نهى الله عنه، ومثل هذا يخشى عليه أن يقف بين يدي الله عز وجل فيسأله عما قصر فيه . |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تبني نفسك تربوياً ؟ | يمامة الوادي | المنتدى العام | 7 | 2007-08-04 7:07 AM |
كيف تبني لك بيت في الجنة ..؟ | يمامة الوادي | المنتدى الإسلامي | 3 | 2007-03-06 1:13 AM |
شهوة ... تبني مسجدًا! | يمامة الوادي | منتدى القصة | 4 | 2006-11-06 2:57 AM |
كيف تبنى قصرا فى الجنة | مها | المنتدى الإسلامي | 10 | 2005-09-15 12:16 AM |
تبنى نفسك عند الممات ؛؛؛ !!!! | ابو عمران | المنتدى العام | 0 | 2005-06-23 2:40 AM |