لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
الحسد بين الهدي النبوي والعلم الحديث
الأستاذ الدكتور / خمساوي أحمد الخمساوي لا شك أن الحسد موضوع متشعب الجوانب متداخل الأطراف فله لدى العامة مع اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية مفهوم يختلف عن مفهومه عند علماء النفس والدين وعلماء اللغة ومن جانب آخر يتداخل مفهوم الحسد بين عالم الغيبيات الميتافيزيقية وبين العالم المحسوس والتجربة الشخصية عفوية كانت أم علمية، هو من جانب ثالث ينطبع في ذهن رجال العلوم الطبيعية والحيوية والطبية بخلاف ما ينطبع في ذهن علماء الدين أو علماء النفس والاجتماع. وتطلق كلمة الحسد على ثلاثة مفاهيم مختلفة قد تبدو واضحة الاختلاف عند البعض وقد تتداخل عند الآخرين وقد نخلط بينها في كثير من الأحيان مع علمنا الأكيد باختلافها، وهذه المفاهيم هي: 1ـ الغبطة أو المنافسة،وهي شعور بنعمة المغبوط وتعظيمها وتمني أن يكون للغابط المتنافس مثل هذه النعمة، وهذا المفهوم هو أقل المفاهيم ارتباطاً بلفظ الحسد، إلا أن لفظ الحسد قد يطلق عليه لغة أو على سبيل المجاز، كما في الحديث الشريف: ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ورجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق). أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود. وقول السيدة عائشة رضي الله عنها: ( ما حسدت أحداً، ما حسدت خديجة، وما تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن ماتت ). والحسد بهذا المعنى غير مذموم بل مطلوب في بعض الأحيان. خاصة كلما عظمت النعمة المغبوطة وهو إن صدر من شخص دل على اعترافه بفضل المغبوط وإثبات أحقيته في النعمة المرزوق بها، كما هو واضح من معنى الحديثين السابقين، وكما يتضح ذلك من حديث مالك بن مرشد، عن أبيه، عن أبي ذر قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة وأصدق ولا أوفى من أبي ذر شبه عيسى بن مريم عليه السلام، فقال عمر بن الخطاب ( كالحاسد ) يا رسول الله! أفنعرف ذلك له، قال: ( نعم فاعرفوه له ) ( حديث حسن ). وقوله كالحاسد، أي: الغابط السعيد الذي يريد أن يؤكد ويثبت بسؤاله هذا حق أبي ضر رضي الله عنه بهذه الصفة وإثبات الفصل له بها. 2ـ الحسد البغيضوهو تمني زوال النعمة من المحسود وهو خليقة سيئة مذمومة ورد العديد من النصوص القرآنية والنبوية في ذمها والنهي عنها. 3ـ العين أو النظرةوهي إصابة الأشياء وخاصة جسد الإنسان بعين الحاسد أو نظره وهذا المفهوم شاع بين الناس باسم الحسد أيضاً إذ يغلب على صاحب القدرة على الإصابة بالعين أن يكون حاسداً لكن لم يرد نص قرآني، ولا نبوي صحيح يطل اسم الحسد على هذا المفهوم. فأما المفهوم الأول فلا خلاف على أنه لا ضرر منه ولا كراهية فيه ولا يدخل ضمن حديثنا اليوم، وأما المفهومين ( الثاني والثالث ) فنود أن نفرق بينهما تفرقة واضحة قبل أن نبدأ موضوع محاضرتنا. الفرق بين الحسد والعين: لم يرد في القرآن الكريم لفظ العين أو غيره بدلالة صريحة على إصابة الأشياء وخاصة حسد الإنسان بنظرة أو عين الحاسد، لكن ورد لفظ الحسد ومادته في القرآن الكريم 5 مرات في أربع سورة هي: البقرة والنساء والفتح والفلق. كما يلي: )من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ([البقرة: 109]. )أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً ([النساء: 54]. )سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلاً ([الفتح: 15]. )ومن شر حاسد إذا حسد ([الفلق: 5]. ويتضح من معانيها أن الحسد الوارد فيها يقصد به ذلك الخُلق السيئ بتمني زوال النعمة من المحسود دون القدرة على أن يكون للحسد قوة في ذاته تؤثر على المحسود وتصيبه بالضرر، إلا أن آية سورة الفلق ربما أوحت في ظاهرها أن الحسد شر يستعاذ بالله منه كما يستعاذ بالغاسق إذا وقب وبالنفاثات في العقد إلا أن المدقق في الألفاظ يجد أن المستعاذ منه في الآية إنما هو الحاسد وليس الحسد، لأن الحاسد إذا حسد وامتلأ قلبه بالحقد وتمنى زوال النعمة من المحسود قد يسعى في أذيته بنفسه فيضربه أو يحرق ماله أو يسرقه أو يقتله، فيكون هنا الحسد سبباً في ضرر غير مباشر يصدر عن الحاسد بشخصه وأفعاله المادية لا مجرد أمنيته زوال النعمة. وقد جاءت تلك المعاني واضحة في أكثر من موضع بالقرآن الكريم وضح فيها أن الضرر الذي يصدر عن خليقة الحسد يصدر من تصرفات الحاسد المادية المتحركة بها إرادته، ومن ذلك حسد أولاد يعقوب لأخيهم يوسف فألقوه في الجب بأيديهم، ولم يقع وحده بتأثير الحسد ومن ذلك حسد أحد ابني آدم لأخيه فقتله ضرباً بالحجر ولم يقتل بفعل الحسد في نفس أخيه من يضربه بالحجر. أما في الحديث الشريف فقد جاء كل من المفهومين ( الثاني والثالث ) واضحين وأطلق على كل منهما لفظ مستقل فلم يحدث خلط بينهما في أي حديث صحيح. فجاء لفظ الحسد يقصد به ذلك الخلق السيئ في زوال نعمة المحسود في أحاديث عديدة، منها على سبيل المثال: ( إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب )رواه أبو داود عن أبي هريرة، وابن ماجة عن أنس بن مالك. ( ثلاثة لا ينجو منهن أحد وقلّ من ينجو منهن: الظن والطيرة والحسد )ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة. ( دب إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء وهي الحالقة أما إني لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على ما تتحابون به؟ أفشوا السلام بينكم ). أخرجه الترمذي عن الزبير بن العوام. وجاء لفظ ( العين ) يقصد به ذلك الأثر الذي يتعدى للمنظور ويسبب له الضرر وذلك على النحو التالي: ( العين حق )أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين وأبو داود والنسائي والإمام أحمد في المسند، عن أبي هريرة رضي الله عنه. رواه ابن ماجة عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه. وقال السيوطي: حديث صحيح. ( العين حق تستنزل الحالق )أخرجه الإمام أحمد في المسند والطبراني والحاكم في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنه. وقال السيوطي: حديث صحيح. ( العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغتسلوا )أخرجه الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في المسند، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقال السيوطي: حديث صحيح. ( إن العين حق ـ ونهي عن الوشم )أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه. ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين )أخرجه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها. وقال الشيخ عبد القادر: إسناده حسن. وفيما يلي جدولاً للمقارنة بين الحسد والعين الحسد ) 1ـ هو شعور نفسي يتمنى فيه الحاسد زوال النعمة من المحسود كراهية فيه. 2ـ الحسد شعور داخلي يمكن أن يوجد في جميع الأشخاص تبعاً للمواقف المختلفة. 3ـ الحسد شعور أخلاقي يمكن مقاومته بالإرادة وحسن الخلق. 4ـ الحسد يتم بمجرد حدوث علم الحاسد بنعمة المحسود سواء بالرؤية أو السماع أو الحساب أو التفكر أو القراءة أو غيرها. 5ـ الحسد لا يؤثر على المحسود بل هو يؤثر بالسوء على الحاسد إلا إذا ترتب على الحسد سعي الحاسد في إضرار المحسود منطلقاً من الكراهية المتولدة عن الحسد فيقع هنا الضرر من سعي الحاسد بالأسباب، كأن يحرق له بيته أو ينم عنه أو يشيع الإشاعات أو غير ذلك. 6ـ لا يتفاوت مقدار الحسد من شخص إلى شخص ولكن يتفاوت بمقدار علاقة الحاسد بالمحسود. العين ( النظرة هي شعور نفسي يتمنى فيها الناظر زوال النعمة من المنظور لاستكثارها عليه. النظرة حالة توجد عند البعض ولا توجد عند الآخرين وعدد الذين توجد عندهم قلة. النظرة حالة شبه حيوية يصعب مقاومتها بالإرادة ولكن لها أسلوب آخر في طريقة التقليل من أثرها. النظرة لا تتم إلا برؤية الناظر للشيء أو الشخص المنظور. النظرة تؤثر على المنظور تأثيراً سيئاً وتسبب له أضراراً. تتفاوت قدرة الأشخاص في إحداث النظرة، والشديد منهم شديد مع جميع المنظورين، والضعيف ضعيف مع الكل. وليس بغائب على العامة، أو الخاصة، أن هناك فرقاً كبيراً واضحاً بين مفهوم الحسد ومفهوم العين أو النظرة، لولا أننا قد نلاحظ في أحيان كثيرة أن العين التي تصيب إنما تصدر عن حاسد يتمنى زوال نعمة المحسود، وإن كان ذلك التوافق ليس مطلقاً، فقد يتحقق في بعض الأحيان وقد لا يتحقق في أحيان أخرى، فالكثير منا يعرف أن الشخص ( ذكر أو أنثى ) قد يصيب بالعين ماله وولده وأعز الناس عنده، بل قد يصيب بها نفسه، حتى شاع المثل القائل (ما يحسد المال إلا أصحابه)، فبمجرد انفعال العائن بالنعمة لدى غيره واستكثارها فهالته النعمة ونفذ أثرها في نفسه وكان من ذوي القدرة على العين عان ولو كانت النعمة ملكه لكن الحسد لا يكون مطلقاً إلا لنعمة في يد الغير مصحوب بالحقد والكراهية لهذا الغير. |
|
ونخلص من ذلك:إلى أن الحسد شر لأنه خلق سيء، لكن شره يتمثل في تحريك نوازع الحقد عند الحاسد الذي قد يتحول إلى عدو للمحسود يسعى في أذيته لكن الحسد ذاته لا ضرر منه ينتقل إلى المحسود فيصيبه كما تصيب العين لكل للعين قوة مؤثرة تنبع من العائن وتصيب المعين فتسبب له أضراراً متفاوتة، وقد جاء هذا واضحاً في حديث شريف جمع بينهما في اللفظ: روى البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه جبريل قال: ( باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين ). وقد دل ذلك الحديث في دقة بالغة على أن الشر يأتي من الحاسد إذا حسدك على نعمة، ويأتي من ذي العين، وهو شخص مختلف قد يكون حاسداً وقد يكون غير حاسد، وتعني كلمة ( ذي ) اختصاصية فليس كل إنسان قادراً على الإصابة بالعين ما لم تتوفر له خاصية معينة سنوضحها في سياق حديثنا هنا تجعله ( ذي عين ). وروى الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا حسد والعين حق ). وقرن الحديث بين الحسد والعين، وضم الحسد إلى مجموعة من المفاهيم الخاطئة التي ظن الناس أن لها علاقة مباشرة في ذاتها بإحداث الأضرار من غير الأسباب المعلومة كالعدوى وهو لفظ كان يطلق على تصور انتقال العلة من المريض بمجرد رؤيته للصحيح وإن ثبت الآن إمكان انتقال بعض الأمراض من المريض إلى السليم بالملامسة أو الرزاز أو الحشرات أو غيرها فيما نسميه الآن اصطلاحاً العدوى، فهذا أمر مختلف عن المفهوم الذي كان الناس قديماً يتصورونه عن العدوى النابع من تخيل خاطىء لا أساس له هو انتقال المرض ( كل الأمراض ) بنظر السليم في المريض أو نظر المريض في السليم، ( والطيرة ) تصور حدوث ضرر للشخص إذا رأى في سفره أو عند الشروع فيه طائراً معيناً أو إشارة معينة و( الهامة ) تصور خاطىء من الناس أن المقتول تحل في مكان مقتله روح شريرة من الشياطين تبحث عن قاتله وتؤذي كل من تقابله من الناس، واثبت الحديث الشريف أن كل هذه المفاهيم ليست صحيحة وأنه ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا حسد )، والحديث أشار إلى العين وهي من جنس الأشياء التي شملتها المفاهيم الأربعة الأولى، والتي كان لدى الناس عنها تصوراً مماثلاً لتصورهم للعدوى والطيرة والهامة والحسد لكن لم ينفها كما نفى هذه المفاهيم وإنما أثبتها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العين حق ). وموضوعنا الذي سوف نتناوله يتعلق بالعين التي أثبتها النص النبوي بشكل قاطع، ولن نتطرق إلى مطلق الحسد الذي هو خلق سيء بمجرد تمني زوال النعمة. نخلص في موضوع العين من استعراض النصوص النبوية الشريفة بأنها أشارت إلى الحقائق التالية: 1ـ إن العين ( بمعناها الذي تفهمه العامة والخاصة ) بتأثيرها الذي يشك فيه البعض ويؤيده الآخرون، حق أي إن لها هذا التأثير الملحوظ وليست وهماً كما هو الحال في الحسد والهامة والطيرة. 2ـ إن الأذى الذي يصيب الشخص المضرور يتم بالمعاينة. 3ـ إنه لكي نخفف من أثرها بعد حدوثها فليغتسل العائن أو يتوضأ بالماء ثم يغتسل المعين بذلك الماء. والسؤال الآن:ما هو موقف العلم الحديث من هذه الحقائق الشرعية الثلاث التي ثبتت بالحديث النبوي الشريف من قول سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ( الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) وقد كان ثبوتها بالسنة النبوية قاطعاً قطعاً باتاً وورد بطرق عديدة متساندة متصلة السند، مما يجعلها تصل إلى حد التواتر. موقف العلم الحديث: قبل أن نستطرد في حديثنا عن موقف العلم الحديث من الحقائق الشرعية نقف وقفة قصيرة نستعيد في أذهاننا نطاقات الوجود التي يعمل فيها العلم التجريبي الحديث لنخرج منها إلى موقفه من قضية ( العين ). اتفقت رؤية العلماء على تميز أربعة نطاقات للوجود متميزة تمام التميز، متداخلة تمام التداخل، هي الطاقة والمادة والحياة والنفس. وقد خصص الفكر الإنساني لكل منها علماً يقوم بفروعه المختلفة على البحث في كل نطاق، فكان علم الفيزياء للبحث في الطاقة وعلم الكيمياء للبحث في المادة وعلم الأحياء للبحث في الحياة، وعلم النفس للبحث في النفس: ثم أدرك العقل البشري ومن ثم العلم التجريبي أن هناك مناطق تداخل ومعابر دخول وخروج بين هذه النطاقات الأربعة خصص لكل معبر منها علماً يبحث فيها وجاء اكتشاف هذه المعابر بأزمنة متدرجة مع تدرج هذه النطاقات لتبدأ بالعلم المعني بمعبر الطاقة والمادة والمسمّى الكيمياء الفيزيقية(Physiochemistry)ثم المعنى بمعبر المادة والحياة والمسمى بالكيمياء الحيوية ثم المعنى بمعبر الحياة والنفس والمسمى علم النفس العصبي أو علم الأعصاب. ولو تأملنا هذه النطاقات لوجدنا أنها تبدأ في نطاق الطاقة بسيطة غير متراكمة، دقيقة غير مجسمة، موحدة غير متشاكلة، ثم تتراكب وتتشاكل إلى أن تكاد تكون جسماً في الفوتون لتقرب من نطاق المادة التي تبدأ بسيطة غير متراكمة موحدة غير متشاكلة في الإلكترون، ثم تتراكب وتتشاكل فتكون الذرة، ثم تتراكب وتتشاكل فتكون الجزيء الذي يكبر ويتعقد إلى أن يصل إلى أقصى تعقيده في جزيء البروتين، فإذا به يقترب من نطاق الحياة، فالبروتوبلازم مادة الحياة التي تشاكل جزيئات البروتين، فإذا بدأت الحياة بدأت بخلية واحدة ( بروتوبلازم )، بسيطة غير متراكبة ولا متشاكلة، ثم دب فيها التركيب والتشكيل لتصل إلى قمة تعقيدها في الخلية العصبية التي تشكل قمة تشكلها في المخ البشري، فإذا بنا نقترب من نطاق العقل والنفس. ونلاحظ هنا أن التدرج من التعقيد مطرد سواء في النطاق الواحد أو بين النطاقات، وفجأة وعلى قمة التعقيد المطر ينبع العقل والنفس بلا مادة مرة أخرى وكأنهما طاقة لا مادة لها، مما دعى العلماء في منتصف هذا القرن العشرين لأن يتصوروا أن نطاقات الوجود دائرية ليس لها بداية ولا نهاية. وأنه لا بد وأن يكون بين النفس والطاقة أول النطاقات وآخرها علاقة ومعابر على تصور أن هذه النطاقات متجاورة في شكل دائري وتكون النفس لصيقة بالطاقة كما هي لصيقة بالحياة، وبالفعل نشأ في الربع الأخير من هذا القرن علم جديد يبحث في المعبر بين الطاقة والنفس سمي سيكوترونكس(Psychotronics). |
|
]عالم الطاقة:
عالم الطاقة هو خلق الله خفيّ الجسم ظاهر الأثر يتحرك بسرعة تفوق سرعة المادة ولا تقارن بها ويتحرك في موجات تختلف في أطوالها وسعاتها ورتمها وكلما اختلفت واحدة أو أكثر من هذه الخصائص الثلاث اختلف أثر الطاقة وأحسسنا بها بشكل مختلف ولكي نبسط الموضوع في صورة أسهل: لو اخترنا عنصر ( الطول الموجي ) لهذه الموجات لوجدنا أنه وحتى الأعوام القليلة السابقة قبل اكتشاف قياس ( الفيمتوثانية ) كانت الموجات المعلومة تتراوح أطوالها ما بين 10 فيمتومتر ( والفيمتومتر وحدة طولها جزء من ألف مليون جزء من الميكرون ) وبين 100 ألف كيلو متر بترددات تتراوح بين 1 : 10 22 موجة في الثانية (أي: 10 مليون ذبذبة في الفيمتوثانية ). وكلما اختلف الطول الموجي كلما اختلف الأثر الذي تحدثه الطاقة فهو عند الأطوال من 10 ـ 10000 فيمتومتر يعطي أثره الذي نسميه أشعة جاما من 10000 ـ 10 مليون ميمتومتر يعطي ما يسمى أشعة إكس، وكما هو معلوم فإن الضوء الذي تراه العين بكافة ألوانه إنما يتراوح طول موجته من 400 نانومتر في اللون البنفسجي إلى 760 نانومتر في اللون الأحمر. أما من حيث تتابع الأطوال الموجية فإن كل تتابع يؤدي في أثره إلى أمر مختلف، فلو تصورنا أن اللغة عبارة عن مجموعة من الكلمات التي تتكون بدورها من مجموعة من الحروف، فإن تتابع هذه الحروف يعطي العديد من الكلمات ذات المعاني المختلفة مع أن عدد الحروف في أي لغة لا يتعدى الثلاثين، وأن تتابع الكلمات يعطي ما لا حصر له من المعاني المفهومة، لعلمنا أن تتابع فقرات من الطاقة ذات الأطوال الموجية يمثل تتابع الحروف والكلمات في اللغة، فعلى سبيل المثال: لو سقط على العين طول موجي للطاقة مقداره 400 نانومتر رأته العين بنفسجي، ولو سقط بطاقة في موجة طولها 450 كان إحساس العين به على أنه أزرق، ولو كان طوله 520 رأته أخضر، وهكذا عند طول 600 يكون أصفر وعند 650 يكون برتقالي وعند 760 سيكون أحمر، وهي الألوان الأساسية للطيف، ويمثل كل منها حرفاً، وإذا تتابع سقوط هذه الأطوال على العين بسرعة معينة ظهر الإحساس باللون الأبيض في حين توجد ملايين التتابعات التي تحس على إثرها العين بملايين الألوان التي تملأ الكون. فإذا كان هذا هو تأثير الطاقة بين أطوال موجية ما بين 400 ـ 760 نانومتر فما بالنا بتأثير الطاقة بين الأطوال الموجية بين 10 فيمتومتر إلى مئة ألف كيلو متر. وكان لا بد أن نتصور أن للطاقة في الأطوال الموجية الأخرى تأثيرات ما على الأجسام الحية، وخاصة الإنسان، ليس على عينه المجهزة للرؤية الضوئية فقط بل وعلى جهازه العصبي بصفة عامة. وفي خلال ربع القرن الأخير ظهرت عدة بحوث وملاحظات غريبة وهامة وضعت هذا الافتراض أقرب إلى اليقين نورد منها جانباً مختصراً فيما يلي: يقول يوري خولودوف ( وهو أخصائي وظائف الجهاز الفسيولوجي العصبي ): تحيط بجسم الإنسان أنواع شتى من الإشعاع الكهرومغناطيسي إلا أن الأثر الذي قد تتركه تلك الموجات النابضة على كيان الحيوانات ليس مفهوماً فهماً كافياً، وإلى جانب هذه التأثيرات الخارجية نجد أن الجسم يولّد مجالاته الكهومغناطيسية الداخلية الخاصة به، ولا يصل علمنا إلا إلى القليل عن كيفية تفاعل هذه المجالات. بدأ العلماء يعيدون حساباتهم للتفهم الصحيح للعمليات الحيوية التي لم تكن الكيمياء وحدها كافية لتفسيرها، مثل انتقال النبضات العصبية بسرعة وتباين أشد بكثير من مجرد الانتقال من خلال الموصلات ومثل انقباض العضلات وانقسام الخلية، وأخيراً عملية التفكير. عند انقسام الخلية الحيوانية أمكن رصد انبعاث فوتونات من الضوء غير المرئي ومن الأشعة فوق البنفسجية وكذلك أمكن رصد موجات فوق صوتية ترددها ما بين مليون و10 مليون ذبذبة في الثانية، وكذلك أمكن رصد موجات فوق صوتية تصدر وعندها تتغير الجزيئات البروتينية الكبيرة من شكلها بالضغط أو المط، كما لو كنت تطبق علبة من الصفيح. ثبت أن وجود الإنسان في ظل الجاذبية الأرضية يجعل له تفكيره المتزن مع هذه الجاذبية، وعندما وضعوا رواد الفضاء في ظروف انعدام الجاذبية أمكن إحداث انتظام في أجهزتهم الحيوية، ولكن حدث خلل ملحوظ في طريقة ونشاط تفكيرهم. أمكن الوصول إلى فك شفرة لتتابع الطاقة الصادرة من المخ لأجزاء من الجهاز العصبي تحركه بناء على معلومة لدى الشخص المختبر، يتحرك على أساسها، ثم تم قطع هذا الجزء تماماً وفصله عن منطقة أخذ المعلومات من المخ، وعرض هذا الجزء من الجهاز العصبي لنفس الشفرة من الطاقة التي تم التوصل إليها ( والتي أمكن إحداثها بطريقة غير حيوية ) فأعطت نفس الاستجابة وكأنها صادرت عن نفس المخ من ذات مركز المعلومات. أثبت أرثركوسلر أنه يمكن نقل المعلومات والصور عن طريق الجلد لو أمكن تحويلها إلى شفرة طاقة تنتقل في أطراف الأعصاب وتصل إلى المخ. حتى قال بيتركابتسا: إنني أقسم الظواهر إلى ممكنة ومستحيلة، بل إلى مكتشفة وغير مكتشفة. ويقول: يجب ألا نقع في خطأ الاعتقاد القديم بأنه لن تكون هناك مكتشفات جديدة مستقبلاً. وكانت هذه الظواهر وغيرها الكثير إرهاصة دعت بعض مراكز البحوث في العالم إلى تبني هذا الموضوع وتكثيف البحث حوله، وكان من رواد هذا المجال الدكتور هيروشي موتوياما (وهو عالم ياباني حصل على (ph.d.) في علم وظائف الأعضاء وعلى (ph.d.) في علم النفس وهو مدير معهد علم النفس الديني بطوكيو )، الذي أجرى العديد من التجارب العلمية حول هذا الموضوع نشرت خلال السبعينات من هذا القرن نلخصها فيما يلي: ميز هيروشي موتوياما بين الشخص العادي وشخص غير عادي سماه (Psi-ability) شخص له قدرة طاقية نفسية داخلية، ونستسمحه أن نسميه مؤقتاً ( الشخص النفسي )، فوجد أن ( الشخص النفسي ) يمكنه التحكم في بعض وظائف لا إرادية للجهاز العصبي، مثل سرعة ضربات القلب وسرعة التنفس، وبعضهم استطاع أن يوقف ضربات قلبه خمس ثوان. ولاحظ أن هؤلاء الأشخاص النفسيون هم من ذوي الطبائع التأملية والرياضات العقلية النفسية وأنهم منطوون على أنفسهم، وأنهم قليلو الاختلاط بالناس، قليلو الحركة الحياتية، منهمكون في التأمل العقلي النفسي وليس التأمل العقلي الرياضي أو العلمي أو الفني. وتمكن هذا العالم من رصد وتسجيل بعض مؤشرات عن وظائف أعضاء هؤلاء الأشخاص، مقارنة بالأشخاص العاديين حيث ظهر اختلاف في معدل تدفق البلازما وسرعة التنفس والمقاومة الجهدية الكهربية للجلد بين شخص عادي وشخص نفسي. ثم تمكن هذا العالم من ملاحظة ما يمكن أن ينتاب الشخص العادي من تأثير التركيز العقلي من الشخص النفسي عليه فوجد أن التركيز العقلي من الشخص النفسي على شخص عادي يسبب له خللاً في المقاييس الثلاثة التي قاسها، وهي معدل تدفق البلازما وسرعة التنفس والمقاومة الجهدية الكهربية للجلد. وقد استطاع أن يصمم أجهزة دقيقة لقياس الطاقة فأثبت أن هناك انبعاث للطاقة من جسد الشخص النفسي، وهي التي تسبب التأثير على الشخص العادي وأنها تنبعث من بؤرات سماها ( شاكراً )(CHAKRA)توجد على امتداد الحبل الشوكي مع المحور الطولي للإنسان، وإن أشدها نشاطاً هي البؤرة الموجودة بين العينين والتي تقابل تماماً الغدة النخامية فيه. صورة حقيقة تبين انبعاث الطاقة من جسم الإنسان صورت بواسطة أحد أجهزة قياس الطاقة ولخص هيروشي موتوياما معلوماته على النحو التالي: الأشخاص العاديون غير قادرين على بعث هذه الطاقة. الأشخاص المميزون يمكنهم إيقاظ الانبعاث عن طريق التركيز أو أثناء ما تنتابهم من حالات نفسية غير مستقرة. أقوى النقاط المؤثرة في ( الشاكرا ) هي البؤرة التي على الجبهة بين العينين. التأثير على الأشخاص يظهر واضحاً. ولا يبقى إلا أن نضع المسميات المناسبة على مسميات هيروشي موتوياما، إن هناك أفراداً قلائل يتميزون بوجود بؤرات نشطة لانبعاث الطاقة فإذا صحب ذلك أن كان هؤلاء الأشخاص منطويين على أنفسهم كثيري التأمل فيما عند غيرهم من النعم، كثيري التألم النفسي على عدم وجود مثل هذه النعم لديهم، نشطت عندهم هذه البؤرات، وخاصة بؤرة ما بين العينين وأصبح الشخص من هؤلاء شخصاً نفسياً على حد تعبير هيروشي أو شخصاً عائناً على حد تعبير الحديث النبوي الشريف فإذا ما تحركت نفس هذا الشخص العائن تجاه شخص ذو نعمة واستكثرها عليه صدرت انبعاثات من الطاقة ذات شفرة خاصة من البؤرة بين العينين وأثرت على الشخص المعين فأفسدت رتم سيال الطاقة في جهازه العصبي أو غيره فيصاحب ذلك خلل يؤدي إلى مرض أو ألم أو فساد أو ضعف أو غير ذلك وهذا هو مفهوم العين تماماً كما صورها الحديث النبوي الشريف. |
|
يظهر في الصورة مراكز الطاقة على امتداد الحبل الشوكي والتي أشدها نشاطاً هي البؤرة الموجودة بين العينين فهل يكون العلاج بالماء؟. روى الإمام مالك في الموطأ عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول: اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخرار فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر إليه، وكان سهل شديد البياض حسن الجلد، فقال عامر: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة عذراء، فوعك سهل مكانه، واشتد وعكه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوعكه، فقيل له: ما يرفع رأسه، وكان قد اكتتب في جيش، فقالوا له: هو غير رائح معك يا رسول الله، والله ما يرفع رأسه فقال: هل تتهمون له أحداً قالوا: عامر بن ربيعة، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيظ عليه وقال: علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت؟ اغتسل له فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخله إزاره، في قدح، ثم صب عليه من ورائه، فبرأ سهل من ساعته. وفي رواية أخرى نحو ذلك: إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا بركت؟ إن العين حق، توضأ له، فتوضأ له عامر. وروى هذا الحديث أيضاً كل من الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة وقال عنه الإمام ابن حبان: حديث صحيح. الماء كما هو معروف يتكون من ذرة من الأكسجين وذرتين من الهيدروجين، ويتكون جزيء الماء على شكل يشبه القضيب المغناطيسي يكون له قطب سالب وقطب موجب، ويدور جزيء الماء حول نفسه بسرعة كبيرة كما أنه يدور حول الجزيئات الأخرى على مسافات ثابتة عند درجات الحرارة الواحدة، وينشأ عن ذلك أنه في أي لحظة نرى مثلاً كوباً من الماء مليء بجزيئات الماء في مواضع مختلفة من حيث اتجاه الأقطاب السالبة والموجبة، وهذه الحالة تجعل للماء مقاومة ما للدخول إلى الخلايا والانسياب مع السيتوبلازم. وقد أمكن في العصر الحديث إثبات أنه لو عولج الماء بطاقة تُبعث من مجال مغناطيسي مثلاً لأمكن انتظام جزئياته في اتجاه واحد بالنسبة للقطبين السالب والموجب وفي هذه الحالة أبدى الماء ظواهر غاية في الغرابة بالمقارنة به قبل التعديل، فقد أمكن استخدام هذه المياه في علاج العديد من الأمراض في الإنسان والحيوانات كما أدت إلى استخدام هذه المياه في علاج العديد من الأمراض في الإنسان والحيوانات كما أدت إلى زيادة نمو الدجاج وزيادة إنتاجه من البيض وأدت إلى تقصير مدة إنبات عدد كبير من بذور الخضروات والفاكهة والمحاصيل، كما زاد معدل النمو في النباتات وكذلك المجموع الخضري لها. وأيّاً كانت التفسيرات التي سيقت في هذا المجال فإن وجود الطاقة لإعادة تنظيم جزيئات الماء في وضع معين يجعل هذا الماء ذو قوة انسيابية خاصة للمرور في بروتوبلازم الخلايا الحية، مما يحسن من طاقة الحياة بها ويصلح سلوكها الحيوي. كما جاء التوجيه النبوي الشريف باستخدام الماء وإمراره على البؤرات النشطة في الشخص العائن بعد أن يعرف بما أحدثه في المعين وبعد أن ينصح ويذكر بما سببه له فتعود الطاقة المنبعثة منه إلى وضع مفيد تؤثر على الماء الملامس له عند الغسل أو الوضوء، وخاصة غسل الوجه لإمرار الماء على بؤرة بين العينين، وعندما يستخدم هذا فيصب على جسد المعين ربما نقل هذه الطاقة إلى البروتوبلازم فأصلح ما كان قد فسد ونظّم ما كان قد انفرط. وما هذا إلا تصور مبدئي يحتاج إلى دراسة التفاصيل، لكن ما نخرج به في نهاية محاضرتنا هو أن العلم قد أثبت أن العين حق وأن الماء الذي يغتسل أو يتوضأ به العائن يفيد في إصلاح المعين وشفاء وعكته بإذن الله، وإن تركت التفاصيل والتفسيرات لبحوث علمية أخرى قد يأتي بها الزمن المستقبل. المراجع: 1ـ القرآن الكريم. 2ـ جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الأثير ( 11 مجلداً ). 3ـ الجامع الصغير للسيوطي. 4ـ الطبعة العربية من مجلة (Impact) التي تصدر عن مجلة رسالة اليونسكو ( أعداد مختلفة عام 1975 وما بعدها ). 5ـ جريدة الخليج، 12 يوليو سنة 1996، ملحق استراحة الجمعة |
|
التدبير النبوي في الحسد وأثره على صحة البدن
بقلم الدكتور محمد نزار الدقر قال تعالى : (قل أعوذ برب الفلق . من شر .. ) سورة الفلق . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " . وعن مولى الزبير ، عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "دب فيكم داء الأمم من قبلكم : الحسد والبغضاء ، والبغضة هي الحالقة، لا أقول حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين ، والذي نفس محمد بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا " رواه الترمذي. وروى الإمام حجة الإسلام الغزالي (1) عن بعض السلف : "أن أول خطيئة للبشر كانت الحسد، حسد إبليس آدم عليه السلام على مرتبته فأبى أن يسجد له فحمله الحسد على معصية الله ، وإياك والحسد فإن ابن آدم قتل أخاه حين حسده " . والحسد هو كراهة النعمة وتمني زوالها عن صاحبها (1و2) وهو حرام بكل حال . وأما الغبطة فهو أن ترى النعمة على أخيك فلا تكره وجودها ولا تحب زوالها عنه ، بل تتمنى من الله أن يرزقك مثلها وليس في ذلك ما يأثم عليه . ويرى أبو بكر الرازي (3) " أن الحسد يتولد من اجتماع البخل والشره في النفس، وهو شر من البخل، فالبخيل لا يحب أن يمنح أحداً شيئاً مما يملكه، أما الحسود فإنه يتمنى ألا ينال أحد خيراً أصلاً، ولو كان الخير ليس مما يملكه هو والحسد داء من أدواء النفس عظيم الأذى لها . ولعظم ضرر الحسد على الإنسان وعلى المجتمع ، فقد نفر القرآن الكريم منه وأمر بالاستعاذة من شر الحاسد كما أمر بالاستعاذة من نفث الشيطان فالحسد مفسد للطاعات ، باعث على الخطايا . وهو نار تضطرم (4) في صدر الحسود، فما تراه إلا كاسف الوجه، قلق الخواطر، غضبان على القدر قد عادى حكمة الله . قال تعالى : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) . ويرى الإمام أبو بكر الرازي (3) أن الحسد يضر بالنفس لأنه يشغلها عن التصرف المفيد لها وللبد، وذلك يسبب طول الحزن والتفكر ، ثم إنه يضر بالجسد لما يعرض للمحسود من طول السهر وسوء الإغتذاء وينشأ عن ذلك رداءة من اللون وسوء السحنة وفساد المزاج . وينبه د. نضال عيسى (2) جميع المربين والوالدين إلى أن مرد الحسد قد يكون لسوء التربية كقدوم طفل جديد تهتم به الأسرة وتنسى الأولاد فيبدأ الحسد بالظهور لديهم أو أن يقارن المربي بشكل سيء بين الأولاد فيصف أحدهم بالذكاء والآخر بالغباء بطريقة جارحة، أو عندما يربى طفل فقير في بيئة غنية مترفة . لذا وجب على المربين وعلى كل من الأبوين إشعار أطفالهم جميعاً بالرعاية والحب وبدون تفريق بالأعطيات بينهم وغير ذلك . ويلخص د. حامد الغوابي (4) الآثار السيئة للحسد على البدن وصحته ويبين أن الحسد يؤدي عند الحاسد إلى ظهور انفعالات نفسية عصبية كما تضطرب عنده الغدد الصماء ، فيعتل جسمه ويذوب . فالحاسد دوماً في ضيق وقلق ، وهذا يصحبه الأرق ، ومع استمرار الأرق يحس بالإعياء والتعب ويفقد شهيته للطعام ويتناقص وزنه ثم تظهر عنده أعراض عصبية مزعجة ، كالصداع والطنين في الأذنين تمنع عنه الراحة والهدوء ، وقد تظهر آلام خناقية في صدره ، وكلما احتدمت نزوات حسده زاد الألم وتكررت نوبة مما يعرضه للإصابة بالذبحة الصدرية . والحسد يهيء للإصابة بقرحة المعدة التي ثبت أنها تنشأ من الانفعالات أكثر مما تنشأ عن خطأ في التغذية ، وقد يؤدي لارتفاع الضغط الدموي ، والذي يتناسب ارتفاعه مع زيادة الانفعالات ويعظم خطره . ونحن نعلم أن أطباء القلب يوصون المرضى بالهدوء والراحة وترك الهواجس ، ونبذ انشغال الفكر بالغير والبعد ما أمكن عن الانفعالات النفسية . وقد يسبب الحسد مرض السوداء [ المانخوليا ] عند الحاسد وحبه للوحدة والعزلة غير ما يؤدي إليه من ارتباك العقل وعدم القدرة على التركيز ، وكم سبب الحسد عند صاحبه من عقد نفسية وتركت عنده أمراضاً لا يمحى أثرها. وأخيراً فإنك لن ترى حاسداً حقوداً إلا وقد رسم في وجهه تجاعيد الشيخوخة ولفحة الشيب ـ المبكران ـ وإن كان في عنفوان شبابه . والملاحظات التي أوردت حول السيء والملك أحياناً للحسد على صاحبه تؤكد الإعجاز الطبي الرائع في التوجيهات النبوية للمسلمين باجتناب هذه الآفة الخبيثة ومن أجل نظافة المجتمع المسلم ورص صفوفه أيضاً . ولقد استنبط العلماء المسلمون طرقاً علاجية ناجعة لمن أراد التخلص من مرضه ، من ذلك ما فصله حجة الإسلام الإمام الغزالي في إحيائه قائلاً :"واعلم أن الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب ولا تداوى أمراض القلوب إلا بالعلم والعمل : والعلم النافع لمرضى الحسد هو أن تعرف أن الحسد ضرر عليك في الدنيا والدين ، وأنه لا ضرر فيه على المحسود بل ينتفع به فيهما . ومهما عرفت عن بصيرة فارقت الحسد لا محالة .. أما كونه ضرر عليك في الدين فهو أنك بالحسد سخطت قضاء الله تعالى وعدله الذي أقامه في ملكه وهذه جناية لى التوحيد … وأما كونه ضرر عليك في الدنيا فهو أنك تتألم بحسدك أو تتعذب به ، ولا تزال في كمد وغم بكل نعمة تراها على غيرك .. وأما أنه لا ضرر على المحسود في دينه ودنياه فلأن النعمة لا تزول بحسدك ، بل قدر الله تعالى من نعمة فلا بد أن يدوم إلى أجل قدره الله فلا حيلة في دفعه ، ولكل أجل كتاب .. وأما أن المحسود ينتفع به في الدين فهو أنه مظلوم من جهتك لا سيما إذا أخرجك الحسد إلى الغيبة والقدح فيه، فهذه هدايا تهديها إليه من حسناتك حيث تأتي مفلساً يوم القيامة . وأما العمل النافع فيه فهو أن يحكم الحسد، فكل ما يتقاضاه الحسد من قول وفعل، فينبغي أن يكلف نفسه نقضيه، فإن بعثة الحسد على القدح في محسوده كلف لسانه المدح له ، وإن حمله على التكبر ألزم نفسه التواضع له، وهكذا حتى تتولد الموافقة التي تقطع مادة الحسد " . والحقيقة أن قول الإمام الغزالي رحمه الله في أنه لا ضرر على المحسود من حاسده، ليس صحيحاً في كل الأحوال . وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة من سورة الفلق عندما طلب المولى سبحانه وتعالى من المؤمنين أن يستعيذوا من شر الحاسد إذا حسد ، وننقل هنا ما يقوله الإمام القرطبي (5) ما نصه :" قال العلماء أن الحسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول ، وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود فيتبع مساوئه ويطلب عثراته وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : " إذا ظننت فلا تحقق وإذا حسدت فلا تبغ وإذا تطيرت فامض ". وعلق د. محمد خالد سلطان (6) على الآية بقوله :" بين القرآن لعلماء النفس نقطة ضرورة وجود الإرادة في نية السوء كي تحدث الإساءة " . ويشرح ذلك فيقول :" إن الحسد المادي فيه نوعان من الحركة : إرادية وغير إرادية ، ولا يعمل العضو إلا إذا كان فيه حركة ولا ينتج الجسد إلا إذا تجلت فيه الحركة سواء منها الإرادية منها وغير الإرادية . فالغيرة في الإنسان هي حركة روحية نفسية غير إرادية ، لكنها قد تؤدي إلى الحسد الذي هو حركة إرادية روحية ، لذلك نرى أن الحاسد لا يؤثر في محسوده إلا إذا أراد حسده ، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : ( ومن شر حاسد إذا حسد ) فإذا لم يرد الحاسد أن يحسد فلن يصيب محسوده أي أذى " . مراجع البحث : 1. حجة الإسلام الإمام الغزالي : " إحياء علوم الدين " 2. د. نضال عيسى : " الطب الوقائي بين العلم والدين " دمشق 1997 3. الإمام أبو بكر الرازي : " الطب الروحاني " . 4. د. حامد الغوابي : " الحسد بين الطب والإسلام " لواء الإسلام القاهرة ، ع 6 المجلد 11 لعام 1957 5. الإمام القرطبي في تفسيره : " الجامع لأحكام القرآن " 6. د. محمد خالد سلطان والشريعة " رسالة تخرج جامعية ، جامعة دمشق 1983 |
|
لله درّ الحسد !! ؟؟
عبد الله السعدي الزهراني الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن محمد عبده ورسوله . عندما تضيق النفس وتهتز أركانها وتضطرب خوافقها يحن بني آدم لعناية خاصة تهرع لنجدته وإنقاذه مما ألم به ، فكم نحن في حاجة أن يمن علينا خالقنا وبارؤنا بفيض الإيمان ونور المعرفة ، فمن حكمة الله جل في علاه أن تتنوع فترات حياتنا في هذه الدنيا البالية الفانية ، فلا فرح يدوم ولا ترح يطول فلكل أجل يوم محتوم فإن دامت صحة البدن فلا محالة من هدم وتغير وضعف وخور فمن على سطح تسير إلى قبر تصير فسبحان من دام وجوده ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولا مولدا. هو الذي قسم أعضائك ، وخص كل عضو بعمل وجعل العقل لها أميرا ، والقلب لها وزيرا ، واللسان لها مينا ، إما خيرا فيؤجر ، أو شرا فيؤزر ، وإليك من حديث معاذ بن جبل ما قال له المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس على وجوههم أو قال مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح. قدر لهذه الأعضاء مقادير الصحة والمرض والزوال والقدم والحياة قبل العدم، فإليك بعض ما يعتريها من تغير يجر إليها الهدم ويورث لها الندم . فالقلب وزير العقل قد يمرض بأمراض حسية دواؤها عند أهل الطب بإذن الله وقد يمرض بأمراض أخرى ، لا تظهر للعيان بل هي خافية في الجنان ،( كالشرك ، النفاق ، الحسد ، الغل ، الحقد ، العجب ، الكبر، التعالي ، الكذب ، النميمة ، الرياء .. وما أكثر أمراضه)، ليس لها دواء إلا بذكر الله تعالى . (ألا بذكر الله تطمئن القلوب ). وربنا ذكر بعض أمراض القلوب إذا حجب الله عنها بهجة الإيمان وحرمت لذته!!. - يكون المرض نتيجة لإ فترائهم الكذب على الله وعلى رسله . قال تعالى :( فِي قُلُوبهمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) (البقرة:10). - يكون المرض نتيجة لسوء أعمالهم البعيدة عن طاعة الله عز وجل . قال تعالى : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبهمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14). وقال تعالى : ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:7). ) - ¬- يكون المرض نتيجة الغفلة والإبتعاد عن ذكر الله تعالى . قال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبهمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) النحل:108) . وقال تعالى :( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر: 19 ) وقال تعالى : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) . فالنتيجة عظيمه وقاسية لهذه الأعمال: - الطبع ُ ( أولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبهمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ). - الختم ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ). - القفـل (أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). وردعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكته سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، فإن زاد زادت حتى يغلف قلبه ، فذلك الران الذي قال الله جل ثناؤه :(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبهمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ، فأخبر صلى الله عليه وسلم إن الذنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها ، وإذا أغلقتها أتاها حين إذن الختم من قبل الله تعالى والطبع ، فلا يكون للإيمان إليها مسلك ولا للكفر عنها مخلص . ورد عن أبي هريرة أنه قال : قال صلى الله عليه وسلم :( إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة سوداء فإن هو نزع وأستغفر وتاب صقل قلبه ، فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فهو الران الذي قال الله تعالى : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبهمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) . تفسير الطبري . قال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ، فأي قلب اشربها نكت فيه نكته سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين ، أبيض مثل الصفا فلا تضره مادامت السماوات والأرض ، والآخر أسود مربادا ، كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ، إلا ما أشرب من هواه ) رواه مسلم . |
|
فما هي الأمراض التي تعتري قلوبنا فتقسيها وتحطمها وتفسدها وتحرمها لذة الرضا بما قسم لنا فاطرنا وبارؤنا جل في علاه ؟؟. إنها نوعان !! :
أ – عضوية كالضغط ، التصلب ،الآلام على إختلافها ، ومعلوم أن علاجها بالعقاقير والأدوية أو بالتدخل الجراحي أحيانا وقد تشفى بإذن ربها تعالى بعد ذلك . ب- معنوي كالحقد ، البغضاء ، الكبر ، الكراهية ، الحسد ،الضيق النفسي ، وهذه علاجها بذكر الله ، وبذكر الله فقط . بل إن هذه الأمراض التي تصيب القلوب وليس لها علاج إلا بذكر الله أخطر بكثير من الأمراض التي لها علاج عند أهل الطب . أيهما أخطر مرض صمام القلب أم النفاق ؟؟ صدقوني النفاق أخطر – الحسد أخطر ، الحقد أخطر....ذلك لأن أمراض القلوب الحسية أقصى ما تفعله أن تذهب بدنياك . أما أمراض القلوب المعنوية ، (كالحسد والنفاق والغل .. ) فتذهب بدنياك وآخرتك . وليكن كلامي هنا عن مرض واحد فقط خطير من هذه الأمراض ألا وهو مرض الحسد. ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، أو قال العشب ) رواه أبو داود . وأي خسارة بعد هذا ؟؟ وأي مكسب بعد ذهاب حسناتك ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء: 89،88). فالحسد مرض نفسي خطير له آثاره السيئة تلحق الحاسد فتؤثر في علاقاته الإجتماعية فتحطمها ويعيش من أبتلي بالحسد ضنك وضيق ما بقي هذا الداء بين جوانحه، ولم يسع في علاجه ، وهو مرض قلبي وعدّه بعض العلماء من الكبائر . ضرره على الحاسد في الدين والدنيا . - ففي الدنيا : يشعل نار البغضاء ، يرفع راية العداوة بين الأقرباء والأصدقاء، يمنع المساعدة والمعاونة بين الحاسد والمحسود ، يقسي قلب الحاسد فيكون شرس الطبع يبغي لغيره السوء ويكره له الخير ، والحاسد ساخط على قضاء الله وقدره ، وهو مبغض لعدل الله وغاش لعباد الله المؤمنين وفوق هذا مشارك لإبليس في حسده لآدم ومعصيته لربه ومع هذا فهو معذب لنفسه ويعيش في هم وغم وغيض وكمد ونغص عيش وضيق صدر الحاسد. ويضر صاحبه لأن الحاسد لا يبقى مسرورا – والعياذ بالله – فهذا (الرجل أو المرأة) كلما رأى نعمة من الله على غيره زاد هما وغما .أنظر إلى إبليس كيف ضره حسده فأخرجه من الجنة ولكن اذاه تعدى إلى غيره وهو أبينا آدم ولحقنا أثره . والحاسد في الغالب تحدث منه معاص كالعدوان على الغير، المخاصمة ، بنشر المصائب والمعائب بالقول والفعل وغيره . يقول المتنبي : إن يحسدوني فوا أسفا حتى من الموت لم أخلو من الحسد - وفي الدين: يضيّع صلاح قلب العبد ويأكل شيئا كثيرا من الحسنات ، ويشغله عن طاعة ربه ويشغل قلب صاحبه عن دعاء ربه ، والتضرع إليه وشكره على نعمه عليه في نفسه وماله وأهله ، ويأكل حسناته كأكل النار الهشيم من الحطب أو العشب . فيا ترى من هو زعيم الحسد ورافع رايته ؟؟!!. إنه " إبليس " !! عليه غضب الله ، فهو أول من عصى ربه به في السماء وبين يدي مولاه قال تعالى :( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) البقرة 34. - فالحسد أول ذنب عصى الله به في السماء !!. فإبليس نشأ في بيئة كلها نعمة وفي جوار مالك النعم ومع ذلك لم يرضى إبليس بحاله وإن كان في نعمة من ربه بل تطاول وإعتز وتكبر ولم يرض بما كتب له ربه فحرم الخير كله وطرد ولعن فلم يتب و يرجع بل عاند وكابر وتوعد بأن يزيل نعمة ربه عن آدم فلا يرضى إلا بمشاركته في الطرد وتقاسم الويل والثبور معه في نار جهنم . - فهو زعيم الحساد بلا منازع ومن حسده طلب أن يبقى إلى يوم البعث في مرتبة زعامته والتفنن في نشر شره لبني آدم إلى قيام الأشهاد فمعركته مستمرة إلى قيام الساعة وأعوانه كثر من الجن والإنس ، قال تعالى : ( قَالَ أَنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) (لأعراف:15) ورخص له في المشاركة في الأموال والأولاد قال تعالى : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً) (الاسراء:64) . - والحمد لله أن استفزازه وجلبه بخيله ورجله ومشاركته ووعده لفئه من جنسه ولهم صله به وسلم منه طائفة من الصالحين كما. قال تعالى : (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) (الحجر:42) قال تعالى : (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (الحجر:40) . قال تعالى : (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) (الاسراء:65) - وو رد عنه صلى الله عليه وسلم : (أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) أو كما قال عليه السلام . فالله المستعان . - أول ذنب عصى الله به في الأرض : قال تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (المائدة:27). - من خصال إليهود :(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (النساء:54) . ماهو الحسد يا ترى ؟؟: الحسد أصله في اللغة : - القشر .. مأخوذ من الحسدل وهو القراد ، فالحسد يقشر القلب كما يقشر القراد الجلد ويمص دمه . - كما أن الحسد صفة المنافق والكافر فالمنافق يحسد . - أما المؤمن فصفته الغبطة . الحسد في الشرع : 1- تمني زوال نعمة الله عز وجل عن الغير أي أن يتمنى أن يوقف الله نعمته عن الآخرين سواء كانت هذه النعم مالا أو جاها أو علما أو غير ذلك. 2- أن تكره النعمة التي أنعم الله بها على غيرك وتحب زوالها ، ولو مكنت منها لأزلتها. قال ابن تيمية: كراهة ما أنعم الله به على الغير وإن لم يتمنى الزوال ، وهذا تعبير من الشيخ دقيق ، فأنت مجرد ما تكره أن الله أنعم على هذا الرجل أو هذه المرأة بنعمة فأنت حاسد. أنظر إلى حسد أهل الكتاب من إليهود والنصارى وكذلك المشركين والذي أخبرنا الله به وفضحهم بنواياهم الخبيثة ، خذ ذلك من كتاب الله تعالى . الآيات : قال تعالى : ( مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (البقرة:105) . قال تعالى : ( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) (القلم:51) قال تعالى : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:109) قال تعالى : ( وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (آل عمران:69) قال تعالى : ( أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً * أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (النساء:54) قال تعالى :( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) (المائدة:28) قال تعالى : ( إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إلى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ) (يوسف:9) وصية ربنا جل في علاه بالتعوذ والإلتجاء إليه من شر كل ذي شر ومنهم إبليس وأعوانه من الحساد . قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (لأعراف:200) قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت:36) قال تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (الفلق:5) ثم يأتي بعد كتاب ربنا سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيحذرنا في جملة من النصائح والإرشادات النبوية ويبين لنا أن الحسد هو داء قديم في أمم قد سبقت فهلكت وأصبحت عظه لنا وعبرة . |
|
الآحاديث:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا) البخاري. 2- ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ) دب اليكم داء الأمم من قبلكم : الحسد والبغضاء ، والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لاحالقة الشعر . والذي نفس محمد بيده لاتؤمنوا حتى تحابوا أولا أونبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه أحمد. 3- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم )إياكم والحسد ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب ) رواه أبو داود . 4- وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( دب اليكم داء الأمم : الحسد والبغضاء وهي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم ؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه الإمام أحمد والترمذي. 5- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لايجتمعان في النار مسلم قتل كافرا ، ثم سدد وقارب ، ولا يجتمعان في جوف مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم ، ولا يجتمعان في قلب عبد الإيمان والحسد ) صحيح النسائي. 6- وعن ضمرة بن ثعلبه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا ) رواته ثقات فما هي دواعي الحسد؟؟!! . 1- بغض المحسود .. فيأسى عليه بفضيلة تظهر أو منقبة تشكر فيثير حسدا قد خامر بغضا وهذا النوع لا يكون عاما وإن كان أضرها لأنه ليس يبغض كل الناس . 2- العداوة والبغضاء .فالحسد ثمرة الحقد والحسد ابن البغضاء . 3- الكبر وسوء الخلق من قبل المنعم عليه ، فهذا مما يسبب تسلط الناس عليه مثال : ( حسد القرشيين لنبينا كيف يكون يتيما ويصبح نبيا ، كيف ينزل عليه القران ليس له جاه فحكى الله عنهم وفضح حسدهم بقوله تعالى :( وقالوا لولا نزل هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم) الزخرف 31. 4- الخوف من فوات المقاصد ( كحسد الضرائر لبعضهن البعض – الأخوة فيما بنهم – التلاميذ فيما بينهم ). 5- أن يظهر من المحسود فضل يعجز عنه فيكره تقدمه فيه ، و إختصاصه به فيثير ذلك حسدا لولاه لكف عنه ، وهذا أوسطها ، لأنه لا يحسد من الأكفاء من دنا ، إنما يختص بحسده من علا ، وقد يمتزج بهذا النوع ضرب من المنافسة ولكنها مع عجز فلذلك صارت حسدا.. يا حاسدا لي على نعمـة أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في حكمه لأنك لم ترض لي ما وهـب فأخزاك ربي بأن زادنـي وســد عليك وجوه الطلب 6- أن يكون في الحاسد شح بالفضائل ، وبخل بالنعم وليست إليه فيمتنع منها ولا بيده فيرفع عنها ، لأنها مواهب قد منحها الله من شاء فيسخط على الله عز وجل في قضائه ويحسد على ما منح من عطائه وإن كانت نعم الله عنده أكثر ومنحه عليه أظهر وهذا النوع من الحسد أعمها وأخبثها ، إذ ليس لصاحبه راحة ، ولا لرضاه غاية ... 7- الجهل بعواقب الحسد . 8- ضعف الإيمان . 9- حب الرئاسة والجاه . 10- شح النفس بالخير على عباد الله . 11- الخوف من سقوط المنزلة إذا ارتفعت مكانة قرنه. 12- ظهور النعمة وتحدث الناس بها ، لهذا يكثر الحسد في القرى أكثر من غيرها ، لأن النعم تبرز وتظهر فيها أكثر من غيرها. مراتب الحسد. ينقسم الناس في الحسد إلى : 1- من يسعى في زوال نعمة المحسود بالبغي عليه بالقول والفعل. 2- من يسعى في نقل تلك النعمة إلى نفسه. 3- من يسعى في إزالة النعمة عن المحسود فقط من غير نقلها إلى نفسه ، وهو أشرها وأخبثها وهذا هو الحسد المذموم المنهي عنه وهو كان ذنب إبليس حين حسد آدم عليه السلام لما رأى أنه قد فاقه على الملائكة بأن( خلقه الله بيده ، وأسجد له ملائكته ، وعلمه أسماء كل شيء ، وأسكنه في جواره) ففتنه حتى أخرجه من الجنة تجانب الحرص ودع عنك الحسد ففيهما الذل وإتعاب الجسد وورد أن إبليس قال لنوح : ( إثنان بهما اهلك بني آدم : "" الحسد "" ، وبالحسد لعنت وجعلت شيطانا رجيما ، ""والحرص "" وبالحرص أبيح آدم الجنة كلها ، فأصبت حاجتي منه بالحرص .. خرجه ابن أبي الدنيا. 4- وقسم آخر من الناس إذا حسد غيره لم يعمل بمقتضى حسده ولم يبغي على المحسود بقول ولا فعل ،أقل إثما من الحسد. 5- قسم إذا حسد لم يتمنى زوال نعمة المحسود بل يسعى في اكتساب مثل فضائله ويتمنى أن يكون مثله . - فإن كانت الفضائل دنيوية فلا خير في ذلك . كما قال الذين يريدون الحياة الدنيا :(يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ) القصص 79 - وإن كانت فضائل دينية فهو حسن . فقد تمنى الرسول – صلى الله عليه وسلم – الشهادة في سبيل الله أو كما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين : (رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقض بها ويعلمها بين الناس ) رواه البخاري ، وهذا هو حسد الغبطة وسمي حسدا من باب الاستعارة. 6- قسم إذا وجد من نفسه الحسد سعى في إزالته وفي الإحسان إلى المحسود بإسناد الإحسان إليه والدعاء له ونشر فضائله حتى يكون له محبة في قلبه وحتى يكون أخوه المسلم خير منه وأفضل وهذا من أعلى درجات الإيمان وصاحبه هو المؤمن الكامل( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) رواه البخاري ومسلم . 7-قسم يتمنى أن يفوق غيره – فهذا جائز وليس حسد . 8- قسم يكره نعمة الله عز وجل على غيره ولكن لا يسعى في تنزيل رتبة الذي أنعم عليه الله عز و جل ومع مدافعة الحسد ، فهذا لا يضره ولكن غيره أكمل منه . بعض الآثار وأقوال العلماء الواردة في الحسد. 1- قال عمر بن الخطاب : ( ما كانت نعمة الله على أحد إلا وجه لها حاسد). 2- قال معاوية: ( ليس في خصال الشر أعدل من الحسد يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود ) ، وقال أيضا : (كل استطيع أن أرضيه إلا الحاسد فلا يرضيه إلا زوال نعمة الله عني ) . 3- قال ابن المعتز : ( الحسد داء الجسد ). 4- وقال آخر : ( يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك ). 5- قال عبد الحميد الكاتب: ( الحسود كساقي السم ، فإن سرى سمه زال همه ). 6- وقال أيضا : ( أسد تقاربه ، خير من حسود تراقبه ). الفرق بين الحسد و البخل. البخل والحسد مشتركان في أن صاحبهما يريد منع النعمة عن الغير ، ثم يتميز البخيل بعدم الدفع لذي نعمة شيئا ، والحاسد يتمنى ألا يعطى أحد سواه شيئا. الفرق بين الحسد والغبطة . تمني الإنسان أن يكون له من الذي لغيره من غير إرادة إذهاب ما لغيره ، أما الحسد فهو إرادة زوال نعمة الغير ، الغبطة صفة المؤمن ، والحسد صفة المنافق . الفرق بين الحسد والمنافسة . المنافسة طلب التشبه بالأفاضل من غير إدخال ضرر عليهم ، الحسد مصروف لأن غايته أن يعدم الأفاضل فضلهم من غير أن يصير الفضل له . القصص . ما رواه النسائي وابن ماجة أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة ، فما لبث أن لبط به فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلا صريعا فقال : من تتهمون؟ قالوا عامر بن ربيعة ‘ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ) ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخله إزاره وأمره أن يصب عليه وفي لفظ يكفأ الإناء من خلفه . 1- كان رجل يغشى الملوك فيقوم بحذاء الملك فيقول: أحسن إلى المحسن بإحسانه ، فإن المسيء سيكفيكه إساءته . فحسده رجل على ذلك المقام والكلام فسعى به إلى الملك فقال : إن هذا الذي يقوم بحذائك ويقول ما يقول زعم أن الملك أبخر ، فقال الملك وكيف يصح ذلك عندي ؟ قال : تدعوه إليك ، فإنه إذا دنا منك وضع يده على أنفه لئلا يشم ريح البخر ، فقال أنصرف حتى أنظر . فخرج من عند الملك فدعا الرجل إلى منزله فأطعمه طعاما فيه ثوم فخرج الرجل من عنده وقام بحذاء الملك على عادته فقال : أحسن إلى المحسن بإحسانه فإن المسيء سيكفيكه إساءته ، فقال له الملك : أدن مني ، فدنا منه فوضع يده على فيه مخافة أن يشم الملك منه رائحة الثوم ، فقال الملك في نفسه : ما أرى فلانا إلا قد صدق !! قال : وكان الملك لا يكتب بخطه إلا صلة أو جائزة ، فكتب له كتابا بخطه إلى عامل من عماله : إذا أتاك حامل كتابي هذا فاذبحه وأسلخه واحش جلده تبنا وابعث به إليّ .. فأخذ الكتاب وخرج فلقيه الرجل الذي سعى به فقال : ما هذا الكتاب ؟؟ فقال : خط الملك لي بصلة ، قال هبه لي ، قال: هو لك . فأخذه ومضى به إلى العامل ، فقال العامل : في كتابك أن أذبحك وأسلخك ، قال إن الكتاب ليس لي فالله الله في أمري حتى تراجع الملك ، فقال العامل : ليس لكتاب الملك مراجعة ، فذبحه وسلخه وحشا جلده تبنا وبعث به ، ثم عاد الرجل إلى الملك كعادته ، وقال مثل قوله . فعجب الملك وقال : ما فعل الكتاب ؟ فقال الرجل : لقيني فلان فاستوهبه مني فوهبته له ، قال الملك : إنه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر ، قال ما قلت ذلك !! قال الملك : فلم وضعت يدك على فيك ؟؟ قال : لأنه أطعمني طعاما فيه ثوم فكرهت أن تشمه ، قال الملك : صدقت ، ارجع إلى مكانك فقد كفى المسئ إساءته. 2- كان هناك رجل وكان له جار لديه مالا كثيرا فحسده على ما وهبه الله من ذلك المال ، ففكر كيف يزول هذا المال ؟؟ فذهب إلى رجل حاسد صاحب عين فطلب منه رؤية مال جاره ليتسبب في زواله ، فقال له انظر إلى مال جاري هذا يملاْ هذه الأودية ، ولحسن الحظ كان بصره ضعيف ، فقال الرجل العائن لذلك الرجل أولك من قوة النظر ما ترى به هذه الأنعام في هذه الأودية ؟؟ فأصيب بالعمى، قال الشاعر: ( لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله) 3- سمع حاسد صوت شخيب لبن بقرة جاره وهو يحلبها من خلف الباب ، فطرق عليه بابه ففتح له وبادره هذا الحاسد بالسؤال أي البقرتين كنت تحلب ؟؟ فقال الرجل كلتيهما . فماتتا البقرتان كلتاهما . 4- خرج رجل أعمى مع قائده ينتظر قدوم مسافر وطلب من الذي يبصر أن يرى القادم فذكر له أنه يراه من بعيد فقال هنئيا لك هذا البصر فرجعا وهما يقودهما آخر. |
|
أضرار الحسد.
1- سخط الله على الحاسد. 2- الحاسد يفارق الأنبياء والصالحين في الآخرة . 3- مشارك لإبليس والكفار . 4- ينتفي عنه كمال الإيمان . 5- ممقوتا من الناس في مجالسهم العامة والخاصة لا يحبونه ولا يظهروا أمامه نعمة . 6- يقع في الغل والحقد والبغي والكذب و الإفتراء والنميمة والإستهزاء بالمحسود. 7- الكمد والغيض الذي لايفارقه . قال الشاعر : ( اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله) ( فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ) الوقاية من الحسد قبل وقوعه. - التحصن بالأذكار ( الفاتحة – آية الكرسي – المعوذات وبعض الأذكار الواردة خلال اليوم من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. - ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال :( من رأى شيئا فأعجبه فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره ). - ستر محاسن من يخشى عليه العين . - وللوقاية من حسد الجن وعورات بني آدم فقد روي عن انس ان النبيصلى الله عليه وسلم قال : ( ستر مابين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه :( باسم الله الذي لا إله إلا هو ) رواه ابن السني . - و قالصلى الله عليه وسلم : (ستر مابين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول باسم الله ) رواه أحمد. علاج الحسد. 1- ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( قيل يا رسول الله أي الناس افضل ؟ قال : ( كل مخموم القلب صدوق اللسان ، قالوا : صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : هو التقي النقي ، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد) رواه ابن ماجة. 2- الرضا بقضاء الله وقدره ( ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس ). 3- علمنا نبينا أن ننظر في أمور الدنيا إلى من هو دوننا وأمور الآخر لمن هو فوقنا. 4- تذكر الموت قال أبوالدرداء:(ما أكثر أحد من ذكر الموت إلا قل فرحه وقل حسده ). 5- تفكر فإن الدنيا كالحية ناعم جلدها قاتل سمها. 6- زيارات المستشفيات ( صدرية – نفسية – عنايات مركزة الخ...) لتستشعر ما أنعم به ربك عليك من سلامة رئتيك لتتنفس بيسر وسهولة ، وغير يكابد شبح الهلاك لكي يعيش ولكن بذلك الهواء الإصطناعي (الأوكسجين) فترى ذلك الجسم النحل ، تكاد تنكره ، لولا ذلك العقل الذي يخاطبك . على النقيض من ذلك ترى تلك الأجسام المفعمة بالصحة والخالية من العقول ، وأنت تتمتع بنعمة العقل وغيرك لا يدرك ما يصنع في حياته ويتصرف بلا وعي ولا إدراك ، بل لابد له ممن يقوم على رعايته والعناية به و إلا آذى نفسه ومن حوله دون أن يشعر أو يعيش في وضع نفسي تعيس يتجرع مرارة الإكتئاب والضيق النفسي ، وإذا لم يكسر حدة نفسك هذه المناظر ، فاذهب إلى تلك العنايات المركزة لترى تلك الأجساد البالية تنتظر خروج الروح بين لحظة وأخرى على نغمات تلك الأجهزة لتستوحي ما عسى أن يقدر الله لها من حياة أو موت ، فتقف مدهوشا متعجبا لتسمع وترى تلك الأشكال وهي في صعود وانخفاض ثم ذلك التوقف المفاجيء ليعلن رحيل تلك الروح بعد هذا المنظر الرهيب ، ألم يكسر حدة نفسك في حسد الآخرين . 7- يجب عليك كلما رأيت أخاك في نعمة أن تقول ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ). 8- لا تغفل عن تحصين نفسك بالأذكار الواردة عن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. 9- الإحسان إلى الحاسد ما أستطعت . 10- أخذ النفس باللوم وقهرها بالندم حتى يحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه. 11- خشية الله وتخويفها ، عندما يطلق لنفسه العنان في تمني زوال نعمة الغير . 12- أن يكون دائم الذكر لله عز وجل حتى يعينه على كبح جماح نفسه . 13- أن يحرص ألا يؤذي أحدا بحسده مهما كان حاله . 14- إذا لم يستطع فليهجر البيئة و الصحبة التي تغريه بالإيذاء وتنفخ فيه أسباب الداء فالحسد داء عضال يجب الحرص في البعد عن أسبابه ومسبباته. |
|
الحاسد يعالج نفسه بأمور هي له حسم إن صادفها عزم .
1- إتباع الدين في اجتناب الحسد وقد قيل ( اتخذ طاعة الله تجارة ، تأتيك الأرباح من غير تجارة ). 2- أن يدرك أنه بحسده معترض على قضاء الله وقدره ، وناقم على ربه فيما قسم . قال الشاعر: كم جاهل يملك دورا وقرى وعالم يسكن بيتاً بالكـــرى لمـــا قرأنا قوله سبحانه نحن قسمنا بينهم ، زال المرا 3- أنه قد خرج من وصف المؤمنين بعدم حبه لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه. 4- أنه تشبه بإبليس وبالكافرين عموما لأنهم لا يحبون الخير للمؤمنين . 5- أن يستحضر أنه مبارز لله لأنه بحسده معادي مؤمنا والمؤمن من أولياء الله. 6- على الحاسد أن يرحم نفسه من آثار الغم والهم ودوام النكد والكمد بل ربما قتله حسده .. ( لله در الحسد ما أعدله بدا بصاحبه فقتله ). 7- أن يعلم أن الرافع الخافض هو الله وحده ولا مكره له ولا معقب لحكمه سبحانه. 8- أنه إذا حسد فلن يضر محسودة بل ربما انتفع المحسود خاصة إذا خاض في عرضه وأكثر من غيبته . 9- أن يعلم أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها و اجلها. 10- أن يشغل نفسه بما يعود عليه بالنفع من ذكر وعباده . 11- أن يتذكر عذاب الآخرة . 12- مجاهدة النفس على ترك الحسد . 13- الحرص على تقوى الله تعالى والمحافظة على الرقية الشرعية . 14- أن يحفظ أوامر الله قال تعالى : ( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران:120) ، قال صلى الله عليه وسلم (أحفظ الله يحفظك ) . 15- التوبة ، والرجوع إلى الله تعالى ، والتمسك بدينه في آدابه ، واتباع هدي نبيه و المحافظة على سنته قولا وعملا وإتباعا ما بقي حيا . 16- العقل الذي يستقبح من آثار الحسد ما لا يرضاه. 17- أن يستدفع ضرره ويتوقى أثره ، بمجاهدة نفسه في اجتنابه. قول ابن القيم في علاج الحسد يندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب : o التعوذ بالله من شره والتحصن به واللجوء إليه . o تقوى الله وحفظه عند نهيه وأمره فمن اتقى الله تولى حفظه ولم يكله إلى غيره. o الصبر على عدوه وأن لا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه أصلا،فما يضر عدوه الحاسد بمثل الصبر عليه . o التوكل على الله فمن توكل على الله فهو حسبه . o فراغ القلب من الإشتغال به والفكر فيه ويمحوه من باله كلما خطر له فلا يلتفت إليه ولا يخافه ولا يملأ قلبه بالتفكر فيه . o الإقبال على الله والإخلاص له وجعل محبته تشغل قلبه عن محسوده. o تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه من الحساد وغيرهم . o الصدقة والإحسان ما أمكنه فإن لذلك تأثيرا عجيبا في دفع البلاء ودفع العين وشر الحسد فلم يحرس العبد بمثل شكر نعم الله عليه ولم يعرضها للزوال بمثل المعاصي . o إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ازددت إليه إحسانا وله نصيحة ، وعليه شفقة قال تعالى : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ، وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) فصلت 34. o والجامع لذلك كله وعليه مدار هذه الأسباب هو التوحيد وأنها لاتضر ولا تنفع إلا بإذن الله تعالى : ( إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلاراد لفضله ) يونس 107 و أخيرا إذا ابتليت بنظرة حاسد فعليك بالعلاج بالرقية الشرعية وإياك واللجوء إلى الكهنة والعرافين والدجالين( كالإعتقاد في الخرز الأزرق ، أو تعليق التمائم الشركية ، أو تعليق الأحذية في السيارة أو البيت بزعم دفع الحسد ، وغير ذلك من الأمور، واجعل ناصيتك بيد الله ورجائك في الشفاء من ربك دون سواه وعليك بما ورد في شرعه والأخذ بالأسباب بمراجعة الرقى الشرعية المأخوذه من كتاب الله عز وجل ، وسنة نبيهصلى الله عليه وسلم المختصرة في بعض الكتب المتخصصة في هذا المجال . بعض الرقى الشرعية - تقرأ الفاتحة وتنفث في يديك وتمسح بها ما استطعت من جسدك . - تقرأ المعوذات ( الإخلاص ، الفلق ، الناس ) وتنفث في يديك وتمسح بها ما استطعت من جسدك . - تقرأ آية الكرسي وبخاصة في الصباح وعند النوم لتتحصن بها من الشيطان. - وهناك آيات كثيرة يجب الإطلاع عليها من خلال الكتب المتخصصة في الرقى من كتاب الله تعالى. أما سنة نبينا النبي صلى الله عليه وسلم فمنها قوله : (لا رقية إلا من عين أو حمة ) وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول :( باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك). - رقية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ( بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، باسم الله أرقيك والله يشفيك ) مسلم. - تعويذ الرسول صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين بقوله( أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)البخاري. - وورد أمره لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عندما شكى له وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال لهصلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: ( بسم الله ثلاث مرات ) : ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) أخرجه مسلم . - للمريض أن يقرأ على نفسه الفاتحة وقل هو الله أحد والمعوذتين وينفث في يده ويمسح بها وجهه وما استطاع من جسده. 2- غسالة الحاسد ( وضوءه أو ما بقي من فضلة له ونحو ذلك ). 3- إذا عرفته مره أن يغتسل أو يتوضأ ، ثم أغتسل أو أغسل المنظور بفضلة غسالة مائه بعد ذلك مع الإعتقاد بأن الشفاء بيد الله جل وعلا . 4- إذا كنت محرج من طلب الإغتسال فحاول أن تقدم له خدمة كأن تقول له أنت ضيفي وسأوضوءك بنفسي في مجلسك في إناء ثم تأخذ وضوئه وتغسل به المنظور. فلك في الصبر عزاء وفي البلاء جلاء وتمحيص للذنوب والخطايا ومضاعفة لثوابك وأجرك قال تعالى : ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبهمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابهمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (الحج:35) قال تعالى : (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (لقمان:17) التوكل على الله و العلم اليقيني أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وان هذا بقدر الله سبحانه وهو مكتوب عليك وعلى غيرك في هذا الكون الفسيح فالأمر مفروغ منه رفعت الأقلام وجفت الصحف . قال تعالى : (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأرض وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد:22) و قال تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبه وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (التغابن:11) اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن القين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا أبدا ما أبقيتنا واجعله الوارث منا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا . . للهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخط . اللهم أنفع بهذه الكلمات ، وأمح بها عظيم السيئات ، وضاعف بها صغائر الحسنات ، لكاتبها وقارئها ومن حملها ونشرها وأوصى بقرائتها .. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه ومن أقتفى أثره إلى يوم الدين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وكتبه عبد الله السعدي الزهراني |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
موسوعة الحديث النبوي الصحيحة | محمدالعاصمي | المنتدى الإسلامي | 8 | 2010-02-11 9:22 PM |
هيئة نوم اصحاب الكهف والعلم الحديث.......... | سارة2008 | رياض القرآن | 9 | 2009-02-19 6:22 AM |
الهدي النبوي في التعطر | يمامة الوادي | المنتدى الإسلامي | 3 | 2007-01-19 7:55 AM |
سبحان الله ! الهدى النبوى فى تسويك اللسان | fateh | المنتدى العام | 10 | 2006-08-23 6:41 PM |