[غيوم ممطره]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



التصاحب"الترافق" الحسي "Synesthesia"


هل تساءلت من قبل عن "شكل" يوم الأربعاء، على سبيل المثال، و"مذاقه" و"لونه"؟ما هو لون الرقم تسعة؟ ما هو طعم كلمة “السرير”؟
نعم أنا أقصد المعنى الحرفيّ للسؤال ولستُ بصدد إجابته فلسفيًا،ولعلك تتساءل ما كلّ هذه الأسئلة الغريبة، وهل فعلًا هناك من يعرف إجابة كلّ تلك الأسئلة؟
إذا كانت الإجابة عن أي من هذه الأسئلة بنعم، فقد تكون أحد الأشخاص القلائل الذين لديهم حالة"التصاحب"الترافق"الترافق الحسي",,
اذن الجواب في كلمة واحدة: Synesthesia!,,
ومن هنا نقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن أطباء مخ وأعصاب بريطانيين أعراضها وأسبابها وتأثيرها علي حياتنا.

ما هو التصاحب"الترافق" الحسي Synesthesia؟
التصاحب الحسي أو ترافق الحس Synesthesia ،هو حالة نادرة،وهو اتحاد تلقائي ولا إرادي للحواس، وهي حالة عصبية تتمثل بالمزج بين الحواس المختلفة (السمع والبصر والتذوق)، وعند تحفيز إحدى الحواس ينتج تأثير متوقع بحاسة أخرى غيرها.، بحيث بالإمكان أن ترتبط الألوان بالحروف والأرقام، وأن ترتبط الرائحة والمذاق بالموسيقى، وأن يرتبط الملمس بالبصر، وإحدى أكثر الطرق شيوعا التي يتجلى فيها هذا هو قيام الأشخاص بربط أشياء شائعة، مثل الأرقام والأشهر وأيام الأسبوع، باستخدام الألوان، على سبيل المثال،يمكن لمن لديه تلك الحالة أن يسمع الألوان ويشعر بالأصوات أو يتذوق الأشكال
مثال(شهر يوليو/تموز هو الأزرق الداكن ورقم ٣ هو اللون الأصفر).

أحيانًا يكون هذا الشعور شخصيًا فقط. معظم من لديهم تلك الحالة تمت ولادتهم بها، لذا فهم لا يدركون الاختلاف لديهم، ومع ذلك عند إخبارهم للناس بما يمرون به يتم النظر إليهم كالمجانين أو المهلوسين. يمد التشخيص بالترافق الحسي المرء بالارتياح في تلك المواقف. كن على دراية أنه لا يوجد اتفاق بين الأطباء على أن تلك الحالة متواجدة وحقيقية بالفعل، كما أن بعضهم قد لا يعتبرها حالة فعلية.
ويتميز كل شخص لديه الحالة بتصورات مختلفة، فهناك ما يقرب من ٦٠ نوعا من الحالة، لذلك قد يرى شخص ما يوم الثلاثاء باللون الأحمر بينما يعتقد الآخر أنه أبيض، أو مثلا تذوق الأصوات، وسماع الألوان، وعزو الشخصيات إلى الأرقام، وفي بعض الحالات الشعور بالألم الجسدي لشخص آخر،وعلى لالأرجح أن من يعانون منها لا يتم تشخيصهم طبيًا بالإصابة بمرض معين أو يفترضون أن الآخرين يرون العالم مثلهم تمامًا. لا أحد يعلم كم من الناس لديه تلك الحالة. وقد لا يدرك العديد من الأشخاص الذين يمتلكون تلك الحالة أنها لديهم.

ما أسبابها؟
السبب الدقيق للحالة غير معروف، لكن الأبحاث تدعي أنه يحدث عندما تتشابك مناطق الدماغ التي تكون بجانب بعضها البعض، والشكل الأكثر شيوعا من الحالة عندما يربط الناس بين الكلمات والألوان، وفي هذه الحالات قد تكون مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة اللغة واللون، والتي هي بجانب بعضها البعض قد اندمجت قليلا.
وفي الآونة الأخيرة، ربطت الدراسات الحالة ببعض الجينات، ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأنها قد تكون وراثية.

كيف تؤثر على حياة شخص ما؟
-يعتبر العديد ممن لديهم تلك الحالة بأنها هدية ونعمة وليست نقمة، لأنها تمكنهم من رؤية العالم بطرق غير عادية يمكن أن تعزز الإبداع والملكات الفكرية.
-ليس من الضروري أن تؤثر تلك الحالة على المصابين بها بدنيًا.
- إذا رأيت الألوان في الهواء أو شممت أو سمعت وشعرت بالأشياء فلديك ترافق حسي هوائي، وهي صورة أكثر ندرة من الترافق الحسي المرتبط، وهي أول ما يعتقد الناس أنك تشير إليه إذا حدثتهم عن تلك الحالة.
-بعض من لديهم تلك الحالة يسمعون ويشمون ويتذوقون أو يشعرون بالألم في الألوان،[٢]والبعض الآخر يمكنهم تذوق الأشكال أو ربط الحروف المكتوبة والكلمات بألوان مختلفة، على سبيل المثال قد يرون حرف الباء باللون الأحمر وحرف الجيم بالأصفر عندما يقرؤون.
-بعض أنواع الترافق الحسي يتم فيها رؤية مفاهيم مجردة كأشكال أو وحدات زمنية أو معادلات رياضية تطفو في الفراغ خارج الجسم، ويطلق على ذلك "الترافق الحسي المفاهيمي".

عوامل التعرض للإصابة بالتصاحب أو الترافق الحسي:
طبقًا لبحث تم إجراؤه بالولايات المتحدة، توجد بعض العوامل التي ترتبط بشكلٍ كبير بالترافق الحسي، على سبيل المثال تنتشر تلك الحالة بين النساء أكثر من الرجال بثلاث أضعاف في الولايات المتحدة،ومعظم من لديهم تلك الحالة يستخدمون يدهم اليسرى دائمًا وتوجد نسبة 40% أن يصاب أحد أقربائهم بنفس الحالة.

هل يمكن إيقافها؟
هي حالة عصبية تلقائية ولا يمكن إيقافها، وكشفت دراسة في جامعة كامبردج أن أصحاب الحالة لا يرغبون في التخلص منها، لأنها بالنسبة لهم تجربة طبيعية، وبالتالي فأي محاولات لسحب ذلك منهم يجعلهم يشعرون بأنهم محرومون من أحد أحاسيسهم.تحدّث بعض من لديهم هذا التصاحب الحسي،إن تجاربهم مبهجة وأحيانًا عادية جدًا، لكن في حالات نادرة قد يكون الأمر مرهقًا حسيًّا.
كما أنه لا يتماثل شخصان مصابان بالتصاحب"الترافق" الحسي في أحاسيسهم أبدًا.

لا تخلط بين التصاحب "الترافق" الحسي والهلوسات:
عندما يتحدث أحدهم عما يشعر به من ترافق حسي يفترض الآخرون أنه سكران أو يهلوس، وما يميز الترافق الحسي الحقيقي عن الهلوسات أنه متكرر ومتوقع، لا خياليًا أو عشوائيًا.
على سبيل المثال إذا تذوقت طعم الفراولة عند سماعك لأغنية معينة فيجب على المرء أن يشعر بالحاسة الأخرى (طعم الفراولة) بطريقة متوقعة حتى يتم اعتباره مصابًا بتلك الحالة. لا يشترط أن يكون الارتباط متبادلًا دائمًا.
يتم مضايقة من لديهم الترافق الحسي والسخرية منهم دائمًا (مع بداية الطفولة بالذات) لوصفهم لأحاسيس لا يشعر بها الآخرون.


********************
مما قرأت.

[الوتين1]

بارك الله فيك ..