لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
اكتشف قدراتك.. بالعودة إلى الله
هاني رمضان للتوبة دور أساسي في تنمية قدرات المرء ومهاراته، واكتشاف ملكاته الفكرية وطاقاته الكامنة. ولعل البعض يتساءل: كيف؟!! فأقول وبالله التوفيق: إن لكل إنسان طبيعي طموحات وآمالا وغايات، وقدرات ومهارات، وغالبا ما يحول بينه وبين تحقيقها -ما لم تكن هناك عوائق خارج إرادته- الهمة الضعيفة، والغفلة، وامتهان الذات. وكلها أعراض تنشأ من اقتراف الذنوب والآثام، واجتراح السيئات، وما يلي ذلك من شعور بالذنب أحيانا، أو اليأس والإحباط أحيانا أخرى. وإذا نظرنا إلى ما يطمح إليه كثير من الناس في هذه الأيام، من جمع الأموال، وتوسيع التجارات، وشراء أحدث السلع والأثاثات، لوجدنا كلمة "رزق" هي الوعاء المناسب لها ولغيرها من الطموحات والمبتغيات البشرية، فهي كلمة جامعة لكل خير يتمناه الإنسان ويمن الله به عليه من مال، أو ولد، أو علم، أو صحة، أو عمل... إلخ. وإذا تأملنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه" (رواه أحمد) لأدركنا تماما ما للذنوب والآثام من أثر بالغ في حرمان المسلم من كل خير يسعى لتحصيله، ولأدركنا حاجتنا الملحة للتوبة والاستغفار. لذا علينا جميعا أن نتفكر في معنى التوبة بمفهومها الشامل والصحيح، وذلك بعد إخلاص النية لله وحده أولا، ولنعلم أن التوبة سبيل للفلاح والنجاح، والتقدم على كل الأصعدة. والتوبة كذلك عبادة لله، لا يغفل عنها المؤمنون الصالحون، فهي ليست للمذنبين والعصاة فقط، بل هي أيضا للمؤمنين والصالحين لعلهم يبلغوا سبل الفلاح، وهذا مصداقا لقوله عز وجل في سورة النور: "وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون". فتش عن ملكاتك ومواهبك تحت ركام الغفلة والذنوب هناك العديد من المواهب والمهارات، والملكات والخبرات التي نقوم بدفنها -بأيدينا- تحت ذلك الركام من الغفلة والذنوب، ولا نلقي لها بالا. فللذنوب آثار سلبية على نفسية الفرد، تجعله في حالة من الإحباط واليأس، ويعزى ظهور هذه الحالة إلى الشعور بالذنب الذي يتولد عند الفرد بعد اقتراف الذنب، مما يجعله في حالة شعورية لا يستطيع معها إنجاز مهامه وأعماله على نحو من النشاط والحيوية والإتقان. إذا فالتوبة قد تكون بداية لتفجير هذه الطاقات الكامنة في النفس، وبداية انطلاق نحو آفاق أرحب للتقدم والتنمية والازدهار، ولكن كم يغفل عنها المسلمون؟!! التوبة مفتاح النجاح في كل المجالات والعلاقات دعونا نتفق بداية أن التوبة مفتاح النجاح في كل شيء، بدءا من القدرة على التخطيط السليم، ومرورا باتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وانتهاء بتحقيق الخطط والأهداف بعد توفيق الله سبحانه. فالتائب غالبا ما يشعر بنوع من الراحة والرضا، ويكون في حالة من التوافق النفسي والروحي يجد معها طمأنينة في النفس وقوة في البدن، ويكون مرد ذلك غالبا إلى الصحة النفسية الناشئة، وحينئذ يسهل عليه التفكير بصفاء نفس، وجلاء فهم، ونور بصيرة. فمع بداية التوبة يبدأ الإنسان صفحة جديدة مع نفسه ومع الآخرين، فتتجدد العهود وتعلو الهمم في كل الأمور والأعمال، وحينئذ يجد التائب نفسه وثابة طموحة، مشرقة متفائلة، تبذل كل ما لديها من جهد، وتخرج كل ما لديها من طاقات، وتتفجر ينابيع الخير بداخلها، وتفيض بالخير على من حولها؛ الزوج والأولاد، والأهل والأصحاب. وقد أدرك ابن عباس -رضي الله عنه- جملة من الفوائد في هذا الصدد حينما قال: "إن للحسنة نورا في القلب، وزينة في الوجه، وقوة في البدن، ورحبة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة ظلمة في القلب، وشَيْنا في الوجه، ووهَنا في البدن، ونقصا في الرزق، وبَغْضة في قلوب الخلق". فالمرء يفقد حيويته ونشاطه، وقوته وإقدامه حال كونه عاصيا، أو بعد المعصية، أو عند مجرد شعوره بأنه مذنب. وهذا الشعور بالذنب يقعده عن إنجاز المهام والتكاليف على النحو المطلوب، ويتيح للشيطان فرصة كبيرة للنيل من همته وعزيمته؛ فيتمادى المرء في غفلته فتهدر طاقاته وتضيع أوقاته فيما لا يفيد. وعلى الجانب الآخر فإن إخلاص التوبة لله تعالى يفتح الله بها على عباده أبواب الخيرات، وييسر لهم كل عسير، ويقضي لهم كل حاجة، وذلك مصداقا لقوله تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله"، وكذلك قوله سبحانه: "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا"، وقوله تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب". وأما على المستوى العام، مستوى الأمة والمجتمع، فالتوبة لها دور أساسي في بناء المجتمعات والبلدان، فهي سبيل الرقي والتقدم، وهي طريق الأمة كلها نحو الريادة. فكما أنها سبب يمنع الله بها -برحمته وفضله- عن الناس عقابه وعذابه، ولنا في قصة يونس عليه السلام العبرة والعظة، فقد قال الله فيهم: "فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين" (سورة يونس)، فهي أيضا -مع الإيمان والتقوى- سبب في فتح الله على عباده كل أبواب الخير والبركة والعطاء، كما في قوله تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا، ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا"، وكذلك قوله تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض..." الآية. ويمكننا كذلك فهم هذه الآيات الكريمات في إطار أوسع، إذا ما تأملنا قوله تعالى: "(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ). يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: أَيْ مَهْمَا أَصَابَكُمْ أَيّهَا النَّاس مِنْ الْمَصَائِب فَإِنَّمَا هِيَ عَنْ سَيِّئَات تَقَدَّمَتْ لَكُمْ "وَيَعْفُو عَنْ كَثِير" أَيْ مِنْ السَّيِّئَات فلا يُجَازِيكُمْ عَلَيْهَا بَلْ يَعْفُو عَنْهَا. انتهى كلامه رحمه الله. فكم من خير نستطيع أن نصل إليه -بفضل الله ورحمته- جزاء هذا الاستغفار وهذه التوبة. إذا أردت التغيير فحقق شروطه |
|
وقبل البدء في سرد الخطوات العملية للتوبة، تجدر الإشارة هنا إلى "شروط التغيير"، وهي كما ذكرها الدكتور صلاح الراشد في إحدى محاضراته على النحو التالي:
1- الرغبة 2- المعرفة 3- التطبيق أولا- الرغبة: هي الرغبة الحقيقة في التغيير، فهناك كثيرون يقولون إنهم يريدون أن يتغيروا ولكن في قرارة أو أعماق أنفسهم هم لا يريدون ذلك، وهذا المعنى عميق. ثانيا- معرفة كيفية التغيير: التطبيق ينبغي أن يكون مبنيا على معلومات صحيحة. ثالثا- التطبيق: هناك أناس يريدون أن يتغيروا وهم يعرفون كيف يتغيرون، لكنهم لا يطبقون، فهم لا يتغيرون. فالتطبيق فقط هو الذي يأتي بالنتائج، فهناك أناس يحسنون الكلام لكنهم لا يحسنون التطبيق، والتطبيق بإصرار وعزيمة بعد معرفة الطريق الصحيح هو الذي يأتي بالنتائج المرجوة. انتهى كلامه حفظه الله. مثال عملي للانطلاق إن التوبة الصادقة تفتح أمام المرء أبوابا كثيرة للخير، وتفتح عينيه على أبواب للخير لم يكن يراها من قبل، ولهذا فعليك أن تعيد النظر في علاقاتك بما حولك من محيطات، ولتنظر كيف تفيد من هذه المحيطات، وكيف توظفها لخيرك ولخير الناس من حولك؟ انظر مثلا إلى الجمعيات الخيرية في محيطك، هل فكرت يوما في العمل التطوعي ومساعدة الآخرين من خلالها؟ هل فكرت في السعي لقضاء حوائج الناس في مجتمعك؟ ابحث عن هذه المؤسسات وعن هؤلاء الناس، وبادر بالعمل معهم؛ فستجد من خلالهم أبوابا للخير كثيرة بإذن الله. فهذا مريض قد تساعد في توفير العلاج المجاني له، وهذا طالب قد تشرح له بعض المواد الدراسية التي تجيدها، وهذا يتيم يحتاج إلى من يكفله، أو حتى مجرد من يسأل عنه أو يصاحبه، أو يصحبه في نزهة كما يفعل معظم الآباء مع أبنائهم، أو يعلمه سورة من القرآن، أو يساعده في شراء بعض مستلزماته الدراسية أو المعيشية، وغير ذلك الكثير من أبواب العطاء المعنوي والمادي. فلن تعدم العطاء وطالبوه كثر في مجتمعاتنا. فابدأ من الآن ولا تتردد، ودع عنك سوف وأخواتها، فالتسويف فيروس قاتل لكل خير، مانع لكل بر، محبط لكل عزيمة، ولا وقاية منه -بعد فضل الله- إلا بالعزم والمضاء، ولله در من قال: إذا هبت رياحُكَ فاغتنمها *** فإن لكلِّ خافقةٍ سكون ومن قال: إذا كنت ذا رَأي فكن ذا عزيمةٍ *** فإن فساد الرأي أن تتردد الخطوات العملية المقترحة ونبدأ الآن بعرض أهم الخطوات العملية التي يمكن الاستفادة منها: 1- إعلان التوبة من كل ذنب كبير أو صغير، وعقد النية على عدم العودة إلى المعاصي أبدا، وإرجاع الحقوق إلى أهلها ما استطعت إلى ذلك سبيلا. 2 - إن غلبتك نفسك الأمارة بالسوء يوما فأذنبت فتب من فورك، وأعلمها أنك ما زلت على العهد، ولا تمل من التوبة مهما تكن الذنوب، ولا تنس أن "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، و"إن الله لا يمل حتى تملوا". 3- تذكر دائما وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز". 4- حدد المجالات التي تستطيع أن تكتشف نفسك فيها، سل نفسك كم مهارة تجيدها، وتريد العمل على تنميتها، ثم لتضع ترتيبا لهذه المجالات أو المهارات حسب أولوية كل منها عندك. 5- ضع الأهداف والوسائل اللازمة لتحقيقها، وكذلك الجدول الزمني المناسب لها. 6- التخطيط السليم مع تنظيم الوقت وتوزيع الأعمال على مدار اليوم منذ بدايته، وذلك لكي لا تدع أمامك مجالا للغفلة والذنوب، فكما يقول العلماء: "إن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل". وأخيرا.. إذا أردت لنفسك الهمة العالية ولبدنك القوة والنشاط ولمجتمعك التطور والنماء ولإسلامك الحضارة والارتقاء ولأمتك الريادة والصدارة؛ فعليك بالتوبة الصادقة الآن. إسلام أون لاين |
اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين
بارك الله بك اختي يمامة الوادي
|
|
|
يتسائلُوُن كيفَ يتُوبُون
الكثِيِرُ مِن أهلِ المعاصِي و الكبائِر غلبت عليهِم شِقوتُهُم وسقطتَ تِلكَ الهِممُ العالِيةِ والقاماتُ الشامِخةُ, سقطت ومُرغَت تحتَ أرجُلِ ذنبٍ ومعصِيةٍ اعتادُوا عليهَا وأدمنُوُهَا, تلذذوا بحلاوةِ جُرمِهَا وزينَ لهمُ الشيطانُ قُبحهَا وحقارتُهَا. فعمِيتُ الأبصارُ والبصِيِرةُ وما كان مِنهُم إلا أن تمادوا وذهبُوا إلي أبعدِ الحدُوُدِ بحثاًعن المزِيِد مِن مُتعةٍ تجُرُ المهالِك و ويلاتُ الدنيا قبلَ الأخِرة. فتحولت تِلكَ الفِطرةُ السلِيِمةُ النقِيةُ والنُفُوُس الطاهِرةُ البرِيئةُ تحولت إلي أنعامٍ بَل هُم أضلُ سبِيِلاً. ترَي القُوةَ والسعادةُ فِي ظاهِرِهِم وفِي أعماقِهِم هُم يبكُوُن وينتحِبُون ذُلاً وإنكِساراً ورفضا ً لأسرِ معصِيةُ كانَت هِي السيِدُ وهُم لهَا الخُدامُ و العبِيِد. إلا أنهُ و للهِ الحمدُ نَرَي فِي البعضِ مِنهُم بِذرةَ الخير والصلاح والنفسُ التِي تأبي القُبح والخبِيِث ويُراوِدُهَا حُلُمُ اليومُ الذِي تسمُوا فِيِهِ وتطهُر. وهذَا ليس مظهراً يتظاهرُون بِهِ, بل هِي حقِيقةُ أعماقِهِم التِي عُذِبت وجُلِدت بِسياطِ هذَا الإثمُ وسألت المولَي عز وجلَ أن يهدِيهَا ويجتبِيِهَا. هُم يشعُرُوُن بوضاعةِ ودنائةِ ورُخصِ أفعالِهِم, ويصرُخُوُن فِي أعماقِهِم نُرِيِدُ التوبةَ والرُجُوُعِ إلي الله ولكِن أينَ الطرِيِقُ وكيفَ السبِيِل؟ فهذِهِ الرذِيلةُ وهذِهِ المعصِيةُ دِماءٌ تسِرِي فِي عروُقِهِم يملؤون ويُشبِعُوُن بِها الغرائِز والشهواتِ ولا يقوُلُ لهُم شيطانُهُم إلا هل مِن مزِيِدٍ. وأقُوُل لأحبتِي فِي الله هؤلاء مِمن حُرقوا بِنارِ هذَا الجرم وحاروا فِي أمرِهِم وفِي دُنياهُم ويسألوُن كيف أتوُب عن هذَهِ المعصِيةِ؟ أقُوُلُ أن مِن رحمِةِ وكرمِ المولي عز وجل عليكَ, أن لم يُطبَعُ علي قلبِك وسمعِك ويجعلُ علَي عينِك غِشاوةٌ, فتفقِدُ الإحساس بِجُرمِ وعظِيِمِ ما أنتَ فِيِه وتكُوُن ممن هُم فِي غيِهِم وفِي الضلالِ يعمهُوُن. أنتَ ما عُدتُ تقوَي هذَا الذنب ومُستعِدٌ أن تبذِل الغالِي والنفِيِسُ حتَي تطهُر ويشفَي قلبُك وتطمئِنُ نفسُك تشتاقُ أن تسجُد لِربِك طاهِراً نقِياً تُناجِيِهِ وتدعُوُه أن يعفوا عنك ويستُركَ ويرحَمَك وأنت ذلِك الذِي جاهدتَ نفسكَ وحرمتهَا مِن مُتعٍ مُحرمةٍ ابتغاءً لِرضَي و رحمةِ ربِك. تخافُ انتقام الذِي لا تأخُذُهُ سِنةٌ و لا نومٌ وتخشي عذابهُ وسُوء المُنقلبِ نفسُك تُرِيدُ وتُرِيِد ولِسانُك يقوُل ويشكِي ويبُوُحُ بِما ضاقَ بِهِ مكنُوُنُ صدرِك للغيرِ تطلُبُ مِنهُم أن يأخُذوا بِيدِك ويُرشِدُوك ويضعُوا أقدامِك فِي أول الطرِيِق. ولكِن فِي واقِعِ الأمرِ و فِي أعماقِك أنت تعرِفُ الطرِيِق فالحلالُ بيِنٌ و الحرامُ بيِنٌ وسِلعةُ اللهِ غالِيةٌ لا تُطلبُ وتُجنَي بالتمنِي والتحسُر. ولكِنهَا تأتِي بجهادِ و قهرِ النفسُ تِلكَ الأمارةُ بالسوءِ وما لديكَ غيرَ هذَا مِن مسلكٍ و طرِيِقٍ. فالخيرُ بِفضلِ الله داخِلِك والنِيةُ تستجدِيِك وتستعطِفُك ويبقَي العملُ الذَيِ يُصدِقُ العزمَ والمُبتغَي والنِيةُ. وإليكُم الطرِيِق يا من تتسائلوُن كيف نعُوُدُ و نتُوُبُ استيقِظ مِن سُباتِكَ العمِيِق وتتحرك سرِيعاً تطهَر وانفُض عن نفسِك وقلبِكَ الأدرانُ والأمراضُ والصدأ حتَي ترَي جمالَ الطُهرِ والتقوي, تِلكَ الماسةُ التِي تُشِعُ النُور والضياء والطُمئنِينةُ فِي باطِنِك وظاهِرِك تستشعِرُهَا ويلمعُ ويتلئلء برِيِقهَا صفاءً ونقاءً, فتأبي أن تبِيِعهَا بِكُلُ الدنيا وكُنُوزُهَا ومُغرياتِهَا ومتاعِهَا الغرُوُرُ, فكُلُ هذَا لا يزِنُ مثقالَ ذرةٍ إن نجوتَ بِنفسِك وعُدتَ إلي ربِك وتقبلَك بَل و فرِحَ بِعودتِك, سبحانه و تعالَي. هذَا الكرِيِمُ الذِي ستركَ وأمهلكَ قد فرِح بِرجوعِك إليه فلا ملجأ ولا فِرارَ إلا إليهِ وهُو الغنِيُ عنك وعن عبادِهِ ونحنُ الفُقراءُ إليهِ, سُبحانهُ و تعَالَي. لا تسألُ كيف و متَي و لِماذَا بدأت؟ وإنما انظُر لنفسِك ولِحالِك وقُل كيف انتهيت وإلي أين ستتمادَي و تصِل فِي ضياعِكَ وضلالِك وغيِك. قال تعالي:( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماًحَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) النساء اذكُر ما شئتَ مِن أسبابٍ وسمِي ما شِئت مِن أسماءٍ كانوا هُم من أضاعُوُك وقذفوا بِك فِي وحلِ الرذِيلةِ ومُستنقعٍ الرُخصِ والإمتِهان وأياً كانتِ الأسماءُ والأسبابُ والمُسبِباتٍ فإنك لن ترَي إلا شياطِيِنُ إنسٍ وأولِياءُ شيطانٍ رجِيِمٍ أقسم بعِزةِ خالِقِه أن يغوِيك ويُضِلك وهَا أنت تُحقِقُ لهُ رِسالتهُ ومُرادهُ فتكُوُن أنت وهُو سواءٌ فِي نارِ جهنَمَ, والعياذُ بالله. أولِياءُ الشيطانِ وأعوانُه يُسوِفُون ويُذكِرونَك بأن اللهُ غفُوُرٌ رحِيِم وتناسوا أن يُذكِرُوكَ بأنهُ جلَ جلالُهُ شدِيِدُ العِقاب وأنهُ يُملِيِ ويُمهِلُ ولا يُهمِل وأن الموتُ أقربُ إلينَا مِن أنفاسِنَا وأننا لمُحاسبُوُن ومُسائلُوُن. قال تعالي: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )الجمعة اطرد كُل ما يُحرِضُك علي هذَا الوزرُ مِن أشخاصٍ وأشياءٍ وابحث عن كُلِ يأخُذ بيدك وتقرب وهروِل إلي الله واعلم أنهُ يُهروِلُ ويتقربُ إليك أكثر مِنك سُبحانهُ الغفُوُرُ الودُوُدُ فقد جاء في الحديث القدسي : ( يقولُ الله تعالى: أنَا عِند ظَن عبدِي بِي ، وأنا معَه إذا ذكرنِي فإن ذكرَنِي في نفسِهِ ذكرتُه فِي نفسِيِ وإن ذكَرنِي في مَلأ ذكرتُه فِي ملأ خَير مِنهم وإن تقَرَب إلي شِبراً تقربتُ إليهِ ذراعاً ، وإن تقَربَ إلي ذِراعاً تقربتُ إليهِ بَاعاً وإن أتانِي يمشِي أتيتُه هَرولةً ) رواه البخاري فا لرُجُوُعُ إلي اللهِ هُو بدايةُ الغيثِ الذِي لا يُمسَكُ ولا ينقطِع هُو تِلكَ الأرضُ الخصبةُ التِي نزرعُ فِيِهَا وتأتِي أكُلِِهَا و حصادِهَا بإذنِ ربِهَا ويُرِيِنا الله بكرمِهِ وفضلِهِ بشائِرُ هذَا الحصاد وهذَا النُوُرُ فِي محيانَا قبلَ مماتِنَا. تذلَل لخالِقِك وادعُوهُ أن يُثبِتكَ و يُعِيِنُك واملء أوقاتِك بِكُلِ ما يُقرِبُك إلي المولي عز وجل مِن قولٍ وفعلٍ وعملٍ وقُل إنكَ كُنتَ ميتَاً مُتعثِر الخُطي فِي الظُلماتِ, فأحياك الله و جعَل لكَ نُوُراً تمشِيِ بِهِ فِي الناسِ قال تعالي: ( أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍمِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) كُن علي يقِيِن أن المولي عز وجل يغفِرُ الذنوب جمِيِعاً مهما بلغَت ومهمَا عظُمَت فلا يأسَ ولا قُنُوطَ مِن رحمةِ الله. وقد جاء الحدِيث القدسي ( ابن آدم خلقتُك بيدِي وربيتُك بِنعمتِي وأنتَ تُخالفنِي وتعصَانِي فإذا رجِعت إلى تُبتُ عَليك فمِن أينَ تجِدُ إلهاً مِثليِ وأنا الغفورُ الرحِيم. إن أخلصتَ النِيةُ و واجهتُ حقِيِقتكَ المؤلِمةُ وعاقِبتُك الوخِيِمةُ عِندها وعِندهَا فقط ستلفُظُ حقارةُ ودنائةُ ورُخصَ الذنبِ الذَي كُنتُ مُصِراً عليه ستُهروِلُ إلي ربِك نادِماً باكِياً فرحاً وحُزناً علي ما أسلفت وفرطت فِي جنبِ الله, وجِلٌ قلبُك كارِهَاً لِماضِيِ رخِيِصٌ لم تجنِيِ مِنهُ إلا المهانةُ و الذُلُ و الأوزارُ.. وأنهِي قولِيِ كما بدأتُ, وأقُوُل لكُلِ من حملَ نفسهُ مِن الأوزارِ ما لا يقوَي حملُهُ جاهِد نفسَك الأمارةُ بالسوءِ كبِلهَا وأسِرهَا و أكبِح جِماحُهَا بِكُلِ ما أوتِيِت مِن قوةٍ وعزمٍ فهذَا هُو طوقُ النجاةِ والغوثُ وهذَا هُو طرِيِق التوبةِ الذِي لا تفتأ تسألُ كيفَ السبِيِلُ إليهِ وكيفَ ألِجُ مِنهُ. و دائِماً أذكِرُ نفسِي وإياكُم أحبتِي فِي الله بقولِهِ تعالَي: (وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) العنكبوت سبحانك اللهم وبِحمدِك أشهدُ أن لا إله إلا أنت أستغفِرُك وأتُوُبُ إليك طؤيق التوبه |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اكتشف شخصيتك من شخاابيطك | ɧαறS | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 53 | 2015-04-19 3:21 PM |
نصائح لتنمية قدراتك في إلقاء المحاضرات | يمامة الوادي | المنتدى الإسلامي | 4 | 2008-05-13 1:20 AM |
عاجل : اكتشف ما حولك .. | يمامة الوادي | المنتدى العام | 0 | 2008-01-23 3:13 AM |
اكتشف كنزك | يمامة الوادي | منتدى النثر والخواطر | 2 | 2006-12-09 8:41 PM |
نظم حياتك واستفد من كامل قدراتك | أم أسامة | المنتدى العام | 5 | 2004-11-10 6:03 AM |