لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
أمي .. لقد كبرت!!
'أمي أنا لست صغيرة ... هناك فرق بيني وبين اخوتي ... لا بد أن يحترمني الصغار ... أسعد جدًا عندما تأخذي رأيي في بعض الأمور المتعلقة بالبيت والأسرة ... لقد كبرت وإن شاء الله سأكون على قدر المسئولية...' هذه فتاتي تتساءل ... وتحكي لي ما يدور بخلدها .. وهي في ذلك تشرح لي دون أن تشعر ودون أن أشعر أنا بحاجاتها النفسية والاجتماعية لهذه المرحلة العمرية التي تمر بها. فلقد أصبحت الآن تتصف بالتميز المعرفي والعقلي، وهي قادرة على التفكير المعنوي، واستخدام الرموز، والفهم الزمني، وهي قادرة على تصور الأشياء قبل حدوثها، وبسبب كل ذلك تكون قادرة على تحمل المسئولية. والناحية العضوية تلح على الفتاه للاستقلال وتحمل المسئولية فطول الجسم والوزن والشكل يؤذن بتحولها من الطفولة إلى الأنوثة وكأنها تبحث عن دور جديد، إنها تستعد للمسئوليات والمهمات، وتبحث عن الذات وعن القيمة وعن الوظيفة التي ينبغي أن تقوم بها في الأسرة وفي المجتمع. وإذا كان الخالق تبارك وتعالى قد كلفها وائتمنها على الصلاة والصيام والحج وهي أعظم العبادات، وعلى الصدق والأمانة والبر وغيرها وهو محاسبها على ذلك. فلماذا لا يأتمنها الأب والأم على بعض وجوه الصرف المالي، والمهمات الأسرية والمسئوليات الاجتماعية والمواقع القيادية. إن الفتاة المراهقة تبحث عن الاستقلال والحرية والاعتماد على النفس، لكنها في الوقت نفسه تشعر بالحاجة إلى رعاية الأبوين، وتحرص على ألا تحرم من توجيههم، فكلما أتاح الأبوان للأبناء فرصًا أكثر للمرور في تجارب الحياة العملية كلما كان عود الأبناء أسرع صلابة وأحسن إحكامًا عندما يواجهون بأنفسهم هذه الحياة، دون رقيب من الأبوين ودون معين منهما. ولا نغفل هذه القاعدة التربوية عند التعامل مع المراهق فتى كان أو فتاة وهي: حزم في غير شدة، وتسامح من غير غفلة، وثقة من غير إفراط. التوازن بين الأساليب التربوية المختلفة أهم ما يحتاج إليه المربي. إن تحمل المسئوليات المختلفة هو أفضل وسيلة لبلورة الشخصية، ولدى أبنائنا طاقات كبيرة وقدرات فائق، فمن خلال الاهتمام والممارسة يكتشف المرء ذاته ويثق بها، كما يكتشف نقاط الضعف فيها، ولكن مشكلتنا في بيئتنا العربية أننا دائمًا نرى أبناءنا صغارًا مهما كبرت أجسامهم، ونراهم غير قادرين على تحمل مسئولياتهم حتى المسئوليات الشخصية، ومن المؤسف أننا نخطط لأبنائنا حياتهم منذ الصغر فنختار لهم ما يلبسون وما يأكلون وما يشربون، ونختار لهم من يصادقون [وإن كان هذا ضروريًا في سن المراهقة]، ونرتب لهم أماكن النوم واللعب والأدراج حتى إننا نذاكر عنهم، وتكون النتيجة الاعتماد على الدروس الخصوصية والاتكالية ـ وبالتالي نعطل نمو أبنائنا نموًا سليمًا, فلا يقدرون على حمل أعباء الحياة، إننا بذلك نغفل قدرات الأبناء على تحمل المسئولية, ونقتل بأيدينا مبادرتهم الفردية وتحملهم الأعباء مع أنهم قادرون على المبادأة وعلى الفعل.. ولكن الصبر عليهم وتعليمهم هو بداية الطريق إلى الكمال الذي ننشده. وهنا أسأل نفسي كيف أنمي الاتجاه لتحمل المسئولية لدى فتاتي؟ مجالات تهيئة الفتاة لتحمل المسئولية هي: 1ـ أسلوب المعاملة. 2ـ المشاركة الأسرية. 3ـ المشاركة الاجتماعية. [1] أسلوب المعاملة: لا بد أن تحاول الأم معاملة ابنتها على أنها صديقة لها، فقد أجمعت اتجاهات طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتها بإيجاد خطين متوازيين من الاعتماد على النفس مع الاندماج معها، والخروج عن زي النصح والتوجيه والأمر إلى زي الصداقة واستخدام أسلوب الحوار والمناقشة وطرح الآراء في المجالس. وأيضا مشاورة الفتاة في المناسبات المتعلقة بالأسرة أو المدرسة، وتعويدها على اتخاذ القرار، ومنحها الحرية في اختيار ملابسها وشرائها في إطار المعقول والمعروف. ـ وأيضًا يمكن تخصيص مبلغ شهري أو أسبوعي لمصروفها. ـ غرس روح المسئولية, وذلك من خلال تحديد خطوط عامة ينبغي عليها اتباعها والسير في نطاقها، ثم تترك لها حرية الإبداع بعد ذلك مع المراقبة عن بعد. ـ يجب أن أتدرج بابنتي وأعطى لها الفرصة سانحة للتعلم والاستفادة من الأخطاء وإشعارها أنها ستكون عند حسن ظني، فالخوف المفرط على الفتاة يشل حركتها ويعطل قدراتها وإمكانياتها،، ولكن يمكن تمكينها من الانطلاق والحركة تحت إشرافي ورقابتي مع بيان أن الجميع عرضة للخطأ والصواب. [2] المشاركة الأسرية: وللمشاركة الأسرية وجوه مختلفة منها: ـ قضاء بعض حاجيات الأسرة التي تستطيع شراءها وإنجازها، وهذا يساعد على زيادة ثقتها الاجتماعية وتنمية شخصيتها. ـ المشاركة في تنظيف المنزل وتنسيق حديقته ووضع بصماتها وشخصيتها في ترتيب الأثاث والمفارش ولمسات الجمال. حتى في وجود الخادمة نفسح للفتاة المجال للمشاركة لكي لا تصبح اتكالية وتكون قادرة على تحمل أعباء الحياة عندما تكبر. ـ كما يمكن أن تكلف الفتاة برعاية الأخ الأصغر ـ إن وجد ـ أثناء غياب الأم، ورعاية المنزل كذلك، مما يكون له أكبر الأثر على استشعار معنى المسئولية. ـ تجهيز بعض الوجبات الخفيفة تحت إشراف الأم لتعويد الفتاة على تحمل هذه المسئولية في حال غياب الأم، أو في حال حدوث ظرف أو طارئ للأسرة. [3] المشاركة الاجتماعية: 1ـ عن طريق الدعوة إلى الله لكل من حولها، مما يغرس بداخلها روح المسئولية والقيادة. 2ـ القيام بالأعمال التطوعية كمساعدة الفقراء والمحتاجين، وكذلك مساعدة الزملاء أو الأقارب، أو زيارة مريض. 3ـ تقوية الإرادة لديها من خلال تدريبها على حفظ الأسرار. 4ـ يمكن تكليف الفتاة ببعض الأعمال الثقافية مثل تلخيص كتاب أو حفظ أبيات من الشعر. وهذه اقتراحات متواضعة بجهد متواضع وعلينا أن نجتهد ونضيف إليها، فعملية التربية هي مزج بين عنصرين: عنصر حب ومراعاة مشاعر وتلبية بعض الرغبات، وعنصر التوجيه والمتابعة والرقابة ولا ننسى الصداقة بيننا وبين بناتنا، فلا نعيب بعد ذلك على الفتيات وعدم تحملهن المسئولية مع الأمهات يقول الشاعر: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ولا ننسى في هذا المقام أن خير البشرية ومعلمها وقائدنا وقدوتنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رعى الغنم وهو ابن ثمان سنين .. وكذلك الصحابة والمسلمون الأوائل قادوا العالم وحكموا مشارق الأرض ومغاربها لأنهم تربوا على تحمل المسئولية وهم صغار فكانوا قادة وهم كبار. المصدر :: مفكرة الاسلام |
|
إشباع الحاجات الوجدانية للفتاة المسلمة
أولاً: 1] الحاجة إلى الأمن: الفتاة المسلمة وخاصة في مرحلة المراهقة تمر بمرحلة حرجة وفترة انتقالية صعبة، يحكمها تغيرات سريعة ومتنوعة، وتتساءل المراهقة الصغيرة ما الذي يحدث في جسدها؟ وما هذه التغيرات في جسمي ولماذا أنا أختلف عن الرجال؟ وقد يدرك الخوف والقلق الفتاة المسلمة نتيجة لذلك التغير وثمرة لذلك التحول. والحاجة إلى الأمن والاستقرار حاجة ملحة للجنس البشري عمومًا، ولكن المراهق حاجته إليه أمس وطلبه ذلك أكبر، لما يصيبه من الخوف والقلق نظرًا لطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها والتغيرات الجسيمة والنفسية والعقلية والوجدانية التي طرأت عليه. ـ ولا تجد الفتاة المراهقة إلا أمها وأسرتها تبحث في صدورهم عن أمانها، فإن البنت تبوح بسرها لأمها إذا بنت دعائم الثقة بينهما، وهذه الثقة تولد الطمأنينة، والحنان، والنصح الاهتمام، وإذا فقدت هذه الأشياء فإن البنت تبحث عن هذا الأمان في الخارج وهنا تقع الكارثة. ويجب على الوالدين في هذه المرحلة بناء جدار من الثقة والود، وإدراك طبيعة هذه المرحلة بما فيها إحساس زائد بالذات.وتلخص أ/ حنان عطية الطري الجهني أهم مخاوف المراهقة في الأنواع الآتية: 1ـ مخاوف مدرسية: مثل خوف الفتاة من الامتحانات، والتقصير في الواجبات، واحتمال سخرية المعلمات، والزميلات، والقلق بسبب التفكير في المستوى التعليمي الذي ترغب في الالتحاق به بعد النجاح في الثانوية العامة. وتأتي المخاوف المتصلة بالحياة المدرسية والتعليمية في مقدمة المخاوف، باعتبارها الصرح القوي الذي تبني عليه آمال المستقبل. [2] مخاوف على الذات: التحولات والتبدلات الجسدية، والفيسولوجية، وتغير الهيئة والوزن والحجم كل ذلك من شأنه أن يثير أحاسيس المراهقة، وتساؤلاتها وخلجاتها ومخاوفها؛ فهي ترى التغيرات الكثيرة المتتالية في حجم العظام، ونمو الشعر، والأعضاء التناسلية وظهور الطمث .. إلى غير ذلك من التغيرات، فكان لا بد عند تعامل الوالدين معها تجاه هذه المشاعر أن يتجنبا السخرية، والاستغراب، واستهجان حالها، وما آلت إليه في هيئتها، وحجمها، وشكلها، وأن يخففان من وصفها بالصغر، والطفولة، والقصور، إذ إن وصفها بذلك يشعرها باحتقار الآخرين لها، واستهانتهم بها. والمراهقون عمومًا يولون ذواتهم الجسمية اهتمامًا بالغًا، لذا فإن كثيرًا منهم يصاب بالقلق إذا ما تعرض لمرض مفاجئ مصحوب بانخفاض في مستوى الصحة العامة، فيزداد تباعًا خوفًا من طول زمن المرض بعد الصحة، وخوف الضعف بعد القوة، إلى غير ذلك من مثيرات القلق غير المحدودة. 3ـ مخاوف خلقية: فقد تنتاب المراهقة مخاوف خلقية ترجع إلى الشعور بالذنب لما تقترفه من مخالفات شرعية ما, وما يصدر عنها من أخطاء، وخوفها من أن يستشري بها الفساد في هذه الحالة فتضل ضلالاً بعيدًا، وقد يلاحظ إحساس المراهقة بالذنب والخطيئة نتيجة المشاعر الجديدة خاصة ما يتعلق منها بالجنس، وهذه المحاسبة الخلقية الإيمانية عند المراهقة جديرة بالتربية والتوجيه من قبل الوالدين لإقامة التوازن بين نفسها والواقع الاجتماعي. والخوف من الله عز وجل يدل على استقامة المراهقة واتزانها الانفعالي، ووجود هذا الخوف وانسيابه في نفس المراهقة يعمل على تقوية وتقويم شخصيتها، ويمدها بالطاقة والاستعداد لمواجهة الخوف والقلق، وتختفي مع هذا الشعور كل رهبة لما دون الله. ثانيًا: الحاجة إلى القبول والتقدير: الحاجة إلى القبول والتقدير حاجة مهمة وملحة في الجنس البشري، وتأتي مباشرة في سلم الحاجات النفسية بعد الحاجة الفسيولوجية والحاجة إلى الأمن، فيها يحقق الإنسان آدميته ورقيه، والمراهقة من باب أولى تسعى لذلك لتؤكد ذاتيتها وهويتها. وغالبية المراهقين ينشدون التقدير المعنوي حيث الكلمة الرقيقة العذبة، وحسن المعاملة تؤثر أكثر من غيرها في هذه المرحلة. وشعور المراهقة بالتقدير، وإحساسها بأن البيئة الاجتماعية تبوئها مكانة اجتماعية مناسبة لنموها، وإدراكها وتعقلها ذو تأثير كبير على شخصيتها، وله تأثير كبير في سلوكها الشخصي والاجتماعي يدفعها إلى صرف جهودها لصالح مجتمعها، ويدفعها إلى صرف طاقاتها في المجالات التي ترضي المجتمع عنها، كما يدفعها إلى امتثال الأخلاق السائدة في المجتمع الإسلامي، فمرحلة المراهقة مذخورة بالطاقات والاستعدادات التي تحتاج إلى توجيه جيد يعقلها، تجني منها المراهقة ومجتمعها أطيب الثمار. وإن التقدير لجهود المراهقة حافز أطيب يدفعها إلى استثمار هذه الطاقات. ثالثًا: الحاجة إلى الدين: يمتاز تفكير الفتاة في مرحلة المراهقة بالاهتمام الشديد بأمور الدين، وتفكير المراهقة في هذه المرحلة قد يدعوها إلى التساؤل عن القضايا الكونية، وعن بدايات الإنسان، وغاياته، وتتراكم عليها أسئلة كثيرة في هذا الباب؛ كما أن عواطفها جياشة، وأحاسيسها مرهقة، فقد تكون كثيرة الخوف، كثيرة الرجاء، سريعة الشعور بالذنب والإحساس بالضعف، تحافظ على الصلوات والنوافل، وتكثر الدعاء والأوراد والأذكار، وتعطف على الفقراء والمحتاجين والمظلومين، وتتجه إلى تبني حاجاتهم ومساعدتهم، وتتوق إلى العمل التطوعي والتعاون والجهد الجماعي. فكل هذا وغيره من الظواهر تثير ميول المراهقة الأكيدة للتدين والتعبد بصورة مختلفة، وهو أمر يلحظه العديد من الآباء والأمهات على من هم في سن المراهقة من أولادهم. رابعًا: الحاجة إلى تأكيد الذات ووضوح الهوية: إن الحاجة إلى تأكيد الذات ووضوح الهوية موضوع مهم جدًا بالنسبة للمراهقة، فالمراهقة تعيش حالة من فقدان الذات نسبيًا نظرًا لوقوفها بين مرحلتين، مرحلة الطفلة حيث لا هوية تميز الطفل سوى تبعية الوالدين، ومرحلة النضج وتحمل المسئولية والتبعية الفردية ووضوح الهدف والهوية وغير ذلك. ومن ثم فالمراهقة تسعى إلى تأكيد ذاتيتها وهويتها وتحاول أن تثبت أنها مثل الكبار وتتصرف تصرفات الكبار، هنا تكمن الخطورة وخصوصًا مع روح التمرد الموجودة في هذه المرحلة وقلة الخبرة والعجلة, فقد تفقد المراهقة البوصلة والاتجاه الصحيح في إثبات تلك الهوية وتأكيد الذاتية. لذا يجب على الوالدين أن يؤكدا للفتاة المسلمة بأن الشخصية المؤمنة يجب ألا تكون إمعة، بل تكون متعقلة ومنتفعة بما تسمع وعلى بصيرة من أمرها، ويقين واضح، تتصف آراؤها ومواقفها بالأصالة والاستقلال، وينبهانها إلى ما نبه إليه المنهج الإسلامي، وهو أن ذلك المنهج المتميع يعد عيبًا في الشخص، يجعله في مهب الريح، تتجه به أنى اتجهت، لا قيمة له ولا شأن ومن الانحرافات التربوية والنفسية الضارة أن تنشأ المراهقة بهوية مضطربة؛ أو متعددة، فهذا ولا شك طريق الاضطراب والقلق، ويؤدي بلا شك ولا ريب إلى تميع في الشخصية وبالتالي في السلوك والأخلاق والمواقف. ويجب أيضًا أن تفهم الفتاة المسلمة أن هوية المسلمة هو منهجنا الإسلامي القويم، فالهوية إسلامية لاشرقية ولا غربية، بل هوية ربانية الأصول والجذور، ثابتة ثبات المصدر وقوته ورسوخه، فليس لدى المسلم هوية سوى الهوية الإسلامية، هوية الوحي الرباني. خامسًا: الحاجة إلى الحب والعطف والحنان: إن التطورات الوجدانية التي حدثت في نفسية المراهقة، وانتقالها من المحسوس إلى المعنوي، والتغيرات الجنسية التي تجعلها تميل إلى الآخر من جنس الذكور، يولد طاقة وجدانية فياضة بالمشاعر والأحاسيس فتكون في أمس الحاجة إلى الحب والعطف والحنان، ومشاعرها الفياضة في هذه المرحلة من النمو تجعلها تفيض بالحب والحنان لكل أفراد المجتمع، وفي مقدمة من تحبهم الأب والأم، وهذه المشاعر الرقيقة تحتاج منهما إلى إشباع دافع الحب والحنان لديها وإلا اضطرت بدافع الغريزة التي بداخلها إلى إشباعها في مكان آخر، والمراهقون الذين تخفق آباؤهم في توفير ما يحتاجون إليه من حب ورعاية، أو الذين يفتقدون آباءهم لتغيبهم عن المنزل أو لسبب أو لآخر، مثل هؤلاء المراهقين يكون أشد ميلاً إلى الاعتماد على جماعة الرفاق لإشباع حاجاتهم الانفعالية. وعلى الرغم من حاجة المراهقة إلى الحب والحنان إلا أننا قد نحتاج لبعض الحسم والحزم لكبح جماح المراهقة إذا ما شذت في سلوكها وتصرفاتها, وتهذيبًا وتقويمًا لطباعها. المصدر :: مفكرة الاسلام |
|
صفات الأم الصديقة
عزيزتي الأم القارئة: نسمع كثيرًا من تشكو من الأمهات من ابنتها وخاصة بعد بلوغ سن المراهقة. فهل سألت هذه الأم نفسها: كم من الوقت خصصت لرعاية ابنتها ؟ كم من الوقت خصصت للاستماع إليها وبرحابة صدر ؟ كم من الوقت خصصت لمصاحبتها ؟ وهي أحق الناس بحسن الصحبة كما جاء في نص الحديث [[ من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله ؟ قال: أمك ثلاث مرات ]]. كم من الوقت خصصت لتوجيه ابنتها والاهتمام بها ؟ عندما نهتم بالابنة ونسمع لها قبل أن يسمع لها غيرنا، سنفهم ما يشغلها وندرك حاجاتها , يشير أكرم عثمان في كتابه التميز في فهم النفس إلى أن المراهقين بحاجة ماسة إلى من يفتح لهم صدره ويصغي إليهم ويحاورهم ويناقشهم باحترام ويعطيهم الفرصة للتحدث والتعبير عما يحسونه به، فالتعاطف من وجهة نظرهم يعطيهم الإحساس بالأمن والطمأنينة والسعادة. فالمراهق يمتاز عن غيره بالحساسية المرهفة لكل ما يجري حوله لذا فهو أحوج ما يكون إلى اهتمام الآخرين ومحبتهم، إن الإصغاء للمتحدث من الأمور الهامة فقد كان الصحابة يستمعون لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكأن على رؤوسهم الطير من شدة الاهتمام به وبما يقول. وتذكري عزيزتي الأم أن مرحلة المراهقة من أصعب مراحل النمو على النشء وأشدها تأثيرًا على حياته مستقبلاً وأكثرها عناءً وجهدًا بالنسبة للمربين والآباء والأمهات، وفيها تجتمع على المراهق عوامل متعددة مثل التغيرات في الجسم والغدد والطول والوزن والإحساس بالبلوغ، وأيضًا التكليف الرباني له. فلا تكوني أنت أيضًا أيتها الأم من العوامل التي تجتمع على الإبنة المراهقة بعدم تفهمك لها وتذكري قول الإمام علي رضي الله عنه: [[لاعب ولدك سبعًا وأدبه سبعًا وصاحبه سبعًا ثم اترك حبله على الغارب]]. فالمصاحبة توجيه ومرافقة ومحبة، المصاحبة تزيل الحواجز وتقرب بين الأبناء والآباء والأمهات، فلا يشعر الأبناء بأي حرج من أن يستشيروا أهلهم فيما يعرض لهم من أمور. المصاحبة تكشف للأهل قدرات الأبناء الحقيقية ودرجة نضجهم العقلي والنفسي. المصاحبة تقي أبناءنا من الأمراض النفسية والمشكلات الانحرافية، وبالتالي تحقق لهم الصحة النفسية والتوازن الأخلاقي. عزيزتي الأم القارئة: إن نجاح الأم في التعامل مع الابنة المراهقة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بما لديها من صفات تتسم بها شخصيتها. وهل نبني قصورًا على الرمال ؟ لقد اهتم الإسلام بالإنسان في كل مراحله بل حتى قبل وجوده في هذه الحياة عندما دعت الشريعة الرجل إلى حسن اختيار الزوجة والعكس كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: [[ تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها، وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين ترتب يداك ]] , [[ إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ]] , فلن يستقيم البناء إلا إذا كان الأساس سليمًا. وهي نبني قصورًا على الرمال؟ فالأم هي المدرسة التي يتخرج فيها الأولاد وحسن اختيارها ينشأ عنه نجابة الولد واستقامته وصلاح أمره والأب هو الراعي للأسرة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [[كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته]]. صفات الأم الصديقة: 1ـ أن تكون مثقفة: وأهم موضوعات هذه الثقافة العلم إجمالاً بالحلال والحرام والحقوق مثل حق الزوج والأولاد. وأساليب التربية وأساليب أعداء الإسلام، والتزام الأخلاق الفاضلة، ومعرفة الخصائص العامة للنمو [الطفل والمراهق]، ومعرفة هذه الخصائص أمر بالغ الأهمية لتعمل على إشباع مطالب الأبناء وحجات نموهم بما يتناسب مع قدراتهم واستعدادهم وبما يجنبهم عوامل الإحباط والقلق والصراع ويحقق لهم التوافق النفسي والاجتماعي. 2ـ الأم القدوة: فتكون قدوة حسنة لابنتها في الخلق والسلوك وضبط النفس وفي الالتزام بالعبادات [الصلاة والصوم والحجات وحفظ اللسان...] , تقول إحدى الفتيات: [[ أمي لا تصلي فكيف تكون قدوة لي ]] , فالأم التي تهمل الصلاة بحجة المشاغل الكثيرة كيف تطلب من أولادها ما لا تفعله ؟، كيف تطلب من الابنة لسانًا عفيفًا وهدوء وعدم انفعال وهي تُسمعها الكلمات النابية وتحيطها بالانفعالات والعصبية ؟ فالقدوة الحسنة أمام الابنة هي خير الوسائل لإيجاد تربية متوازنة للفتيات. يقول محمد قطب في كتابه [منهج التربية الإسلامية]: [[من السهل تأليف كتاب في التربية، ومن السهل تخيل منهج، ولكن هذا المنهج يظل حبرًا على ورق ما لم يتحول إلى حقيقة واقعة تتحرك في واقع الأرض، وما لم يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه وتصرفاته ومشاعره وأفكاره مبادئ المنهج ومعانيه عندئذ فقط يتحول إلى حركة .. يتحول إلى حقيقة]]. 3ـ أن تتصف بالرحمة والرفق واللين في توازن: يجمع علماء التربية أن الناشئ إذا عومل من قبل أبويه المعاملة القاسية بالضرب الشديد مثلاً والتوبيخ والتحقير والتشهير والسخرية فإن ذلك له آثاره السيئة على صحته النفسية وسلوكياته والمراهقة في هذه السن في أشد الاحتياج إلى الحب والعطف والرحمة. عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تقبلون الصبيان فما نقبلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [[وأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟]] , ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [[إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه]]. فلا بد أن تكون العلاقة بين الأم وابنتها علاقة متوازنة [خير الأمور أوسطها] فلا قسوة مرعبة ولا لين ضعيف، لأن الزيادة في كلا الأمرين كالنقص. وأفضل السبل أن تكون الأم صديقة لابنتها وتحيا معها حياة فيها ملاطفة ومعايشة وحب دون إفراط ولا تفريط فلا قسوة ترهب الابنة من الحديث مع أمها، ولا تدليل زائد يميع الابنة ويفسدها. 4ـ تجنبي كثرة اللوم والعتاب وإظهار العيوب: يقول بن قدامة في كتابه [مختصر منهاج القاصدين]: [[ ومتى ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود فينبغي أن تكرم عليه، ويجازى بما يفرح به، ويمدح بين أظهر الناس، فإن خالف ذلك في بعض الأحوال تغوفل عنه ولا يكاشف، فإن عاد عوتب سرًا، وخوف من إطلاع الناس عليه، ولا يكثر عليه العتاب لأن ذلك يهون عليه سماع الملامة، وليكن حافظًا هيبة الكلام معه]]. وعلى الأم مراعاة الحكمة في توجيه الابنة والتنويع هو مسلك الناجحين وتحين الأوقات المناسبة بما يحتاجه الموقف والظروف والحالة النفسية للابنة الحبيبة. 5ـ الدعاء للابنة الحبيبة لا عليها: يقول الله تعالى مخبرًا عن إبراهيم عليه السلام: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم:40] فالأم الصديقة تكون سببًا في صلاح ابنتها بالدعاء لها لا عليها كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم فدعا للأطفال فبارك الله في مستقبلهم بالعمل، والمال، والولد فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: [[اللهم علمه الحكمة]] أخرجه البخاري , وبفضل دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح ابن عباس في كبره حبر الأمة، وترجمان القرآن. واعلمي عزيزتي الأم أن الدعاء للابنة أمامها يكون سببًا للتواصل والقرب بينها وبين الأم إلى جانب الراحة النفسية أن أمها تحبها وتدعو لها وهذا له أثر رائع تلمسه الأم والابنة. 6ـ احرص على تطوير نفسك: ومن الهام جدًا تطوير النفس وتنمية الثقافة لتواكب العصر، وتحصلي على احترام الأبناء وثقتهم فيلتمسون المشورة والنصح منك , وإذا فقد الأبناء الثقة في كلام الوالدين وخاصة الأم فلن يقبلوا التوجيه ولن يصغى أحد إلى النصح، ويلجأون حينها إلى من يثقون به من صديقة أو معلم، فإن كان الصديق أو المعلم أو غيرهم صالحًا فلا خوف على الأبناء، وإن كان العكس تفاقمت المشكلة , ومن تطوير الذات تعلم بعض الفنون مثل فن الحوار فن الاتصال مع الآخرين , ويمكنك متابعة فن الاتصال مع الآخرين على موقعنا في نافذة فن الإدارة [إدارة العقل] لتحسني فن التواصل مع ابنتك الحبيبة. |
|
حنان الأنثى ... هل أنت أنثى ؟
تقدم لخطبتها لكنها رفضت وقالت: [ أخشى إن أقبلتُ على زوجي أن أُضيّع بعض شأني وولدي، وإن أقبلت على ولدي أن أضيع حق زوجي ] أتدرين من هذه عزيزتي القارئة ومن هذا المتقدم لخطبتها ؟ أنها أم هانئة فاخته بنت أبي طالب ، أخت على بن أبي طالب رضي الله عنها وبنت عم رسول الله صلى الله عليه وسلم . وراوية حديث الإسراء ، فرّق الإسلام بينها وبين زوجها هبيرة ، وكانت قد انكشفت منه عن أربعة بنين. فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أم هانئ: [ يا رسول الله لأنت أحب إليّ من سمعي ومن بصري ، وحق الزوج عظيم ، فأخشى إن أقبلتٌ على زوجي تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضيع بعض شأن ولدي ، وإن أقبلت على ولدي أن أضيع حق زوجي ] . وهنا امتدحها النبي صلى الله عليه وسلم وشكر لها ذلك فقال: [[ إن خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على بعل – أي زوج – في ذات يده ]] رواه البخاري. من الحاجات النفسية التي يحتاجها الإنسان الحاجة إلى الحب والحنان. والأنثى هي التي تضفي على الآخرين مشاعر الحب والحنان , فهي سكن للرجل وحنان ورعاية للكبير والصغير ، إنها حنونة حتى على الجماد في المنزل وعلى كل ما في البيت برعايته وتنظيمه ووضعه في المكان المناسب واحتفاء الجمال عليه , وهذا الحنان هو من أكبر أسباب الاستقرار النفسي والاجتماعي للطفل والرجل . تدليل .... قسوة .... ما بينها إن تدليل الأم للطفل والمبالغة في الرعاية والحماية له نفس أثر القسوة الزائدة والعقاب البدني والترهيب والتخويف واستخدام الطرق غير الطبيعية ، في العقاب ، فالتدليل والقسوة سواء بسواء ، ومن يتعرض لهذين النقيضين هو من الأفراد الأكثر عُرضه للمرض النفسي وأحياناً العقلي . وقد هدانا شرعنا الحنيف إلى أحسن طريقة في التعامل مع الطفل وهي: [ خير الأمور أوسطها ] أي أن تكون الأم حازمة من غير عنف وحنونة من غير ضعف , وقد أوضح بولبي في التقرير الذي أعده وقدمه إلى منظمة الصحة العالمية أن الحرمان من الأم له أضراره البالغة على الطفل ، وقد أشار إلى ضرورة منح الطفل الحب والأمن [ إن الحرمان من حب الأم ورعايتها بالنسبة لصحة الطفل يكاد يعادل خطورة الحرمان من البروتينات والفيتامينات بالنسبة للصحة الجسمية ]. إذن فالحرمان من الأم وحنانها يؤدي إلي اضطراب في شخصية الطفل والنمو النفسي السوي واشباع حاجاته النفسية من الحب والحنان والعطف يساهم في النمو النفسي والاجتماعي السليم. تمرة واحدة لا اثنتين تحكي لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: [ دخلت عليّ امرأة ومعها ابنتان لها تسأل ، فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة واحدة ، فأعطيتها اياها ، فقسمتها بين ابنتيها ، ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال صلى الله عليه وسلم : [[ من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار ]] رواه البخاري ومسلم. إن إضفاء الحنان والعطف على الأطفال وخاصة البنات دليل على الصحة النفسية للأم والذي بدوره ينتقل إلى الأطفال، وله أجره جنة الله الأبدية والحجاب من النار. وقال الصغير يقول الشاعر جلال الدين الرومي: [ إذا احتضنت الأم طفلها لترضعه فليس لدى الطفل وقت ليسألها عن إقامة البرهان على أمومتها ] فدور الأم مع الأطفال أكبر من دور الأب والمعلم، وهي على أداء هذا الدور أصبر. وأعبث في البيت مستبسلاً فأي إناء أحببتُ انكسر أطيش فيضجر بي والدي وليس يُلمُّ بأمي الضجر وأخيراً عزيزتي القارئة: إن الأنثى هي ينبوع الحنان والشعور بالدفء ، هي الحلم والصبر وقوة التحمل هي المربية التي إذا أرادت فإنها تصنع جيلاً تهز به الكون , وإن كانت غير ذلك فلنفتح صدورنا للمشاكل الاضطرابات النفسية والتي قد تصل على مشاكل واضطرابات عقلية. |
|
الفطام النفسي
تقول إحدى الفتيات: [ أنا ضعيفة الشخصية والسبب أهلي لأنهم يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في حياتي فتعودت الاعتماد عليهم في شئوني اليومية وفي أخذ قراراتي ]. وتقول أخرى: [ أشعر باليتم رغم وجود أمي فأنا أفعل كل شيء بمفردي وأتحمل نتائج قراراتي وبالتالي دائمًا أشعر بالقلق وعدم الاطمئنان ]. عزيزتي الأم الصديقة القارئة: هناك من الأهل من يتدخل تدخلاً مباشرًا في كل صغيرة وكبيرة في حياة أبنائهم فيرتبون لهم مواعيد مذاكرتهم، ويحددون لهم أوقات راحتهم، وطريقة الإنفاق، ويختارون لهم شكل ولون الملابس التي يرتدونها. ويعينون لهم الأصحاب والأصدقاء الذين يتعاملون معهم إلى ذلك. والأبناء الذين ينشئون على هذا الشكل من التربية يكبرون وقد اتصفوا بالتردد وضعف الشخصية وعدم القدرة على اتخاذ القرار، لأنهم لم ينالوا التدريب الكافي على القطع برأي من تلقاء أنفسهم، إذ هناك على الدوام من يفكر لهم. والفريق الثاني من الأهل من يرى ترك الأبناء يتعلمون كل شيء بأنفسهم دون أدنى تدخل من جانب الأهل وذلك عن طريق التجربة [الفشل والنجاح] وتحمل نتيجة العمل الذي قاموا به والسؤال هنا: ما هي حدود التدخل في حياة الأبناء؟ وكيف يتم تعويد المراهق على الاستقلال وتحمل المسؤولية؟ وما معنى الفطام النفسي؟ وبداية قبل التطرق إلى إجابات هذه الأسئلة لا بد أن نقر ونتفق على عدة نقاط وهي: 1ـ أن الابنة المراهقة لم تعد طفلة بل أصبحت كائنًا جديدًا يعاند ويعارض وينتقد. 2ـ أن من حاجات مرحلة المراهقة إثبات الذات وتأكيد الهوية والحاجة إلى الاستقلال. 3ـ بالرغم من احتياج المراهق للاستقلال إلا أنه أيضًا في ذات الوقت يحتاج إلى مساعدة والديه أكثر من أي وقت مضى وقد نرى من مظاهر التمرد والعصيان والعناد وما يبديه المراهق من سلوك قد يبدو في ظاهره عداوة للأسرة إلا أنه في حقيقة الأمر يحب والديه ويحتاج للعطف والحب والاهتمام من قبلهم. ويمكننا القول أن المراهق يمر بمواقف تناقض فهو يحب ويكره ويحترم ويحتقر ويطيع ويعاند.وبعد فهمنا لهذه الأمور هيا بنا لنتعرف معًا على معنى الفطام النفسي. الفطام النفسي: يقول د. فؤاد البهي في كتابه الأسس النفسية للنمو من الطفولة إلى المراهقة، عن الفطام النفسي ما يلي: يتخفف الفرد المراهق من علاقته بالأسرة واتصاله المباشر بها، ويتصل اتصالاً قويًا بأقرانه وزملائه، ثم يتخفف من علاقته بهم ليتصل من قريب بالمجتمع القائم ولهذا كان لزامًا على أهله وذويه أن يساعدوه على هذا التحرر ويتخففوا من سيطرتهم عليه شيئًا فشيئًا، حتى يمضي قدمًا في طريق نموه، وللمغالاة في رعاية المراهق وحمايته من كل أذى وكل خبرة شاقة أثر ضار على إعاقة عظامه النفسي، وخير للمراهق أن يعتمد على نفسه في شراء لوازمه وحاجياته وملابسه وفي اختيار أصدقائه، وفي قضاء أوقات فراغه، والاستمتاع بهواياته، وتأكيد مكانته بين إخوته بما يتناسب ومستواه ونشاطه، وخير للأسرة أن تمهد للمراهق الوسيلة الفعالة للاشتراك الإيجابي في مناقشة بعض المشاكل العائلية المباشرة وأن تحترم آرائه، وأن تدربه على التعاون مع والديه في بعض أمورهما، وعلى تكوين صداقة قوية بينه وبينهما. وهكذا يتحرر المراهق من خضوع طفولته وخنوعها، ويشعر بأهميته ويتدرب على حياته المقبلة في المجتمع الكبير. حدود التدخل في حياة الأبناء: هناك قاعدتان لتدخل الأهل في حياة الأبناء: الأولى: مبدأ {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6] الثانية: مبدأ [[ لاعبه لسبع وأدبه لسبع وصاحبه لسبع ثم اترك حبله على الغارب ]]. والمرحلة العمرية التي نحن بصدد الحديث عنها هي مرحلة المصاحبة فإن الأبناء في أشد الاحتياج إلى الصديق الوفي والناصح المخلص، والصاحب المتفاهم، وليس هناك أحد في الوجود كله أوفى وأخلص من الوالد لابنه ولا أوفى وأخلص من الأم لابنتها. يقول صاحب كتاب تربية المراهق في رحاب الإسلام: [ فالتدخل من الأبوين ينبغي أن يكون في الأمور التي تستحق التدخل، وفي الأمور التي تكون فيها معرفة المراهق محدودة أو عندما تعرضه قراراته لخطورة ما، مع إهمال الأمور الهامشية الصغيرة التي لا تضر، والأمور التي يستطيع المراهق اتخاذ قرارات ناضجة فيها, والتوسط مطلوب في هذه الأحوال، ونساعد بذلك المراهق في الاعتماد على نفسه وفي أخذ القرارات ونتعامل معه بمرونة في حدود الأطر الدينية والقيم السليمة، وبذلك يعد المراهق ليكون شابًا له دوره في المجتمع وتعد المراهقة لتكون شابة لها دورها كذلك ] اهـ.. فالأم مثلاً تتيح لابنتها فرصة دخول المطبخ والعمل فيه، وعلى الأم أن تثني عليها، وتتقبل خطأها بنفس راضية، إذ تعد الفتاة لمرحلة الرشد والقيام بمهام جديدة والأب ينبغي أن يُسر بعمل ابنته، ولا يعتب على زوجته عند تكليفها بأي عمل. وقد ثبت من خلال الأبحاث والإحصاءات أن الأبناء المراهقين الذين يتدخل الآباء في شئونهم بشكل إيجابي ويشعرونهم بالحب والاحترام كانوا أقل تعرضًا للأمراض النفسية ومشاكل الانحراف. وانظري عزيزتي الأم إلى رأي د. سيد محمود الطواب في كتابه النمو الإنساني حيث يقول: [يؤكد كل من جونالز وكلوز [وهم من علماء النفس] أن الآباء الأكفاء المثاليين الذي يشعون أفضل أنواع الاستقلال الذاتي هم أولئك الذين يدركون أن المراهقين هم أفراد مستقلون،ولهم كيان خارجي بهم، ويظهرون اهتمامًا حقيقيًا بأبنائهم، ولكن ليس لدرجة التدخل الزائد عن الحد]. كيف يتم تعويد المراهق على الاستقلال: عزيزتي الأم القارئة: إذا كان المراهق مكلفًا شرعًا وائتمنه ربه على الصلاة والصيام والحج وهي أعظم العبادات فلماذا لا يُؤتمن على وجوه الصرف المالي، وبعض مهارات الأسرة؟ لماذا لا يتدرب المراهقون، ولو بالتدريج من الأقل إلى الأكثر لينسجم مع طبيعة المراهق؟ ويتحدد بعدها دوره الجديد وإثبات ذاته وقيمته. فإننا إذا منعنا المراهق من تحمل المسؤولية فسوف يوظف طاقاته في أمور أخرى غير مجدية كالانشغال بمشاهدة التلفاز ومتابعة المجلات وتضييع الأوقات. ولا بد أن يراعى التدريج في تعويد الأبناء على التمتع بالاستقلال والحرية خلال مراحل نموه المختلفة، أما منح الحرية فجأة فقد يؤدي بالأبناء إلى إساءة فهم دوافع آبائهم وإحساس المراهقة بأنه قد فقد العون والسند الذي كان يعينه أيام الطفولة. ومن الضروري أن يقتنع الأهل بأن المراهق يريد أن يشق طريقه بنفسه وأن ينظم حياته بنفسه فإذا ما حاول الآباء الاستمرار في السيطرة عليه ووضع القيود والقوانين متجاهلين نموه الطبيعي فإنه سيقاوم هذه القيود ويخرج عليها. وإن التدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياة المراهق إما أن يدفعه إلى التمر أو إلى الخنوع والقلق , وبلغة علم النفس فإن المراهق يلجأ قد إلى العدوان أو إلى الانطواء والانسحاب. ============ |
|
صراع الأجيال .. الصداقة بين الأم والفتاة
'أنت من جيل وأنا من جيل لذلك لن تفهميني' جملة تتردد كثيرًا على ألسنة الفتيات عندما يحتدم النقاش والكلام بين الأم وابنتها, ولا شك أن هناك تصرفات قد تنزعج منها الأم تصدر عن الفتاة مثل: 1ـ العناد: فقد ترفض الابنة القيام بعمل ما ولو كان مفيدًا لمجرد المخالفة ولكي تشعر بالاستقلالية والتميز. 2ـ الانتقاد: فقد توجه الفتاة النقد اللاذع لأمها فتنتقد ملابسها لأنها لا تناسب [الموضة] والأسلوب الذي تتعامل به مع الآخرين تقليدي وغير ذلك مما يسبب للأم الضيق والحرج أحيانًا. 3ـ الخصوصية: فتعيش الفتاة في جو محاط بالخصوصية والأسرار وإن كانت تافهة وتلجأ أحيانًا إلى استفزاز أمها بتصرفات غريبة، وتتهم الأم بالتطفل إذا حاولت التدخل في خصوصياتها. 4ـ التعاون: فقد ترفض الفتاة مشاركة الأم في أعباء المنزل وفي المقابل تضيع أوقاتًا طويلة في الكلام في الهاتف أو مشاهدة بعض البرامج أو قراءة المجلات وهذا بالطبع يزعج الأم. 5ـ العصبية: إن مما يزعج الأم العصبية الزائدة في ابنتها والمشاحنات مع إخوانها وخصوصًا الذكور لاسيما أن الأم تهتم دائمًا بتأكيد الصلات بين الأخوات في الأسرة. هذه الأمور والاختلاف في طريقة التفكير قد تجعل هناك مسافة وهوة بين الأم والابنة وخصوصًا إذا كان رد فعل الأم كما في المواقف التالية: إذا لم تذاكر الفتاة تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت آكل ثم أذاكر وكانت حياتي المذاكرة' إذا ردت الفتاة على الأم تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت أسمع كلام ماما ولا أرد عليها' إذا نقصت الفتاة في الدرجات تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت أنجح في المدرسة بتفوق شديد' إن هذه العبارات على العكس تسيء أكثر مما تنفع فيهدف المراهق بكل قوة إلى حماية نفسه ضد هذا الحوار ويقول: 'أنت من جيل وأنا من جيل ' لأن هذه المقارنة دائمًا تحمل معنى الدونية والنقد ويعتبرها المراهق معايرة صريحة له، وخصوصًا أنه لا يتصور فكرة أن الآباء والأمهات كانوا صغارً في يوم من الأيام في مثل سنه. وقد سألت فتاة ذات تسع سنوات أمها هل كنت صغيرة مثلنا يا أمي؟ ضحكت الأم وقالت: طبعًا وهل ولدت كبيرة هكذا؟ وقد نجد في مجال علم النفس تفسيرًا لفكرة صراع الأجيال, فقد جاء في كتاب التحليل النفسي للمراهقة للدكتور عبد الغني الديدي ما يلي: 'لعل ما يميز مرحلة المراهقة على الصعيد الاجتماعي ما يُعرف بصراع الأجيال، ونعني به التنافر فالمراهق لا ينظر إلى الأمور بالعين التي ينظر بها الأهل: أذواقه في الملبس والمأكل والمشرب قد تصدم أذواق الكبار، وطريقته في التفكير وفي الحكم على الأمور كثيرًا استغراب الأهل ودهشتهم وحتى استنكارهم أحيانًا' وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن العديد من الصراعات التي سجلت بين المراهقين ووالديهم تعود أسبابها إلى الرغبة في الاستقلالية وعدم التبعية للكبار والتحرر والسعي نحو الشخصية المستقلة والسؤال هنا ما مجالات التعارض بين الأهل والمراهق؟ مجالات التعارض: 1ـ هناك تعارض بين حاجات الأهل وحاجات المراهق: فالأهل لهم نمطهم في المعيشة وأذواقهم وروتينهم وللمراهق روتينه وأذواقه وحاجاته ثم إن الأهل قد يشعرون بالإحباط إزاء طلبات أولادهم المتزايدة. 2ـ اختيار الرفاق ومرافق التسلية: فالأهل يريدون التدخل في اختيار الولد لرفاقه يشجعونه أحيانًا على اختيار من لا يرغب في صحبتهم ويطلبون منه الابتعاد عمن يرتاح إليهم. في جميع الأحوال ينبغي احترام شخصية المراهق لأنه شديد النرجسية شديد الحساسية لكل ما يسيء إلى اعتباره لذاته أو لمعنوياته, ولعل المراقبة غير المباشرة والتلميح الذكي والقدوة الحسنة وملء الفراغ بالنشاطات الدراسية والترفيهية السليمة وإشباع الحاجات بالشكل المتسامي خير من الوعظ المستمر الذي لا يجدي. أما إذا انعدمت الثقة بين المراهق وبين المربين وانسدت سبل الحوار والتفاهم خاصة في البيئات المتسلطة أو الفوضوية فإن النتيجة ستكون وخيمة وسوف يعمد المراهق عندئذ إلى تأكيد ذاته بالشكل السلبي أو المرضي!! صراع أم تفاعل؟ الواقع أن العلاقة بين الأجيال هي علاقة تفاعل وليست علاقة صراع حيث إن الأهل والأبناء الأصل أنهم لا يكنون لبعضهم إلا المحبة والاحترام وهذا هو شرعنا الرائع يقول يوسف أسعد في كتابه [رعاية المراهق]: 'ذلك أن التصارع ربما يعني المقاومة التي لا تنتهي إلى حدوث تفاعل؟ أو الوصول إلى محصلة نهائية أما التفاعل فإنه يعني بالضرورة حدوث تداخل واندماج بين الطرفين المتفاعلين، بحيث ينتهي هذا التفاعل إلى نتيجة جديدة ومحصلة عام' 'ولا شك أن الأسرة المتماسكة هي المؤهلة لرعاية مطالب المراهق النفسية والاجتماعية، وهي الجديرة بحدوث تفاعل بينها وبينه .. بحيث تبزغ شخصية المراهق لا كنسخة من شخصيات الكبار، أو كنسخة من الإخوة والأخوات الكبار، بل تبزغ كنتيجة للتفاعل بين أفكار وقيم واتجاهات الكبار، وبين أفكار وقيم واتجاهات المراهقين' إن القاعدة الإسلامية في التربية تقوم على ركيزتين متوازيتين: الأولى: الثبات على قيم الدين والأخلاق. الثانية: الحرية والحركة نحو المستقبل. فالحياة الإسلامية تعرف جيدًا ظاهرة الاختلاف بين الأجيال ولكنها لا تعرف أبدًا ظاهرة الصراع بين الأجيال. صراع الأجيال عند عمر بن الخطاب لقد تنبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وقت مبكر من التاريخ الإسلامي حين قال: 'أحسنوا تربية أولادكم فقد خلقوا لجيل غير جيلكم', وكأن أمير المؤمنين يلمح بهذا إلى ما يحدث في حياة البشر من التغيير فيقول: 'أحسنوا تربية أولادكم', أي اضبطوهم بالقيم الثابتة كي لا يجرفهم التغيير فيحيدوا عن سواء السبيل. أسباب الصراع لا يفوتنا قبل أن نختم هذا الموضوع أن نذكر بعض الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى ما يسمى بمشكلة الصراع بين الأسرة والأبناء ومن أبرزها: 1ـ المبالغة في التدليل: عندما لا يجد المراهق نفس القدر من الاهتمام خارج المنزل فسوف تتحول مواقفه إلى مواقف عدوانية أو يتحول إلى سلوك انسحابي أو انطوائي. 2ـ المبالغة في السيطرة والضغط: وهو أسلوب لا يتيح للمراهق فرصة التفكير المستقل، وسيكون رد الفعل قويًا من الأبناء أو يتحول رد الفعل إلى خضوع واستكانة. 3ـ النبذ والإهمال: وهو أخطر عوامل الصراع وقد يكون صريحًا كالكراهية أو ضمنيًا كالإهمال وعدم الاهتمام بالمراهق. 4ـ اختلاف الأجيال: فقد يكون هناك خلاف وتغير في المفاهيم وهنا يأخذ الأهل طريقين: إما التساهل حتى لا يظهروا بمظهر المتخلف أمام الأبناء أو يتمسكوا بقوة بكل ما لديهم من معايير. تطور الوالدين: يجب ألا يقف الآباء والأمهات عند تاريخهم السابق وزمانهم، بل يجب أن يطوروا أنفسهم بما يتلاءم مع الزمن الحالي الذي يعيش فيه المراهق، إن تطور الوالدين سوف يعكس ما هو أفضل وأنسب للمراهقين خاصة فيما يرتبط بالأفكار والممارسات العقلية بدلاً من تلك الأفكار المرتبطة بالعقود السابقة. كما يمنع هذا التطور الصراعات غير الضرورية القائمة بين الآباء والمراهقين أو السلوك المختفي للمراهق والذي قد يؤدي إلى الشعور بالذنب، إنه لا يمكن أن تتطور علاقة الصداقة والتفاهم والثقة بين المراهقين ووالديهم، إذا عاش الوالدان وفقًا لأفكار لا يستطيع المراهقون فهمها أو قبولها, وفي النهاية أقول للأم والفتاة كونا صديقتين ولا تكونا نسختين لأصل واحد |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كثرة النقد تضجر | يمامة الوادي | منتدى الحوار والنقاش وتصحيح الأمور العارية من الصحه | 13 | 2010-03-02 6:02 PM |
بكيت من كثرة ذنوبي | دفق الحنان | المنتدى العام | 4 | 2008-11-25 10:11 PM |
كثرت الأخطاء الطبيه>>ترى من هو المسؤول؟؟ | كسرالخواطر | منتدى الحوار والنقاش وتصحيح الأمور العارية من الصحه | 8 | 2008-10-13 5:08 AM |
هل كثرة المديح تفسد الانسان؟ | ام شهاب | المنتدى العام | 17 | 2005-03-01 3:41 AM |