لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
يوميات معاذ .. صدمة ثم إفاقة
أحداث هذه القصة ربما حدثت وربما لم تحدث، ولكنها مستوحاة من واقع الحياة اليومية للكثير من شباب المسلمين، وقبل أن أبدأ في سرد أحداث هذه القصة أحب أن أعرفكم بالبطل [بطل هذه السلسلة من الأحداث] 'معاذ' معاذ واحد من شباب المسلمين، يعيش كغيره من الشباب حياة عادية ليس فيها جديد، فهو أيام الدراسة مشغول بمذاكرته ومحاضراته، وفي الصيف يعيش في فراغ كبير، وأحيانًا يشغل وقته في اللعب واللهو والخروجات مع أصدقائه. بالمناسبة: أصدقاء معاذ لمعلوماتكم ينقسمون إلى قسمين: القسم الأول: أيمن وأصدقاؤه. القسم الثاني: أحمد وأصدقاؤه. أيمن وأصدقاؤه باختصار من فئة الشباب الذي يحيا بالطول وبالعرض كما يقال في مصطلحات الشباب, أو 'شاب روش' بمعنى آخر. فهو يقضي أيامه في اللعب واللهو، ولا يحمل همًا في الحياة ولا هدفًا لها. أما أحمد وأصدقاؤه فهم على النقيض تمامًا من أيمن وأصدقاؤه، فهم أشخاص ملتزمون في كل شيء، دنيا ودين، علاقاتهم بخالقهم جيدة، فهم يحافظون على الصلوات، ولا ينخرطون فيما ينخرط فيه الشباب من لهو ومجون، وفي ذات الوقت لهم لهوهم وترفهم المباح، الذي لا يُعصى فيه الله عز وجل، ولا تنتهك محارمه. والعجيب أن معاذ كان مصاحبًا للنوعين؛ فتارة يخرج مع أيمن، ويتصرف كما يتصرفون، وتارة يخرج مع أحمد، ويتصرف كما يتصرفون. وفي كل مرة كان قلب معاذ يختلج بمشاعر شتى؛ فهناك نداء بعيد داخل عقله يلح عليه أن يسلك مسلك أحمد، وأن يبتعد عن أيمن، وهناك أيضًا نداء أقوى يلح عليه أن يستمتع بأيامه وحياته؛ لأنه أيام الشباب تذهب ولا تعود، فليستغلها في تحقيق شهواته وملذاته قبل أن يكون غير قادر على هذا. وكان معاذ يعيش صراعًا داخليًا، وهو يشعر بالحيرة بين هذين الداعيين، وينتظر ما ستسفر عنه الأيام. وحدث ما توقعه: ففي يوم من الأيام كان في نزهة مع أيمن، وحدثت مشادة بين صديقين من أصدقاء أيمن، كانت الشلة تتحدث عن متانة العلاقة بينهما وقوتها، فهما صديقان منذ الطفولة، ولكن حدثت مشادة بينهما تطورت بعد ذلك إلى سب وتنابز بالألقاب، ثم تطورت إلى الضرب. كل هذا وباقي أعضاء الشلة يجلسون مندهشين بما يحدث، والذي أصابهم بالذهول ما قاله كل صديق من المتعاركين لصديقه. فكل واحد منهما أخذ يذكر صديقه بمواقف فعلها معه تدل على نذالة ونقص في الرجولة، وأن كلا منهما يحمل للآخر مواقف أخرى، ولكنه كان يسكت عنها من أجل العشرة. وتعجب معاذ بشدة من هذا الموقف، كيف يمكن أن يحدث هذا بين صديقين من المفترض أن يكونا من أفضل الأصدقاء، وكيف تهاوت العلاقة التي دامت سنوات أمام موقف واحد من الغضب؟ وبعد هذا الموقف نما شعور قوي بداخل معاذ أنه هناك شيء غير صحيح بين هؤلاء الشباب، وأسرها معاذ في قرارة نفسه ولم يبدها لهم. ويشاء العزيز القدير أن يخرج معاذ مع أحمد وأصدقائه في نزهة قصيرة، ويحدث مشادة بين صديقين من أصدقاء أحمد ويعلو صوتهما. وهنا ينتبه معاذ بشدة، ويصغي أذنيه ليرى ماذا سيحدث بينهما، هل ستنقلب الأمور إلى تطاول الأيدي والأرجل والألسن، أم ماذا سيحدث؟ ويبدأ أصدقاء أحمد في التهدئة بين الصديقين المتنازعين، وعلى الفور ينتهي الموقف وينقضي الخلاف، بل ويعتذر كل صديق لصديقه على هذا الموقف الذي حدث بينهما. وينظر معاذ إلى هذا الموقف بدهشة، وعلى الفور تراءى له صورة المشادة التي حدثت بين أصدقاء أيمن وصورة هذه المشادة، وعقد المقارنة بينهما، وأيقن أن العلاقة بين هؤلاء الشباب علاقة صافية نقية، ولا يوجد بينهم من يحمل ضغينة لأحد على عكس أصدقاء أيمن. وعندما عاد معاذ إلى بيته جلس في غرفته وحيدًا، وأخذ يسترجع شريط حياته من ذكريات وأحداث، ومرت على ذهنه أحداث كثيرة، ولاحظ أن غالبية الأحداث التي تركت في نفسه آثارًا سلبية كانت مع أيمن وأصدقائه، أما الأحداث التي تركت في ذهنه آثارًا إيجابية كان أكثرها مع أحمد وأصدقائه. كما لاحظ أن أحمد وأصدقائه لم تربطهم به مصلحة دنيوية على الإطلاق فقد كانت العلاقة دائمًا بينهم مرتبطة بحضور مجالس العلم والتحفيظ وغيرها من تلك الأماكن المباركة. كما لاحظ أيضًا أنه يشعر براحة نفسية شديدة عقيب أي لقاء بينه وبين أحمد وأصدقائه، على العكس من أيمن وأصدقائه، الذين يشعر معهم بمتعة لحظية ثم بعد ذلك يصاب بالاكتئاب والحزن والضيق عندما يتركهم ويذهب. العديد والعديد من الذكريات والأحداث مرت على ذهن معاذ، وشعور داخلي يتعمق ويقوى بأن الصواب مع أحمد وأصدقائه، وأنه بحاجة إلى أن يأخذ قرار مصيري في حياته. هل ينهي العلاقة مع أيمن وأصدقائه، أم أنه لن يستطيع أن يبتعد عنهم؟ ثم استعان بالله واتخذ أهم قرار في حياته؛ قراره بأن يودع ماضيه ويبدأ مرحلة جديدة في حياته مرحلة شعارها الالتزام بدين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقرر أن يبلغ أحمد بهذا القرار المصيري.
التعديل الأخير تم بواسطة يمامة الوادي ; 2006-10-30 الساعة 2:16 AM.
|
|
يوميات معاذ [2]
: قرر معاذ أن يسلك الطريق الذي سلكه أحمد صديقه من قبل، هكذا توقفنا في الحلقة السابقة من يوميات معاذ وبعد أن أخذ معاذ القرار ذهب إلى صديقه أحمد ليبشره بهذا الخبر السعيد، ودار بينهما هذا الحوار داخل منزل أحمد قال معاذ في قلق: السلام عليكم يا أحمد. رد أحمد في بشاشة: وعليكم السلام يا معاذ، كيف حالك، وما هذه الزيارة السعيدة؟ تساءل معاذ في حرج: أرجو ألا أكون قد أزعجتك بزيارتي؟ أجاب أحمد في دهشة: كلا يا أخي الحبيب أنت دائمًا على الرحب والسعة. قال معاذ وقد بدأت وجنتاه تعلوهما حمرة الخجل: كنت أريدك في موضوع هام. قال أحمد: تفضل يا صديقي. اندفع معاذ قائلا وكأنه كان ينتظر هذه الفرصة منذ وقت طويل: أنا أخذت قرارًا هامًا وأريدك أن تساعدني على تنفيذه، فليس هناك أحد غيرك أعرفه يمكنه أن يساعدني على ذلك، فهل يمكنك ذلك؟ قال أحمد وقد زادت دهشته: بالطبع يا صديقي..... ولكن أعرفه أولًا. قال معاذ في حزم: لقد قررت أن أتخلى عن حياتي السابقة، وأنتقل إلى حياة أخرى كالتي تحياها أنت وأصدقاؤك. اندفع أحمد ليحتوي معاذ بين ذراعيه وهو يقول في سعادة كبيرة: مبارك يا صديقي، والله كنت أتمنى هذه اللحظة من شهور، فأنا أحبك في الله، وأتمنى لك كل خير. قال معاذ في حياء شديد: بارك الله فيك يا أخي الحبيب، ولكن المهم هو أني لا أعرف معنى الالتزام وجوانبه وما هي الصورة الصحيحة للملتزم حتى لا أقع في غلو مقيت أخشى منه، أو تفريط مخل يضيع معاني الالتزام. أطلت نظرة إعجاب من عين أحمد وهو يقول لمعاذ: بارك الله فيك يا معاذ، والله كأنك تحكي عما بداخلي تمامًا، حسنًا يا معاذ هيا بنا. قال معاذ في حيرة: إلى أين؟ أجاب أحمد: إلى الشيخ يوسف. تساءل معاذ: ومن هو الشيخ يوسف؟ أجاب أحمد في حماسة شديدة: إنه رجل رائع يا معاذ، كان له فضل كبير بعد الله سبحانه وتعالى في أن يعرفني الطريق الصحيح وأن يعلمني المعنى الحقيقي للالتزام. قال معاذ في تردد وقد بدأت نبرة صوته يكسوها بعض القلق: ولكني لم أسمع عنه من قبل؟ فهل أنت متأكد منه يا أحمد؟ أنت تعرف أن هناك من يضع لك السم في العسل. أجاب أحمد ضاحكًا: لا تقلق يا صديقي فأنا لست غبيًا أو جاهلًا حتى يضحك عليَّ أي أحد كائنًا من كان، فأنا أعرض الكلام على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما وافقه سمعته وما خالفه تركته، والحق يقال لم يخبرني الشيخ يوسف بأمر من الأمور إلى وكان موافقًا لكتاب الله وسنة رسوله. تردد معاذ قليلا ولكنه حسم أمره وقال: حسنًا يا أحمد سآتي معك وأرى. قال أحمد: حسنًا، هيا بنا يا معاذ لنصلي معه العشاء في المسجد الذي يصلي فيه دائمًا. وانطلق الصديقان إلى المسجد الذي يصلي فيه الشيخ يوسف، وبعد الصلاة أخذ أحمد بيد صديقه معاذ واتجه إلى الشيخ يوسف لكي يتم التعارف بينهما وعندما وقفا أمام الشيخ يوسف نظر إليه معاذ في شك وريبة. كان الشيخ يوسف شاب متوسط القامة ممتلئ نسبيًا قمحي اللون، له لحية سوداء ليست بالكثيفة يرتدي كغيره من الشباب الذين هم في مثل سنه قميصًا وبنطالًا ، تبدو السماحة على وجهة فهو دائم الابتسام. وبعدها قال أحمد في سرور: هذا صديقي معاذ يا شيخ يوسف الذي كلمتك عنه سابقًا، وهو أعز أصدقائي. نظر الشيخ يوسف إلى معاذ وهو يبتسم ومد يده إليه قائلا: مرحبًا بك يا معاذ، الحقيقة أنني من كثرة ما سمعت عنك من أحمد تمنيت أن أراك، كيف حالك؟ قال معاذ ولا زال قلبه يحمل بعض الشك والذي بدى واضحًا في نبرات صوته: الحمد لله بخير حال، ولكن ما الذي كان يخبرك به أحمد؟ أجاب الشيخ يوسف بابتسامة رقيقة وقد فهم مقصود معاذ من السؤال: كان يخبرني كثيرًا عنك وأنك من خيرة أصدقائه وأنه يعتقد أن لك عقلًا رشيدًا سيهديك يومًا إلى ما يحبه الله ويرضاه. قال معاذ وقد بدأ القلق ينسحب تدريجيا من نبرات صوته وبدأ يشعر بالارتياح من كلام الشيخ يوسف: جزاك الله خيرًا، هو أيضًا كان يتكلم عنك كثيرًا بالخير. تدخل أحمد في الكلام لكي يدخل في الموضوع مباشرة: اسمح لي يا شيخ يوسف... معاذ جاءني منذ قليل وأخبرني بأنه يريد أن يلتزم؛ وأن يصبح إنسانًا مختلفًا، ولكنه لا يعلم معنى الالتزام وحقيقته وجوانبه، كما أنه يخشى من أن يقع منه إفراط أو تفريط فأخبرته أن أفضل من يقوم بشرح هذا الكلام لك هو شيخي الحبيب الشيخ يوسف. ابتسم الشيخ يوسف في خجل وقال: جزاك الله خيرًا يا أحمد. ثم مال على أذن معاذ وهو لا زال يحتفظ بابتسامته العذبة: ولكن هل أنت جاد يا معاذ؟ رد معاذ في سرعة وحسم: إن شاء الله يا شيخ يوسف. قال الشيخ يوسف: حسنًا يا معاذ، ما هو الموعد الذي يناسبك لنبدأ معًا رحلة الالتزام. رد معاذ قائلًا: هل يناسبك الخميس بعد صلاة العشاء؟ قال الشيخ يوسف: نعم يا معاذ يناسبني. رد معاذ بسرور: حسنًا جزاك الله خيرًا، إلى اللقاء يا شيخ يوسف إلى موعدنا الخميس القادم. قال الشيخ يوسف بابتسامته المعهودة: إلى اللقاء يا معاذ، موعدنا الخميس القادم إن شاء الله. وودع الشيخ يوسف معاذ وأحمد ثم أكمل حديثه مع باقي شباب المسجد في سرور وابتسامته لا تفارق وجهه. وانطلق معاذ وهو يؤمل نفسه، ماذا سيعرف عن الالتزام وكيف سيكون شكله وما هي طبيعته وهو ينتظر بفارغ الصبر ماذا سيحدث يوم الخميس القادم.
التعديل الأخير تم بواسطة يمامة الوادي ; 2006-10-30 الساعة 2:18 AM.
|
|
يوميات معاذ الفرق الكبير
ذهب معاذ إلى الشيخ يوسف في الموعد المحدد بينهما لكي يبدأ معه مشوار الألف ميل في رحلة الالتزام. ذهب إليه وعقلة ممتلئ بالأفكار والتصورات عن الالتزام وأهل الالتزام، وصورتهم وسمتهم وأخلاقهم. تصورات منها السلبية ومنها الإيجابية، وأخذ يتخيل الحوار الذي سيدور بينه وبين الشيخ يوسف. وكالعادة أتى الشيخ يوسف في موعده المحدد تمامًا، وأخذ بيد معاذ ودخل به إلى المسجد، وبعد أن صليا تحية المسجد جلسا سويًا، ليبدأ الحوار بينهما كالتالي. فابتسم الشيخ يوسف قائلًا بحب صادق: بخير يا معاذ والحمد لله، وأنت كيف حالك؟ رد معاذ قائلًا: الحمد لله يا شيخ يوسف بخير حال. اتسعت ابتسامة الشيخ يوسف وهو يهمس في أذن معاذ مازحًا: ألا زلت تريد أن تعرف معنى الالتزام يا معاذ، أم أن الأمر ذهب أدراج الرياح؟ أجاب معاذ في جدية: بالطبع يا شيخ يوسف، أنا لا زلت عند كلمتي وقراري بأن أسلك هذا الطريق، وإلا لم أكن لآتيك اليوم من الأساس. ضحك الشيخ يوسف قائلًا: بالطبع يا معاذ، أنا أمزح معك قليلًا فقط. ثم تحولت ملامح الشيخ يوسف إلى الجدية الشديدة قائلًا: حسنًا، لنبدأ معا رحلتنا الشيقة للغوص في أعماق الالتزام، لنتعرف عليه ونسبر أغواره. حديثنا يا معاذ عن الالتزام سيكون في عدة محاور: أولًا: حقيقة الالتزام. ثانيًا: جوانب الالتزام. ثالثًا: خصائص الالتزام. رابعًا: عوائق الالتزام. وتحت كل محور من هذه المحاور سيكون هناك العديد من النقاط التي توضحه وتبينه. قال معاذ في حماس شديد: حسنًا يا شيخ يوسف، لنبدأ على الفور بالكلام عن حقيقة الالتزام، فهذا أشد ما أحتاج إليه أنا والكثير من الشباب غيري. نظر إليه الشيخ يوسف نظرة طويلة ثم قال: حسنًا يا معاذ، أود أن أسألك سؤالًا قبل البداية: من في نظرك أفضل من التزم بدين الله عز وجل؟ أطرق معاذ رأسه قليلًا، ثم رفعها بعد تفكير قائلًا: الصحابة أليس كذلك؟ أطلت نظرة إعجاب من عين الشيخ يوسف وقال: بالضبط يا معاذ، صحابة النبي صلى الله عليه وسلم هم أفضل من التزم بالإسلام قولًا وعملًا، لذا فعلينا أن نعرف الفارق بيننا وبينهم في هذا الأمر، أليس كذلك؟ قال معاذ: بالتأكيد. تابع الشيخ يوسف قائلًا: أول فرق بيننا وبينهم يا معاذ يكمن في أمر غاية في الأهمية،كانوا يختلفون عنا فيه، وهو توحيد مصدر تلقيهم لأوامر حياتهم، وحصره في القرآن والسنة، وكذلك منهجهم في تلقي هذه الأوامر، وهو منهج التلقي للتنفيذ. حرك معاذ رأسه علامة على عدم الفهم قائلًا : لا أفهم يا شيخ يوسف، هلا وضحت لي الأمر قليلًا؟ ابتسم الشيخ يوسف وقال: لو صبرت قليلًا، كنت سأشرحه لك بالتفصيل الممل، اسمع هذا الحديث العظيم الذي يؤيد وجهة نظري، رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب يقرأ في صحيفة من صحف التوراة، فغضب صلى الله عليه وسلم كثيرًا ثم قال: [[ أفي شك أنت يا بن الخطاب؟!! ألم آت بها بيضاء نقية، لو كان أخي موسى حيًا ما وسعه إلا إتباعي]]. حسنه الألباني في إرواء الغليل. فقد كان صلى الله عليه وسلم يريد [ أن يقصر النبع الذي يستقي منه ذلك الجيل في فترة التكون الأولى على كتاب الله وحده؛ لتخلص نفوسهم له وحده، ويستقيم عودهم على منهجه وحده، ومن ثم غضب أن رأى عمر بن الخطاب t يستقي من نبع آخر ]. ولئن كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يبقي هذه القاعدة راسخة في أمته إلى قيام الساعة؛ فقد قدر الله أن تختلف الأمة من بعده اختلافًا كثيرًا، وتتعدد المصادر التي يتلقى منها المسلمون أوامرهم، وحدث ما كان يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم، و[صبت في النبع الذي استقت منه الأجيال التالية فلسفة الإغريق ومنطقهم، وأساطير الفرس وتصوراتهم، وإسرائيليات اليهود ولاهوت النصارى، وغير ذلك من رواسب الحضارات والثقافات، واختلط هذا كله بتفسير القرآن الكريم، وعلم الكلام، كما اختلط بالفقه والأصول أيضًا، وتخرج على ذلك النبع المشوب سائر الأجيال بعد ذلك الجيل؛ فلم يتكرر ذلك الجيل أبدًا]. فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من خلط المصادر واختلاط المفاهيم، فقال في الحديث الصحيح: [[ لتتبعن سنن الذين من قبلكم، شبًرا بشبر أو ذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ]]، قالوا: اليهود والنصارى، قال: [[ فمن؟ ]] ولعلنا بعد ذلك تزول عنا الحيرة التي تصيبنا كلما قارنَّا بين حالنا وحال هذا الجيل الفريد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنَّى للجيلين أن يتشابها، والمصدر الذي يستقي منه الجيلان مختلف؟ يقول الشيخ علي القرني: [ إن مقارنةً يجريها المنصف بين أمتنا في سابق عهدها وهي مطويةٌ في بطون الأرض والكتب، وبين هذه الأمة التي تجوب في حاضرها اليوم على وجه الأرض؛ يجد الفرق شاسعًا، والبون عظيمًا، وأوجه الشبه تكاد تكون مفقودةً مع وجود الاشتراك في النسب والاسم، ولو التمسنا السبب بحق لوجدناه قريبًا منَّا، والله ما هو إلا هدى القرآن، أقامه الأولون، وجمعوا عليه قلوبهم، وعلى أخلاقه روضوا أنفسهم، رباهم، وأدبهم، وزكاهم، وصفى قرائحهم، وجلى مواهبهم، وصقل ملكاتهم، وأرهف عزائمهم، وهذب أفكارهم، ومكن للخير في نفوسهم ]. فالصحابة مصدرهم ونبعهم في غاية النقاء والكمال، أما نحن فمصدرنا مختلط مع العادات والتقاليد والأعراف، وغيرها من الأمور التي تكفي واحدة منها فقط لتعكر أي نبع صاف وتحوله إلى نبع آسن، فكيف إذا اجتمعت كلها؟ وإليك موقف من أعجب المواقف التي تمر على قارئ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، موقف بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يدل إلا على أنهم بالفعل لم يكن لديهم إلا مصدر واحد للتلقي هو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. روى البخاري ومسلم عن أبي بكرة t قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر، قال: [[ أتدرون أي يوم هذا؟ ]]، قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: [[ أليس يوم النحر؟ ]]، قلنا: بلى، قال: [[ أي شهر هذا؟ ]]، قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: [[ أليس ذو الحجة؟ ]]، قلنا: بلى، قال: [[ أي بلد هذا؟ ]]، قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: [[ أليست بالبلدة الحرام؟ ]]، قلنا: بلى، قال: [[ فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم، هذا إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت؟ ]]، قالوا: نعم، قال: [[ اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ]]. انظر إلى تعبير ذلك الصحابي الجليل [حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه]، إنه لا يجد أي غضاضة في أن يغير النبي صلى الله عليه وسلم اسم اليوم الذي وجد منذ آلاف السنين، وليس هذا فقط، ولكن أيضًا اسم الشهر واسم البلد التي تربى ونشأ فيها. يا له من تسليم مطلق وانقياد تام لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولذلك يا معاذ حتى نتشبه بهؤلاء الأفذاذ ونقتفي أثرهم؛ [ لا بد أن نرجع ابتداء إلى النبع الخالص الذي استمد منه أولئك الرجال، النبع المضمون أنه لم يختلط ولم تشبه شائبة، نرجع إليه نستمد منه تصورنا لحقيقة الوجود كله، ولحقيقة الوجود الإنساني ولكافة الارتباطات بين هذين الوجودين وبين الوجود الكامل الحق، وجود الله سبحانه، ومن ثم نستمد تصوراتنا للحياة، وقيمنا وأخلاقنا، ومناهجنا للحكم والسياسة والاقتصاد، وكل مقومات الحياة ]. هل فهمت يا معاذ؟ رد معاذ في حزم: نعم يا شيخ يوسف، فهمت كل شيء. تابع الشيخ يوسف قائلًا: هناك عامل أساسي آخر غير اختلاف طبيعة النبع، ذلك هو اختلاف منهج التلقي عما كان عليه في ذلك الجيل الفريد. إنهم -في الجيل الأول- لم يكونوا يقرؤون القرآن بقصد الثقافة والاطلاع، ولا بقصد التشوق والمتاع . لم يكن أحدهم يتلقى القرآن ليستكثر به من زاد الثقافة لمجرد الثقافة. إنما كان يتلقى القرآن ليتلقى أمر الله في خاصة شأنه وشأن الجماعة التي يعيش فيها، وشأن الحياة التي يحياها هو وجماعته، يتلقى ذلك الأمر ليعمل به فور سماعه. نعم, إنه شعور التلقي للتنفيذ, أن تتلقى القرآن والسنة لا لتقيم الحجة على نفسك، وإنما لتنفذها في أرض الواقع، وتستخدمها للغرض الذي أنزلت من أجله، وهو أن تكون منهجًا يسير عليه الداني والقاصي، ولذلك [لم يكن أحدهم ليستكثر منه في الجلسة الواحدة، لأنه كان يحس أنه إنما يستكثر من واجبات وتكاليف يجعلها على عاتقه، فكان يكتفي بعشر آيات حتى يحفظها ويعمل بها، كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه.] وهذا الشعور –شعور التلقي للتنفيذ- [كان يفتح لهم من القرآن آفاقًا من المتاع وآفاقًا من المعرفة، لم تكن لتفتح عليهم لو أنهم قصدوا إليه بشعور البحث والدراسة والاطلاع، وكان ييسر لهم العمل، ويخفف عنهم ثقل التكاليف، ويخلط القرآن بذواتهم، ويحوله في نفوسهم وفي حياتهم إلى منهج واقعي، وإلى ثقافة متحركة لا تبقى داخل الأذهان ولا في بطون الصحائف، إنَّما تتحول آثارًا وأحداثًا تحوِّل خط سير الحياة ]. نعم يا معاذ, لن تكون ملتزمًا حقًا بدين الله إلا بعد أن تحقق هاتين الصفتين في نفسك؛ توحيد المصدر والتلقي للتنفيذ. فحقق في نفسك هاتين الصفتين تكن كما أخبر عنك الإمام الرباني ابن القيم رحمه الله، حين قال -صف حال من هم على هذه الشاكلة-: ا تملكه رسوم، ولا تقيده قيود، عمله على مراد ربه ولو كانت راحة نفسه في سواه، ملبسه ما تهيأ، مأكله ما تيسر، شغله ما أمر به في وقته، لا تملكه إشارة، ولا يتعبده قيد، ولا يستولي عليه رسم، حرٌ مجردٌ، دائرٌ مع الأمر المأمور به حيث دار، يأنس به كل محب، ويستوحش منه كل مبطل؛ كالغيث حيثما وقع نفع، وكالنخلة لا يسقط ورقها، وكلها منفعةٌ حتى شوكها، حزمٌ مع المخالفين لأمر الله، غضبٌ إذا انتهكت محارم الله؛ فهو لله وبالله، ومع الله، واهٍ له ما أغربه بين الناس! وما أشد وحشته! وما أعظم أنسه بالله وفرحه وطمأنينته وسكونه ]. كالليث يسرف في الفعال وليس يسرف في الزئير. بلغ انفعال معاذ ذروته وهو يقول للشيخ يوسف: كلام رائع يا شيخ يوسف، وماذا أيضًا من الصفات التي ينبغي أن تكون في الملتزم؟ ابتسم الشيخ يوسف قائلًا: اليوم سنكتفي بهذا القدر، فالتطبيق العملي أكثر أهمية بكثير من الكلام النظري المجرد. بادله معاذ الابتسامة قائلًا: وما هو المطلوب مني بالتحديد يا شيخ يوسف؟ اعتدل الشيخ يوسف في جلسته، وقال في حزم: المطلوب يا معاذ أن تبدأ من الآن في إعادة النظر في كل أمور حياتك، وفق المعايير الجديدة للفهم التي اتفقنا عليها اليوم. هل مصدرك في تلقيها هو القرآن والسنة، أم العادات والتقاليد والأعراف؟ هل شعورك في تلقي الأوامر هو التلقي للتنفيذ، أم التلقي للاستماع والاستمتاع فقط؟ انتصب معاذ واقفًا وقال: حسنًا يا شيخ يوسف، إلى أن نلتقي في المرة القادمة إن شاء الله. ودعه الشيخ يوسف قائلًا: إن شاء الله يا معاذ، في حفظ الله. |
|
يوميات معاذ الفرق الكبير
ذهب معاذ إلى الشيخ يوسف في الموعد المحدد بينهما لكي يبدأ معه مشوار الألف ميل في رحلة الالتزام. ذهب إليه وعقلة ممتلئ بالأفكار والتصورات عن الالتزام وأهل الالتزام، وصورتهم وسمتهم وأخلاقهم. تصورات منها السلبية ومنها الإيجابية، وأخذ يتخيل الحوار الذي سيدور بينه وبين الشيخ يوسف. وكالعادة أتى الشيخ يوسف في موعده المحدد تمامًا، وأخذ بيد معاذ ودخل به إلى المسجد، وبعد أن صليا تحية المسجد جلسا سويًا، ليبدأ الحوار بينهما كالتالي. فابتسم الشيخ يوسف قائلًا بحب صادق: بخير يا معاذ والحمد لله، وأنت كيف حالك؟ رد معاذ قائلًا: الحمد لله يا شيخ يوسف بخير حال. اتسعت ابتسامة الشيخ يوسف وهو يهمس في أذن معاذ مازحًا: ألا زلت تريد أن تعرف معنى الالتزام يا معاذ، أم أن الأمر ذهب أدراج الرياح؟ أجاب معاذ في جدية: بالطبع يا شيخ يوسف، أنا لا زلت عند كلمتي وقراري بأن أسلك هذا الطريق، وإلا لم أكن لآتيك اليوم من الأساس. ضحك الشيخ يوسف قائلًا: بالطبع يا معاذ، أنا أمزح معك قليلًا فقط. ثم تحولت ملامح الشيخ يوسف إلى الجدية الشديدة قائلًا: حسنًا، لنبدأ معا رحلتنا الشيقة للغوص في أعماق الالتزام، لنتعرف عليه ونسبر أغواره. حديثنا يا معاذ عن الالتزام سيكون في عدة محاور: أولًا: حقيقة الالتزام. ثانيًا: جوانب الالتزام. ثالثًا: خصائص الالتزام. رابعًا: عوائق الالتزام. وتحت كل محور من هذه المحاور سيكون هناك العديد من النقاط التي توضحه وتبينه. قال معاذ في حماس شديد: حسنًا يا شيخ يوسف، لنبدأ على الفور بالكلام عن حقيقة الالتزام، فهذا أشد ما أحتاج إليه أنا والكثير من الشباب غيري. نظر إليه الشيخ يوسف نظرة طويلة ثم قال: حسنًا يا معاذ، أود أن أسألك سؤالًا قبل البداية: من في نظرك أفضل من التزم بدين الله عز وجل؟ أطرق معاذ رأسه قليلًا، ثم رفعها بعد تفكير قائلًا: الصحابة أليس كذلك؟ أطلت نظرة إعجاب من عين الشيخ يوسف وقال: بالضبط يا معاذ، صحابة النبي صلى الله عليه وسلم هم أفضل من التزم بالإسلام قولًا وعملًا، لذا فعلينا أن نعرف الفارق بيننا وبينهم في هذا الأمر، أليس كذلك؟ قال معاذ: بالتأكيد. تابع الشيخ يوسف قائلًا: أول فرق بيننا وبينهم يا معاذ يكمن في أمر غاية في الأهمية،كانوا يختلفون عنا فيه، وهو توحيد مصدر تلقيهم لأوامر حياتهم، وحصره في القرآن والسنة، وكذلك منهجهم في تلقي هذه الأوامر، وهو منهج التلقي للتنفيذ. حرك معاذ رأسه علامة على عدم الفهم قائلًا : لا أفهم يا شيخ يوسف، هلا وضحت لي الأمر قليلًا؟ ابتسم الشيخ يوسف وقال: لو صبرت قليلًا، كنت سأشرحه لك بالتفصيل الممل، اسمع هذا الحديث العظيم الذي يؤيد وجهة نظري، رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب يقرأ في صحيفة من صحف التوراة، فغضب صلى الله عليه وسلم كثيرًا ثم قال: [[ أفي شك أنت يا بن الخطاب؟!! ألم آت بها بيضاء نقية، لو كان أخي موسى حيًا ما وسعه إلا إتباعي]]. حسنه الألباني في إرواء الغليل. فقد كان صلى الله عليه وسلم يريد [ أن يقصر النبع الذي يستقي منه ذلك الجيل في فترة التكون الأولى على كتاب الله وحده؛ لتخلص نفوسهم له وحده، ويستقيم عودهم على منهجه وحده، ومن ثم غضب أن رأى عمر بن الخطاب t يستقي من نبع آخر ]. ولئن كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يبقي هذه القاعدة راسخة في أمته إلى قيام الساعة؛ فقد قدر الله أن تختلف الأمة من بعده اختلافًا كثيرًا، وتتعدد المصادر التي يتلقى منها المسلمون أوامرهم، وحدث ما كان يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم، و[صبت في النبع الذي استقت منه الأجيال التالية فلسفة الإغريق ومنطقهم، وأساطير الفرس وتصوراتهم، وإسرائيليات اليهود ولاهوت النصارى، وغير ذلك من رواسب الحضارات والثقافات، واختلط هذا كله بتفسير القرآن الكريم، وعلم الكلام، كما اختلط بالفقه والأصول أيضًا، وتخرج على ذلك النبع المشوب سائر الأجيال بعد ذلك الجيل؛ فلم يتكرر ذلك الجيل أبدًا]. فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من خلط المصادر واختلاط المفاهيم، فقال في الحديث الصحيح: [[ لتتبعن سنن الذين من قبلكم، شبًرا بشبر أو ذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ]]، قالوا: اليهود والنصارى، قال: [[ فمن؟ ]] ولعلنا بعد ذلك تزول عنا الحيرة التي تصيبنا كلما قارنَّا بين حالنا وحال هذا الجيل الفريد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنَّى للجيلين أن يتشابها، والمصدر الذي يستقي منه الجيلان مختلف؟ يقول الشيخ علي القرني: [ إن مقارنةً يجريها المنصف بين أمتنا في سابق عهدها وهي مطويةٌ في بطون الأرض والكتب، وبين هذه الأمة التي تجوب في حاضرها اليوم على وجه الأرض؛ يجد الفرق شاسعًا، والبون عظيمًا، وأوجه الشبه تكاد تكون مفقودةً مع وجود الاشتراك في النسب والاسم، ولو التمسنا السبب بحق لوجدناه قريبًا منَّا، والله ما هو إلا هدى القرآن، أقامه الأولون، وجمعوا عليه قلوبهم، وعلى أخلاقه روضوا أنفسهم، رباهم، وأدبهم، وزكاهم، وصفى قرائحهم، وجلى مواهبهم، وصقل ملكاتهم، وأرهف عزائمهم، وهذب أفكارهم، ومكن للخير في نفوسهم ]. فالصحابة مصدرهم ونبعهم في غاية النقاء والكمال، أما نحن فمصدرنا مختلط مع العادات والتقاليد والأعراف، وغيرها من الأمور التي تكفي واحدة منها فقط لتعكر أي نبع صاف وتحوله إلى نبع آسن، فكيف إذا اجتمعت كلها؟ وإليك موقف من أعجب المواقف التي تمر على قارئ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، موقف بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يدل إلا على أنهم بالفعل لم يكن لديهم إلا مصدر واحد للتلقي هو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. روى البخاري ومسلم عن أبي بكرة t قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر، قال: [[ أتدرون أي يوم هذا؟ ]]، قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: [[ أليس يوم النحر؟ ]]، قلنا: بلى، قال: [[ أي شهر هذا؟ ]]، قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: [[ أليس ذو الحجة؟ ]]، قلنا: بلى، قال: [[ أي بلد هذا؟ ]]، قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: [[ أليست بالبلدة الحرام؟ ]]، قلنا: بلى، قال: [[ فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم، هذا إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت؟ ]]، قالوا: نعم، قال: [[ اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ]]. انظر إلى تعبير ذلك الصحابي الجليل [حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه]، إنه لا يجد أي غضاضة في أن يغير النبي صلى الله عليه وسلم اسم اليوم الذي وجد منذ آلاف السنين، وليس هذا فقط، ولكن أيضًا اسم الشهر واسم البلد التي تربى ونشأ فيها. يا له من تسليم مطلق وانقياد تام لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولذلك يا معاذ حتى نتشبه بهؤلاء الأفذاذ ونقتفي أثرهم؛ [ لا بد أن نرجع ابتداء إلى النبع الخالص الذي استمد منه أولئك الرجال، النبع المضمون أنه لم يختلط ولم تشبه شائبة، نرجع إليه نستمد منه تصورنا لحقيقة الوجود كله، ولحقيقة الوجود الإنساني ولكافة الارتباطات بين هذين الوجودين وبين الوجود الكامل الحق، وجود الله سبحانه، ومن ثم نستمد تصوراتنا للحياة، وقيمنا وأخلاقنا، ومناهجنا للحكم والسياسة والاقتصاد، وكل مقومات الحياة ]. هل فهمت يا معاذ؟ رد معاذ في حزم: نعم يا شيخ يوسف، فهمت كل شيء. تابع الشيخ يوسف قائلًا: هناك عامل أساسي آخر غير اختلاف طبيعة النبع، ذلك هو اختلاف منهج التلقي عما كان عليه في ذلك الجيل الفريد. إنهم -في الجيل الأول- لم يكونوا يقرؤون القرآن بقصد الثقافة والاطلاع، ولا بقصد التشوق والمتاع . لم يكن أحدهم يتلقى القرآن ليستكثر به من زاد الثقافة لمجرد الثقافة. إنما كان يتلقى القرآن ليتلقى أمر الله في خاصة شأنه وشأن الجماعة التي يعيش فيها، وشأن الحياة التي يحياها هو وجماعته، يتلقى ذلك الأمر ليعمل به فور سماعه. |
|
نعم, إنه شعور التلقي للتنفيذ, أن تتلقى القرآن والسنة لا لتقيم الحجة على نفسك، وإنما لتنفذها في أرض الواقع، وتستخدمها للغرض الذي أنزلت من أجله، وهو أن تكون منهجًا يسير عليه الداني والقاصي، ولذلك [لم يكن أحدهم ليستكثر منه في الجلسة الواحدة، لأنه كان يحس أنه إنما يستكثر من واجبات وتكاليف يجعلها على عاتقه، فكان يكتفي بعشر آيات حتى يحفظها ويعمل بها، كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه.]
وهذا الشعور –شعور التلقي للتنفيذ- [كان يفتح لهم من القرآن آفاقًا من المتاع وآفاقًا من المعرفة، لم تكن لتفتح عليهم لو أنهم قصدوا إليه بشعور البحث والدراسة والاطلاع، وكان ييسر لهم العمل، ويخفف عنهم ثقل التكاليف، ويخلط القرآن بذواتهم، ويحوله في نفوسهم وفي حياتهم إلى منهج واقعي، وإلى ثقافة متحركة لا تبقى داخل الأذهان ولا في بطون الصحائف، إنَّما تتحول آثارًا وأحداثًا تحوِّل خط سير الحياة ]. نعم يا معاذ, لن تكون ملتزمًا حقًا بدين الله إلا بعد أن تحقق هاتين الصفتين في نفسك؛ توحيد المصدر والتلقي للتنفيذ. فحقق في نفسك هاتين الصفتين تكن كما أخبر عنك الإمام الرباني ابن القيم رحمه الله، حين قال -صف حال من هم على هذه الشاكلة-: ا تملكه رسوم، ولا تقيده قيود، عمله على مراد ربه ولو كانت راحة نفسه في سواه، ملبسه ما تهيأ، مأكله ما تيسر، شغله ما أمر به في وقته، لا تملكه إشارة، ولا يتعبده قيد، ولا يستولي عليه رسم، حرٌ مجردٌ، دائرٌ مع الأمر المأمور به حيث دار، يأنس به كل محب، ويستوحش منه كل مبطل؛ كالغيث حيثما وقع نفع، وكالنخلة لا يسقط ورقها، وكلها منفعةٌ حتى شوكها، حزمٌ مع المخالفين لأمر الله، غضبٌ إذا انتهكت محارم الله؛ فهو لله وبالله، ومع الله، واهٍ له ما أغربه بين الناس! وما أشد وحشته! وما أعظم أنسه بالله وفرحه وطمأنينته وسكونه ]. كالليث يسرف في الفعال وليس يسرف في الزئير. بلغ انفعال معاذ ذروته وهو يقول للشيخ يوسف: كلام رائع يا شيخ يوسف، وماذا أيضًا من الصفات التي ينبغي أن تكون في الملتزم؟ ابتسم الشيخ يوسف قائلًا: اليوم سنكتفي بهذا القدر، فالتطبيق العملي أكثر أهمية بكثير من الكلام النظري المجرد. بادله معاذ الابتسامة قائلًا: وما هو المطلوب مني بالتحديد يا شيخ يوسف؟ اعتدل الشيخ يوسف في جلسته، وقال في حزم: المطلوب يا معاذ أن تبدأ من الآن في إعادة النظر في كل أمور حياتك، وفق المعايير الجديدة للفهم التي اتفقنا عليها اليوم. هل مصدرك في تلقيها هو القرآن والسنة، أم العادات والتقاليد والأعراف؟ هل شعورك في تلقي الأوامر هو التلقي للتنفيذ، أم التلقي للاستماع والاستمتاع فقط؟ انتصب معاذ واقفًا وقال: حسنًا يا شيخ يوسف، إلى أن نلتقي في المرة القادمة إن شاء الله. ودعه الشيخ يوسف قائلًا: إن شاء الله يا معاذ، في حفظ الله. ================= قيود الماضي ...... يوميات معاذ استيقظ يوسف من نومه صباح الخميس في العاشرة, ولكنه هذه المرة لم يعتدل من رقدته كعادته منذ أسابيع بل ظل نائما على ظهره مسترخيا وأطلق لعقله العنان. وبدأت الأفكار والذكريات تتدافع داخل عقله لتخرج له مشاهد من الماضي القريب يوم أن كان بعيدا عن الله, وبدأت أحاسيس شتى تختلج داخل قلبه وهو يتذكر المعاصي والآثام التي كان يفعلها في الماضي, ثم تاب منها وظن أنها اقتلعت من قلبه, وبدأت نفسه تراوده أن يعود إليها مرة أخرى. ثم انتفض..... نعم..... انتفض بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان..... اعتدل في جلسته, واستغفر ربه, واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم, وهز رأسه بشدة وكأنه يحاول أن يخرج هذه الأفكار من رأسه. ثم قام وتوضأ وصلى الضحى, وجلس يفكر ويتحدث مع نفسه عن هذا الأمر العجيب الذي حدث معه لأول مرة منذ أن بدأ الطريق, ودارت في نفسه أفكار شتى, ودون عدة أسئلة ليلقيها على الشيخ يوسف في لقائه الأسبوعي معه بعد صلاة العشاء. وفي وقت العشاء كان معاذ في المسجد وفقا للموعد المحدد بينه وبين الشيخ يوسف ووجده فعلا في المسجد, وبعد الصلاة رحب كل منهما بالآخر, ثم جلسا في زاوية من زوايا المسجد ليبدأ النقاش بينهما. بدأ معاذ الكلام في سرعة قائلا: قبل أن نبدأ يا شيخ يوسف, أريد أن أقص عليك موقف هام حدث لي اليوم صباحا, ولا زال يؤرقني إلى الآن. بدا القلق على وجه الشيخ يوسف وقال: ما الذي حدث يا معاذ, خير إن شاء الله. قال معاذ في اهتمام: خير إن شاء الله يا شيخ يوسف. ثم قص عليه ما حدث له في الصباح عندما استيقظ من النوم. تراقصت ابتسامة على وجه الشيخ يوسف وقال لمعاذ: يبدو أنك تقرأ أفكاري يا معاذ, هذا الموضوع هو ما سنتكلم فيه اليوم بإذن الله, تهللت أسارير معاذ وصاح قائلا: حقا يا شيخ يوسف, يا له توافق غريب, سبحان الله! قال الشيخ يوسف ضاحكا وقد لا حظ فرحة معاذ بفتح هذا الموضوع: ولكن يبدو أن هذا الموضوع كان يؤرقك. قال معاذ في خجل: بالفعل يا شيخ يوسف, هذا الموضوع يؤرقني وخاصة هذا اليوم. اعتدل الشيخ يوسف كعادته عندما يريد أن يبدأ في كلام مهم وقال: حسنا يا معاذ, موضوعك اليوم موضوع هام وشائك ويؤرق العديد من الشباب مثلك وليس أنت فقط. إنها محطة من أهم المحطات التي سنمر بها في رحلتنا المباركة.... محطة تهاوى على أعتابها العديد من الشباب..... محطة تعد بحق حجر العثرة في طريق أي شاب يريد أن يلتزم بدين الله تعالى.... إنها رواسب الماضي وتراكماته التي ما زال الشاب يحملها معه وهو لا يدري خطورتها. إن البيئة التي نتربى فيها يا معاذ تترك فينا الكثير من الرواسب والمتعلقات, السلبية منها والإيجابية, فقد قال r: ((الفَخرُ والخُيَلاءُ في الفدَّادِينَ أهلِ الوَبَر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية))([1]). قال الإمام النووي: (إن الفديد هو الصوت الشديد، فهم الذين تعلو أصواتهم في خيلهم وإبلهم وحرثهم). فكلنا يا معاذ نحمل هذه الرواسب بمميزاتها ومعوقاتها, فمن استطاع أن يتخلص من السلبي فيها ويترك الإيجابي وينميه؛ فقد حاز قصب السبق, وفاز بسعادة الدنيا والآخرة. هز معاذ رأسه علامة الاقتناع ثم قال: ولكن كيف الطريق يا شيخ يوسف للتخلص من هذه الرواسب رد الشيخ يوسف قائلا: الإنسان يا معاذ اجتماعيٌّ بطبعه، ولا شك أنَّه يتأثر بمن حوله، فالعادة مُحَكَّمَة، والأعرافُ غالبة، وقد ذكر أهلُ العلم أن للعادات تأثيراً عظيماً فيما يحبه الإنسان وفيما يبغضه، وأنَّ من أشد ما يصعب على الإنسان؛ مخالفة الناس في طبائعهم وعاداتهم، ومفارقة ما هواه الإنسان وألفه. وإذا انضافت إلى العادة الشهوة؛ تظاهر جنديان من جنود الشيطان على جند الله، ولا يقوى باعث الدين على قمعهما إلا بصدق اللُّجْإِ إلى الله، والتوكل عليه، والصبر على المجاهدة. فإذا علمت خطورة العادات والتقاليد كما سبق وجب عليك أن تسارع في التخلص منها حتى تصفو نفسك وتزكو روحك في طريقك الطويل إلى الله لأن ( الوصول إلى المطلوب موقوف على هَجْرِ العوائد وقطع العلائق وتخطي العوائق، فالعوائد؛ السكون إلى الدعة والراحة، وما ألفه الناس واعتادوه من الرسوم والأوضاع التي جعلوها بمنزلة الشرع المتبع؛ بل هي عندهم أعظم من الشرع، فإنهم يُنكرون على من خرج عنها وخالفها ما لا ينكرون على من خالف صريح الشرع) فاعلم يا معاذ، أنه لن يتم لك الأمر حتى تخلع عن نفسك عباءة العادات والتقاليد المستوطنة التي ألفها الناس من مخالفات ومنكرات وتساهلات وغيرها. واعلم أن طريق القوم قبلك المجاهدة وسيوفهم فيها التوكل وقناهم الدعاء بأن يلهمهم الله رشدهم ويعينهم على جهاد أنفسهم. قال أحد السلف: ما زلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي؛ حتى سُقتها إليه وهي تضحك. وقال آخر: ما زلت أجاهد شهوتي عشرين سنة حتى صارت شهوتي المجاهدة. لذلك فمن لم يوطن نفسه على مفارقة العادة، والخروج عنها، والاستعداد المطلوب منه؛ فهو مقطوع، وعن فلاحه ممنوع، ((وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ)) [التوبة : 46] اخرج بالعزم من هذا الفناء الضيق المحشو بالآفات إلى ذلك الفناء الرحب الذي فيه ما لا عين رأت فهناك لا يتعذر مطلوب ولا يفقد محبوب. اخلع مسمار العادة من قلبك.. إنك عندما تريد نزع مسمار في جدار فإنك تبدأ في زعزعة المسمار ث بعدها تنزعه بسهولة.. فما عليك إلا أن تزعزع مسمار العادات في قلبك.. فإذا كانت لديك عادة النوم الكثير ـ مثلا تنام عشر ساعات يوميا ـ فابدأ بزعزعة هذه العادة بالتدرج في تركها.. مثلا أن تنام تسعة ثم ثمانية.. وهكذا.. وإذا كان من عاداتك كثرة الأكل.. فتدرج في التخلص من ذلك.. وهكذا.. إذا كنت متعود على كثرة الخروج والسمر والسهر مع الأصدقاء.. فاربط نفسك في المنزل واستأنس بربك.. وحاول أن تجد قلبك في الخلوة.. واعلم أنه ليس كل العادات يجب خلعها (فالشريعة جاءت في العادات بالآداب الحسنة، فحرَّمت منها ما فيه فساد، وأوجبت منا ما لابد منه، وكرهت ما لا ينبغي، واستحبَّت ما فيه مصلحةٌ راجحةٌ في أنواع هذه العادات ومقاديرها وصفاتها) قال معاذ في حيرة: ولكن يا شيخ يوسف أتظن أن نفسي ستستجيب لي في النهاية قال الشيخ يوسف في ثقة: اعلم يا معاذ أن النفس البشرية فيها الاستعداد للانتقال الكامل من حياة إلى حياة, وذلك قد يكون أيسر عليها من التعديلات الجزئية في أحيان كثيرة, والانتقال الكامل من نظام حياة إلى نظام آخر أعلى منه وأكمل وأنظف، انتقال له ما يبرره في منطق النفس فلا تيأس من نفسك وابدأ الآن في التخلص من هذه الرواسب حتى لا تظهر لك أشباحها مرة أخرى وإليك مثال لمن استطاع أن يتخلص من رواسب الماضي.... إنه مرثد بن أبي مرثد كان يحمل الأسارى من مكة حتى يأتي بهم المدينة, وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها : عناق, وكانت صديقة له, فواعد رجلاً من أسارى مكة يحمله, قال : فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة . قال : فجاءت عناق ، فأبصرت سواد ظل تحت الحائط, فلما انتهت إليَّ عرفتني, فقالت : مرثد؟ فقلت : مرثد! فقالت : مرحباً واهلاً, هلم فبت عندنا الليلة : قال : فقلت : يا عناق حرم الله الزنا, فقالت : يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم, قال : فتبعني ثمانية ، ودخلت الحديقة, فانتهيت إلى غار أو كهف ، فدخلت ، فجاءوا حتى قاموا على رأسي ، فبالوا ، فظل بولهم على رأسي ، فأعماهم الله عني, قال : ثم رجعوا فرجعت إلى صاحبي فحملته؛ وكان رجلاً ثقيلاً؛ حتى انتهيت إلى الإذخر؛ ففككت عنه أحبله ، فجعلت أحمله ويعينني حتى أتيت به المدينة؛ فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله أنكح عناقاً؟ - مرتين - فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يرد عليَّ شيئاً حتى نزلت { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ، وحرم ذلك على المؤمنين } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : « يا مرثد, الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة, فلا تنكحها » . قال معاذ في عزم وقوة: بإذن الله يا شيخ يوسف سأستأذن الآن لأن عندي وقفة مع نفسي لأقتلع منها هذه العادات، فإلى اللقاء ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ودعه الشيخ يوسف بابتسامته العذبة قائلا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، |
|
الحمد لله رب العا لمين ان الله يهدي من يشاء ...
بارك الله فيك غاليتي يمامة على النقل الرائع ... اختكم في الله ... مـــهــا...
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
يوميات غبي | haneen2006 | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 14 | 2009-03-03 9:49 AM |
معاذ بن جبل رضي الله عنه | أبو عامر الشمري | المنتدى الإسلامي | 9 | 2008-09-17 6:32 AM |
سعد بن معاذ | 55ريما55 | المنتدى الإسلامي | 5 | 2007-04-18 10:43 PM |
(^_^) معاً معاً (^_^) | يمامة الوادي | منتدى الصوتيات والمرئيات | 13 | 2007-02-24 12:50 PM |