لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
![]() |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
![]() |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
![]() |
![]() ![]() |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
عـظـمـــــاء أســـــلـمـوا بسم الله الرحمن الرحيم *** الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين إن شاء الله تعالى سوف نتناول فى هذا الموضوع قصص إسلام رجال ونساء وجدوا أنفسهم وراحتهم مع دين الأسلام فهداهم الله للحنيفية السمحة فاعتنقوا الإسلام عن اقتناع تام بعد أن أستوقفهم الإسلام كشريعة لها منهاج يتفق مع العقل والمنطق وله آداب تستسيغها النفس والوجدان ويرجع بالإنسان إلى طبيعته حيث يتفق مع فطرته والله الموفق والمعين المصادر متعددة وموثوق بها ( 1 ) مارتن لينجز المفكر الإنجليزى *** من هو مارتن لينجز؟ *** وُلِد مارتن لينجز مارتن لينجز في لانكشاير بإنجلترا في يناير عام 1909م وأمضى طفولته الباكرة في أمريكا حيث كان يعمل والده وكان يدين بالنصرانية شأن أسرته التي لا تعرف عن الدين شيئًا إلا أنها نصرانية بالوراثة وهكذا نشأ هو خالي النفس من أية عقيدة يؤمن بها حق الإيمان. ولدى عودته إلى وطنه التحق بكلية كلينتون حيث ظهرت عليه مواهب قيادية واضحة رفعته إلى موقع رئيس الطلبة، ثم انتقل منها إلى أكسفورد لدراسة اللغة والأدب الإنجليزي وبدأت سمات نضجه الفكري تتضح بعد حصوله على شهادة الـ "A-B" في الآداب الإنجليزية فقد أخذ ينقب في كتب التراث عن الديانات المنتشرة في العالم ليقرأ عنها جميعًا فاستوقفه دين الإسلام كشريعة لها منهاج يتفق مع المنطق والعقل، وآداب تستسيغها النفس والوجدان. سافر بعد ذلك إلى ليتوانيا لتدريس الإنجليزية الأنجلوساكسونية وإنجليزية العصر الوسيط، واهتم في الوقت ذاته بالتراث القديم للبلاد من خلال الأغاني الشعبية والشعر. وفي عام 1940م سافر إلى مصر لزيارة صديق قديم له في جامعة القاهرة (فؤاد الأول آنذاك) ولدراسة الإسلام واللغة العربية، ولكن تُوُفِّي صديقُه في حادث فروسية، وعُرِضَ عليه أن يتولَّى المنصب الذي كان يشغله بالجامعة. قصة إسلام مارتن لينجز *** في مصر اعتنق لينجز الإسلام بعد لقائه بالعديد من الصوفيين التابعين للطريقة الشاذلية في مصر وسرعان ما تجلى فيه أثر التدين والتصوف، وغيَّر اسمه إلى أبي بكر سراج الدين، وصار صديقًا مقربًا للكاتب الفرنسي المسلم الصوفي عبد الواحد يحيى (رينيه جينو)؛ إذ اقتنع تمامًا بصحة نقده القاسي للحضارة الغربية. وقد كان لرينيه جينو تأثير حاسم على فكر لينجز. ويقول عن ذلك : (إن ما أثر عليَّ وجعلني أهتم بالإسلام، هو كتب مؤلِّف كبير كان مثلي اعتنق الإسلام وأصبح من قمم المتصوفة، إنه الشيخ (عبد الواحد يحيى) لقد تأثرت بكتبه التي صنفها عن الإسلام، حتى إنني لم أقرأ كتبًا من قبل في مثل عظمة كُتُبِه؛ مما دفعني لأن أسعى لمقابلة مَن كان سببًا في إسلامي فجئت إلى مصر حيث كان يعيش فيها وقتئذ). ثم يضيف فيقول : (لقد استفدت منه كثيرًا، فقد كان بحق عالمًا عاملاً بعلمه وأكثر ما تعلمته منه الزهد في الدنيا، وهو ما تسمونه أنتم التصوف). كما يقول : (مفهومي للتصوف أنه ليس انعزالاً عن الدنيا، ولكنه أخذٌ بأسباب الحياة في الظاهر، والإعراض عنها بالقلب؛ إن الرسول محمد (صلَّى الله عليه وسلم) لخص معنى التصوف كله في حديثه الشريف : (كُن في الدُّنيا كأنَّك غَريبٌ أو عابرُ سبيلٍ) أو ما قاله في حديث شريف آخر : (... إنَّما أنا والدنيا كَراكب استظل تحت شجرة ثمَّ راح وتركها) هذا هو مفهوم التصوف الذي تعلمته من الشيخ عبد الواحد يحيى). ويُذكَر أنه قد أشهر إسلامه على يد شيخ جزائري اسمه الشيخ "أحمد العلوي" التقى به في سويسرا التي كان يعمل بها مدرسًا، بعدها قام بتغيير اسمه من "مارتن لينجز" إلى اسم "أبي بكر سراج الدين". لقد استشعر لينجز أنه قد وجد نفسه مع هذا الدين الذي يتفق مع فطرة الإنسان حيث يعبر عن ذلك بقوله : "لقد وجَدتُ في الإسلام ذاتي التي افتقدتها طوال حياتي وأحسست وقتها أني إنسان لأول مرة، فهو دين يرجع بالإنسان إلى طبيعته حيث يتفق مع فطرة الإنسان). ثم أردف قائلاً - وقد أنارت الابتسامة وجهه -: "شاء الله لي أن أكون مسلمًا وعندما يشاء الله فلا رَادَّ لقضائه، وهذا هو سبب إسلامي أولاً وقبل كل شيء". هذا هو المفكر البريطاني المسلم الدكتور "أبو بكر سراج الدين" الذي كان يدين بغير الإسلام، ثم هداه الله للحنيفية السمحة؛ فاعتنق الإسلام عن اقتناع تام ثم علا بإيمانه فزهد في الدنيا، وأصبح متصوفًا في مجتمعاتٍ تموج بالفتن وإغراء الملذات، وتفرَّغ للدعوة إلى الله في بلاده، يحدوه الإيمان العميق بأن المستقبل للإسلام الذي هو الدين الحق المرسل لكل بقاع الأرض . استقر لينجز في مصر طوال فترة الأربعينيات حيث درَّس لطلبة كلية الآداب فكر وأدب شكسبير. وقد تزوج لينجز عام 1944م من ليزلي سمولي التي اتفقت مع أفكاره طوال الستين عامًا التي تلت ذلك التاريخ، وكان منزلهما الريفي في قرية صغيرة بجوار الهرم خلال حياته في القاهرة ملاذًا آمنًا لكثير من المصريين والأجانب الذين كانوا يستشعرون ثقل الحياة الحديثة. وَدَّ مارتن لينجز لو أمضى حياته في مصر لولا تدخل الأحداث السياسة، فقد أعقبت ثورة 1952م مظاهرات معادية للبريطانيين؛ نتيجة استمرار الاحتلال الإنجليزي لمصر وتدخل بريطانيا في شئون مصر الداخلية، وإفسادها لجميع مظاهر الحياة وكثرة الضحايا الذين سقطوا برصاص الاحتلال دون شفقة أو رحمة وقد قُتِل في هذه المظاهرات ثلاثة من زملاء لينجز في الجامعة، وجرى تسريح الأساتذة الإنجليز من الجامعة دون تعويض. وكانت العودة إلى لندن عام 1952م، وهناك استكمل لينجز دراسته للعربية في المدرسة الخاصة بالدراسات الشرقية والأفريقية بلندن، وفي عام 1962م حصل على الدكتوراه وكان موضوعها "الشيخ أحمد العلوي"، ونشرها في كتابٍ بعنوان "ولي صوفي من القرن العشرين"، كان من أعمق كتبه أثرًا بوصفه منظورًا فريدًا للروحانية الإسلامية من داخلها، وتمَّ نشرها بعد ذلك في كتب مترجمة إلى الفرنسية والأسبانية وغيرها، ومنذ ذلك الوقت اعتُبِرَ لينجز أحدَ المؤرخين الأساسيين للصوفية. عمل لينجز عام 1955م بالمتحف البريطاني، حيث عُيِّن مسئولَ خزانةِ المخطوطات الشرقية في المتحف الإنجليزي، وأصبح مسئولاً أيضًا عن المخطوطات الشريفة للقرآن، وهو الأمر الذي أدَّى إلى لَفْت انتباهه إلى الخط القرآني، وتبلْوُر كتابه "الفن القرآني في الخط والتذهيب"، وقد توافق صدوره مع قيام مؤسسة مهرجان العالم الإسلامي عام 1976م، وكان له صلة وثيقة بها. كما قام أيضًا بإخراج كتالوجين عن هذه المخطوطات العربية، تم وضعهما في المتحف البريطاني عام 1959م، والمكتبة البريطانية عام 1976م. إسهامات مارتن لينجز *** نشر لينجز قبل رحيله عن مصر عام 1952م، كتابًا بعنوان "كتاب اليقين.. المذهب الصوفي في الإيمان والكشف والعرفان" وخلال دراسته للحصول على ليسانس في اللغة العربية، أصدر كتابه ورائعته البليغة "محمد رسول الله وحياته" اعتمادًا على أقدم المراجع؛ وذلك عام 1973م ونال عنه جائزة الرئيس الباكستاني. وفاة مارتن لينجز *** رحل" المؤرخ الصوفي" أبو بكر سراج الدين (مارتن لينجز) المعروف بصاحب كتاب سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم عنَّا صباح الثاني عشر من مايو 2005م بعد احتفاله بمناسبة مولده السادس والتسعين. وبالرغم من العمر المديد الذي رحل عنه لينجز أو أبو بكر سراج الدين فقد جاء خبر رحيله صدمة للكثيرين الذين كانوا يلجئون إليه للمشورة الروحية طوال سنوات، وحتى قبل وفاته بعشرة أيام، حيث وقف يتحدث إلى جمهوره الذي بلغ حوالي ثلاثة آلاف في مركز ويمبلي للمؤتمرات بلندن عن ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بعد عودته من جولة شملت مصر ودبي وباكستان وماليزيا . ![]()
|
دافيد ليفلي .. الإسلام هو دين الله
![]() ولد دافيد ليفلي David Lively في مدينة فيلادلفيا شمال شرق الولايات المتحدة وأخذ في دراسة الرياضيات حتى تخرج في جامعة (ليهاي) متخصِّصًا في الكمبيوتر. ويقول عن نفسه : ( في بداية الشباب كنت مواظبًا على ارتياد الكنيسة البروتستانتية أنا وأسرتي والبروتستانتية مذهب غالبية الشعب الأمريكي وطالعت مبكرًا النصوص والمعتقدات الدينية، إلا أنني لاحظت أن عقلي وقلبي لا يتقبلان أمرين أساسيين من معتقدات النصرانية هما : --- عقيدة التثليث (مرفوضة بأي شكل) لتعارضها مع العقل. --- وعقيدة الخلاص المنسوبة للمسيح عليه السلام لما فيها من التناقض الديني في مجال الأخلاقيات. عند ذلك اندفعت للبحث عن معتقد جديد يعصمني من الانحراف والضياع ويملأ الفراغ الروحي الذي يعانيه ويشكو منه الشباب الأمريكي والأوربي. قصة إسلام دافيد ليفلي *** يتحدث دافيد ليفلي عن نفسه فيقول : (تعرفت على صديق أمريكي سبقني للإسلام، وكانت لديه ترجمة لمعاني القرآن الكريم بالإنجليزية، فأخذتها لأضيفها إلى ما لديَّ من كتب دينية وما إن بدأت في قرأتها حتى استراح قلبي للمبادئ التي اشتمل الإسلام عليها ثم اتجهتُ إلى الإسلام داعيًا الله بهذه الدعوات : يا صاحب الهداية، إذ لم يكن هذا الدين المسمَّى بالدين الإسلامي هو دينك الصحيح الذي ترضى عنه، فأبعدني عنه وعن أصحابي من المسلمين وإذا كان هو دينك الحق فقربني إليه وفقهني فيه. ولم يمر أسبوع إلا واستقرَّ الإسلام في قلبي ورسخ في ضميري فاطمأن قلبي وعقلي وسكنت نفسي، واستراحت إلى أن الإسلام هو دين الله حقًّا، وصدق القرآن عندما يقرِّر: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] إسهامات دافيد ليفلي *** حاول داود عبد الله التوحيدي (وهذا اسمه بعد إسلامه) تنبيه المسلمين لما هم عليه، طالبًا منهم تغيير أوضاعهم فيقول : (ما أبعد الفرق بين الإسلام وما يشتمل عليه من قيم وأخلاقيات وعقائد سامية وبين حال المسلمين من جهلهم بعقيدتهم وفقدانهم لقيمهم، وابتعادهم عن قيم الإسلام وأخلاقياته!! فحكام المسلمين تباطأوا في العمل من أجل الإسلام مع أنها رسالتهم السامية وعلماء الإسلام تخلوا عن دورهم الحقيقي في الدعوة وفي الاجتهاد واستنباط الأحكام، والمطلوب من علماء الإسلام ألاّ يكتفوا بحفظ التراث فقط بل عليهم العودة إلى إعمال الفكر الإسلامي، وعندئذٍ يعود إليهم نور النبوة والإيمان والتطبيق والنفع لغيرهم. وإنه لمِمَّا يثير الدهشة ابتعاد كثير من الشباب في العالم الإسلامي عن قيم الإسلام الروحية وانصرافهم عن تعاليمه في الوقت الذي نجد فيه شباب العالم الغربي متعطشًا إلى هذه القيم ولكنه لا يجدها في مجتمعاته العلمانية التي لا تعرف عن الإسلام شيئًا). أما عن أمنية ذلك المسلم الأمريكي داود التوحيدي : (إن أمنيتي أن تتواصل دراساتي الإسلامية، والتخصص في مجال مقارنة الأديان حتى أتمكَّن من الاشتراك في تربية الأجيال المقبلة من أبناء المسلمين في أمريكا والتصدي للغزو الفكري هناك، وحتى أعمل على نشر الإسلام بين غير المسلمين. كما أتمنى أن يأتي اليوم الذي أرى فيه للإسلام تأثيرًا في إعادة صياغة المجتمع الأمريكي في المستقبل وأن أشارك في نهضة الإسلام في أنحاء العالم فالإسلام لا يعرف الأوطان وإنما هو هداية مُرسلة إلى العالمين والقرآن الكريم يقول عن رسول الإسلام : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]. ![]()
|
لهندي راهول .. أسلم بسبب الصيام
![]() يثير شهر رمضان الفضيل وما يتبعه من احتفالات بعيد الفطر فضول واستغراب الكثيرين من غير المسلمين، ويستوقفهم للتفكير والسؤال عما يقوم به المسلمون في هذا الشهر من صوم وصلاة تراويح في المساجد وتهجد حتى ساعات متأخرة من الليل، وتفقد لأحوال الفقراء والمعوزين ومد يد المساعدة لهم أكثر من أي وقت آخر في السنة ثم ما يعقبه من فرحة وتهانٍ وتبادل للزيارات في عيد الفطر، ما يولد لديهم صورة إيجابية عن هذا الشهر وعن الصيام على وجه التحديد، تدفع بعضهم هذه الصورة إلى الرغبة في الصيام مع المسلمين على الرغم من أنهم لم يعتنقوا الإسلام بعدُ، لكنهم يريدون أن يجربوا هذا الصيام ويتعرفوا على سر القوة العجيبة التي يمتلكها المسلمون في البقاء ساعات طويلة خلال النهار بلا طعام أو شراب أو شهوة فضول محمود الشاب الهندي راهول واحد من هؤلاء الذين أثارهم صيام المسلمين في شهر رمضان، حتى كان هذا الصيام سببًا في إسلامه عن قصته مع الإسلام يقول راهول 26 سنة والذي اعتنق الإسلام منذ 9 أشهر : (نشأت في أحضان عائلة تتبع الديانة الهندوسية كحال معظم أهل الهند الذين تتعدد آلهتهم على الرغم من أنهم يتبعون نفس الدين، فمنهم من يعتبر الأصنام إلهًا له، ومنهم من يعبد البقر وغيرها من الحيوانات ومنهم من يعبد الشمس. وكبرت دون أن يلفت انتباهي أن هذا الدين وهذه الآلهة أغرقتني في بحر الشرك والكفر والضلال، حتى شاءت إرادة الله عز وجل أن أحظى بفرصة عمل في بلد عربي مسلم شهدت فيه الإسلام للمرة الأولى في حياتي، حيث عملت في سلطنة عمان لمدة 3 سنوات، كان لها أكبر الأثر في تغيير تفكيري وإبصاري للنور). ويضيف : (بدأت القصة عندما اختلطت بأصدقائي في العمل، وعندما بدءوا يصومون في شهر رمضان الفضيل من العام الماضي، لفتوا انتباهي فسألتهم لماذا تصومون؟ وماذا يعني الصوم؟ فأخذوا يجيبونني بجدية ويوضحون لي أنهم مسلمون، وأنهم يصومون في شهر رمضان الفضيل حيث يعدُّ هذا الصيام عبادة يتقربون فيها إلى الله تعالى. واسترسلوا في حديثهم عن شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن؛ لذا وجب الإكثار من قراءة القرآن وفعل الطاعات حيث تتضاعف الحسنات، وتغفر الذنوب والخطايا). أعجب راهول بكلام أصدقائه الذي يسمعه لأول مرة في حياته وشدَّه هذا الدين الذي يتحدثون عنه، وصار يرغب في الاستماع للمزيد حتى قرر أن يصوم معهم من أجل أن يجرب الصيام، ويعرف ما يشعر به المسلم عندما يصوم اكتمال الصورة يشير راهول إلى أنه ظل يصوم على مدار السنوات الثلاث التي عاشها في سلطنة عمان كلما أتى شهر رمضان الفضيل، وكان يعجب بأجواء العيد ولم يتوقف عن البحث والسؤال والاطلاع على سلوكيات المسلمين وطبيعة حياتهم، فأعجب بصلاتهم في المسجد في وقت واحد 5 مرات كل يوم يقفون صفًّا واحدًا، لا فرق بين عربي أو أعجمي أو فقير أو غني بل كلهم يتوجهون لربٍّ واحد يصلون له ويسألونه المغفرة والجنة. كما أعجب بصوت الأذان الذي يشرح القلب ويسر الخاطر وفي ويستطرد : (اكتملت الصورة لديّ وازدادت قناعاتي بالإسلام بعد أن قرأت القرآن وتعرفت من خلاله على الصواب، ووجدت فيه إجابات على كل الأسئلة التي طالما دارت في ذهني : من هو الرب الذي يجب أن يعبد؟ وكيف يعبد؟ ولماذا خلقنا؟ وما هي الحياة التي تنتظرنا بعد الموت؟ كما أسهمت المحاضرات المسجلة على اليوتيوب لأحد الدعاة الهنديين الذين تركوا دينهم السابق، واعتنقوا الإسلام في زيادة قناعتي بالدين الإسلامي وبأنه الدين الصحيح، خصوصًا أنه كان يعقد مقارنة مقنعة بين الدين الإسلامي وجميع الديانات الأخرى. ويذكر راهول أنه سافر بعد ذلك إلى الهند لزيارة أهله، مصطحبًا معه مصحفًا بلغتهم، وطلب منهم أن يقرءوه قراءة متفحصة، وطلب من صديقه الهندي المسلم أن يعلِّمه كيف ينطق الشهادتين حيث شرح الله صدره للإسلام. بعدها حظي بفرصة عمل في دبي، ليعيده الله سبحانه من جديد إلى بلد مسلم ليتعلم فيه أمور دينه الجديد، حيث توجه إلى دائرة الشئون الإسلامية والعمل الخيري في دبي برفقة أحد أصدقائه، وحصل على شهادة اعتناق الإسلام وكتب تثقيفية وحضر الكثير من المحاضرات التي علّمته الوضوء والطهارة والصلاة وحفظ بعض السور القصار التي تعينه على الصلاة ولا يزال يتعلم المزيد باب الريان وردًّا على سؤال عما إذا كان الصيام بعد الإسلام يختلف عن قبله، فأجاب : (بالتأكيد يختلف، فعندما كنت أصوم قبل أن أسلم كان مجرد صوم عن الطعام والشراب، أما بعد الإسلام فصار صيام يتبعه دعاء وصلاة وصدقة وإحساس بالفقراء والمحتاجين، وترك للنوم في الليل من أجل التهجد في المسجد والشعور بلذة الخضوع والذل لرب عظيم حاشى أن يتمثل في صنم أو مخلوق) ومن شدة حب راهول للصيام اختار لنفسه اسم (ريان) ليُدعَى به بعد الإسلام على أساس أنه يذكِّره بـ(باب الريان) الذي أعدَّه الله عز وجل في الجنة لعباده الصائمين. ![]()
|
مرمادوك بكشوك .. الإسلام نعمة كبرى
![]() في السابع من إبريل عام 1875م رُزق القسُّ شارلي بكشوك راعي كنيسة شلفورد بإنجلترا بطفل جميل أطلق عليه اسم مرمادوك Mermadjok Pkhuck وكانت والدة هذا الطفل ابنة الأدميرال دونات هنش أوبرين أحد كبار قادة الأساطيل البحرية البريطانية، وقد بدت علامات النجابة ودلائل الذكاء على مرمادوك منذ صغره، وأظهر منذ بلغ سنَّ الشباب شغفًا كبيرًا بتعلُّم اللغات الأجنبية، فبعث به والده إلى نيوشاتل حيث أتقن اللغة الفرنسية، ثم رحل إلى إيطاليا حيث أقام بها فترة طويلة من حياته أتقن خلالها اللغة الإيطالية قصة إسلام مرمادوك بكشوك ولما عاد مرمادوك بكشوك إلى وطنه (إنجلترا) عكف على دراسة المزيد من اللغات الأجنبية فتعلَّم اللغة الألمانية والإسبانية، ثم تاقت نفسه لتعلم اللغات الشرقية فأرسلته والدته إلى الشرق بعد وفاة والده حيث أُتيحت له فرصة مطالعة العلوم الإسلامية وخالط المسلمين وتعامل معهم، ودرس أحوالهم وعاداتهم ولهجاتهم فأُعجب بعَلاقة المسلمين بعضِهم ببعض، وبمعاملاتهم للغرباء عنهم. ثم رحل مرمادوك بكشوك إلى مصر عام 1904م فدرس أحوال المسلمين بها بنظرة فاحصة منصفة، وفكر حرٍّ لا يتقيد بالأوهام ولا يعوقه الأباطيل والأكاذيب التي ألصقها الصليبيون بالإسلام؛ فأيقن مرمادوك بكشوك أن ما ينعم به المسلمون من طيب الأحوال وهدوء البال وطمأنينة النفس إنما يرجع إلى تمسُّكهم بمبادئ دينهم، وأن ما يُعاب عليهم من الأحوال فمرجعه إلى التراخي في التمسُّك بهذه الشريعة أو الجهل بها. وأوحت إليه انطباعاته ودراساته في مصر وغيرها من الدول الإسلامية إلى تأليف كتاب في سنة 1906م بعنوان: (حكم شعوب الأرض المقدسة) ثم ألّف في عام 1908م كتاب (أبناء النيل)، وفي عام 1909م ألف كتاب (وادي الملوك)، وفي الوقت نفسه نشر في بعض المجلات العالمية عدَّة مقالات عن الإسلام مدافعًا عنه، ومبرِّئًا له من التُّهم التي ألصقها به أعداء الإسلام الحاقدون عليه، ثم رحل إلى مقرِّ الخلافة الإسلامية في تركيا واتصل بعلماء الإسلام بها، وعندما غادرها أفصح علانيةً عن إيمانه القوي بالإسلام وأنه الدين السماوي القادر على علاج مشكلات البشرية المادية والروحية وأشهر إسلامه وتسمَّى (محمد مرمادوك). إسهامات مرمادوك بكشوك وقد اشتهر محمد مرمادوك بتأليف عدد من الروايات التي تُعَدُّ من دُرر الأدب الإنجليزي، استوحى موضوعاتها من انطباعاته بالشرق وبالإسلام على وجه الخصوص، وله مؤلفات كثيرة طُبع بعضها عدَّة مرَّات ومن رواياته المشهورة سعيد الصياد، وعنبر، وبرفول، وبيت الأحلام. وفي عام 1913م ألَّف كتابه الشهير (المرأة المحجبة) وفي عام 1914م كتابه (مع الترك في الحرب)، وفي عام 1917م (فرسان عرابي) وفي عام 1922م (كما يرانا الآخرون). وكان قد دُعي مرمادوك بكشوك في سنة 1920م لتولي رئاسة تحرير صحيفة حديث بومباي بالهند، واستُدعِي إلى إمارة حيدر آباد حيث شارك في إصدار مجلة الثقافة الإسلامية عام 1927م وبلغ من رواج المجلة وانتشارها أن اشتركت بها نحو سبعين جامعة عمالية كما تولَّى الإشراف على نظام التعليم بإمارة حيدر آباد، وكان من أهم الأبحاث التي نُشرت له في تلك المجلة بحثٌ عن الثقافة الإسلامية وبحثٌ آخر عن التربية الإسلامية نُشِرَا في عام 1927م وبحثٌ آخر عن العرب وغيرهم في ترجمة القرآن نُشِر عام 1931م. ومن كلمات مرمادوك بكشوك المأثورة : (ليست هناك نعمة من نعم الدنيا يستمتع بها الإنسان أعظم من أن يشرح الله له صدره للإسلام، فيهتدي بنوره حتى يُبصر حقائق الدنيا والآخرة، فيُمَيِّز بين الحقِّ والباطل فيختار الحقَّ ويُمَيِّز طريق السعادة من طريق الشقاء فيختار طريق السعادة وإني لأسجدُ لله شكرًا على هذه النعمة الجليلة التي حباني بها والتي ملأت نفسي بالسعادة الحقيقية، وأتاحت لي أن أستظلَّ بهذه الدوحة الكبرى الوارفة الظلال المتعدِّدة الثمار وهي دوحة الأسرة الإسلامية والأخوة في الإسلام). ![]()
|
السلطان التشادي علي رمضان ناجيلي
![]() هذه قصة عجيبة، تستحق القراءة قصة ذلك النصراني المتعصب الذي هداه الله لطريق الحق وأصبح فيما بعد من أشهر الدعاة في القارة الإفريقية. عندما تحدثنا معه، بدأ قصته منذ بدايتها ولم ينتظر أسئلتنا. قال لنا القصة كاملة : إنه سلطان أحد الأقاليم في تشاد واسمه (علي رمضان ناجيلي)، سلطان (قِندي) في تشاد. كان نصرانيًّا متعصبًا -كما يقول لنا- وكان يكره المسلمين وود لو أنه أحرقهم إن أمكنه ذلك. يقول : كنت تائهًا ومشوشًا حتى صرت مسلمًا في عام 1977م على أيدي شيخ نيجيري كان يعمل في الدعوة. وبأسلوبه وقوة حجته، استطاع إقناع الناس في إقليمنا باعتناق الإسلام. وكنت قد رأيت العديد من الدعاة الصوفيين في الماضي أتوا لمنطقتنا وجعلوا شرطًا لمن يريد أن يدخل الإسلام أن يهدوهم هدايا كالفاكهة، مواشي، أو ملابس! هذا جعل الكثير من الناس يحجمون عن اعتناق الإسلام؛ لأنهم رأوه دينًا يستغل الناس وهذا كان الانطباع الذي أعطاني إياه أولئك المتصوفة. لكن فيما بعد، جاء الشيخ النيجيري السلفي وأظهر لنا الإسلام الصحيح. أثبت لنا أن الإسلام ليس كما فعل أولئك المتصوفة. حدثنا كيف أن المشركين عرضوا المناصب والثروات على رسول الله ![]() وقال لنا : كيف جاهد ضد المشركين لسنوات عدة، وصبر على إهاناتهم وتعذيبهم، حتى نجحت الدعوة وانتشرت عبر العالم. بعد كل ما أخبرنا به، وبعد شهور من الدعوة، استطاع إقناعنا باعتناق الإسلام ودخلنا نحن هذا الدين على أساس من الإيمان الراسخ. أصبحنا مسلمين طواعية معتنقين دينًا، حيث أصبح بإمكاننا عبادة الله بكل إخلاص، عبادته وحده لا بشر ولا صنم يقربوننا منه أو يبعدوننا عن السحر والشياطين. أصبحت مسلمًا ضمن من أصبح مسلمًا كذلك، من بين من كان منهم أبي سلطان إقليم (ماهيم توكي قِندي) بنيجيريا. بعدما أصبح والدي مسلمًا قال لي : من الآن فصاعدًا، أنت تنتمي للإسلام، ستبقى معي وتخدم الشيخ الذي علمنا الإسلام. قال والدي له : سأهدي هذا الولد لك في سبيل الله؛ لخدمة الإسلام. ذهبت معه وبقيت في خدمته مدة 6 سنوات، ثم تخرجت من خدمته كداعية بعد دراسة الإسلام خلال تلك الفترة في نيجيريا. وبنهاية تلك السنين الست قال لي : اعمل معي في نيجيريا. فقلت له : قرأت في القرآن أن الله تعالى قال: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]. سؤال : كيف أصبحتَ سلطان الإقليم ؟ أصبحت السلطان بعد وفاة والدي، بعد دعوة الناس في الإقليم إلى الإسلام لعامين قاد هذا إلى أن يعتنق الإسلام 4722 شخصًا من قبيلة (ساراقولاي) من ضمنهم 14 قسيسًا نصرانيًّا. منذ ذلك الوقت، بدأت المواجهات مع المنظمات التنصيرية في جنوب تشاد؛ حاولوا تدمير الدعوة الإسلامية وتنصير من كان قد أسلم باستعمال وسائل شتى! اعتبروا الدعوة الإسلامية هناك منافسًا هدد بصد المد النصراني. حاولوا إغرائي بالمال والنساء، وبعرض بيت ومزرعة عليَّ حتى أتنصر. أرادوا مني استعمال نفس الأساليب من أجلهم كتلك التي استعملتها عندما أسلم ذلك العدد الكبير من الناس. هذا ما كان يزعجهم؛ لأنهم كانوا يستعملون العديد من الموارد لكنهم لم يحققوا النتائج التي حققتها أنا في جنوب تشاد. هذا ما دفع الحكومة التشادية أن تعينني كعضو في اللجنة العليا للشئون الإسلامية في جمهورية تشاد لكن رغم كل تلك العروض، رفضت ما عرضه عليَّ المنصرون، فبدءوا إثارة الأرواحيين ضد المسلمين في الجنوب، لكن جهودهم باءت بالفشل. سؤال : كيف جئت لزيارة مكة ؟ منحتني (منظمة الدعوة الإسلامية) إذنًا لأداء فريضة الحج، وعندما زرت مكة ورأيت المسلمين هناك، بيضًا وسودًا، بلا فوارق بينهم، جميعهم يرتدون نفس اللباس ومتساوو المنازل، لم أستطع التوقف عن البكاء. لم يكن أحد من عائلتي معي، رغم هذا فقد أحسست أن كل أولئك الناس من حولي كانوا أهلي وإخواني. هذا زاد من تصميمي لأكافح بجدية أكبر في مجال الدعوة، لأرشد أناسًا آخرين لهذا الدين العظيم؛ ولكي لا أحتفظ بهذه المتعة الروحية لنفسي فقط، ولأنقذ بقية إخواني من هول القيامة ونار الجحيم فقررت أن أبدأ حملتي الدعوية في بلدي تشاد. سؤال : ما علاقتك بالمراكز الإسلامية؟ وكيف تطورت تلك المراكز ؟ بعدما عدت من الحج، قررت إنشاء مراكز إسلامية بإمكانها تزويد المسلمين بمساجد ومدارس. والحمد لله، تمكنت من بناء 12 مسجدًا وبناء مدرسة للأطفال المسلمين، وقد حفرنا 12 بئرًا للمسلمين في إقليم قندي، كما عملت على إنشاء مؤسسة لتدريب المسلمين الجدد على الدعوة. منذ البداية، كان هدفي نشر دين الإسلام بتعاليمه، وأخلاقياته، وسلوكياته، والتركيز على تدريس اللغة العربية والإسلام، وإقامة حلقات دراسية لتعليم القرآن والسنة وكل هذا قد تم إنجازه، والحمد لله. سؤال : قلت إن النصارى هم أعظم العوائق التي تواجهها فهل من عوائق أخرى ؟ هناك العديد من العوائق التي تواجه الدعوة في جنوب تشاد. العائق الرئيس هو المادة، حيث إن الناس هناك فقراء ولا يتوفر لديهم الزاد اليومي. العديد من أولئك الذين أسلموا ليس عندهم حتى ما يغطون به عوراتهم عندما يصلون! وكذلك الإقليم يعاني من قلة الطرق، كما ليس هناك وسائل مواصلات للذهاب لمناطق الأرواحيين البدائية لنقوم بالدعوة في تلك القرى حيث معظم الناس هناك نصارى. كما نعاني من نقص في الدعاة المتمرسين. الكثير من المسلمين هناك لا يعرف أكثر من الشهادتين، وهذا لسوء الحظ بالمقارنة مع هذا، جهود المنظمات التنصيرية مدعمة بالمواد الأساسية والموارد البشرية لضمان النجاح، وتبقى جهود المنصرين أعظم العوائق التي نواجهها في الإقليم. عندما زار بابا الفاتيكان إقليم قندة في نهاية جولته الإفريقية، قابل المنصرين هناك ووضع خططًا كبيرة لتنصير الإقليم. وهكذا بعثوا بمنظمات تنصيرية من عدد من الدول الأوربية، كما زودوها بالأموال اللازمة لها. كما أعلنوا عن عزمهم بناء عدد من الكنائس في الإقليم. قال لي أحد المنصرين الطليان: إن هذا الإقليم سيكون نصرانيًّا بحلول عام 2002م. ويقومون كل شهر بتنظيم مهرجانات محلية حيث يعرضون الطعام والشراب والعون للأرواحيين، ويدعونهم لاعتناق النصرانية. كما يزورون دور الأيتام والملاجئ التي يدعمونها ماليًّا؛ لكي يقوموا بتنصير الأطفال النازلين هناك. كم هم مخادعون ! كانوا يعملون باسم الصليب الأحمر هناك، عندما تم اكتشاف أنهم كانوا يقومون بتعقيم النساء بإعطائهن أدوية لا يتمكنن بموجبها من الإنجاب! تلك إحدى وسائل التنصير الهادفة للحد من عدد المسلمين ووضع نهاية للإسلام في تشاد. سؤال : ماذا وجدت في الإسلام ؟ اكتشفت حلاوة في الإسلام، ولا يشك أحد أنه دين العدل والمساواة. لا فرق بين شخص وآخر، بين غني وفقير إلا بالتقوى. الكل يتوجه لله، والكل عبيد لله. نصيحتي لكل المسلمين : إذا كانوا يريدون أن يسود الإسلام، فليتبعوا الإسلام قولاً وعملاً. هذا بحد ذاته سيكون سببًا في انتشار الإسلام؛ لأن الآخرين لا يملكون الخصائص الطيبة والسلوك اللذين هما السبب وراء جذب الآخرين له واعتناقه. الإسلام يسود ولا سيد فوقه؛ لأنه يتضمن كنوزًا عظيمة وتعاليم رفيعة وعبرًا للناس، ما زالت مخفية، ولا بد من كشفها لكل الناس. يمكن تحقيق ذلك إذا التزمنا به، واتبعنا تعاليمه وآدابه كما بيَّنها القرآن وأحاديث الرسول الكريم وآثار صحابته. ![]()
|
دكتور أمريكي أسلم على يد السيدة خديجة
![]() في زيارة خاطفة للدكتور زغلول النجار لي في البيت دار الحديث عن قضايا كثيرة للإعجاز، ومن ضمنها ذكر لي قصة لفتت نظر دكتور أمريكي دخل في الإسلام؛ بسبب قراءته لسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد لفت نظره الحوار الزوجي الذي دار بين النبي الكريم والسيدة خديجة رضي الله عنها، وذلك عندما عاد من غار حراء فقال كلمته المشهورة : ( زملوني ، زملوني ) ثم سأل السيدة خديجة عن الحدث، فقالت له مُطمئِنة : (كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) فوقف هذا الرجل الأمريكي عند هذه الكلمات، وبدأ يحلِّلها ويقول : عادة الزوجين في البيت لا يتجملون لبعضهم البعض، ولا يذكرون مثل هذه الكلمات الرقيقة والراقية، وخاصة على حدث لا تعرف إن كان صحيحًا أم لا. إضافةً إلى أن الزوجة أكبر من الزوج بخمس عشرة سنة، فلا شك أن هذا يدل على عظم هذا الزوج، وأنه كان يعاملها معاملة متميزة مما جعلها تعامله بهذه الطريقة، والعلاقات الاجتماعية في الماضي لم تكن كذلك. إذن هذا رجل غير عادي، ولا شك أنه نبي كريم، فأعلن دخوله الإسلام. كنا نتحاور في المواضيع التي سنتناقش بها في برنامج رمضان القادم على قناة (اقرأ) الفضائية، وهو برنامج ثنائي بيني وبين الدكتور زغلول النجار بعنوان "الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة"، وعندما طرحت الفكرة على الدكتور النجار عندما التقينا بالمدينة المنورة رحَّب بها وسعد كثيرًا وقال لي: أنا لم أتكلم بهذا الموضوع، وإنما تحدثت عن الإعجاز العلمي والتاريخي والسلوكي وغيرها. فعزمنا على خوض هذا المجال، وفعلاً عندما بدأنا بالتسجيل استخرجنا معاني جميلة جدًّا، ولفتات كثيرة في القرآن والسنة في الإعجاز الاجتماعي والأسري. وبعد هذه الجلسة سافرت إلى مصر، وذهبت إلى زيارته في بيته بالمعادي وجلسنا نحضِّر لمادة البرنامج وتحضير الصور والأبحاث العلمية التي خرجت بالغرب، وتؤيد الآيات والأحاديث التي تناولت الجانب الاجتماعي في الإسلام وكنا نتناول أطراف الحديث، فذكر لي قصة (آرثر أليسون)، وهو عالم بريطاني مهتم بأن يصل إلى نتيجة: هل وزن الإنسان والروح بداخله مثل وزن الإنسان عند موته وخروج الروح ؟ فنشر إعلانًا يطلب فيه متطوِّعين له ليقيس الطاقة عندهم ثم بعد موتهم يقيس الطاقة عندهم مرة أخرى، فلم يستجب له أحد، فاقترح عليه أحد الطلبة -وهو مسلم- أن يجري أبحاثه على الإنسان قبل نومه وبعد نومه، فاستغرب الدكتور من هذا الاقتراح، ثم قال له المسلم : لأن القرآن شبَّه النوم بالموت، فالنتيجة واحدة، وقرأ عليه الآية : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42] فلم يصدق الدكتور هذا الكلام، وبدأ بالأبحاث فعلاً، وصُدم بالنتيجة عندما اكتشف أن النوم يساوي الموت، وأن طاقة الإنسان تقلُّ في حال نومه عن يقظته، فدخل في الإسلام. كما تحدثنا كثيرًا في كثير من القصص الجميلة والمؤثرة، والتي تفيد عظمة الإسلام في المجال الاجتماعي، ثم ذكر لي قصته مع (عجب الذنب) والاكتشاف الكبير الذي حصل فيه، وذكر لي عندما نشر مقاله في الأهرام ما هي ردود الفعل عليه. ![]()
|
هيرالال ابن الزعيم غاندي .. لبيت نداء الحق
![]() هو ابن الزعيم الهندي (المهاتما غاندي) الذي انشغل بالنضال من أجل استقلال بلاده، وتعمَّق هيرالال غاندي Hiralal Gandhi في بادئ الأمر في دراسة الديانة الهندوسية وطائفتها البراهمية التي تُعَدُّ من أرقى الطوائف الهندية. قصة إسلام هيرالال غاندي لم يكن هيرالال غاندي في بادئ الأمر يُلقي بالاً للتناقضات التي تزخر بها الديانة الهندوسية، واندمج في دراسته حتى تخرَّج محاميًا وتزوَّج وكوَّن أسرة، وشغف بالمحاماة والأدب. وقد أتاح له عمله بالمحاماة فرصة التعرُّف على الظروف الاجتماعية السيئة التي يحياها الناس في بلاده، ومدى الظلم الذي مارسه الهندوس ضد غيرهم من الطوائف، بل مع أبناء طائفتهم ذاتها، ممن يُطلقون عليهم اسم (المنبوذين) الذين يقومون بخدمة البراهمة، ومن دون هذه الخدمة ليس لهم أجر أو ثواب. كان هذا الظلم الاجتماعي من الأسباب التي دفعت هيرالال غاندي إلى البحث عن الحقيقة، وكان يعلم الكثير عن الدين الإسلامي، من جرَّاء اطلاعاته على ما كُتب عنه؛ ولذلك أحسَّ أن شيئًا من الحقِّ يسطع أمامه وأنه قد وجد بداية طريقه نحو الحقيقة التي يبحث عنها ولذلك عزم على إشهار إسلامه بعد أن قرأ قوله تعالى : {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] بعد ذلك أعلن هيرالال غاندي إسلامه، وتسمَّى بـ(عبد الله غاندي). إسهامات هيرالال غاندي قام هيرالال غاندي بالدفاع عن الدين الإسلامي بعد إسلامه فبعد أن أشهر إسلامه تناقلت الصحف هذا الخبر، وقامت بالكثير من حملات التشهير عليه وانهالت حملات المهاتما غاندي على ولده كما هاجمته الجمعيات والصحف الوثنية وقد دافع هيرالال غاندي عن الإسلام وقال : (لست بنادمٍ ولا متأسِّف لاعتناقي الدين الإسلامي الحنيف كما يقولون ويُشيعون، والله يعلم ويشهد أني ما فعلت أكثر من تلبيتي نداء الحقِّ، ونداء ضميري، ورضوخي واستسلامي إلى الضالَّة المنشودة والحلقة المفقودة التي كانت ضائعة مني، قد وجدتها أمامي أخيرًا متمثِّلة في كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وفي سيرة رسوله الأعظم صلوات الله عليه). ودافع هيرالال غاندي عن الإسلام وطالب كلَّ مَنْ يهاجمه أن يحاول أن يفهم الدين الإسلامي ويعرف حقيقته قبل أن يُهاجمه، فيخاطب الهندوس قائلاً : (خيرٌ لهؤلاء القوم إذا رغبوا في التخلُّص من حياتهم المريرة هذه أن يُلقوا نظرة بسيطة خالية من التعصب، ويدرسوا حقيقة الإخاء الإسلامي -وإن لم يعتنقوا الإسلام- ثم لينصفوا بعد ذلك من تلقاء أنفسهم وليعلنوا النتيجة لنا ولأمة المهاتما غاندي، ثم إلى العالم الشرقي والغربي). نلاحظ هنا أن هيرالال غاندي يدعو الناس أولاً إلى معرفة الدين الإسلامي والقراءة عنه قبل مهاجمته والتعصُّب ضده ونلاحظ -أيضًا- كيف حوَّل الإسلام هيرالال غاندي وجعله يدافع عن هذا الدين بكل ما يملك من قوَّة بعد أن اقتنع أن هذا الدين هو الدين الحقُّ. ![]()
|
جاسوس بريطاني أسلم بسبب الحجر الأسود
![]() حينما علم المستشرقون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الحجر الأسود نزل من السماء، وأنه من أحجار الجنة كما في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ) لما علموا ذلك أرادوا أن يجعلوها ثغرة يهاجمون بها الإسلام فقالوا : إن الحجر الأسود ما هو إلا حجر بازلت أسود. وأرادوا أن يثبتوا صدق كلامهم، فأرسلت الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية التابعة لجامعة كامبردج جاسوسًا بريطانيًّا ليسرق قطعة من الحجر الأسود ليثبتوا للعرب أن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحجر الأسود ليس صحيحًا. درس الجاسوس البريطاني اللغة العربية مدة سبع سنوات وذهب إلى المغرب ليكتسب اللهجة المغربية، ومنها ذهب إلى مصر على أنه حاج مغربي، وكان ذلك في القرن التاسع عشر. وركب الباخرة، وكان الحجاج المصريون يحملون زادهم وطعامهم معهم فكانوا يتخاطفونه على كل وجبة ليكرموه ويطعموه، فتأثر قليلاً من حسن المعاملة. ثم تأثر ثانية عندما دخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمدينة المنورة وتأثر أكثر وأكثر حينما رأى الكعبة من على مشارف مكة. والكعبة -كما نعلم- تحفها الجبال من كل جانب، وهي تقع في منطقة منخفضة فكل من يأتي من على بُعدٍ آنذاك يرى الكعبة، ولقد كتب هو بعد ذلك قائلاً : (لقد هزني ذلك المنظر كثيرًا من الأعماق). ولكنه كان مصممًا على إنجاز مهمته التي جاء من أجلها، وكان القرامطة قد أخذوا الحجر الأسود ونقلوه إلى الأحساء، فتفتت إلى أربع عشرة قطعة في حجم حبة الجوز، ودخل الكعبة وفي غفلة الحراسة التي لم تكن مشدَّدة مثل ما هو موجود هذه الأيام، انتزع قطعة من الحجر الأسود، وذهب بها إلى جدة حيث السفارة أو القنصلية البريطانية، واحتفل به سفير بريطانيا في السعودية احتفال الأبطال الفاتحين، فهو -من وجهة نظره- أتى بالدليل على بطلان كلام محمد صلى الله عليه وسلم بأن الحجر الأسود من السماء. ووصل إلى بريطانيا عن طريق باخرة أسترالية، وأودع قطعة الحجر الأسود في متحف التاريخ الطبيعي بلندن ليقوم العلماء بتحليله، فثبت أنه (نيزك) من نوع فريد، فتأثر الرجل لذلك وأعلن إسلامه وكتب كتابًا من أجمل الكتب وسماه (رحلة إلى مكة) من جزأين وصف في الجزء الأول عداءه للإسلام وتآمره على المسلمين وفي الجزء الثاني وصف خضوعه لله رب العالمين. ![]()
|
اللورد هدلي سليل الأسرة المالكة
![]() برغم مولد اللورد هدلي في بيت نصراني عريق، فإنه لم يشعر يومًا في قرارة نفسه بإيمان صادق نحو النصرانية، بل طالما راودته الشكوك في صحة التعاليم التي تروج لها الكنيسة، والطقوس التي يمارسها آباء الكنيسة في صلواتهم وأقداسهم، وطالما توقف بفكره عند أسرار الكنيسة السبعة. إذ لم يستطع -وهو الإنسان المثقف الواعي- أن يهضم فكرة أكل جسد المسيح أو شرب دمه كما يتوهم النصارى وهم يأكلون خبز الكنيسة ويشربون نبيذها كذلك لم يقتنع بفكرة فداء البشرية التي هي من أسس عقيدة الكنيسة وشاء قَدَرُ الله أن يسافر إلى منطقة "كشمير" التي يدين أهلها بالإسلام وذلك من أجل مشروعات هندسية، حيث كان يعمل ضابطًا في الجيش البريطاني ومهندسًا وهناك أهدى إليه صديق ضابط بالجيش نسخة من المصحف الشريف حين لمس انبهاره بسلوكيات المسلمين. وكان هذا الإهداء بداية تعرُّفه الحقيقي على الإسلام؛ إذْ وجد في كتاب الله ما يوافق طبيعة نفسه ويلائم روحه ووجد أن مفهوم الألوهية -كما جاء في القرآن الكريم- يتوافق مع المنطق والفطرة، ويتميز ببساطة شديدة كما لمس في الدين الإسلامي سمة التسامح، تلك السمة التي لم يشعر لها وجودًا بين أهله من النصارى الذين عُرِفُوا بتعصبهم ضد الديانات الأخرى بل بعضهم ضد بعض؛ فالكاثوليك يتعصبون ضد البروتستانت، وهؤلاء بدورهم يتعصبون ضد الأرثوذكس، الذين لا يقلون عن الطائفتين السابقتين تعصبًا ضدهما فكل فريق يزعم أن مذهبه هو الحق وما عداه باطل، ويسوق في سبيل ذلك من الحجج أسفارًا يناقض بعضُها بعضًا. ولم يكن بوسع اللورد هدلي إلا أن يميل للإسلام بعد اطلاعه على ترجمة معاني القرآن الكريم، وما قرأه عن العقيدة الإسلامية، وأبطال الإسلام الأوائل الذين استطاعوا أن يصيروا أعظم قواد العالم، وبقوة عقيدتهم أسسوا حضارة عظيمة ازدهرت لقرون طويلة، في وقت كانت أوربا ترزح تحت وطأة الجهل وطُغيان البابوات والكرادلة. كما وجد اللورد هدلي في الشريعة الإسلامية وسيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وصحابته ومن تلاهم من التابعين القدوة الحسنة التي تروَّى روحه العطشى للحق ولم يصعب عليه أن يدرك أن الإسلام عقيدة وسلوك. وبرغم اقتناع اللورد هدلي بالإسلام فإنه ظل قرابة عشرين عامًا يكتم إسلامه لأسباب عائلية، حتى كتب له الله أن يعلنه على الملأ في حفل للجمعية الإسلامية في لندن، وكان مما قاله : (إنني بإعلاني إسلامي الآن لم أَحِدْ مطلقًا عمَّا اعتقدته منذ عشرين سنة ولمّا دعتني الجمعية الإسلامية لوليمتها سُرِرْتُ جدًّا، لأتمكن من الذهاب إليهم وإخبارهم بالتصاقي الشديد بدينهم، وأنا لم أهتم بعمل أي شيء لإظهار نبذي لعلاقتي بالكنيسة الإنجليزية التي نشأت في حجرها، كما أني لم أحفل بالرسميات في إعلان إسلامي، وإن كان هو الدين الذي أتمسك به الآن). ومضى اللورد هدلي قائلاً : (إن عدم تسامح المتمسكين بالنصرانية كان أكبر سبب في خروجي عن جامعتهم فإنك لا تسمع أحدًا من المسلمين يذم أحدًا من أتباع الأديان الأخرى كما نسمع ذلك من النصارى بعضهم في بعض). واستطرد متحدثًا عن الجوانب العديدة التي شدته إلى الإسلام، فقال : (إن طهارة الإسلام وسهولته وبُعده عن الأهواء والمذاهب الكهنوتية ووضوح حجته - كانت كل هذه الأمور أكبر من أثَّرَ في نفسي وقد رأيت في المسلمين من الاهتمام بدينهم والإخلاص له ما لم أَرَ مثله بين النصارى فإن النصراني يحترم دينه -عادة- يوم الأحد، حتى إذا ما مضى يوم الأحد نسي دينه طول الأسبوع وأما المسلم فبعكس ذلك، يحب دينه دائمًا سواء عنده أكان هو الجمعة أو غيره ولا يفتر لحظة عن التفكير في كل عمل يكون فيه عبادة الله). وبعد أن اعتنق اللورد هدلي الإسلام تسمى باسم "رحمة الله فاروق" وكان لإشهار إسلامه صَدًى واسع في بريطانيا نظريًّا للَّقَبِ الكبير الذي يحمله ولكونه سياسيًّا بارزًا، وعضوًا قياديًّا في مجَلسٍ اللوردات، حيث انتقدته الصحف البريطانية، واتهمته في صدق دينه، مُحاوِلةً تفسير موضوع إشهار إسلامه بأنه لتحقيق مكسب رخيص، وهو أن يصبح ممثل المسلمين في مجالس اللوردات وزعيمًا لهم. وهذا ما دفع المهتدي الجديد "رحمة الله فاروق" إلى الرد على منتقديه بمقال عنوانه (لماذا أسلمت؟)، ومما جاء فيه قوله : (نحن -البريطانيين- تعودنا أن نفخر بحبنا للإنصاف والعدل ولكن أي ظلم أعظم من أن نحكم -كما يفعل أكثرنا- بفساد الإسلام قبل أن نلم بشيء من عقائده، بل قبل أن نفهم معنى كلمة إسلام؟!). ثم استرسل يقول : (من المحتمل أن بعض أصدقائي يتوهم أن المسلمين هم الذين أثروا فيَّ ولكن هذا الوهم لا حقيقة له، فإن اعتقاداتي الحاضرة ليست إلا نتيجة تفكير قضيتُ فيه عدة سنين .. ولا حاجة بي إلى القول بأني مُلِئْتُ سرورًا حينما وجدتُ نظرياتي ونتائجي متفقة تمام الاتفاق مع الدين الإسلامي). ومن الجدير بالذكر أنه قد كان لإسلام "رحمة الله فاروق" أو اللورد هدلي أكبر الأثر في تقوية الحركة الإسلامية في بريطانيا؛ إذْ لم تكد تمر أشهر قليلة على إعلان إسلامه حتى اقتفى أثره أكثر من أربعمائة بريطاني وبريطانية بعد ما استرعى انتباههم ما تَحَدَّثَ به عن محاسن الإسلام فأقبلوا على قراءة الكتب الإسلامية، ودخلوا في دين الله أفواجًا ومن الطريف أن يترأس "رحمة الله فاروق" الجمعية البريطانية الإسلامية ويتصدى لهجمات الحاقدين على الإسلام، وينبري بقلمه مدافعًا عن دين الله رادًّا الكيد إلى نحور الكائدين الذين يحاولون تصوير الإسلام بأنه دين الشهوات. ومن ردوده على هؤلاء ما نشرته مجلة (إسلاميك رفيو) حيث قال : (إن كل هذه المحاولات العقيمة والوسائل الدنيئة التي يقوم بها المُنَصِّرُونَ لتحقير شريعة النبي العظيم صلى الله عليه وسلم بالبذاءة وبالسفاسف لا تمسه بأذًى، ولا تغيِّر عقيدة تابعيه قَيْدَ أنملة). ومضى يرد على المنصرين قائلاً : (لا عَجَبَ أن يكذب المنصرون وقد افتروا على الله كذبًا فكم تظاهر اللص بالأمانة والداعر بالاستقامة والزنديق بالتدين! ولكن لا عجَبَ، فقد غاض من وجههم ماء الحياء وقد قال نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم : (إذَا لَمْ تَسْتَحِ فاصنع ما شِئْتَ). فلو كانوا يستحيون من أنفسهم -أو على الأقل من الناس- لما أقدموا على هذا الادعاء الباطل، والافتراء الواضح). ولسنوات عديدة ظل "رحمة الله فاروق" يدافع من خلال كتاباته وخطبه عن الإسلام ووضع عدة مؤلفات لعل أشهرها وأهمها (يقظة غربية على الإسلام). ونال شهرة بين المسلمين داخل بريطانيا وخارجها فكان يُلقى بالترحاب في بلاد المسلمين أينما حل ومن ذلك استقباله في مصر بهتافات الترحاب والمودة. ![]()
|
Pasquier عام 1917م
ونشأ في بيئة مسيحية بروتستانتية، غير أنه تأثر بالفلسفة الحديثة ولا سيما الوجودية، فكان يعتقد أن الأديان معتقدات خرافية. بعد ذلك اشتغل بالصحافة فبدأ يسافر إلى أكثر من بلد؛ فسافر إلى السويد وعمل بها مراسلاً صحفيًّا في نهاية الحرب العالمية الثانية لأكثر من خمس سنوات ولكنه اكتشف أن الناس تعساء على الرغم من التقدم والرخاء الذي يعيشون فيه على حين اكتشف عكس ذلك عندما سافر إلى بعض الدول الإسلامية في الشرق فقد وجد المسلمين على فقرهم الشديد يشعرون بسعادة أكثر وحياتهم لها معنى ، جعل هذا التضارب بين الغرب والإسلام روجيه دو باسكييه يفكر في الحياة فيقول في ذلك : (كنت أسأل نفسي لماذا يشعر المسلمون بسعادة تغمر حياتهم برغم فقرهم وتخلفهم ؟! ولماذا يشعر السويديون بالتعاسة والضيق على الرغم من سعة العيش والرفاهية والتقدم الذي يعيشون فيه ؟! حتى بلدي سويسرا كنت أشعر فيها بما شعرت به في السويد مع أنها بلد ذات رخاء، ومستوى المعيشة فيها مرتفع). قصة إسلام روجيه دو باسكييه كان الاختلاف الذي وجده روجيه دو باسكييه بين الحضارة الغربية والإسلام دافعًا له إلى دراسة ديانات الشرق؛ فبدأ بدراسة الديانة الهندوكية فلم يقتنع بها، فاتجه إلى دراسة الإسلام فجذبه إليه عدة أمور؛ منها أنه لا يتعارض مع الديانات الأخرى، بل إنه يتسع لها جميعًا، فهو خاتم الأديان. ومن الأمور التي رسخت في ذهنه هذا الأمر مؤلفات الفيلسوف المعاصر (رينيه جينو René Guénon عبد الواحد يحيى 1886-1951م) الذي اعتنق الإسلام فاكتشف عن طريق تلك القراءات أن الإسلام يعطي معنى للحياة على عكس الحضارة الغربية التي يسيطر عليها المادية ولا تؤمن بالآخرة وإنما تؤمن بهذه الدنيا فقط لذلك أعلن إسلامه وتسمَّى باسم (سيدي عبد الكريم) ويقول عن ذلك : (لقد تبينتُ أن الإسلام بمبادئه يَبْسُط السكينة في النفس أما الحضارة المادية فتقود أصحابها إلى اليأس؛ لأنهم لا يؤمنون بأيِّ شيء كما تبينت أن الأوربيين لم يدركوا حقيقة الإسلام لأنهم يحكمون عليه بمقاييسهم المادية). ويقول عن كتابات رينيه جينو: أدت كتابات وأعمال جينو بالعديد من القراء إلى الاتجاه إلى مسار الإسلام والصوفية؛ حيث سبقهم هو نفسه وقال: إنهم بإسلامهم استعادوا الثقة في دينهم الأصلي وخاصة المسيحية وأيضًا حتى اليهودية أو البوذية. إسهامات روجيه دو باسكييه قام روجيه دو باسكييه بالدفاع عن الإسلام، وإظهار حقيقة هذا الدين فقام بنشر مقالات كثيرة عن الإسلام في (جورنال دي جنيف) وصحيفة (جازيت دي لوزان)، و(صحيفة لوتون الإستراتيجية) ودافع في كتبه عن قضايا الإسلام كواحد من المسلمين الغيورين على الإسلام. كما أنه حاول أن يوضح للقراء الغربيين ما يدور في العالم الإسلامي وتوضيح أن الإسلام يقدِّم حلولاً لكثير من المشاكل التي وصل الأوربيون معها إلى طريق مسدود، في حين أن الإسلام فتح لها أبوابًا كثيرة ومن ذلك مقال (رحلة متواضعة لرجل غربي نحو الإسلام)، فقال : (من الأمور الواضحة أن جميع الأديان في الزمن الحاضر تعاني بدرجات متفاوتة انهيارًا وأزمات، ولا يستثنى الإسلام من ذلك، ولكنه في حقيقته كما يحياها مئات الملايين من المؤمنين، ورغم الانتكاسات والاضطرابات والتطرفات غير المبررة والمرتكبة باسمه، يختلف جدًّا عن واقعة الظاهري ويبقى منبعًا لا ينضب للإيمان والتقوى. إن قدرة الإسلام الدائمة على جذب أناس من الغرب يبحثون عما هو جوهري، وعما هو (الشيء الوحيد الضروري) والذي لا يجدونه في حضارتهم... ولكنها تنبع من روحيته الحية دائمًا ومن كونه تعبيرًا مباشرًا عن الحقيقة المتعالية، والتي بدونها لا يمكن أن يوجد دين حقيقي). أيضًا قام هذا المفكر بوضع كتاب (اكتشاف الإسلام أو كشف الإسلام Unveiling Islam - Le reveil de l'Islam) عام 1979م محاولةً منه لنشر الإسلام بين قومه في أوربا؛ إنه يستحث المسلمين على النهوض بمسئوليتهم من خلال عدة أمور، أيسرها المساعدة بالكتب والمنشورات التي تتحدث عن الإسلام بلغات الأوربيين لا سيما أن السبل والفرص لشرح الإسلام للأوربيين متاحة ويسيرة الآن. فقال في كتابه (اكتشاف الإسلام) : (إن الإسلام اليوم لا يمكن إلا أن يجذب انتباه أي إنسان يعي وجود حقيقة تعلو على عالمنا الفاني؛ حقيقة تقع خارج الزمان ولها القدرة على تخليص الإنسان إن اكتشاف المرء للإسلام على هذا النحو، لهو برهان على أنه ما زال من الممكن أن تعاش تلك الحقيقة، وذلك على المستوى الشخصي والجمعي وبصورة كاملة وبدون أي تنازلات). وفي مقال له في ("صحيفة لوتون الإستراتيجية) بعد أن ذكر الإسلام وقيمه الروحية وأنه نزل من المصدر نفسه الذي نزلت منه المسيحية ومن قبلها اليهودية : (لا يزال الإسلام مستودعًا لكنوز هائلة من التفكير العلمي التقليدي والحكمة) ثم تحدَّث عن الشعائر الإسلامية وأنها تتميز بالإيمان والخضوع لله ثم قال عن الالتزام والانضباط في العبادة: عن طريق قبول الانضباط وليس فقط أنها تُشعر أنه تصالح مع خالقه- الذي هو عمل من أعمال الطاعة في الوفاء بالتزاماته الدينية، لكنه -أيضًا- يجد حالة من الانسجام مع الخلق والواقع أن الشعائر الإسلامية لها صلة واضحة مع الإيقاعات الكونية الكبرى وخاصة مع حركة الشمس التي تحدد أوقات الصلاة اليومية، وكذلك القمر الذي يظل أساس جدول المسلم، ورمزيتها تُذَكِّر الرجل أنه يحتل مكانة مركزية في الكون؛ حيث جعله الله خلفته، الأمر الذي يجعل ذلك منسجمًا مع الطبيعة وجميع المخلوقات حوله. شارك (مارتن لينجز Martin Lings 1909- 2005م) في كتاب (ما الصوفية؟ -Qu'est-ce que le soufisme?) 1977م وله كتاب (الإسلام التقاليد والثورة l islam entre tradition et revolution) عام 1987م. حصل عام 1988م على جائزة جمعية الكتاب الفرنسيين the coveted French Author’s association prize (8). ![]()
|
|
|