[ككتو]

في أحد الايام وانا أقلب صفحات التاريخ الأندلسي واذ بي أقع على أجمل قصة
ألا وهي قصة الجارية إعتماد الرميكيه التي تغسل الثياب في النهر محمد بن عباد الملقب بالمعتمد بن عباد ( الذي اشتق لقب الملك من اسمها ) تعرف عليها الامير حينما كان يتنزه في اشبيليه مع صاحبه ابن عمار فقال صنع الريح من الماء زرد وطلب من رفيقه ان يكمل لكنه احتبس عنه الكلام وهو الشارع المجيد فردت عليهما أي درع لقتال لو جمد .
اُعجب الامير بجمالها وذكاءها وفصاحتها فأعتقها و تزوجها .فأصبحت المملوكة مالكة تعيش ي هناء ونعيم وتكتب مع الأمير أجمل قصة وحب وأجمل موعظة عن غدر الزمان وتقلب الأحوال
في يوم من الايام شاهدت اعتماد زوجة الامير والملكة بعد وفاة والد زوجها _ بائعات اللبن يخبطن في الوحل مسرورات أذهلها ذلك المنظر وحنت لأصلها فنادت زوجها لتريه ما رأت وأن يسمح لها بأن تفعل كما فعلن كيف هذا وهي الملكة ولفرط حب زوجها لها أن أمر بأن يصنع لها طينا في ساحة القصر ممزوج بالطيب والمسك وماء الورد وعُرف بيوم الطين
وبعد سنين ضعفت الدولة وسقطت على يد يوسف بن تاشفين الذي فرض عليهما الإقامة الجبرية بمنفى أغمات وفي اليوم الأول نهرت زوجها حينما همَ ان يخاطبها قالت اصمت ما رأيت منك خيرا قط فأجابها ولا يوم الطين .
وهي لم تتعمد نكران معروفة إلا أن الحالة التي وصلوا لها تفت الأكباد فمن السطوة غلى القيد
أو من العبودية إلى الحرية والثراء ثم إلى الفقر كما حصل مع اعتماد ولعل قصيدة المعتمد بن عبَاد في يوم العيد بأغمات خير ما يصف به حاله
التاريخ مليء بالحكايات الجميلة وبالمواعظ ولكن من يعتبر ويفكر .