لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
وقفات مع وعد الله
الحمد لله، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد،،، فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل، وانقطاع من النذر، وقد ملأ العالم الظلمات، وتشتتت فيه الأهواء، وتفرقت فيه الأديان، حتى إن الله مقت أهل الأرض عربهم وعجمهم إلا نفراً قليلاً من أتباع الرسل، قال تعالى:{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[19]}[سورة المائدة] . وعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَقَالَ إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ] رواه مسلم . بعثه الله رحمة للعالمين، وقد وعده الله بالظهور والعلو والرفعة، وأنه ظاهر على كل من عانده وخاصمه، كما قال جل وعلا :{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[33]}[سورة التوبة] . ليظهره ويعليه على كل دين ولو كره المشركون . إن دين الإسلام ظاهر لا يرتاب في ذلك إلا منافق يقول :{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً[12]}[سورة الأحزاب] . أما أهل الإيمان الذين صدَّقوا وعد الله وخبره فهم يوقنون أن الله قد أعلى أمر هذا الدين وأظهره منذ أن بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته الأقربين ودعاهم، فما زال هذا الدين في علو وارتفاع، وغيره في سفول وانحسار، والله لا يخلف الميعاد {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ[20]}[سورة الزمر] . حتى في أيام الضعف وفي مراحل النكبات، وفي أيام الأزمات والانتكاسات كان هذا الدين عالياً شامخاً يخرج من تلك الأزمات ومن تلك النكبات قد اكتسب جمعاً كثيراً من الناس . الحق يعلو ولا يعلى عليه فمن ناواه كانت جنود الله منتصرة جنود الله التي لا حصر لها ولا يعلمها إلا الله ، يثبت بها أهل الإيمان، ويعلي بها شأن أهل الإسلام، ويرفع الله بها دينهم وعملهم بقدر ما يكون معهم من الصدق، وقد أخبر في كتابه مؤكداً في مواضع عديدة أنه لا يخلف الميعاد، قال جل وعلا :{...فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ...[80]}[سورة البقرة]. إلا أننا مع هذا الوعد ومع هذه البشارة نحتاج إلى أن نقف وقفات: الوقفة الأولى: أن الله سبحانه وتعالى جعل هذا العلو وهذا الظهور لأهل الدين خاصة دون غيرهم: فالعلو الذي جاء للإسلام إنما هو لأهله، فبقدر ما يتحقق لهؤلاء من وصف الإسلام ويكون معهم من خصاله وأعماله؛ بقدر ما يكون لهم من العلو والارتفاع، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ[8]}[سورة المنافقون] . وإنما ذكر المنافقين دون غيرهم لأنهم مندسون في أهل الإسلام، يعيشون معهم، يشيعون بينهم الأراجيف وفينا من يسمع أقوالهم، ولذلك قال: {...وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ[8]}[سورة المنافقون] . هذا الضمان، وهو العلو والارتفاع والعزة لا تكون إلا لأهل الإيمان بإيمانهم وأعمالهم، وما يقوم في قلوبهم من صالح العمل، فإن العمل الصالح من الجند الذي ينصر الله به أهل الإسلام، والتي يحصل بها حفظ أهل الإسلام ويقي بها أهل الإسلام مكراً عظيماً، قد لا ندركه ولا نتخيله، قال الله في وصف مكر أعداء الدين لأهل الإسلام:{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ[46]}[سورة إبراهيم] . أي مكراً عظيماً تزلزل منه الجبال، وتزول من أماكنها لكن الله لهم بالمرصاد وهو من ورائهم محيط، وقد قال الله للمؤمنين- وهم في حال ضعف في غزوة أحد لما أصيبوا وقتل منهم من قتل وجرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وسقط في الحفرة وأصابه ما أصابه-:{وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[139]}[سورة آل عمران] . إن الإيمان علوه لا ينكسر في هزيمة عسكرية، ولا بانحسار مادي، ولا بضعف في صناعة أو غير ذلك، أهل الإيمان لا يعلو شأنهم، ولا يكون لهم الدولة دون غيرهم إلا بالإيمان الذي علق الله به العلو :{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ[110]}[سورة آل عمران] . -:{وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[139]}[سورة آل عمران] . فهذا العلو لا يكتسب من انتصار في معركة، ولا يكتسب من إتقان صناعة آلة أو غير ذلك- وإن كان ذلك من الأسباب التي يظهر فيها العلو- لكنهم عالون، ولو لم يكونوا كذلك، وانظر إلى شأن العرب عندما خرجوا يقاتلون الروم وفارس، كيف كانت حالهم؟ إنهم كانوا من أهل التردى في الصناعة، وفي القتال وفي معرفة فنون التقدم، لكنهم فاقوا خصومهم أكبر الدول في ذلك الوقت الروم وفارس، فاقوهم بإيمانهم وما معهم من اليقين، ولقد حقق الله لرسوله صلى الله عليه وسلم علو الدين، وظهوره وارتفاعه على كل ملة، بدت بشائر ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمت عليه الصلاة والسلام إلا وقد دانت لهم أهل الجزيرة كلهم حتى لم يبقَ فيها من يعبد غير الله، ثم إن الصحابة واصلوا المسيرة، وقد بدأها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيش الذي عقده قبل وفاته، جيش أسامة، فأمضاه أبو بكر رضي الله عنه، فكان ذلك فاتحة النصر وظهور الدين في مشارق الأرض ومغاربها، فإذا تحققنا في أي زمان، وفي أي مكان، بوصف الإيمان؛ فإننا موعودون بالنصر، والله لا يخلف الميعاد، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ[21]}[سورة يوسف] . الوقفة الثانية: وعد الله لأهل الإيمان بالعلو والظهور،لا يلزم منه ولا يستفاد منه، أنه لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله، بل سيصيبهم: كما قال تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ[155]}[سورة البقرة] . فلابد من البلاء ليتميز الصالح من غيره، فالبلاء سنة الله في عباده وأوليائه وأعدائه:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ[31]}[سورة محمد] . إن الذين يدعون الصدق والإيمان و الصلاح في وقت السعة والرخاء كُثر، لكنهم يمحصون وتمحص سيئاتهم، وتقلل عنهم ما حملوه من أوزار الخطايا بسبب ما يصيبهم من هذا البلاء؛ فيصفو معدنهم وما في قلوبهم من الإيمان بتلك البلايا {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ[4]}[سورة محمد] . إن البلاء الذي يبتلي الله به أهل الإسلام من ضعف أو هزيمة، إنما هو لحكمة بالغة لا تتحقق بغير هذا السبيل، ولذلك كان ابتلاء الله لعباده الصالحين من دلائل الصدق الذي يخص الله به أصفياءه، الناس يبتلون ويمتحنون على حسب إيمانهم الأمثل فالأمثل، الأنبياء أشد الناس بلاء، ثم الصالحون، ثم الأمثل، فالأمثل، يبتلى الرجل على قد ما معه من الإيمان . هذا البلاء له حكم بالغة أشار الله منبهًا الصحابة في وقعة بدر إلى بعضها قال سبحانه وتعالى:{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ[179]}[سورة آل عمران] . |
|
الوقفة الثالثة:
أن سنة الله في الأيام والدول والأحوال أنها لا تقر على أمر دائم بل هي سريعة التقلب والزوال: فالشدة تؤذن بالفرج والله سبحانه قد قال :{...وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ...[140]}[سورة آل عمران] . فالحال تتقلب وتتغير وهذه من سنن الله في خلقه، فالناس لا تستمر حالهم على حال واحدة بل هم في مناوبة وتعاقب بين المصائب والمواهب، بين المسار والمضار:{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ[140]} [سورة آل عمران] . إن الله سبحانه جعل البلاء موصلاً إلى رحمته{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ[214]}[سورة البقرة] . اصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل وقت له أمر وتدبير وللمهـيمن في حالتنا قدر وفوق تدبيرنا لله تدبير نرى الأمور ونكرهها، نراها على غير ما نهوى، ويخرج الله من رحم الظلام فجراً تشرق به الوجوه، وتسر به النفوس، ويحقق الله به الوعد الذي وعده هذه الأمة، فكلما اشتدت الكربة رقبنا الفجر، جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له: يا أمير المؤمنين أجدبت الأرض، وقحط المطر، وقنط الناس. قال : إذاً مطرتم . فجعل عمر بن الخطاب اشتداد الحال علامة على قرب المطر، قال رحمه الله بعد قوله له: مطرتم، تلا قول الله:{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ[48]}[سورة الشورى] . والله يبتلي العباد بما يبتليهم به ليميز الخبيث من الطيب، ثم بعد ذلك يأتي فرج الله : ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج إنه مهما كان من انهزام وانكسار، فلن يخلف الله وعده. الوقفة الرابعة: أن وعد الله لا يزيد المؤمنين عند اشتداد الكرب إلا ثباتاً، لما اشتد الأمر على صحابة رسول الله فجاءهم عدوهم من فوقهم، ومن أسفل منهم، وبلغت القلوب الحناجر، وظنوا بالله الظنون، قال المنافقون: ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً، ما وعدنا إلا أمراً لا تحصيل له، كذباً لا سبيل إلى إدراكه، وأما المؤمنون الثابتون المصدقون لوعد الله فمهما اسودت الدنيا في وجوههم؛ لا يتزلزل الإيمان في قلوبهم، بل هم مصدقون لوعد الله ورسوله {وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً[22]}[سورة الأحزاب] . وعد الله لا يخلف {فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ[47]}[سورة إبراهيم] . {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ[21]}[سورة المجادلة] . {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ[51]}[سورة غافر] . {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ[105]}[سورة الأنبياء] . وقال تعالى:{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} فقال جلّ وعلا مبشراً أهل الإيمان بعد هذا التهديد:{فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ [13] وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ[14]}[سورة إبراهيم]. إن اليأس يدب في بعض النفوس، فالناظر في أحوال الأمة الإسلامية يجد أن المآسي والنكبات قد اتسع نطاقها، وبدأت تتناثر هنا وهناك، فلا تكاد تخف وطأة الكفر على بلد من البلدان حتى تفجع الأمة بنكبة، أو نكبات جديدة يرقق بعضها بعضاً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في نبأ الفتن: [...وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي...]رواه مسلم. إن آلام الأمة لو تتبعناها لطال بنا الكلام، ولسنا في شأن تعداد الآلام، إنما في شأن التعامل مع هذه الآلام، كيف يتعامل المؤمن مع هذه الآلام؟ إن الواجب على المؤمن أن يتعامل مع هذه الآلام بإيمان جازم، ويقين راسخ، وعقد صالح، وعمل يرفع به درجته، ويثبت به قدمه، إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: [بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا] رواه مسلم . فالواجب على المؤمن أن يستقبل هذه النوازل بصبر، وإيمان راسخ، وأن يرجع إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإن في هديه ما ليس في غيره من الكتب والآثار وغير ذلك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم جعله الله أسوة لأهل الإيمان:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً[21]}[سورة الأحزاب] . إننا بحاجة في ظل هذه الأزمة التي كشرت عن أنيابها على الأمة الإسلامية في بقاع الأرض، فأمس أفغانستان، واليوم العراق، وغداً سوريا، وبعدها الله أعلم، هذه الهجمة التي يقودها الغرب الصليبي الصهيوني إنما تقابل بإيمان راسخ، وعمل جازم، ويقين ثابت، فإنه لا سبيل إلى تفادي هذه الكربات، واستقبال هذه النكبات إلا بما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة اللجأ إلى الله، والاعتماد عليه، وعدم النظر إلى هذه القوة المادية، فإن الشيطان يخوف أولياءه، يخوفنا بهذه القوة، ونحن معنا قوة لا تهزم، معنا الله الذي قد قال:{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ[128]}[سورة النحل] . فلنكن من الذين اتقوا والذين هم محسنون، فإن الله لا يخلف الميعاد، كتب أحد الصحابة لقريش في وصف مجيء النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، قال :'إن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءكم بجيش كالليل يمشي كالسيل، فأحذركم إياه فو الله لو جاءكم وحده لهزمكم' . فالمراد أن وعد الله لا يتخلف والصحابة أيقنوا بذلك، فجاءتهم البشائر، وحققوا النصر، وهذا الفتح المبين، والنشر الكبير لدين الإسلام إنما كان لصدق إيمانهم، وعظيم توكلهم واعتمادهم على ربهم . إننا بحاجة إلى نظرة متفائلة، نظرة تنظر إلى المستقبل بإشراق، ترقب وعد الله، وتعمل على تحقيقه، إننا بحاجة إلى أن ننظر إلى المستقبل بنظرة متفائلة، فالبشائر كثيرة التي تدل على أن الأمة قد أقبلت على خطوة يرتفع بها دينها، ويعلو بها شأنها، إن الخصوم أعداء الإسلام لم يخرجوا من الاستعمار الذي غلب ديار الإسلام إلا وقد أيقنوا أنهم خلّفوا في بلاد الإسلام ما يأمنون به على مصالحهم، ويقوم به شأنهم، ويقوم به ما يريدون تحقيقه في بلاد الإسلام، فلما رأوا أن الأمة قد عادت إلى ربها على وجه العموم، فالخير انتشر في الأمة، والدعوة إلى الله سادت وانقلبت عليهم الموازين، وأصبحوا يرون في الذين خلّفوهم بعدهم لا يحققون مقاصدهم ولا مآربهم؛ عادوا بجيوشهم ليسيطروا على الأمة ويمنعوها من تحقيق العلو والنصر {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ[21] }[سورة يوسف] . كل هذا السعي إنما هو لتمكين اليهود، وإفشال كل من يدعو إلى الله ورسوله، ولو كان يدعو بالكلمة الحسنة، ويدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، إنهم لا يريدون أن تعلو كلمة الله في مكان من الأرض كما جاء في دعاء عمر رضي الله عنه على هؤلاء لما كان يدعو عليهم يقول :'اللهم العن كفرة أهل الكتاب، الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك' . هذا الوصف منطبق على الصهاينة الصليبيين الذين يحتلون بلاد العراق، ويحتلون غيرها من بلاد المسلمين، نسأل الله أن يكشف الكربة عن هذه الأمة، وأن يعز الإسلام وأهله، وأن يذل الكفر وملله، وأن يخرج هؤلاء الكافرين من بلاد الإسلام أذلة صاغرين؛ إنه ولي ذلك، والقادر عليه . إننا بحاجة إلى أن نرجع إلى كتاب الله عز وجل: نقرأ فيه السنن، ونطالع فيه ما ذكره سبحانه من سبل النجاة في الكربات والمدلهمات، نتأمل فيه من الخير الذي يخرجنا من هذه الأزمات والله سبحانه على كل شيء قدير، وقد قال في خصوم الدين:{فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً[84]}[سورة مريم]. وقد جعل الله لكل شيء قدراً، والله لا تعجله الأماني، ولا تعجله دعوات الناس، فالله جعل لكل شيء قدراً إذا جاء الكتاب وبلغ أجله؛ فإن الله منجز وعده، لا إله إلا هو وحده، نصر عبده، وهزم الأحزاب وحده وأظهر دينه، نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يقر أعين الجميع بنصر الإسلام، وأن يحقن دماء إخواننا في العراق، وفي سائر بلاد الإسلام، و صلى الله وسلم على نبينا محمد. من محاضرة'الإسلام يعلو' للشيخ/ خالد بن عبد الله المصلح نقلا عن / مفكرة الإسلام |
|
حياكم الله جميعا ....
سبحان الله : ( انا كل شيئا خلقناه بقدر ) ... اسأ الله النصر العاجل لجيع المسلمين في كل ارض يذكر فيها اسم الله ..... جزاك الله خيرا اختي عمق القلوب وبارك الله فيك نقل رائع تسلم الا نا مل .... اختك .... مـــهـــا....
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
محاضرة:الشيخ "عبدالله بن صالح العبيلان"حفظه الله والتي هي بعنوان" وقفات مع سورة العصر | معاذ بن محمد صوالحة | منتدى الصوتيات والمرئيات | 1 | 2008-05-05 10:08 PM |
وقفات مع إسم الله تعالى( الغفور) | يمامة الوادي | منتدى الصوتيات والمرئيات | 0 | 2007-07-16 1:51 AM |
وقفات مضيئة من حياة البخاري (رحمه الله ) | ريم الفــــــــلا | المنتدى الإسلامي | 10 | 2007-06-03 2:13 AM |
وقفات في كتاب الله تعالى | عبدالرحمن الحربي | رياض القرآن | 8 | 2007-02-18 8:22 PM |
وقفات مع امير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه | *ابو عبدالعزيز* | المنتدى الإسلامي | 15 | 2005-11-13 6:02 PM |