[هنااادي]

واذا به يقلب نظراته بين القضبان...
وتستدير به نظراته عبر محيط هذا القفص ...تعتلي ملامحه علامات الضيق والكربه ...سجين يطلب الحريه
يقلب نظراته في الافق البعيد...تتراء له اجنحة الحريه محلقه..تضرب الهواء بجناحيه لتصعد فوقه….
يجتاحه ذلك الاحساس حتى الصميم...يبغي ان يضرب الهواء بجناحيه ان يعلوا عليه... ان تحمله تلك التيارات الهوائيه لمعالم اخرى…لافاق لم يالفها…لعالم جديد له طعم الحريه…يحلف…ويعلو...يبلغ ارتفاعات اخرى
ويحلق في سماء جديده وغريبه...يجتاحه التعب يهبط...يبحث عن غصن يستظيفه...فلا يجد سوى ذلك الغصن العريان من كل اخضرار...يحط عليها لاهثا عطشانا...جائعا يبغي ماءا وزاد...فلا يجد سوى قفرا مجدب قد عاثت به الريح العاتيه فسادا...فيستكين على غصنه...يلملم ضعفه...يطالب دفاءاً مفقودا...تتغلغل الرياح البارده داخل جسده...تفرق ريشه عن جسم نحيل ضعيف يفتقد للزاد والمأوى...يغمض عينيه يتذكر اياما مضت وارتحلت...
اياما دافئه كانت تحمل له فيها تلك الايادي الزاد والماء ...وتغدق عليها قربا ودفا ...اياما كان فيها محظ اهتمام بلا جفاء...يفتح عينيه على واقع بارد مرير يطالبه بان يكون اقوى واصلب حتى يبقى ولكن انى له ذلك...واذا بنظرات تتربص به ...
لايعلم من اين....وان هي الا دقائق...واذا به محمولا في السماء بلا جناحين..محمولا والالم يمزقه بين مخالب قد
غرزت بقوةوبقسوه في جسده النحيل....
رحل ذلك الجسد النحيل ...حيث تمنى ان يحلق بحريه فوق الهواء...فحمله الهواء ولكن بلاعوده فينتفض ريشه...
يفتح عينيهن…يرى قفصه فيستكين بهدوء…ولكن هذه المره نظرة الرضا قد علت وجهه الصغير…
من اختكم هنااادي…الطائر الجريح