[الملكة البيضاء]

قبل عام ونصف العام تقريبا ً ... التقيت بوردتي !!! .. بلقاها أصدرت شهادة ميلادي ... وبدأت حياتي ... لم اعلم بأنني أصبحت على موعدا ً مع الفرح ... مع السعادة ...على موعدا ً مع إشراق شمس الحب في قلبي ... كنت على موعد مع نمو سنابل الأمل في صحرائي ... بلقاء وردتي ..أخضر الربيع في شراييني كاسرا ً يأسي وحرماني ...بلقائها ... تغيرت حياتي رأسا ً على عقب ... زال الظلام من سمائي وأشرق الضياء بوجودها ... وردتي ... أتعلمون لماذا أقول وردتي ...؟؟

وردتا ً فاح عبيرها على ما فات من سنين عمري و سفوح عطرها على ما سيأتي من العمر... إن كان لي في هذا العمر بقية ... وان كانت أنفاسي ستلفظ ثانية في هذه الحياة ...

عام ونصف لم تكن فيه أنفاسي وأحلامي تشبه ما فآتني من العمر ... أفكر بتلك اللحظات التي قبل ذلك ... يا الله ما اظلمها من لحظات... كأنني لم أكن على قيد الحياة ...كان قدري أن التقي بحبيبتي بوردتي ... كان قدري أن التقي بنور عينيها ... وبوجهها الملائكي ...ذلك كان قدري ...أحمد الله على كل شيء ... أحمد الله على أن جمعني بها ...

رزقني الله وردتا ً سرقتني من دنيا الظلام .... سرقتني من ردهات وغبار الزمن ...رزقني وردتا ً أضاءت نور الظلام في سنين عمري ... وردتا ً أحاطت بذراعيها حولي لتحميني من رياح الغدر والخوف في هذا الزمن ... ً أنستني أحزاني ... ً أنستني حرماني ... ً كسرت قيدي ... يا الله ما أجمل قلبك يا وردتي ....

فانا إنسان من دون البشر ...عشقت وردتا ًعلى هيئة بشر .... كل يوم كنت أحبها يزيد عطرها في سمائي ... كنت اشتاق لها مع أنها بين أحضاني ...وهي أمامي لا استطيع أن أغمض جفني حتى لا يفوتني لحظه من نظرات عيونها ... بقربها تفتحت أزهاري الذابلة ... كأنها الماء التي سقيت به أزهاري .. بوجودك وردتي ...إشتعلت شموع أيامي ولحظاتي وساعاتي ... بقربك يا وردتي .... تمزقت إحزاني وتلاشت من الوجود آهاتي ...

إني أحبك يا وردتي ...أحبك أقولها على الملأ ... أحبك ...لا أخاف أحدا ً...

ولكن ... بدأت مـــأســــاتي ....

... وفي لحظه صامته وفي لحظة قاتلة ... قالت " لم أعد أرغب بك في دنيتي ... لا أريدك ... لقد مسحت كل شيء يتعلق بك " ... معها حق ...وعذرتها ... سأقول لماذا عذرتها ؟؟ ...كنت بالعمل ... رن هاتفي ....المتصل من ؟؟ ...المتصل .. وردتي حبيبتي !!! ... تكلمنا قليلاً ... وقبل الانتهاء من المكالمة ... قالت ... أريد طلبا ً منك ... قلت تفضلي وردتي ...قالت ... أريد بريدك والرقم السري !!! ضحكت ...بل تفاجئت بهذا الطلب ... لم استطيع أن أقول لها لا ... و لم أحاول التهرب ...لم أفكر إلا برضاها ...قلت حبيبتي أنتي تعلميني انه لدي أصدقاء وصديقات على بريدي ...قالت أعطيني إياه ...إذ كنت تحبني ... قلت ها هو حبيتي ...ها هو بريدي وها هو الرقم السري ...

لأنني أريدك أن تكوني مرتاحتا ً وصافيه البال ... لكن بيني وبين نفسي اعرف انه لا يوجد شي يدعى للخوف أو ما شابه ... بل خفت من غيرتها ...لان غيره النساء قاتلة !! فانتهت المكالمة على أمل أن اعرف لماذا طلبته ...؟؟ فعند انتهاء المكالمة انتهى معها حلم حياتي ...انتهى معها فرحي وابتساماتي ..انتهى معها أملي في هذه الدنيا ...

لحظات إلا وهاتفي يدق معلنا ً وصول رسالة منها تتساءل فيها ... من فلانة ...؟ ومن فلانة ...؟؟ استغربت ...!!

من لهجتها عرفت انه حدث شي ء ما ... من لهجتها تضاربت أفكاري ... أوقفت تفكيري ... وإذ بالصاعقة تنهي بها فرحتي ....

"مسحت كل شيء يتعلق بك ... إنساني وأرح نفسك ....لم اعد ارغب بك ...." هذا ما قالته ...قرأتها مرة ...وثانية ...وثالثة ...

لم افهم ما قالت ...ولا استوعبته ...وهذا الكلام خارج حساباتي ومفرداتتي ... والى هذا الوقت لا افهمه ...

استحلفك بالله يا وردتــــــي ....لو كان لدي ما يجلب الشك بعلاقاتي مع أي فتاة غيرك هل جعلته بين بديكي ...لو انه يجلب الاتهام ...أو مجرد شك بحبي لكي وبعلاقتي مع غيرك ... هل وضعته بين يديك ...طبعا ً لا ....على الأقل حاولت التهرب ...أو حاولت إنهاء المكالمة من دون إعطائك ما طلبتي ....ولكن .... حاولت أن أكون شفافا ً أمامك لا اخفي شيئا ً عنك ...حاولت أن أتجبر بغيرتك وحبك ...ولكن للأسف ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ...فخسرتك وخسرت فرحتي ...

أنتي تعلمين يا وردتي بقرارك ماذا تعني به ...؟!! ...تعني... انتهاء أجمل حب ...وأجمل حياة ...وأجمل فرحة على وجه الأرض ... انتهاء فصل الربيع من حياتنا ... انتشار الظلام في سنين عمرنا القادم ... غروب الابتسامة عن ثغر وجوهنا .... فانقطعت الأنفاس ...وذبلت الزهور ...وهدمت القصور ...وحبست الطيور ...وأستباح اليأس والقهر ربوعنا ...واقتلعت الحياة من قلوبنا ...

يا وردتي ...هل تظنين بي الاستسلام ...لا ...لن أستسلم لقسوتك ...لن أجعلك تغادرين دنيتي ...فاستسلامي يعني موتي ...استسلامي يعني انتهاء وجودي على هذه الحياة ...سأحارب الكون كله من أجل رضائك ... سأحارب حتى اللانهاية ...لن أخسرك ... ولن أخرج من دنيتك ....لن ولن ولن يبعدني عنك إلا الموت ...

وردتي ... هل تذكرين لقاءاتنا ...؟ هل تذكرين ضحكاتنا وسهراتنا ..؟؟ هل تذكرين بكائنا ..؟؟ لن أدعها تذهب هباء ً منثورا ...لن أدعها تذهب مع عثرات الزمن ...لن أدعها تذهب ...ولن أدعك تفارقيني وتفارقين دنيتي التي وجدت فيها من أجلك وأجل حبك يا وردتي ...

وردتي ...سامحيني ...فأنتي الأمل الذي أعيش من أجله ... أنتي النور لطريقي في هذه الدنيا الظلماء ... أنتي اللحن الجميل في دنيتي ...لن ارثي حبنا ...بل سأرثي حماقاتي ..وأرثي حظي العاثر ..لن أودعك ...لأنك محفورة ً في قلبي وعروقي ...وموجودة ً بين ضلوعي ..وأسمك لايفا رق شفتاي ...وصورتك لا تفارقني لا في صحوتي ولا في أحلامي ...فأنتي من علمني كيف تكون الحياة جميلة ...وأنتي من علمني كيف أكون حبيبا ً ً ...فانا حبيبك المخلص الذين لن يدخل قلبه وعقله سواكي يا وردتي ...

أنتي وردتي التي زرعتها في قلبي وأحميها بكل ما أوتيت من قوة ...ولن أجعلك تغادرينه سواء كنت موجوداً على هذه الحياة أو لم أكن ... ستبقين معي حتى اللانهاية ... أتمنى أن تصفحي عني ...وتراجعي نفسك ..وان تعيدي حساباتك ..فأنتي صاحبة القلب الحنون ...والقلب الذي غمرني بعطفه وحنانه دوما ً ..بان تنسي خطئي وتسامحيني وان تفتحي صفحتا ً جديدة في كتاب أيامك تنهي به حزننا الذي غزلته بيدي وبحماقتي ...

وردتي ... إني احبك