[يمامة الوادي]

من نافذة القطار


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على الرحمة المهداة رأفة بالعالمين , وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

لقد ركبت القطار في الوقت المحدد , وركب معي أناس أخر,

و وجدت قبلي ركابا أخر , وبعدي صعد القطار ركاب أخر, وكانت محطة انطلاقي هي محطة وصول أناس أخر.

جلست أنظر إلى خارج القطار عبر نافذة القطار...فرأيت الطريق تطوى طيا بسرعة القطار....
وأسرع القطار ومن عادته السرعة , فرأيته عبر النافذة , يترك البنيان وراءه , ثم يترك الأشجار ويترك الوديان والجبال والتلال....

وتركت خلفي بيتي ومقر إقامتي وأهلي .... وتركت حتى أحلى ذكرياتي في رحلتي وكلما أسرع القطار كلما ترك أشياء أخر ....

ثم التفتت إلى داخل القطارفإذا بالناس كل في دنياه , فمنهم من يتسلى بالمكسرات وبطاطس الشيبس ....

ومنهم من يلغو , ومنهم من ينام نوما خفيفا , ومنهم من يغط في نومه , ومنهم من يلهو ويترنم مع ألحان موسيقية تزعج الجيران داخل القطار...

ومنهم من استغل مسافة القطار في الكتابة والقراءة و...ومنهم من استغلها في الذكر وتلاوة القرآن ولم يغفل عن الصلوات ولو مع سرعة القطار.....

ثم توقف القطار فجأة ونزل بعض الركاب حين محطة وصولهم , ثم استأنف المسير السريع ثم توقف من جديد .... وهكذا....

وأخبركم أنني لا زلت في رحلتي داخل القطار

لأنني لازلت لم أعرف محطة وصولي

لأن الساعة علمها عند الله

والقطار هو الحياة

ومحطة الإنطلاق هي ساعة الولادة

وعندما نصل إلى المحطة النهائية ندع فعلا كل شيء خلفنا

إلا العمل الصالح ودعوة الولد الصالح ..!!

فاللهم بيض وجوهنا يوم لقياك ياذا الجلال والإكرام .
من اطلاعاتي