لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
التكنولوجيا وعلاقاتنا الاجتماعية منال المغربي لا يَخفى على النَّاظر أنَّ الثَّورة الرقميَّة اجتاحت كلَّ جوانب الحياة، ومع أنَّ هذه الطفرات التكنولوجيَّة ما زالت تُعتبَر في مهدِها، حيث إنَّ عمر الهواتف النقَّالة لا يتجاوز 16 عامًا، وذلك مع ظهور هاتف Simon Personal Communicator عام 1993 الَّذي قامت شركتا IBM و Bell Southبالتَّسويق له، تزامن مع ظهور البريد الإلكتروني حينما قامت شركتا أميركا أون لاين وديفلي في عام 1993م بربط خدماتِهما البريديَّة عبر الإنترنت، إلاَّ أنَّهما رغم عمرِهِما القصير نسبيًّا أثَّرا على طبيعة علاقاتنا الاجتماعيَّة؛ فاليوم أصبح الكثير منَّا يهنِّئ ويبارك ويعزِّي ويدعو لمناسبات شتَّى عن طريق هذه التّقنيات، فهل هذا الأمر نذيرٌ على أنَّ روابطَنا الاجتماعية في خطر؟ وهل صحيحٌ أنَّ رسائل الجوَّال والرسائل الإلكترونيَّة أصبحت جزءًا حيويًّا من أبجديَّات علاقتنا وتواصُلنا مع مَن حولنا؟ وهل قضت هذه الرَّسائل على روح التواصل والصِّلات الحميمة والعلاقات الدافئة؟ في هذا التَّحقيق نستعرض جانبًا من تأثيرات الهاتف النقَّال والبريد الإلكتروني على صعيد تواصُلنا الاجتماعي؛ حيث كانت محطَّتنا الأولى مع ثلَّة من الكتَّاب الذين لهم تعاطٍ مباشر مع هذه التقنيات. تأثير هذه التقنيات على العلاقات الاجتماعية: شدَّدت الأُستاذة شيْماء الحدَّاد (عضو رابطة الأدب الإسلامي العالميَّة) على أهمِّيَّة التَّواصل المباشر البعيد عن الأجهزة الجامدة مع الأهل والأصدقاء والمعارف، ورفضتْ أن تكون التقنية مؤثِّرًا سلبيًّا على علاقاتِها الاجتماعية أو سارقًا لها من أسرتها، وأضافت: التقنية جُعِلَت لتخدم الإنسان، وتكون تحت تصرُّفه؛ ليُحسن استخدامها فيما يُسهِم في رُقي المجتمع الإسلامي وتطوُّره وعلوِّ شأنه، لا أن يصبح عبدًا لها، أمَّا إذا كان المرء مسافرًا أو بعيدًا عن أهله ومجتمعه ورفاقِه فالتقنية هنا مفيدة جدًّا؛ حيث تمكِّنه من الاتِّصال بهم ورُؤْيتهم والتَّواصل معهم عن بُعد، وتقلِّص من شعور الغُرْبة والوحدة التي يستشْعِرها الإنسان عادة، ولكن أن تصبح التقنية هي الوسيلة الوحيدة للتَّواصُل مع الآخرين، فهذا خطأ كبير يقيم السُّدود بين المرْء ومُجتمعه، وقد تؤدِّي مستقبلاً إلى إضْعاف الوشائج والرَّوابط، ويبقى المدار - على كل حال - دائرًا على التَّصرُّف الحكيم، والاختِيار المناسب للطَّريقة الأنجح في التَّواصُل والتَّعبير عن المشاعر. وتضيف الكاتبة والقاصَّة مديرة موقع "فرسان الثقافة" ريمة الخاني - من سوريا - قائلة: يؤسِفُني القول: إنَّ 70% ممَّا يرسَل إليَّ لا قيمة حقيقيَّة له، إنَّما هو التصفُّح ثمَّ الرمي في سلَّة المهملات، وبكل صراحة أقول: إنَّها أثَّرت عليّ بشكل سلبي؛ فعبارات المديح قد أفسدت عليَّ تواضُع قلبي، وصرتُ على ثقة عمياء بتقبُّل المتصفِّحين لحروفي مهما كتبت، ممَّا جعلني ألْجأ للشَّبكة الإلكترونيَّة دومًا لأتتبَّع تلك العبارات الجذَّابة بلهفة، كما أنَّ هذه التقنيات سلختْني عن الواقع، فصرت أبتعد عن مجتمعي لأمضي أكثر من (5) ساعات يوميًّا في قراءة تلك النصوص، وهذا بات أمرًا مرهقًا للغاية رغم قرْبِه من نفسي. وتعتبر الكاتبة والمخرجة إيمان شراب - من جدّة - أنَّ هذه التقنيات وسيلة رائعة للتَّواصُل مع الأهل والأقارب الذين هم خارج البلاد، وعن محاسن هذه التقنيات تقول: بها أوطِّد علاقتي بزوجي، وأُنسيه عناءَه عندما يكون في العمل عن طريق رسالة قصيرة، وبها أتواصل مع ابني الَّذي يدرس خارج البلاد، فأذكِّره بالصلاة والدعاء، وأرسل له بعض المواضيع الجيِّدة والنادرة، وبها نتحدَّث مع الأهل والأقارب البعيدين ونراهم، فنشعُر وكأنَّنا في غرفة واحدة، ومن خلالِها تعرَّفتُ على أشْخاص أشعر بقرْبِهم رغم بُعْدِهم دون سابق رؤية لهم أو معرفة بهم، ومع ذلك وضعتُ لها وقتًا وحدودًا ونظامًا، فنجحت في الإبقاء على التَّواصل مَع من حولي، وللأمانة أقول: إنَّ لها أثرًا من ناحية استِغْناء الإنسان بها عمَّن حوله - على الأقل الأصدِقاء والأهل البعيدين نوعًا ما - لذلك لا بدَّ من تقنين استعمالها. وتعلِّق الأستاذة محاسن الحمصي - كاتبة وصحفيَّة من الأردنّ - على الموضوع قائلة: لم أشعُر أنَّها أثَّرت على حياتي الاجتماعيَّة والعائليَّة والمِهنية؛ فالعواطف الحقيقيَّة والمشاعر لا يمكن التَّعبير عنها من خلال آلة جامدة، حتَّى لو كانت بالصوت والصورة، إلاَّ أنَّها وسيلة للتواصل والتَّخفيف من شَوْق الغربة أو البُعد، على الأقل هي أفضل الآنَ من البريد العادي الذي كان يوصِّل الرَّسائل خلال شهر. وأضافت الدَّاعية والكاتبة هَمسة صادق - من الأردنّ -: استطعنا أن نصلَ إلى قلوب وعقول غير الملتزِمات، وذلك بنشر الخواطر والدورات الدعويَّة، بالإضافة إلى زيادة الصِّلات مع الأخوات الملتزمات من بلدان عربيَّة وأجنبية أخرى، صحيح أنَّ اللقاء بالأهل والأخوات له متعته الخاصَّة؛ ولكن يمكن تعويضُه قدر المستطاع في الغربة عن طريق هذه التقنيات، ويُمكِننا أن ننقل لهم ما يُرْضي الله - تعالى - عن طريق الرَّسائل الإلكترونيَّة، أو بنشْر الكتب الإلكترونيَّة، أو المطويَّات والأشرِطة للعُلماء والمشايخ، فالحمد لله الوسائل كثيرة وطرُق إيصالها أكثر. ويقول د. محمد رحَّال - رئيس المنظَّمة العالمية لدعم تحرير العراق، ورئيس اتحاد مسلمي السويد -: تقنية الشَّبكة العنكبوتيَّة أضافت لي شخصيًّا بُعدًا كبيرًا، ومنحتني قُربًا أكثر من القرَّاء، ولقد بدأتُ باعتِمادها عن طريق إرسال ما يَقْرب من بضع رسائل في اليوم، وتوسَّعت الحاجة حتَّى أصبحت اليوم أُرسل أكثر من عشَرة آلاف رسالة يوميًّا، وهناك أكثر من مائتي موقع يساهم في نشْر الكثير ممَّا أكتب، وهو أمرٌ لَم يكن ليتحقَّق في السَّابق، ويعتبر د. رحال أنَّ هذه الأداة المتطوِّرة قد زادت من اتِّصاله بمن حوله، وعمَّقت العلاقات بشكل أفضل، وغدت الرَّسائل أكثر وحقَّقت نتائج أفضل. أكثر الرسائل تأثيرًا: تقول الدَّاعية والكاتِبة همسة صادق: أكثر ما أثَّر بي رسائل الحقائق والوثائق عن القتْل والسَّفك والتدمير، الذي حصل في غزَّة حديثًا، وفي العراق وأفغانستان سابقًا؛ فلقد كانت وما زالت تُحزنني، وكثيرًا ما فاض حبري ألمًا وشجَنًا ممَّا يصلني. وتضيف الكاتبة والقاصَّة ريمة الخاني: وصلتْنِي رسالة هاتفيَّة من أختي تصرُّ على عودتي لسابق عهدي في التَّواصل، فأرسلتْ لي: "أختي العزيزة، أنا الآن عند والديْنا، وقد حضَّرت طبقًا شهيًّا جديدًا اسمه: "إن حبيتني حبيتك وإن ما حبيتني ما حبيتك"، فهرعتُ مسرعة لأكتشف أنَّها وجبة من المعكرونة الطريفة جدًّا. أمَّا الكاتبة والصحفية محاسن الحمصي فتقول: يصلني يوميًّا ما بين 500 إلى 1000 رسالة على الإنترنت وعلى كل عناويني الإلكترونيَّة، ولا أستطيع فتحَها جميعًا لضيق الوقت أوَّلاً، ولأنَّها تكون مكرَّرة أحيانًا، على الخليوي تأْتِي رسائل كثيرة، أكثرها نُكت وطرائف، أغلَبُها عن الحالة الاقتِصاديَّة التي يعاني منها الجميع، أمَّا أكثر الرَّسائل التي أثَّرت بي فهي الصُّور المؤلمة أثناء الحرب على قطاع غزَّة، ومعاناة أهلنا هناك، فكُنْت أقضي الوقت كلَّه على الإنترنت أرسل كل ما يمكن أن يساعد في التَّضامن معهم ولو بالكلمة. هذا؛ وقد وصلت للدكتور محمد رحال رسالة: من فتاة من غزَّة، تشكو لي همَّها وألمها، والحالة القاسية التي تمر بها، ولكنِّي آليتُ على نفسي ألا أترُكَها قبل أن تعود الضحكة والأمل إلى نفسها. هل حقًّا ثورة الاتصالات لها تأثير على مشاعر البشر وتعاملاتهم؟ سؤال وجَّهناه للدكتور فؤاد العريس - المتخصِّص في المعالجات النفسية والعصبية - الذي أجاب قائلاً: لقد أَلِف الإنسان منذ غابر الأزمان حتى وقت قريب جدًّا أن يكون في حركة حياته اليوميَّة في أحد حاليْن: إمَّا في خصوصية حياته الفردية أو الأسرية، وهو ما تعارف عليه الأقدمون بعبارة "الحرمة"، وإمَّا في تواصل مع المجتمع، وهو ما يسمّى بـ "الحياة العامة"، ومع وصول التقنيات الحديثة، وأكثرها استِفْحالاً: الهواتف النقَّالة، أُلغي هذا الفصل بين الحالين ممَّا بدَّل الكثير من أدبيَّات التعامل بين الناس، وأوْجد إشكاليات عديدة في العلاقات فيما بينهم، نذكر منها: انعدام الشعور بالاستقلاليَّة مع حصول الملاحقة الدَّائمة - الإقلال من أوقات الرَّاحة - هدر هائل للوقْت فيما لا طائل تحته - ارتفاع كَمِّ الكذب من أجل تبريرات لا ضرورة لها أصلاً - احتِلال المساحة (الضيِّقة أساسًا) من الصفاء الفِكْري والذهني والتأملي. كل هذا بدَّل الكثير من مشاعر البشر ممَّا جعلهم أكثر إلحاحًا، وأقلَّ صبرًا، وأجفَّ عاطفة، وأسرع تبدُّلاً. التكنولوجيا والتباعد الإنساني: هل صحيح أنَّ الوسائل التكنولوجيَّة من رسائل الجوال والبريد الإلكتروني هي السبب في التباعد الإنساني فيما بيننا؟ وما هي آثارُها الإيجابية والسلبية على علاقاتنا الاجتماعية؟ أسئلة أجابت عنها د. حنان قرقوتي - باحثة في الشؤون الحضارية والاجتماعية -: إنَّ التطوُّر الذي شهدته الإنسانيَّة خلال الثَّورة الفرنسيَّة وما بعدها أدَّت إلى إضعاف الروابط الاجتماعية، التي درج عليها الأجداد، ولقد كان لاختراع الكهرباء وما لحِقَه من اختِراعات كالتلفاز وجهاز الراديو - أثر إضافي في إضعاف هذه الروابط؛ ففي السَّابق كان النَّاس يتحلَّقون لسماع قصص الأجداد ويتزاورون، وكانت العلاقات الاجتماعيَّة بينهم أمتن، ولضيق الوقت وكثرة العلاقات وبوجود التقنيات الحديثة مثل: رسائل الجوال والبريد الإلكتروني التي غيَّرت من طبيعة تعاملاتنا وعلاقاتنا، فكان لها آثار إيجابيَّة وآثار سلبيَّة، ومن بين الآثار الإيجابيَّة: نقل الأخبار المفيدة على الصعيد العلمي والديني، بالإضافة إلى سهولة تمرير المعلومة إلى الآخرين وبسرعة فائقة. من الناحية السلبية فعدم تحرِّي الدقَّة في نقْل المعلومات التي قد تصِل إلى الآخرين بطريقة مشوَّهة ومشبوهة، لها آثار خطيرة على الصَّعيد العلمي أو السياسي، أو على الصَّعيد الوطني من نقل فتنة، أو على الصعيد الاجتماعي من تخريب أفكار الجيل، عبر تسميمه بقيم خاطئة قد تقضي على ميوله الفطرية السليمة التي فطره الله عليها، ولم يتسنَّ له معرفتها من أبوابها الصحيحة.
|
|
العمل الشبابي في ظلِّ هذه التقنيات: وبما أنَّ شريحة الشَّباب هي الأكثر استخدامًا لهذه التقنيات؛ قُمْنا باستجلاء انطباعاتهم. يرى وسيم غنوم - هندسة معلوماتية - أنَّ أكثرها سخيف ولا يرتكز على أسس علميَّة، وليس له إضافة في مجال المعرفة، ولكن هذه الرَّسائل فتحت باب التواصل مع الكثير من الإخوة وقرَّبت المسافات. يقول محمد أبو أيمن - مدرّس -: أغلب الرسائل تحمل مواضيع مكرَّرة، ولكن تعبِّر عن حُسن نيَّة مرسلها في ابتغاء الأجر من الله والنفع للمرسَل إليه، أمَّا في مجال المعرفة فلقد أضافت العديد من المعلومات المتعلِّقة بالأخبار والآراء والمقالات السياسيَّة، ولها أثَرُها في مجال التَّواصُل مع الآخرين. ويضيف رامي حاسبيني - هندسة -: الحقيقة، هناك رسائل إلكترونيَّة تشتمل على أحاديث وقصص وعِبر من حياة الصَّحابة، ومواقف عِز، أو مقالات تربوية هادفة، أمَّا الرسائل التي تتضمَّن أحاديث ضعيفة فأحذِّر منها، وصراحة أهتم بكل رسالة تأتيني لكي أعرف مفتاح كل شخص وهويته؛ فهي باب من أبواب الدعوة إلى الله، أمَّا بطاقات التهنئة والتعزية فهي تترك انطباعًا رائعًا عند المتلقِّي، فتُشعر بالاهتمام به، وربَّما تكون وسيلة لإعادة التواصل من جديد مع الأشخاص الذين قلَّ الحديث معهم، ومفيدة للأقرباء في بلاد الاغتراب. وتضيف لمى - مساعدة اجتماعية -: أضافت هذه التقنيات الكثير، فهي مصدر سريع للمعلومات في كل الأوقات، وهي مصدر للتعارف بين أناس تقف المسافة والزمن عائقًا أمام التعرُّف إليْهِم في الحياة العادية، ولكنَّها بالمقابل أثَّرت إلى حدٍّ كبير على تواصُلي الاجتِماعي مع مَن حولي؛ فهي تأخُذني منهم أحيانًا وأجد صعوبة في التحكّم بذلك. أما علا - مساعدة اجتماعية - فلم تؤثِّر هذه التقنيات على علاقاتها الاجتماعية سلبًا؛ بل سمحت لها بالتَّواصُل مع الأشخاص البعيدين عنها. وتعتبر رندة - جغرافيا - أنَّ هذه التقنية نافذة مميّزة للمعرفة لمن يعرف كيفيَّة استخدامها وانتقاء ما هو الأفضل، وتضيف: وعليْنا الانتباه لنوعية المعلومات التي تصلنا والرَّدّ على صاحب الرسالة، إن كان هناك خطأ في المعلومات وتصْحيحها، من ناحية أخرى ساعدتني هذه التقنية على التواصل مع الآخرين، ولكن بالرَّغم من سرعتها في إيصال العواطف والمشاعر والأفكار إلاَّ أنَّني لا أفضِّلها كثيرًا في التهنئة والتعزية وما إلى ذلك؛ لأنَّني أرى أنَّه بعد فترة من الزمن ستختفي العلاقات الاجتماعية. وحول ما إذا كان باستطاعتنا توظيف هذه التقنيات دعويًّا في ميدان العمل الشَّبابي، تقول مسؤولة قسم الطَّالبات في المنتدى الطُّلابي في بيروت ريما حلواني: توظيف هاتين التقنيتين بالنسبة لنا في تطوّر تصاعدي، لكنَّه لم يصل إلى الحد الذي نطمح إليه لاعتباراتٍ عدَّة أبرزها: كلفة رسائل الجوَّال بمقابل عدد الأحرُف القليلة المتاحة لكل رسالة، التي قد لا تفي بإيصال مضمون الرسالة المرغوب، عدم التأكُّد من وصول الرسائل عبر البريد الإلكتروني (E -mail)، عدم تأكُّدنا من أنَّ الطَّالبة ستقرأ الرِّسالة الإلكترونية في الوقت المطلوب، لا سيما إن كانت رسالة دعوة لحضور نشاط معيَّن، خاصَّة إذا لم يتوفَّر للطَّالبة الإنترنت بشكل دائم. ويقول مسؤول ملتقى الشبان المسلمين للحوار، التابع للمنتدى الطلابي، عبدالرحمن خضر: لا ينبغي أن ندع لأهل الأهْواء والضلالة أن يصلوا من خلالها إلى عقول أبنائنا وبناتنا، ويزرعوا فيها ما يشاؤون من ضلالات وتفاهات؛ بل يجب على كل مستطيعٍ أن يزاحم في هذا المجال ويجعل منه أداة للدعوة إلى الله. وتضيف ريما حلواني: رغْم فوائد هذه التقنيات خصوصًا في توفير الوقت والجهد والمال، إلاَّ أنَّنا - كونها وسائل إخباريَّة أكثر منها تواصليَّة - لا نعتمِد عليْها بشكل كلِّي دون اعتماد أساليب أخرى كالاتِّصالات الأخويَّة، والزيارات الدعويَّة، واللقاءات الإيمانيَّة، التي تبقى برأيي هي الأساليب الأشدّ قوَّة ومتانة، ولا بدَّ من الإشارة إلى أهمية وسرعة التواصل الدَّعوي مع الطَّالبات خارج لبنان، عبر هذه التقنيات، وتبقى هاتان الوسيلتان محصورتَيْن في عدد من المجالات ولا تتعدَّاها: الإعلان عن لقاءات، محاضرات، ندوات، معارض، التذكير بالطاعات وفضائل الأعمال، التحذير من مناسبات معيَّنة مثل ما يسمى بـ "عيد الحب"، تهنئة الطالبة أو مواساتها في مناسبات شخصية. وأضافت: من الضَّروري اليوم تفعيل دور هذه التقنيات في المجال الدعوي الإسلامي؛ لأنَّنا إذا قارنَّا ما يصل الطَّالبات من رسائل الفكاهة والغزَل بما يصلهن من الرسائل الدعوية، أدركنا أنَّ المجال الدعوي مقصِّرٌ فعلاً في تفعيل هذه الوسائل، لا سيما في لبنان. وشدَّد عبدالرحمن خضر على ضرورة حُسْن اختيار الألفاظ في الرسائل الدعوية، فالكلمة الطيبة لها أثرها في الدعوة إلى الله، وهي تؤتي أُكُلها بإذن ربها. نظرة شرعية إلى الموضوع: وحول ما إذا كانت رسائل الخليوي (sms)، والرسائل الإلكترونية باستطاعتها أن تكون بديلاً عن التواصُل المباشر، أجاب الشيخ يحيى كريدية - مشرف على منتديات صرح الإسلام -: لا شكَّ أنَّها تفي بشيء من الغرَض، وخاصَّة في بعض الحالات الخاصَّة لمن كان مسافرًا، أو بعيدًا عن أهله وأرحامه ومعارفه، إلاَّ أنَّه لا ينبغي أن تُختزل صلة الأرْحام والعلاقات الاجتماعيَّة برسالة معايدة أو تهنئة أو تعزية؛ لعدم تحقُّق المقصد التَّام منها، بل تصلُح أن تكون بديلاً مؤقتًا أو إضافيًّا، وفي حال تزاحم الأرحام والمعارف، يُقدَّم الأقرب فالأقرب، ويصل الآخرين بتلك الوسائل ما أمكن، وخاصَّة أنَّ صلة الأرحام لا تقتصر على الزيارات، بل لها أوجه متعددة وحدود متفاوتة؛ قال الإمام ابن عابدين الحنفي - رحمه الله -: "صلة الرحم واجبة ولو كانت بسلام، وتحيَّة، وهديَّة، ومعاونة، ومجالسة، ومكالمة، وتلطُّف، وإحسان، وإن كان غائبًا يصلهم بالمكتوب إليهم، فإنْ قدر على السير كان أفضل". أمَّا بالنسبة للمحاذير الشَّرعيَّة التي يجب التَّنبيه منها، فأجاب الشَّيخ كريدية: قد يركن مَن يستخدم تلك الوسائل إليْها ظانًّا أنَّه قد قام بواجب صلة الرحم، فتكون سببًا في تقصيره في وَصْل أرحامه بالشَّكل المرجوّ الذي يحقِّق أهدافه، وكذلك قد تكون هذه الوسائل سببًا للتواصل مع مَن لا يجوز التواصُل معه بسبب التهاون بآثارها، وقد تكون سببًا في ترويج الفاحشة بحُجَّة الفضول وحبِّ الاطِّلاع، أو سببًا في نشْر الإشاعات المثبّطة والمُرجفة بحجَّة تناقل الأخبار، فينبغي الحذر من كل ذلك. ووصَّى الشيخ كريدية بآداب عِدّة للتَّعامُل مع هذه التقنيات: على صعيد المُرسِل: ينبغي للمسلم أن يُراقب أفعاله وأقواله وما تخطُّه يداه في السِّر والعلن؛ قال الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، ولا يُستَثْنى من ذلك استِخْدام التَّقنية المعاصرة، بل ينبغي أن يشتدَّ الحذَر أثناء استخدامِها؛ لما قد يحدث من ضَعفٍ لمراقبة الله تعالى. وبالنسبة للمُستقبِل: فعليْه ألا يتردَّد في حذف ومنع وحجْب أي مادَّة تتنافى وشرْعنا الحنيف، وألا يكون صدًى لما يتلقَّاه عبر تمريره المادَّة للآخرين من غير تقويمها والنَّظر في مضمونها، كما ينبغي على مَن يستقبل أي مادَّة تتعارض مع ديننا الحنيف وأخلاق الإسلام وآدابه - أن يُبادر بالنصيحة والتوجيه للمُرسِل. أمَّا بالنسبة للمادَّة، فلا شكَّ أنَّ هذه التقنيات باب واسع للدَّعوة لدين الله تعالى، ووسيلة للتَّواصل، ونشْر العلم والمعرفة، فيستحسن استِخْدامها في ذلك، ولا يجوز استِعْمالها فيما لا يُرضي الله تعالى، أو جعلها وسيلة لهدر الطَّاقات ومَضْيَعة الأوقات، والله سبحانه وتعالى أعلم. في الختام: نشكر ضيوفنا ونثمِّن مشاركتهم، وما قدَّموه من آراء حول موضوع التحقيق، ونؤكِّد على أنَّ الوسائل التكنولوجيَّة المعاصرة سلاح ذو حدَّين، والأمر يتوقَّف على كيفية استِخْدامها وتوجيهها الوِجْهة التي تُرضي الله، وبالطَّبع بما لا يُلغي أو يقلِّص من مساحات العلاقات الإنسانية بين الناس
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
آخر اخبار التكنولوجيا ~ | rahaal111 | منتدى الحاسب العام والهواتف النقالة والتصميم وتعليم الفوتوشوب | 3 | 2010-06-16 6:09 AM |
ماذا تعرف عن الأساليب الاجتماعية ? | يمامة الوادي | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 2 | 2010-01-17 1:28 AM |
تدخين الهوانم والهندسة الاجتماعية | يمامة الوادي | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 2 | 2008-11-09 7:51 PM |
المفاهيم الاجتماعية تجاه قضية الطلاق | الأخت-يسرا | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 3 | 2007-02-17 12:38 PM |
الإعجاز في الوضوء .. تكشفه التكنولوجيا | أبو عامر الشمري | المنتدى العام | 0 | 2004-10-07 3:10 PM |