لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
وصايا وتوجيهات إلى المرأة المسلمة في رمضان محمد بن حسين حداد الجزائري بسم الله، والحمد لله حمدا كثيرا طيّبا مُباركا فيه مباركا عليه كما يُحبّ ربّنا ويرضى، والصّلاة والسّلام صلاةً وتسليماً تامَّيْن أَكْمَلَيْن على محمّد نبيّ الهُدى الّذي لا ينطق عن الهوى. أمّا بعد: فإنّ رمضان موسمٌ مِن مواسم الخيرات، وشهرٌ مِن أشهر البركات؛ فيه تُضاعف الحسنات وتُغفر الزلاّت، وتُغلق أبواب النّيران وتُفتح أبواب الجِنان، ولأجل ذلك يَسْعَد النّاسُ بقُدومه ويَأْنَس أهلُ الخير بحُلولِه، فنَراهم في لياليه وأيّامِه مُتعبِّدين بالطّاعات مُتنافِسين في الخيرات، قال اللّه -تعالى-: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِن ربِّكُمْ وَجَنّةٍ عَرْضُهَا السّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدّتْ لِلْمُتّقِينَ﴾[1]. وثمّةَ فردٌ مِن النّاس؛ كثيرا ما يَغفل عنه الأهلُ ويَغفل هو عنْ نفسِه في هذا الشّهر الفَضِيل؛ ألا وهو المرأة المسلمة. فقد رأينا أنَّ الكثيرَ مِن الأمّهات والزّوجات والأخوات والبنات -بدون مبالغة- هُنَّ مِن أكثر النّاس حِرمانًا في رمضان، لأنّ الواحدةَ مِنهنّ وبكلّ بساطة، قد ضُربت عليها على امتداد هذا الشّهر وفي معظمِ أوقاته الأشغالُ والتّحضيرات، تلبيةً لمُتطلَّبات أسرتها الّتي تزداد بشكل كبير في أيّامِه، خاصّةً المطبخ الّذي يأخذ حصّةَ الأسد مِن المضروب عليها، فما يكاد ينتهي الشّهر على المسكينة، إلاّ وتجدُ نفسَها قد ضاع منها قَدْراً كبيراً من العبادات، وحُرمت شيئا عظيما مِن الطّاعات، فلم تشعُر بروحانيّةِ هذا الشّهر الكريم، حتّى إنّ مِن النّساء مَن يَمرُّ عليها رمضان وما خَتَمَت القرآن فيه ولا مرّة واحدة! وكيف تشعر المسكينة بهذه الرّوحانية؟! وهي رمضان كلُّه؛ تبدؤُه بالنّوم في نهارِه إلى وقتٍ متأخِّرٍ أحيانًا، ثمّ تقوم لتَشْرع في ترتيب المنزل -هذا إذا فرضنا أنّها لا تدْرُس أو تَعْمَل- ثمّ تدخل إلى المطبخ لبدءِ إعدادِ وجبةِ الإفطار والمشروباتِ ووضع المائدة ولوازمِها، وما إنْ يَمضي وقتُ الإفطار، إلاّ وتبدأُ في تحضيرِ مأدبةِ السَّهرةِ بحلوياتِها ومشروباتها، ثمّ بعد هذا كلِّه تعود للمطبخ لغسْل الأواني، ثمّ ربّما تشتغل بالمسلسلاتِ، أو المكالمات الهاتفية الفضوليّة، أو التّجوال في الأسواق بلا ضرورة ولا حاجة، ويأتي عليها بعد ذلك السّحور وما يحتاجُه مِن إعداد...، وهكذا كلّ يومٍ وليلة! وكم هو جميلٌ أنْ أُذكِّرَ نفسي وأختي المسلمة بأهمّيةِ الوقت، وضرورة استغلالِه في كسْب الخيرِ وطاعةِ الرّحمَن؛ فقد كان السّلفُ الصّالحَ ومَن سار على نهجِهم مِن الخَلَف، أحْرصَ النّاس على كسْبِ الوقت وملْئِه بالخير، فكانوا يُسابِقون السّاعاتِ ويُبادِرون اللَّحَظاتِ حِرصاً على أنْ لا يَذْهب منهم الوقت هدراً. ومِن ذلك ما نُقل عن الصّحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: "ما ندمتُ على شيءٍ نَدَمي على يومٍ غَربَت شمسُه، نقصَ فيه أجلي ولم يزِدْ فيه عملي". ونُقل عن عامر بن عبد قيس أحد التاّبعين الزّهاد -رحمه الله-؛ أنّ رجلا قال له: "كلِّمْني"، فقال له: "أَمْسِك الشّمس".[2] قيل في معناه: يعني أَوْقِف لي الشّمس واحبِسْها عن المَسير حتّى أُكلِّمك، فإنّ الزَّمن متحرّك باستمرار سريع المُضيّ لا يعود بعد مروره، فخسارتُه خسارةٌ لا يُمكن تعويضها واستدراكها. وذُكر عن الخليفة الصّالح عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- قوله: "إنّ اللّيل والنّهار يعْمَلان فيك، فاعمل فيهما". وقال الحسن البصري -رحمه الله-: "ابنَ آدم إنّما أنت أيّام، كلّما ذهب يومٌ ذهب بعضُك"[3]. وذُكر عن الوزير بن هبيرة -رحمه الله- قوله: والوقت أنْفسُ ما عُنِيتَ بِحِفْظِه وأراه أسهل ما عليك يضيع ولأجلِ هذا كلّه؛ عَرَضت عليّ الفكرة المتمثّلة في عنوان هذه الرّسالة المتواضعة: (وصايا وتوجيهات إلى المرأة المسلمة في رمضان)؛ الّتي حرِصتُ فيها على سَرْدِ وصايا وتوجيهاتٍ وبرامج مختصرة إلى المرأة المسلمة، حتّى تتمكّن -بإذن الله- مِن اغتنام رمضان، واستثمارِ أوقاتِه في بَذْل الطّاعات والتّنافس على الخيرات، رغم أشغالِها العاديَةِ المُتعدّدةِ في هذا الشّهر، والّتي تُؤجرُ عليها كذلك -إن شاء الله- وإنّما أقصدُ مِن تقريري لواقع حِرمانِها مِن الخير في هذا الشّهر المبارك؛ تخلّفَها عن المُسارعةِ والمُسابقةِ في بقية العبادات، لطُغيان هذه الأشغال على وقتها ومجاوزة الحدّ الضّروري بها. وها هي -أختي الغالية- لكِ تلك الوصايا والتّوجيهات مُرقَّمةً؛ كتبتُها بين بذْلٍ منّي واجتهادٍ متواضع، واستفادةٍ مِن بعض كتابات المشايخ والفضلاء، قد راعيتُ فيها التّرتيبَ الموضوعي والاختصار قدْر الإمكان، أمّا كثرة عددِها؛ فهي لضرورةٍ رأيتُها، حتّى لا أترُك نقطةً متّصلةً بالموضوعِ دونَ أنْ أذكرها، بل قد حرصتُ على ذكرِ بعضِ الأحكام الفقهية ضِمنَها، لشِدّةِ حاجتكِ إليها وقوّةِ صِلتِها بفكرة الموضوع.
|
|
فاقرئيها نُقطةً نُقطةً، واستوعبيها -حفظَكِ الله-، ثمّ انشُري صفحاتِها وأَوصي بها غيركِ مِن الأخوات. إذا أقبلَ عليكِ شهر رمضان: (1) استقبلي شهرَ رمضان بالفرحِ والابتهاج، واسألي اللهَ أنْ يبلّغكِ إيّاه وأنتِ في صحّةٍ وعافية، حتّى تنشطي في عبادة الله فيه؛ فكم مِن مُنتظِرٍ رمضانَ قد فاجأَه الأجلُ قبل بلوغه، فقد رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال يومًا وقد حضر رمضان: ((أَتَاكُمْ رَمَضَانُ؛ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ؛ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطينِ؛ للهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ))[4]. (2) إذا رأيتِ هلال رمضان فقولي: ((اللَّهُمَّ أَهْلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ والإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ))[5]، وهذا ما كان يقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كما في حديثِ طَلحَة بنِ عبدِ الله[6]. (3) ادعي الله واسأليه عند حُلول هذا الشّهر؛ أنْ يُوفِّقكِ إلى طاعتهِ ويُزوِّدكِ بالقوّة على ذلك، مِنه أنْ تقولي ما نُقل عن بعض السّلف الصّالح أنّهم كانوا يقولون عند حضور شهر رمضان: "اللّهم قد أَظَلَّنا شهر رمضان وحَضَر، فسلِّمه لنا وسلِّمنا له، وارزقنا صيامَه وقيامَه، وارزقنا فيه الجِدَّ والاجتهاد، والقوّةَ والنّشاط، وأَعِذْنا فيه مِن الفِتَن". (4) تَدارسي وتَذاكري فضائلَ شهرِ رمضان وفوائدَه، وفضائلَ صِيامِه وقيامِه وتلاوةِ القرآنِ فيه؛ فإنّ العِلمَ بتلك الفضائل والفوائد هو الخطوة الأولى الّتي تُحفِّزُ النَّفسَ وتُنَشِّطُها على نيلِ خيرات الشّهر العظيمة. (5) تعلّمي وتفقّهي الأحكام المتعلّقة برمضان، فإنّها مِن العلوم الضّرورية الّتي لا يَسَع أيّ مسلمةٍ جهلَها لشِدَّة حاجتِها إليها؛ فأقبلي على قراءةِ ما تيسَّرَ من الكُتبِ النّافعةِ، المُوضِّحةِ لما يَهمُّك معرفتُه في هذا الشّهر مِن أحكامٍ وآداب، وغيرِها مِن سُبلِ التعلُّم؛ كالاستماع إلى الدُّروس وسُؤالِ مَن يعلَم، ثمّ ابْذُلي الوُسعَ في تعليمِ مَن لا يستطيع الوصولَ إلى ما تَعلّمتِه؛ مِن الأهلِ أو الأقاربِ أو الجيرانِ أو الصّديقات، ولكِ في ذلك الأجر العظيم. (6) إذا كنتِ قد ابتُليتِ ببعضِ المعاصي والذّنوب، فبادِري بالتّوبة مِنها في هذا الشّهر؛ اعْزمي عَزْمًا صادقاً على الرّجوعِ إلى اللهِ والنّدمِ على ما فات مِن تقصيرك في حقِّه، فوالله -يا أيّتها الغالية- إنّ رمضان لفُرصةٌ ثمينةٌ لتُبادري إلى ذلك قبل أنْ يبادرَكِ الأجل، اجْعلِي هذا الشّهر المبارك ميلادك الجديد إلى الصّلاحِ والاستقامة والفلاح، ثمّ أَبْشِري بأنَّ التّوبةَ تَهْدِمُ ما قبلها، وأنّ التّائبَ مِن الذّنب كمَن لا ذنبَ له، وأنّ اللهَ -سبحانَه وتعالى- يحبّ التوّابينَ وهو أكبرُ الفَرحين بتوبتِكِ. (7) أبشري بالخيرِ الكثير والأجرِ العظيم، إنْ أنتِ أقبلت في هذا الشّهر على الله -عزّ وجلّ- بما يُحبّه مِنكِ ويرضاه؛ قال عليه الصّلاة والسّلام: ((إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتِ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتِ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، ويُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ! أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَرِّ! أََقْصِرْ. وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ))[7]. (8) تذكّري أنّ أكبر ما يُرجى حُصولُه لكِ في رمضان هو التّقوى؛ فمِن أجل التّقوى شَرع الله الصّوم، وهو الفائدة المَرجُوَّة مِن خلالِ أداءِ الفرائض و السُّنن، قال اللهُ -تعالى-: ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ﴾[8]، ففكّري في العمل الجاد للحصول على هذا الشّرف العظيم، وهو الانْضمام إلى دائرة المتّقين عن طريق هذا الشّهر العظيم، فلا يَمُرَّنَّ عليكِ رمضان تلو الآخر وينتهي دون أنْ تستفيدي منه الاستفادة المرجوَّة. شمِّري عن سَواعد الجدّ والاجتهاد في الخيرات: (9) اعْلمِي أنّ اللّيلةَ الأولى مِن رمضان تبدأ عَقِب غروبِ شمسِ آخرِ يومٍ مِن شعبان، فابدئيها بالقيامِ والأدْعيةِ والأذْكارِ والسّحورِ وغيرِها من العبادات، وإلاّ كانت لكِ ليلة ناقصة مِن ليالي رمضان، مِن حيث الاجتهاد في العبادة. (10) عدِّي الأيّامَ التي ستمضي مِن هذا الشّهر الكريم، وفكِّري في طولِ الوقتِ الّذي سيمرُّ بعد انْقضائِه قبل عودتِه مرّةً أخرى؛ فإنّ ذلك سيُشْعِرُكِ بالرَّغبةِ في المزيد مِن الاجتهاد، ويَدفعُكِ إلى تركِ الكَسلِ والتّشمير للطّاعات. (11) أكثرِي مِنَ العبادات والأعمالِ الخيريةِ ونوّعيها -قَدْرَ المُستطاع- فإنَّ أجرَها في رمضان مُضاعَفٌ؛ صلاةُ التّراويحِ والقِيام، الصّدقةُ وإطعامِ الطّعام، الأذكارُ وتلاوةُ القرآن،... كلُّ ذلك مع الموازنةِ بينَ أوقاتِها وإعطاءِ كلّ عبادةٍ نصيبَها، وبتنويع العبادات يَكثُر أجرُكِ ويَتجدَّدُ نشاطُكِ -بإذن الله-. (12) احتسبي صيامكِ وسائر عباداتكِ في هذا الشّهر؛ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))[9]. واحتسابكِ لذلك يكون ببداركِ إلى طلب الأجر من الله -تعالى- عند فعل الطّاعات، وابْتِغائِكِ بها وجهَه الكريم؛ فاستحضري النيّة وصحّحي القَصْدَ بجعلِه للهِ وحده عند بَذْلِكِ لكلّ عبادةٍ وطاعةٍ، قال عليه الصّلاة والسّلام: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى))[10]. (13) أكْثِري مِن قراءةِ الكتُبِ النّافعة؛ فإنّ قراءَتَك لها تزيدُ في حَصيلَتِك العِلمية والثّقافية، وابْدئِي بقراءةِ الكُتبِ الإسْلاميةِ الّتي تتفقّهين بها في دينِ الله -تعالى- فَتَعبُدينَ اللهَ على عِلمٍ وبَصيرةٍ، ثمّ تُعلِّمينَ وتُفيدين بها غيرَكِ. الصّلاة الصّلاة: (14) حافظي على صلواتكِ الخمس كلِّها، وأدّيها في أوقاتِها مُسْتوْفيةً شُروطَها وأركانَها وواجباتِها؛ يقول الله -تعالى- لأمّهات المؤمنين: ﴿وَأَقِمْنَ الصّلاَةَ وَآتِينَ الزّكَـاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾[11]، فالصّلاة هي الرّكن الثّاني مِن أركان الإسلام وعموده، ولا دين لمَن لا صلاةَ له، وتذكَّري قولَه عليه الصّلاة والسّلام: ((العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ))[12]، فلا تكوني كمَن تحافظ على الصّيام وتُضيّع الصّلاة وهي أهمّ منه وأعظم! والله -جلّ وعلا- يقول: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ، فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً﴾[13]، وقد ذَكَر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره عن جمعٍ من أئمة التّفسير، أنّ معنى إضاعة الصّلاة: إضاعة مواقيتها بأنْ تُصلَّى بعدما يَخرُج وقتُها. (15) لكِ أنْ تُؤدّي الصّلاةَ في البيتِ جماعةً مع النّساء بإمامة إحداهِنّ -فريضةً كانت أو تراويح- فإنّ النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- أمر أمَّ ورقة -رضي الله عنها-أنْ تؤمّ أهلَ دارِها[14]، ولْتَقِفْ إمامَتُكُنَّ وَسَطَكُنّ لا تَتَقدّمكُنّ كما يتقدّم الإمام الرّجال. (16) حافظي على صلاة التّراويح فإنّ رمضان شهر القيام؛ قال النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-: ((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))[15]، وذَكَر الإمام النووي -رحمه الله- أنّ المراد بقيام رمضان صلاة التّراويح. (17) لكِ أنْ تُصلّي التّراويح في المسجد، لكنْ اعلَمي أنّ أداءَكِ لَها في بيتكِ إذا تمكّنتِ أفضل لكِ من أدائِها في المسجد؛ فقد قال عليه الصّلاة والسّلام: ((لاَ تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ المَسَاجِدَ وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ))[16]، لاسيما إذا كنتِ تستطيعين أن تصلّيها خاشعةً بترتيلٍ طويل، أمّا إذا كنتِ لا تستطيعين ذلك ولم تجدي مَن يصلي بكِ في البيتِ -سواءً مِن الرّجال أو النّساء- فلا بأس بذهابكِ إلى المسجد، والأمر في جميع الأحوال واسع وسهل، وإذا ذَهَبتِ فلا تذهبي إلاّ آمنةً الفتنة عليكِ ومنكِ، متستّرةً متحجّبةً، متأدّبةً بآداب المشيِ والمساجد، لا مُتعطِّرةً أو مُبديةً لزينَةٍ. (18) لا تَنسيْ صلاةَ الرّواتِب؛ فقد جاء عن أمِّ حبيبة زوج النّبي -رضي الله عنها- أنّها قالت: سمعتُ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: ((مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلاَّ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ))[17]. وقد فسّر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثٍ هذه الرّكعات بقوله: ((أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ))[18]. (19) صلّي الضّحى ولو ركعتين، فإنّ لصلاة الضّحى فضائل كبيرة؛ مِنها ما حدّث به أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النّبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- أنّه قال: ((لاَ يُحَافِظْ عَلَى صَلاَةِ الضُّحَى إِلاَّ أَوَّابٌ، قال: وَهِيَ صَلاَة الأَوَّابِينَ))[19]، والأوّاب هو الّذي على طاعة الله مُقبل وإلى رضاه رَجَّاع. واعلمي أنَّ وقتَها يبدأ مِن طُلوع الشّمس ويمتدُّ إلى زوالِها، أمّا عدد ركعاتِها فلكِ أنْ تُصلّيها ركعتَيْن أو أربعًا أو ستّا أو ثمان أو اثني عشرَ ركعة، كلّ ذلك ركعتين ركعتين. الزَمي الذِّكر وتلاوة القرآن: (20) حافظي وأكثِري مِن الأذكار، لاسيما في أوقاتٍ وأحوالٍ يتأكّدُ فيها ذلك؛ كأذكارِ ما بعدَ الصّلوات، وأذكارِ الأذانِ ومتابعةِ المؤذِّن، وأذكار النّوم والاستيقاظ منه، وأذكار الإفطار والأكل، وأذكارِ الدّخول والخروج، وأذكار الصّباحِ والمساءِ -عموما-،... ولا يَفْتُر لسانُكِ عن الذِّكْر في جميعِ أحوالِك حتّى وأنتِ تُؤدّين أعمالَك المنزلية، متأسِّيةً في ذلك بنبيِّكِ -عليه الصّلاة والسّلام- فعن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: ((كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ))[20]. وتذكّري أنَّ في ذكْرِ الله حياةٌ لقلبِكِ؛ قال عليه الصّلاة والسّلام: ((مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ))[21].
|
|
[align=right]
(21) اقتني كتيِّبا خاصّا يَحوي مُختلَفَ الأدعيةِ والأذْكار -إذا كنتِ لا تحفظينها- ككتابَيْ (حِصن المسلم) و(الكَلِم الطيِّب)، وغيرهِما مِن الكُتب. (22) أقْبِلي على قراءة القرآن الكريم؛ فإنّ ذلك مِن مظاهر الاجتهاد في العبادة الّتي ينبغي الإكثار منها آناءَ اللّيلِ وأطراف النَّهارِ في هذا الشّهرِ المبارَك، فإنّه لا يخفى عنكِ ما للقرآنِ مِن فضلٍ عظيم على الكثيرِ مِن الأعمال -تلاوةً وحفظاً وتدبّراً وعملاً به- ويكفيكِ في ذلك قولُه تعالى: ﴿إِنّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لنْ تَبُورَ * لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِن فَضْلِهِ، إِنّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾[22]، وفي حديث عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلّم- قال: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ))[23]، وعن عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- أنّه عليه الصّلاة والسّلام قال: ((خيرُكُم مَن تعلّم القرآن وعلَّمَه))[24]. رمضان فرصة لكِ أختي الكريمة لِتُقبلِي على القرآن أكثر فأكثر، ولا تنسَي أنّ رمضان شهر القرآن. (23) لا تُسْرِعي في قراءة القرآن إسراعاً بدون ترتيل ولا تدبُّرٍ لمعانيه وأحكامه، فلا يكنْ مقصدُكِ مِنَ القراءة هو الوصول إلى خَتْمه في أقرب وقتٍ مع مخالفة قولِه تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾[25]، ومخالفة قوله عزّ وجلّ: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الألْبَابِ﴾[26]، بل ينبغي عليكِ الجمع بين الخيْرين؛ بكثرةِ قراءةِ القرآنِ ومحاولة ختمِه أكثر مِن مرّة، مع ترتيلِه وتَدبُّرِ معانيه والعملِ بأحكامه. (24) لا تكتفي فقط بقراءةِ القرآنِ في نهار رمضان، ثمّ تغفلين عن ذلك في لياليه! فلا يوجدُ دليلٌ يَنصُّ على تخصيصِ قراءتِه في نهارِ رمضان بفضل معيّن دون لياليه، بل احْرصي على قراءتِه قبل النّوم قدْر استطاعتِكِ ولو جزءًا يسيرا. (25) اجلسي في مُصلاَّكِ بعد أدائكِ فريضة الصّبح حتّى الشّروق إنْ استطعتِ؛ تقرئين القرآنَ وتذكُرينَ اللهَ وتُسبِّحينَه وتُهلِّلينَه وتَحمدينَه وتُكبّرينَه، ثم صلّي ركعتين -مِن صلاةِ الضُّحى- على الأقلّ. لا تغفلي عن الدّعاء وسؤال الله مِن خَيْرَيْ الدّنيا والآخرة: (26) لا يفوتنَّكِ اغْتنام هذا الشّهر الكريم بالاجتهادِ في الدّعاءِ، والالتجاءِ إلى الله -سبحانه- وسؤالِه مِن خيْرَي الدُّنيا والآخرة، خاصّةً في أوقاتِ الإجابة وأحوالِها؛ كحالِ الصّوم، عند الفِطر، ما بين الأذان والإقامة، في الثّلث الأخير مِن اللّيل، عند السّجود، في آخر ساعة من يوم الجمعة...، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُـمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ﴾[27]، وفي الحديث عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: ((الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ))[28]. (27) لا تغفلي عن آدابِ الدّعاء الّتي بها يتحقّقُ مطلوبُكِ وتحصلُ إجابةُ سؤالِكِ؛ كالإخلاصِ في الدّعاء، والثّناء على اللهِ في بدايته، والصّلاة والسّلام على رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، والإلحاح فيه، وعدم استعجالِ حُصول الإجابة، واليقين بالإجابة، والتّركيز وعدم الغفلة، والابتعاد عن الحرام،... وغيرها مِن الآداب. وتذكَّري حديثَ النّبي -صلى الله عليه وسلّم-: ((إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا))[29]، فارفعي يديكِ بالدّعاء مُتأدّبةً، مُخلصةً، مُثنيةً على الله -عزّ وجلّ- مُصلّيةً على رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- مُلحّةً، مُتيقّنةً، غير مستعجلة. (28) احْرِصي على العِبادة في ساعات النّزول الإلهي إلى السّماء الدّنيا، فإنّها أوقات مباركة، بالقيام والذّكر والدّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن؛ وذلك في الثّلث الأخير مِن اللّيل؛ فعن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ))[30]. وتحسبين وقتَ الثّلث الأخير مِن اللّيل بتقسيمكِ الوقت مِن صلاة المغرب إلى وقت صلاة الفجر ثلاثة أجزاء، ثمّ تعتبرين الجزء الأخير منه هو الثّلث الأخير. نافسي في نيل رضا الرّحمن: (29) نافسي في الخير وكوني جوادَةً به، وحاولي أنْ لا يسبقك إلى ذلك أحد؛ قال اللهُ -تعالى-: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾[31]، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ))[32]؛ قال الزين بن المنير: "وجه التّشبيه بين أجوديته صلّى الله عليه وسلّم بالخير وبين أجودية الرّيح المرسلة أنّ المراد بالرّيح ريح الرّحمة الّتي يرسلها الله تعالى لإنزال الغيث العام الّذي يكون سبباً لإصابة الأرض الميتة وغير الميتة، أي فيعمّ خيره وبرّه مَن هو بصفة الفقر والحاجة ومَن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر ممّا يعمّ الغيث النّاشئة عن الرّيح المرسلة"[33]. وأمّا الصَّدقة: (30) أكثري من الصّدقة؛ فقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في الحديث المتّفق عليه؛ أنّ مِن السّبعة الّذين يظلّهم الله في ظِلّه يوم لا ظِلّ إلا ظلّه...، ذَكَر مِنهم: ((وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ))[34]، وقال صلى الله عليه وسلّم: ((يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ. فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ))[35]. كوني صائمة على الجادَّة: (31) صوني أيّتها الفاضلة جوارحَك عن الذّنوب والمعاصي؛ فلا يفكّر عقلَكِ إلاّ في طاعة الله، ولا يحمل قلبكِ إلاّ الخير للمسلمين والمسلمات، ولا تقع عيناكِ أو تنصت أذناكِ أو ينطق لسانكِ إلاّ بما يحبّه الله ويرضاه، وجاهدي نفسَكِ في ذلك؛ قال صلّى الله عليه وسلّم: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))[36]. قال البيضاوي: -رحمه الله-: "ليس المقصود مِن شرعية الصّوم نفس الجوع والعطش، بل ما يَتْبَعه من كَسْر الشّهوات وتطويع النَّفس الأمّارة للنّفس المطمئنّة، فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر الله إليه نظر القبول"[37]. دلّي على الخير تَنالين أجر فاعلِه! (32) كوني داعية إلى الله عزّ وجلّ؛ تقرّبي في هذا الشّهر العظيم بدعوة أقاربك، وجيرانكِ، وصديقاتكِ، وزميلاتكِ، عبر الكتاب والرّسالةِ والمقال والشّريط والنّصيحة والتّوجيه...؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ))[38]. وإذا خرجتِ مِن البيت: (33) لا تُكثري مِن الخروج لغير حاجة، ولا تضيّعي هذه الأيّام واللّيالي العظيمة بكثرةِ الخروج إلى الأسواقِ والتّجوال ونحو ذلك، ويكفيكِ الخروج إلى الدّراسة إذا كنتِ دارسة، أو إلى العمل إذا كنتِ عاملة، وكذا الخروج لسائر المقاصد الّتي تحتاجينها، واعلمي أنّ الأصل في المرأة قرارها في بيتها؛ قال الله -تعالى-: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾[39]، وذَكَر العلاّمة الكشميري على ما نَقَله الشّيخ الألباني -رحمهما الله- بناء على مفهوم الآية؛ أنّ خروج المرأة لغير حاجة تبرُّج. (34) احرصي عند حاجتكِ إلى الخروج مِن البيت على الالتزام بحجابِك الشّرعي السّاتر بشروطِه الّتي ذكرها أهل العلم؛ وهي: استيعاب جميع البدن ممّا هو عورة والّذي لا يجوز إظهاره لغير المحارم ومَن استثناهم القرآن، أنْ لا يكون زينة في نفسه، أنْ يكون صفيقاً لا يَشِفّ، أنْ يكون فضفاضاً غير ضيّق، أنْ لا يكون مُبخَّراً ولا مُطَيَّباً، أنْ لا يشبه لباس الرّجال، أنْ لا يشبه لباس الكافرات، أنْ لا يكون لباس شهرة.
|
|
(35) اسْتتِري يا ابنة الإسلام العزيزة بما فرضه الله عليكِ مِن السِّتر واغتنمي رمضان فرصةً لذلك، وإيّاكِ أنْ تتردّدي، صوني لَحْمَكِ عن الذّئاب البشرية الّتي تعلمين أنّ ما يثيرها منكِ هو جسدكِ لا روحكِ، لا تَمْتَهِني عِرضكِ لأتفه الأسباب وأضعف الحُجج وقد سارت مِن أجلهِ الجيوش وسالت مِن أجله الدّماء بالأمس حمايةً له وغيرةً عليه! أبْشري برضا الله العظيم عنكِ إذا أنتِ أطعتِه؛ وقد أمركِ بذلك وأمَركِ رسوله -صلّى اللّه عليه وسلّم- أشْفِقي على نفسكِ مِن عذاب شديد قد يلحقكِ مِن طريق قد رسمتِه واخترتِه لنفسكِ، أرْفِقي بالشّباب الّذين تفتِنينَهم لتتحمّلين أوْزارَهم يومياً بزينتكِ وحركاتكِ الّتي تُبديها لهم مظاهر ألبستكِ السّافرة، وتيقّني أنّ في الحجاب جمالَكِ ونورَكِ وبهاءَكِ إذا أنتِ التزمتِه بشروطه، واعلمي أنّه لا يُستر عن الأعين عادةً إلاّ الأمور النّفيسة والأشياء الثّمينة؛ فكيف لا تَسْتَتِرين وأنتِ أنفس مِن النّفيس وأثْمَن مِن الثّمين!. إنّ الحجاب هو سعادتكِ وجنّتكِ في الدّنيا والآخرة فلا تتردّدي أختي الغالية...، وإيّاكِ أنْ تتردّدي... أضيفي أوقات جديدة! (36) أفرِغي الأوقات للعبادة قدر المستطاع، وذلك بالتّنظيم والتّرتيب والتّنسيق مع الآخرين، وتفويض بعض المهام إليهم، سواء كانوا صغاراً أو كباراً، إناثاً أو ذكوراً؛ كالأخت أو البنت أو الابن أو الزّوج أو الأخ أو نحوهم؛ ممّن يُمكنهم مساعدتكِ وتخفيف عبء الأعمال المنزلية عنكِ، وهم مأجورون على ذلك، فإنّ المُعين على الخير له نصيب منه. احرصي على السّحور كما تحرصين على الفطور: (37) حافظي على السّحور ولا تغفلي عنه، وحثّي أهلكِ عليه؛ فإنّ في السّحور بركة، قال النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: ((تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً))[40]، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ((السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ))[41]. (38) احرصي على تأخير السّحور إلى قُبَيْل الفجر؛ قال صلّى الله عليه وسلّم: ((ثَلاَثٌ مِنْ أَخْلاَقِ النُّبُوَّةِ: تَعْجِيلُ الإِفْطَارِ، وَتَأْخِيرُ السّحُورِ، وَوَضْعِ اليَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ فِي الصَّلاَةِ))[42]. واعلمي أنّ مِن فوائد هذا التّأخير كما قال العلماء: أنّه الأوفق لسنّة نبيّكِ -عليه الصّلاة والسّلام-، وأنّ السّحور يُراد به التَقَوِّي على الصّيام فكان تأخيره أنفع للصّائم، وأنّ الصّائم لو تسحّر قبل طلوع الفجر بوقت طويل ربّما نام عن صلاة الفجر. حتّى لا تنهزمين في معركة المطبخ: (39) قلِّلي مِن المكوث في المطبخ وكوني خفيفةً فيه، فرمضان شهر العبادة والصّيام لا شهر الأكل والطّعام. (40) قلِّلي مِن المصاريف المالية، وإيّاكِ والإسراف في إعداد الطّعام والشّراب؛ فإنّكِ مَنهِية عن ذلك، قال الله -تعالى-: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا، إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾[43]. واعلمي أنّ مِن شُكْرِ الله -عزّ وجلّ- على نِعمه عدم معصيتِه بها بتبذيرها والإسراف فيها. (41) اشكري اللهَ -تعالى- على نِعمه وأرزاقه، وتذكّري أنّ بالشّكر تزيد النّعم؛ قال عزّ وجلّ: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ، وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾[44]. (42) لا تجعلي همّكِ الأوّل وأنتِ تطبخين وتبذلين الجُهد في ذلك إظهار مهاراتكِ في تنويع المأكولات، وهذا وإنْ كان شيئا لا تُلامين عليه لكونِه مِن فِطرتِك السّليمة وعنوان أنوثتك، لكنْ اجعلي نيّتكِ نيّةً أرفع وأسمى، مسْتَحْضِرةً أثناء طبخكِ قولَه صلّى الله عليه وسلّم: ((مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا))[45]، فاجعلي هذا الحديث نيّتَك، واحْتسبي وقتَك الّذي تَقضينَه في المطبخ لله فتُأجري، وإنّ عملك لنْ يضيع أبداً بهذه النيّة وهذا الاحتساب -بإذن الله- لأنّ القائم على الصّائم له أجر عظيم، فما بالكِ وأنتِ صائمة، ثم أنتِ أيضاً تُعدّين هذا الطّعام وتَقضين كثيراً مِن وقتك فى إعدادِه، فلا شكّ أنّكِ على خير وعملٍ مَأجورٍ قد حُرم منه كثيرٌ من الرّجال! (43) حاولي الطّبخَ في الصّباح الباكر، فإنّه أحسن مِن الطّبخ في المساء؛ لما يوفِّره لكِ مِن الوقت، فيسهِّل لكِ أداء العبادات ويعينكِ على الخشوع في الصّلوات، خاصّة إذا كنتِ تدرسين خارج البيت أو تعملين، فإنَّكِ تعلَمين ما يُحدثه الطّبخ مِن تشويش، بل هناك العديد مِن النّساء لِبَدئِهِنّ الطَّبخ مساءً تَجدينَهُنَّ لا يُصلِّين في الوقت، وإذا صَلَّيْن فصَلاة بلا خشوعٍ لانشغال البال في الطّبخ، أمّا صلاة الرَّواتب فتَتْركْنَها تماما لضَيْق الوقت... (44) أكثري ورطّبي لسانكِ بذكر الله وتسبيحِه واستغفارِه أثناء طبخكِ، والبدء بالبسملة قبل كلّ شيء، مستغلّةً الوقت في نيل الأجر غيرَ تاركةٍ المجال لتضييعِه، وكذلك أثناء غسلكِ الأطباق أو تنظيفِ المطبخ. (45) حاولي الجمع بين الطّبخ والاستماع إلى القرآن أو المحاضرات والدّروس، عبر جهاز التّلفاز أو جهاز التّسجيل، حتّى لا تحرِمي نفسكِ مِن الخير والعِلم والفوائد مدّة مكوثكِ في المطبخ. (46) التَزِمي التَّجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وابتعدي عن "الرّوتين"، واجعلي طَبخَكِ غذاءً صِحِّيا متكاملا، فهذا يساعدُكِ ويساعد أهلكِ على الطّاعات. (47) لا بأس أنْ تذوقي الطّعام -للحاجة- أثناء طبخكِ وأنتِ صائمة، ولا يَفسُد بذلك صومكِ، مع الحَذرِ مِن ابْتِلاعِ منه شيئاً. (48) أعيني غيركِ في شؤون المطبخِ -كالأمّ أو الأخت أو البنت أو غيرهنّ- إذا كان هو المباشر للطّبخ، ولكِ في ذلك الأجر، مع ما قد تُضيفِينَه بذلك إلى رصيدِكِ بِتعلّمِ بعض فنونه. (49) لا تَنْسَي أنْ تُغيِّري ملابسَكِ قبل تزيين المائدة بالصُّحون وأنواع الأطْعِمة والأشربة وقت الإفطار، فأنتِ أحقّ بالتَّزيُّن، خاصّة إذا كنتِ ذات زوج؛ فإيّاكِ أنْ تقابليه برائحةِ البَصل والثّوم والدُّهون! [/align]
|
|
وعند الإفطار: (50) عجِّلي بالإفطار بعد غروب الشّمس مباشرة -قبل الصّلاة- ونَبِّهي مَن حولكِ إلى ذلك؛ لحديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- عن النّبي -صلى الله عليه وسلّم- قال: ((لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ))[46]. (51) لا تنسي الدّعاء المأثور عند الإفطار: ((ذَهَبَ الظَّمَأُ وابْتَلَّتِ العُرُوقُ وثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ))[47]. ولكِ مع هذا الدّعاء بما شئتِ مِن خَيْرَي الدّنيا والآخرة؛ فقد رُوي عنه عليه الصّلاة والسّلام أنّه قال: ((ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ لاَ تُرَدُّ؛ دَعْوَةُ الوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ))[48]. (52) لا تنسَي أنْ تبدئي الإفطار بما بدأ به نبيُّنا؛ فقد كان صلى الله عليه وسلّم -كما في سنن التّرمذي- يفطر على رَطبات، فإنْ لم يجد فعلى تَمرات، فإنْ لم يجد فعلَى حَسواتٍ مِن ماء. (53) لا تُسرِفي في الأكل والشُّرب؛ فإنّ الاعتِدال في ذلك ينفعُكِ وينفع غيركِ، وهو مِن أسباب حِفظ الصحّة وخِفّة الجسم ونشاط الرّوح، وكثرة الأكل تُثقل البدن، وتدعو إلى التّكاسل عن العبادة وصلاة التّراويح وقيام اللّيل وأداء الحقوق، وتَذكّري أنّ الزّاد الحقيقي النّافع هو التّقوى المقصودة بفرْضِ صيام رمضان. (54) تَفقَّدي الجيران في الأكل؛ قال صلى الله عليه وسلّم: ((لَيْسَ المُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَـارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ))[49]. (55) أطْعمِي المساكين واليتامى وعابري السّبيل، وفطِّري الصّالحين وأهل المساجد؛ كأنْ تُرسِلي إلى المسجدِ شيئًا يُفطرُ عليه عُمّارُه مِن التَّمْر أو اللّبن أو نحو ذلك، فإنّه سيكون لكِ بذلك أجر فِطرهم مِن غير أن يَنقص مِن أجورهم شيئًا، علاوة على دعائِهِم لكِ بالخير. (56) اعزمي الأهل والأقارب للإفطار في بيتكِ؛ لتجمعي بين أجْرَيْ صِلة الرّحِم وتفطير الصّائم في آنٍ واحد. (57) أجيبي -إذا تمكّنتِ- دعوةَ الأقاربِ وذوي الأرحام إلى الفطور، وما أجملَ أنْ تأخذي معكِ شيئًا طبختِه عند زيارتِهم، وما أحسن أنْ تساعديهم في الطَّبخِ أثناءَها. (58) لا تَنْسي الدّعاء لمَن تفطرين عندهم؛ فعن ابن الزّبير -رضي الله عنه- أنّه صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أفطر عند قوم قال: ((أَكَلَ طعامَكُم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وصَلَّت عليكم الملائكة))[50]. النّوم ضرورة...، ولكن! (59) أوصيكِ بالقيْلولة؛ فإنّها سبب لراحتكِ واستجماع قوّتكِ، للاستمرار على ما بَدَأْتِه مِن فعل الطّاعات وأداءِ العبادات. (60) قلِّلي مِن النّوم؛ فرمضان شهر ويمضي، والمُكثر فيه مِن النّومِ مضيِّعٌ لوقتِه، وتذكّري نداء المنادي في رمضان: ((يَا بَاغِيَ الخَيْرِ! أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَرِّ! أَقْصِرْ))[51]. (61) احذري الغفلة عن اغتنام رمضان في الطّاعة وذكرِ الله، بسبب الإكثار من الزّيارات والخَوْض في المُلهِيات، ومجالس السَّمر الطويلة الوقت والقليلة النَّفع. (62) احرِصي على عدم السّهر طويلاً لغير حاجة أو مصلحة؛ فإنّه غالبًا ما يُؤدّي إلى نومٍ تضيع به كثيرٌ من الصّلوات بتأخيرها عن أوقاتها -لاسيما صلاة الفجر- فضلاً عن بقية العبادات، كيف وقد كان النّبي -صلى الله عليه وسلّم- يكرَه السّمر والحديث بعد العشاء! كوني سيفًا على الوقت، تقطعينَه قبل أنْ يقطعكِ: (63) لا تُهدري الأوقات سدىً في متابعة البرامج والمسلسلات -ليلاً ونهاراً- والانشغال بالمسابقات، والعزوف عن التزوّد بالأعمال الصّالحة. (64) احذري مجالس اللّغو ذات المواضيع التّافهة أو المتكرّرة، واحفَظي لسانَك مِن الغِيبة والنّميمة وفاحش القول، وأَلْزِمي نفسَكِ بالكلام الطيّب الجميل، وتأمّلي -حفظكِ الله- في حديث النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: ((كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الظَّمَأ، وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَر))[52]، لتُدْركِي خسارةَ مَن لم تَصُمْ جوارحُه عن الآثام.
|
|
إذا زُرتِ... فتخيَّري و اقتصِدي: (65) صِلي وزوري أرحامَكِ وأقاربَكِ وصديقاتِكِ، لكنْ مع التوسُّط والاعتدال دون الإكثار؛ فإنّكِ بحاجة إلى الوقت للعبادة في هذا الشّهر، ولْتكُن مجالسُكِ معهم مجالس حِشمةٍ وأَدبٍ، وتذاكرٍ وتناصحٍ، وتعاونٍ على الخيرِ والبرِّ، وسؤالٍ عن الأحوال والصحّة، وملاطفةٍ ومزاحٍ في حدودِ المشروع والمعقول، والتزامٍ بالحجاب إذا كان ثمّة غير ذوي المحارم مِن الرّجال... وهكذا؛ حتّى تكونَ زيارتُكِ جامعةً بين الرّاحة والعبادة. (66) ابتعدي عن قرينات السّوء وصاحبات الشرّ، وتعرّفي على رفيقات صالحات ثمّ الزميهنّ، فإنّهنّ يُعينَكِ على الطّاعة ويُقرّبنَكِ إلى الرّحمن. إذا جُعتِ أو عطشتِ فتذكَّري.. (67) تذكّري إذا أحسسْت بشدّةِ الجوع أو الظّمأ وأنتِ صائمة؛ أنَّ الشدّة الحقيقية هي شدّة يوم القيامة، يوم الحسْرة والنَّدامة، وأنَّ النّجاة فيه لِمَن عمل بكتابِ ربِّه -عزّ وجلّ- وتمسَّكَ بسُنّة رسولِه -صلى الله عليه وسلّم-. رمضان شهرٌ للصِّغار كذلك! (68) احرصي على تشجيع أطفالك أو إخوانكِ الصّغار على الصّيام منذ نعومة أظفارهم ليعتادوا عليه ويألفوه، حتّى إذا بلغوا الحِلم ووجب عليهم الصّيام لم يشقّ عليهم؛ ولكِ في السّلف الصّالح أسوة حسنة؛ فقد كان الصّحابة -رضي الله عنهم- كما ورد في الصّحيحين؛ يُصوِّمون صِبيانهم الصّغار ويجعلون لهم اللّعبة مِن العهن -أي الصّوف-، فإذا سألوهم الطّعام أو بكى أحدهم عليه، أعطوهم اللّعبة تُلهيهم حتّى يُتمّوا صومَهم. (69) تذكّري أنّ الصّغير إذا بلغ يجب عليه الصّيام كما تجب عليه الصّلاة، فلا ينبغي أنْ تتساهلي مع الصّغار في ذلك؛ فربّما بلغ أحدهم سِنّ التّكليف بنبات الشّعر الخشن حول الفرْج، أو بإنزال المني، أو بنبات شعر اللّحية والشّارب، أو بالحيض، أو ببروز الثّديين ونحو ذلك -مع الاشتراك بين الذَّكر والأنثى في بعض العلامات والاختلاف في أخرى- فمتى حصل بعض هذه الأشياء لَزِم الصّغير ما يَلْزَم الكبير ولو كان ابن عشرة سنين، فإنّ الكثير مِن الصّغار قد يبلغون في العاشرة أو الحادية عشرة مِن أعمارهم فيتساهل أهاليهم ويظنّونهم دون سنّ التّكليف، وهذا خطأ! فإنّ الصّغير إذا ظهرت مِنه علامة مِن علامات البلوغ، فقد جرى عليه قلم التّكليف. لا يُكلّف اللّه نَفْسًا إلاّ وُسعها: (70) إذا كُنتِ ضعيفة في بدنكِ؛ إمّا بمرض يُرجى بُرؤُه، أو حَمْلٍ أو رِضاع يَشُقُّ عليكِ معه الصّوم أو تخشين به على نفسكِ أو طفلكِ؛ فإنّ هذا كلّه ممّا يبيح لكِ الفطر مع القضاء؛ لقول الله -سبحانه-: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لّلنّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِنَ الهُدَىَ وَالفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدّةَ وَلِتُكَبّرُوا اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[53]. (71) إذا عَجزْتِ عن الصّوم لكِبرِ سنِّكِ أو لمرضٍ لا يُرجى بُرؤُه؛ فأفطري وأطْعمِي عنْ كلِّ يومٍ مسكيناً، ولا يَلْزَمكِ القضاء بعد ذلك، قال تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾[54]. (72) لا تَشُقّي على نفسكِ بالصّيام إذا كنتِ مريضةً مَرَضًا لا تتحمّلين معه ذلك، بل الأفضل لكِ أو الواجب عليكِ في هذه الحال الفِطر، والله -جلّ وعلا- يقول: ﴿وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَا إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ﴾[55]، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ((لا ضَرَرَ وَلاَ ضِرَار))[56]. المُفطرات أحكام توقيفية، والأصل عدم الإفطار: (73) تعلّمي أحكام الصّيام وما يتعلّق مِنها بالمُفطرات، ثمّ علِّميها غيرَكِ، فإنّه ليس كلُّ ما يظنّه النّاس مفطرًا هو كذلك؛ ومِن أمثلة الأمور غير المُفطرة: القَيْء غير المُتعمَّد، قَلعُ السنّ، تحليلُ الدّم، الجرحُ، الرّعافُ، الإبَرُ العلاجية، قطرةُ العين والأذن، بخاخُ الرَّبو، بلعُ اللّعاب، ذهابُ الماءِ أو غيرهِ إلى الحَلْق بدون اختيار، تذوّقُ الطّعام للحاجة دون ابتلاعه، السّواكُ، معجونُ الأسنان -مع التحفّظ عن ابتلاع شيء منه-، الاستحمام، الكحلُ، الحنّاء، الدّهن المرطِّب للبشرة، تقبيلُ الزّوجة، الاحتلامُ والجنابةُ،... وغيرها. (74) اعلمي أنّ المفطرات محدودة؛ منها: الجماع، الأكل والشّرب، خروج دم الحيض أو النّفاس، القيء المتعمَّد، قطرةُ الأنف إذا وصلت إلى الحلق، الإبر المغذّية. (75) اطمئنّي أنّه لا شيء عليكِ إذا تناولتِ شيئاً مِن المُفطِرات دون قصدٍ أو اختيار منكِ؛ فإنّ مَن أكل أو شرب ناسياً وهو صائم، فإنّ صيامَه صحيح، لكنْ إذا تذكّرتِ، يجب عليكِ أن تُقْلِعي عن ذلك؛ حتّى ولو كانت اللّقمة أو الشّربة في فمكِ، فإنّه يجب عليكِ حينها أنْ تلْفَظيها، ودليل تمام صومِكِ قول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما ثبت عنه مِن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: ((مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِم، فَأَكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ))[57]. (76) لا تبالغي في المضمضة والاستنشاق في الوضوء أو في غيره أثناء الصّوم؛ فإنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: ((وَبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ إِلاّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا))[58]، فاحترزي وأنتِ صائمة عند المضمضة والاستنشاق بألاّ تبالغي فيهما، فقد تصل المبالغة ببعض الماء إلى الحلقوم والجوف. وإذا كُنتِ حائضا أو نُفساء أو مُستحاضة: (77) لا تكوني مِمَّن يدفعها الخَجَل إلى الصّيام وهي حائض لتُخفي ذلك عن أهلها، وتنسى أنّ صيامها حالتئذ باطل لا يجوز، بل يجب عليكِ الفِطر حال الحيض مع عدم الضّرورة إلى إعلان ذلك، فإنّ الحيض أمرٌ فِطرِيّ طبيعيّ لا داعي للاستحياء به. (78) لا تَبْتَئِسي ولا تَأْسَفي ولا تَحْزَني إذا ما جاءكِ الحيض في رمضان، ظانّةً أنّه سيفوتكِ بسببه الفضل والخير؛ فهذا شيء قد كتبه الله على بنات آدم، وأبْشِري بأنّ الحيض شيء عارِض يمنع صاحبته بعض ما كانت تفعله وهي صحيحة، فإذا أتاكِ وكان لَكِ رصيد مِن العبادة وعادَة مِن الطّاعة، ولم يمنعكِ مِن مواصلة ذلك إلاّ الحيض، فإنّ لَكِ مِن الأجر مثل ما كنتِ تعملين وأنتِ صحيحة؛ ففي صحيح البخاري مِن حديث أبي موسى -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: ((إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا))[59]. (79) لا تغفلي كلّيا عن العبادة وذكر الله وعن استشعار روحانِية هذا الشّهر بسبب عارِضِ الحيض، فإنّ العبادة ليست في الصّلاة والصّيام فقط، والحيض لا يمنعكِ مِن فعل غيرهما؛ كالأذكار والأدعية المتنوّعة والاستغفار، والصّدقة، والقيام على الصّائمين وتفطيرهم، ودعوة وتوجيه الغير إلى الخير، وحِفظ وتلاوة القرآن مع مراعاة لبس القفازين عند لمس كتاب الله -على قول بعض العلماء-،... ونحو ذلك مِن العبادات والأعمال الخيرية. (80) لكِ أن تقرئي وأنتِ حائض في كُتب العقيدة والتّفسير والحديث، وكُتب الفقه والأدب والتّاريخ ونحوها؛ فإنّما أنتِ ممنوعة -عند بعض العلماء- مِن مسّ المُصحف ليس مِن قراءة القرآن أو الإمساكِ بكتب حاوية للقرآن. (81) تَحَرَّي جيّدا طُهركِ مِن الحيض، واقرئي وتعلّمي وتفقّهي في مختلف أحكام الحيض والنّفاس والاستحاضة، ثمّ علّميها غيركِ مِن النّساء والفتيات؛ لِما يتعلّق بذلك مِن أحكام الصّلاة والصّيام وغيرهما. (82) فَرِّقي بين الحيض والنّفاس والاستحاضة؛ فإنّ الحيض دم طبيعي تعرِفه النّساء، يَحدُث للأنثى في أوقات معلومة بدون سبب، وسُمي لأجل ذلك عادة، والنّفاس هو الدّم الخارج بسبب الولادة، أمّا الاستحاضة فهو دمٌ يخرج في غير أوقات الحيض أو النّفاس أو متّصلا بهما، ولا ينقطع، وإذا انقطع فلمدّة يسيرة. (83) لا يَحْرُمُ عَلَيكِ أثناء الاستحاضة شيءٌ ممّا يَحْرُمُ بالحيض أو النّفاس، فعليكِ بالصّلاة والصّيام، ولكِ فعل أثناءَها كلّ ما هو ممنوع عليكِ أثناء الحيض والنّفاس. (84) إذا ظهر منكِ حيض وأنتِ صائمة ولو قبل الغروب بلحظة؛ بطل صيام يومكِ ولزمكِ قضاؤه. (85) إذا أتاكِ الحيض بعد المغرب ولو بلحظة واحدة قبل صلاة المغرب وقد صُمتِ ذلك اليوم؛ فإنّ صومكِ تامّ صحيح لا يجب عليكِ قضاؤه. (86) إذا طهرتِ مِن الحيض بعد الفجر أو أثناء نهار رمضان؛ لم يصحّ صومكِ بقية اليوم لوجود ما ينافي الصّيام في حقّكِ أوّل النّهار، وقيل أنّكِ تمسكين مع قضاء ذلك اليوم -على قول بعض العلماء- لزوال العذر الشّرعي. (87) يَلْزمُكِ الصّوم إذا رأيتِ الطُّهْر قبل الفجر، ولا مانع مِن تأخيركِ الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر، ولكِنْ ليس لكِ تأخيره إلى طلوع الشّمس، بل يجب عليكِ الاغتسال مِن أجل للصّلاة. (88) لا تستعملي حبوب منع الحيض وقت العادة مِن أجل الصّوم مع النّاس إذا كان ذلك يضرّكِ، ولا تتردّدي في استشارة طبيب مختصّ قبل الإقدام على ذلك حفاظا على سلامتكِ، مع العِلم أنّه قد نصح بعض الأطبّاء بعدم استعمال هذه الحبوب، لا في رمضان ولا في غيره؛ بناءً على تقرير لهم أثبتوا فيه أنّها مضرّة جدّا على المرأة والرّحم والأعصاب والدم، وكلّ شيء مُضرّ فإنّه منهيّ عنه شرعا. إذا كنتِ على سفر: (89) لكِ أنْ تأخذي برُخصة الإفطار في السّفر؛ فإنّ الله قد يسَّر على عبادِه بأنْ رخّص لهم ذلك في نهار رمضان وهم مسافرون، سواء شقّ عليكِ الصّوم أو لم يشقّ؛ فعن حمزة بن عمر الأسلمي -رضي الله عنه- أنّه قال: يا رسول الله: إنّي أجد بي قوّة على الصّيام في السّفر فهل عليّ جناح؟ قال: ((هِيَ رُخْصَةٌ مِنَ الله فَمَنْ أَخَذَ بِهَا فَحَسَن، وَمَنْ أَحَبَّ أنْ يَصُومَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ))[60].
|
|
إيّاكِ و مساوئ الأخلاق: (90) إيّاكِ والغضب وفقدان السّيطرة على الأعصاب والثّوران لأتفه الأسباب؛ بل اصبري واكظمي غَيْظَكِ واعفي عن المسيء، قال الله -تعالى-: ﴿وَالكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾[61]، وآكد ما يكون ذلك في شهر رمضان؛ قال صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربّه: ((وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفث، وَلاَ يَصْخب، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فليقل: إِنِّي امْرؤٌ صَائِم))[62]. (91) اعلمي أنّه ليس الصّيام الامتناع عن الطّعام والشّراب فحسب، إنّما ينضمّ إلى ذلك الامتناع عن سَفاسِف الأخلاق؛ قال صلّى الله عليه وسلّم: ((لَيْسَ الصِّيَام مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَام مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهل عَلَيْكَ، فَقُلْ إِنِّي صَائِم إِنِّي صَائِم))[63]. مع المفترض أنّ الصّيام يهذّب النّفوس ويسمو بها إلى معالي الأخلاق. حجّي مع نبيّكِ -صلّى اللّه عليه و سلّم-! (92) اسعَي إلى عُمرة في رمضان؛ فقد قال النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- كما في حديث ابن عبّاس -رضي الله عنه-: ((عُمْرَةٌ فِي رَمَضَان تَعْدِلُ حجَّة مَعِي))[64][65] . احذري الغفلة عن شيء عظيم في أواخر رمضان! (93) لا تتحمّسي للعبادة في أوّل رمضان، ثمّ لا يزال حماسكِ ينقص شيئا فشيئا مع قُرب نهاية الشّهر، بل ارفعي هِمّتكِ وتوكّلي على الله في الاستزادة مِن الخير كلّما مضت بكِ ليالي وأيّام رمضان، ولا تَمُرَنّ عليْكِ منها لحظة إلاّ وأنتِ في زيادة. (94) تحرَّي ليلة القدْر في العشر الأواخر مِن رمضان؛ قال صلّى الله عليه وسلّم: ((تحرّوا ليلة القدر في الوتر مِن العشر الأواخر مِن رمضان))[66]. وذَكَر بعض العلماء في حِكمة الله -تعالى- في عدم تحديدها للناس؛ حتّى يجتهدوا في الطّاعة في ليالي العشر كلّها، ثمّ اعلمي أنّكِ إذا قُمتِ كلّ هذه اللّيالي وعَمَرتِها بالعبادة والطّاعة؛ فقد أدركتِ ليلة القدر لا محالة، وفُزتِ -إن شاء الله- بعظيم الأجر وجزيل المثوبة. (95) اجتهدي في العبادةِ ليلة القدر، فإنّها ليلة تختصّ على غيرها من ليالي رمضان بفضل عظيم؛ قال تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾[67]، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ((إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ، وَلاَ يُحْرَمُ خَيْرَهَا إلاَّ مَحْرُومٌ))[68]، وعن ثواب قيامها؛ قال صلّى الله عليه وسلّم: ((مَن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))[69]. (96) لا تُضيّعي فضائل ليالي رمضان والعشر الأواخر -منها خاصّة- في شراء ملابس العيد وحاجيّاته، أو الذّهاب إلى الخيّاط، أو شراء لوازم الحلوى استعداداً للعيد،... فإنّها أمور يمكن قضاؤها والانتهاء منها قبل دخول الشّهر أو في أوّله، حيث تكون الأسواق شبه فارغة والأسعار رخيصة، فضلا عمّا يُوفّره لكِ هذا الحلّ مِن أوقات. (97) كوني عَليَّةَ الهِمّة في رمضان عامّة وفي العشر الأواخر منه خاصّة؛ فقد ضَرَب الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- المَثل الأعلى في الهِمّة العالية بالإقبال على الطّاعات في شهر رمضان، لاسيما العشر الأواخر منه؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِذَا دَخَلَ العَشْرُ؛ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ))[70]، أي اجتهد في العبادة وحثّ أهله على ذلك. (98) لا تَنسَي الإكثارَ مِن الدُّعاءِ المأثور في ليالي العشر الأواخر؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قُلتُ يا رسول الله أرأيت إنْ علمتُ أيّ ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: ((قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي))[71]، فأكثري مِن هذا الدّعاء في هذه اللّيالي، خاصّة في سجدات صلاة التّراويح والقيام. (99) اجتهدي في الأعمال الصّالحة حتّى آخر دقيقة مِن هذا الشّهر؛ لأنّكِ لا تدرين هل سيُكتب لكِ معه لقاء جديد أم سيكون هذا هو الوداع الأخير، وتذكّري أنّ السّلف الصّالح كانوا يدْعون الله ستّة أشهر أنْ يُبَلِّغَهم رمضان ثم يَدْعونَه ستّة أخرى أنْ يتقبَّلَه منهم. (100) اسألي اللّه أنْ يَختِم لكِ شهر رمضان بغُفرانه والعِتْق مِن نِيرانه، وأنْ يُعيدَه عليكِ أعواماً عديدة وأزمِنةٍ مديدة، واسأليه أنْ يجعلَ هذا الشّهر شاهداً لكِ عنده يوم القيامة، واسأليه القَبول فإنّه علامة على التقوى، قال اللّه -تعالى-: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾[72]. هل تريدين معرفة قبول أعمالك في رمضان من عدمه؟! (101) احفظي أنّ مِن علامات قَبول العمل في رمضان؛ انشراح الصّدر بإتمام الشّهر، والإقبال على الطّاعات والاستمرار فيها، والارتقاء الإيماني والعِلمي والسّلوكي بعده مِن حَسَن إلى أَحْسَن. وجاء العيد: (102) إذا رأيتِ هلال العيد فقولي نفس ما قلتِه عند رؤيتكِ هلال رمضان: ((اللَّهُمَّ أَهْلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ والإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ))[73]. (103) كبّري الله -تعالى- عند إكمال عِدّة رمضان بالصّوت؛ ووقت التّكبير يبدأ مع غروب شمس آخر يومٍ مِن رمضان بعد ظهور هلال شوّال، وينتهي عند صلاة العيد؛ ومِن صِفاته أنْ تقولي: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، وهناك صفات أخرى مأثورة عن السّلف، والأمر في هذا واسع. (104) تعلّمي أحكام العيد وما يتعلّق به مِن فقه وآداب، ثمّ بَلِّغي ذلك إلى غيركِ. (105) تذكّري أنَّ زكاة الفِطر واجبة على كلّ مسلم؛ ذكراً كان أو أنثى، صغيراً أو كبيراً، حُرّاً أو عبداً، لحديث عبد اللّه بن عمر -رضي اللّه عنه- المتّفق عليه؛ أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- فَرَضَ زكاة الفِطر على العبد والحُرّ والذَّكَر والأنثى والصّغير والكبير مِن المسلمين. (106) يجوزِ لكِ أو لزوجكِ أو لوليّكِ تقديم إخراج زكاة الفِطر قبل العيد بيوم أو يومين، وينتهي وقتها بصلاة العيد. (107) اعْلََمي أنّ مِن حِكم مشروعية زكاة الفِطر؛ أنّها طُهْرَة للمسلم لِما صَدَر منه في رمضان مِن لغو ورَفَث، وطُعْمَة للمساكين، وشُكر للهِ -تعالى- على إتمام فريضة الصّيام. (108) اعْلَمي أنّ العيد مناسبة لفرحةِ الصّائم بقضاء فريضة الله عليه مِن الصّوم، وابتهاجِه بما وفّقه الله -سبحانه- إلى نشاطٍ واجتهادٍ في العبادة، والتقرّبِ إليه بالقيام والذّكر وقراءة القرآن، وغيرها مدّة شهر كامل. (109) اخرُجي إلى صلاة العيد؛ فإنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- أمر النّساء أنْ يَخرُجن إليها، مع أنّ البيوت خير لهنّ فيما عدا هذه الصّلاة، وهذا دليلٌ على تأكيدِها، قالت أمّ عطية -رضي الله عنها-: ((أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّم، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الفِطْرِ وَالأَضْحَى، العَوَاتِقَ وَالحُيَّضَ وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فَأَمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاَةَ وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِحْدَانَا لاَ يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ. قَالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا))[74]، ولْيكنْ خروجكِ مِن غير تطيّب ولا تبرّج ولا سُفور، بل بالتستّر والحجاب والاحتشام. (110) احْرِصي على سنّةِ أكل شيء قبل خروجكِ إلى مصلّى العيد، والأفضل أنْ يكون تمراتٍ وِترًا؛ ثلاثاً أو خمساً أو أكثر مِن ذلك، تَقْطَعينها على وتر. ودِّعي رمضان، لا طاعة رمضان: (111) لا تجعلي وداع رمضان آخر عهدكِ بالطّاعات والحسنات، بل اجعليه انطلاقةً لمشوارٍ في حياتِك جديد؛ اجعليه بدايةً للتّوبةِ والرّجوع إلى الله، بدايةً للجدّية في تصرّفاتِك، بدايةً للإقبال على الطّاعات والخلوص مِن المخالفات، بدايةً للإقبال على الأشياء المهمّة العظيمة وترك سَفاسِف الأمور وحقيرها. (112) إيّاكِ والنُّكوص عن الطّاعات والعودة إلى المعاصي الّتي كنتِ عليها قبل رمضان -إذا كنتِ كذلك- وتذكّري ما كنتِ تعملينه مِن صيامٍ وصلاةٍ وتلاوةِ قرآنٍ ونحو ذلك، لا تستبدلي ما عشتِه في رمضان مِن روحانيةٍ وسعادةٍ وطمأنينةٍ وهَناء، بالعودة إلى حياة الشّقاء والضَّنك بعده، واحْذَري أنْ يتحقّق فيكِ قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾[75].
|
|
(113) بادري إلى صيام التطوّع، ومِنه صيام الستّ مِن شوال؛ فعن أبي أيّوب الأنصاري -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: ((مَنْ صَامَ رَمَضَان ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّال، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ))[76]، ومِن صيام التطوّع: صيام يَومَيْ الاثنين والخميس، وصيام يوم عاشوراء، وصيام يوم عرفة،... وغيرها. (114) حافظي على قيام اللّيل قَدْر استطاعتكِ، وعلى قراءة القرآن الكريم، والصّدقة، والبرّ والإحسان،... ما دام لكِ في العُمر بقية. (115) لا تنسي قضاء الأيّام الّتي فاتتكِ مِن رمضان. السّعادة الحقيقية أختي الكريمة هي... (116) تأكّدي في الأخير أيّتها الأخت المسلمة الغالية الأبيّة؛ أنّ السّعادة الحقيقية ليست في المال والثّراء، وليست في الجاه والوظائف، وليست في متابعة الموضات وآخر صَيحات الملابس والأثاث والتّسريحات والشّياكة؛ إنّما السّعادة في الإيمان، والطّاعة، والدّعوة إلى الله، والعمل الصّالح، وتربية الأجيال على الإسلام، وتأمّلي في قول الله -تعالى-: ﴿إِنّ الّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَآءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[77]. أسأل الله -سبحانه- الإخلاص والسّداد والقَبول في هذا العمل، وأسأله أنْ يَنفع بهذه السّطور المتواضعة كلّ أخت مسلمة اطَّلَعَت عليها أو قرأتها، ملتمساً مِنها أنْ لا تحرمني مِن دعواتها الصّالحة لي بظهر الغَيب، وأنْ تسعى إلى نشرها وتوزيعها -والدّال على الخير كفاعله-. وأسأل الله الواحد الأحد، الصّمد، لي ولها ولسائر المسلمين والمسلمات؛ أنْ يُبلّغنا جميعًا شهر رمضان ونحن على خير وعافية، وأنْ يُوفّقنا إلى طاعته فيه وعبادته كما يُحبّ ويرضى، وأسأله سبحانه أنْ لا يُغادرنا هذا الشّهر إلاّ وقد تُقُبِّلت أعمالنا، وأجيبَت دعواتنا، وغُفرت ذنوبنا، وأُعْتِقَت رِقابنا مِن النّار. وسبحانك اللّهم وبِحَمْدِك، أشهد أنْ لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك. وصَلِّ وسلِّم اللّهم على نبيّك محمّد. -------------------------------------------------------------------------------- [1] سورة آل عمران: الآية 133. [2] صيد الخاطر ص14، لابن الجوزي. (المكتبة العصرية، ط: 1422هـ-2001م). [3] حِلية الأولياء وطبقات الأصفياء 2/ ض148، لأبي نعيم الأصفهاني. (دار الكتب العلمية، ط1: 1409هـ-1988م). [4] رواه النّسائي في سُننه، من حديث أبي هريرة -رضي اللّه عنه-. [5] تقولين هذا سواءً عند رؤيةِ هلال رمضان أو عند رؤيةِ أهلّة بقية الشّهور، وهو ما يُفيدُه ظاهر الحديث. [6] رواه التّرمذي في جامعه، من حديثِ طَلحَة بنِ عبدِ الله -رضي اللّه عنه-. [7] رواه التّرمذي في جامعه وابن ماجه في سننه، من حديثِ أبي هريرة -رضي اللّه عنه-. [8] سورة البقرة: الآية 183. [9] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديثِ أبي هريرة -رضي اللّه عنه-. [9] سورة البقرة: الآية 183. [10] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديثِ عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه-. [11] سورة الأحزاب: الآية 33. [12] رواه التّرمذي في جامعه وابن ماجه في سننه، من حديثِ عبد الله بن بريدة عن أبيه -رضي اللّه عنهما-. [13] سورة مريم: الآية 59. [14] كما في الحديث الّذي رواه أبو داود في سننه، من حديثِ أمّ ورقةَ بنتِ عبد الله بن الحارث -رضي اللّه عنها-. [15] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديثِ أبي هريرة -رضي اللّه عنه-. [15] سورة البقرة: الآية 183. [16] رواه أبو داود في سننه، من حديثِ ابنِ عُمر -رضي اللّه عنه-. [17] رواه مسلم في صحيحه، من حديثِ أمّ حبيبة -رضي اللّه عنها-. [18] رواه التّرمذي في جامعه والنّسائي في سُننه، من حديثِ عائشة -رضي اللّه عنها-. [19] رواه الطّبراني وابن خزيمة وغيرهما، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. [20] رواه مسلم في صحيحه، من حديثِ عائشة -رضي اللّه عنها-. [21] رواه البخاري في صحيحه، من حديثِ أبي موسى -رضي اللّه عنه-. [22] سورة فاطر: الآيتان 29 -30. [23] رواه التّرمذي في جامعه، من حديثِ عبد الله بن مسعود -رضي اللّه عنه-. [24] رواه البخاري في صحيحه، من حديثِ عثمان بن عفّان -رضي اللّه عنه-. [25] سورة المزمّل: الآية 4. [26] سورة ص: الآية 29. [27] سورة غافر: الآية 60. [28] رواه التّرمذي في جامعه، من حديثِ النّعمان بن بشير -رضي اللّه عنه-. [29] رواه أبو داود في سننه، من حديثِ سلمان الفارسي-رضي اللّه عنه-. [30] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديثِ أبي هريرة -رضي اللّه عنه-. [31] سورة المطفّفين: الآية 26. [32] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديثِ ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما-. [33] فتح الباري بشرح صحيح البخاري 5/ ص233، لابن حجر العسقلاني. (دار طيبة، ط1: 1426هـ-2005م). [34] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث أبي هريرة -رضي اللّه عنه-. [35] رواه البخاري في صحيحه، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللّه عنه-. [36] رواه البخاري في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي اللّه عنه-. [37] فتح الباري بشرح صحيح البخاري 5/ ص235، لابن حجر العسقلاني. (دار طيبة، ط1: 1426هـ-2005م). [38] رواه مسلم في صحيحه: ح: 1893، من حديث أبي مسعود الأنصاري -رضي اللّه عنه-. [39] سورة الأحزاب: الآية 33. [40] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث أنس بن مالك -رضي اللّه عنه-. [41] رواه أحمد في مسنده، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللّه عنه-. [42] أخرجه الطبراني. [43] سورة الأعراف: الآية 31. [44] سورة إبراهيم: الآية 7. [45] رواه الترمذي في جامعه وابن ماجه في سننه، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللّه عنه-. [46] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه-. [47] رواه أبو داود في سننه، من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنها-. [48] رواه البيهقي وغيره. [49] رواه البخاري في الأدب المفرد، والطّبراني في الكبير وغيرهما، من حديث عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنها-. [50] رواه ابن ماجه في سننه وغيره، من حديث عبد الله بن الزّبير -رضي الله عنه-. [51] سبق تخريجه. [52] رواه الدّارمي في سننه، من حديث أبي هريرة -رضي اللّه عنه-. [53] سورة البقرة: الآية 185. [54] سورة البقرة: الآية 184. [55] سورة البقرة: الآية 195. [56] رواه ابن ماجه في سننه، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-. [57] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. [58] أخرجه الأربعة، من حديث لقيط بن صبرة -رضي الله عنه-. [59] رواه البخاري في صحيحه، من حديث أبي موسى -رضي الله عنه-. [60] رواه مسلم في صحيحه، من حديث حمزة بن عمر الأسلمي -رضي الله عنه-. [61] سورة آل عمران: الآية 134. [62] رواه البخاري في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. [63] أخرجه الحاكم، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. [64] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث ابن عبّاس -رضي الله عنه-. [65] ذَكَر الإمام النّووي -رحمه الله- أنّ معنى قيام العمرة في رمضان مقام الحجّ؛ أي تقوم مقامها في الثّواب لا أنّها تَعدِلها في كلّ شيء، فإنّه لو كان عليه حجّة فاعتمر في رمضان لا تُجزؤه عن الحجّة. [66] رواه البخاري في صحيحه، من حديث عائشة -رضي الله عنها-. [67] سورة القدر: الآية 3. [68] رواه ابن ماجه في سُننه، من حديث أنس بن مالك -رضي اللّه عنه-. [69] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه-. [70] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث عائشة -رضي الله عنها-. [71] رواه أحمد، من حديث عائشة -رضي الله عنها-. [72] سورة المائدة: الآية 27. [73] سبق تخريجه. [74] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث أمّ عطيّة -رضي اللّه عنها-. [75] سورة طـه: الآية 124. [76] رواه مسلم في صحيحه، من حديث أبي أيّوب الأنصاري -رضي الله عنه-. [77] سورة الأحقاف: الآيتان 13-14.
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المرأة المسلمة على عتبات الزواج000000000 | TO TO TO | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 5 | 2010-04-13 10:03 PM |
دور المرأة المسلمة في الحياة | يمامة الوادي | منتدى الصوتيات والمرئيات | 4 | 2010-03-21 7:40 AM |
دور المرأة المسلمة في النَّهضة العلميَّة | يمامة الوادي | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 3 | 2008-08-29 5:13 AM |
صفات المرأة المسلمة | روضة 23 | المنتدى الإسلامي | 2 | 2008-07-03 9:18 PM |
المرأة المسلمة على عتبات الزواج | يمامة الوادي | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 1 | 2007-12-27 1:54 AM |