[يمامة الوادي]

|!! بسمة وأمل !!|






إخواني وأخواتي الشباب ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:


قديماً كان يقول الحكماء: "ولا يُحب للعاقل أن يغتمّ، لأن الغم لا ينفع، وكثرته تزري بالعاقل،
ولا أن يحزن، لأن الحزن لا يرد المرْزِئة- المصيبة-، ودوامه ينقص العقل".

والحقيقة أنه كلما استوى الحزن على القلب استبدَّ صاحبه، وتحولت الحياة إلى معاناة ومقاساة!

إن الفكرة ربما تتحرك في نفس الشاب فتسهر ليله ونهاره، وتحرك كل خلية فيه،
حتى تغطي على منطقة الشعور عنده، ليعيش في اللا شعور!

والنفس شتى شجونها كما قال الشاعر:

وهذه النفوس كما يقول ابن القيم تتقلب في الساعة الواحدة على عدة صور!

نفسي التي قد حلَّقت يوماً أراها أحسنت
....................................... بالحب فوق الأنفس صنعاً وأياماً تُسِي


وعندي أن مصدر التفاؤل والأمل في موعود الله، هو الرهان على صلاح النفس!

وأنا - عفا الله عني- وإن كنت شاباً إلا أني مررت بمراحل كثيرة كنت أرى فيها الحياة ولا أراها!

ولا عاصم ولا مطمئن حينها إلا حب الله وكرمه والتعلق به.

صدقوني أنني أحمل قصصاً كثيرة عن نفسي وعن أناس كثر غيَّر الله حالهم وتحقق لهم كل
ما كانوا يأملون به، رغم كل المعوقات والموانع الداخلية والخارجية!

وصدق الشاعر عندما قال:
انظر فحيث ترى السيوفَ لوامعاً
.......................................أبداً فوق رؤوسهم تتألق

وأيم الله أن المسلم الصالح والشاب الذي لم تشتهر عنه صبوة محرمة، وفي طريق صلاحه
وإصلاحه ليجدن فوق ما يرجو حتى لا يكون أمامه من تعبير سوى الخجل من عطاء الله الكبير له!

إن التفاؤل ليس جرعة دواء، ولا قصة تسلية، إنما هو كالعصب في العظم، والتيار في السلك الكهربائي.

إن التفاؤل ممارسة عملية، ترى صاحبها مبتسماً، منجزاً، مؤملاً،
رغم كل اليأس والصور السلبية التي أمامه.

إن التفاؤل الحقيقي ينبع من صاحب المعالي والمكرمات والمروءات، كما كان يقول أحد الدعاة:
كنا نلجأ بعد الله إلى بعض المشلولين يمنحونا من الأمل مالا يمنحه المتحركون!

إن التفاؤل هو التغافل عن الأخطاء البشرية العفوية، والعمل الدؤوب بنية صالحة.

إن التفاؤل يتدفق في نفس رفيع الأخلاق ذي المناقب، الشريف ذي المروءة، الذي يتلذذ بالعز،
ويخرج من جو المعصية عزيز النفس، عالي الهمة.








على العمري

[طبعي الوفاء]

جزاك اله خير

[يمامة الوادي]

الله يسلمك,,,