[يمامة الوادي]

وصلت لعمر 40 ولم أتزوج


أنا فتاة بلغت من العمر 40 عاماً ولم أتزوج .. فضيلة الشيخ أرجو منك إرشادي إلى حل سريع لمشكلتي رغم وصولي إلى سن العنوسة ؟
شادية . ع . القطيف
الجواب



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه .

بلا شك إن مسألة العنوسة أصبحت ظاهرة اجتماعية يعيشها الناس، وأصبحت حديث المجالس والركبان ؛ من كثرة الفتيات اللواتي لم يتزوجن وبقين إلى هذه السن ، والحقيقة أنه سن ذبول بالنسبة للمرأة وهناك عدة أسباب لهذا الأمر :

منها: مسألة مواصلة التعلم والتلقي والدراسة؛ وهذا ليس حاجزاً يمنع المرأة أن تتزوج, بل قد يكون معيناً أحياناً، فأنا أدعو أختي في الله ألا تتأخر إذا تقدم الكفء الديِّن، فإن النبي صلى الله علىه وسلم يقول:

{ إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، وإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير } .

ومنها: أن بعض الآباء لجهلهم وسفههم يعارضون زواج الفتاة، فيكون دائماً في موقف المعارض، وأعرف عن بعض الفتيات أن العشرات من الشباب تقدموا لها وهي في الثلاثين من عمرها، ولا يزال الأب معارضاً.. وكم يسمع ويقرأ الإنسان مثل هذه المآسي من الآباء الذين ليس عندهم من الخوف من الله عز وجل شيء، ولا من الوعي الديني ما يحملهم على تزويج بناتهم.

ومنها: أن المرأة -أحياناً- بطبيعتها لا تقبل كثيراً من الخطاب، وهي تصرخ وتمتنع بغير غرض سائغ، ولو لم يرفض والدها، لكن هي باقتناعها الخاص بها، فمنهن من لا تقبل التعدد، والتعدد فيه حل إسلامي رائد لمثل هذه المشكلة التي يعيشها أهل العصر، حتى كتب بعض الكتاب من الشرق والغرب مؤيدين لأطروحة الإسلام في هذا، وهو الحل الوحيد الذي جاء به الرسول صلى الله علىه وسلم من الوحي السماوي.

والحل أن يبادر الآباء بتزويج بناتهم في السن المعروف، ولتعلم الفتاة أنها ستخسر شبابها وأبناءها وبيتها وعشرتها الزوجية إذا خسرت مقتبل العمر الأول، أو زهرة الشباب، وإذا تجاوزت الثلاثين أو الأربعين فإنها تصبح عمة، ثم إذا بلغت الخمسين تصبح جدة، فنسأل الله لها حسن الخاتمة إذا تأخرت عن هذا السن، وأن يعوضها الله في الآخرة زوجاً في جنات ونهر.

وقد أحجم الشباب عن الزواج بسبب المبالغة المفرطة في المهر، حتى أصبحت المرأة تباع كما تباع السلعة، وأصبح أبوها يراوج بها في سوق المزاودة، وهذا خطأ ارتكبه الآباء الرأسماليون والإقطاعيون، وما حل ذلك إلا أن يقوم أهل العلم بتفقيه هؤلاء، وإخبارهم بأن الرسول صلى الله علىه وسلم يقول: {بارك الله في أقلهن مهراً } وليعلمن أن أشرف بنات العالمين فاطمة ، ولم يكن مهرها سوى درع حطمية لا تساوي أربعة دراهم، ومع ذلك بقي ذكرها وخلودها عبر الأيام -رضي الله عنها وأرضاها- وأم سليم تزوجت بلا إله إلا الله من أبي طلحة ، فلماذا لا نكرر هذه النماذج الخالدة، ونعود إلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ففيها كفاية؟!

والحفلات -كما ذكرت- والإسراف في الولائم مسائل هامة كذلك، ويدخل ضمن ذلك ما يعرف بكسوة القريبات والأقارب، والأعراف الجاهلية التي تحمل الإنسان فوق طاقته من الحلي، وأمثال ذلك من البذخ في المفروشات والملبوسات والمأكولات، كل تلك تجعل الشاب يحجم عن أن يقدم على الزواج ويعده مصيبة.

فأنصح السائلة بأن تجتهد في الدعاء والاستغفار ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :

" من لزم الاستغفار ، جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب " .

وتقديم الأسباب في ذلك كالقبول بالرجل الذي ترضى دينه وخلقه ، حتى ولو كان قليل المال ، فقد قال صلى الله علىه وسلم :

{ إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، وإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير } .

وكبر السن ليس مانعاً فالأخبار تنقل إلينا بأن بعض النساء تزوجن في سن الأربعينات والخمسينات ..

فأسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يكون لك عون على دينك ودنياك .




المصدر :: المستشار الشيخ عايض القرني

[سفير النت]

يعطيك العافيه على هذا النقل والفائده

[كنزي99]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .