[يمامة الوادي]

لاتلمس الشمس



صباح الضامن


لا تلمسها فتحترق
قلبك لن يشرق بلمسة

قد يغدو متفردا
قد يباهي بالتطاول

قد يعلو على نجيمات
قد يسبق الحلم

ولكن لن تسعفك لمسة
للشمس
ولا وقفة في بؤرة الضوء

إحترق
واجعل من دخانك زوبعة
في فنجان
في بوتقة
كبر الدنيا أو كبر الصحاف
فلن تغنيك
ولا ترقيك من شر نفاثات في حروف

يا باغيا لضوء غير ما أضاء لهم
يا حاملا هما بلا لب
فتش في القشور
عبر الحروف
عبر عطر الجولات
في سماء ودنيا
ما ترى !!!
ما بقي
ما استدام
ما ذهب
ما أعطى
ما أنقص
ما جلب
ما أخذ
فتش في ضوء في غمام
فتش في ظلم في طل
أتراهم نشروا النقاط
أم انتشروا كنقاط

يا ساملا عين حقيقة
إبق قليلا
إفهم أصل الحكاية
فهي منذ زمان رواية
بطلها أنت على الأرض
تسقي دم أخيك للترب
تعطي همك لغراب
وعى ذاك الحالك
وما وعيت يا ذا الضياء المزعوم

يا رافعا يدك لغير قمر
تجلب منه نورا في نهار
أتراك ستقفل فم السر
لتبوح به في بئرك
وتوئده في فكرك
لتقول
أنا حق وغيري بطل وعيه

زفراتك
تستقي لعطشها من ساقية
زمانها قصير
روحها أقصر
عنوانها طويل
عباراتها أطول
مكتوبة بموت
مدفونة بقبر
تنسى الخلود
متناسيا متسابقا
مع حبك لقصر وطول في سير
محدود

سلتك مليئة
بأول نهار السعي
بالظهر فقدت
من وهج تركت
ناءت فتعبت
بعضا من بضاعة

بالعصر تخلت
للظل عمرا
فمده لغيرك
وظنته لك

بالليل كان
ختام الأنام
نوم واستسلام
بلا سلة
أو بقليل
وتنسى ..
ثراء الملء
وغنى البضاعة

وظن المسكين
أن سلته مليئة !!

يقف هناك
على بوابات ألم
قال الحراس
لم لمست شمسا في هجير ؟
أما عشت يا لبيب لتفهم!
أن من لمس شمسا
احترق ..

خذ منها حكمة الشروق
خذ نبض العلو
خذ فكر العطاء
خذ وفير الثبات
خذ منها
ولا تلمسها
فما صنعت أناملك
لاحتراق

برد حروفك مرسلات
تنتظر حكمة البحث
فلا تلمس الشمس
فقد
وقد
يزيفها وهج يكوي
فتجمد أطراف العبارات
وقلوبها
في أنامل أقلامك ....