لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
الأماني الجريحة
بدر الحسين الأمُّ كوثرُ الحياةِ، واخضرارُ النَّبات، هِي دفءُ الشتاءِ، وعذوبة الماء ولونُ السماء.. الأمُّ عطرُ الزهر، ورَوعةُ القمر، وظلُّ الشِّجَر.. هي انحناءَةُ القَصب وتواضع السَّنابِل الملأى وشُموخ الدَّوح المبارَك، في قلبها تَتدفَّقُ مُحيطاتُ العالم التي تُغذِّي الأنهارَ والجداولَ والغُدرانَ بماءِ الحنانِ وسلسبيل الأمان، في صَدْرِها سَعَةُ الأُفُق وصَبْر الأنبياء، وفي راحتَيْها سِحرُ العَبَق ورقَّة النُّبلاء. في صباح هذا اليوم هاتَفَني حارسُ المدرسة يقول: أمُّ عُمَر تُرِيدُ أن تُشاهِدَ ولدها، وستقولُ لك شيئًا.. اصطحبتُ عُمَر، ونزلْنا معًا إلى باب المدرسة، وعندما أصبحنا ما بين دَفَّتَي الباب المفتوح أفلتَ عمر يدَه منِّي، وانطلقَ كالسَّهم أو كالعُصفور الهارب من المطر إلى عُشِّه، انطلقَ لتستقبِلَه ذراعَا أمِّهِ، وقد احتضَنتهُ، وضمَّتْه، وقبَّلَته، وربَّما تَخضَّبَت وَجنَتَاه بِدُموعِ الشَّوق وَدِفءِ الحنان.. إنَّ لقاءَ عمر مع أمِّه - التي انفَصَلَت عن أبيه منذُ سَنَواتٍ عِدَّة -كان أشبَه بِعَودةِ الرُّوح إلى الجسَد واستِقرَار الماء في الوهدِ،كان موقِفًا لو رأتهُ الأحجار لتشقَّقَت، ولو سَمِعتهُ الأطيارُ لناحَت..! تواريتُ عن الأنظار؛ لأنَّ الموقفَ أدْمَى قَلبِي، وطَفِقْتُ أنتظرُ ريثما ينتهي عمر من احتساءِ جرعةِ الحنان التي كانتْ في هذه المرَّة أمامَ بوابة المدرسة، وبعد نِهاية الموقف كانت الأمُّ قد أحضرَتْ هدايا بعددِ زملاءِ ولدها، رفْعًا لمعنوياته وتوثيقًا لِعلاقته معهم.. دخلْتُ إلى الصَّفِّ ومعي عمر، ومن خَلْفِنا الحارس الذي ضاقَتْ كلتا يديْهِ ذرْعًا بأكْياس الهدايا الأخَّاذَة، أخبرتُ التلاميذ أنَّ زميلَهم عُمَر يُحبُّهم كثيرًا، وها هو الآن قد أحضرَ لكم الهدايا الجميلة فاشكرُوه وصفِّقُوا له، استجابَ الطلابُ وراحوا يُصَفِّقُون ويَشكرُون زميلهم، ودَوَّت عباراتُ شُكْرِهم في أرجاءِ الطَّابق الأوَّل. شعرَ عمر بالنَّشوة وكان شعورُه تِجاهَ زُملائِه أَشْبَه ما يكون بشعورِ الرَّجل الثريِّ الذي يُنِفقُ على المُعْوِزين، وقبل أن أنسحِبَ من الفصل أخبرتُ المعلم أن يكتبَ له عبارات تشجيعيَّة على هذه اللَّفتَة الإنسانية النبيلة. وفي الفسحة الثانية نزلَ عمر مع أقرانه وهم يبادلونَهُ نظرات الإعجاب، وكأنَّ عمرَ أصبحَ اليوم في عيونِهم أجْملَ وأروعَ مِمَّا كان في السابق، كان يُحاولُ أن يقتربَ منّي وعيناهُ توحِيان بأنَّ عنده كلامًا يُريد أن يقولَه لي، ومع رنين جرس الحصَّة السادسة اقتربَ مني أكثر فاستبقتُه قائلاً: هل تريد شيئًا، يا بُنَي؟ فأجاب: هل تعرف رقم جوال أمي، يا أستاذ؟ قلت: نَعَم، وماذا تريد من أمِّك؟ ألم تُحضِر لكَ الهدايا قبل قليل، وبقيتَ معَها نحوَ نصفِ ساعة؟! قال: أريدُ أن أقولَ لها شيئًا، .. وما هو؟ قال: أتمنى أن تأخذني اليوم معها؛ لأن أبي وزوجته سيذهبان لزيارة أختِها المريضة، ولا أرغبُ بالذهاب معهما، قلت: أحاول، إن شاء الله. لم أتَّصل بالأم لأنني أعرف أنَّ الأبَ يمنعُ ولده من الذَّهاب إلى بيت أمِّه إلا أنه يسمح له بذلك في المناسبات كالأعياد، وعندما تملُّ منه زوجةُ أبيه بعض الأحيان، وفي اليوم الثاني اتَّصلتُ بالأب أسْتأذِنُه بِخُروج ولدهِ مع أمِّهِ في أثناء ساعاتِ الدَّوام الرسميَّة عندَ الضرورة، وقد تَحدَّثتُ معه بطريقةٍ إنسانيَّة لطيفة سَدَّت بوجْهِه كلَّ مبرِّرات الرَّفض؛ فقال: لا مانع لديَّ، فرُحتُ على الفَوْرِ واتَّصلتُ بالأم أزُفُّ خبرَ موافقة الأب، وبدأت أمُّ عمر تأتي لمشاهدة ولدها بين الحين والحين، وفي بعض الأحايين أجدُني أتَجاوزُ أنظمة المدارس وأسمحُ لأم عمر بأخذِه إلى السوق؛ لتشتري له بعضَ اللَّوازم المدرسيَّة في أثناء الحصَّة الفنِّيَّة أو البدنيَّة، وتعيده إلى المدرسة ثانيةً؛ لأشعر بأنَّني فَعَلْت شيئًا أو قدَّمت همسة إنسانية للبريء عمر. عشتُ مع عمر غيرَ سنةٍ وهو على هذه الحال؛ فهل فكَّر أبواه بِدَوَّامة الحزن والألم والعذاب النفسي الذي سيكابدُه هذا الطِّفل من جرَّاء حِرمانه من حضْنِ أمِّهِ ودفء أبيه؟! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عيد الأماني | يمامة الوادي | منتدى الصوتيات والمرئيات | 6 | 2006-10-28 3:23 AM |
عرائس الأماني | يمامة الوادي | منتدى النثر والخواطر | 2 | 2006-07-25 8:01 AM |
حبال الأماني | يمامة الوادي | المنتدى الإسلامي | 0 | 2006-06-24 5:07 AM |