لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
شحمهُ ورمٌ
محمود توفيق حسين هزيلاً يمشي، جائعاً ظامئاً، في أرضٍ خربةٍ لا حدّ لها حوله. وبعد مسيرةِ يوم شاق، يجد فجأةً أمامه، وفي بقعة ساكنةٍ يغلفها ضبابٌ أزرق ويحفها سكونٌ عتيق، يجد داراً لا صوتَ ينبعث منها ولا إنارةَ أمامها، يقترب حذراً ومؤملاً، حتى وصل إليها، وهذا الباب ضيق ومنفرج أمامه، يتلصص منه، وجد الدار التي بدت له من بعيد غريبةٌ ومقبضة، وجدها تتلألأ من داخلٍ بالثريات، وحوائطها مزينة بالحرير والقطيفة والعاج، وأرضيتها من مرمرٍ بهيّ، ويتوسطها مائدة عظيمة كأنها لقيصر، تحفل بأطايب الطعام والشراب وفواكه لم يعرفها من قبل ولم يشتمَّ رائحتها من قبل. مرَّ بعُوده النحيف إلى المائدة المغرية، دلفَ وهو يمشي على أطراف أصابعه.. لا يثير ضجة، يقترب مرتعداً وهو يتخوّف من رجالٍ قد ينقضون عليه من خلف الستائر المخملية، بملابس تاريخيةٍ.. يمسكون الرماح، ويقتادونه مكبّلاً بالأغلال، فيأمر قيصر بدفعه إلى الحلبة، لمصارعة أسد. بعد قليل، تأكد من أنه لا يسمع همهمة ولا صريراً، لا يسمع إلا أنفاسه التي استعرَتْ من منظر الطعام، ولا يسمع إلاّ صدى صوته يردد مثله حذراً: - من هنا؟.. من هنا؟ ولمّا اطمأن تماماً، جلس وشمّر كُمّيه، وفسخ الطاووس أمامَهُ وبدأ يزدرِدُ، ويشرب، ويتجشأ. وكان يسمن بطريقةٍ عجيبة، وهو على ذاك الكرسيّ الكبير الوثير، كلّما أكل نما جسدُه. وكان يرقب الباب بقلق؛ فهو يضيق شيئاً فشيئاً. وكلّما ألحَّ عليه عقلُه أن يقوم ويذهب قبل أن يُحبَس في هذا البيت العجيب الطعام، كلما ألحّ عليه كانت بِطنته تغويه و ترجئهُ، فيأكل ويأكل. ثُم قام من كرسيه خاملاً منتفخاً جدًّا يسير بصعوبة، مشى إلى الباب، حشرَ نفسه بين جانبيه، يدفع نفسه.. هيا.. هيا.. هيا.. يشفط بطنه، يضغط على شفته السفلى، يتعرّق، تضطرب أنفاسه.. هيا.. هيا.. هيا.. وبطنه الضخمة عالقة بالباب. يضغطُ بعنفٍ على جسده، ويضغط.. فبدأتْ مسامُّ جلده وفتحات جسمه، تنزّ قيحاً وصديداً، وكأنما جسده دمّل كبير. من كل ناحية في جسده كانَ القيح يخرج هلاميًّا مقززًا وذا رائحة تثير الغثيان، وهو يشعر بلذّةٍ لهذا الألم في جسده مثلما يشعر من يخرج من جسده أذى، استمرَّ يضغط حتى بعد أن بدا قادراً على الخروج، استمر يضغط كلَّ ناحية من جسمه في الباب، حتى نزّ كل شحم المأدبة، مرق من الباب على هزالٍ أشدّ مما دخل به، ووراءه على الأرض بِركةٌ مقرفة تسيل من عتبة الباب. يستيقظ من نومهِ مستغرباً، يتحسس جسدَه: كأني كنت أنزّ صديداً.. أعطيني كوب ماء (يخاطب زوجته الجالسة بجواره تشاهد برنامجاً من برامج تلفزيون الواقع). ردّت وهي تضغط على أزرار الجوال: - صديد؟!.. فقط كنت تحلم.. دعني أصوّت للنجم.. أحضرت له خصيصاً بطاقة شحن. فقام متثاقلا يسقي نفسه وعاد واضطجع. ظل لفترة يبحث عن تأويل لحلمه، ثم نسي. بعد ثلاث سنوات، كان يجلس على أريكة خشبية في الشارع الجانبي، تحت عمود إنارة. وضع كفيه على جانبَي رأسه مهموماً، وتذكّر أول مرة قطعوا عليه طريقَهُ منذ ثلاث سنوات، ثم أعطوه كل ما يريد! يومها كان مع زوجته في السيارة الصغيرة التي اشتراها بعد قليل من استلامه لعمله في الشركة الاستثمارية، ونظرتْ زوجته للإعلان الكبير المبهر لرجل يبتسم، وأدارت رأسها إليه فيما كانت السيارت تسير بعد اخضرار الإشارة. - انظر، كم يشبهك هذا الرجل! - إلى حدٍّ ما، غير أن سيارته فارهة، وخلفه منزل عطلة أنيق.. كما أن شعره غزير جدًّا ومسترسل. يتململ من الذكرى، يزفر، يقوم عازما على شرٍّ، بعد أن يئس من الفكاك. يركب السيارة التي استأجرها خصيصا للأمر، واحتاط واستأجرها بهوية مزوَّرة. مضى بها في الشوارع، حتى اقترب من سيارة فارهة، وتابعها، ينزل منها رجلٌ عجوز يدندن في اتجاهه للبيت. يصفّ هو سيارته المستأجرة ويمشي خلف الرجل، يشهر مسدسه في وجهه فيفزع.. - أخرج كل ما معك.. أنا لست معتاداً على ذلك، لذا فقد أطلق الرصاص إذا أتيت بأي حركة غادرة. - حسنا.. حسنا.. اهدأ.. لا داعي للسلاح. .. يترك له الرجل حقيبة يده الصغيرة. - أعتذر لك عن الرعب الذي سببته لك. يقول الرجل وهو يزفر - لا بأس، بها مبلغ معقول.. ولكنك.. ولكنك تبدو أفضل كثيرا من قاطع طريق. - ولكن من قطعوا طريقي كانوا كذلك أيضا. وتركه وأسرع للسيارة، لتبتلعه وتبتلعها الشوارع الجانبية. بعد قليل، وقد انتظمت أنفاسه نوعاً ما، وتخلص من إثارة الفعلة التي فعلها، وقد كان يفكر في فتح الحقيبة وعدّ ما بها من نقود، يكتشف أنَّ ثمة سيارة نجدةٍ تسير خلفه تطلق بوقَها، لا يعرف إن كان مطارَدًا أم أنها الصدفة، ولكن يكاد المريب أن يقول: خذوني. يلفّ بالسيارة حول نفسها لفتين، وقد قرر -ليرتاح- أنها تطارده، ويمشي بالطريق عكسيًّا وبتهورٍ واضح، وقد تركت الإطارات الزاعقة على (الأَسْفَلْتِ) رائحةً كريهة، وانطلق، أخذ يقودها وهو يرتجّ فيها ورأسه يصطدم بالسقف من لامبالاته بالمطبات الصناعية. - فضيحة.. فضيحة لو أمسكوني.. يا ليتني أُفلِتُ. تفاجئهُ من أمامه سيارةُ نجدةٍ أخرى، يقف بالسيارة في عرض الطريق، يتلفت حوله يائساً، يصرخ، يخرج منها، ثم ينطلق راكضاً في ممر ضيق طينيٍّ بين دارتَين، يعثر في الطين، يقوم متلطخاً، ويستمر في الجري. - قف وإلا أصبناك. لم يعبأ بتهديدهم، واستمرَّ يجري وهم خلفه، حتى وصل إلى شارع (الكورنيش). يمر من بين السيارات المسرعة مطارداً بالشرطة والضوء وأبواق السيارات التي اعترض قادتها على مروقه الأحمق، يصل للرصيف الآخر، يرمي حقيبة الرجل من يده؛ ليفلت بجلده، يقفز من فوق السور إلى الرصيف الحجري، ينزلق، يقوم، يقفز في الماء. - تعساً لكم.. كل هذه المطاردة؟!.. بينما لم يشعر بي أحد عندما سددتُ خمسينَ ألفاً مقابلَ خمسين ألفاً أخذتها، ومع ذلك فعليّ خمسون ألفاً!! بعد قليل، كان هناك على الناحية الأخرى منهكاً مُبْتلاًّ موحلاً، يداري نفسَه تحت شجرة كثيفة عند الشاطئ، يكتم أنفاسه حتى لايشعر به المارّة، ينتظر الجفاف ومزيدًا من السكون حتى يعود لبيته. بينما كان رجال الشرطة وخفرُ النهر على الناحية الأخرى، فرغوا لتوّهم من تسليط الكشافاتِ الضوئيّة على السطح، وظنوا أنما غرقَ، ولم يبق منه على صفحة الماء إلا شعر مستعار، وبعض البطاقات الائتمانية. * إضاءة: محور هذه القصة هو القروض الشخصية الربوية التي يحصل عليها الأفراد من مؤسسات الفيزا، وقد دارت حوله القصة بطريقة غير مباشرة لشد انتباه القارئ. يلجأ البعض إلى هذه القروض الربوية المحرّمة تلبية لنزعاتهم التطلعية، فينحشرون في هذه القروض التي يُعلن عنها بشكل مغرٍ، ولا يستطيعون الفكاك منها إلا بحالةٍ مزرية، ويخسرون فيها أكثر مما اخذوا في غمرة فرحتهم بالقروض. والحُلم في القصة هو تفسير لحالة الانحشار هذه، ولتراكم الفوائد على هذه القروض عند تسديدها. والإعلانُ الذي وجداه هو وزوجته –ذات النزعة الاستهلاكية- في الشارع هو إعلان عن بطاقات ائتمانية. |
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|