[يمامة الوادي]

بـدائع الجمـال في الكـون



لا تضعْ أصابعكَ على عينيكَ ثم تقول : لا أرى شيئا ..!!
ارفع غشاء الغفلة واتجه بكلية قلبك إلى الله ، ثم انظر فربما هالك ما ترى ..!

قال أحدُ أصحابِ القلوب يوماً :
أصبحتُ أكاد أسمع حوار الأشياء فيما بينها وهي تمجّد الله وتسبحه ، وتهتف باسمه ،
فتتناغم أصواتها في إبداع مبهر يهز الروح ، وتولد بسببه الحياة في قلب القلب .!
هذا الكون غني بالبهجة ، مفعم بالحكمة ، مترع بالجمال ..!!
كلما زدته تأملا أعطاك الكثيرَ ، ومنحك دفعات على الطريق ..
لن تتكشفَ لك بدائعُ الجمال ، إلا بمفتاح الفكر والذكر والتأمل الكثير..
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ.
* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ :
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
بإدمان هذا الطريق ، وبإدارة هذا المفتاح مرارا وتكرارا ،
يتكشف عنك غطاؤك ، أو بعضه فتتجلى لك أسماء الله الحسنى تتتابع في انبهار ..
يتجلى لك – مثلاً _ اسمه الظاهر في المظاهر ..!
يتجلى لك اسمه الحكيم في دقائق الحكمة التي تدير عقلك وأنتَ تتابعها ..! وهكذا ...
ومن هنا تصفو سماء قلبك ، وتنقشع عنه غيومه ..
وتتجدد رؤيتك للكون على غير الرؤية التي كنت تراه عليها ..
حتى في ما يراه الناس قبحا ودمامة ، تتجلى لك معاني الإبداع ، بما يهز قلبك ..
ليس بمعنى أن الأشياء تتميز بأضدادها ، فتعرف قيمة وروعة الجمال ،
برؤية القبح ، تلك نظرة عادية ، وفكرة معروضة على قارعة الطريق ..!!
بل الأمر يغدو عندك أبعد من هذا ..!
فعلى حسب المعارج التي ترقى إليها بقلبك ، تكون نظرتك متميزة متفردة ..
افتح كوى قلبك المغلقةِ ، واسمحْ للنور أن يغمره ، ويفيض عليه ..
وامنح النسائم فرصة أن تهب عليهِ ، لتنعشه ..
عندها يمكنك أن تصغي في انبهار إلى أناشيد الحياة من حولك ، وهي تشجي قلبك ..
وتهز روحك أناشيد التسبيح والتقديس تتصاعد في السماء ،
في نغم بديع تشارك فيه الملائكة ، ويغفل عنه أكثر الناس ..
( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)
بمثل هذه النظرة إلى الكون تغدو مشدود القلب إلى السماء دائماً..
فإذا دمت على ذلك يوشك أن تنبجسَ من قلبك ينابيعُ الحكمة ..
وبهذا الشد الروحي، وهذه الحكمة التي تتدفق في حديثك تصبح متميزاً ..
أعني مباركاً ..
يجد صدى هذه الروح كل من يحيطون بك .. فكل إناءٍ بما فيه ينضح ..
( وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً)
والمبارك يفيض بركةً على من حوله ،
ليرتقي بهم إلى حيث ارتقى أو قريب من ذلك ..!!
ولهذا تميز الحواريون لأنهم اقتبسوا من هذه الروح المباركة ..
كذلك كان أصحاب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، أكثرهم قرباً منه أكثرهم تميزاً وتألقا وارتقاءً ..
فعشْ في رحابِ هذهِ المعاني ، وكرر النظر إليها ، والتأمل فيها ، والحديث عنها ،
وبإذن الله ستجد صدى هذا إشراقات واضحة في قلبك ..
**
فإن أصبنا فلا عــجبٌ ولا غــررُ ** وإن نقصنا فإن الناس ما كملوا
والــكاملُ الله في ذاتٍ وفي صفةٍ ** ونــاقص الذات لم يكمل له عملُ
بو عبد الرحمن

[Ŝђǿǿq Ťąbσύĸ]

جــزاكِ اللــه خـيـراً

[يمامة الوادي]

الله يسلمك,,,