لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
مختارات ( في ظلال القرآن ) المنة برسول الله صلى الله عليه وسلم
المنة برسول الله صلى الله عليه وسلم = = = ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) إن ختام هذه الفقرة بهذه الحقيقة الكبيرة . حقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم وقيمتها الذاتية وعظم المنة الإلهية بها , ودورها في إنشاء هذه الأمة وتعليمها وتربيتها وقيادتها , ونقلها من الضلال المبين إلى العلم والحكمة والطهارة إن هذا الختام يتضمن لمسات قرآنية كثيرة منوعة عميقة: إنها تجيء ابتداء تعقيبا على الغنائم والطمع فيها والغلول , والانشغال بهذا الأمر الصغير , الذي كان الإنشغال به هو السبب المباشر الذي قلب الموقف في المعركة , وبدل النصر هزيمة , وفعل بالمسلمين الأفاعيل فالإشارة إلى حقيقة الرسالة الكبيرة , والمنة العظيمة المتمثلة فيها , لمسة عميقة من لمسات التربية القرآنية الفريدة . تبدو في ظلها غنائم الأرض كلها , وأسلاب الأرض كلها , وإعراض الأرض كلها : شيئا تافها زهيدا , لا يذكر ولا يقدر . شيئا تخجل النفس المؤمنة أن تذكره , بل تستحي أن تفكر فيه ! فضلا عن أن تشغل به ! وهي تجيء في سياق الحديث عن الهزيمة والقرح والألم والخسارة التي أصابت الجماعة المسلمة في المعركة . . فالإشارة إلى تلك الحقيقة الكبيرة , وما تمثله من منة عظيمة : لمسة عميقة من لمسات التربية القرآنية العجيبة , تصغر في ظلها الآلام والخسائر , وتصغر إلى جانبها الجراح والتضحيات . على حين تعظم المنة , ويتجلى العطاء الذي يرجح كل شيء في حياة الأمة المسلمة على الإطلاق . ثم . . الإشارة إلى آثار هذه المنة في حياة الأمة المسلمة (يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة , وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين). . وهي تشي بالنقلة من حال إلى حال , ومن وضع إلى وضع , ومن عهد إلى عهد . فتشعر الأمة المسلمة بما وراء هذه النقلة من قدر الله الذي يريد بهذه الأمة أمرا ضخما في تاريخ الأرض , وفي حياة البشر , والذي يعدها لهذا الأمر الضخم بإرسال الرسول صلى الله عليه وسلم فما ينبغي لأمة هذا شأنها , أن تشغل بالها بالغنائم التي تبدو تافهة زهيدة في ظل هذا الهدف الضخم , ولا أن تجزع من التضحيات والآلام , التي تبدو هينة يسيرة في ظل هذه الغاية الكبيرة . . هذه بعض اللمسات المستفادة من ذكر هذه المنة في هذا السياق . نذكرها باختصار وإجمال ، لنواجه النص القرآني الحافل بالإيحاءات والظلال: ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم). . إنها المنة العظمى أن يبعث الله فيهم رسولا , وأن يكون هذا الرسول (من أنفسهم). . إن العناية من الله الجليل ، بإرسال رسول من عنده إلى بعض خلقه , هي المنة التي لا تنبثق إلا من فيض الكرم الإلهي . المنة الخالصة التي لا يقابلها شيء من جانب البشر . وإلا فمن هم هؤلاء الناس , ومن هم هؤلاء الخلق , حتى يذكرهم الله هذا الذكر , ويعنى بهم هذه العناية ? ويبلغ من حفاوة الله بهم , أن يرسل لهم رسولا من عنده , يحدثهم بآياته - سبحانه - وكلماته , لولا أن كرم الله يفيض بلا حساب , ويغمر خلائقه بلا سبب منهم ولا مقابل ? وتتضاعف المنة بأن يكون هذا الرسول "من أنفسهم" . . لم يقل "منهم" فإن للتعبير القرآني "من أنفسهم" ظلالا عميقة الإيحاء والدلالة . . إن الصلة بين المؤمنين والرسول هي صلة النفس بالنفس , لا صلة الفرد بالجنس . فليست المسألة أنه واحد منهم وكفى . إنما هي أعمق من ذلك وأرقى . ثم إنهم بالإيمان يرتفعون إلى هذه الصلة بالرسول , ويصلون إلى هذا الأفق من الكرامة على الله . فهو منة على المؤمنين . . فالمنة مضاعفة , ممثلة في إرسال الرسول , وفي وصل أنفسهم بنفس الرسول , ونفس الرسول بأنفسهم على هذا النحو الحبيب . ثم تتجلى هذه المنة العلوية في آثارها العملية . . في نفوسهم وحياتهم وتاريخهم الإنساني: ( يتلو عليهم آياته , ويزكيهم , ويعلمهم الكتاب والحكمة). . تتجلى هذه المنة في أكبر مجاليها . في تكريم الله لهم . بإرسال رسول من عنده يخاطبهم بكلام الله الجليل: ( يتلو عليهم آياته . .) = = = = |
|
ولو تأمل الإنسان هذه المنة وحدها لراعته وهزته حتى ما يتمالك
أن ينصب قامته أمام الله , حتى وهو يقف أمامه للشكر والصلاة .. ! ولو تأمل أن الله الجليل - سبحانه - يتكرم عليه , فيخاطبه بكلماته . يخاطبه ليحدثه عن ذاته الجليلة وصفاته ; وليعرفه بحقيقة الألوهية وخصائصها ثم يخاطبه ليحدثه عن شأنه هو - هو الإنسان – هو العبد الصغير الضئيل - وعن حياته , وعن خوالجه , وعن حركاته وسكناته . يخاطبه ليدعوه إلى ما يحييه , وليرشده إلى ما يصلح قلبه وحاله ، ويهتف به إلى جنة عرضها السماوات والأرض . فهل هو إلا الكرم الفائض الذي يجري بهذه المنة, وهذا التفضل , وهذا العطاء ? إن الله الجليل غني عن العالمين . وإن الإنسان الضئيل لهو الفقير المحووج . ولكن الجليل هو الذي يحفل هذا الضئيل , ويتلمسه بعنايته , ويتابعه بدعوته ! والغني هو الذي يخاطب الفقير ويدعوه ويكرر دعوته ! فيا للكرم ! ويا للمنة ! ويا للفضل والعطاء الذي لا كفاء له من الشكر والوفاء ! ( ويزكيهم). . يطهرهم ويرفعهم وينقيهم .. يطهر قلوبهم وتصوراتهم ومشاعرهم . ويطهر بيوتهم وأعراضهم وصلاتهم . ويطهر حياتهم ومجتمعهم وأنظمتهم . . يطهرهم من أرجاس الشرك والوثنية والخرافة والأسطورة , وما تبثه في الحياة من مراسم وشعائر وعادات وتقاليد هابطة مزرية بالإنسان وبمعنى إنسانيته . . ويطهرهم من دنس الحياة الجاهلية , وما تلوث به المشاعر والشعائر والتقاليد والقيم والمفاهيم . وقد كان لكل جاهلية من حولهم أرجاسها , وكان للعرب جاهليتهم وأرجاسها . من أرجاسها هذا الذي وصفه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يحدث نجاشي الحبشة في مواجهة رسولي قريش إليه , وقد جاءا إليه ليسلمهما المهاجرين من المسلمين عنده . . يقول جعفر: "أيها الملك . كنا قوما أهل جاهلية , نعبد الأصنام , ونأكل الميتة , ونأتي الفواحش , ونقطع الأرحام , ونسيء الجوار , ويأكل القوي منا الضعيف . فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا , نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه . فدعانا إلى الله وحده لنوحده ونعبده , ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان , وأمرنا بصدق الحديث , وأداء الأمانة , وصلة الرحم , وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء . ونهانا عن الفواحش , وقول الزور , وأكل مال اليتيم , وقذف المحصنات , وأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا , وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ". . ومن أرجاسها ما حكته عائشة - رضي الله عنها - وهي تصور أنواع الاتصال بين الجنسين في الجاهلية كما جاء في صحيح البخاري , في هذه الصورة الهابطة الحيوانية المزرية: "إن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء . فنكاح منها نكاح الناس اليوم:يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو بنته , فيصدقها , ثم ينكحها . . والنكاح الآخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها:أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ! ويعتزلها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه ! فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب. وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الرجل ! فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع . . ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة , فيدخلون على المرأة , كلهم يصيبها . فإذا حملت ووضعت , ومر عليها ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم , فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع ، حتى يجتمعوا عندها , تقول لهم : قد عرفتم الذي كان من أمركم , وقد ولدت . فهو إبنك يا فلان . تسمي من أحبت منهم باسمه فيلحق به ولدها . ولا يستطيع أن يمتنع منه الرجل !! والنكاح الرابع : يجتمع الناس الكثير , فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها - وهن البغايا , كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما - فمن أرادهن دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها , جمعوا لها , ودعوا لهم القافة , ثم الحقوا ولدها بالذي يرون , فالتاطه , ودعي إبنه , لا يمتنع من ذلك !! " . . ودلالة هذه الصورة على هبوط التصور الإنساني وبهيميته لا تحتاج إلى تعليق . ويكفي تصور الرجل , وهو يرسل امرأته إلى "فلان" لتأتي له منه بولد نجيب . تماما كما يرسل ناقته أو فرسه أو بهيمته إلى الفحل النجيب , لتأتي له منه بنتاج جيد ! ويكفي تصور الرجال - ما دون العشرة ! - يدخلون إلى المرأة مجتمعين "كلهم يصيبها ! " . . ثم تختار هي أحدهم لتلحق به ولدها ! أما البغاء - وهو الصورة الرابعة - فهو البغاء ! يزيد عليه إلحاق نتاجه برجل من البغاة ! لا يجد في ذلك معرة ! ولا يمتنع من ذلك ! إنه الوحل . الذي طهر الإسلام منه العرب . وزكاهم . وكانوا - لولا الإسلام - غارقين إلى الأذقان فيه ! ولم يكن هذا الوحل في العلاقات الجنسية إلا طرفا من النظرة الهابطة إلى المرأة في الجاهلية . |
|
يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه القيم
"ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين": "وكانت المرأة في المجتمع الجاهلي عرضة غبن وحيف , تؤكل حقوقها , وتبتز أموالها , وتحرم من إرثها , وتعضل بعد الطلاق أو وفاة الزوج من أن تنكح زوجا ترضاه وتورث كما يورث المتاع أو الدابة عن ابن عباس قال : " كان الرجل إذا مات أبوه أو حموه , فهو أحق بامرأته , إن شاء أمسكها أو يحبسها حتى تفتدى بصداقها , أو تموت فيذهب بمالها " . . وقال عطاء بن رباح . . " إن أهل الجاهلية كانوا إذا هلك الرجل , فترك امرأة حبسها أهله على الصبي يكون فيهم " . . وقال السدي : إن الرجل في الجاهلية كان يموت أبوه أو أخوه أو إبنه , فإذا مات وترك امرأته , فإن سبق وارث الميت فألقى عليها ثوبه فهو أحق بها أن ينكحها بمهر صاحبه , أو ينكحها فيأخذ مهرها . وإن سبقته فذهبت إلى أهلها فهي أحق بنفسها " . وكانت المرأة في الجاهلية يطفف معها الكيل , فيتمتع الرجل بحقوقه ولا تتمتع هي بحقوقها , يؤخذ مما تؤتي من مهر , وتمسك ضرارا للاعتداء . وتلاقي من بعلها نشوزا أو إعراضا , وتترك في بعض الأحيان كالمعلقة . ومن المأكولات ما هو خالص للذكور ومحرم على الإناث . وكان يسوغ للرجل أن يتزوج ما يشاء من غير تحديد . وقد بلغت كراهة البنات إلى حد الوأد . ذكر الهيثم بن عدي - على ما حكاه عنه الميداني – أن الوأد كان مستعملا في قبائل العرب قاطبة , فكان يستعمله واحد ويتركه عشرة . فجاء الإسلام , وكانت مذاهب العرب مختلفة في وأد الأولاد . فمنهم من كان يئد البنات لمزيد الغيرة ومخافة لحوق العار بهم من أجلهن . ومنهم من كان يئد من البنات من كانت زرقاء . أو شيماء [ سوداء ] أو برشاء [ برصاء ] أو كسحاء [ عرجاء ] تشاؤما منهم بهذه الصفات . ومنهم كان يقتل أولاده خشية الإنفاق , وخوف الفقر . . "وكانوا يقتلون البنات ويئدونهن بقسوة نادرة في بعض الأحيان , فقد يتأخر وأد الموءودة لسفر الوالد وشغله , فلا يئدها إلا وقد كبرت , وصارت تعقل . وقد حكوا في ذلك عن أنفسهم مبكيات . وقد كان بعضهم يلقي الأنثى من شاهق" . . ومن أرجاسها - وأصل هذه الأرجاس جميعا - : الشرك والوثنية الهابطة الساذجة : كما يصورها في إجمال الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه: "انغمست الأمة في الوثنية وعبادة الأصنام بأبشع أشكالها . فكان لكل قبيلة أو ناحية أو مدينة , صنم خاص , بل كان لكل بيت صنم خصوصي . قال الكلبي:كان لأهل كل دار من مكة صنم في دارهم يعبدونه , فإذا أراد أحدهم السفر , كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به , وإذا قدم من سفره كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به أيضا" . واستهترت العرب في عبادة الأصنام , فمنهم من اتخذ بيتا , ومنهم من اتخذ صنما ; ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيت نصب حجرا أمام الحرم , وامام غيره مما استحسن , ثم طاف به كطوافه بالبيت , وسموها الأنصاب . وكان في جوف الكعبة - البيت الذي بني لعبادة الله وحده - وفي فنائها ثلاثمائة وستون صنما . وتدرجوا من عبادة الأصنام والأوثان إلى عبادة جنس الحجارة . روى البخاري عن أبي رجاء العطاردي , قال: كنا نعبد الحجر ، فإذا وجدنا حجرا هو خيرا منه القيناه وأخذنا الآخر ; فإذا لم نجد حجرا جمعنا حثوة من تراب , ثم جئنا بالشاة فحلبنا عليه ثم طفنا به . وقال الكلبي: كان الرجل إذا سافر فنزل منزلا , أخذ أربعة أحجار , فنظر إلى أحسنها , فاتخذه ربا , وجعل ثلاث أثافي لقدره , وإذا ارتحل تركه . "وكان للعرب - شأن كل أمة مشركة في كل زمان ومكان : آلهة شتى من الملائكة والجن والكواكب . فكانوا يعتقدون أن الملائكة بنات الله فيتخذونهم شفعاء لهم عند الله , ويعبدونهم , ويتوسلون بهم عند الله . واتخذوا كذلك معه الجن شركاء لله , وآمنوا بقدرتهم وتأثيرهم , وعبدوهم . قال الكلبي:كانت بنو مليح من خزاعة يعبدون الجن . وقال صاعد:كانت حمير تعبد الشمس . وكنانة القمر . وتميم الدبران . ولخم وجذام المشتري . وطي سهيلا . وقيس الشعري العبور . وأسد عطاردا" . ويكفي أن يتصفح الإنسان هذه الصورة البدائية الغليظة من الوثنية , ليعرف أي رجس كانت تنشره في القلوب والتصورات وفي واقع الحياة ! ويدرك النقلة الضخمة التي نقلها الإسلام للقوم , والطهارة التي أسبغها على تصوراتهم وعلى حياتهم سواء . ومن هذه الأرجاس تلك الأدواء الخلقية والاجتماعية , التي كانت في الوقت ذاته من مفاخرهم في أشعارهم ! ومن مفاخراتهم في أسواقهم ! من الخمر إلى القمار إلى الثارات القبلية الصغيرة , التي تشغل اهتماماتهم , فلا ترتفع على تلك التصورات المحلية المحدودة: "هانت عليهم الحرب وإراقة الدماء حتى كانت تثيرها حادثة ليست بذات خطر . فقد وقعت الحرب بين بكر وتغلب إبني وائل , ومكثت أربعين سنة أريقت فيها دماء غزيرة , وما ذاك إلا أن كليبا رئيس معد , رمى ضرع ناقة البسوس بنت منقذ فاختلط دمها بلبنها ; وقتل جساس بن مرة كليبا , واشتبكت الحرب بين بكر وتغلب . وكانت كما قال المهلهل أخو كليب: "قد فني الحياة , وثكلت الأمهات , ويتم الأولاد . دموع لا ترقأ , وأجساد لا تدفن" "وكذلك حرب داحس والغبراء . فما كان سببها إلا أن داحسا فرس قيس بن زهير , كان سابقا في رهان بين قيس بن زهير وحذيفة بن بدر , فعارضه أسدي بإيعاز من حذيفة , فلطم وجهه وشغله , ففاتته الخيل . وتلا ذلك قتل , ثم أخذ بالثأر . ونصر القبائل لأبنائها , وأسر , ونزح للقبائل , وقتل في ذلك ألوف من الناس" . وكان ذلك علامة فراغ الحياة من الاهتمامات الكبيرة , التي تشغلهم عن تفريغ الطاقة في هذه الملابسات الصغيرة . إذ لم تكن لهم رسالة للحياة , ولا فكرة للبشرية , ولا دور للإنسانية , يشغلهم عن هذا السفساف . . ولم تكن هناك عقيدة تطهرهم من هذه الأرجاس الاجتماعية الذميمة . . وماذا يكون الناس من غير عقيدة إلهية ? ماذا تكون اهتماماتهم ? وماذا تكون تصوراتهم ? وماذا تكون أخلاقهم ? = = = = |
|
إن الجاهلية هي الجاهلية . ولكل جاهلية أرجاسها وأدناسها .
لا يهم موقعها من الزمان والمكان . فحيثما خلت قلوب الناس من عقيدة إلهية تحكم تصوراتهم , ومن شريعة - منبثقة من هذه العقيدة – تحكم حياتهم , فلن تكون إلا الجاهلية في صورة من صورها الكثيرة . . والجاهلية التي تتمرغ البشرية اليوم في وحلها , لا تختلف في طبيعتها عن تلك الجاهلية العربية أو غيرها من الجاهليات التي عاصرتها في أنحاء الأرض , حتى أنقذها منها الإسلام وطهرها وزكاها . إن البشرية اليوم تعيش في ماخور كبير ! ونظرة إلى صحافتها وأفلامها ومعارض أزيائها . ومسابقات جمالها , ومراقصها , وحاناتها . وإذاعاتها . ونظرة إلى سعارها المجنون للحم العاري , والأوضاع المثيرة , والإيحاءات المريضة , في الأدب والفن وأجهزة الإعلام كلها . . إلى جانب نظامها الربوي , وما يكمن وراءه من سعار للمال , ووسائل خسيسة لجمعه وتثميره , وعمليات نصب واحتيال وابتزاز تلبس ثوب القانون . . وإلى جانب التدهور الخلقي والانحلال الاجتماعي , الذي أصبح يهدد كل نفس وكل بيت , وكل نظام , وكل تجمع إنساني . . نظرة إلى هذا كله تكفي للحكم على المصير البائس الذي تدلف إليه البشرية في ظل هذه الجاهلية . إن البشرية تتآكل إنسانيتها , وتتحلل آدميتها , وهي تلهث وراء الحيوان , ومثيرات الحيوان ، لتلحق بعالمه الهابط ! والحيوان أنظف وأشرف وأطهر .! لأنه محكوم بفطرة حازمة لا تتميع , ولا تأسن كما تأسن شهوات الإنسان حين ينفلت من رباط العقيدة , ومن نظام العقيدة , ويرتد إلى الجاهلية التي أنقذه الله منها , والتي يمتن الله على عباده المؤمنين بتطهيرهم منها في تلك الآية الكريمة: ( ويعلمهم الكتاب والحكمة). . وكان المخاطبون بهذه الآية أميين جهالا . أمية القلم , وأمية العقل سواء . وما كان لهم من المعرفة شيء ذو قيمة بالمقاييس العالمية للمعرفة , في أي باب من الأبواب . وما كان لهم في حياتهم من هموم كبيرة تنشىء معرفة ذات قيمة عالمية في أي باب من الأبواب . فإذا هذه الرسالة تحيلهم أساتذة الدنيا , وحكماء العالم , وأصحاب المنهج العقيدي والفكري والاجتماعي والتنظيمي , الذي ينقذ البشرية كلها من جاهليتها في ذلك الزمان . والذي يرتقب دوره في الجولة القادمة - بإذن الله - لإنقاذ البشرية مرة أخرى من جاهليتها الحديثة , التي تتمثل فيها كل خصائص الجاهلية القديمة ; من النواحي الأخلاقية والاجتماعية ; وتصور أهداف الحياة الإنسانية وغاياتها كذلك ! على الرغم من فتوحات العلم المادي والإنتاج الصناعي , والرخاء الحضاري ! ( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين). ضلال في التصور والاعتقاد , وضلال في مفهومات الحياة , وضلال في الغاية والاتجاه , وضلال في العادات والسلوك , وضلال في الأنظمة والأوضاع , وضلال في المجتمع والأخلاق . . والعرب الذين كانوا يخاطبون بهذه الآية كانوا يذكرون - ولا شك – ماضي حياتهم وأوضاعهم ، ويعرفون طبيعة النقلة التي نقلهم إليها الإسلام , وما كانوا ببالغيها بغير الإسلام ; وهي نقلة غير معهودة في تاريخ بني الإنسان . كانوا يدركون أن الإسلام - والإسلام وحده – هو الذي نقلهم من طور القبيلة , واهتمامات القبيلة , وثارات القبيلة , لا ليكونوا أمة فحسب . ولكن ليكونوا - على حين فجأة ومن غير تمهيد يتدخل فيه الزمن – أمة تقود البشرية , وترسم لها مثلها , ومناهج حياتها , وأنظمتها كذلك , في صورة غير معهودة في تاريخ البشرية الطويل . كانوا يدركون أن الإسلام - والإسلام وحده – هو الذي منحهم وجودهم القومي , ووجودهم السياسي ووجودهم الدولي . . وقبل كل شيء وأهم من كل شيء . . وجودهم الإنساني الذي يرفع إنسانيتهم , ويكرم آدميتهم ويقيم نظام حياتهم كله على أساس هذا التكريم , الذي جاءهم هدية ومنه من لدن ربهم الكريم . والذي أفاضوه هم على البشرية كلها بعد ذلك , وعلموها كيف تحترم "الإنسان" وتكرمه بتكريم الله . غير مسبوقين في هذا , لا في الجزيرة العربية , ولا في أي مكان . . تــابع = = = = = = = وفي اللفتة السابقة إلى "الشورى " طرف من هذا المنهج الإلهي , الذي كانوا يدركون فيه عظم المنة عليهم من الله . وكانوا يدركون أن الإسلام - والإسلام وحده – هو الذي جعل لهم رسالة يقدمونها للعامل ، ونظرية للحياة البشرية , ومذهبا مميزا للحياة الإنسانية . . والأمة لا توجد في الحقل الإنساني الكبير إلا برسالة ونظرية ومذهب , تقدمه للبشرية , لتدفع بالبشرية إلى الإمام . وقد كان الإسلام , وتصوره للوجود , ورأيه في الحياة , وشريعته للمجتمع , وتنظيمه للحياة البشرية , ومنهجه المثالي الواقعي الإيجابي لإقامة نظام يسعد في ظله "الإنسان" . . كان الإسلام بخصائصه هذه هو "بطاقة الشخصية " التي تقدم بها العرب للعالم , فعرفهم , واحترمهم , وسلمهم القيادة . وهم اليوم وغدا لا يحملون إلا هذه البطاقة . ليست لهم رسالة غيرها يتعرفون بها إلى العالم . وهم إما أن يحملوها فتعرفهم البشرية وتكرمهم ; وإما أن ينبذوها فيعودوا هملا - كما كانوا - لا يعرفهم أحد , ولا يعترف بهم أحد ! وما الذي يقدمونه للبشرية حين لا يتقدمون إليها بهذه الرسالة ? يقدمون لها عبقريات في الآداب والفنون والعلوم..؟! لقد سبقتهم شعوب الأرض في هذه الحقول . والبشرية تغص بالعبقريات في هذه الحقول الفرعية للحياة . وليست في حاجة ولا في انتظار إلى عبقريات من هناك في هذه الحقول الفرعية للحياة ! يقدمون لها عبقريات في الإنتاج الصناعي المتفوق , تنحني له الجباه , ويغرقون به أسواقها , ويغطون به على ما عندها من انتاج ? ? لقد سبقتهم شعوب كثيرة , في يدها عجلة القيادة في هذا المضمار ! يقدمون لها فلسفة مذهبية اجتماعية , ومناهج اقتصادية وتنظيمية من صنع أيديهم , ومن وحي أفكارهم البشرية ? إن الأرض تعج بالفلسفات والمذاهب والمناهج الأرضية . وتشقى بها جميعا غاية الشقاء ! ماذا إذن يقدمون للبشرية لتعرفهم به , وتعترف لهم بالسبق والتفوق والامتياز ? لا شيء إلا هذه الرسالة الكبيرة . لا شيء إلا هذا المنهج الفريد . لا شيء إلا هذه المنة التي اختارهم الله لها , وأكرمهم بها , وأنقذ بها البشرية كلها على أيديهم ذات يوم . والبشرية اليوم أحوج ما تكون إليها , وهي تتردى في هاوية الشقاء والحيرة والقلق والإفلاس ! إنها - وحدها - بطاقة الشخصية التي تقدموا بها قديما للبشرية , فأحنت لها هامتها . والتي يمكن أن يقدموها لها اليوم , فيكون فيها الخلاص والإنقاذ . إن لكل أمة من الأمم الكبيرة رسالة . وأكبر أمة هي التي تحمل أكبر رسالة . وهي التي تقدم أكبر منهج . وهي التي تتفرد في الأرض بأرفع مذهب للحياة . والعرب يملكون هذه الرسالة - وهم فيها أصلاء , وغيرهم من الشعوب هم شركاء - فأي شيطان يا ترى يصرفهم عن هذا الرصيد الضخم ? أي شيطان ?! لقد كانت المنة الإلهية على هذه الأمة بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم وبهذه الرسالة عظيمة عظيمة . وما يمكن أن يصرفها عن هذه المنة إلا شيطان . . وهي مكلفة من ربها بمطاردة الشيطان ! = = = = = كتبها بو عبدالرحمن |
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مختارات ( في ظلال القرآن ) .. الذين قالوا ربنا الله | يمامة الوادي | رياض القرآن | 6 | 2008-12-25 11:01 AM |
مختارات ( في ظلال القرآن ) كل شيء بقدر (رائع) | يمامة الوادي | المنتدى العام | 13 | 2008-05-18 7:11 PM |
أشهد أن لا أله الا الله وأن محمد رسول الله (( رؤيا فيها الرسول صلى الله عليه وسلم )) | ابو دنيا | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 2 | 2007-02-03 8:06 PM |
حلمت برسول الله صلى الله عليه وسلم | الزائر | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 1 | 2004-10-16 9:24 AM |