[يمامة الوادي]

~ .: دينــاميت:. ~

--------------------------------------------------------------------------------





ناولته الورقة ، و قالت له بنبرةٍ آمرة : أحضر هذه أيضاً ..وإياك أن تنسى شيئاً .
نظر إلى محتوياتها،وارتفع حاجباه باستغراب وهو يواصل ..
- كل هـــذا ؟! أراد أن يكمل احتجاجه لكنه غصَّ بريقه وأخذ يسعل بقوة وبعد
أن يأس من كوب الماء الذي توقع أن تحضره .. هرول إلى المطبخ
ليطفئ حرارة الغليان الذي غشيه وهو يقرأ تلك القائمة الطويلة ..!
لحقت به وأرادت أن تكمل توصياتها لكنها وقفت مشدوهة ..! وصدرت عنها شهقت - كاد المسكين أن
يبتسم و أنتابه شعور بأنها قلقت عليه لكن سرعان ما تلاشى ذاك الشعور واستحال إلى خيبة أمل عندما
بدأ صراخها يعلوا:
- مهمل هكذا ترمي ورقتي التي تعبت في تجميع طلباتها المهمة
لتغرق بقطرات الماء .. ستحضرها يعني ستحضرها شئت أم أبيت ..!
أجابها وقد بدا منهزماً أمام هذا التحدي : لكن ماذا عن أطباق الحلوى التي حجزتها ؟! وطعام
العشاء الذي كلفني شراءه نصف مرتبي ..!
قاطعته بعصبية : هذا لا يكفي ! هل تريد من سحر ، وهند ، والأخريات عندما يحضرنَّ إلى منزلي
يخبرنَّ زميلاتي في المدرسة أن زوجي بخيل؟! .. هل ترضى أن يسخرنَّ مني ؟! - وهنا لاح بريق
الغرور في عينيها - وهي تكمل .. لا أريدهنَّ أن يكنّ أفضل مني أظنك فهمت الآن ..
كف عن الثرثرة وأنطلق لإحضار الطلبات ..!
- اتقي الله يا امرأة أين سيذهب هذا الطعام الكثير ؟!
-أوووووووف أما زلت تثرثر ؟!.. لم يبقى إلا أن تعطيني محاضرة ..!
هنا أدارت ظهرها له غير مكترثة باحتجاجه ،واتجهت إلى المطبخ وهي تزمجر بكلمات تُنبأ عن
تذمرها منه .
مدّ يده إلى الورقة التي كانت قد جففتها ووضعتها على المنضدة ثم مضى وهو يحوقل في نفسه.

***

عندما وصل إلى السوق ليشتري هذه الأغراض صادف في طريقه صديقه أبو خالد
وبعد التحية لا حظ الشحوب على وجه وسأله أن كان متعباً فرد بالنفي ..
وقبل أن يفترقا قال له صديقه : اتفقنا أنا والشباب للذهاب إلى رحلة سياحية إلى خارج البلاد
مار أيك بالانضمام إلينا ؟! .. تذكر زوجته والحرب الضروس التي يمكن أن تقوم ..
أطرق في صمت وقال : سأفكر ..
- على كلاً إذا قررت أن تنظم إلينا يمكنك الاتصال بيّ حتى يتم حجز تذكرة لك .
- شكراً لك ...
وهنا افترقــا

***

عاد إلى المنزل حيث كان صديقاتها قد حضرنَّ وفي غمرة انشغالها الشديد بالتحضيرات
اللازمة للضيافة تسلل إلى غرفة النوم ..حمل أمتعته ..ترك لها ورقة صغيرة ثم مضى ..
عندما فرغ المنزل من الضيوف ..قامت بتنظيف الغرف ، والأواني وقبل أن تذهب إلى فراشها
تذكرت زوجها ، وقد استغربت غيابه الغير معتاد في مثل هذه الساعة المتأخرة .. حملت هاتفها
لتتصل .. لكنها سمعت صوت رنين الهاتف في غرفة نومها وعندما فتحت الباب لم تجده ووجدت
الهاتف بجواره قصاصة صغيرة كُتب فيها ..
" قررت أن أذهب مع أصدقائي في رحلة استجمام إلى خارج البلاد أشعر بأنني سأختنق
إن بقيت مع امرأة "ديناميت" ...!!
التوقيع / زوجك .
بنت الشاطئ

[انا اسمي]

هل هذه امراه أم كما قال زوجها ديناميت ؟؟

لاحول ولاقوة إلا بالله ....

جزاك الله خيرا

[يمامة الوادي]

شكرا لمرورك