[يمامة الوادي]

إلى فُرسَـان المبرد .. مع التّحيّة ..







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطواتُ الأولى كثيراً ما تكون قويّة، وثابة مفعمة بالحماس، لأننا حينها لا نرى سوى جمال الحلم، ويخفى عنا من متاعبه الشيء الكثير ..
عندما تنطلق الصافرة، وتتسابق الهمم ندخلُ في مرحلة الجديّة، ونبدأ باجتياز المراحل الواحدة تلو الأخرى ..
ندركُ تماماً أن الطريق قد يكون صعباً طويلاً أو شاقاً منهكاً، نحدّق في ساعاتنا طويلاً بقلق، فالهدف يأخذ من أوقاتنا الشيء الكثير، وهنالك مهام أخرى، وأهداف تالية نود تحقيقها ..
وفي منتصف الطريق، وقبيل النهاية يبدأ الانسحاب ..

.
.
ولأننا أمّة النّاجحين والنّاجحات ، فإننا لا نرضى بأنصاف النهايات، لا تسعدنا الإنجازات إن لم تكتمل، ولا نعير للحلم أهمية إن لم يتحقق، ولا نرفع الراية البيضاء قبيل النجاح، لأننا نهوى رفع راية الانتصار في نهاية الجولة ..
ولأن أهدافنا أبعد من قراءة كتاب، وحلّ واجب لأنه مجرد واجب، فنحنُ نطمح للأغلى ..
نطمح لإثبات أننا أصحاب كلمة ووفاء، إذا قلنا فعلنا، وإذا حلمنا أنجزنا، وإذا اخترنا طريقاً شققناه حتى النهاية .. فماذا ترانا نفعل وحلمنا إعادة الرّوح لكلمة ( اقرأ ) ، وهدفنا علمٌ نافعٌ نلقى به ربنا فيثقل كفّة الحسنات، وغايتنا اجتماعٌ على خير، ورفعةٌ للغة، وتأسيس لقاعدة المدارسة وتبادل الفوائد القيّمة للغتنا العربية الرائعة عبر المنتديات ..
لذلك فقد كان المشروع فكرة أثمرت، وآتت أكلها، وبناء شاهق بدأت طوابقه تزداد ارتفاعاً يوماً بعد يوم، كلما وضع فيه أحدكم لبنة ثبت وعلا، وكلما أضاف فيه فارس من فرسانكم فائدة ازداد رسوخاً..
وخط النهاية قريب، وإعلان الختام قد بات وشيكاً، ولا يحلو النجاح إلا مع الجماعة، ولا ترتفع الراية إلا بتكاتف الأيدي ..
فليقتطع كل واحد من وقته القليل لينجز هذا المشروع، والعبرة ليست بطول الأوقات بل بالانتظام والمثابرة، وليجدد عزيمته ليبلغ غايته، فليس أروع من طموح يورثك العلا، وليس أغلى من نجاح فكرة تحيي فكر أمة قالوا أنها نائمة ..
ولنثبت أننا قادرون على الحلم والإنجاز وتقديم الكثير ونحن نحمل القلوب الحيّة والعقول الواعية ..


نور الجندلي