[فـهـرنهـايت]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم أزل أتأملُ فيما أراه من حولي من سماءٍ عالية , وأرضٍ واسعة , وجبالٍ شاهقة
وأشجارٍ في السماء باسقة, وأوديةٍ مياهها جارية , وبحارٍ أمواجها هادرة , وطيورٍ
في الجو صافنة , ودوابٍ في مرعاها سائمة.
وجدتُها على طبيعتها سائرة , وفي فلكها دائرة .

ثمّ زاد تأملي فنظرتُ في احوال الناس من حولي , حاولتُ أن أعرف طبائعهم , وأفهم
نفوسهم , ثمّ ذهبتُ أتأمل وأدقق النظر في وجوههم , رأيتُ أنّ لكل واحدٍ منهم مايميزه عن غيره , أحياناً أجد الإبتسامة , وتارةً أرى الكآبة على محياهم ظاهرة ,ومع نبرات
أصواتهم سائرة , أريد أن أستوقفهم وأسألهم عن حالهم وعن الذي تخفيه عباءة أيامهم
لم أستطع سؤالهم خشية جوابهم.
عندها أعدتُ النظر فتأملتُ في نفسي مراتٍ ومرات, فعاد النظر خائباً حسيراً لم يدرك
مُبتغاه ولم ينل مُناه .
لم أفهم نفسي ولم أدر ما تُريد , مرةً تُحب الخلوة , وتارةً تتوقُ إلى الصُحبة , أحياناً
تريد أن تغزل في غير مغزلها , وتدور في غير فلكها ,تريد أن تقسو ولا ترحم ,تريدأن تنام وما تستيقظ , تريد أن تكره وما تحب , تريد أن لا تتألم لألم الفقراء والمساكين
ولا تحزن , تريد أن تبقى الدمعة في محجر العينين ولا تذرف, تريد أن تنام الليل وما تقوم
لربها تتهجد , تريد أن تتلذذ بالمحرمات ولا تندم , تريد أن لا تقرأ ولا تتعلم , تريد أن يفوز
بها ابومرة ويجعلها من حزبه وما تتردد,
عرفتُ أنّ هذه النفس هي النفس الأمارة بالسوء , قاتلها الله من نفسٍ خبيثة , ولإبليس
مُطيعة , وبالنار حقيقة , قاتلها الله من نفسٍ أمارةٍ بالسوء.
في مُقابلها وجدتُ النفس اللوامة , فكانت لها العصمة والقوامة , تريد أن ترجع بي إلى الفطرة , تريد أن اعدل ولا أظلم ,وأن أرحم ولا أقسو ,وأن أتعلم ولا أجهل ,تريد أن أكون
لتوحيد ربنا تعالى مُقيما , وللشرك مُجتنبا , ولنبينا صلى الله عليه وسلم مُتبعا , وفي جوف
الليل لربنا قائماً وساجدا , تريد أن أحيا فما أموت , تريد مني أن أرى وجه ربناالرحمن
فما شقاء بعدها , سددها الله من نفسٍ لوامة وأعانها حتى ترتقي لتصل إلى درجة النفس المطمئنة .
فلمن تكون الغلبة في نهاية المطاف ؟ أتراها للنفس اللوامة أم أنها للامارةبالسوء!!!

[المبهره]

اخي فهرنهايت

تأملات رائعه تصعد الى افااااااااق عالية


تحلق عاليا لكي تسمو ا لارواح بنفس صافية وفكر راقي

تهفو لمعانقه النفس المطمئنة والانقياد للشريعه الاسلامية

وتهبيط قوة راغبة لعلو النفس الامارة كل هذا بعد لومة النفس عن فعل الذنب الخطيئة

[sahar tarek]

جزاكم الله خيرا