لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
مميزات الشخصية المسلمة 1/2
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: إن للتربية أهمية في الإسلام فهي من أولى الأولويات في منهج الداعية إلى الله سبحانه وتعالى فقد بدأ بها الأنبياء وقد علل الله تعالى بها خلق المخلوقات والموجودات قال تعالى: ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)) ( الملك : 2) . علل خلق السموات والأرض بذلك فقال سبحانه وتعالى: ((وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ)) ( هود : 7) . وعلل إنزال الكتب وإرسال الرسل أنه من أجل هذا الهدف العظيم ألا وهو أن يكون الإنسان قد تربى على الكتاب والسنة وتزكى بهما فقال: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)) (الجمعة : 2) . وإني أتحدث في هذه الصفحات بعد ذلك عن ملامح التربية للفرد المسلم والحقيقة إن الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمن المسلم لا تنحصر في خطبة أو موعظة يكفي أن سلفنا الصالح - رضي الله عنهم – فهموا هذا المسألة ففي الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها – أنها سئلت عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقالت: ( أتقرأ القرآن؟ قال نعم: قالت: كان خلقه القرآن) فهي كلمة عامة شاملة، الإنسان المسلم من القرآن عقيدته وتصوره وأخلاقه وكيفية حياته وأعماله فهي كلمة جامعة يفقهها السلف الصالح أما نحن فنردد الحديث ولا ندري ما مغزاه وعلى ماذا يحتوي ولكن لا بأس أن نشير إلى بعض الملامح وبعض الصفات : أولاً : الحياة أن الفرد المسلم الذي تربى على الكتاب والسنة إنسان حي وهذه من أهم وأعظم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها فإنه إذا كان حياً فإنه يستفيد من الإسلام والقرآن وأما إذا كان ميت والعياذ بالله فهذا الذي لا علاج له قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ((أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ)) ( يس 60 - 62) . إلى أن قال تعالى: ((وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ، لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ )) ( يس : 69-70) . يحق القول على الكافرين لماذا؟ لأنه بكفرهم ماتت قلوبهم وبعبادتهم لغير الله قست قلوبهم فلا بد ولا يخلو المؤمن من هذه الصفة الهامة لا بد أن يكون حياً حي حساس متحرك في حياة الإيمان فإنه تعب الدعاة تعب العلماء بحت أصواتهم ينادون لكن القلوب ميتة إلا من رحم الله فلهذا ينادي في أموات كأنه يخطب في الأحجار والأشجار كأنه ينادي البيوت الهامدة فإن مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره كمثل الحي والميت ينادى الميت : (( إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )) ( فاطر : 14) . إن الأموات إذا نودوا ينادون من مكان بعيد قال تعالى: ((إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ، وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ )) ( الأنفال : 22-23) . إن مرض الناس اليوم ناشئ عن موت القلوب ومن الناس من مات قلبه موتاً كلياً ومن الناس من هو أقل والناس من درجة إلى درجة بالمرض فهي مرتفعة جداً تغلبت على درجة الحياة وهكذا يتفاوت الناس في مقدار الحياة التي عندهم ، ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم – أحيا الأمة قلوباً فلا يوجد في تاريخ هذه الأمة مثل قلوبهم تنعمت بالحياة وتلذذت بالحياة فاستضاءت بنور الله اهتدوا بهدي الله وصار عندهم فرقاناً تفرق بين الحق والباطل : (( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )) ( الأنفال : 29) . فصار لهم فرقاناً يفرقون به بين الشرك والتوحيد ويفرقون به بين الهدى والضلال ويفرقون به بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ويفرقون به بين العالم والجاهل ويفرقون به بين المؤمن والمنافق وكانوا يعرفون المنافق من كلامه وكانوا يعرفون المنافق من لحن قوله وكانوا يعرفون المنافق من أعماله لم تكن تغرهم ما يفعله المنافق معهم من صلاة وصيام وجهاد ولكن كان عندهم نور من الله : (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ )) ( الحجر : 75) . كان عندهم نور قال أنس بن مالك - رضي الله عنه – إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – من الموبقات" لما بدأت الفتن وبدأت المحرمات والبدع أظلمت القلوب وأظلمت الدنيا فصار الناس يرون الشيء الكبير صغيراً والحسنة سيئة والسيئة حسنة والمعروف منكراً والمنكر معروفاً هذا في زمان الصحابة كيف بزماننا اليوم إذا كان أنس بن مالك - رضي الله عنه – يقول هذه العبارة في زمانه يا ترى ماذا يقول في زماننا اليوم حقاً لقد أظلمت القلوب وماتت وارتفع العلم . إن القرآن والحديث موجودان بين أيدينا ولعل هذا هو المشار في الحديث الصحيح الذي يقول فيه - عليه الصلاة والسلام -: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء )) . الذين يفقهون الدين يخشون الله ، الذين يفهمون الدين قلوبهم حية بالعلم النافع والعمل الصالح ؛ لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقى عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، وإن نطقوا وإن عبروا وإن تكلموا وإن كانوا فصحاء فهم في شرع الله جهالاً فيسألون فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون وإلى ذلك الإشارة في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه – ( كيف بكم إذا كانت فيكم فتنة يشب فيها الصغير ويهرم عليها الكبير فقيل متى ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم ) كثر القراء وقل الفقهاء فإن الحياة الروحية الإيمانية هي التي اليوم يبحث عنها الناس ، هي التي اليوم يحاول الناس أن يحصلوا عليها وقد صارت أقل من القليل . حياة القلوب والأرواح التي بواسطتها أن يميز الإنسان بين السنة والبدعة ، ويميز بين الخير والشر . |
|
أخي المسلم :
هل تشعر ما بك ؟ لقد التبس الحكم العلماني بالحكم الإسلامي لقد التبست الديمقراطية بالحكم الإسلامي !! لقد التبس أولياء الرحمن بأولياء الشيطان فصار بعض المفتين يحكم لأولياء الشيطان بما يحكم به لأولياء الرحمن من الإيمان والإسلام والعقيدة والدين ويوزع الفتاوى على ما يريد وعلى ما يشتهي لقد اشتبه الربا بالبيع الحلال فصار من العلماء من يفتي بالربا. يعد الزنا بالعفة في بعض البلدان بل في السودان بالذات جاءت الأخبار يسألون أنه إذا زنيا شخصان يسألا الرجل والمرأة هل كان ذلك برضاك هل كان ذلك برضاك فإن قالا نعم قيل هل ترغبان بالزواج من بعضكما فإن قالا نعم زوجوهما وإن مضت على الفاحشة ست سنوات أسقطت. أشياء عجائب وعندهم أن المرتد لا يكون مرتداً إلا إذا حمل السلاح أما إذا لم يحمل السلاح فليقل ما شاء وليعتقد ما شاء. واشتبه أولياء الرحمن بأولياء الشيطان ففي هذه الدولة وغيرها تفتح البرامج للنصارى وتفتح البرامج للصوفية والمخرفين من الطرق الصوفية وفي كثير من البلدان أيضاً هذه فقط أمثلة للإسلام الذي يراد أن يفهم اليوم ، للإسلام الذي يراد أن يعمل به اليوم اشتبهت الأمور على الناس بسبب عدم الفرقان بين الحق والباطل وبسبب عدم هذه الحياة التي تكون في القلوب فيميز الإنسان بها بين الخير والشر وبين الهدى والضلال وبين السنة والبدعة. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ((أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) ( الأنعام : 122) . (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ) إذا القلوب تموت ولا حياة لها إلا بالعلم النافع بخشية الله ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )) ( فاطر : 28) . ] فإذن الذي نريده أولاً من صفات المسلم أن يكون حياً يقظاً فاهماً حياً يحس بما حوله من الفساد ، يحس بما حوله من البدع ، يحس ما حوله من المؤامرات ، يحس بما حوله من المنكرات ، يحس بما حوله من المبادئ الهدامة والأحزاب الضالة والبدع المحدثة والعقائد الفاسدة ، شخص حي إذا سمع كلام الله كلام رسوله وجد له في قلبه محلاً ومكاناً ، حي لا يكون مريضاً يتبع الحق لا يجد في الحق مرارة كما يجد صاحب المرض في الطعام ، يجب أن يكون حياً هذا ما ينبغي أن يتصف به المؤمن أن لا يكون من الأموات أن يحيا والله سبحانه وتعالى قادر على أن يحييه بعد موته قال الله تعالى: (( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ، اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) ( الحديد : 16-17) . بعد أن نبه على قسوة القلوب وموتها وأن الله قادر على إيحاء القلوب بعد موتها كما يحيى الأرض بعد موتها (( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) (الحديد : 17) . وإن علامة الحياة أن يستطيب ما قاله الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم – ويستعذب ما قاله الله ورسوله ويتحلى بما قاله الله ورسوله ويخضع لما قاله الله ورسوله (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما )) . لا يتأذى من أي شيء يقوله الله ورسوله ولا يجد في نفسه عقبة ولا يجد في نفسه حرج مما قاله الله ورسوله ، لا بد أن يكون المؤمن بهذه الصفة أن يكون حياً الحياة الإيمانية ، نطلب الحياة أن أمتنا ميتة وأكبر دليل على ذلك وقد نطق به الشعراء في قولهم : لقد أسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لا حياة لمن تنادي رب وامعتصماه انطلقت *** ملئ أفواه الصبايا اليتم لامست أسماعهم لكنها ***لم تلامس نخوة المعتصم قلوب ميتة.. المسلمون يصرخون في كل مكان ولكن الأمة ميتة ، عدوهم يضربهم متى ما أراد وهم لا ينقلون إلا الأخبار !! مستسلمين راضين بالأمر الواقع ، لا يجد عنه مناصاً ، ولا يستحث الأمة ، ولا يتسنفذ مشاعرها ، ولا يدعوها إلى الحياة ، بل يُرَّهبون بتلك الأخبار المسلمين ، يرهبونهم من أعدائهم ، ويخوفونهم بأعدائهم ، فالقلوب ميتة والأمة ميتة لا حياة لها إلا بالإسلام ولا حياة إلا بالإيمان ولا حياة لها إلا بهذه الحياة الربانية (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) ( الشورى : 52) . والذين في قلوبهم شيء من الحياة كلما سمعوا صوتاً للإسلام كلما سمعوا كلاماً للإسلام أسرعوا. ولوجود شيء من المرض لم يفحصوا هل الصوت إسلامي؟ أم ليس بإسلامي؟ يكفي أنه قال إسلام وهذا ناشئ من عدم كمال الحياة وإلا فالمنافقون على طول التاريخ الإسلامي كلهم يَدَعُون الإسلام وأهل البدع والضلالات والباطنية ومن أفسدوا عقائد الأمة من رافضة وغيرهم كلهم يدعون الإسلام فمن كمال الحياة ومن تمام الحياة أن الإنسان إذا سمع صوتاً إسلامياً لا يجوز له أن تحمله العاطفة على التصديق بكل صوت فهناك الذين يركبون على الظهور وهناك الذين يركبون الخطوط. وهناك الذين يركبون الموجات باعتراف الإسلاميين كلهم أجمعين فلا بد من الفحص ولا بد من العرض على كتاب الله وعلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم – على فهم السلف : ((فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) ( البقرة : 137) . فمن تمام الحياة أن الإنسان لا يكون عاطفياً فقط يتفاعل مع الحياة بلا وعي وبلا علم وهذا من صفات الفرد المسلم.. عبد المجيد الريمي |
|
مميزات الشخصية المسلمة 2/2
ثانياً : أن يكون عالماً متنوراً أن يكون إلى جانب الحياة أن يكون مع هذه الحياة عالماً متنوراً يعرف الحق ويعرف الباطل ويعرف الخير ويعرف الشر ويعرف السنة ويعرف البدعة ويعرف النبي - صلى الله عليه وسلم – ويعرف المتنبي ويعرف صاحب الكرامة ويعرف صاحب الشعوذة ويعرف العالم ويعرف الجاهل ويعرف المنافق ويعرف المؤمن لا بد أن يكون ذا علم ، هذا المؤمن الحي ، ويعرف أين يضع يده ، وخلف من يضع قدمه ، لا تكفي مجرد الحياة إلا إذا اكتملت بالعلم النافع ، نعم إن الحياة هي التعبير عن الإيمان والإحساس والشعور بالإيمان ولكن كان الإيمان والعلم يمشيان في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – سوياً كما جاء "تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا ِإيماناً على إيماننا" الإيمان يعني الشعور ..الحياة ..الإيمان يعني العقيدة ، ثم تعلموا القرآن فكانت الحياة مكتملة ، حياة الإيمان ، حياة العلم فيكون الإنسان حياً عالماً ليس به شدة الحياء إلى أن يقفز قفزات الشياة الفرحة التي ربما تسقط من على جبل بل حياه يضبطها العلم النافع حياة يضبطها العقل يضبطها الشرع تضبطها المصلحة الشرعية ليست الحياة الهوجائية التي تضر أكثر مما تنفع فإن من صفات المؤمن الذي نريده أن يكون حياً وأن يكون عالماً متنوراً بالعلم النافع. ثالثاً : أن يعيش لأجل الدين أن يكون هذا المؤمن مع حياته ومع علمه يعيش من أجل الهدف الأعلى من أجل الإسلام من أجل الدين من أجل الإيمان من أجل الوظيفة الهامة التي كلفه الله بها وهو يعرف من هو ؟ يعرف أنه من خير أمة أخرجت للناس ، يعرف أنه وارث لمحمد - صلى الله عليه وسلم – وارث لجميع الأنبياء. العلم ميراث النبي كذا أتى في النص والعلماء هم وراثه ما خلف المختار غير حديثه *** فينا فذاك متاعه وأثاثه فلنا الحديث وراثة نبوية *** ولكل محدث بدعة إحداثه هذا الرجل حي يعرف أنه ذو مهمة عظيمة : ((لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ )) ( الأنعام : 19) . ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) ( يوسف : 108) . كل من ادعى أنه تبع الرسول يجب أن يكون داعية إلى الله بحسب جهده وطاقته ((فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) ( التغابن : 16) . لكن يجب أن يعيش لهذا الهدف أن يعيش للإسلام. إن أكثر الناس إلا من رحم الله إما غافل ميت كما ذكرنا سابقاً لا يعيش للإسلام فهو يسأل عن لقمة عيشه لا يعرف غير هذا أين المركب الهني؟ أين الزوجة الجميلة ؟ أين البيت الواسع؟ لا يعرف فيما سوى هذا بديلاً ، أو شخص ضال مضل له هدف أعلى عنده وهو نصر الجاهلية أو القومية أو ينشر أفكار أعداء الإسلام في المسلمين ويربيهم عليها كالديمقراطية أو الاشتراكية ، أو شخص مبتدع ضال مضل يدعوا إلى عبادة القبور والذبح لها والنذر والاستغاثة بها وتعبيد الناس للقبور أو للأولياء ، أو شخص مبتدع حاقد على هذه الأمة ينشر مساوئ الصحابة وينشر أخطاء الصحابة ليربي جيلاً على الحقد والغل لسلف هذه الأمة أعاذنا الله وإياكم . الناس بين هذه الأصناف يعيش إما كاره لا يدري عن الإسلام ، وإما غافل ، وإما ضال مضل يدعو إلى بدع ومحدثات في دين الله سبحانه وتعالى ، وإما رجل مريض بأفكاره يعرف عن الإسلام أشياء وقد استحسن من الكفر أشياء وهو رجل مريض في عقله وفكره ، مريض في تصوره لا يولد ولا يربي المريض إلا مريضاً مثله ، ولا يربي المقلد إلا مقلداً مثله ، ولا يربي العاطفي إلا عاطفياً مثله ، ولا يربي الهوجائي إلا هوجائياً مثله ، فهذه الأمة تعيش هذه الأمراض فلا بد أن يكون المؤمن يعيش للهدف الأعلى ألا وهو عز الإسلام وحكم الإسلام والعبودية لله جل جلاله وهذا يحتاج إلى أن يكون فاهماً حياً عالماً وذو هدف ، دائماً لا يقيل ولا يستقيل كما قال الصحابة - رضي الله عنه – وقد بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – الأنصار على أن يحموه ويدافعوا عنه كما يحموا نساءهم فقالوا وماذا لنا ؟ قال : ( إن لكم الجنة ) قالوا : فلا نقيل ولا نستقيل . هدف أعلى نسعى إلى إرضاء الله ، نسعى إلى تطبيق شرع الله في الطريق الصحيح التي أراداها الله سبحانه وتعالى منهج الأنبياء لا عدول عنه ولا رغبة عنه منهج الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هذه من صفات المؤمن الذي نريد أن يتربى أو يريد الإسلام أو يريد المسلمون أن يكون الواحد منهم على هذه الصفة حياً حساساً يعيش قضايا أمته وآلامها وأحزانها ويفرح لفرحتها ويتألم لآلامها ، كذلك مؤمن متنور بالعلم النافع ، بالعلم قال الله قال رسوله ، متنور بالعلم الشرعي لا بخرافات الغرب والشرق ، متنور بالعلم الشرعي بالقرآن والسنة هو النور وما سواه فهو الظلام : ((أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) ( الأنعام : 122) . كذلك يعيش للهدف الأعلى لا يعيش لحطام الدنيا لا يعيش حول ذاته لا يعيش من أجل الدنيا لا يعيش من أجل هدف جزئي إنما يعيش من أجل الهدف الأعلى وأن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى. |
|
رابعاً : أن يكون شمولياً : كذلك من صفات المؤمن أن يكون مؤمناً شمولياً ماذا تعني كلمة مؤمن شمولي؟ الإنسان يعجز أمام هذا الدين العظيم فلا يستطيع أن يحقق جميع أهدافه بمفرده ولا يستطيع أن يدعي أنه فارس الميدان في كل مجال من مجالاته لهذا نجد أن الصحابة - رضي الله عنهم – كانوا أصنافاً وأنواعاً منهم الذي له اليد الطولى في العلم ، ومنهم الذي له اليد الطولى في الجهاد ، ومنهم الذي له اليد الطولى في الزهد ، ومنهم المصلي ، ومنهم في الصيام ، ومنهم ومنهم... كما قال - عليه الصلاة والسلام -: (( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر وأشد حياء عثمان وأقضاهم علي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد ومن أحب أن يقرأ القرآن غظاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد )) وقال - عليه الصلاة والسلام – في خالد بن الوليد سيف الله المسلول سله الله على أعداء الإسلام وقال - عليه الصلاة والسلام – في أبي ذر ما أقلت الغبراء وما أضلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر في نصوص كثيرة يتبين فيها أن الصحابة يعجزون عن أن يتمثل في الواحد منهم جميع أمور الإسلام ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – تمثلت فيه جميع حقائق الدين : إن قلت مجاهد فهو إمام المجاهدين . وإن قلت عالماً فهو المعلم الأول انتشر العلم منه إلى الناس . وإن قلت زاهداً فهو الذي قال: (( ما لي وللدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها )) . وإن قلت في اليقين في العفة في الصبر في التواضع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كونه مربي وكونه صائم يصلي كما قال بعض السلف كنت متى شاء أن آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم – مصلياً وجدته كذلك ولا يريد أن آتي الرسول فلا أجده إلا صائم فوجدته كذلك قال بعضهم كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فاكتملت فيه معالم هذا الدين فكان خلقه القرآن الذي اكتمل فيه الدين لكن الواحد لا يستطيع ؛ لكن يجب أن تكون عنده نظرة شمولية لا أقول يجب أن يتمثل فيه جميع الإسلام لكن يكون عنده نظرة شاملة بمعنى أنه يحس ويعرف أنه لا يستطيع أن يقوم بالإسلام من جميع جوانبه لكنه يفرح أن يقوم بالإسلام غيره أو بأمور من أمور الإسلام قد عجز أن يقوم بها هو فإذا وجد من يطلب العلم النافع ولم يستطع هو فرح لذلك وشجع وإذا وجد من يقوم بالتربية ولم يستطع هو فرح لمن يقوم بذلك فيكون المسلمون جمعياً متعاونين على البر والتقوى وليس ما يقع اليوم بين الحركات الإسلامية في الحقيقة ليس أن كل واحد يقف في وجه البعض وإنما كل واحد يرى في منهج الآخر أخطاء فينصح له فيظن ذلك المنصوح أن هذا يقف في طريقه قد اقتنع بذلك المنهج فيقوم غيره ينصح له يقول هذا الطريق خطأ فيظن أنه قد وقف في طريقه ولو أن كل تيار من هذه التيارات عمل بنصائح الآخرين وعمل هذا بنصائح هذا وهذا بنصائح هذا واستقاموا على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم – فحدث التكامل وحدث تمام البناء ولكن كل واحد لا يريد أن يسمع من ا لآخر هذه المشكلة . فلهذا يجب أن يكون المؤمن شمولي وخاصة الذي يتبنى منهج أهل السنة والجماعة لا يجوز أن يتبنى قول فلان ويترك الكتاب والسنة فإن السني ينطلق من منطلق منهج الصحابة منهج أهل السنة والجماعة من منهج القرآن والسنة لا يجوز له إطلاقاً أن يحارب شيء من المعروف أو يحارب شيء من الخير قام به غيره ولم يقم هو به بل عليه أن يشجع ويعين على هذا الخير ويعين على ذلك الإحسان ويذم الإساءة ويرد المنكر كائناً من كان من أي مصدر شاء وذلك لأنه يمثل الحق فلا يجوز أن يشوه صورة الإسلام وأن يشوه صورة المنهج الحق بتجزئة الإسلام ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )) ( البقرة : 208) . يقول المفسرون أي اعملوا بشرائع الإسلام كلها كذلك يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((إنه لن يقوم بهذا الدين إلا من أخذه من جميع جوانبه )) . أيضاً جاء في الحديث: ((أن الخلافة القادمة ستكون على منهاج النبوة ومنهاج النبوة كان الأخذ بجميع الدين فتمثل في الصحابة التكامل في كل الجوانب قراء وعلماء ومجاهدين وتجار وزراع وغير ذلك من أصناف ذلك المجتمع الإسلامي العظيم فلا يقوم بهذا الدين إلا من أخذه من جميع جوانبه فتكون نظرة المؤمن شمولية وإن لم يكن هو في نفسه شمولي لا يشترط أن يكون هو نفسه يعني عامل بجميع خصال الإسلام لا يكلف الله نفساً إلا وسعها (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) لكن يجب أن يكون منهجه فكره نظرته ما تكون مجزئة تكون نظرته شمولية فيقوم البعض الآخر بتكملة ما كان فيك من النقص . خامساً : أن يكون اجتماعياً : من صفات الفرد المسلم أنه اجتماعي غير منعزل ، يخالط الأمة ، يعايش الواقع يفهم ما هي أمراض الأمة ، وما هي أخطارها وبعد ذلك يعالج تلك الأخطاء ، وتلك سنة الأنبياء فإن الرسول - عليه الصلاة والسلام – قال : ( الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) وهي وظيفة الأنبياء فقد عاشروا الناس وخالطوهم ودعوهم إلى الله سبحانه وتعالى. سادساً : أن يكون حكيماً: كذلك من صفات هذا المؤمن أنه (حكيم غير متهور ) حكيم قد هذبته الحكمة الربانية : (( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )) ( النحل : 125) . وقال جل وعلا: ((يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )) ( البقرة : 269) . وقال سبحانه وتعالى: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [(113) سورة النساء] وهي فعل ما ينبغي في وقت ما ينبغي كما ينبغي. هذه هي الحكمة فيراقب الفعل الذي ينبغي أن يقال ويراقب الصفة التي يجب أن يكون عليها هذا الفعل ويراقب أيضاً الوقت . |
|
سابعاً : أن يكون عادلا منصفا
كما ينبغي أن يكون عادلاً منصفاً فإن الله تعالى لا يولي الظالمين قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [(124) سورة البقرة]. فلا يكون ظالماً جائراً يكفر الناس مثلاً أو يفسقهم أو يضللهم أو يبدعهم ، نعم نبدع ونكفر ونفسق من كفره الله ورسوله ونبدع من بدعه الله ورسوله ، وعلى كل يجب أن يكون هذا الأمر غير خاضع للهوى ولا خاضع للمزاج ، يجب أن يكون هذا الداعية إلى الله تعالى حكيماً عدلاً لا ينال عهدي الظالمين بل ينال عهده الصابرون قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [(24) سورة السجدة] الذي ينتقم ويرد بالمثل هذا قد ينصره الله وقد لا ينصره وإنما ينصر الله الصابرين ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا )) يعني يصبر على أخيه المسلم ، أن يصبر على أذاه وهو قادر على دفعه ، قادر على رده ولكن الشاهد أن الله قال ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا )) ولم يأذن الله للمسلمين أن يردوا بعض المظالم التي ظلموا بها إلا بعد أن مكنهم الله فقال: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [(39) سورة الحـج] {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [(24) سورة السجدة] فالصبر طريق إلى التمكين في الأرض ولا بد من الصبر وخاصة صبر المسلمين بعضهم على بعض ولهذا يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [(54) سورة المائدة] هذا نص في الباب إنه لن يتولى ولن ينصر ولن يستبدل إلا من هذه صفته إلى متى نظل نخوض في بحر لا ساحل له والقرآن يوضح " فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ " هذه صفتهم أذلاء على المؤمنين أعزاء على الكفار فلا بد أن نحقق هذه الصفة والمؤمن من حكم به بالإيمان والإسلام فهذا من صفات الفرد الذي نريده يملأه الحكمة والعدل والإنصاف حتى يمكنه الله ولا ينال عهدي الظالمين، نص واضح {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}. ثامناً : أن يكون طموحاً : كذلك ينبغي أن يكون المؤمن طموحاً لا يكون همه جزئي وإنما طموح يأمل في تربية الفرد المسلم والأسرة المسلمة والقبيلة المسلمة والشعب المسلم والشعوب المسلمة في العالم كله {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} [(19) سورة الأنعام] إلى أي مكان يصل إليه البلاغ هذا طموح المؤمن ولو كان يعيش حالة الاستضعاف فلقد خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم – من مكة وهو يعايش حالة الطرد والإبعاد وحالة الاستضعاف ولما لحقه سراقة بن مالك وعده بسواري كسرى ولما ضايقت الأحزاب المدينة وأتوا إليها من كل مكان ومن كل جانب وزلزل المؤمنون زلزالاً شديداً كما قال تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [(12) سورة الأحزاب]، {وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} [(13) سورة الأحزاب] بدأوا يخافون بدأوا يغرون وبدأوا يعتذرون وفي هذا الوقت بالذات كان - عليه الصلاة والسلام – يحفر في الخندق فتعترضه صخرة فيضرب عليها ويقول الله أكبر فتحت اليمن ، الله أكبر فتحت الشام ، والله أكبر فتحت العراق ..بكل يقين وهكذا كان الصحابة - رضي الله عنهم – {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [(22) سورة الأحزاب] فيجب أن يكون عند المؤمن طموح يكون عنده يقين وصبر . تاسعاً : أن يكون عنده عزيمة أن يكون عنده عزيمة لا تحد منها العقبات ولا المصاعب غير أنه كل يوم تتجدد عزيمته كل يوم إلى مزيد من القوة لا يتراخى كلما أحاط به الأعداء كلما ازداد الأعداء من عَددِهم وعُددهم كانت قوته أكثر وفي نفس الوقت يكون ثابت ليس يدعي العزيمة وقد فر { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} [(15) سورة الأنفال]. وأي زحف وقد هرب من العقيدة هرب من المبدأ هرب إلى مبادئ هدامة إلى مبادئ إلحادية كديمقراطية وغيرها من المبادئ وأي زحف وأي ثبات إذا كان قد تخلى عن المبادئ وتخلى عن منهج الإسلام وتصور الإسلام في التغيير والحكم وأي إسلام هذا الذي يصلح بالتعددية والحزبية والرأي والرأي الآخر ليس هذا هو الإسلام ولا كرامة إنما الإسلام الذي أتى به محمد - صلى الله عليه وسلم – أن يكون الدين كله لله لكن من جعل التعددية والحزبية هي الإسلام هذا تلاعب بالنصوص عاشراً : أن يكون عنده ثبات على الأمر يجب أن يكون عند المسلم مع العزيمة يجب أن تكون عنده ثبات على الأمر ومن دعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أسألك العزيمة على الرشد، والثبات على الأمر" عزيمة لكن ليست مع الضلال والبدعة فتجد أهل الضلال والبدعة عندهم عزيمة على البدع وعند الحق يفرون لكن المؤمن عزيمة على الرشاد على الكتاب والسنة والثبات في الأمر ثبات على كتاب الله وعلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وهناك صفات للمؤمن أخرى وكلامنا هنا على هذه الصفات حتى نتحلى بها ونتصف بها فـ (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من الله من وال )). وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين. عبد المجيد الريمي |
|
جـــــــــــــــــــزاك الله الجنة,,,أمانة,,قريت الوجة الاول والثاني لا ,,ولكن سوف أقرءة,,
|
جـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــزاك الله خير
|
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحرية الشخصية | أبو عامر الشمري | منتدى الحوار والنقاش وتصحيح الأمور العارية من الصحه | 7 | 2010-10-23 1:46 AM |
قوة الشخصية | يمامة الوادي | المنتدى العام | 26 | 2010-10-16 4:35 PM |
من أسوأ مميزات الشات | الحسنى | المنتدى العام | 13 | 2008-05-12 12:39 PM |
اضطراب الشخصية | NNJ | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 3 | 2007-07-29 2:38 PM |
مميزات الاعضاء المشتركين بالموقع | الغــــاليــــة | المنتدى العام | 0 | 2005-06-30 7:33 PM |