[يمامة الوادي]

إنّهم يهلكون أنفسهم .. فإلى متى ؟



أيها الإخوة القُرَّاء إنني على يقين جازم بأنَّ الله قد عافاكم من شرِّ هذا البلاء ؛ واعذروني بسياقي لمثل هذا الموضوع الذي يُزكِمُ الأنوف ، ويُعكِّرُ صفوا الحياة الجميلة ، ولكني أردت من طرحه هنا لأجل أن نتعاون جميعاً في نشره بقدر ما نستطيع هنا وهناك في المنتديات أو على لوحات الإعلانات في المساجد لعل الله أن ينفع به ..


نداء عاجل :


إلى كل مَن سار في طريقِ الأوهام ، محتاراً يبحث في ظلام ، يجري وراء شهوةٍ كاذبةٍ كَجَري لاهثٍ تائهٍ وراءَ السَّراب ، إليكَ أكتبُ أحرُفاً في طياتها التحذيرُ من شرٍّ عمَّ الصغير والكبير ، والذَّكَرَ والأنثى ، وحتى طال أذاه فأدرك السليم المعافى ..

أكتبُ هذه الرسالة لِنُمَيِّزَ في ثناياها بين الخبيث والطيِّب ، لكي تنقشع عن الأعينِ ما أصابها من غشاوة ، وتستيقظ من غفلة ، وتنتبه لخطر التدخين ، وحتى يراه الناسُ على حقيقته ، ونكون جميعاً في ابتعادٍ عن مثل هذا ..


قال تعالى : ( قل لا يستوي الخبيث ولا الطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث ) المائدة100.. كيف وقد علِمنا حُكمَ الشَّرعِ في تحريمه ، وأيّقَنَّا بأضراره الصحية ، ومخاطره العامة على الأنفسِ والممتلكات والمنشآت .. فهذا نداءٌ أخوي إلى المدخن في همسات :


بدايةً إني سائلك بعض الأسئلة ، ولتكن صادقاً في الإجابة عليها :


- من هو الأقرب للإيمان ، هل هو الذي يصلي ، أم الذي لا يصلي ؟
- أيهم الرجل العاقل ، الذي يصلي ، أم الذي لا يصلي ؟


- أيهم الرجل المؤمن العاقل ، الذي يعُقُّ والديه ، أم الذي يبُرُّهما ويحسن إليهما ؟
- أيهم ( الرجل .. ) ( المؤمن .. ) ( العاقل .. ) أهو الذي يُحسن إلى الناس أم الذي يسيء إليهم ويؤذيهم ؟

- أخي .. انتبه فإني أحبك .. فلا تغضب منّي وأجبني بصراحة .. أيُّهم ( الرجل ) ( المؤمن ) ( العاقل ) ( الفطن ) أهو الذي يُدَخِّن أم الذي لا يُدَخِّن ؟!


- أيهم الذي تريد أن يكون أباك ، الذي يُدَخِّنُ أم الذي لا يُدَخِّن ؟
- أيهم الذي تريد أن يكون ابنك ، الذي يُدَخِّنُ أم الذي لا يُدَخِّن ؟


- يا مسلم .. يا عبد الله .. أيُّهم أقرب إلى رحمة الله وجنته ، المدخِّن أم الذي لا يُدَخِّن ؟
- أيُّهم أقرب إلى حب الملائكة ، الذي يُدخِّن ، أم الذي لا يُدَخِّن ؟


- أيُّهم الذين تحفُّهم الملائكة ، مجالس المدخنين أم مجالس الصالحين ؟ كُنْ صادقاً أخي.. ولا تتهَرَّب .. وسِر معي ولا تتراجع أو تتوقف ..
- قل لِّي بالله عليك .. ماذا ستفعل لو أنك رأيت أحداً يُدَخِّن في بيتٍ من بيوت الله ؟ ما هو شعورك ؟ ما هو موقفك ؟ بالطبع ستغضب ، ولن تَسكُتَ على ذلك الفعل المشين ..


- أخانا الغالي .. يعجبني في إجاباتك صدقك وصراحتك ، وغيرتك ، ولكن لِمَ الغضب .. أَوَلَستَ تُدخِلُهُ إلى جوفك .. وإلى قلبك .. ثم يزداد صدرك ورئتك تلوثاً بكثرة تدخينك .. ثم ها أنت ستدخل بيوت الله .. وسوف تصلي .. بل وستقرأ كلام الله .. فهل يليق هذا يا عبد الله ؟

وقفات مع مزالق المدخنين :


أيها المدخِّن .. إنَّ من المزالق التي وَقَعْتَ فيها أنك تحمل وزر هذه المعصية وإثمها منذ إشعالها حتى تُطفئها ، وأمَّا إن كنت تجلس بسيجارتك في أحد المكاتب الرسمية فإنَّك فوق ما تحمَّلته من وزرها ستحمل كذلك وزر مخالفتك لولي أمرك الذي أصدرَ مرسوماً بمنع التدخين داخل تلك المكاتب ، وعليها صدرت التعاميم للتنبيه ولزوم التقيد بذلك الأمر ..

وسوف تحمل فوق هذين الوزرين وزراً ثالثاً إنْ أَنتَ مارستَ التدخين في بيتك أو سيارتك أمام امرءاً من أهلك وأولادك وذلك لتفريطك واستهتارك بصحتهم أولاً ، وتعريضهم للوقوع في مثله ثانياً ، وقد قال عليه الصلاة والسلام كما في السلسلة الصحيحة : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) ..


تلك ثلاث مزالق في حقك ، ورابعُها هو مجاهرتك بهذه المعصية وعدم الاستحياء من الله تعالى ثم من الناس ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث المتفق عليه ـ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون ، وإنَّ من المجاهرةِ أن يعملَ الرجلُ عملاً بالليل ثم يُصبِحُ وقد ستَرَهُ الله . فيقول : يا فلان عملتُ البارحة كذا وكذا ، وقد بات يسترهُ ربه ويصبحُ يكشفُ سترَ اللهِ عنه ) .

وخذ ـ أيضاً ـ خامسَ هذه الأوزار أنك ارتكبت محظوراً شرعياً في إيذائك لإخوانك المسلمين من حولك دون حياءٍ ولا احترامٍ ولا تقدير ، قال تعالى : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً ) .


وسادس هذه الأوزار ـ بسبب هذا المخزي ـ فإنك حين ذهبت لتستتر من الناس ومن أعينهم فقد جعلت الله أهون الناظرين إليك ، وقد صح في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( لأَعْلَمَنَّ أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمالٍ أمثال جبال تهامة بيضاء ، فيجعلها الله هباءً منثوراً ، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جَلِّهِم لنا لا نكون منهم ونحن لا نعلم ، قال أمَا إنَّهُم إخوانكم ، ومن جلدَتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) رواه ابن ماجه ورواته ثقات.


وسابع هذه الأوزار هو هذا المال الذي ستُستَوقف بين يدي الله تعالى وسائلك عنه ، فقد جاء في الصحيح عن أبي برزة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع ومنها : عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه .. ) الحديث ..


وثامن تلك الأثام في أن الله يوقظ بعض عباده في الثلث الآخِر من الليل ليسمع منهم تسبيحةً أو استغفاراً ودعاءً إلا أنَّ المدخن سرعان ما يفكر في إشعال سيجارته وكأنَّ لسان حاله يقول : لا حاجة لي بهذا الخير ، فما بالك بعبدٍ يردُّ كرَمَ الكريم بجحودٍ وعصيان .. فانتبه يا رعاك الله فإن كثرة الذنوب موبقة ..


أيها المدخنون .. إنَّها سيجارة خفيفة الحمل ، سهلة التناول ولكنها عسيرة عند الحساب يوم القيامة !




بقلم / جمال بن عبد الله الزهراني

[ابتسامة جرح]

جزاك الله خير الجزاء

[الضابط]

والله موضوعك قوي لكن انا ادخن وودي اتركه وماقدرت

[يمامة الوادي]

بارك الله لكم,,
والله يهدي جميع المدخنين ويصرف عنهم هذه السموم,,