لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
الأئمة وأمانة المساجد
الحمد الله الواحد الجليل ، له في كل آية دليل ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الوكيل ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الخليل ، والحبيب الجميل ، صلى الله وسلم عليه ما صهل صهيل ، وشفي عليل ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يومٍ مهيل . . أما بعد : فإمام المسجد له دورٌ مهم في حيه ، وله تأثيره الواضح على المصلين معه ، فهو ذو تأثير في العلاقات الحميمة بين جيران المسجد ، وربط القلوب مع بعضها البعض .. فالإمامة في الصلاة من أولى الوظائف الدينية التي عرفتها الدولة الإسلامية وأجلها قدراً ، وأكثرها نفعاً ، مارسها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه ، واختار لها من بعده أفضل الصحابة أبا بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، قال صلى الله عليه وسلم : " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر " [ أخرجه الترمذي وغيره ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1142 ] . أهمية الإمام : الإمام في حيه كالملح للطعام ، فلا يُستغنى عنه مطلقاً ، فهو المرشد ، والموجه ، والمشرف ، والمعلم ، هو المحذر من الشرور ، والدال على الخير ، هو من ينبه على الخطأ ويقول للمخطئ أخطأت ، ويقول للمحسن أحسنت ، إلى غير ذلك من الأمور الدالة على أهمية الإمام . فالإمامة من وظائف الدعوة إلى الله ، فإن كتاب الدعوة الأول لهذه الأمة القرآن الكريم ، والإمام هو الذي يسمعه جماعته في الصلاة ، وإمام المسجد داعية إلى الله تعالى بعلمه ، فهو قدوة جماعته ، فبعلمه يقتدون ، وبعلمه يهتدون ، لأنهم يرون أنه أقرؤهم لكتاب الله ، وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك قُدم عليهم في الإمامة .. كما يرون أنه أبعد الناس عن براثن المعاصي ، لعلمه بها ، وخوفه على نفسه منها ، ومن كان هذا عمله ، وهذه وظيفته ، فإنه لزاماً عليه أن يقوم بأعبائها على أكمل وجه وأتمه ، وأن يراقب الله تعالى في علانيته وسره ، وأن يعلم أنه ليس المقصود من الإمام أداء الصلوات وأخذ الأجرة على ذلك فحسب وينتهي دور الإمام بذلك .. لا ، بل عليه مسؤولية عظمى ، وأمانة كبرى ، لابد أن يحقق أهدافها السامية ، ليرضي ربه ويبرئ ذمته أمام خالقه سبحانه, ولعلي أتطرق إلى موضوع مهم جداً ، ألا وهو دور المسجد وإمامه ، في توعية أهل الحي بالحقوق الشرعية ، والآداب الإسلامية ، وإنقاذ المجتمع من براثن الشرك والوثنية ، وتبصيرهم بما يُحاك ضدهم من لدن أعداء الملة والدين ، ويكشف لهم الزيف والحقائق لبعض الفرقة الضالة المارقة من الدين ، إلى غير ذلك من الوظائف المهمة . دور الإمام ومتطلباته : إمام الحي منوطٌ به مهمة عظيمة ، فهو المربي والموجه والمرشد ، هو من يعلِّم الناس الخير ، ويدلهم على طرق البر ، كيف لا ، وهو يتسنم مكانة النبي صلى الله عليه وسلم المربي الأول ، والمعلم العظيم ، والموجه الكريم للأمة الإسلامية في قديم وحديث .. فمن معينه نستقي العلوم والمعارف والآداب الشرعية ، والتوجيهات الإسلامية ، فيجب على كل إمام أن يتخذ من النبي صلى الله عليه وسلم قدوة ومثالاً يُحتذى به ، فقد قال المولى جل وعلا : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [ الأحزاب21 ] . فمن أعظم مهمات الإمام : 1- تفقد الجيران المتخلفين عن الصلاة وزيارتهم في بيوتهم ونصحهم وتوجيههم بالكلمة الحانية والوسائل الممكنة من الكتيبات والمطويات والأشرطة النافعة ، واستدعاء بعض الدعاة وطلبة العلم في منطقته لبذل النصيحة للجميع في حيه . 2- معالجة المنكرات الظاهرة مثل الأطباق الفضائية ( الدش ) ومظاهر الانحراف لدى بعض الشباب والفتيات ، وكذلك الربا، وحلق اللحى ، وإسبال الثياب ، وشرب الدخان ، وتعاطي المخدرات ، وذلك من خلال : الكلمات ، الفتاوى ، ونشر الأشرطة ، والملصقات ، واستدعاء بعض رجال مكافحة المخدرات لينقلوا للناس صورة حقيقية عن الواقع المؤلم الذي يعيشه المدمن . وكذلك تعريف الناس في مسجده بخطورة الربا والرشوة على الأفراد والمجتمعات ، وأنها سبب لغضب الله تعالى ونقمته وسطوته ، وأنها سبب في احتباس الأمطار ، وقلة الخير المدرار . وتحذير الناس من خطورة الزنا واللواط والعادة السرية ، والغرام بين الفتيان بعضهم ببعض ، والفتيات بعضهن ببعض ، وأن ذلك محرم شرعاً وعقوبته معجلة ، مع ما يُدخر له من العقوبة المؤجلة ، وهكذا .. فالإمام يتتبع كل ما يُستحدث من عادات دخيلة على الدين الإسلامي ، يناقشها مع أهل حيه بموضوعية وشفافية بكل وسيلة ممكنة حتى يقضي على الآفات والمنكرات . ومن أعظم المسؤوليات التي يقوم بها الإمام توعية الناس بخطورة الفضائيات ، وأنها وسيلة لهدم الدين في القلوب ، وإخفاء العقيدة الصحيحة ، وطمس الفطرة السليمة ، حتى يستحوذ على القلوب شياطين الإنس والجن ، الذين يبثون سمومهم ليل نهار ، لإخراج المسلم والمسلمة من رقعة الدين إلى علمانية لا دينية . 3- إقامة دورية بين جماعة المسجد ، لإقامة الألفة بينهم ، والمودة والتناصح ، والتعاون على البر والتقوى ، ومناقشة أوضاع ومشاكل الحي ، وطرحها وإيجاد الحلول الناجعة لها ، وتفقد أحوال الفقراء والمساكين في الحي ، ومد يد العون والمساعدة لهم ، وإعفافهم عن السؤال . وعمل مخيم جماعي يجتمع فيه أهل الحي كل شهر ، وهذا هو الاجتماع الشهري لأهل الحي ، لمناقشة الأوضاع الحي ، وتبادل الآراء حول المستجدات ، والتعرف على السكان الجدد ، وتوديع المنتقلين من الحي ، ثم يكون هناك اجتماع سنوي في كل عيد من عيدي الفطر والأضحى ، يجتمع فيهما الناس للمعايدة واللقاء وتبادل التهاني بالعيد . 4- القراءة على المصلين بعد صلاة العصر ، وبعد صلاة العشاء ، والاهتمام بالكتاب المقروء ، وتنويع مواضيعه وشموليتها ، ومحاولة اغتنام الفرص في الإرشاد والتوجيه بين حين وآخر ، وليحرص الإمام على قراءة شيء من فتاوى العلماء كل يوم ليفقه الناس في دينهم . 5- إقامة حلقة لتحفيظ القرآن الكريم للصغار والكبار ، مع مراعاة الأوقاف المتاحة للمرحلتين ، ووضع جدول مناسب ، وبرنامج للطلاب المتميزين ، والحرص على الرحلات ليخرج الناس من جو الحي والمنزل ، إلى جو البر والبحر ، لإعمال الفكر ، والتفكر في مخلوقات الله تعالى ، وعمل المسابقات هناك ، والترفيه البريء للجميع وفق ضوابط الشرع المطهر . 6- العناية بفئة الشباب واستصلاحهم وتوظيف طاقاتهم بإشراكهم في تنفيذ بعض البرامج وتعويدهم عليها ، لاسيما المشاركة في اللوحات الإعلانية في المسجد ، وتجهيز بعض الكلمات وعرضها على الإمام لتصويبها وتنقيحها .. ثم يقدمها الشاب ويعرضها على المصلين ، لإخراج الشباب من حيِّز الانطوائية ، إلى روح الجماعة والجرأة ، ومعرفة الطاقات الكامنة وتوظيفها حسب الاختصاصات ، والعناية كل العناية بالإنترنت واستخدامه في المسجد ، ونقل فعاليته عبر الشبكة العنكبوتية على الهواء مباشرة ، وعمل موقع للمسجد يعرض فيه باكورة الأعمال والنصائح والتوجيهات ، كي يستفيد منها المسلمون في كل مكان . 7- وضع صندوق في المسجد خاص بأسئلة المصلين ويجاب عليها في وقت محدد بعد صلاة معينة في يوم معين ، إن كان الإمام أهلاً لذلك ، وإلا فعليه أن يتصل بأهل العلم ويستضيفهم في مسجده ، ويعرض عليهم الأسئلة للإجابة عليها ، في جو تسوده المحبة والوئام والتعاون . 8- تنظيم مسابقة في حفظ بعض سور القرآن الكريم ، وبعض الأذكار النبوية ، أو تكون مسابقة ورقية تتضمن أسئلة في العلوم الشرعية ، ويتناسب مستواها مع جماعة المسجد ، ويقام حفل مصغر على مستوى الجماعة ، ويكرم من خلاله الفائزون في هذه المسابقة . 9- تنظيم مسابقة خاصة بالنساء في البيوت ، وتكون ورقية ، وحبذا لو تضمنت الأسئلة : أحكام الحيض ، والنفاس ، والعدة ، والحداد ، والطلاق ، والحجاب ، وغيرها مما يهم المرأة ، ويقام حفل تكريم للمتفوقات في إحدى مدارس التحفيظ النسائية الموجودة في الحي بالتنسيق مع إدارتها . 10- استضافة بعض العلماء والدعاة وطلبة العلم لإلقاء الكلمات والمحاضرات والدروس في الأوقات المناسبة . |
|
11- استضافة رئيس مركز الهيئة في الحي ومحاورته أمام جماعة المسجد لإقناعهم بدور الهيئة واجتهادهم في حفظ المجتمع من الشرور والآفات ، واستعراض بعض القضايا المهمة التي ضبطت ، والمناشط الدعوية التي أقيمت في المركز لإبراز دور هيئة الحي أمام الجيران .
12- الاهتمام بلوحة الإعلانات وتغطيتها بالفتاوى الشرعية والمقالات العلمية وتعليق بعض الإجابة على أسئلة المصلين ، وتكون هذه اللوحة تحت إشراف إمام المسجد . 13- إصدار نشرة شهرية خاصة بالمسجد ، توزع على المصلين في نهاية كل شهر ، أو شهرين وتعنى بالموضوعات التي تناسبهم . وكذلك توزيع مطوية أسبوعية ، وشريط الأسبوع في الموضوعات ذات الأهمية . 14- الاجتماع في يومي العيد للسلام والتهنئة بين جماعة المسجد وأهل الحي ، وقد سبق بيانها . 15- استضافة بعض المسلمين الجدد في المسجد ، وإشهار إسلامهم أمام الجماعة ، لتعم الفرحة بهم ، كي يشعر الجميع بروح الأخوة الإسلامية ، مصداقاً لقول الله تبارك وتعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [ الحجرات10 ] . وليعلم كل مسلم أنه لا فرق بين جنسية وأخرى ، فالدين يجمعنا جميعاً تحت مظلة واحدة ، فربنا واحد ، وديننا واحد ، ونبينا واحد ، لا فرق بين عربي ولا أعجمي ، ولا فرق بين أبيض ولا أسود ، ولا فرق بين القبائل والدول ، لا تفاضل بين الناس إلا بالتقوى .. فالتقيّ هو الأكرم عند الله تعالى ، حيث يقول تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ الحجرات13 ] . وباستضافتنا للمسلمين الجدد ، يشعرون بمدى الوحدة ، ومدى الترابط الذي يربط المسلمين بعضهم ببعض ، فهم أخوة في مشارق الأرض ومغاربها ، كلهم كالجسد الواحد ، ولو تفرقت بلدانهم ، واختلفت أجناسهم ، وتباينت لغاتهم .. فرباط الدين يجعلهم كالقرية الواحد ، كل يألم لألم أخيه ، ويفرح لفرحه ، بذلك يشعر المسلم الجديد بأهمية هذا لدين للعالم كله ، فيصبح سفيراً للإسلام في وطنه ، لابد أن يشعر هذا المسلم بأنه بين أهله وإخوانه ، لا يشعر بالغربية بتاتاً ، وبذلك تتآلف القلوب ، ويحب الناس بعضهم بعضاً ، ويدخلون في دين الله أفواجاً ، متى ما كنا سفراء صدق وإخلاص وعقيد لديننا الحنيف . 16- إقامة دروس للسائقين الخاصين في الحي بلغاتهم والتنسيق مع المكتب التعاوني في الحي ليمدهم بالدعاة المتخصصين ، والاهتمام بالخدم الغير مسلمين ، والحرص على دعوتهم إلى الإسلام بالحكمة واللين والكلمة الطيبة الحسنة .. وإمدادهم بالكتب والأشرطة التي تدعوهم إلى الإسلام ، وإلحاقهم بدورات تعريفية بالإسلام والتي توجد لدى مكاتب دعوة الجاليات المنتشرة في كل مدينة من مدن مملكتنا الغالية ، حتى يتسنَّى لهم معرفة الإسلام عن كثب ، فربما دخلوا في الإسلام ، فيحوز على الفضل العظيم من الرب الكريم .. عن سهل بن سعد رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : " لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله " ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : " أين علي بن أبي طالب ؟ " فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه ، فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال انفذ على رسلك ، حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم " [ متفق عليه ] . فانظر أخي المسلم إلى هذه البشرى من النبي صلى الله عليه وسلم لمن دعا أحداً إلى الإسلام فأسلم على يديه ، أو كان سبباً في إسلامه ، أن له مثل أفضل من هذه الدنيا من الكنوز ذهبها وفضتها ، وذلك عند الله تعالى يوم القيامة . إن الله جميل : هذا العنوان هو قطعة من حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه ، وقبل أن نخوض في هذه الجزئية بإذن الله تعالى من موضوعنا ، أذكركم بقول الله تعالى : { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [ الأعراف31 ] . وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى جميل يحب الجمال ، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ، ويبغض البؤس والتباؤس " [ صححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1742 ] . من هذا المنطلق القرآني العظيم ، والمنطق النبوي الكريم ، يستبين الإمام خاصة ، والمأمومون عامة أهمية اللباس النظيف ، والهيئة الجميلة ، لاسيما الإمام لأننا نتحدث في هذا الموضوع عن الإمام وأهميته في مسجده وحيه . وللأسف الشديد أننا نرى بعض الأئمة لا يهتمون باللباس ونظافته ، فتجده يأتي للمسجد بأردى أنواع الثياب ، بل والمتسخ منها أحياناً ، والضيق الذي مكث عنده سنوات طويلة ، وقد طال الإمام أو خف أو زاد وزنه ، والثوب كما هو .. فتراه يلبس الثوب الضيق الذي يبين مقاسم الجسم ، ويظهره بصورة بشعة مذمومة مخجلة ، مع أن الله تعالى وسَّع عليه براتب الوظيفة ، وراتب الإمامة ، أفلا يستطيع أن يشتري له ثوباً جديداً امتثالاً لأمر الله تعالى ، كما سبق بيانه في الآية السابقة والحديث الذي يليها .. ولكم أيها الأئمة قدوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ضرب مثالاً في الجمال ونظافة الملبس ، وطهارة المظهر والمخبر ، وهناك من الأئمة من يأتي بشماغ ربما وصلت إلى وسط ظهره قِصَرَاً ، وأخرى تضرب إلى فخذيه طُولاً ، وربما رأيت الشماغ وبها عشرون ثُقباً ونقباً ، وربما خيوطها تُسحب وتُجر ، فأين الهيئة الحسنة ، وأين المظهر الجميل ، وأين الجمال المطلوب ؟ فينبغي على الإمام أن يهتم بمثل هذه الأمور المهمة ، لأنه قدوة لغيره ، يرمقه كافة المصلين بأبصارهم ، وينقلون عنه هذه الصورة والهيئة ، وربما أبغض الأئمة بعض الناس أو الشباب أو الأطفال إذا وجدوا إماماً لا يهتم بلباسه .. فربما ظنوا أن الدين يأمر بذلك ، والعكس هو الصحيح ، فاتقوا الله أيها الأئمة واعملوا بأمر الله ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأعلموا أن الله جميل يحب الجمال . ومن الجمال أيضاً الاهتمام بالطيب والعطر والروائح الطيبة ، فعلى الإمام أن يحرص على أن يتطيب كلما ذهب إلى مسجده للصلاة بالناس ، حتى يكون قدوة طيبة لغيره ، ويحث المصلين على ذلك . ولقد رأينا بعض الأئمة وهم يأتون من لعِبهم بالكرة أو من بعض الأعمال الأخرى ، والروائح الكريهة تخرج منهم ، وتؤذي من حولهم من المصلين ، الكرة ليست حراماً لكن لها وقتها ، فيجب أن يكون هناك متسع من الوقت للإمام ليغتسل قبل الصلاة ويتطيب بأحسن ما لديه من الطيب ، لأنه سيقف بين يدي ملك الملوك ، الجميل الذي يحب الجمال ويأمر به . الأخلاق الحسنة والدعوة إلى الله : النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أمثلة حية للأخلاق الحسنة ، كيف لا ، وقد قال الله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [ القلم4 ] . وعندما بال الأعرابي في المسجد قال لأصحابه : دعوه ، ولم ينهره ولم يضربه ولم يوبخه ، بل اسمع ماذا قال الأعرابي : " فقال الأعرابي بعد أن فقه : فقام إلي بأبي وأمي ، فلم يؤنب ولم يسب ، فقال : " إن هذا المسجد لا يبال فيه ، وإنما بني لذكر الله ، وللصلاة ، ثم أمر بسجل من ماء فأفرغ على بوله " . والأعرابي الذي جبذ النبي صلى الله عليه وسلم ببردته وأثر ذلك في رقبته الطاهرة عليه الصلاة والسلام ، فما ضربه ، وما سبه ، وما أمر بذلك ، بل همَّ الصحابة بالرجل ، فمنعهم وتبسم في وجه ، وأعطاه من العطاء والبذل ، والأمثلة على ذلك كثيرة . فهل نحن نتحلى بمثل هذه الأخلاق العظيمة ؟ نتمنى ذلك ونرغب إلى الله فيه .. بينما يوجد من الأئمة من نفسه قد بلغت الحلقوم ، فلا يطيق نفسه فضلاً عن أن يطيق غيره ، وتراه سيء الأخلاق مع الناس في حيه ومجتمعه ، ومع ذلك هو إمامهم ، فكيف يكون هذا الإمام قدوة لغيره ؟ |
|
أيها الأخوة . . لا أقول كلاماً جزافاً ، ولا أتخرص القول ، بل هي حقيقة من واقع الحال ، هناك أئمة يهددون ويتوعدون المصلين باتخاذ قرار ما ..
ويتحدى بالبقاء في مسجده ويقول : من أراد الصلاة فهذا المسجد ، ومن لم يرد فالمساجد كثيرة ، فتراه مخلاً بالصلاة ، يتأخر عن مسجده ، يغيب أوقاتاً ويترك الناس بلا وكيل يؤمهم عنه ، وربما رأيته متكبراً متغطرساً ، لا يُلقي لأحد بالاً ، ولا يلتفت إلى من يكلمه ، بل يُعرض عنه بكل أنفة وتعالي . ولو بحثنا عن سبب كراهة الناس له ، لوجدنا أن الحق معهم ، فهو يصلي ولا يتحدث مع الناس ، ولا يأمرهم بالمعروف ، ولا ينهاهم عن المنكر ، ولا يوجه ، ولا يرشد ، ولا يتحدث مع أحد ، بل تراه منطوياً منزوياً ، لا يعرف أحداً من حيه غير المؤذن ، وربما كانت بينه وبين المؤذن شحناء وبغضاء . فهذا الإمام قدوة سيئة ، ومثالاً لا يُقتدى به ، بل لو تحدث لن يسمع له أحد ، وتراه يثير الشحناء والبغضاء بين الناس والعياذ بالله ، وإني أذكِّر إخواني الأئمة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : " من أمَّ قوماً وهم له كارهون ، فإن صلاته لا تجاوز ترقوته " [ أخرجه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 6012 ] . وقد وجد من الأئمة من همُّه ومناه ، وغاية دنياه الحصول على المال - نسأل الله السلامة - .. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ترفع لهم صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً : رجل أم قوماً وهم له كارهون ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وأخوان متصارمان " [ رواه ابن ماجة وحسنه الألباني ] . فيجب على الإمام أن يتحمل أهل حيه وينصحهم ويرشدهم ويحبهم ويحبونه ، حتى يعقلوا عنه ما يريد ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى جميل يحب الجمال ، ويحب معالي الأخلاق ، ويكره سفسافها " [ أخرجه الطبراني في الأوسط ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1743 من حديث جابر رضي الله عنه ] . النصيحة : كما قيل : كانت النصيحة قديماً تُشترى بالمال ، واليوم تقدم النصيحة مجاناً رجاء ثواب الله تعالى ، ولا تجد من يصغي لك ، أو يتقبل منك ، وهذا من الجهل المطبق والعياذ بالله . الله عز وجل أمرنا بالنصيحة ، وأمرنا بالتعاون فيما بيننا ، فقال سبحانه : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [ المائدة2 ] . وحثَّ على النصيحة لكل شرائح المجتمع نبيّ الأمة عليه من ربه أفضل الصلوات ، وأزكى السلام والتحيات ، عن تميم الداري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدين النصيحة ثلاثاً . قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " [ رواه البخاري ومسلم ] . الخطأ أمر غريزي في بني الإنسان ، ولا ينفك عنه أحد ، لأن العصمة من ذلك لله ولرسله صلوات الله وسلامه عليهم .. وهناك من الأئمة من يكثر خطؤه ، ومع تقديم النصيحة له ، فتراه متعالياً متكبراً ، لا يسمع نصيحة وكأنه معصوم من الخطأ .. ومنهم من لا يهتم بالنصيحة ، حيث يغلب عليه الجهل ، فلا يهتم بخطئه ، بل يستمر عليه دون أدنى اهتمام ، ولا ريب أن ذلك من الغفلة ، والجهل الذي يصب في قالب البعد عن دين الله تعالى ، وإلا فالحكمة ضالة المؤمن ، أنى وجدها أخذ بها . فيجب على الإمام أن يكون قدوة في كل شيء ، يقبل النصيحة من غيره ، كما يُحب أن يقبلها غيره منه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " المؤمن مرآة أخيه ، إذا رأى فيها عيباً أصلحه " [ حسنه الألباني رحمه الله ] . وهناك من الأئمة من يقرأ القرآن بغير ما أنزل الله ، فيحرف المعنى تحريفاً واضحاً بيناً ، فهذا عليه كفل من الإثم ، وهو داع إلى الخطأ تعمداً جلياً ، وهو ممن يسنن السنن السيئة للناس ، وهو من دعاة الضلالة ، الذي يعلم الناس الشر بدل الخير والعياذ بالله .. وإني أوصي إخواني الأئمة بأن لا يتقدموا لطلب هذا المنصب الإيماني النبوي العظيم حتى يتقنوا كتاب الله عز وجل حفظاً وتمكناً ، وأن يكون هذا الحفظ على أيدي المشائخ القراء الذين حفظوه شفة من شفة إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. هكذا فلتكن الإمامة ، وما عدا ذلك من اللهو واللعب وحب الدنيا وجمع الأموال ، فهو أمر ينتج عنه عواقب وخيمة ، ونتائج سيئة - نسأل الله العفو والعافية - . ألا فاعلم أيها الإمام أن ما تقرؤه للناس خطأ ربما حفظه منك جهلتهم وعوامهم ، وظنوه هكذا أنزل ، فتكون آثماً ، ولا عيب إذا قُدمت لك النصيحة أن تقبلها ، ومن أعظم النصائح وجوب التحاق الأئمة بحلقات التحفيظ ، لضبط الحفظ ، وسلامة النطق ، فالإمام مؤتمن على كل شيء في المسجد من صلاة وقراءة وصدق وإخلاص .. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإمام ضامن فإن أحسن فله ولهم وإن أساء فعليه ولا عليهم " [ أخرجه البيهقي وغيره ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2786 ] ، وكان رضي الله عنه يقدم فتيان قومه وهو أعلم منهم خوفاً من تبعة هذا الحديث .. واليوم تجد المتقدمين للإمامة أكثر من أن يحصون عدداً ، كلهم يريد الحصول على الإمامة وليس لديه من فقهها شيء ، ولا يحفظ من كتاب الله إلا جزءاً أو اثنين ، مع ما فيهما من الأخطاء ، فلنتق الله أيها الأخوة في الله ، ولنراجع أنفسنا ، فما هذه الحياة الدنيا إلا أيام ، ثم ننقلب إلى عالم الخفايا ، للجزاء والحساب . التسول : ظاهرة خطيرة مؤلمة تشهدها مساجدنا ، لم يألفها من كان قبلنا ، ولكن عندما ابتعد الناس عن دينهم ، وضعف وازع الدين ، انتشرت ظواهر سيئة ، وتفشت عادات باطلة في أوساط المسلمين ، ومنها ظاهرة التسول . وبحكم تعاملي مع المتسولين أثناء وجودي في الإمامة اتضح لي ولجميع المصلين معي ، أن كل من جاء للتسول لدينا في الجامع لم يكن بحاجة للتسول ، بل منهم من لديه من الأموال ما يبلغ الملايين ومئات الآلاف من الريالات ، ولكنه دأب على التسول والحصول على المال بطرق سهلة ، يريق ماء وجهه ، ليحصل على حفنة قذرة من المال الذي هو وسخ الحياة . فلما رأيت كثرة المتسولين ، رأيت أن من واجبي التعاون مع الأجهزة المعنية بذلك ، كمكافحة التسول ، فكنت إذا أتى المتسول وبدأ بعرض قصته المختلقة على الناس ، واستعطافهم لاستدرار ما ليدهم من مال .. أتصل فوراً برجال المكافحة ، فينتظرونه على الباب لحين خروجه ، فيحتملونه إلى مقر المكافحة وبالتحقيق معه يتضح أنه كاذب في دعواه ، وفي اليوم التالي أُذكَّر الناس به ، وأبين لهم ما حصل بالأمس ، وهكذا كان تعاملي مع المتسولين والمتسولات ، حتى قضيت تماماً على هذه الظاهرة السيئة . وعلى الإمام أن يقوم بواجب النصيحة للمتسولين بتذكيرهم بالله تعالى ، وأن التسول ظاهرة غير لائقة بحق من ليس بمستحق ، ويخوفه بالله ، ويذكره بالأدلة والنصوص الشرعية الخاصة بذلك ، ويحث أهل جماعة المسجد بأن لا يعطوا المتسولين حتى يتم التأكد من حاجتهم الفعلية ، وذلك بالإتيان بمشهد من مكافحة التسول ، أو رئيس المحكمة تُبت أهلية المتسول لطلب المساعدة من الناس ، وإلا فلا يُفتح الباب ، لأنه إن فتح لم يغلق . وأحذِّر من النساء المتسولات ، فجلهن داعيات إلى الفسق والجريمة ، وأكثرهن مغلوبات على أمرهن ، فلا يدفع لهن شيء ، بل يُرفع أمرهن إلى الهيئات ، والجهات ذات الاختصاص . وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذه المسألة فأجاب رحمه الله بما نصه : " أصل السؤال محرم في المسجد وخارج المسجد إلا لضرورة ، فإن كان به ضرورة وسأل في المسجد ولم يؤذ أحداً بتخطيه رقاب الناس ، ولا بغير تخطيه ، ولم يكذب فيما يرويه ويذكر من حاله ، ولم يجهر جهراً يضر الناس ، مثل أن يسأل الخطيب والخطيب يخطب ، أو وهم يسمعون علماً يشغلهم به ، ونحو ذلك جاز والله أعلم . وقال السيوطي : " السؤال في المسجد مكروه كراهة تنزيه ، وإعطاء السائل فيه قربة يثاب عليها ، وليس بمكروه فضلاً عن أن يكون حراماً " . وما ذكرته من وقائع وشواهد ، لهي خير دليل على تحريم السؤال اليوم في المساجد ، لما نعلمه من حال أولئك المتسولين ، وأن فيهم كذب ودجل وترويج على الناس ، لاستدرار أموالهم ، وما نعلمه من حقيقة كثير من النساء اللاتي يأتين إلى المساجد بدفع من أقربائهن للشحاذة وإراقة ما الوجه وهي كاذبة فيما تدعيه ، وتظهره من صكوك مصورة مزورة _والعلم عند الله تعالى _ لكن هذا هو الظاهر ، وهذا هو الذي دلت عليه تحقيقات الجهات المختصة . بل رأينا سيارات فارهة وباصات تقف بجوار المساجد ، ويخرج منها نساء الله أعلم بحالهن ، بدافع التسول والشحاذة ، وهي بلا شك عصابات ومافيا تعمل ليل نهار لأكل أموال الناس بالباطل . فهنا يجب على أفراد المجتمع بجميع شرائحه أن يقفوا وقفة صادقة ، يداً واحدة ، يحاربون هذه الأعمال الشنيعة ، والأفعال الفظيعة ، وأن يقطعوا دابرها ، ولا يتم ذلك ، إلا إذا وقف الأئمة وقفة واحدة للتصدي لتلكم الفئة الضالة عن طريق الحق ، ومنعها من التسول في بيوت الله التي بنيت للعبادة دون سواها . الجوال : الجوال نعمة من نعم الله تعالى أُسيء استعمالها من قبل كثير من الناس اليوم ، بحيث أصبح يُستخدم الجوال في بيوت الله تعالى ، التي هي بيوت لذكره وعبادته وقراءة القرآن ، وإقامة المحاضرات والدروس العلمية ، وليست مكاناً لعرض أنواع الموسيقى ، واستعراض أنواع الجوالات . فهناك فئة من المسلمين للأسف الشديد غلب عليهم الشيطان والهوى واتباع الشهوات والشبهات ، فساقهم ذلك للوقوع فيما حرم الله ، فاستخدموا الجوال حتى في بيوت الله عز وجل ، فضلوا وأزعجوا ونفروا . ولقد جاءت فتاوى العلماء متضافرة في تحريم استخدام الجوال في المساجد ، لاسيما إذا اقترنت به الموسيقى ، فواجب المسلم حيال ذلك ، أن يتبع علماءه ، ولا يحيد عنهم طرفة عين . ولقد رأينا الكثير من الناس بل كلهم إذا دخل على أحد المسؤولين أو الأمراء ، نراه يضع جواله مع أحد الموجودين خارج المكان المراد دخوله ، ومنهم من يتأكد من إغلاق جواله عدة مرات ، فسبحان الله ، انظر كيف هذه الغفلة عن مقام رب العالمين ، عند المخلوق يغلق الجوال ، وعند الخالق لا يقام له وزن ، ولا يهتم بهذه المقابلة التي يترتب عليها الأجر والثواب ، والوزر والعقاب ، فهنالك سفهاء من الناس لا يدركون خطورة الوضع . |
|
بينما نرى من التجار أصحاب رؤوس الأموال المقدرة بالملايين ، وكثير من المسؤولين ، وهم يغلقون جوالتهم عند دخولهم إلى المساجد ، بينما أصحاب الديون ومن ليس لهم دور في المجتمع تراه يكابر ويعاند ، ولا يغلق جواله مع وجود التنبيهات عبر الملصقات الموجودة في المساجد .
فواجب الإمام أن ينكر هذا المنكر المستحدث ، وينبه المصلين بعد كل نغمة جوال يسمعها ، ولو استمر على ذلك كل فرض وكل يوم حتى يقضي على هذه الظاهرة المنكرة . وهناك أحد الأئمة فعل ذلك ، واليوم مسجده خال تماماً من أصوات الجوالات المزعجة .. فإن ترك الأئمة هذا المنكر ولم ينكروه ، أصبح مألوفاً لدى الناس بعد فترة من الزمن ، ومن ينكره بعد ذلك ربما عاداه الناس ، وأضمروا له البغضاء ، فالمنكر إن لم يُنكر أصبح كالسنَّة عند جهلة الناس وعوامهم .. فيجب على الإمام أن ينكر كل منكر في مسجده ، حتى يألف الناس ذلك من إمامهم ، ويعرفون أنه لا يقبل بمنكر في مسجده وحيه ، فيصبح التعاون هو سمتهم ، والتآلف هو دأبهم .. فالله الله أيها الأئمة قوموا بواجب إنكار المنكر ، والأمر بالمعروف فيما ائتمنتم عليه ، فما نالت هذه الأمة الخيرية من ربها إلا بذلك ، قال تعالى : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } [ آل عمران110 ] . الصغار : الصغار هم ناشئة اليوم ، وشباب الغد ، وعماد المستقبل ، فينبغي أن يكون لهم جزء من وقت الإمام لتعليمهم وتأديبهم وإرشادهم ، فهناك من الأولياء من لا يهتم بأبنائه ويترك لهم الحبل على الغارب ، يتركهم يلعبون ويؤذون المصلين ، ويزعجون أهل الحي ، غير مدرك ذلك الأب لمغبة النتائج ، وسيء العواقب .. فكان لزاماً على الإمام أن يتوجه بالإرشاد والتوجيه لهم لاسيما وأنهم أطفال قُصَّر لا يفقهون ولا يقدرون ما يحصل منهم من أذى للمسلمين . فمن متطلبات الإمام نحو هذه الفئة أو الشريحة من المجتمع ، أن يقيم لهم حلقات التحفيظ ، وزيارة الآباء لنصحهم وتذكيرهم بأمر الله تجاه أبناءهم ، دون التشهير بهم عبر المكبرات وفي حضور الجماعات . كما لا يغفل الإمام عن اللطف والحب والعطف لأولئك الأطفال ، حتى يقبلوا منه ما يقول ، كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فإذا لقيهم سلم عليهم ، وسأل عنهم ، وإذا مرض أحدهم زاره وعاده ، ليغرس في نفوس الناشئة حب الخير ، ومعرفة مدى فائدة التآلف والتراحم والتلاحم بين أفراد المجتمع الواحد . وينبغي على الإمام تحمل الأذى الذي يحصل من قبل بعض الأطفال في المساجد ، ولا يعنف ولا يزجر ، ولا يوبخ ، بل ينبغي أن يكون صدره رحباً متسعاً لهم ، كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع الحسن والحسين ، ومع أمامة بنت ابنته زينب رضي الله عنهم أجمعين . فالله الله بالرفق واللين واللطف مع أولئك الصغار حتى يحبوا المسجد ويألفوه يحبوا أهل الخير ، فما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وما نُزع من شيء إلا شانه . المرأة : المرأة مدرسة ومحضن للأطفال ، وينبوع يستفيد منه الأبناء ، فكان لزاماً أن تحاط بمزيد الرعاية والاهتمام ، ومن ذلك دعوت بعض الداعيات لإلقاء المحاضرات لهن .. وإلحاقهن بمدارس تحفيظ القرآن الكريم . كما ينبغي عمل مطويات وكلمات تخص المرأة ، فهي المستهدفة اليوم من قبل أعداء الملة والدين ، ومن تبعهم من العلمانيين والليبراليين ، الذي يهدفون إلى إخراج المرأة من سترها وعفافها وحيائها ، لتكون ألعوبة بأيدي العابثين بالأعراض ، واللاهثين وراء الشهوات . فيجب على الأئمة توضيح ذلك للنساء وأولياء أمورهن ، وألا ينخدعوا بما يقال عبر الفضائيات من قبِل فئة ضالة خارجة عن تعاليم الدين وتوجيهاته وآدابه ، ممن رضعوا أفكار الغرب ودرسوا فيه ، ثم عادوا لبلدهم متنكرين للجميل ، داعين إلى كل سوء ومنكر من القول والعمل - نسأل الله السلامة من ذلك - فعادوا أبواقاً للغرب الكافر ، يدعون لتحرير المرأة من دينها وحجابها وجلبابها ، لتكون عارية وفريسة للذئاب البشرية ، ممن يسعون وراء النزوات البهيمية ، وإشباع الغرائز الحيوانية ، بأفكار شيطانية ، ابتدعوها من تلقاء أنفسهم . جاءوا لبلادهم بأفكار مسمومة ، وأدمغة مغسولة ، يدعون للحرام ، ويرغبون في الغرام ، ضاربين بأوامر الدين ونواهيه عرض الحائط ، لا يأخذون إلا ما يوافق رغباتهم ، ويسكن شهواتهم ، قاتلهم الله من قوم . فيجب على الإمام أن يحذر نساء المسلمين من خطورة الوضع اليوم ، فهناك حملة دنيئة ، وهجمة بذيئة ، على المرأة المسلمة ، يخدعونها بكلام معسول ، باستقطاب رجال ونساء لا يدينون لله بدين ، فيتفيهقون ويتشدقون بكلام بذيء يدعون من خلاله المرأة إلى الاختلاط والتبرج والسفور ، وتقليد نساء الكفرة والفجور ، عبر برامج فضائية يقودها زمرة من العلمانيين التغريبيين ، الذي يدعون المرأة إلى النار ، ومعصية الواحد القهار . فعلى الإمام أن يبين الأدلة من القرآن والسنة التي تبين وجوب تغطية المرأة لوجهها بحضرة الرجال الأجانب ، وكذلك النصوص الواردة في التحذير من الاختلاط أو محادثة الرجال الأجانب والتكسر معهم في الكلام . وكذلك تحذير المرأة من السفر دون محرم ، أو الخروج مع السائق دون محرم ، ولو كان لمتر واحد ، وتحذيرها من ارتياد الأسواق بلا حاجة ماسة تدعوها لذلك ، لأن في خروجها بلا محرم خطر عليها من الغرباء الأدنياء . فيجب على المرأة المسلمة أن تعي ما يُحاك ضدها ، وما يدور حولها من هجمات شرسة وخسيسة ، وحرب شعواء تتربص بها الدوائر ، لاستغلالها واللعب بجسدها . ومما تأسف له النفوس أن هناك ثلة من النساء وقعن ضحية لتلك الحروب والهجمات ، مع مباركة وتأييد من قبل أولياء أمورهن ، غير نبالين بالنتائج السيئة المترتبة على ذلك ، وهاهي المرأة في الخارج تعاني الأمرين عندما فقدت حجابها ، وخرجت من بيتها ، فهاهن يعقدن المؤتمرات ، ويدلين بالتصريحات للمطالبة بعودة الحجاب ، والقرار في البيوت ، وأنى لهن ذلك ؟ كما يجب التنبيه على بعض الألبسة السخيفة المخالفة لتعاليم الشريعة ، كالقصير ، والضيق ، والبناطيل ، وشبه العارية ، وتحذير الأمهات من لباس الصغيرات ، فمن شب على شيء شاب عليه ، وما حوادث الخطف وفعل الفاحشة بالفتيات الصغيرات إلا نتيجة حتمية لمعصية رب البرية ، فخذوا حذركم . فيجب أن نأخذ العبرة من غيرنا ، وألا نكون نحن عبرة لغيرنا ، كل ذلك يتوجب على الإمام نقله لأهل حيه ، لإبراء ذمته أمام ربه وخالقه ، وأداء لأمانة الإمامة المنوطة به . الشباب : الشباب هم عماد الأمة ، وقلبها النابض ، وصمام الأمان لكل شعب من الشعوب ، فإذا ما انحرف الشباب تاهت الأمة ، وضعفت ، وخارت قواها ، واستولى عليها أعداؤها ، وهذا أمر مشاهد وواقع لا ينكره أحد . ولما عرف الأعداء قوة شباب الإسلام ، ومقدرتهم على الدفاع عن دينهم ووطنهم ، وولاة أمرهم ، والدفاع عن أعراضهم ، دأبوا إلى بث القنوات الفضائية التي تدعوا إلى الإباحية ، وكذلك عبر الشبكات المعلوماتية ، عبر الإنترنت .. وياللخسارة الفادحة والمؤلمة ، أن هناك ثلة من الشباب انقاد انقياداً غير مسبوق إلى ما يبثه الغرب من أفلام وصور ومناظر ومشاهد محرمة ، مميتة للعقيدة ، تغتال الدين في القلوب ، وتجعل الشاب مسيَّراً لا مخيَّراً فيما يشاهد - فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون - . لقد خطط الأعداء ، ووقع شبابنا في الفخاخ ، وترنحوا في المصائد الشهواتية ، فتراهم سكارى وما بسكارى ، ولكن تأثير المعروض أذهليهم ، حتى تركوا الصلوات ، وعصوا رب البريات ، وعقوا الآباء والأمهات ، تنكروا لوطنهم ، تنكروا لدينهم _ نسأل الله اللطف _ اللهم استر يا ستير . أضحت صورهم وكأنها نسخة طبق الأصل من شباب الكفر والعهر ، جِلّ على الشعور ، مكياج على البشرة ، ربطات حول الأعناق ، سلاسل حول الأيدي ، سراويل قصير فوق الركبة ، تلاعن وتهارش في القول والكلام ، لبان يدل على الميوعة والأنوثة ، ألسنة تلعن ربها ودينها ، وتسب نبيها صلى الله عليه وسلم - اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا - . فيجب على الأئمة أخذ ذلك بعين الاعتبار ، والأخذ بأيدي الشباب ، فقد ضلوا السبيل ، وتنكبوا طرق الفساد ، فلابد من التوجيه الهادف ، والإرشاد الصادق ، لفئة الشباب ، ففيهم من الخير ما الله به عليم ، ولكن يحتاج هذا الخير إلى من يوجهه التوجيه السليم ، تحت مراقبة لصيقة لعدم النكوص على الأعقاب . فمن واجب الإمام أن يقوم بزيارة هؤلاء الشباب في منازلهم والجلوس معهم بعيداً عن أهليهم ، حتى لا يحصل الإحراج ، وتقع النفرة ، فربما لم يتقبل الولد من واليده نصيحة ، وهذه نتيجة حاصلة بسبب ما يُشاهد من فضائيات ، وبسبب سن المراهقة ، وحب السيطرة ، وعدم تقبل النصيحة للإحساس بالرجولة ، فينبغي على الإمام إدراك ذلك ، واستشارة أهل الاختصاص في كيفية التعامل مع هذه الشريحة الهامة من المجتمع . كذلك القيام برحلات برية وبحرية ، لإخراجهم من جو الحي والمنزل والمدرسة ، إلى جو يهيئ لهم الذهن الصافي المتوقد ، لانتشالهم من براثن الشياطين ، ونقلهم إلى حياض الدين السليم . كذلك القيام بزيارة الحرمين الشريفين وحضور الدروس العلمية هناك ، وزيارة الدعاة والعلماء والاستفادة من توجيهاتهم ، فالمرء على دين خليله ، فمن كان أصدقاؤه صالحين أصبح صالحاً ، ومن رافق الطالحين خاب وخسر . فأهيب بإخواني الأئمة الاهتمام بالشباب وتقديم كافة الرعاية لهم ، وذلك بتعاون كثير من المؤسسات والأفراد والأغنياء في ذلك ، فالله مع الجماعة . فكم رأينا من شباب يلعبون الكرة بجانب المساجد ، وآباؤهم فقدوا زمام التربية ، فتخلوا عن التوجيه والإرشاد ، وتركوا ذلك للشوارع . ورأينا شباباً على أعتاب المنازل والناس يصلون ، ورأينا شباباً داخل دورات المياه أثناء الصلاة للعلب والعبث والتدخين ، والمصيبة العظمى أن الإمام يمر بهم ولا ينصح ولا يوجه ، وكأن الأمر لا يهمه ، فيا الله ما هذه الغفلة ؟ أين الضمان الذي ألزمك الله به . الإصلاح : كم من المشاكل والمصادمات التي تقع في كل بيت ، فلا يخلو منها منزل ولا حي ولا عمل ، فاختلاف وجهات النظر غالباً ما تسود بين الناس ، لكن العاقل الفطن ، يعلم علم يقين أن اختلاف وجهات النظر ، لا تُفسد للود قضية ، فإذا اختلفنا فنحن إخوة ، فكل له رأيه ، ولست ملزماً باتباع رأيك مادام أني أرى أني رأيي هو الصواب ، والعكس صحيح .. وكما قيل : " رأي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب " ، وقد قال تعالى مبيناً اختلاف الناس : { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [ هود118 -119 ] . فمنشأ المشاكل بين الناس هو استيلاء الشيطان عليهم ، ووجود فرقة من الناس من دأبت على الغيبة والنميمة والإفساد بين الناس . |
|
|
جزاك الله خيرا غاليتي يمامة على مواضيعك القيمة تسلم يداااك ...
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
•:*ღ*:•.هذه بطاقتي الشخصية بكل صدق وأمانة •:*ღ* | مناي الجنه | المنتدى العام | 2 | 2008-12-04 3:41 PM |
رسالة إلى أب: الأبوة.. كنز وأمانة | يمامة الوادي | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 2 | 2008-07-26 2:25 AM |
أحترام المساجد | مهجه | منتدى الحوار والنقاش وتصحيح الأمور العارية من الصحه | 9 | 2006-10-24 3:00 AM |
اين المصلون فى المساجد | حفيد عمر المختار | المنتدى الإسلامي | 4 | 2006-09-12 8:44 PM |
قصه حدثت لي مع احد المشايخ ...@ | ام فيصـل | المنتدى الإسلامي | 1 | 2005-09-21 11:01 PM |