[تبعُ اليمن]

صاح ذات يوم في وجه أبيه، وقال له أبوه:
ما بك ألستُ أباك ؟
قال: نعم، ولكنني لم أطق العيش معك، إنك كثيرا ما تناديني لأتفه الأسباب.
قال: وما هي هذه التي قلت عنها أتفه الأسباب ؟
قال: تعال يا بني حـُك لي شعري، أسقني الماء، وأنت قادر على كذلك .
قال: سامحك الله يا بني، أما تعلم بأن مرضي يشوي الجلد، وتسيل الدماء بسبب أو بلا سبب.
قال: أعلم، ولكنك تتابع نفسك، أي أنك أصبحت الآن مريضا نفسيا.
قال وماذا يعني هذا ؟
قال: سأرميك في مستشفى الصحة النفسية.
قال: أو تفعلها وأنا أبوك ؟، وماذا سيقول عني الناس، جـُن في آخر أيامه ؟
قال ليقولوا ما يقولوا، مالنا والناس.
قال: أنسيت بأن الله تعالى أمر المسلمين بطاعة والديهم ......
قاطعه قائلا: أخرس، أما زلت تردد كلام الرجعيين، كلام المتخلفين، أولئك الذين يريدون من المرأة أن تمشي بجلباب أسود، فيمنوعون شعرها من أن تلعب الرياح، أو أن نرى ذلك الوجه الجميل، والجسد الرشيق، وحتى أن إن كان وجهها مكشوفا لكنه من غير زينة.
قال: تبا لك يا بني، أأنت علماني ؟ أين ذهبت كل دراساتك وحبك للدين، لعنة الله على من غيرك.
ويقوم الابن برمي أباه في ألأرض، ويركله ركلة قوية، ثم يأخذه إلى المستشفى النفسي، ويسألوه عن حالة والده، فيخبرهم بأنه يعاني من حالة عصبية، ويحرق نفسه، ثم قبلوه بالمستشفى.
وبعد مضي سنين، وبعد موت الأب، يشاء الله تعالى أن يبتلي الابن العاق بنفس داء والده، ولكنه أشد ضراوة منه، ولا يستطيع أي أحد الاقتراب منه، لنتن رائحته، وخوفا من العدوى.
وفي ذات يوم يصرخ ابنه في وجه، ويدور بينه وبين أبيه العاق، نفس الحوار الذي دار بينه وبين والده.
ولكن ابنه هذه المرة كان شخصا لا مباليا، يلبس بنطلون طيحني ــ وهو الذي يكشف الأرداف ــ ويضع حلقا على أذنيه وما خلافه.
ويرميه ابنه في الحجر الصحي، لا المستشفى النفسي.
ويبكي بحرقة ويقول: يا ليتني ما فرطتُ في جنب الله، وما عصيتُ أبي.
القصة طازجة من مطبخ مخليتي.
مــــــا شـــــــــاء الـــــــلـــــــه، لا قــــوة إلا بــالـــلــــه

[غفا]

جعله الله مطبخا عامرا بكل ماهو مفيد....ياأخي


قصة رائعة، تخللتها بعض اللقطات اللماحة...


هل يناسب أن نضع عنوانا لها ولو كان تقليديا..



على نفسي جنيت.....أو كما تدين تدان



بارك الله فيك وفي قلمك وفكرك.

[الحسنى]

ما شاء الله عليك
وفقنا الله بكاتب أثرى ساحة مخيلتنا بخيالاته الهادفة
بارك لله مسعاك ومن النار وقاك وجعلك باااااراً بوالديك

[مها]

قصه مؤلمه وحزينه جداً اشكرا على طرحها لتكووون عبره لمن يعتبر

اشاااطر اختي الغاااليه غفاااا الرأي (( كما تدين تدان ))

ارق تحيه ....

مـــهـــا...

[الحسنى]

بخصوص العنوان
أنا لي موضوع سابق قريب جداً لموضوعك من حيث الهدف وسرد القصة يا أخي الكريم
لكن الفرق في أن موضوعك هذا من (( نسج مخيلتك )) فكان رائع
وقد أخترت لموضوعي مسمى (( كما تدين تدان ))
وهذا رابطة
http://www.22522.com/vb/showthread.php?t=45731
اعتقد أن هذا الأسم أيضاً ملائم لموضوعك ولك الأختيار

[تبعُ اليمن]

ولو كان في مقدورك تغيير العنوان لكان أفضل.
إلا أنني أريد أن أحفز خيال الأعضاء وعصف وتنشيط عقلهم
ليبتكروا لها عنوانا.
شكرا لكم مقدمان والقادم أحلى وأحلى وأكثر.

[الخـالدي]

يعطيك العافيه :>

[أبو ابراهيم]

القصة طازجة من مطبخ مخليتي.
مــــــا شـــــــــاء الـــــــلـــــــه، لا قــــوة إلا بــالـــلــــه

و لا تزكوا أنفسكم، خيال واسع يلامس الواقع، شكرا لك

[اميره بحناني]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[الشملان]

كما تدين تدان