[يمامة الوادي]

لولا معاناة ظلمة الليل ما فرح الناس بإشراقة النهار. كذلك الشأن مع مرارة المعصية وظلمتها ، تعرف بها حلاوة الطاعة ولذتها ..!

القلوب الرقيقة إن لم تجد وابل الموعظة ، فيكيفها الطل منه ، يعمل عمله فيها.. فيلزمنا أن نبحث ونفتش عما يحرك قلوبنا بالرقة لله سبحانه

وصف الله سبحانه ورسوله الكريم لنا الآخرة حتى لكأنا نراها رأي العين ، ومع هذا لا تكاد ترى لها مشمراً ، كأن القوم _وأنا منهم_صم بكم عمي!!

استوقفتني البارحة آية الدين آخر سورة البقرة، وقلت: دينٌ يعتني بتفاصيل أداء الدين، أتراه لا يهتم بما هو أكبر من هذا في حياة الناس؟ كلا والله

إن شئت أن تكون متميزا في الأرض وفي السماء أيضا،فاجعل ذكر الله يجري على لسانك كما تتردد أنفاسك في صدرك، وكفاك قوله تعالى: (اذكروني أذكركم)

يخيل إليك أن الجنة لا تزال مع الطفل حيثما كان ، حتى إذا كبُرَ وأصابه غبار هذه الحياة ، قيل له كما قيل لأبيه آدم : اهبط منها ..! _بتصرف قليل_

بصّركَ الله ما لم تكن تبصر ، وكشف عن قلبك كل حجاب يحول بينك وبين ربك سبحانه ، فإذا حصلت ذلك : ذقت حلاوة إقبالك على الله تعالى

انظر في الساعة _اللحظة_ التي أنت فيها ، واعمل العمل الذي يرضاه الله سبحانه ويحبه ، وهكذا في الساعة التي تليها وما بعدها ..العمر كله !!

( يأبى الأحمق إلا أن يختط لله خطةً يبني عليها مستقبله ..) فإن جاءت الأقدار على غير ما في خياله ، سخط على الله وتأفف وتضجر ..!!

في الغالب نجد أن النقد المباشر يكون جارحاً للمشاعر، لاسيما إذا كان على الملأ.. تذكر ذلك كلما فكرت أن تنتقد آخر..تخيّر ألفاظك، وترفق في حديثك

ثمة أناس تجدهم أمهر من الشيطان نفسه في تزيين الباطل والدعوة إليه،والتحبيب فيه.الشيطان بالنسبة لهم تلميذ صغير لا يزال يتعلم منهم كل يوم جديدا

توقظ هواك بتعريضه لشرارة شهوة ، فتتوقد تلك الشرارة لتصبح نارا تتأجج ! ولو أنك صرفته عن تلك الشرارة ابتداءً، لكفى الله المؤمنين القتال !

لا أجد أروع ولا أقوى من معول المحبة إذا ضرب أرض القلب، فما أسرع ما يفجر فيها العيون والأنهار، وتصبح الأجواء ربيعية فياضة بالخير والبركة !

التحكم الكامل في أهواء النفس يحتاج بعد عون الله ، إلى عزيمة نافذة ، وهمة ماضية وصبر طويل ، وقلب حديد ! ومع هذا فدوام الحال من المحال

لن يتنعم المتنعمون في الدنيا ، بمثل مناجاة الله، وتلاوة كتابه سبحانه .. هاهنا روح وريحان ورب راضٍ غير غضبان .

رحم الله امرأ اشتغل بنفسه : يغتنم وقته ، ليعالج قلبه ، فيرضى ربه ، فينال جنته .

لا يزال السائس يدرّب الفرس حتى يرتاض ويلين ،، وكذا القلب يحتاج إلى تدريب مستمر على رقابة الله ، حتى تصبح الرقابة صفة لازمة فيه .

خلقك في أحسن تقويم، ومنحك روحاً تتطلع إلى السماء، وهداك إلى طرق الخير، وجعلك من أمة خير أنبيائه، فعلامَ شرودك منه وغفلتك عنه؟!

تعلمت من القرآن: كن عبداً تكن حراً! لكنها عبودية لله وحده،وحرية من كل شيء سواه..وأيضاً: كن ذليلا تكن عزيزاً! ذلة بين يديه وحده فيمنحك العزة!

احرص على أن لا تؤذي أحداً من خلق الله سبحانه ولو بكلمة جارحة .. فرأس الأمر الأدب ، وبالأدب تعلو الرتب !

صاحبك الحق من يناقشك ويناصحك ، وقد يعترض عليك، ومع هذا يبقى قلبه سليما لك، أما من يجاريك في كل ما تقول فليس بصاحب على الحقيقة.

الهمة العالية لا ترضى بالدون ، هي دائمة التطلع إلى الذروة ، وذروة الذرا تحصيل رضا الله سبحانه ،وأن يملأ قلبك بالرضا ، والرضا جنة العارفين !

تقرأ كتاباً، فإنما تقرأ عقل صاحبه، فإن كان له أسلوباً قوياً، فإنك لن تنجو من تأثيره عليك، إلا إذا كان لديك قواعد تنطلق منها وتحاكم على ضوئها

من عباد الله: مَن آثر الخفاء فلا يطلب الشهرة ولا يلتفت إليها، ويأبى الله إلا أن يظهره ولو بعد حين..اجعل همك الله ودع المقادير تجري في أعنتها

مجرد الرغبة الداخلية أن تتجه إلى الله ليرضى عنك: علامة صحة ، يبقى أن تجاهد نفسك لتترجم هذه الرغبة واقعاً، ولا تيأس ولو تكررت عثراتك ..

لو حدقت بعين قلبك المشرق بالإيمان ومعرفة لله، لرأيت تجليات وحدانية الله سبحانه في كل شيء تقع عليه عيناك، فلا يزال قلبك يقول: الله الله !

إذا قوي القلب بسبب زاد الإيمان والمعرفة الذي يتغذى به ومنه ، فإنه يصل إلى قريب من مشاهدة تلك الأنوار فيه ، وقد يضعف فلا يحس بها أصلا ..!

ليس من إنسان إلا وفيه خاصية ليست في غيره ، فابحث عن خاصيتك الطيبة ، ثم اعمل على صقلها والانتفاع بها ، لتكون متميزا حيثما كنت

قالوا : من استهدى الأعمى ، فقد أسلم نفسه للضياع ..! ونقول : ما أكثر الذين يفعلون ذلك ، ويزعمون أنهم وأنهم ..!!

أبحرت في كتب السيرة كثيرا خلال سنوات، ولكن زيارة واحدة إلى غار حراء ، كانت أقوى أثراً في قلبي من جميع تلك القراءات .. شعور خاص

قال:كنت من أشقى الناس وأشدهم بعدا عن الله،غير أنه كان لي معلم لا يزال يقول لي فيك خير دفين كالذهب في الأرض يلزمك أن تخرجه.فكان لكلماته أثرها

صفقة خاسرة ورب الكعبة: أن تقطع عمرك دون أن تعرف ربك سبحانه فيحبه قلبك كله ، ثم تقبل عليه بألوان الطاعات التي تزيدك قربا منه، فتسعد.

مهما رأيتَ من نفسك،فلا تنسَ أنك كنتَ نطفةً مهينة يستقذرها من يراها، ولولاه سبحانه ما أصبحت كما أنت وحيث أنت،اجعل هذه الحقيقة نصب عينك دائما

قد ينغمس الإنسان في ألوان من اللذات، فعنده على كل ضرس منها لون! ومع هذا يخرج من دنياه ولم يذق أحلى وأطيب ما فيها.. لذة معرفة الله سبحانه

قيل لابن المبارك:لم لا تجالسنا؟ قال: إني أجالس من هم خير منكم،الصحابة والتابعين! يقصد أحوالهم وأقوالهم..لو قالها اليوم أحدنا لقيل عنه متنطع!

[ إنك لترى الطفل دائم الابتسامة متهلل الوجه ، كأنما هو لا يحيا في العالم ، بل في معاني نفسه ، وبذلك فهو دائما فوق الدنيا !]

( ربما كانت النعمة في عاقبة المصيبة ، وكان الإنسان عابساً في وجه القدر ، والقدر يضحك له ! ) .. عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .

نبرة الصوت ، وطريقة الأداء ، وحرارة إخلاص القلب ، عوامل تضفي على الكلام سحراً خاصاً فيقع موقعه من قلوب السامعين

يذكركَ ولا ينساكَ ، ويرعاك ولا يغفل عنك ، ويكرمك ولا يبخل عليك ، ويسترك وأنت تعصيه ، ويمهلك ولا يعاجلك بالعقاب .. فكيف بالله لا تحبه ؟!

( وما رميتَ إذ رميتَ ولكن الله رمى ) خروج من الحول والقوة مع كل إنجاز يخرج على يديك .. فافهم ولا تجعل الشيطان يتلاعب بك إذا أنجزت شيئا ما !

الغالب على مجالسنا : أحاديث اللغو والقيل والقال ،وفلان وعلان ، ونحو ذلك..فكيف ننتظر أن تحفها الملائكة ،وتغشاها الرحمة ، ويرضى عنها الله ؟!

تذكر دائماً : أن كل صلاةٍ منكَ عليه ، تقابلها عشر صلوات من الله عليك ..

يا الله !! والله إنها لصفقة رابحة ، لا يتهاون بها إلا محروم؟!

اليوم جمعة: وظيفة المشمرين فيه : التبكير لصلاة الجمعة ، وقراءة سورة الكهف بالتدبر .. والإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بو عبد الرحمن

[البارقه 2009]

جزاك الله خيرا وسددك

[سنبلة الخير]

جزاك الله خير
غاليتي يمامه